بسم الله الرحمن الرحيم
"حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"!
فلا رجعت و لارجع الحمار
الحمد لله معز الإسلام بنصر، ومذل الشرك بقهره، ومستدرج الكافرين بمكره، الذي جعل الأيام دول بعدله، والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه...
أما بعد:
أحبتي في الله أحييكم بتحية إسلامنا الرسالي العظيم
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدمة لا بد منها:
"حسن نصر الله" سيد هذه الأمة! هكذا وصفه كراكيب القومية العربية البائدة، إذ خرجوا من جحور أفكارهم المحترقة يلملمون هياكلهم المتآكلة، مطلين برؤوسهم التي عشعش فيها الخراب والهزائم المتكررة، مهللين للحزب الخامئني النميري اللبناني!
نقصد بالنميري؛ طائفة النصيرية التي تحكم سوريا الآن، وهم ينتسبون إلى جدهم الضال محمد بن نصير النميري المتوفى 270 هـ.
حيث جمع "حزب الله" اللبناني بين السوأتين!؛
طائقة الإمامية الحاكمة في إيران وأذنابهم في العراق ولبنان.
وطائفة النصيرية سكان الجبل في سوريا، الذين كانوا يتزلفون للمندوب الفرنسي يعرضون خدماتهم.
وقد ورد نصاً: (أنه في عهد الانتداب الفرنسي، اتصل القائد الفرنسي لأسطول البحر المتوسط ببعض عشائر النصيريين الذين أعلنوا استعدادهم طواعية لمساعدة فرنسا عند نزولها الساحل، وكان يقدر أن النصيريين سوف يجندون 26 ألف مقاتل، وكان يمدهم بالسلاح استعداداً لتلك الحرب، كما كانت فرنسا تقدر أن المتاولة - شيعة لبنان - يجندون أربعة آلاف، والدروز قد يجندون عشرين ألفاً لمساعدة فرنسا) [1].
وانظر إلى أجداد بشار الأسد الذي يوصف بحامي سوريا ورائد القومية العربية!
"جاء في مذكرة الوفد النصيري الذي ترأسه رئيس المجلس التمثيلي في اللاذقية في [28/4/1933م]، والمقدمة للمفوض السامي في بيروت ما يأتي: (إننا لا نريد وحدة مع سوريا، بل على العكس، نحن نعارضها، فالسوريون يعادوننا من الوجهة الدينية، ولا يمكن لنا التعاون معهم، ولا الارتباط مع سوريا، ولو كان ذلك على شكل اتحاد كونفدرالي)" [2].
أقول: وقامت قوات الاحتلال الفرنسي بنفس الدور في لبنان فهي التي صنعت للشيعة كياناً وأنشأت لهم محاكم يطبق فيها الفقه الشيعي، وهؤلاء الشيعة هم أجداد نبيه بري و "حسن نصر الله" وبطانته! في الوقت الذي أضعفت فيه أهل السنة ورشتهم بمنصب رئيس الوزراء بسبب ضغوط النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق إبان الاحتلال الإنجليزي في تلك الحقبة لأن انجلترا كان لها رغبة في تحجيم النفوذ الفرنسي في لبنان فأوعزت إلى النحاس باشا بالضغط لرفع نسبة السنة في البرلمان والمطالبة بمنصب رئيس الوزراء! مثلما تفعل أمريكا مع أذنابها من آل سعود وغيرهم بالتصريح برأي ما أو إعلان مبادرة معينة بزعم أنها من بنات أفكار آل سعود أو نظام مبارك، والحقيقة غير ذلك تماماً!
ولسنا بصدد كتابة تاريخ الطائفة الشيعية في لبنان وسوريا، فهناك دراسات جادة تراجع في مظانها، أو تحليل تفصيلي حول ما يدور الآن على الساحة اللبنانية، فقد كتب وحلل وأفاض كتاب أفاضل.
"سيد الأمة"!
هكذا لم يبق إلا تلكم العبارة الشهيرة التي وصف بها الزعيم الشيعي لـ "حزب الله" اللبناني "حسن نصر الله" أنه سيد هذه الأمة!
ولا أدري أي أمة يقصدون؟!
فالأمة التي نعرفها هي أمة الإسلام التي شرفها الله برسول عظيم؛ محمد صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم، وأنار طربقها بكتاب الهداية؛ القرآن الكريم وسنة النبي الأعظم من أقواله وأفعاله وتقريراته، التي نقلها لنا أصحابه الغر الميامين الأطهار المبرؤون الذي فتحوا الدنيا بنور الإسلام فرضي الله عنهم أجمعين.
فلا ندري أية أمة يقصدون؟!
هل الأمة التي انحرفت عقديا وتنكبت الطريق المستقيم! وتشرذمت طرائق قددا! أم الأمة التي تشتم أمها وتلعن خيارها وتخون أماناتها وتتعاون مع أعدائها؟! أية أمة يقصد هؤلاء؟!
هل يستحق شرف النسبة إلى هذه الأمة من تآمر عليها أيام هولاكو وتيمور لنك وحملات الصليبيين المتكررة على العالم الإسلامي قديماً وحديثاً؟!
فأية أمة يكون "حسن نصر الله" سيدها؟!
ألسنا أمة واحدة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم).
فهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم العراقي؟! وهل دم الفلسطيني أغلى من دم الأفغاني؟ وهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم الشيشاني والكشميري؟!
الحمد لله، لا يوجد في الإسلام دم درجة أولى ودم درجة منحطة! فدم المسلم معصوم بحقه في أي مكان! فكما نتألم للدم المسلم الفلسطيني المهراق على يد الأعداء فكذلك نتألم لدم المسلم اللبناني والعراقي والشيشاني والأفغاني ولدم مسلم في أي مكان على وجه الأرض!
وهل يكون شخص ما "سيد الأمة" وهو محصور في دم معين دون سائر دماء المسلمين لا ينصرهم ولا ينتصر لهم؟! فهل هذا سيد أمة أم سيد ضاحية من ضواحي لبنان؟! ولله في خلقه شؤون!
خريطة الأماكن الساخنة التابعة لـ "سيد الأمة"!
ونستعرض الآن بعض النماذج للأماكن الساخنة في العالم الإسلامي لعل وعسى أن نتعرف على الأمة المفترض أن "حسن نصر الله" يكون سيدها!
إليكم بعض خريطة العالم الإسلامي على النحو التالي:
الأول؛ كشمير:
يواجه المسلمون هناك أقوى دولة وثنية على وجه الأرض - الهند - وهي دولة نووية، فمنذ أكثر من نصف قرن والحرب طاحنة والمؤامرات على قدم وساق بتحالف صهيو صليبي وثني ولا يزال المسلمون يجاهدون لنيل استقلالهم! ولم نسمع لـ "حزب نصر الله" صوتاً ولو خافتاً يؤيد هؤلاء المسلمين الكشميريين ولو ببيان كاذب!
بل لم نسمع لـ "حزب نصر الله" اللبناني وطائفتهم حساً يوم أن كان الشاعر يستصرخ الأمة مندداً بما يحدث للمسلمين من مجازر في ولاية آسام الهندية:
وفي آسام قد بُقرت بطون وفي آسام قد سُملت عيونُ
أعبادَ العجول هناك أسدٌ وأسدٌ الله يبكيها العرينُ
الثاني؛ أفغانستان:
تلكم البلد المظلوم الذي شارك شباب الإسلام في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه - شباب أهل السنة فقط - في الذود عنه وبللوا ثرى أرضه بدمائهم الذكية، ولا يزالون يقاومون الهجمة الصليبية الجديدة المستمرة هناك!
فلم نر شماريخ "حزب الله" عندما كانوا أعضاء في "منظمة أمل" التابعة لنبيه بري الذي قتل الفلسطينيين من منظمة فتح وغيرها - لأنهم كانوا محسوبين على أهل السنة - وشارك في حصارهم في مجازر صابرا وشاتيلا الرهيبة التي أشرف عليها عدو الله شارون شخصياً!
فترى ما الذي منع هؤلاء الشماريخ من نصر المستضعفين من مسلمي أفغانستان وهم يجاهدون الملاحدة الروس! ألم يسمع صراخ شاعرنا:
أبكي على كابول حتى ينجلي ذاك الدجى ويزول ذاك العارُ
فلم نقرأ ولم نسمع ولم نعلم أن شيعياً ساقه قدره لنيل شرف نصرة المجاهدين في أفغانستان ولو برصاصة! معاذ الله! ولو بكلمة! يوم أن كانت أفغانستان مفتّحة من كل باب!
الثالث؛ الشيشان:
هذه الدولة التي كان يعيش شعبها داخل ما يسمى "السور الحديدي"، تلكم الدولة التي تقاتل العدوان الروسي قرابة أكثر من أربعة قرون، حيث قام قديماً القيصر الروسي السفاح "إيفان الرهيب" المتوفى عام 1584م وجيوشه باحتلال الشعوب القفقاسية وتشريدهم وتنصير من بقي منهم حياً.
ثم استلم الشيوعيون راية الغدر من القياصرة بثورتهم الشهيرة البلشفية عام 1917م، حيث خدعوا المسلمين بالوعود الكاذبة وأن الطاغية "لينين" سيمنح الاستقلال لكل البلاد التي استولى عليها القياصرة بالقوة! لكن الشيوعيين لما ثبتوا أقدامهم في الحكم وتخلصوا من بقايا المؤيدين للقياصرة تخلوا عن وعودهم وقلبوا لهم ظهر المجن! وجردوا جيوشاً جبارة لاحتلالهم وألحقوهم بحكومة موسكو وقتلوا من المسلمين ما لا يعلمه إلا الله تعالى!
وقد قام الإمام شامل المتوفى سنة 1871م بثورة جهادية كبرى، استمرت حوالي خمسة وعشرين سنة ولم يستسلم إلا في سنة 1859م بعد أن دوخ الروس وهزم عدة جيوش في معارك غير متكافئة!
لكن لم يستسلم هؤلاء المسلمون في داغستان وخاصة الشيشان! ورغم أن الشعب ينقرض سكانه من جراء حروب الروس الملاحدة والغرب المتآمر، إلا أن نفس هذا الشعب المسلم أفرز لنا قادة كباراً بحق تركوا زخرف الدنيا وحياة القصور إلى حياة العز والكرامة في الكهوف والغابات والوديان لقتال الملاحدة ونيل استقلالهم!
وها هم أولاء أبطال الشيشان وسادته عل سبيل المثال لا الحصر:
أ) أصلان مسخادوف؛ أين قتل؟ هل قتل مولياً دبره؟! هل قتل في قصره؟! استشهد رحمة الله عليه في بيت مهجورة في ضاحية من ضواحي جروزني 8/3/2005م.
ب) سعيدولاييف؛ أين قتل؟ قتل رحمه الله تعالى في الشهر المنصرم قتلة الكرماء في 17/6/2006م.
ج) شامل باسييف؛ أبو إدريس شامل عبد الله - وما أكثر الشوامل في الشيشان تيمناً بإمامهم شامل بطل قفقاسيا إبان روسيا القيصرية! - قتل شامل باسييف داحر الروس وأسد قفقاسيا بحق مجدد أمجاد الإمام شامل، أين قتل؟! استشهد رحمه الله وهو في ساحة الجهاد الشهر الحالي في 9/7/2006م.
ولعلنا نتساءل الآن:
أين موقع طائفة حسن نصر وحزبه من الإعراب؟! أعتقد بكل جد أنه لا محل له فعلاً من الإعراب! فهل يستطيع أبناء هذا الحزب وطائفتهم أن يبرزوا لنا دليلاً واحدا على نصرتهم للمسلمين في الشيشان ولو بكلمة أي كلمة حتى ولو على سبيل التقية! نحن معهم منتظرون!
لكننا نستطيع أن نقدم لهم عشرات الأدلة على تفاعل أهل السنة مع إخوانهم في الشيشان بكل ما استطاعوا من نصر بالنفس والمال والدعوة، وها هم أولاء أبطالنا الذين كانوا في القيادة؛ أسد الجزيرة في الشيشان خطاب، وصنوه الهزبر أبو الوليد ومعهم كوكبة من المجاهدين الأبطال؛ كالحناوي و "عقيدة" وغيرهم من جند الإسلام الذين استشهدوا جميعاً على أرض الشيشان وبللوا ثراه بدمائهم الزكية وقتلوا جميعاً غرباء عن أوطانهم وذويهم!
أولائك أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
الرابع؛ العراق:
أين جنود "حزب الله" البواسل يوم أن داست على أرض الرافدين أقدام الشيطان الأكبر - حسب وصف مرجعهم الذي يقلدونه! - أين هم من المقابر الجماعية في الأنبار والفلوجة والإسحاقي وبعقوبة وحديثة؟!
فإذا كان "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"، فلم لم يرسل جنده وكوادره المدربين على فنون القتال لأرض العراق لنجدة على الأقل إخوانهم في الطائفة يوم أن كانت القنابل تدك مرقد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ الذي يزعمون أنه مدفون هناك! وتدمير قبلتهم المقدسة - النجف - التي يطلقون عليها "الأشرف" ولا ندري الأشرف من ماذا؟! من مكة والمدينة والقدس؟!
وهل سمع شماريخ "حزب الله" اللبناني عن اغتصاب الرجال في سجن أبي غريب؟! وهل سمعوا عن اغتصاب الماجدات العراقيات على يد لقطاء أميركا وشذاذ الأفاق؟!
وأين الأكفان البيضاء التي كان يستعرض بها أعضاء حزب "حسن نصر الله" في الجنوب اللبناني متوعدين ومهددين؟! لم لم نسمع كربلائية واحدة للتنديد بما يحدث من مجازر لأهل الإسلام في العراق على يد الشيطان الأكبر جداً؟! أم أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً!
والعجب العجاب؛ أنه لم يقبض على كادر من أتباع "حسن نصر الله" متلبساً بالمقاومة في البصرة مثلاً ضد قوات الاحتلال هناك! وما الذي أسكت صواريخ "حزب الله" اللبناني! لنصرة إخوانهم في العراق وتخفيف الضغط عليهم والتقليل من نزيف الدم الذي يهراق يومياً على يد العدوان الأنجلو أمريكي! أم أن الخطوط الحمراء واتفاق "الجنتلمان"! مع الكيان الغاصب لفلسطين يحول دون ذلك؟!
وأين "حسن نصر الله" سيد هذه الأمة من قول الشاعر:
لماذا يذبحون ونستكين ولا أحد يرد ولا يبينُ
أللإسلام نسبتنا وهذا دم الإسلام أرخص ما يكونُ
الخامس؛ فلسطين الأسيرة:
فلسطين التي ضيعها ملوك العرب الخونة قديماً، وحافظ على تضييعها الخونة الجدد من رؤساء وزعماء وملوك وأمراء وأعوانهم من مفكرين وأدباء وعلماء وهلم جرا!
وفلسطين التي يتاجر بها حزب "حسن نصر الله" - الحزب الخامئني النميري -! على مرمى حجر منهم! فما الذي يمنع المقاومة الفلسطينية الكائنة في لبنان من ضرب المستوطنات – المغتصبات - في شمال فلسطين المحتلة! أليس جنود حزب "حسن نصر الله" "سيد الأمة"! ومن الذي يقبض على أي مقاوم يحاول أن يتسلل للقيام بواجبه الشرعي لضرب هذه المغتصبات في شمال فلسطين المحتلة بغية التخفيف عن إخوانه في غزة والضفة! أليس كوادر "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"؟!
ولمصلحة من يحتكر "حسن نصر الله" وحزبه المقاومة وتحريمها على أبنائها؟! ومن الذي أحدث خللاً في التركيبة السكانية في الجنوب اللبناني؟! ولمصلحة من؟! ومن الذي أضعف أهل السنة في لبنان حتى صاروا فريسة على موائد اللئام لا حامي ولا بواكي لهم؟! - وهذا موضوع يجرنا إلى دراسة متعمقة حول وضع أهل السنة في لبنان ومن المسئول عما حدث لهم؟ وقد يكون لنا دراسة مستقلة بمشيئة الله إن كان في العمر بقية -
حرب ما أريد بها وجه الله:
إذن حرب "حسن نصر الله" وحزبه ما أريد بها وجه الله! بل أريد بها عدة وجوه!
الوجه الأول؛ إيران التي تريد تلميع صورتها المخدوع بها للأسف الشديد جمهور كبير من المسلمين:
بزعم أنها التي تتحدى أمريكا "الشيطان الأكبر جداً"! وتناصر القضية الفلسطينية التي يحاصرها ويتآمر عليها العبابيد المناكيد من حكام العرب!
ولأن شعوبنا مغيبة عقدياً وخاصة في عقيدة الولاء والبراء، ومهزومة من أعدائها في الداخل - حكام وأنصار طواغيت؛ وزراء، وسائل إعلام، علماء سلطة، أحزاب علمانية وقومية مهترئة - فإنها تصفق لأي رد فعل يكبد أعداء الأمة أية خسائر، ولو كان هذا على يد إيران أو حزب "حسن نصر الله"!
ومهزومة أيضاً من الخارج من جراء الهجمة الصهيو صليبية الوثنية الحديثة – كشمير، فلسطين، فطامي، تيمور الشرقية، أفغانستان، العراق - لذلك نجدها حائرة تائهة تتبع كل ناعق في الوقت الذي يخوفها أعداء الأمة من المجاهدين الحقيقيين الذين يوصمون بالإرهاب، في الوقت الذي يوصف المقاوم المنحرف عقدياً المدعوم دولياً بالبطل والشهيد وأخيراً "سيد الأمة"!
الوجه الثاني: يريد حزب "حسن نصر الله" التخفيف من الضغوط الأمريكية على إيران وسوريا خارجياً مع إشغال المجتمع اللبناني بهذه الحرب:
بعد أن رفع أذناب فرنسا وآل سعود - الحريري وجنبلاط - عقيرتهم بنزع سلاح "حزب الله" في الجنوب للتطبيع رسمياً وعلنياً مع الكيان الغاصب لفلسطين! وتحويلهم إلى مجرد حزب سياسي منزوع السلاح!
وخاصة بعد أن تأكدوا؛ أن أهل السنة أضعف من أن تقوم لهم قائمة في القريب العاجل، حيث قام "حزب الله" بحراسة شمال فلسطين المحتل لصالح الكيان المغتصب وتشييع سكان الجنوب، فلا خوف من وجود تلاحم شعبي سني يحاصر "الكيان المغتصب لفلسطين" حسب تخوف السفاح القديم "بن جوريون"!
هكذا "حزب الله" لا يريد أن يخرج بخفي حنين! فلا بد من تحقيق أقرب مكسب للبقاء بأسلحته، وإلا هدم المعبد على من فيه بعد أن اشتد عوده وقوي ساعده - صواريخ الكاتيوشا -!
الوجه الثالث: رفع خسيسة التيار الشيعي في العالم:
بعد أن استبانت خيانتهم وتآمرهم على المسلمين في العراق، وتحالفهم وأحزاب الشمال مع الأمريكان في احتلال أفغانستان! يريدون أن يقولوا؛ نحن نقاوم وندافع عن الأمة في فلسطين! للشغب على ما يحدث من قتل منظم لأهل السنة على أيدي إخوانهم في الطائفة انتهازاً لفرصة وجود الاحتلال الأمريكي للعراق للقضاء على أكبر عدد من أهل السنة، بغية إقامة دولة شيعية كبرى تضم إيران والعراق، متحالفة مع إخوانهم في طائفة النصيرية في سوريا، ومساندة شيعة لبنان، لتشكيل تحالف دولي عسكري قوي للقضاء على أهل السنة في الجزيرة والخليج!
الوجه الرابع: تحسين وجه الإدارة الأمريكية الكالح المهزوم في العراق وأفغانستان:
ولا أستبعد هذا الوجه الذي أراده حزب "حسن نصر الله" بإيعاز مباشر أو غير مباشر، لأن كل ما يحدث يفرح "جورج بوش" و "توني بلير"، حيث خطفت حرب حزب "حسن نصر الله" في لبنان الأضواء عما يحدث من مجازر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فمئات الأطنان تدك مدن وقرى أفغانستان والعالم مشغول بالسنيورة والحريري الصغير و "حزب خامئني" في جنوب لبنان!
وهناك في العراق إبادة منظمة لأهل السنة وتهجيرهم إجباريا من مساكنهم في بغداد وغيرها، والعالم مشغول بالوضع في لبنان!
المشروع الأنجلو أمريكي يفشل في العراق وأفغانستان وحزب "حسن نصر الله" ينقذ هذا المشروع البربري الهمجي على العالم الإسلامي!
صفوة القول:
وبعد هذا التطواف السريع أقول:
قد يغضب البعض إذا قيل إن أمير المؤمنين الملا محمد عمر؛ سيد هذه الأمة في عصرنا الحالي، ذلكم الرجل النبيل الذي ضحى بدولته من أجل حماية إخوانه في الدين! فضرب لنا مثلنا أشبه بفعل الصحابة رضوان الله عليهم يتغنى به أبناؤنا وأحفادنا على مر الزمان، كما كنا نتغنى بقول السموأل - وهو شاعر جاهلي - حيث لم يسلم أضيافه لأعدائهم، رغم أنه هدد في ابنه وقتل أمام عينيه، فأنشد قائلاً:
وفيتُ بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقوام وفيتُ
وأوصى "عاديا" يوماً بألا تهدّم يا سموءلُ ما بنيتُ
بني لي "عاديا" حصناً حصيناً وماءً كلما شئتُ استقيتُ
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ أسامة بن لادن؛ صلاح الدين الأيوبي لعصرنا الحاضر، بل هو "سيد الأمة" وفارسها وتاج على رأس كرامتها!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الدكتور أيمن الظواهري؛ نور الدين زنكي لمسلمي هذا الزمان، بل هو سيد هذه الأمة وعلمها أيضاً!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ الشهيد - نحسبه كذلك - أبا مصعب الزرقاوي؛ أسد الدين شيركوه هذا الزمان! بل أسده الضاري وسيف الأمة البتار، وسيدها وغرة في جبين سماء عزتها!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن شهيد الإسلام - نحسبه كذلك - شامل باسيف؛ أسد الشيشان وحامي عرينها، و "سيد الأمة" وأحد أعمدتها!
إذا قبل إن كل هؤلاء القادة الأبطال سادة الأمة وفخرها الذين قاموا يوم أن قعد الناس! هؤلاء الأبطال الذين رمتهم الدنيا بقوس واحدة فلم يستكينوا ولم يضعفوا ولم يركعوا إلا لله رب العالمين! هم السادة بحق!
فإذا لم يكن هؤلاء جميعاً سادة الأمة بحق فمن يكون السادة إذن؟!
وإذا كان "حسن نصر الله" زعيم "حزب الله" الشيعي اللبناني؛ "سيد الأمة" - كما يقول المهووسون به - فلا خير في هذه الأمة ولا بارك الله فيها!
وإذا كان حقاً "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"! إذن فقد ذهب بالأمة بعيداً وخطفها!
وما أظرف ما قاله الشاعر العربي قديماً في شأن "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"! ومن على شاكلته:
إذا ذهبَ الحمارُ بأم عمرو فلا رجعتْ ولا رجعَ الحمارُ
--------------------------------------------------------------------------------
[1] راجع: فاروق الخالدي: المؤامرة الكبرى على بلاد الشام، دار الراوي، الدمام: ص54.
[2] المؤامرة الكبرى: ص384.
"حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"!
فلا رجعت و لارجع الحمار
الحمد لله معز الإسلام بنصر، ومذل الشرك بقهره، ومستدرج الكافرين بمكره، الذي جعل الأيام دول بعدله، والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه...
أما بعد:
أحبتي في الله أحييكم بتحية إسلامنا الرسالي العظيم
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدمة لا بد منها:
"حسن نصر الله" سيد هذه الأمة! هكذا وصفه كراكيب القومية العربية البائدة، إذ خرجوا من جحور أفكارهم المحترقة يلملمون هياكلهم المتآكلة، مطلين برؤوسهم التي عشعش فيها الخراب والهزائم المتكررة، مهللين للحزب الخامئني النميري اللبناني!
نقصد بالنميري؛ طائفة النصيرية التي تحكم سوريا الآن، وهم ينتسبون إلى جدهم الضال محمد بن نصير النميري المتوفى 270 هـ.
حيث جمع "حزب الله" اللبناني بين السوأتين!؛
طائقة الإمامية الحاكمة في إيران وأذنابهم في العراق ولبنان.
وطائفة النصيرية سكان الجبل في سوريا، الذين كانوا يتزلفون للمندوب الفرنسي يعرضون خدماتهم.
وقد ورد نصاً: (أنه في عهد الانتداب الفرنسي، اتصل القائد الفرنسي لأسطول البحر المتوسط ببعض عشائر النصيريين الذين أعلنوا استعدادهم طواعية لمساعدة فرنسا عند نزولها الساحل، وكان يقدر أن النصيريين سوف يجندون 26 ألف مقاتل، وكان يمدهم بالسلاح استعداداً لتلك الحرب، كما كانت فرنسا تقدر أن المتاولة - شيعة لبنان - يجندون أربعة آلاف، والدروز قد يجندون عشرين ألفاً لمساعدة فرنسا) [1].
وانظر إلى أجداد بشار الأسد الذي يوصف بحامي سوريا ورائد القومية العربية!
"جاء في مذكرة الوفد النصيري الذي ترأسه رئيس المجلس التمثيلي في اللاذقية في [28/4/1933م]، والمقدمة للمفوض السامي في بيروت ما يأتي: (إننا لا نريد وحدة مع سوريا، بل على العكس، نحن نعارضها، فالسوريون يعادوننا من الوجهة الدينية، ولا يمكن لنا التعاون معهم، ولا الارتباط مع سوريا، ولو كان ذلك على شكل اتحاد كونفدرالي)" [2].
أقول: وقامت قوات الاحتلال الفرنسي بنفس الدور في لبنان فهي التي صنعت للشيعة كياناً وأنشأت لهم محاكم يطبق فيها الفقه الشيعي، وهؤلاء الشيعة هم أجداد نبيه بري و "حسن نصر الله" وبطانته! في الوقت الذي أضعفت فيه أهل السنة ورشتهم بمنصب رئيس الوزراء بسبب ضغوط النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق إبان الاحتلال الإنجليزي في تلك الحقبة لأن انجلترا كان لها رغبة في تحجيم النفوذ الفرنسي في لبنان فأوعزت إلى النحاس باشا بالضغط لرفع نسبة السنة في البرلمان والمطالبة بمنصب رئيس الوزراء! مثلما تفعل أمريكا مع أذنابها من آل سعود وغيرهم بالتصريح برأي ما أو إعلان مبادرة معينة بزعم أنها من بنات أفكار آل سعود أو نظام مبارك، والحقيقة غير ذلك تماماً!
ولسنا بصدد كتابة تاريخ الطائفة الشيعية في لبنان وسوريا، فهناك دراسات جادة تراجع في مظانها، أو تحليل تفصيلي حول ما يدور الآن على الساحة اللبنانية، فقد كتب وحلل وأفاض كتاب أفاضل.
"سيد الأمة"!
هكذا لم يبق إلا تلكم العبارة الشهيرة التي وصف بها الزعيم الشيعي لـ "حزب الله" اللبناني "حسن نصر الله" أنه سيد هذه الأمة!
ولا أدري أي أمة يقصدون؟!
فالأمة التي نعرفها هي أمة الإسلام التي شرفها الله برسول عظيم؛ محمد صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم، وأنار طربقها بكتاب الهداية؛ القرآن الكريم وسنة النبي الأعظم من أقواله وأفعاله وتقريراته، التي نقلها لنا أصحابه الغر الميامين الأطهار المبرؤون الذي فتحوا الدنيا بنور الإسلام فرضي الله عنهم أجمعين.
فلا ندري أية أمة يقصدون؟!
هل الأمة التي انحرفت عقديا وتنكبت الطريق المستقيم! وتشرذمت طرائق قددا! أم الأمة التي تشتم أمها وتلعن خيارها وتخون أماناتها وتتعاون مع أعدائها؟! أية أمة يقصد هؤلاء؟!
هل يستحق شرف النسبة إلى هذه الأمة من تآمر عليها أيام هولاكو وتيمور لنك وحملات الصليبيين المتكررة على العالم الإسلامي قديماً وحديثاً؟!
فأية أمة يكون "حسن نصر الله" سيدها؟!
ألسنا أمة واحدة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم).
فهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم العراقي؟! وهل دم الفلسطيني أغلى من دم الأفغاني؟ وهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم الشيشاني والكشميري؟!
الحمد لله، لا يوجد في الإسلام دم درجة أولى ودم درجة منحطة! فدم المسلم معصوم بحقه في أي مكان! فكما نتألم للدم المسلم الفلسطيني المهراق على يد الأعداء فكذلك نتألم لدم المسلم اللبناني والعراقي والشيشاني والأفغاني ولدم مسلم في أي مكان على وجه الأرض!
وهل يكون شخص ما "سيد الأمة" وهو محصور في دم معين دون سائر دماء المسلمين لا ينصرهم ولا ينتصر لهم؟! فهل هذا سيد أمة أم سيد ضاحية من ضواحي لبنان؟! ولله في خلقه شؤون!
خريطة الأماكن الساخنة التابعة لـ "سيد الأمة"!
ونستعرض الآن بعض النماذج للأماكن الساخنة في العالم الإسلامي لعل وعسى أن نتعرف على الأمة المفترض أن "حسن نصر الله" يكون سيدها!
إليكم بعض خريطة العالم الإسلامي على النحو التالي:
الأول؛ كشمير:
يواجه المسلمون هناك أقوى دولة وثنية على وجه الأرض - الهند - وهي دولة نووية، فمنذ أكثر من نصف قرن والحرب طاحنة والمؤامرات على قدم وساق بتحالف صهيو صليبي وثني ولا يزال المسلمون يجاهدون لنيل استقلالهم! ولم نسمع لـ "حزب نصر الله" صوتاً ولو خافتاً يؤيد هؤلاء المسلمين الكشميريين ولو ببيان كاذب!
بل لم نسمع لـ "حزب نصر الله" اللبناني وطائفتهم حساً يوم أن كان الشاعر يستصرخ الأمة مندداً بما يحدث للمسلمين من مجازر في ولاية آسام الهندية:
وفي آسام قد بُقرت بطون وفي آسام قد سُملت عيونُ
أعبادَ العجول هناك أسدٌ وأسدٌ الله يبكيها العرينُ
الثاني؛ أفغانستان:
تلكم البلد المظلوم الذي شارك شباب الإسلام في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه - شباب أهل السنة فقط - في الذود عنه وبللوا ثرى أرضه بدمائهم الذكية، ولا يزالون يقاومون الهجمة الصليبية الجديدة المستمرة هناك!
فلم نر شماريخ "حزب الله" عندما كانوا أعضاء في "منظمة أمل" التابعة لنبيه بري الذي قتل الفلسطينيين من منظمة فتح وغيرها - لأنهم كانوا محسوبين على أهل السنة - وشارك في حصارهم في مجازر صابرا وشاتيلا الرهيبة التي أشرف عليها عدو الله شارون شخصياً!
فترى ما الذي منع هؤلاء الشماريخ من نصر المستضعفين من مسلمي أفغانستان وهم يجاهدون الملاحدة الروس! ألم يسمع صراخ شاعرنا:
أبكي على كابول حتى ينجلي ذاك الدجى ويزول ذاك العارُ
فلم نقرأ ولم نسمع ولم نعلم أن شيعياً ساقه قدره لنيل شرف نصرة المجاهدين في أفغانستان ولو برصاصة! معاذ الله! ولو بكلمة! يوم أن كانت أفغانستان مفتّحة من كل باب!
الثالث؛ الشيشان:
هذه الدولة التي كان يعيش شعبها داخل ما يسمى "السور الحديدي"، تلكم الدولة التي تقاتل العدوان الروسي قرابة أكثر من أربعة قرون، حيث قام قديماً القيصر الروسي السفاح "إيفان الرهيب" المتوفى عام 1584م وجيوشه باحتلال الشعوب القفقاسية وتشريدهم وتنصير من بقي منهم حياً.
ثم استلم الشيوعيون راية الغدر من القياصرة بثورتهم الشهيرة البلشفية عام 1917م، حيث خدعوا المسلمين بالوعود الكاذبة وأن الطاغية "لينين" سيمنح الاستقلال لكل البلاد التي استولى عليها القياصرة بالقوة! لكن الشيوعيين لما ثبتوا أقدامهم في الحكم وتخلصوا من بقايا المؤيدين للقياصرة تخلوا عن وعودهم وقلبوا لهم ظهر المجن! وجردوا جيوشاً جبارة لاحتلالهم وألحقوهم بحكومة موسكو وقتلوا من المسلمين ما لا يعلمه إلا الله تعالى!
وقد قام الإمام شامل المتوفى سنة 1871م بثورة جهادية كبرى، استمرت حوالي خمسة وعشرين سنة ولم يستسلم إلا في سنة 1859م بعد أن دوخ الروس وهزم عدة جيوش في معارك غير متكافئة!
لكن لم يستسلم هؤلاء المسلمون في داغستان وخاصة الشيشان! ورغم أن الشعب ينقرض سكانه من جراء حروب الروس الملاحدة والغرب المتآمر، إلا أن نفس هذا الشعب المسلم أفرز لنا قادة كباراً بحق تركوا زخرف الدنيا وحياة القصور إلى حياة العز والكرامة في الكهوف والغابات والوديان لقتال الملاحدة ونيل استقلالهم!
وها هم أولاء أبطال الشيشان وسادته عل سبيل المثال لا الحصر:
أ) أصلان مسخادوف؛ أين قتل؟ هل قتل مولياً دبره؟! هل قتل في قصره؟! استشهد رحمة الله عليه في بيت مهجورة في ضاحية من ضواحي جروزني 8/3/2005م.
ب) سعيدولاييف؛ أين قتل؟ قتل رحمه الله تعالى في الشهر المنصرم قتلة الكرماء في 17/6/2006م.
ج) شامل باسييف؛ أبو إدريس شامل عبد الله - وما أكثر الشوامل في الشيشان تيمناً بإمامهم شامل بطل قفقاسيا إبان روسيا القيصرية! - قتل شامل باسييف داحر الروس وأسد قفقاسيا بحق مجدد أمجاد الإمام شامل، أين قتل؟! استشهد رحمه الله وهو في ساحة الجهاد الشهر الحالي في 9/7/2006م.
ولعلنا نتساءل الآن:
أين موقع طائفة حسن نصر وحزبه من الإعراب؟! أعتقد بكل جد أنه لا محل له فعلاً من الإعراب! فهل يستطيع أبناء هذا الحزب وطائفتهم أن يبرزوا لنا دليلاً واحدا على نصرتهم للمسلمين في الشيشان ولو بكلمة أي كلمة حتى ولو على سبيل التقية! نحن معهم منتظرون!
لكننا نستطيع أن نقدم لهم عشرات الأدلة على تفاعل أهل السنة مع إخوانهم في الشيشان بكل ما استطاعوا من نصر بالنفس والمال والدعوة، وها هم أولاء أبطالنا الذين كانوا في القيادة؛ أسد الجزيرة في الشيشان خطاب، وصنوه الهزبر أبو الوليد ومعهم كوكبة من المجاهدين الأبطال؛ كالحناوي و "عقيدة" وغيرهم من جند الإسلام الذين استشهدوا جميعاً على أرض الشيشان وبللوا ثراه بدمائهم الزكية وقتلوا جميعاً غرباء عن أوطانهم وذويهم!
أولائك أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
الرابع؛ العراق:
أين جنود "حزب الله" البواسل يوم أن داست على أرض الرافدين أقدام الشيطان الأكبر - حسب وصف مرجعهم الذي يقلدونه! - أين هم من المقابر الجماعية في الأنبار والفلوجة والإسحاقي وبعقوبة وحديثة؟!
فإذا كان "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"، فلم لم يرسل جنده وكوادره المدربين على فنون القتال لأرض العراق لنجدة على الأقل إخوانهم في الطائفة يوم أن كانت القنابل تدك مرقد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ الذي يزعمون أنه مدفون هناك! وتدمير قبلتهم المقدسة - النجف - التي يطلقون عليها "الأشرف" ولا ندري الأشرف من ماذا؟! من مكة والمدينة والقدس؟!
وهل سمع شماريخ "حزب الله" اللبناني عن اغتصاب الرجال في سجن أبي غريب؟! وهل سمعوا عن اغتصاب الماجدات العراقيات على يد لقطاء أميركا وشذاذ الأفاق؟!
وأين الأكفان البيضاء التي كان يستعرض بها أعضاء حزب "حسن نصر الله" في الجنوب اللبناني متوعدين ومهددين؟! لم لم نسمع كربلائية واحدة للتنديد بما يحدث من مجازر لأهل الإسلام في العراق على يد الشيطان الأكبر جداً؟! أم أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً!
والعجب العجاب؛ أنه لم يقبض على كادر من أتباع "حسن نصر الله" متلبساً بالمقاومة في البصرة مثلاً ضد قوات الاحتلال هناك! وما الذي أسكت صواريخ "حزب الله" اللبناني! لنصرة إخوانهم في العراق وتخفيف الضغط عليهم والتقليل من نزيف الدم الذي يهراق يومياً على يد العدوان الأنجلو أمريكي! أم أن الخطوط الحمراء واتفاق "الجنتلمان"! مع الكيان الغاصب لفلسطين يحول دون ذلك؟!
وأين "حسن نصر الله" سيد هذه الأمة من قول الشاعر:
لماذا يذبحون ونستكين ولا أحد يرد ولا يبينُ
أللإسلام نسبتنا وهذا دم الإسلام أرخص ما يكونُ
الخامس؛ فلسطين الأسيرة:
فلسطين التي ضيعها ملوك العرب الخونة قديماً، وحافظ على تضييعها الخونة الجدد من رؤساء وزعماء وملوك وأمراء وأعوانهم من مفكرين وأدباء وعلماء وهلم جرا!
وفلسطين التي يتاجر بها حزب "حسن نصر الله" - الحزب الخامئني النميري -! على مرمى حجر منهم! فما الذي يمنع المقاومة الفلسطينية الكائنة في لبنان من ضرب المستوطنات – المغتصبات - في شمال فلسطين المحتلة! أليس جنود حزب "حسن نصر الله" "سيد الأمة"! ومن الذي يقبض على أي مقاوم يحاول أن يتسلل للقيام بواجبه الشرعي لضرب هذه المغتصبات في شمال فلسطين المحتلة بغية التخفيف عن إخوانه في غزة والضفة! أليس كوادر "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"؟!
ولمصلحة من يحتكر "حسن نصر الله" وحزبه المقاومة وتحريمها على أبنائها؟! ومن الذي أحدث خللاً في التركيبة السكانية في الجنوب اللبناني؟! ولمصلحة من؟! ومن الذي أضعف أهل السنة في لبنان حتى صاروا فريسة على موائد اللئام لا حامي ولا بواكي لهم؟! - وهذا موضوع يجرنا إلى دراسة متعمقة حول وضع أهل السنة في لبنان ومن المسئول عما حدث لهم؟ وقد يكون لنا دراسة مستقلة بمشيئة الله إن كان في العمر بقية -
حرب ما أريد بها وجه الله:
إذن حرب "حسن نصر الله" وحزبه ما أريد بها وجه الله! بل أريد بها عدة وجوه!
الوجه الأول؛ إيران التي تريد تلميع صورتها المخدوع بها للأسف الشديد جمهور كبير من المسلمين:
بزعم أنها التي تتحدى أمريكا "الشيطان الأكبر جداً"! وتناصر القضية الفلسطينية التي يحاصرها ويتآمر عليها العبابيد المناكيد من حكام العرب!
ولأن شعوبنا مغيبة عقدياً وخاصة في عقيدة الولاء والبراء، ومهزومة من أعدائها في الداخل - حكام وأنصار طواغيت؛ وزراء، وسائل إعلام، علماء سلطة، أحزاب علمانية وقومية مهترئة - فإنها تصفق لأي رد فعل يكبد أعداء الأمة أية خسائر، ولو كان هذا على يد إيران أو حزب "حسن نصر الله"!
ومهزومة أيضاً من الخارج من جراء الهجمة الصهيو صليبية الوثنية الحديثة – كشمير، فلسطين، فطامي، تيمور الشرقية، أفغانستان، العراق - لذلك نجدها حائرة تائهة تتبع كل ناعق في الوقت الذي يخوفها أعداء الأمة من المجاهدين الحقيقيين الذين يوصمون بالإرهاب، في الوقت الذي يوصف المقاوم المنحرف عقدياً المدعوم دولياً بالبطل والشهيد وأخيراً "سيد الأمة"!
الوجه الثاني: يريد حزب "حسن نصر الله" التخفيف من الضغوط الأمريكية على إيران وسوريا خارجياً مع إشغال المجتمع اللبناني بهذه الحرب:
بعد أن رفع أذناب فرنسا وآل سعود - الحريري وجنبلاط - عقيرتهم بنزع سلاح "حزب الله" في الجنوب للتطبيع رسمياً وعلنياً مع الكيان الغاصب لفلسطين! وتحويلهم إلى مجرد حزب سياسي منزوع السلاح!
وخاصة بعد أن تأكدوا؛ أن أهل السنة أضعف من أن تقوم لهم قائمة في القريب العاجل، حيث قام "حزب الله" بحراسة شمال فلسطين المحتل لصالح الكيان المغتصب وتشييع سكان الجنوب، فلا خوف من وجود تلاحم شعبي سني يحاصر "الكيان المغتصب لفلسطين" حسب تخوف السفاح القديم "بن جوريون"!
هكذا "حزب الله" لا يريد أن يخرج بخفي حنين! فلا بد من تحقيق أقرب مكسب للبقاء بأسلحته، وإلا هدم المعبد على من فيه بعد أن اشتد عوده وقوي ساعده - صواريخ الكاتيوشا -!
الوجه الثالث: رفع خسيسة التيار الشيعي في العالم:
بعد أن استبانت خيانتهم وتآمرهم على المسلمين في العراق، وتحالفهم وأحزاب الشمال مع الأمريكان في احتلال أفغانستان! يريدون أن يقولوا؛ نحن نقاوم وندافع عن الأمة في فلسطين! للشغب على ما يحدث من قتل منظم لأهل السنة على أيدي إخوانهم في الطائفة انتهازاً لفرصة وجود الاحتلال الأمريكي للعراق للقضاء على أكبر عدد من أهل السنة، بغية إقامة دولة شيعية كبرى تضم إيران والعراق، متحالفة مع إخوانهم في طائفة النصيرية في سوريا، ومساندة شيعة لبنان، لتشكيل تحالف دولي عسكري قوي للقضاء على أهل السنة في الجزيرة والخليج!
الوجه الرابع: تحسين وجه الإدارة الأمريكية الكالح المهزوم في العراق وأفغانستان:
ولا أستبعد هذا الوجه الذي أراده حزب "حسن نصر الله" بإيعاز مباشر أو غير مباشر، لأن كل ما يحدث يفرح "جورج بوش" و "توني بلير"، حيث خطفت حرب حزب "حسن نصر الله" في لبنان الأضواء عما يحدث من مجازر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فمئات الأطنان تدك مدن وقرى أفغانستان والعالم مشغول بالسنيورة والحريري الصغير و "حزب خامئني" في جنوب لبنان!
وهناك في العراق إبادة منظمة لأهل السنة وتهجيرهم إجباريا من مساكنهم في بغداد وغيرها، والعالم مشغول بالوضع في لبنان!
المشروع الأنجلو أمريكي يفشل في العراق وأفغانستان وحزب "حسن نصر الله" ينقذ هذا المشروع البربري الهمجي على العالم الإسلامي!
صفوة القول:
وبعد هذا التطواف السريع أقول:
قد يغضب البعض إذا قيل إن أمير المؤمنين الملا محمد عمر؛ سيد هذه الأمة في عصرنا الحالي، ذلكم الرجل النبيل الذي ضحى بدولته من أجل حماية إخوانه في الدين! فضرب لنا مثلنا أشبه بفعل الصحابة رضوان الله عليهم يتغنى به أبناؤنا وأحفادنا على مر الزمان، كما كنا نتغنى بقول السموأل - وهو شاعر جاهلي - حيث لم يسلم أضيافه لأعدائهم، رغم أنه هدد في ابنه وقتل أمام عينيه، فأنشد قائلاً:
وفيتُ بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقوام وفيتُ
وأوصى "عاديا" يوماً بألا تهدّم يا سموءلُ ما بنيتُ
بني لي "عاديا" حصناً حصيناً وماءً كلما شئتُ استقيتُ
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ أسامة بن لادن؛ صلاح الدين الأيوبي لعصرنا الحاضر، بل هو "سيد الأمة" وفارسها وتاج على رأس كرامتها!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الدكتور أيمن الظواهري؛ نور الدين زنكي لمسلمي هذا الزمان، بل هو سيد هذه الأمة وعلمها أيضاً!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ الشهيد - نحسبه كذلك - أبا مصعب الزرقاوي؛ أسد الدين شيركوه هذا الزمان! بل أسده الضاري وسيف الأمة البتار، وسيدها وغرة في جبين سماء عزتها!
وقد يغضب البعض إذا قيل إن شهيد الإسلام - نحسبه كذلك - شامل باسيف؛ أسد الشيشان وحامي عرينها، و "سيد الأمة" وأحد أعمدتها!
إذا قبل إن كل هؤلاء القادة الأبطال سادة الأمة وفخرها الذين قاموا يوم أن قعد الناس! هؤلاء الأبطال الذين رمتهم الدنيا بقوس واحدة فلم يستكينوا ولم يضعفوا ولم يركعوا إلا لله رب العالمين! هم السادة بحق!
فإذا لم يكن هؤلاء جميعاً سادة الأمة بحق فمن يكون السادة إذن؟!
وإذا كان "حسن نصر الله" زعيم "حزب الله" الشيعي اللبناني؛ "سيد الأمة" - كما يقول المهووسون به - فلا خير في هذه الأمة ولا بارك الله فيها!
وإذا كان حقاً "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"! إذن فقد ذهب بالأمة بعيداً وخطفها!
وما أظرف ما قاله الشاعر العربي قديماً في شأن "حسن نصر الله"؛ "سيد الأمة"! ومن على شاكلته:
إذا ذهبَ الحمارُ بأم عمرو فلا رجعتْ ولا رجعَ الحمارُ
--------------------------------------------------------------------------------
[1] راجع: فاروق الخالدي: المؤامرة الكبرى على بلاد الشام، دار الراوي، الدمام: ص54.
[2] المؤامرة الكبرى: ص384.
تعليق