]عمر بن الخطاب
الفاروق أبو حفص، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة (40 عام قبل الهجرة)، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم...وأسلم في السنة السادسة للهجرة .
وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين.
الفتوحات الاسلامية :-
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربروالبُرلُسّ...
وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم: (كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج)...
انجازاته :-
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة... لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: (كان اسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)... وهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة (14 هـ)، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة (16 هـ)، وأول من عسّ في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج، كما أنه مصّـر الأمصار، واستقضـى القضـاة، ودون الدواويـن، وفرض الأعطيـة، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها...
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-...
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة...
خلافة عمر :-
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان: (اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله)...
وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم... أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده، وأوضح سبب اختياره قائلا: (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم)...
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا: (أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي، ولا وليت ذا قربى، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا)... فرد المسلمون: (سمعنا وأطعنا)... وبايعوه سنة (13 هـ)...
عمر في الأحاديث النبوية :-
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها...(إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه)... (الحق بعدي مع عمـر حيث كان)... (لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب)... (إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه)...(ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر)...
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا بلال، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيْرتك)... فقال عمر: (بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار!)... وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب)...
قالوا: (فما أوّلته يا رسول الله؟)... قال: (العلم)... قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه)... قالوا: (فما أوَّلته يا رسول الله؟)... قال: (الدين)...
لسان الحق :-
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه، يقول علي بن أبي طالب: (إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه)... كما قال عبد الله بن عمر: (مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر)...
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر بن الخطاب ) رواه البخاري ...
هيبته وتواضعه :-
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا، وقال متحديا لهم: (من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي)... فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه...
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة...
استشهاده :-
كان عمر – رضي الله عنه – يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها : ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك ) ...
وفي ذات يوم وبينما يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاماً للمغيرة بن شعبة ) عدت طعنات في ظهره أدت إلى استشهاده ليلة الاربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ...
ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ... ودفن إلى جوار الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ...[/color][/font][/size]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
الفاروق أبو حفص، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة (40 عام قبل الهجرة)، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم...وأسلم في السنة السادسة للهجرة .
وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين.
الفتوحات الاسلامية :-
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربروالبُرلُسّ...
وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم: (كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج)...
انجازاته :-
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة... لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: (كان اسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)... وهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة (14 هـ)، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة (16 هـ)، وأول من عسّ في عمله، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج، كما أنه مصّـر الأمصار، واستقضـى القضـاة، ودون الدواويـن، وفرض الأعطيـة، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها...
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-...
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة...
خلافة عمر :-
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان: (اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله)...
وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم... أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده، وأوضح سبب اختياره قائلا: (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم)...
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا: (أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي، ولا وليت ذا قربى، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا)... فرد المسلمون: (سمعنا وأطعنا)... وبايعوه سنة (13 هـ)...
عمر في الأحاديث النبوية :-
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها...(إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه)... (الحق بعدي مع عمـر حيث كان)... (لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب)... (إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه)...(ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر)...
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا بلال، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيْرتك)... فقال عمر: (بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار!)... وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب)...
قالوا: (فما أوّلته يا رسول الله؟)... قال: (العلم)... قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه)... قالوا: (فما أوَّلته يا رسول الله؟)... قال: (الدين)...
لسان الحق :-
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه، يقول علي بن أبي طالب: (إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه)... كما قال عبد الله بن عمر: (مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر)...
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر بن الخطاب ) رواه البخاري ...
هيبته وتواضعه :-
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا، وقال متحديا لهم: (من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي)... فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه...
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة...
استشهاده :-
كان عمر – رضي الله عنه – يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها : ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك ) ...
وفي ذات يوم وبينما يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاماً للمغيرة بن شعبة ) عدت طعنات في ظهره أدت إلى استشهاده ليلة الاربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ...
ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ... ودفن إلى جوار الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ...[/color][/font][/size]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
تعليق