إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفه مع النفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفه مع النفس

    حلقة وقفة مع النفس

    تقديم علاء بسيوني

    في عودة إلى الأسس والدين نتأمل في قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة)) هذه دلالة على اكتمال الدين:

    الموضوع يحتاج إلى أن نقف مع بداية الخلق وبداية الخلق، عندما خلق الله تعالى آدم وساعة توالت الديانات والرسالات ونتيجة للخطأ تسربت بعض الألفاظ في الكتابات الإسلامية وقد أخطأنا نحن في الفهم أما المناهج فهي راسخة من عند الله تعالى. وهذه الآية فيها وقفات عديدة: هل كان الدين ناقصاً؟ مشكلتنا أننا عادة نغلق على المشاكل ولا نحاول حلّها أو سبر أغوارها فأصبح السائد في المجتمع المفاهيم الخاطئة لأنه لم يتكلم أحد بالفاهيم الصحيحة ولهذا يجب علينا العودة إلى البداية: ما هو دين آدم u والأنبياء جميعاً والمرسلين إلى عهد محمد r ؟ ونحن إذا سألنا أي مسلم هل أنت مسلم دين أو مسلم ديانة لا يعرف الفرق بينهما ويمكن لعدم معرفته بالفرق بينهما أ يقع في خطأ والخطأ للأسف توالى في الكتابات الاسلامية لدرجة أنه أصبح راسخاً في العقيدة فكثيراً ما نسمع كلمة الديانات السماوية وهذا تعبير خطأ وقد سبق وحذّرنا من هذا التعبير فمنهم من أخذ برأينا ومنهم ما زال يستعملها ونحن عندما نقول لأهل الغرب كلمة الأديان السماوية وفي نفس الوقت ندعوهم للتوحيد فكأننا نقول لهم أن هناك أديان متعددة ولا تدري أن المستشرقون يتربصون بنا وبالاسلام بمثل هذه التعبيرات.

    ساعة قال تعالى ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة))) هل كان الدين ناقصاً أم أن الإكمال هنا جاء بمعنى اكتمال الأحكام فالدين هنا في الآية ليس بمعنى الشرع لأن الشرع ثابت لا يتغير. وما معنى قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (آل عمران)) هل المقصود بالدين هنا دين محمد r أم الدين من عهد آدم u إلى رسالة محمد r؟ وقوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران) يجب أن أعلم الفرق بين الدين والديانة ويجب أن أعلم أن كلمة الدين في القرآن لا جمع لها في اللفظ ككلمة لأن الحق لا يتعدد لذلك كان من أسماء الله الحسنى الحق والواحد فالدين واحد وما يتعدد هو الديانات فكل ديانة لها دين واحد تتعاقب الديانات والرسالات زالدين والشرع واحد.

    ما هو الدين؟ هل هو علاقة العبد بالله تعالى؟ الدين كلمة تقع في الاشتراك اللفظي ولها أكثر من معنى فهي تعني الجزاء والطاعة والشرع والديانة. وعندما قال تعالى (مالك يوم الدين) أي يوم الجزاء والحساب وهذه الآية في سورة الفاتحة لها وقع بياني بديع فهي جاءت بعد قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، فجاءت مالك يوم الدين بعد الله والربّ والرحمن والرحيم فكأنه تعالى يقول خلقتُكَ دون حول لك ولا قوة فأنا الله وربّيتك بوجوه النِّعم المختلفة فأنا رب العالمين وعصيتَ فسترتُك فأنا الرحمن وتُبتَ فغفرت لك فأنا الرحيم ولمّا عصيتَ وظلمتَ ولم ترد المطالم إلى أصحابها فاعلم أنني أنا ملك يوم الدين يوم الجزاء. الله تعالى يسامح إذا أخطأ العبد في حق الله تعالى ويقبل التوبة لكنه تعالى لا يغفر إذا أخطأ العبد في حق العباد ما لم يردّ المظالم إلى أصحابها لأنه تعالى بنى الدين على أساس التسامح بين العباد فعندما يعلم العبد حقيقة هذا الأمر وأن الدين هنا بمعنى الجزاء والحساب يرتاح جداً ونضرب مثالاً في أحد الملوك الذي كان يستمتع ويتلذذ بالتشديد على عبيده ثم يتلصص عليعم ليمسع ما يتكلموا عنه وكيف يشكون من معاملته لهم إلا واحداً منهم مهما شدد عليه لا يشتكي ولا يتكلم عنه بسوء فأرسل يسأله عن حاله فقال له العبد: الموت يعمّنا والقبر يضمنا والقيامة تحمعنا والديّان يحكم بيننا فامتنع الملك عن الظلم لأن هذا العبد فوّض أمره إلى الله تعالى الديّان والديّان اسم من أسماء الله تعالى على توقيع الجزاء والحساب.

    ما علاقة الاسلام بالرسالات السابقة وهل هناك تعارض بين الشرائع المختلفة وهل الاسلام يعادي الشرائع السابقة؟

    أولاً الشرع الحقّ هو لا إكراه في الدين لأنه لو أُكره الانسان لما كان ذلك ديناً والدين في (لا إكراه في الدين) هو بمعنى الطاعة لأن الطاعة يحب أن تكون بمحض إرادة العبد لا إكراهاً. أما علاقة الاسلام بباقي الشرائع فالدين هو أساس كل شريعة من عهد آدم u إلى أن تقوم الساعة . والدين من عهد آدم لقيام الساعة هو الاسلام (إن الدين عند الله الاسلام) وما اختلف هو الشرائع والديانات والمسألة هي تعاقب الرسالات حتى وصلت للرسالة الخاتمة مع محمد r. والفترة الزمنية بين عيسى u ومحمد r هي حوالي 670 سنة تقريباً لم يكن فيها ديانة مستقرة لكن عيسى u خاطب قومه قائلاً (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصفّ) مصدقاً لشريعة موسى ومبشراً بمحمد r فكأن عيسى u يقول أنا حلقة في دائرة تكتمل بمحمد r والذي لم تصله الرسالة في الفترة بين عيسى u ومحمد r لا حكم عليهم ولا عقاب . ولمّا جاء الرسول r لم يأت لقومه فقط أو لزمن معين وإنما جاءت للعالمين (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) الأنعام) أي من أم القرى التي هي مركز اليابسة إلى أقصى الأرض من حولها فكأن مكة الكرمة أم القرى هي مركز الأرض وما حولها دوائر أكبرها تصل إلى أقصى اليابسة. فالديانات تعددت وكلها دينها الاسلام فالمسيحية ديانة دينها الاسلام وكتابها الانجيل واليهودية ديانة دينها الاسلام وكتابها التوراة ومن عظمة الحق تبارك وتعالى أنه لما أراد أن يختتم الرسالات سمّى الديانة الخاتمة باسم الشرع العام وهو الاسلام ودين محمد هو ديانة محمد هو الاسلام.

    ما معنى كلمة الاسلام؟

    في القرآن الكريم جاء ذكر ابراهيم ويعقوب ويوسف وهود ونوح كمسلمين لأن كل نبي دان بالاسلام كدين ودين كل الرسالات كما قلنا هو الاسلام والديانة هي الرسالة. والاسلام لفظاً هو التسليم لأمر الله تبارك وتعالى. ونلاحظ أن أول آية في القرآن بعد البسملة (الحمد لله رب العالمين) والحمد هو إعلان الرضى بقضاء الله تعالى يعني التسليم يعني الاسلام. وعندما نوصّف الفرق بيت الاسلام والإيمان يجب أن نسأل هل الاسلام الذي نقصده هو اسلام دين أو اسلام عقيدة؟ والايمان هو وسط بين اسلامين. وإذا سألنا أيهما أعلى الاسلام أم الإيمان؟ يجب أن نعرف أين إسلام نسأل عنه فإسلام العقيدة هو شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذا أقل من الإيمان بدليل قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) الحجرات) ولمّا في الآية تعني النفي مع توقع حدوث الأمر. فالأعراب تقول آمنا أي أصبحنا مطبّقين لكل كتاب الله تعالى لأن الإيمان هو التطبيق لكن الله تعالى ينفي عنهم الإيمان لكن لا ينفي عنهم الاسلام فهم مسلمون اسلام عقيدة ورسالة أي أنهم أعلنوا الشهادة ونفى دخول الإيمان في قلوبهم مع توقع حدوثه. والبديع قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران) مسلمون هنا تعني إسلام دين وهذا أقوى من الإيمان بدليل أن الخطاب في الآية جاء بـ يا أيها الذين آمنوا. وإسلام الدين هو أن تعرف أركان الاسلام وأركان التقوى والإيمان والإحسان وإسلام الوجه لله تعالى فعندما أصبح مسماً بإيمان يناديني الله تعالى في الآية (مسلمون) بمعنى مسلمو الوجه لله تعالى وهذا قمة التسليم لله رب العالمين. وفلنا أن قمة التسليم أن يخرج العبد من بيته فيقول: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن حسبنا الله ونعم الوكيل فتقول له الملائكة هُديت وكُفيت ووُقيت وتنحّى عنه الشيطان.

    ما معنى الخيرة في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) الأحزاب)؟

    إذا أمر الرسول r أمراً يجب تطبيقه لأنه من بديع القرآن أن الله تعالى قرن أمر الرسول r بأمر الله تعالى ولم تأت أوامره تعالى منفصلة (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر) وقرن طاعة الرسول r بطاعة الله تبارك وتعالى. وتطبيق هذه الآية موضع السؤال قوله تعالى (أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) النساء) جمعت أوامر الله تعالى وأوامر الرسول r أما بالنسبة لأولي الأمر فجاءت ضمن طاعة الرسول r فقال (وأولي الأمر منكم) ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم. فالتطبيق شرط الإيمان وما طبّق رجل التطبيق الواجب إلا وكا ن له ثمرة في الاسلام. وفي هذا السياق نذكر قصة أبو حنيفة مع المجوسي فقد كان أبو حنيفة يدين له بهض المجوس فتأخر الرجل جداً عن المعاد فذهب أبو حنيفة ليطالبه وبينما هو في الطريق أصابت قدمه نجاسة فأراد أن يزيلها فوقعت على جدار المجوسي فوقف أبو حنيفة محتاراً يفكر فخاف إن ترك النجاسة أن تشوه الجدار وإن نزعها تأخذ وتزيل من الجدار لأنه كان قديماً ونسي أبو حنيفة ديَنه فطرق الباب وسأل عن المجوسي فخرج وهو يعتذر عن تأخره بسداد الدين فقال له أبو حنيفة ليس هذا مهماً الآن وقال له هذه النجاسة بسببي فماذا تأمر؟ فقال له المجوسي تهتم بنجس الجدار ولا أهتم بنجس نفسي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. هكذا يكون التطبيق وقد يكون هذا الكلام مثالياً بعض الشيء ولكنها أخلاق الرسول r ومن عرف معنى الإسلام الحق لأنه يجد ثمرته في الحال. ومن هذه القصة نستفيد أن أبو حنيفة كان كما فعل الرسول r يتعامل مع المجوس واليهود والنصارى والمجوسي الذي أسلم أسلم بتطبيق أبو حنيفة للإسلام، وأعجب ممن يسأل في وقتنا الحالي هل أصافح أو أسلّم على مسيحي أو يهودي أو غير مسلم؟ الإسلام كدين طاعة وكديانة تطبيق وتنفيذ واستسلام وهذه مشكلتنا نحن كأمّة وعلينا أن نعلم أن الإسلام يدين به اليهودي والنصراني قبل محمد r وهو الشرع العام.

    ونقف عند قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة)) ونسأل وأترك للمشاهد أن يفكر في السؤال حتى نجيب عنه في حلقة قادمة لماذا قال تعالى أكملت ولم يقل أتممت ولماذا قال تعالى وأتممت عليكم نعمتي ولم يقل أكملت عليكم نعمتي وما هي النعمة هنا؟ وما هو الدين الذي اكتمل؟ علينا أن نعلم أن القرآن الكريم لم ينزل ومعه مذكّرة إيضاحية بالتفسير لكنه نزل معه تطبيق رسول الله r فلما أمرنا تعالى بإقامة الصلاة عرفناها من تطبيق رسول الله r لها وعرفنا أوقاتها وعدد ركعاتها وشروطها وأركانها لأنه r قال صلّوا كما رأيتموني أصلي. وقلنا سابقاً أن أعداء الإسلام لمّا فشلوا في تحرف القرآن الكريم لأنهم لو أرادوا تحريفه عليهم أن يجمعوا كل حفظة القرآن وأن يحرفوا القرآن المحفوظ في صدورهم بحفظ الله تعالى المتصدي بحفظه، عندما فشلوا في تحرف القرآن بدأوا محاولتهم في تحرف السُنّة والأحاديث الشريفة بإدخال الإسرائيليات في التفاسير وذكرنا عدة أمثلة سابقاً حول الأحاديث الموضوعة عن رسول الله r فيما يتعلق بسور يس وغيرها.

    الإسلام كتطبيق يترقّى فيه الإنسان إلى أن يصل إلى إسلام الوجه لله تعالى وعلينا أن نتذكر أن الموت يتربص بكل حيّ ومن دواعي الإيمان التسليم لأن الحياة قائمة عن الموت (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك).

    ومن رحمة الله تعالى أن لدينا قرآناً ودستوراً (الرحمن علّم القرآن) وآدم r خُلِق على منهج الله تعالى بافعل ولا تفعل (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) البقرة) كل ما شئت واترك شجرة واحدة وكان على آدم أن يهم أن هذا اختبار ونحن علينا أن نأخذ الدنيا على أنها اختبار.

    كل الأنبياء والرسل من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة يجمع بينهم الاسلام والتسليم بوجود الله تعالى النافع الضارّ وهذا يؤكده قوله تعالى مخاطباً أمة محمد r (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى) وقد تحدثت في هذا كثيراً وقلت مراراً أنه يجب أن نرفع كلمة الأديان التي نستعملها خطأ من قواميسنا (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) لم يقل تعالى الأديان فالمشركون ضائعون وعلينا أن نأخذهم من الديانات إلى الدين. في سورة الكافرون قال تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) فحمع الكفر كله على دين واحد لأن الكفر وإن تعدد فهو باطل يواجه الحقّ الذي لا يتعدد ولم يقل تعالى لكم أديانكم وكما قلنا لا يوجد في القرآن لفظ جمع الدين على أديان أبداً وقلنا أن كلمة دين بمعنى الشرع ليس لها جمع في القرآن وكلمة الأديان موجودة في لسان العرب لكن ليس بمعنى الدين وإنما بمعنى الجزاء والحساب والطاعة لأنه كما قلنا أن كلمة الدين هي من المشترك اللفظي.

    ما المطلوب لتطبيق الاسلام الحق وكيف نرتقي حتى نكون من المتقدمين لا من المتخلّفين كما يتهمنا البعض؟

    الدين لا يتخلّف وإنما الذي يتخلّف هو أهل الدين بالتطبيق والفهم. في فترة انتشار الاسلام ساد الاسلام بالتطبيق لا بالسيف ولمّا فتح المسلمون جزيرة رودس فرحوا بنصرهم إلا أبا الدراداء بكى فسألوه ما يبكيك يا إمام؟ فقال هؤلاء الذين مكننّا الله منهم ألم يكونوا في منعة وغلَبة ثم نسوا الله فأنساهم أنفسهم فهانوا على الله فمكّننا الله تعالى منهم وإني لأخشى على المسلمين أن يهون الله عليهم فيهونوا على الله فيمكّن عدوهم منهم. وعلينا التطبيق أسوة برسول الله (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وعلينا أن نحرص على قراءة القرآن دائماً قراءة الحالّ المرتحل.

  • #2
    جزاك الله كل خير أختنا وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكى اختنا اميرة الاسرى

      تعليق


      • #4
        جزاك الله كل خير اختي الكريمة اميرة الاسري وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك الموضوع قيم والله يجزيك كل خير علي هذا العمل المبارك والطيب
        إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
        نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
        جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم اخواني وجزاكم الله كل خير ونفعنا ونفعكم الله بهذا الدين العظيم

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أختي و جزاك الله خيرا و جعل هذا العمل في ميزان حسناتك

            تعليق

            يعمل...
            X