السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[glow=000000] .. و ما لنا ألا نتوكل على الله ..[/glow]
إن التوكل على الله يشكل خيارا أساسيا للأنبياء و المرسلين و الصالحين في ظل المواجهة العاصفة بين الإيمان و الكفر ...
و قد ظل التوكل على الله ملاذا لكل المؤمنين في مواجهة البطش و التنكيل و الحصار و اختلال موازين القوى و كان التوكل على الدوام رديفا للإيمان ..
و موسى عليه الصلاة والسلام مثلا يؤكد هذه القيمة و هو يواجه تردد المؤمنين معه و قال موسى يا قوم إن كنتم أمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ، فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ..
و هذا شعيب عليه السلام يرفع ذات الخيار و هو يعاني صلف و عنت قومه و أما تهديدهم يطرح شعيب عليه السلام خيار التوكل على الله كسلاح لردع التهديد و الفظاظة التي يواجهها " قدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " الأعراف89
وكان الحق تبارك و تعالى يتوجه للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بضرورة التوكل عليه بالتغلب على كل العقبات التي تعترضه بعد أن يطلب منه الاستقامة على طريق الحق و الالتزام الكامل بمنهج الله سبحانه و تعالى { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
و يختتم الحق توجيهاته الصارمة هذه بتأكيد قاعدة التوكل و بقوله تعالى "وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
إذا التوكل على الله خيار الأنبياء و الصالحين و السائرين على نهجهم لمواجهة الطغيان و التسلط وللرد على التهديدات و العنجهية و المستكبرين و هذا ما نطق به الأنبياء في سورة إبراهيم بعد حوار طويل مع الكافرين الذين سيلجئون للتهديد و البطش نتيجة شعورهم بالضعف الفكري و افتقاد الحجة و المنطق و لكن الأنبياء قبل الوصول إلى هذا يعلنون اطمئنانهم إلى جنب الله و يؤكدون توكلهم عليه
{ وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
تعليق