بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وعد الله المؤمنين وهو مالكهم .. وبايعهم وهو الغني عنهم والقادر عليهم .. اشترى منهم أنفسهم وهو الذي خلقها واشترى منهم أموالهم وهو الذي رزقها .. بايعهم بان لهم الجنة فأغلى ثمنهم وأعلى مسكنهم ... أعطاهم دار البقاء والخلود ويا نعم عقباعا بالنفس الفانية والدنيا الزائلة ... قال محمد بن كعب القرظي وغيره : قال عبد الله بن رواحه رضي الله عنه لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة العقبة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت .. فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : اشترط لربي أن تعبدوه لا تشركوا به شيئاً واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون به أنفسكم وأموالكم . قال ابن رواحه : وما لنا ان فعلنا ذلك يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : الجنة . قال عبد الله بن رواحه : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ... فنزلت الآية الكريمة {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } ( التوبة : 111 ) فلا يمكن لمسلم أن يهدأ له بال ولا يغمض له جفن والباطل يعربد ويبطش ويقهر ويقيل ويدمر ... قال القرطبي " ثم ان هذه الآية عامة في كل مجاهد في سبيل الله من أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى يوم القيامة ... ولقد أمضى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هذا العقد الوثيق لربهم وتسابقوا إلى ساحات الوغى يقدمون دنياهم ثمناً لرضا مولاهم قائلين بصدق وإيمان : هذا بيع لا نقيل ولا نستقيل .. وكانوا يشمون رائحة الجنة من تحت ظلال السيوف وتلوح لهم خلال المعركة مقاعد صدق عند مليك مقتدر ... فهذا عبد الله بن جحش رضي الله عنه يتوجه إلى الله بالدعاء عندما كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يتشاور مع المسلمين في الخروج لملاقاة المشركين في غزوة أحد ، وكان من دعاءه : اللهم ان خرجنا للقتال ارزقني عدواً جباراً يقتلني ثم يمثل بي فيجدع أنفي ويقطع أذني حتى إذا لقيتني يوم القيامة فسألتني : يا عبد الله اين أنفك أين أذنك قلت لك : يا رب لقد تركتها في سبيلك وابتغاء مرضاتك ودفاعاً عن نبيك وذوداً عن حياض شريعتك ... وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : لما أصيب إخوانكم في أحد جعل الله أرواحهم في حواصل طيور خضر ترى أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ عنا إخواننا بأننا أحياء عند ربنا نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد وينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ... قال فأنزل الله تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) أحياء دليل على حياتهم ، يرزقون .. ولا يرزق إلا الحي ولأن الأرض لا تأكل أجساد الشهداء ... قال ( صلى الله عليه وسلم ) يوم بدر لأصحابه : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ؟؟ قال عمير بن الحمام : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ؟؟ قال نعم : قال : بخٍ بخٍ .. فقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ما يحملك على قول بخٍ بخٍ ؟؟ فقال لا والله إلا رجاء أن اكون من أهلها . قال : فإنك من أهلها .. فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل فيهن ثم قال : إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى ما كان في يده من تمرات ثم قاتلهم حتى قُتل رضي الله عنه ....
لقد ركز القرآن الكريم في حديثه عن الشهيد على كلمة القتل {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } ( البقرة : 154 ) {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } ( التوبة : 111 ) ولعل في ذلك اشارة إلى جوهر الجهاد وحقيقته وصورته وهي القتال في سبيل الله فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول للمجاهدين ويؤكد للناس جميعاً أن الجهاد ليس نزهة وأن مصير المجاهدين ليست هذه المظاهر الاحتفالية التي نسميها جنائز ونسميها أعراس فالأمر في حقيقته هو القتل بكل ما فيه من ألم وفقدان للأحباب وفلذات الأكباد ... هذا القتل هو ثمرة القتال في سبيل الله .. فمن أراد الشهادة واراد ثوابها وكرامتها فليوطن نفسه وليسفك دمه وليستعد للقتل على يد الأعداء في سبيل الله ....
ومن البطولة الرائعة التي تبين بسالة المؤمنين الأوائل وقوة إيمانهم وأنهم لم يكونوا ينتظرون شهرة ولا مغنماً دنيوياً ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : قدم لأحد المجاهدين نصيبه من الغنائم فقال الرجل : ما على هذا اتبعتك يا رسول الله ، ولكن اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا فأقتل في سبيل الله فأدخل الجنة ، فلما كانت الغزوة التالية أصابه سهم حيث أشار فسقط شهيداً فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صدق الله فصدقه و كفنه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في جبته ووقف على قبره قائلاً : اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيداً وأنا شهيد على ذلك ...
روى أحمد بسند صحيح والطبراني أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : إن للشهيد عند ربه سبع خصال : يُغفر له عند أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلة الإيمان ويُجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويزوج اثنين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أهله ...
الشهادة نعمة عظيمة وهبة جليلة يهبها الله من يشاء من عباده ، فالشهيد يجسد رسالة الإسلام الخالد ، ويعكس صورة الأمة الإسلامية الحقيقية كأمة شاهدة على العالم .
لقد وعد الله المؤمنين وهو مالكهم .. وبايعهم وهو الغني عنهم والقادر عليهم .. اشترى منهم أنفسهم وهو الذي خلقها واشترى منهم أموالهم وهو الذي رزقها .. بايعهم بان لهم الجنة فأغلى ثمنهم وأعلى مسكنهم ... أعطاهم دار البقاء والخلود ويا نعم عقباعا بالنفس الفانية والدنيا الزائلة ... قال محمد بن كعب القرظي وغيره : قال عبد الله بن رواحه رضي الله عنه لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة العقبة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت .. فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : اشترط لربي أن تعبدوه لا تشركوا به شيئاً واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون به أنفسكم وأموالكم . قال ابن رواحه : وما لنا ان فعلنا ذلك يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : الجنة . قال عبد الله بن رواحه : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ... فنزلت الآية الكريمة {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } ( التوبة : 111 ) فلا يمكن لمسلم أن يهدأ له بال ولا يغمض له جفن والباطل يعربد ويبطش ويقهر ويقيل ويدمر ... قال القرطبي " ثم ان هذه الآية عامة في كل مجاهد في سبيل الله من أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى يوم القيامة ... ولقد أمضى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هذا العقد الوثيق لربهم وتسابقوا إلى ساحات الوغى يقدمون دنياهم ثمناً لرضا مولاهم قائلين بصدق وإيمان : هذا بيع لا نقيل ولا نستقيل .. وكانوا يشمون رائحة الجنة من تحت ظلال السيوف وتلوح لهم خلال المعركة مقاعد صدق عند مليك مقتدر ... فهذا عبد الله بن جحش رضي الله عنه يتوجه إلى الله بالدعاء عندما كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يتشاور مع المسلمين في الخروج لملاقاة المشركين في غزوة أحد ، وكان من دعاءه : اللهم ان خرجنا للقتال ارزقني عدواً جباراً يقتلني ثم يمثل بي فيجدع أنفي ويقطع أذني حتى إذا لقيتني يوم القيامة فسألتني : يا عبد الله اين أنفك أين أذنك قلت لك : يا رب لقد تركتها في سبيلك وابتغاء مرضاتك ودفاعاً عن نبيك وذوداً عن حياض شريعتك ... وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : لما أصيب إخوانكم في أحد جعل الله أرواحهم في حواصل طيور خضر ترى أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ عنا إخواننا بأننا أحياء عند ربنا نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد وينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ... قال فأنزل الله تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) أحياء دليل على حياتهم ، يرزقون .. ولا يرزق إلا الحي ولأن الأرض لا تأكل أجساد الشهداء ... قال ( صلى الله عليه وسلم ) يوم بدر لأصحابه : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ؟؟ قال عمير بن الحمام : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ؟؟ قال نعم : قال : بخٍ بخٍ .. فقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ما يحملك على قول بخٍ بخٍ ؟؟ فقال لا والله إلا رجاء أن اكون من أهلها . قال : فإنك من أهلها .. فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل فيهن ثم قال : إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى ما كان في يده من تمرات ثم قاتلهم حتى قُتل رضي الله عنه ....
لقد ركز القرآن الكريم في حديثه عن الشهيد على كلمة القتل {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } ( البقرة : 154 ) {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } ( التوبة : 111 ) ولعل في ذلك اشارة إلى جوهر الجهاد وحقيقته وصورته وهي القتال في سبيل الله فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول للمجاهدين ويؤكد للناس جميعاً أن الجهاد ليس نزهة وأن مصير المجاهدين ليست هذه المظاهر الاحتفالية التي نسميها جنائز ونسميها أعراس فالأمر في حقيقته هو القتل بكل ما فيه من ألم وفقدان للأحباب وفلذات الأكباد ... هذا القتل هو ثمرة القتال في سبيل الله .. فمن أراد الشهادة واراد ثوابها وكرامتها فليوطن نفسه وليسفك دمه وليستعد للقتل على يد الأعداء في سبيل الله ....
ومن البطولة الرائعة التي تبين بسالة المؤمنين الأوائل وقوة إيمانهم وأنهم لم يكونوا ينتظرون شهرة ولا مغنماً دنيوياً ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : قدم لأحد المجاهدين نصيبه من الغنائم فقال الرجل : ما على هذا اتبعتك يا رسول الله ، ولكن اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا فأقتل في سبيل الله فأدخل الجنة ، فلما كانت الغزوة التالية أصابه سهم حيث أشار فسقط شهيداً فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صدق الله فصدقه و كفنه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في جبته ووقف على قبره قائلاً : اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيداً وأنا شهيد على ذلك ...
روى أحمد بسند صحيح والطبراني أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : إن للشهيد عند ربه سبع خصال : يُغفر له عند أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلة الإيمان ويُجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويزوج اثنين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أهله ...
الشهادة نعمة عظيمة وهبة جليلة يهبها الله من يشاء من عباده ، فالشهيد يجسد رسالة الإسلام الخالد ، ويعكس صورة الأمة الإسلامية الحقيقية كأمة شاهدة على العالم .
تعليق