سبعون حديثاً في الجهاد
كتاب الجهاد أوسبعون حديثاً في الجهاد
الفصل الأول
الجهاد وتأكيد وجوبه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لغدوة في سبيل الله، أو روحة خير من الدنيا وما فيها..}.
ولها من حديث سهل بن سعد نحوه.
ولمسلم والنسائي من حديث أبي أيوب مثله، لكن قال: {.. خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت}.
في سبيل الله
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده: ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامد كهيئته حين كلم لونه لون الدم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل}.
الشهيد من يكون?!
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وإن له الجنة}.
من أجل رضاء الله
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه قال: {أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه، إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته}.
هيا نغبر الأقدام في طريق الله
عن عبد الرحمن بن جبر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار}.
أو: {من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار}.
وحرمت عليه النار
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار}.
أي الناس أفضل
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل? قال: {مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى}، قال: ثم من ? قال: {ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره}.
وفي رواية... أي المؤمنين أكلم غيماناً? قال: {الذي يجاهد بنفسه..} الحديث نحوه، وقال في آخره: {وقد كفى الناس شره}.
الذي يعدل الجهاد والمجاهد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله? قال: {لا تستطيعونه} فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يقول: {لا تستطيعونه}، ثم قال: {مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله}.
مائة درجة للمجاهد في الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض}.
الله ربنا والإسلام ديننا ومحمد رسولنا
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من رضي بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، وجبت له الجنة}.
فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها يا رسول الله? فأعادها عليه ثم قال: {وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض}. قال: وما هي يا رسول الله? قال: {الجهاد في سبيل الله}.
وحرم على وجهه النار
روى عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قاتل في سبيل الله فواق ناقة حرم الله على وجهه النار}.
أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
عن أبي بكر موسى الأشعري قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف}، فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا? قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام. ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل.
?ساعتان
عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ساعات تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته: عند حضور النداء للصلاة، والصف في سبيل الله}.
وفي رواية: {ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً}.
وفي رواية ثالثة: {ساعتان لا ترد على داع دعوته: حين تقام الصلاة، وفي الصف في سبيل الله}.
الفصل الثاني
إخلاص النية في الجهاد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل يريد الجهاد، وهو يريد عرضاً من الدنيا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا أجر له}. فأعظم ذلك الناس؛ فقالوا للرجل: عد لرسول الله فلعلك لم تفهمه، فعاد الرجل، فأعاد كلامه، فقال: {لا أجر له}. حتى فعلوا ذلك ثلاث مرات.
ولتكن كلمة الله هي العليا
عن أبي موسى الأشعري: أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه؛ فمن في سبيل الله? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله}.
الأعمال دائماً بالنيات
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه}.
?أجر الغزوة والسرية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله يسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم، وما من غازية، أو سرية تخفق وتخوف، وتصاب إلا تم أجرهم}.
وفي رواية: {وما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله، فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم}.
الفصل الثالث
النفقة في سبيل الله
عن خزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف}.
الذي جهز فقد غزا
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا}.
وفي رواية: {كتب الله له مثل أجره حتى أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء} وفي رواية: {فله مثل أجره..}.
الفصل الرابع
الرباط في سبيل الله
عن سهل بن سعد الساعدي. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا، وما فيها}.
رباط اليوم والليلة
عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان}.
وفي رواية زاد بعضهم: {وبعث يوم القيامة شهيداً}.
المرابط لا يعرف فتنة القبر
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر}.
وزاد بعضهم في رواية: {والمجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل}.
الفصل الخامس
الحراسة في سبيل الله
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر? حارس حرس في أرض خوف لعله أن يجرع إلى أهله}.
ليلة أفضل من ألف ليلة
عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها}
الفصل السادس
احتباس الخيل للجهاد
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة}.
الخيل والخير
عن عروة بن أبي الجعد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الخيل معقود في نواصيها الخير: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة}.
البركة في نواصي الخيل
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {البركة في نواصي الخيل}.
اشتر فرساً
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أردت أن تغزو فاشتر فرساً أدهم أغر محجلاً مطلق المنى فإنك تغنم وتسلم}.
الخيل الجيد
عن أبي وهب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل}.
الفصل السابع
في فضل الشهداء
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشيهد؛ فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة}.
وفي رواية: {لما يرى من فضل الشهادة}.
لا ذنب للشهيد
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يغفر للشهيد كل ذنب غلا الدين}.
ريح الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمى أنسُ بن النضر عن قتال بدر. فقال: يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون فقال لهم: {اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء}- يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: {يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد}.
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببناته، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه، وفي أشباهه: )مِن المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللَهَ عَلَيهِ(.
مازالت الملائكة تظله بأجنحتها
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيئ بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي فسمع صوته صارخة فقيل: ابنة عمرو? أو أخت عمرو? فقال: {لم تبكي?} أو قال: {لا تبكي، مازالت الملائكة تظله بأجنحتها}.
وكلم الله أبا جابر
وعن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما جيئ بأبيه: {يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك?} قلت: بلى. قال: {ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: يا عبد الله، تمن على أعطك. قال: يا رب، تحييني فأقل فيك ثانية. قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله هذه الآية: )وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَهِ أَمواتاً(.
?هَنيئاً يا بن جعفر
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هنيئاً يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء}.
هذا هو الجهاد الأفضل
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل? قال: {أن يعقر جوادك ويهراق دمك}.
الشهداء على نهر الجنة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الشهداء على بارق نهر الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشياً}.
الشهداء في أجواف طير خضر
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمرة الجنة أو شجر الجنة}.
الشهداء أحياء عند ربهم
عن مسروق قال: سألنا عبد الله )هو ابن مسعود( عن هذه الآية: )وَلا تَحسَبَن الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَهِ أَمواتاً بَل أحياءٌ عِندَ رَبِهُم يُرزَقون( فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {أرواحهم في جوف طير لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً، قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا? ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا}.
?شفاعة الشهيد
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته}.
عن عتبد بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو، قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا ثم جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق}.
الصامدون هم الشهداء الحقيقيون
عن نعيم بن همار رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الشهداء أفضل? قال: {الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه}.
هؤلاء هم الدعاة
عن أنس رضي الله عنه قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان أبعث معنا رجالاً يعلموننا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم القراء، فيهم خالي حرام، يقرأون القرآن ويتدار سونه بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، قال: وأتى رجل حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت، ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: {إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضي عنا}.
نريد الغزو
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال: من القوم? فقيل: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو، فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون?، قيل له: نعم يصيبون الغنائم، ثم تقسم بين المسلمين. فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم، فجعل يدنو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أصحابه يذودون بكره عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة}، قال: فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً. أو قال: مسروراً يضحك، ثم أعرض عنه. فقلنا: يا رسول الله رأيناك مستبشراً تضحك، ثم أعرضت عنه?!، فقال: {أما رأيتم من استبشاري، أو قال: من سروري، فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل، وأما إعراضي عنه، فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه}.
سيعقر جوادك وتستشهد
عن عامر بن سعد عن أبيه أن رجلاً جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آنني أفضل ما آتيت عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال: {من المتكلم آنفاً?} فقال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: {إذاً يعقر جوادك وتستشهد}.
الفصل الثامن
أنواع موت الشهداء
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الشهداء خمسة: المبطون، والمطعون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله}.
إذا مات فلا تبكين باكية
عن جابر بن عتيك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده غلب عليه فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم {غلبنا عليك يا أبا الربيع} فصاحت النسوة وبكين، وجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية} قالوا: وما الوجوب يا رسول الله? قال: {إذا مات}. قالت ابنته: والله إني لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك كنت قد قضيت جهازك.
هؤلاء هم الشهداء
- أو قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {الشهادة سبع- سوى القتل في سبيل الله: المبطون شهيد، الغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمطعون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة،
الفصل التاسع
الطاعون
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {الطاعون شهادة لكل مسلم}.
شهيد الطاعون
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون? فقال: {كان عذاباً يبعثه الله على من كان قبلكم، فجعله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد}.
فناء أمتي
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فناء أمتي بالطعن والطاعون}، فقيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون? قال: {وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة}.
الفار من الطاعون
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون: {الفار منه كالفار من الزحف، ومن صبر فيه كان له أجر شهيد}.
من أجل المال، والدم، والدين، والأهل أنت شهيد
عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد}.
قاتله فهو في النار!!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي? قال: {فلا تعطه مالك}. قال: أرأيت إن قاتلني? قال: {قاتله}. قال: أرأيت إن قتلني? قال: {فأنت شهيد}. قال: أرأيت إن قتلته? قال: {هو في النار}.
الفصل العاشر
الرمي بين التعلم والترك عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو على المنبر )وَأَعدوا لَهُم ما اَستَطَعتُم مِن قوةٍ وَمِن رِباطِ الخَيل( إلا إن القوة الرمى، إلا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمى.
ستفتح عليكم أرضون
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه}.
السهم ثلاثة نفر في الجنة
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ومن ترك الرمى بعد ما علمه- رغبة عنه- فإنها نعمة تركها، أو قال: كفرها}.
وفي رواية: {والممد به}.
وفي أخرى: {والذي يجهز به في سبيل الله}.
خير لهو عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه رفعه قال: {عليكم بالرمي فإنه خير- أو من خير- لهوكم}.
وفي رواية: {من خير لعبكم}.
المشي ما بين الغرضين
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة}.
درجة في الجنة
عن أبي نجيح عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من بلغ بسهم في سبيل الله، فهو له درجة في الجنة}.
قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً.
قوموا فقاتلوا
عن عتبة بن عبد السلمى رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: {قوموا فقاتلوا}. قال: فرمى رجل بسهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أوجب هذا}.
الفصل الحادث عشر
العذاب عاقبة ترك الغزو
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما ترك قوم الجهاد غلا عمهم الله بالعذاب}.
لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
عن أبي عمران قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم وأكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد؛ فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله يلقى بيده إلى التهلكة. فقام أبو أيوب فقال: أيها الناس لتؤولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، قال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا وأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد علينا ما قلنا: )وأَنفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تَلقوا بَأَيديكُم إِلى التَهلُكَة(.
الفصل الثاني عشر
الغزو في البحر وقصة أم حرام!!!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته، ثم جلست تفلى رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: يا رسول الله ما يضحكك? قال: {ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة}. قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لهم، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله? قال: {ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله}، كما قال في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول، ادع الله أن يجعلني منهم? قال: {أنت من الأولين}، فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رضي الله عنها.
عن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المائذ في البحر يصيبه القئ له أجر شهيد، والغريق له أجر شهيدين}.
الفصل الثالث عشر
السبع الموبقات
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اجتنبوا السبع الموبقات}. قالوا: يا رسول الله وما هن? قال: {الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات}.
الفصل الرابع عشر
الغلول والتشديد فيه!!
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: كركرة فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو في النار} فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.
عن زيد بن خالد رضي الله عنه: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي في يوم خيبر؛ فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {صلوا على صاحبكم}، فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: {إن صاحبكم غل في سبيل الله}، ففتشنا متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز يهود لا يساوي درهمين}.
وقانا الله من الكبر، والغلول والدين
عن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من جاء يوم القيامة بريئاً من ثلاث دخل الجنة: الكبر، والغلول، والدين}.
ضد السلطان الجائر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر}.
حب الوطن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حب الوطن من الإيمان}.
آخره
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. تمت بقلم الفقير إلى عون الله- عز شأنه- أحمد بن محمود بن عبد العزيز بن سليمان بن معتوق الذي كتبه من الجزء الذي جمعه ابن بطة الحنبلي في الجهاد وفضائله.
دعوتكم اخوكم ابو عبد الله
كتاب الجهاد أوسبعون حديثاً في الجهاد
الفصل الأول
الجهاد وتأكيد وجوبه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لغدوة في سبيل الله، أو روحة خير من الدنيا وما فيها..}.
ولها من حديث سهل بن سعد نحوه.
ولمسلم والنسائي من حديث أبي أيوب مثله، لكن قال: {.. خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت}.
في سبيل الله
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده: ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامد كهيئته حين كلم لونه لون الدم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل}.
الشهيد من يكون?!
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وإن له الجنة}.
من أجل رضاء الله
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه قال: {أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه، إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته}.
هيا نغبر الأقدام في طريق الله
عن عبد الرحمن بن جبر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار}.
أو: {من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار}.
وحرمت عليه النار
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار}.
أي الناس أفضل
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل? قال: {مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى}، قال: ثم من ? قال: {ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره}.
وفي رواية... أي المؤمنين أكلم غيماناً? قال: {الذي يجاهد بنفسه..} الحديث نحوه، وقال في آخره: {وقد كفى الناس شره}.
الذي يعدل الجهاد والمجاهد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله? قال: {لا تستطيعونه} فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يقول: {لا تستطيعونه}، ثم قال: {مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله}.
مائة درجة للمجاهد في الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض}.
الله ربنا والإسلام ديننا ومحمد رسولنا
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من رضي بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، وجبت له الجنة}.
فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها يا رسول الله? فأعادها عليه ثم قال: {وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض}. قال: وما هي يا رسول الله? قال: {الجهاد في سبيل الله}.
وحرم على وجهه النار
روى عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قاتل في سبيل الله فواق ناقة حرم الله على وجهه النار}.
أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
عن أبي بكر موسى الأشعري قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف}، فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا? قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام. ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل.
?ساعتان
عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ساعات تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته: عند حضور النداء للصلاة، والصف في سبيل الله}.
وفي رواية: {ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً}.
وفي رواية ثالثة: {ساعتان لا ترد على داع دعوته: حين تقام الصلاة، وفي الصف في سبيل الله}.
الفصل الثاني
إخلاص النية في الجهاد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل يريد الجهاد، وهو يريد عرضاً من الدنيا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا أجر له}. فأعظم ذلك الناس؛ فقالوا للرجل: عد لرسول الله فلعلك لم تفهمه، فعاد الرجل، فأعاد كلامه، فقال: {لا أجر له}. حتى فعلوا ذلك ثلاث مرات.
ولتكن كلمة الله هي العليا
عن أبي موسى الأشعري: أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه؛ فمن في سبيل الله? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله}.
الأعمال دائماً بالنيات
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه}.
?أجر الغزوة والسرية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله يسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم، وما من غازية، أو سرية تخفق وتخوف، وتصاب إلا تم أجرهم}.
وفي رواية: {وما من غازية، أو سرية تغزو في سبيل الله، فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم}.
الفصل الثالث
النفقة في سبيل الله
عن خزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف}.
الذي جهز فقد غزا
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا}.
وفي رواية: {كتب الله له مثل أجره حتى أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء} وفي رواية: {فله مثل أجره..}.
الفصل الرابع
الرباط في سبيل الله
عن سهل بن سعد الساعدي. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا، وما فيها}.
رباط اليوم والليلة
عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان}.
وفي رواية زاد بعضهم: {وبعث يوم القيامة شهيداً}.
المرابط لا يعرف فتنة القبر
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر}.
وزاد بعضهم في رواية: {والمجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل}.
الفصل الخامس
الحراسة في سبيل الله
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر? حارس حرس في أرض خوف لعله أن يجرع إلى أهله}.
ليلة أفضل من ألف ليلة
عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها}
الفصل السادس
احتباس الخيل للجهاد
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة}.
الخيل والخير
عن عروة بن أبي الجعد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الخيل معقود في نواصيها الخير: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة}.
البركة في نواصي الخيل
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {البركة في نواصي الخيل}.
اشتر فرساً
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أردت أن تغزو فاشتر فرساً أدهم أغر محجلاً مطلق المنى فإنك تغنم وتسلم}.
الخيل الجيد
عن أبي وهب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل}.
الفصل السابع
في فضل الشهداء
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشيهد؛ فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة}.
وفي رواية: {لما يرى من فضل الشهادة}.
لا ذنب للشهيد
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يغفر للشهيد كل ذنب غلا الدين}.
ريح الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمى أنسُ بن النضر عن قتال بدر. فقال: يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون فقال لهم: {اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء}- يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: {يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد}.
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببناته، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه، وفي أشباهه: )مِن المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللَهَ عَلَيهِ(.
مازالت الملائكة تظله بأجنحتها
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيئ بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي فسمع صوته صارخة فقيل: ابنة عمرو? أو أخت عمرو? فقال: {لم تبكي?} أو قال: {لا تبكي، مازالت الملائكة تظله بأجنحتها}.
وكلم الله أبا جابر
وعن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما جيئ بأبيه: {يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك?} قلت: بلى. قال: {ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: يا عبد الله، تمن على أعطك. قال: يا رب، تحييني فأقل فيك ثانية. قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله هذه الآية: )وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَهِ أَمواتاً(.
?هَنيئاً يا بن جعفر
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هنيئاً يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء}.
هذا هو الجهاد الأفضل
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل? قال: {أن يعقر جوادك ويهراق دمك}.
الشهداء على نهر الجنة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الشهداء على بارق نهر الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشياً}.
الشهداء في أجواف طير خضر
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمرة الجنة أو شجر الجنة}.
الشهداء أحياء عند ربهم
عن مسروق قال: سألنا عبد الله )هو ابن مسعود( عن هذه الآية: )وَلا تَحسَبَن الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَهِ أَمواتاً بَل أحياءٌ عِندَ رَبِهُم يُرزَقون( فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {أرواحهم في جوف طير لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً، قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا? ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا}.
?شفاعة الشهيد
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته}.
عن عتبد بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو، قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا ثم جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق}.
الصامدون هم الشهداء الحقيقيون
عن نعيم بن همار رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الشهداء أفضل? قال: {الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه}.
هؤلاء هم الدعاة
عن أنس رضي الله عنه قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان أبعث معنا رجالاً يعلموننا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم القراء، فيهم خالي حرام، يقرأون القرآن ويتدار سونه بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، قال: وأتى رجل حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت، ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: {إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضي عنا}.
نريد الغزو
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال: من القوم? فقيل: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو، فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون?، قيل له: نعم يصيبون الغنائم، ثم تقسم بين المسلمين. فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم، فجعل يدنو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أصحابه يذودون بكره عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة}، قال: فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً. أو قال: مسروراً يضحك، ثم أعرض عنه. فقلنا: يا رسول الله رأيناك مستبشراً تضحك، ثم أعرضت عنه?!، فقال: {أما رأيتم من استبشاري، أو قال: من سروري، فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل، وأما إعراضي عنه، فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه}.
سيعقر جوادك وتستشهد
عن عامر بن سعد عن أبيه أن رجلاً جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آنني أفضل ما آتيت عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال: {من المتكلم آنفاً?} فقال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: {إذاً يعقر جوادك وتستشهد}.
الفصل الثامن
أنواع موت الشهداء
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الشهداء خمسة: المبطون، والمطعون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله}.
إذا مات فلا تبكين باكية
عن جابر بن عتيك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده غلب عليه فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم {غلبنا عليك يا أبا الربيع} فصاحت النسوة وبكين، وجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية} قالوا: وما الوجوب يا رسول الله? قال: {إذا مات}. قالت ابنته: والله إني لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك كنت قد قضيت جهازك.
هؤلاء هم الشهداء
- أو قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {الشهادة سبع- سوى القتل في سبيل الله: المبطون شهيد، الغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمطعون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة،
الفصل التاسع
الطاعون
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {الطاعون شهادة لكل مسلم}.
شهيد الطاعون
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون? فقال: {كان عذاباً يبعثه الله على من كان قبلكم، فجعله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد}.
فناء أمتي
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فناء أمتي بالطعن والطاعون}، فقيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون? قال: {وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة}.
الفار من الطاعون
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون: {الفار منه كالفار من الزحف، ومن صبر فيه كان له أجر شهيد}.
من أجل المال، والدم، والدين، والأهل أنت شهيد
عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد}.
قاتله فهو في النار!!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي? قال: {فلا تعطه مالك}. قال: أرأيت إن قاتلني? قال: {قاتله}. قال: أرأيت إن قتلني? قال: {فأنت شهيد}. قال: أرأيت إن قتلته? قال: {هو في النار}.
الفصل العاشر
الرمي بين التعلم والترك عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو على المنبر )وَأَعدوا لَهُم ما اَستَطَعتُم مِن قوةٍ وَمِن رِباطِ الخَيل( إلا إن القوة الرمى، إلا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمى.
ستفتح عليكم أرضون
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه}.
السهم ثلاثة نفر في الجنة
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ومن ترك الرمى بعد ما علمه- رغبة عنه- فإنها نعمة تركها، أو قال: كفرها}.
وفي رواية: {والممد به}.
وفي أخرى: {والذي يجهز به في سبيل الله}.
خير لهو عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه رفعه قال: {عليكم بالرمي فإنه خير- أو من خير- لهوكم}.
وفي رواية: {من خير لعبكم}.
المشي ما بين الغرضين
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة}.
درجة في الجنة
عن أبي نجيح عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من بلغ بسهم في سبيل الله، فهو له درجة في الجنة}.
قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً.
قوموا فقاتلوا
عن عتبة بن عبد السلمى رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: {قوموا فقاتلوا}. قال: فرمى رجل بسهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أوجب هذا}.
الفصل الحادث عشر
العذاب عاقبة ترك الغزو
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما ترك قوم الجهاد غلا عمهم الله بالعذاب}.
لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
عن أبي عمران قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم وأكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد؛ فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله يلقى بيده إلى التهلكة. فقام أبو أيوب فقال: أيها الناس لتؤولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، قال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا وأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد علينا ما قلنا: )وأَنفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تَلقوا بَأَيديكُم إِلى التَهلُكَة(.
الفصل الثاني عشر
الغزو في البحر وقصة أم حرام!!!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته، ثم جلست تفلى رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: يا رسول الله ما يضحكك? قال: {ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة}. قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لهم، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله? قال: {ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله}، كما قال في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول، ادع الله أن يجعلني منهم? قال: {أنت من الأولين}، فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رضي الله عنها.
عن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المائذ في البحر يصيبه القئ له أجر شهيد، والغريق له أجر شهيدين}.
الفصل الثالث عشر
السبع الموبقات
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اجتنبوا السبع الموبقات}. قالوا: يا رسول الله وما هن? قال: {الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات}.
الفصل الرابع عشر
الغلول والتشديد فيه!!
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: كركرة فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو في النار} فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.
عن زيد بن خالد رضي الله عنه: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي في يوم خيبر؛ فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {صلوا على صاحبكم}، فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: {إن صاحبكم غل في سبيل الله}، ففتشنا متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز يهود لا يساوي درهمين}.
وقانا الله من الكبر، والغلول والدين
عن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من جاء يوم القيامة بريئاً من ثلاث دخل الجنة: الكبر، والغلول، والدين}.
ضد السلطان الجائر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر}.
حب الوطن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حب الوطن من الإيمان}.
آخره
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. تمت بقلم الفقير إلى عون الله- عز شأنه- أحمد بن محمود بن عبد العزيز بن سليمان بن معتوق الذي كتبه من الجزء الذي جمعه ابن بطة الحنبلي في الجهاد وفضائله.
دعوتكم اخوكم ابو عبد الله
تعليق