إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"ولكنكم قوم تستعجلون"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "ولكنكم قوم تستعجلون"

    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية



    قسم الإعلام التوعوي


    :: يقدم ::


    سلسلة


    "الهداية في أحاديث البداية"


    للشيخ أبي الحارث الأنصاري - حفظه الله


    يسر إخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية أن يقدموا لكم سلسلة " الهداية فى أحاديث البداية " وإخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية يهيبون بالأخوة المسلمين وأنصار الجهاد عامة وإخواننا فى أرض الرباط خاصة أن يحرصون على متابعة هذه السلسلة لما فيها من علم وفير وفوائد ونصائح لمن أراد أن يضع قدمه على طريق البداية , نسأل الله تعالى أن يجزى كاتبها خير الجزاء , وأن ينفع قارئها إنه ولى ذلك والقادر عليه ....


    الحلقة الثالثة

    "ولكنكم قوم تستعجلون"

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله والرحمة، والرضوان على الصحب والآل، ثم أما بعد:
    "ولكنكم قوم تستعجلون" قالها صلى الله عليه وسلم لخباب يوم أن ضّيَّق المشركون على المسلمين وآذوهم أذىً شديدا، أخرج البخاري في صحيحه عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُلَهُ في الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ،وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ،وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْر َحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".

    "ولكنكم قوم تستعجلون" هذا المقام هو الذي استزل به الشيطان آدم وزوجه، "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ"، أهو تغرير بطول اللبث أم بالبقاء الدائم، إنها المقاسمة بالخلد في الجنة مع أن التحذير قد سبق بعداوته، وأنه سيسعى لإخراج آدم من الجنة، "قُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى" لقد كان هذا كافيا من الله سبحانه، لا جوع ولا عري يعني لا مذلة ظاهر ولا مذلة باطن، وكذا لا ظمأ ولا ضحى، أيضاً لا حر الظاهر ولا حر الباطن، فماذا بقي بعد ذلك؟

    ولكن الشيطان له رأي في هذا الموضع، وله هنا مدخل، وللخبيث باب تغرير فالنفس ترغب في الخلد "فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى".

    سبحان الله من باب الخلد في الجنة استعجل آدم الخلود فيها، فأخرجه الله منها على وعد بدخولها هو وصالح الذرية ولكن بعد "اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ".

    "وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، ما الذي دعاك يا موسى لاستعجال اللقاء؟

    البحث عن رضا الله، فانا قد فتنا قومك بغير وجودك فيهم، وقام السامري "فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى".

    استعجل لقاء ربه، ففُتن القوم من بعده، فكان أن "رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا"، وما ذاك الا لاحتمالين لا ثالث لهما، أولهما الاستعجال "أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ"، والثاني "أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي، ولأنهم أنكروه "مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا" أهملته الآية: "أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ " فكانت العاقبة أن "أَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ".

    وأما صاحب الكمال في التشريع، فلم يُهاجر إلا بعد أن هاجر اصحابه، فأمن عدم افتتانهم، كما هو معلوم معروف، ولنا عند أبي بصير وأبي جندل وقفة، أولئك اللذين فُتن بهما المسلمون في الحديبية لتأخر هجرتهما، مع الفارق في التشبيه فبني اسرائيل عبدوا العجل، وصحابة الرسول الكريم صعدوا الجبل، وأغاروا على قوافل قريش قتلاً وأسراً واغتناماً.

    "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ".

    انه يونس عليه السلام أرسله الله إلى مئة ألف أو يزيدون، فاستبطأ إيمانهم، ولم يتصبر عليهم ووعدهم بعذاب بعد ثلاث، ففرج الرحمن سبحانه عن القوم بإيمانهم وضيق على نبيه باستعجاله، فكان أن آمنوا بربهم من غير وجود النبي وهو الظان أنه سبب إيمانهم...

    "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ " غضبٌ لطول لبثهم في الكفر، فاستعجل الإيمان فكان أن آمنوا هم وعوتب هو، وفرج الله عنهم وضيق عليه "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ".

    وللمقارنة بين ذي النون وصاحب الرسالة الخاتمة فلم ييأس على طول العهد وشدة المخالفة، وقلة الأتباع وخصومة المعاندين، واستأنى بهم، فلم يخرج يأساً من قومه، ولا فراراً من أذي يُصيبه أو فتنة ألمت به، بل خرج للدنيا هادياً وللعالمين داعيا، ليبني دولة الإسلام في قلوب أصحابه، ليبنوها من ثَمَّ على الأرض، وصدق الله: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ "، وهذا من كماله صلى الله عليه وسلم، فقد كان له عزما، وقد صبر على قومه صبر يعجز الصبر عن مثله، فما أيس ولا قنط، وبقي إلى آخر لحظة صمام الأمان دون عذاب الجبار، "وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ "، ولكن لما أمره الله بالهجرة هاجر صلى الله عليه وسلم، وليس أمراً من عند نفسه، لذا فلا تسول نفس الصابر على الدعوة الغير قانط من إيمان قومه أنه خير من يونس بن متى، وبذا صح الحديث.

    نوح صاحب الألف إلا خمسين عاماً في الدعوة إلى الله:
    "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا"...
    "ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا"...
    "ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا"...

    وحانت لحظات الختم والحسم من جهة القوم، "قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ".

    وخُتم من قبل نوح أيضاً: "وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا"، وجاء التقرير الرباني وقُضاء الأمر: "وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ".

    وبالمقارنة بموقف الرسول يظهر كمال الخُلق النبوي والتشريع الإسلامي، يظهر نبي الرحمة المبعوث رحمة للعالمين، أخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال‏:‏ سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا فقيل له‏:‏ إن شئت أن نستأني بهم وإن شئت نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من قبلهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل أستأني بهم‏"،‏ وفي رواية: "بل أستأني بهم لعل الله أن يخرج من شرارهم-وفى رواية من أصلابهم-من لا يشرك بالله.

    وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها من حديث جبريل وملك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمدُ إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت: إن شئت أطبقتُ عليهم الأخشبين" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً".

    استعجل موسي معرفة العلة فضاق به صاحبه ذرعا فكان "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا"

    كان العرض والطلب، "هَلْ أَتَّبِعُكَ "، فقوبل الأمر بـ" إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ".

    تُرى أهذه هي الحكمة التي ينبغي لموسي أن يتعلمها من العبد الصالح، إن لم تكن هي فهي ضمن قائمة منافع: "عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا".

    كان الشرط: "لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا"، فها هو يخرق سفينة المساكين فيستعجل موسي معرفة السبب فكان التذكير "أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ".

    ثم يقتل الغلام فاستعجل معرفة العلة فتكرر التحذير "أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا"، مع زيادة شرط أوقعه موسي على نفسه "إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا".

    فكان بناء الجدار وكان سؤال موسي عن السبب والعلة، وكان جواب العبد الصالح "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا".

    ألقوه في الجب صغيرا لا حول له ولا قوة، ليستعجلوا موته بعد جبنهم وعجزهم عن "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا" وما ذاك الا لـ" يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ"، فما خلا لهم وجه أبيهم وما أصبحوا بعده قوماً صالحين، الا بـ" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"، وها هو يرفع "أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ" وهم قد "َخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا ".

    ألقوه في الجب، فأرسل الله السيارة في الوقت الذي شاءه على الوجه الذي شاءه، "فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً".

    ويكبر الغلام ويدخل السجن على جرم لم يرتكبه، كما أن من ألقاه في الجب كان على ذنب لم يقترفه: "يُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ" وينسبوا الأمر لأبيهم حتى تخلص نفوسهم "إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، فما ذنبه أن أحبه أبوه ليسروا قتله حتى " يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ" وما خلا.

    يدخل السجن ويدخله معه فتيان أحدهما يري صلبه والآخر يري سقايته للملك فقال له يوسف: "اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ".

    من أخرج الكريم بن الكريم من الجب قادر على أن يخرجه من السجن، وكلاهما على الله يسير، وهنا أيسر وأهون، فهناك صحراء مقفرة، فيها الأرجل منقطعة والآمال بالخلاص ضئيلة، بل ولا أمل أن يجتمع رأي على سبيل واحد ليفقدوا الماء فيرسلوا واردهم، أما هنا فعلى أقل تقدير من كان سببا في حبسه باق على ذكراه، وأمله فيه غير منقطع لعدم طرح خيارات اقتلوه أو اطرحوه، بل التوجه نحو "وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ"، وهذا قطعاً بعد قولها: "مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فكان: "رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه".

    فكان من الكريم قوله: " لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" فدخل الشيطان من مدخله، كما دخل لأبيه آدم من قبل "فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ"، سؤال العبد للعبد فيما يقدر عليه، ولا بأس به، أما في مقام النبوة، فهو المستحق للملام من الكريم سبحانه " فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ"، فيا أيها الكريم ما الذي أخر الخروج، أهو الطلب؟ أم هو الاستعجال؟ أم هو عدم إدراك الحكمة في اللبث؟ أم هو موت عزيز؟ أم توبة المرأة؟ أم عدم صدور الأمر الرباني، بالرؤية للملك؟

    إنها حكمة القول:" وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ"، وما ذاك إلا بعد أن تعلم الكريم الدرس، وتعالى عن حظوظ النفس وعلائق الهوى: "ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ".

    الخاتمة هي الخاتمة، والخروج في وقته وفي أوانه، ولا يُحصد الثمر إلا بعد النضج، فحصد الكريم الصبر، فكانت البراءة والخروج والوزارة، والإخوة والأبوين، والمرأة، وقبل كل ذلك، "وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ".


    وصدق الحبيب: " ولكنكم قوم تستعجلون.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    توضيح : فى نهاية السلسلة سيتم نشرها على هيئة كتاب إلكترونى إن شاء الله تعالى .

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    إخوانكم في

    قسم الإعلام التوعوي

    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية

    رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين

  • #2
    بارك الله بك اخي في الله
    موضوعك رائع ومميز
    دمت بخير

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
      #################
      اذا تكرر نفس التوقيع سيتم طردك من المنتدى المرة القادمة
      الادارة

      تعليق


      • #4
        هذه الأمة على موعد مع الدم .....الدكتور الفارس
        [bimg]http://www2.0zz0.com/2008/05/13/09/175504683.jpg[/bimg]
        الشهيد الحبيب لؤي السعدي

        تعليق


        • #5
          أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

          كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
          .....

          لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
          ؟

          الشتم و السباب

          تعليق

          يعمل...
          X