إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اخلاق الماوجهة والأنتصار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اخلاق الماوجهة والأنتصار

    الحمد لله، الحمد لله قاهر الطغاة الظالمين، الحمد قاصم الجبارين المستكبرين المستبدين، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له القائل {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } وأشهد أن محمداً نصير المستضعفين ورائد المجاهدين الصادقين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين أما بعد:

    فيا أيها الإخوة المؤمنون إلى أين نولي وجوهنا؟ شهداؤنا في الأيام القليلة الماضية بالعشرات ،وليس لنا يد نحتمي بها إلا يد الله وليس لنا كنف نأوي إليه إلا كنف الله وليس لنا غير الله ظهيراً نلتمس العزة والنجاة والخلاص لديه سبحانه وتعالى، ظهورنا كما ترون إلى الحائط نسأل الله أن يرحم شهداءنا، وأن يلهمنا جميعاً وذويهم الصبر، وان يلهمنا في صراعنا المفروض علينا الحكمة والرشاد والصواب، هذا صراع مرير واليهود يملكون القوة والعتاد ويدعمهم العالم الظالم والعالم الذليل التابع، لكن لدي سؤال هل يستطيع العرب والمسلمون أن يحققوا الانتصار في هذا الصراع المرير والمفروض بعيداً عن الإسلام؟ إن الإسلام أخطر سلاح افتقده العرب، عندما فقد العرب سلاح الإسلام فقدوا وحدتهم وفقدوا سلاحهم المادي وحققوا أمنية أعدائهم { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً } هل يشك أحد أن الإسلام هو الذي رفع العرب من الحضيض إلى القمة؟ كيف هوى العرب من قمتهم إلى هذا الحضيض يضربون ولا يضربون، يجار عليهم ولا يجيرون، يغار عليهم ولا يغيرون كيف؟ قصة خطيرة جداً لكن أن نفهمها ذلك في غاية الأهمية، جاء الإسلام فرفع العرب إلى القمة، وحدهم وجعلهم دعاة حضارة وأخلاق وقيم وقانون، وانطلقوا في العلم كله يحملون رايات الإسلام وينشرون أشعة الوحي العدالة والتسامح ومن قبل ذلك التوحيد (لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد) تحرير الإنسان كان ذلك جوهر دعوة الإسلام تحرير الإنسان رد الإنسان إلى الله هذا هو معنى (لا اله إلا الله) لا معبود بحق إلا الله، فالإسلام يريد أن يتحرر الإنسان وجدانياً وعقلياً ولا يكون لأحد غير الله عليه هيمنة أو نفوذ، فرفع الإسلام العرب إلى القمة هذه بديهية من بديهيات التاريخ، الإسلام هو الذي حرر فلسطين، حرر مصر وحرر بلاد الشام ورفع عليها راية الإسلام والتوحيد، من الجحود للإسلام ومن إنكار فضله أن ينحى جانباً، هل يستطيع العرب أيها الإخوة أن يحققوا انتصارا في هذا الصراع المرير بعيداً عن الإسلام؟ ما الذي يوحدهم؟ ما الذي يبعث فيهم الهمة نحو النهوض ونحو الصعود؟ فقد العرب والمسلمون اخطر أسلحتهم يوم استثنوا الإسلام كدين وعقيدة ونظام من الصراع، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه وأصبحنا أيتاما على موائد اللئام نواجه بأسلحة متواضعة ويأتينا العدو كأنما يتحرك في فراغ ويقتل ويسفك ولا احد يتحرك في العالم والسياسيون يفاوضون على أمل أن يحققوا شيئاً من هذا العدو الذي قال الله فيه {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } النقير الشيء التافه لماذا يتنازل الإسرائيليون لماذا؟ ما الذي يضطرهم إلى التنازل؟ فرقة العرب أم استقبال العرب لهم أم إقامة العرب العلاقات معهم؟ إن الله سبحانه وتعالى وهو يحدثنا عن هذا العدو يكشف لنا دخائله وخصائصه النفسية، انه حدثنا عن حوار بينهم وبين نبيهم موسى عليه السلام والموضوع كان بقرة {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } لكن هذا الموضوع استغرق عقوداً من الزمن قال المفسر الشهير أبو بكر الرازي إن عملية ذبح البقرة استغرق أربعين سنة، بهذا الصراع المفروض علينا ينبغي أن نتسم بالحكمة وان نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى أن يؤتينا الحكمة والرشد { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } أن نلقي بقلوبنا وأرواحنا وعقولنا بين يدي الله ليس أمامنا أيها الإخوة إلا هو سبحانه وتعالى، هناك أخلاق للمواجهة عندما تفرض على المسلمين ذكرها القرآن لكننا أيها الإخوة في غمرة هذه الدنيا وأهوائها نسينا هذه الأخلاق تأمل قول الله تعالى {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } يقاتلون في سبيل الله هناك هدف واضح هناك عنوان كبير اسمه سبيل الله وتحت هذا العنوان تندمج مفردات كثيرة {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ } تحرير الأوطان، إعزاز الدين، إعزاز كلمة الحق، تحرير وجدان الإنسان وعقله {إِنَّ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ } ويقول القرآن في موضع آخر { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } لستم بدعاً من البشر، هناك واقع في الصراع لابد أن يمسك القرح لكن ينبغي أن تكون أهدافك واضحة، ينبغي أن تكون وسائلك مكافئة { وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } عقب القرآن على هذه القضية وعلى هذه الحقيقة بحديث ضمنه أخلاق المواجهة عندما تقرر أن تواجه لابد أن تتلبس بهذه الأخلاق { وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } وبشر المؤمنين عندئذ تكون البشارة للمؤمنين، ابن خلدون المؤرخ وعالم الاجتماع الشهير يقول: إن العرب لا يكتب لهم نصر ولا استقرار إلا بالدين هكذا يقول في مقدمته بغير الدين تعودون أعراباً، الدين الذي وحد العرب وجعل منهم أمة ذكر، وجعل منهم أمة تشرف الناس بما تحمل من قيم ،لا بدوافع عنصرية إنما بمهمات وظيفية يقوم بها العرب في دنيا الناس {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } وفق مهمات وظيفية { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } فآية التوبة الآية التي تلوناها من سورة التوبة تتحدث عن أخلاق المواجهة التي اتسم بها الأولون عندما واجهوا زحوف الغزاة وعندما انطلقوا يحرروا الأرض من طواغيتها ويردوا الناس إلي الله رب العالمين، التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ } احفظوا هذه الأوصاف أيها الناس التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } دعوها في لوحة أمامكم أيها الناس ثم قيسوا، لنقس أنفسنا بهذه الصفات والأخلاق التي رسمها الله في مرحلة المواجهة مع الأعداء ألسنا في حاجة إلى توبة أيها الإخوة العابدون إلي صبغ مجتمعنا بصبغة العبادة صبغة الله {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } الشجاعة في نقد الذات وفي كشف أخطائنا ،هل نتردد أيها الإخوة في البحث عن نقاط ضعفنا؟ التردد علامة سلبية ما سر قوتهم وسر ضعفنا؟ هل درسنا هذا الموضوع ؟ هل عقدنا له المؤتمرات لنناقش لماذا هم أقوياء؟ بالسلاح فقط أم هناك عوامل أخرى غائبة ما سر قوتهم؟ ما سر ضعفنا؟ هل وضعنا أيدينا على نقاط القوة عندنا فنميناها وعززناها؟ وعرفنا نقاط ضعفنا فتحررنا منها الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ } شعب ومجتمع ايجابي له رأي عام يؤكد سياسته العليا وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } أيضا في سورة الأنفال يتحدث القرآن عن أخلاق المواجهة، وهذا الكلام موجه للقاعدة والقمة،لمن يريد أن يواجه وأن يقاتل، القتال في الإسلام ليس هدفا في ذاته أيها الأخوة ليس هدفا في ذاته نقاتل في سبيل كذا، ووضع موازين القوى في الاعتبار، أمر يقدره الإسلام، وحدث في تاريخ الإسلام أن الموت في المعركة ليس هدفا من الأهداف والنبي صلي الله عليه وسلم يقول : لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموه فاثبتوا، لكن انظر كيف يتحدث القرآن عن الثبات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } لكن ذكر الله في لحظة المواجهة يمنحك القوة وهو يملؤك بالشوق إلى لقائه وإلي مغادرة هذه الحياة الدنيا التي عبر عنها القرآن بأنها لهو ولعب، واذكر الله،عندما تذكر الله تهون عليك الدنيا، تهون عليك حياتك، أية حياة، أيها الأخوة إن الرجل الصالح الصحابي الكريم استكبر علي نفسه أن يبقي في الحياة ليأكل ثمرات،وإن كان هناك حياة يتشبث بها، فهي الحياة مع محمد صلي الله عليه وسلم فالحياة مع النبي حياة عزة وكرامة ومع هذا ألقي بالثمرات ليقابل وجه الله وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } ما المنهج الذي يحكمنا في حياتنا؟ أيها الإخوة أجيبوا، لنسأل أنفسنا ونجب ما المنهج الذي يحكمنا ؟ ما المنهج الذي يحكم العرب والمسلمين في هذه المرحلة التي يستقبلون فيها أعداءهم ويسلمون إليهم سيوفهم، ما هذا الذل ؟ في يوم من الأيام تردد المؤرخ ابن الأثير مؤرخ إسلامي شهير وضع كتاب الكامل في التاريخ قال : لقد بقيت سنين أقدم رجلا وأؤخر آخري مترددا في كتابة مرحلة زحف التتار علي بلاد الإسلام ثم غلبت عليه موضوعيته وكتب وقال ليث أمي لم تلدني من ذا الذي يقول هكذا من ذا الذي يهون عليه أن يكتب نهاية الإسلام كان يظن أمام هذا الزحف المغولي التتري الرهيب، كان يظن أنه قد كتبت نهاية الإسلام من يهون عليه أن ينعي الإسلام ثم قال لو قال أحد الناس إن البشر لم يروا مثل هذا منذ آدم إلي الآن لصدقوا ولو قالوا إن البشر لم يروا مثل هذا من الآن إلى يوم القيامة لصدقوا لكنه رجل محدود لا يعرف الغد هو قال ذلك عندما رأى التتار يقتلون ويسفكون الدماء ويدنسون المقدسات ويوقفون المسلم حتى يأتي أحدهم بسيفه ليقتله قلت في نفسي كيف لو عشت إلى يومنا هذا يا بن الأثير ماذا ستقول؟ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } ويقول في موضع آخر يقول تعالى { فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أصلحوا ذات بينكم، قووا جبهتكم الداخلية تشبثوا بدستوركم ومنهجكم كيف هو وضع جبهتنا الداخلية؟ ما هو الدستور الذي يحكم علاقاتنا جميعاً اسألوا أنفسكم أيها الناس ما هو الدستور الذي يحكم علاقاتنا؟ الإخوة، المحبة، الاعتراف بحقوق الآخرين، الوحدة، التراحم هذه أخلاق المواجهة هناك أعمال مهما كانت ضخمة سهل على وعليك ان نفعلها، لكن مقاومة نفسك، لكن مقاومة شهواتك، لكن مقاومة هواك فأمر صعب { فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ولا تكونوا بعد ذلك كله، الذكر والثبات والتشبث بالمنهج والوحدة وعدم التنازع والصبر بعد ذلك كله قال {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } لا تتشبهوا بالغوغائيين، بالذين يخرجون بلا هدف، لا تكثروا من الشعارات المفرغة من المضامين، لا تخرجوا بطراً ورئاء الناس، من أخلاق المواجهة ما ذكره القرآن أيضا في سورة الصف في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } انظر هذه الآية التي يهتز لها كيان أصحاب الضمائر، لا أظن أن أصحاب الضمائر الغائبة الذين يكذبون على الناس صباح مساء والذين يخدعون الناس في كل مناسبة والذين يتاجرون بمعاناة الناس ودماء الناس ما أظن أن ضمائرهم تهتز أمام قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } ثم قال بعد ذلك {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } يا أيها المسلمون ، يا أيها المؤمنون، للمواجهة أخلاق يا أيها المسئولون للمواجهة أخلاق أشيعوا هذه الأخلاق، ربوا الأمة على هذه الأخلاق أخلاق الوحدة والصبر والتوبة والعبادة والوحدة والمحبة والتراحم ما أحوجنا أيها الإخوة الأعزاء لهذه الأخلاق في زمن فرضت علينا فيها المواجهة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

    الحمد لله غياث المستغيثين، الحمد لله صريخ المستصرخين، الحمد لله وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له القائل {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } وأشهد أن محمدا رسول الله وقف في وجه الطغيان وقاوم الظلم والاستكبار، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه والتابعين أما بعد:

    من دروس الهجرة المهمة إن الباطل لا مستقبل له وان المستقبل للحق مهما كان الباطل مدججاً بالسلاح لكن هذا مرهون أيها الإخوة الأعزاء مرهون بماذا؟ مرهون بجملة من الأخلاق أيضا المسألة والله ليست مسألة شعارات وكلام كبير يقال هنا وهناك لا، هناك قوانين وسنن لا تتخلف، الهجرة أكدت على هذا الدرس أن المستقبل للحق وأن الباطل لا مستقبل له لكن هذا مرهون بأن تكون أهدافنا واضحة في كل حركة نقوم بها هذا مرهون برجال يربطون مصيرهم بمصير الإسلام ويربطون مصالحهم الشخصية بمصالح الإسلام العليا، هذا مرهون بالتخطيط الدقيق والتنظيم اقرءوا قصة الهجرة اقرءوها، كيف أعد النبي صلى الله عليه وسلم العدة وكيف خطط لها؟ وكيف أحاطها بالسرية والكتمان فقد قلت كثيرا وناشدت إخواننا العاملين كثيراً ارجعوا البصر في صفوفكم ليس هذا عيب ان الله تحدث عن اقوام قال عنهم {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } لا ينبغي أن يكون داعية فتنة في صفوفنا لابد ان نعيد النظر بين الفينة والفينة في صفوفنا، خَبَالاً أي اضطرابا ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ لابد من التخطيط الدقيق لابد من رجال يحملون هذا الإسلام، يحملون هذا الدين والهدف واضح لديهم ويربطون مصيرهم بمصير الإسلام يدورون مع الإسلام حيث دار، يضعون كل شيء في خدمة الإسلام ولا يكون الإسلام والدين في خدمة شيء، هذه قوانين النصر.

    إن النبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً والقرآن يتنزل عليه يقول له { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }في مكة في سورة الروم ويقول له {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } في مكة المكرمة قبل أن يهاجر يعده الله بالنصر ويقول له اطمئن المستقبل لك لا مستقبل لهؤلاء الطغاة مهما كانوا مدججين بالسلاح ويقول لهم في مكة {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } عندما خرج من مكة مهاجراً اشتاق لمكة في موقع بين مكة والمدينة فنزل القرآن عليه ليقول له {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ مُّبِينٍ } ونزل عليه بين مكة والمدينة قول الله تعالى {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } لكن لابد أن تأخذ حكمة الله مداها واجبك أن تعمل ما أنت مكلف به أما النتائج فهي بيد الله سبحانه وتعالى عندما استعجل قوم نوح، استعجلوه بالعذاب والتحدي {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } الأمر ليس بيدي أنا مكلف أن اعمل، مكلف أن أحسن التفكير وأحسن التحقيق، مكلف أن أوحد الصفوف، مكلف أن أشيع أخلاق الصبر والوحدة والمحبة والتراحم بين الناس النتائج بيد الله.

    في معركة احد قال القرآن للنبي نفسه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } لكن المستقبل للحق وللإسلام وهذا مرهون كما قلت بوضوح الهدف ومرهون برجال يربطون مصيرهم بالإسلام ، ومرهون بالعدة والتخطيط ، ومرهون بالصبر أيها الإخوة الأعزاء.

    مطلوب منا أيها الإخوة الأحباب في هذه المرحلة القاسية مطلوب منا أن نقلل من الشعارات، أن نكف عن الشعارات والشعارات الكاذبة أن نكف عن ذلك، مطلوب منا أيها الإخوة في وسائلنا المتاحة لنا من إذاعات وقنوات أن نشيع كما قلت روح الوحدة والمحبة، أن نعلم الناس، أن نثقف الناس، أن نربي الناس، أن نطمئن الناس لا أن تتحول هذه الوسائل التي منّ الله علينا بها من إذاعات وقنوات إلي دور حمالة الحطب، أقلوا من الشعارات أيها الناس، التزموا الجد والمصداقية انظروا إلى قيمة الإنسان عند أعدائنا، انظروا إلى قيمة جثثهم، إنهم يستبدلون آلاف الأسرى بجثث ميتة هنا وهنا، ما قيمة الإنسان عندنا أيها الإخوة؟ ما قيمة الإنسان فيما بيننا؟ أقيموا العدل والقسط ، قاوموا الظلم والجهل، الهجرة أيها الإخوة الأعزاء يجب أن نهاجر من الفرقة إلى الوحدة، من التظالم إلى العدل، من القسوة إلى المحبة والمرحمة ،هكذا يمكن أن نواجه وهكذا يمكن أن نكون جديرين برحمة الله ونصره وتأييده.

    اللهم املأ قلوبنا إيماناً، واملأ عقولنا وعياً، وآت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إننا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها الكفر وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى دينك والهداة إلى سبيلك وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.

  • #2
    بارك الله فيك أخي الكريم
    في ميزان حسناتك
    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
    .....

    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
    ؟

    الشتم و السباب

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك
      انشاء الله في ميزان حسناتك

      [fot1]
      سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي الكريم
        وجزاك الله كل خير

        تعليق


        • #5

          يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

          تعليق


          • #6
            مشكوووووووووووووووووووووووور


            اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

            تعليق

            يعمل...
            X