إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محبة الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محبة الله تعالى

    محبة الله تعالى
    الحب عاطفة كريمة جليلة ترق بها القلوب وتسمو بها الأرواح ، وأعلى مراتب هذا الحب هو محبة الله سبحانه وتعالى ..... والواحد فينا لا يدعي أنه يحب أحداً إلا إذا عرفه وعرف صفاته وأدرك روعته ... فإذا زعمت أنك تحب الله يجب عليك أن تعرفه سبحانه وتدرك أسماءه وصفاته حتى تُستكمل الخلة وتترسخ المحبة .... وقال علماؤنا لا يمكن أن تعرف الله إلا من خلال تفعيل العقل والإدراك والمشاعر والخيال في خلق الله تعالى وملكوته .... {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ( الأعراف : 185 ) {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } ( آل عمران :190 ) {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } ( الملك : 19 ) وعندما سئل الأعرابي عن وجود الله قال : سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على اللطيف الخبير . فلابد أن يترسخ في عقلك وفي قلبك وعلى لسانك أن الخالق والرازق والناصر والمحيي والمميت والمعز والمذل والغني والقدير والرحمن والرحيم والقوي والمتين والرافع والخافض هو الله سبحانه وتعالى ......
    ولله در القائل :
    قل للطبيب تخطفته يد الردى * * * من يا طبيـــب بطبه ارداكا
    قل للمريض نجا وعوفي بعدما * * * عجزت فنـون الطب من عافاكا
    قل للصحيح يموت لا من علة * * * من بالمنـــايا ياصحيح دهاكا
    قل للبصير وكان يحذر حفرة * * * فهــوى بها من ذا الذي أهواكا
    بل سآئل الأعمى مشى بين الزحـ * * * ـام بلا إصطدام من يقود خطاكا
    قل للجنين يعيش معزولا بلا * * * راع ومرعى مالذي يرعاكا
    قل للوليد بكى وأجهش بالبكا * * * عند الولادة مالذي أبكاكا
    وإذا ترى الثعبان ينفث سمه * * * فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
    واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو * * * تحيا وهذا السم يملأ فاكا
    واسأل بطون النحل كيف تقاطرت * * * شهداً وقل للشهد من حلاكا
    بل سائل اللبن المصفى كان بين * * * دم وفرث مالذي صفاكا
    فإذا ترسخت معرفة الله في قلبك وعقلك ووجدانك فإنك وصلت إلى درجة العارفين المحبين الذين كشفت لهم الحجب ، عن أحمد بن الفتح رحمه الله قال : رأيت في المنام بشر بن الحارث فسألته ما فعل معروف الكرخي . فقال بشر : هيهات ... حالت بيننا وبينه الحجب ، إن معروفا لم يعبد الله شوقاً إلى جنته ولا خوفاً من ناره وإنما عبده محبة وشوقاً إليه فرفعه الله إلى الرفيق الأعلى ورفع الحجب بينه وبينه .
    إذا عرف العبد ربه حق المعرفة فإنه وبلا شك سوف يحبه وسيمتلك هذا الحب كل وجدانه وقلبه ليصبح الله سبحانه هو الغاية التي من اجلها يضحي بكل شيء وبأغلى ما يملك ويكون صاحب النفس المطمئنة السوية لا يشوبها غبش ولا خلل كما يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار " . ولكن ان تعلق قلب الانسان بالدنيا وانشغلت أحاسيسه ووجدانه بها وأصبحت الدنيا أكبر همه وغاية مطلوبه ومالت النفس إليها أكثر أكثر من ميلها لله سبحانه وتعالى فإنها تكون نفساً غير سوية مضطربة تنتظر كل مكروه كما قال تعالى : {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } ( التوبة : 24 ) ولقد ثبت الله محبته في قلوب المؤمنين فقال : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ) ( البقرة : 165 ) { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ( المائدة : 54 ) وكان الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتضرع دوماً إلى ربه " اللهم إني أسالك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك " .
    ولقد أشعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جذوة هذا الحب في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم فضحوا بأنفسهم وقدموا دنياهم ثمناً لرضا مولاهم وعقدوا الصفقة بينهم وبين ربهم صفقة لا تنفصم ولا تنفك عراها " {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } ( التوبة : 111 ) .وتسابقوا إلى ساحات الوغى يبتغون رضا مولاهم . " { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ} ( التوبة : 111 ) فهذا أنس بن النضر حزن حزناً شديداً أن تفوته معركة بدر أول مواجهة بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمشركين وقال : لئن أشهد في الله مشهد آخر مع رسول الله ليرين الله مني ما أصنع : فلما كانت معركة أحد تجهز لها وانطلق ليقاتل مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلقيه سعد بن معاذ فقال له أنس بن النضر : واها أبا عمر واها لريح الجنة إني لأجدها دون أحد ، فلما انكشف المسلمون في المعركة قال : اللهم إني ابرؤ إليك مما فعل هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء وانطلق يقاتل قتالاً شرساً حتى قتل رضي الله عنه ووجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة سيف ورمية سهم وطعنة رمح ولم تعرفه إلا أخته من بنانه وفيه وفي أمثاله نزل قول الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } ( الأحزاب : 23) وهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه كان من أجمل فتيان مكة وألطفهم وأروعهم لباساً وأكلاً وشرباً وأكثرهم دلالاً في حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : نظر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى مصعب بن عمير يوماً وهو يتمنطق إهاب كبش فقال : انظروا إلى هذا الرجل الذي نور الله قلبه بالإيمان لقد رأيته في مكة بين ابويه يغذوانه أطيب الطعام والشراب فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون ....
    حب الله من أجمل الغايات وأعلى المنازل التي يمكن أن يصل الإنسان من خلالها إلى النصر والفلاح في الدنيا والآخرة .....
    في أخبار داوود عليه السلام يقول الله تعالى : يا داوود بلغ أهل أرضي أني حبيب لمن حبني وجليس وصاحب لمن صاحبني ومختار لمن اختارني ومطيع لمن أطاعني ، ما أحبني عبد أعلم ذلك يقيناً من قبله إلا قبلته لنفسي وأحببته حبا لا يتقدم عليه أحد من خلقي .. وأن محبة الله تعالى تقتضي محبة منهاجه وشريعته ومناصرة دينه ومحبة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ومحبة أولياءه ومناصرتهم والوقوف معهم ومساندتهم ، ومحبة قرآنه الكريم والتمعن في آياته والتفكر فيها ......
    إنه الحب الذي سعد به المحبون فسمت نفوسهم واطمأنت قلوبهم ، وقد أوصلهم إلى السمو الإنساني والعشق الإلهي فهذه رابعة العدوية تقول :
    أحبك حبين حب الهوى ...... وحباً لأنك أهل لذاك
    فأما الذي هو حب الهوى ...... فشغلي بذكرك عمّن سواك
    وأما الذي أنت أهل له ...... فكشفك لي الحجب حتى أراك
    فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ...... ولكن لك الحمد في ذا وذاك



  • #2


    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
    .....

    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
    ؟

    الشتم و السباب

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          جزاك الله كل خير اخوي علي المووضوع الطيب والجهد المبارك


          تقبل الله منك هذا العمل وجعله في ميزان حسناتك


          دمت بحفظ الرحمن ورعايته
          إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
          نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
          جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

          تعليق


          • #6

            يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

            تعليق


            • #7
              جزاك الله كل خير اخوي علي المووضوع الطيب والجهد المبارك


              تقبل الله منك هذا العمل وجعله في ميزان حسناتك
              هيهات منا الذلة

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

                [fot1]
                سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

                تعليق

                يعمل...
                X