إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقه المقاومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقه المقاومة

    الحقوق المعنوية أعظم قدراً من الحقوق المادية
    الاعتداء على الدين واللغة أشد من احتلال أرض


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.
    فإن المقاومة كلمة قليلة الاستخدام بمعناها المتعارف عليه، وإذا أرجعنا الكلمة إلى أصلها الثلاثي(قوم) وجدنا أنه: أصل يدل على معنيين أحدهما يدل على انتصاب وعزم، وقام يقوم قياماً: انتصب، والقوام: نظام الأمر وعماده وملاكه الذي يقوم به والقوام: العدل والاعتدال، وكل هذه المعاني تدور حول الأخذ بالأمر وتحقيقه بعزم، وأدائه بعدل واعتدال، وهي معانٍ حميدة، غير أن المقاومة بالاصطلاح الشائع قد تأخذ بشيء يسير من هذه المعاني أو تتضمنها، إلا أن مفهومها مرتبط بالمدافعة ورد الأذى، والدفع أصل يدل على تنحية الشيء أي إزالته لما فيه من السوء والأذى ودَفَع الشيء: نحاه وأزاله بقوة..

    وفي المعجم الوسيط: قاومه في المصارعة وغيرها: قام له، وهذا أقرب شيء يدل على الربط بين الأصل اللغوي والمعنى الشائع، فالقيام استعداد للمقاومة والمدافعة وأخذ بأسبابها، والانتصاب ثبات في وجه المعتدي وصد العدوان، والمقاومة: مفاعلة، تدل على وجود أكثر من طرف وفيها معنى المغالبة "غالب مغالبة وغلاباً:حاول كل واحد منهما أن يغلب الآخر"، ويمكننا القول إذن أن المقاومة: قيامٌ وانتصاب لدفع العدوان وإقامة العدل والاعتدال ومنع الجور والاعتساف.

    وبعيداً عن المعنى اللغوي و اشتقاقاته واستعمالاته ومرادفاته فإن المقاومة معنى معروف، ودلالته قديمة في الحياة الإنسانية، والمقاومة الشريفة هي التي تدافع عن الحق في وجه الباطل، وتنافح عن العدل في سطوة الظلم، وتناصر الضعيف المهضوم، وتصاول القوي الغشوم، هذه المقاومة ذات معانٍ عظيمة، ودلالات سامية، ولها بالنفس والروح تعلق، ولها في الفكر والعقل تألق، فهي مشاعر نفسية ورؤية فكرية قبل أن تكون حركة عملية او أسباباً مادية وهذه وقفات مع فقه المقاومة.

    1- المقاومة فطرة وحياة: في الكائن الحي المتحرك غريزة وفطرة أصيلة تجعله يقاوم كل ما يوجه له مما يسوؤه أو يضره بطريقة تلقائية، فاليد ـ على سبيل المثال ـ ترفع لاشعورياً في وضع دفاعي عندما ترى أي شيء سوف يسقط على الإنسان، فالإنسان السوي تكمن المقاومة في أعماقه فطرة مستكنة وغريزة مستقرة، حتى وإن كانت أسبابها معدومة، ألا ترى الهرة كيف تبدي مخالبها وتكشر عن أنيابها وتتنمر إذ أحدق بها الخطر.

    والمقاومة من أجلِّ دلائل الحياة فلا يقاوم إلا حي متحرك نابض بالحياة حساً ومعنى وأما الجماد فلا مقاومة عنده، فالحجر تقلعه أو تقذفه لا يملك من أمره شيئا، والشجرة قد تقطعها أو تحرقها فلا تقاوم ولا تمانع، ومن فقد المقاومة فكأنما فقد الحياة، وصار هو والجماد أشباه.
    2- المقاومة ثقة وقوة: إن المقاوم عنده ثقة بالنفس تدفعه إلى المقاومة، فلديه مقومات داعمة مبنية على إدراك لحقيقة القوة النفسية المعنوية، فالمرء قد يواجه الصعاب وهو صفر اليدين من أسباب المادة، لأن بين جنبيه نفساً عظيمة أبية، وروحاً حية زكية، ويدرك العقلاء أن القوة المعنوية أعظم قدراً وأبقى أثراً، وأن المهزوم في أعماق نفسه لا تنفعه القوة المادية مهما عظمت لأن الحقيقة أن نفسه محتلة وأن عدوه قد حلّ في نفسه وقلبه وروعه.

    3- المقاومة عزة وإباء: إن الذي وثق بنفسه وقوّى عزمه وضع الأساس الصحيح للمقاومة التي تأبى الذل، وتعاف الهوان، وتأنف من الخنوع، لا تجتمع المقاومة مع الذلة أبداً، ومن يرضى الذل يفقد مقومات الوجود الإنساني لأنه يرضي أن يكون مستباحاً لكل طامع، وغرضاً لكل معتدٍ، ومستسلماً أمام أي قوة، كرامته مهانة، وشرفه مدنس، فماذا بقي له؟ وهل حياته وحركته يستحق معها أن يوصف بأنه إنسان وإن لم تكن لديه كرامة ولا شرف؟ وحسب المقاومة أنها تحافظ على كينونة العزة والإباء ليبقى الإنسان جديراً بإنسانيته، قادراً على الاستعلاء على الأعداء، ولو لم يملك ما لديهم من وسائل الاعتداء.

    4- المقاومة حق وعدل: إن الحياة الحرة والقوة المعنوية والعزة النفسية كلها تنشد العدل والإنصاف، وترفض الظلم والاعساف، والمقاومة حفاظ على الحقوق وصيانة لها، وتضحية في الذود عنها، والتخلي عن الحق، أو الرضا باستلابه دون مقاومة خلل تموت به الكرامة، أو مرض تتمكن به الخيانة، فالمقاومة تلازم بين الحق وأصحابه ومالكيه، والحقوق والملكيات لا تسقط بالتقادم، ولا تلغى بفرض الأمر الواقع، بل تبقى ما بقي في أصحاب الحقوق عرق ينبض، ونَفس يتردد، وما ضاع حق وراءه مقاوم.

    5- المقاومة عراقة وأصالة: إن الحقوق المعنوية أعظم قدراً وأكبر أهمية لدى الإنسان من الحقوق المادية، فالاعتداء على المقومات الأساسية للأمة (الدين، اللغة، التاريخ) أشد وأعظم من نهب ثروتها واحتلال أرضها، لأن المال يسترد، والأرض تستعاد، لكن العدوان على الدين و اللغة والتاريخ، أخطر وأفظع لأنه يأتي البناء من قواعده، ويمسخ الأمة من هويتها، ويلغي ذاكرتها، وينسخ ثقافتها، ويزيل حضارتها، فالمقاومة للحفاظ على المقومات هي مقاومة للحفاظ على العراقة والأصالة التي هي صبغة الأمة ومزيتها.

    6- المقاومة فداء وتضحية: إن المقاومة للحفاظ على المقومات والمقدسات تستنفر كل القوى، وتستنفد كل الإمكانات، ولا يدخر لأجلها مال ولا جهد بل تبذل لأجلها الأرواح، وهذا في الحق الإنساني فضلاً عن النهج الإسلامي والمبدأ الإيماني، فالمقاومة إذن ليست كلمة عادية، وليست عملاً محدوداً في دائرة الماديات، إنها تعني الكثير مما ذكر ومما سيأتي ذكره، ولذا فإن مقاومة العدوان تعني الكثير وتعطي الكثير.
    د. علي با دحدح

  • #2

    يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

    تعليق


    • #3
      مشكور اخي الكريم
      بارك الله فيك
      ان شاء الله في ميزان حسناتك

      تحميل صور

      تعليق


      • #4
        اللهم انصر المجاهدين



        قلبي على غزة ولست أرى قلب أحد سواي

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي
          في ميزان حسناتك
          والى الامام ان شاء الله
          أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

          كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
          .....

          لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
          ؟

          الشتم و السباب

          تعليق

          يعمل...
          X