إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الاحتفال بالمولد النبوي

    الحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله واما بعد
    اخواني واخواتي


    مَنْ هَؤُلاَءِ؟ ومَنْ هَؤُلاَءِ؟
    وهنا يأتي السؤال من الداعون إلى المولد ومن الرافضون له؟ والجواب أن الرافضين للمولد هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الكـرام، ونقول الرافضين -تجوزاً- فالمولد هذا ما كان في عصرهم قط، ولم يعرفوه أبدا، ولا خطر ببالهم أصلا، وعلى هذا كان التابعون وتابعوهم وأئمة السلف جميعاً ومنهم الأئمة الأربعة أعلام المذاهب الفقهية المشهورة.

    وعلماء الحديث قاطبةً إلا من شذ منهم في عصور متأخرة عن القرون الثلاثة الأولى قرون الخير، وكل من سار على دربهم ومنوالهم إلى يومنا هذا.
    وهؤلاء هم السلف والأمة المهتدية الذين أمرنا الله باتباعهم والترضي عنهم، وفيهم الخلفاء الراشدون المهديون الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم فقال : [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة] (أخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية وصححه الألباني)

    فهل كان هؤلاء من جعل يوم مولده عيداً، ومن خصه بشيء من العبادات أو العادات أو التذكير أو الخطب، أو المواعظ.
    وإذا كانت الأمة الصالحة هي ما ذكرنا وهي التي لم تحتفل بيوم مولده، وتركت ذلك تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم لا إهانة له، ومعرفة بحقه لا جحوداً لحقه، فمن إذن الذين ابتدعوا الاحتفال بمولده، وأرادوا -في زعمهم- أن يعظموا الرسول صلى الله عليه وسلم بما يعظمه به سلف الأمة الصالح، وأرادوا أن يحيُّوُهُ صلى الله عليه وسلم بما لم يُحَيِّه به الله؟
    والجواب: أن أول من ابتدع ذلك هم ملوك الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري ومن تسمى منهم باسم (المعز لدين الله) ومعلوم أنه وقومه جميعا إسماعيليون زنادقة، متفلسفون. أدعياء للنسب النبوي الشريف، فهم من ذرية عبد الله بن ميمون القداح اليهودي الباطني وقد ادعوا المهدية وحكموا المسلمين بالتضليل والغواية، وحولوا الدين الى كفر وزندقة وإلحاد، فهذا الذي تسمى (بالحاكم بأمر الله)، هو الذي ادعى الألوهية وأسس جملة من المذاهب الباطنية الدرزية احدها، وأرغم المصريين على سب أبي بكر وعمر وعائشة وعلق ذلك في مساجد المسلمين ومنع المصريين من صلاة التراويح، ومن العمل نهاراً إلى العمل ليلاً ونشر الرعب والقتل واستحل الأموال وأفسد في الأرض، مما تعجز المجلدات عن الإحاطة به. وفي عهد هؤلاء الفاطميين أيضا وبإفسادهم في الأرض أكل المصريون القطط والكلاب وأكلوا الموتى، بل وأكلوا أطفالهم.
    وفي عهد هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة المولد تمكن الفاطميون والقرامطة من قتل الحجاج وتخريب الحج، وخلع الحجر الأسود.
    والخلاصة: أن بدعة المولد نشأت من هنا، وهل يقول عاقل أن هؤلاء الزنادقة الملحدون قد اهتدوا إلي شيء من الحق لم يعرفه الصديق والفاروق وعثمان وعلي والصحابة والسلف الأئمة وأهل الحديث؟ هل يكون كل هؤلاء على باطل وأولئك الكفرة الملاعين على الحق؟ وإذا كان قد اغتر بدعوتهم بعض من أهل الصلاح والتقوى وظن -جهلاً منه- أن المولد تعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة له هل يكون الجاهلون المغفلون حجة في دين الله؟!
    ماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟

    ونأتي الآن إلى سؤال هام: وماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟
    والجواب: أن الذين يحتفلون بالمولد هم في أحسن أحوالهم مبتدعون، مفتئتون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدركون عليه. مجهلون لسلف الأمة وأئمتها. هذا في أحسن الأحوال إذا صنعوا معروفا في الأصل لتذكر لنعمة الله بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءة في سيرته وصلاةٍ وسلامٍ عليه، وإظهارٍ للفرح والسرور بمبعثه، ونحو ذلك مما هو من الدين في الجملة ولكنه لم يشرع في هذه المناسبة. ولكن الحق أن أهل الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هم في العموم ليسوا على شيء من هذا أصلا.

    فالمولد عندهم بدعة أنشأت بدعاً منكرة، بل شركاً وزندقة، فالاحتفال بالمولد عند أهله المبتدعين نظام وتقليد معين، واحتفال مخصوص بشعائر مخصوصة وأشعار تقرأ على نحو خاص، وهذه الأشعار تتضمن الشرك الصريح، والكذب الواضح، وعند مقاطـع مخصوصة من هذا الشعر يقوم القوم قياماً على أرجلهم زاعمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة ويمدون أيديهم للسلام عليه، وبعضهم يُطفئ الأنوار، ويضعون كذلك كأساً للرسول صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فهم يضيفونه في هذه الليلة!! ويضعون مكاناً خاصاً له ليجلس فيه بزعمهم - إما وسط الحلقة، وإما بجانب كبيرهم.. الذي يدَّعي بدوره أنه من نسله...
    ثم يقوم (الذِكر) فيهم علي نظام مخصوص بهز الرأس والجسم يميناً وشمالاً وقوفاً على أرجلهم، وفي أماكن كثيرة يدخل حلقات (الذِكر) هذه الرجال والنساء جميعاً.
    وتذكر المرأة هزاً علي ذلك النحو حتى تقع في وسط الجميع ويختلط الحابل بالنابل حتى أن شعوباً كثيرة ممن ابتليت بهذه البدعـة المنكرة اذا أرادت أن تصف أمرا بالفوضى وعدم النظام يقولون (مولد) يعنون أن هذا الأمر في الفوضى وعدم النظام يشبه الموالد.
    والعجيب أن هذه الزندقة التي ابتلي به العالم الإسلامي منذ الفاطميين وإلى يومنا هذا -وإن كان قد خف شرها كثيراً- والتي ابتدعها القوم تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم في زعمهم لم يقصروها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جعلوا لكل أفاكٍ منهم مولداً، ولكل زنديق مدع للولاية مولداً، وبعض هؤلاء يعظم مولد هؤلاء ما لا يعظمون مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
    فهذا مولد من يسمى (بالسيد البدوي) الذي لا يعرف له اسم ولا نسب والذي لم يثبت قط أنه صلى جمعة أو جماعـة والذي لا يعرف أيضاً أكان ذكراً أم أنثى حيث أنه لم يكشف وجهه قط!! وكان ملثماً أبداً!! هذا (السيد البدوي) والذي أنكر أهل مكة أن يكون منهم أو يعرفوه - يحتفل بمولده أعظم من الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإلى اليوم يجتمع بمولده في أسبوع واحد أكثر من سبعة ملايين شخص وهو عدد أعظم من العدد الذي يجتمع في الحج.
    فإذا كان أمثال هؤلاء تُعظم موالدهم واحتفالاتهم على نحو ذلك، فهل يكون هذا أيضاً من تعظيم الرسول؟!
    وهل من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل (المعز الفاطمي) وهو الذي ابتدع بدعة المولد النبوي. لنفسه مولداً كمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهل أراد تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته حقا؟! وإذا كانوا قد نافسوه في هذه العظمة بل احتفلوا بغيره أعظم من احتفالهم به صلى الله عليه وسلم فهل هذا دليل محبتهم وتوقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
    فليتهم اذا ابتدعوا بدعة المولد أن يكونوا قد حرموها على غير رسـول الله صلى الله عليه وسلم وقصروها عليه لمنزلته ومكانته، ولكنهم ابتدعوه قنطرة يقفزون عليها لتعظيم أنفسهم واتباع أهوائهم، وجعل هذا مناسبة لترويج مذاهب بعينها وعقائد مخصوصة يعرفها من قرأ شيئا عن الفكر الصوفي والفكر الباطني..

  • #2
    بارك الله فيك أخي

    في ميزان حسناتك

    [fot1]
    سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

    تعليق


    • #3
      مشكور اخي الكريم
      بارك الله فيك
      ان شاء الله في ميزان حسkhj;
      ,والله سؤال كان محيرني

      تحميل صور

      تعليق


      • #4
        جزاك الله كل خير اخوي عاشق المنايا علي المجهود الطيب والموضوع المبارك


        ربنا يتقبل منك هذا العمل ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة


        دمت بحفظ الرحمن ورعايته
        إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
        نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
        جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي الكريم
          في ميزان حسناتك
          والى الامام ان شاء الله
          أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

          كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
          .....

          لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
          ؟

          الشتم و السباب

          تعليق


          • #6

            يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

            تعليق


            • #7
              حكم الاحتفال بالمولد النبوي

              بسم الله الرحمن الرحيم

              حكم الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد: فإن الله تعالى أرسل محمداً بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فقال الله تعالى: }هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{ التوبة:33، وقد هدى الله تعالى به من شاء من العباد، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وقد أكمل الله له الدين، وبلغ البلاغ المبين، وأنزل عليه في آخر حياته قوله تعالى: [
              }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا{المائدة:3، وهذه الآية واضحة الدلالة على كمال هذا الدين، وعدم الاحتياج فيه إلى إضافة أو زيادة أو تكميل في العبادات والقربات، وقد صح عن النبي r أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، والمعنى أن كل حدث أو تجديد أو أمر أو إضافة عبادة لم يكن لها أصل في الشرع فإن ذلك مردود على من أحدثه، وليس هو من الدين الإسلامي، ولا يجوز التقرب به مهما كان قصد من اخترعه، ولو استحسنه أكثر الناس في بعض الأزمنة أو الأمكنة، وثبت أن النبي r كان يقول في خطبته: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" رواه مسلم وغيره عن جابر t، وذكر أنه كان يقول ذلك في خطبة الجمعة، وفي رواية للنسائي: "وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".


              وقد كثر تحذير العلماء من البدع والمحدثات، وكتب في ذلك جمع من العلماء مؤلفات صغيرة أو كبيرة، ونقلوا الآثار عن السلف في التحذير من بدع شاهدوها أو خافوا على الأمة الوقوع في مثلها، وعدوا من البدع الاحتفال بليلة المولد النبوي، والتي توافق ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، حيث إن هذه البدعة حدثت في القرن الرابع من الهجرة، وبعد انقراض عهد السلف والقرون المفضلة، وقد أحدثها قوم من المسلمين، وقلدوا في ذلك النصارى الذين يحتفلون بليلة ميلاد عيسى كما يدعون، فظن هؤلاء الذين أحدثوا هذا الاحتفال أنه عبادة وقربة وطاعة، وأصبح هذا الاحتفال متمكناً منتشراً في كثير من بلاد الإسلام، حيث قلد الجهال علماء بينهم يحسنون بهم الظن، ويرون رفعة مكانتهم وشرفهم.


              ولقد تتابع الجهلة على إحياء تلك الليلة طوال أحد عشر قرناً، وألفوا عليها آباءهم، وقالوا بلسان الحال: }إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ{ الزخرف:22، وقد غلوا في إحياء تلك الليلة وجعلوها أهم الليالي، وفضلوها على ليلة القدر، وهكذا سول لهم الشيطان وأملى لهم، مع ما يحصل في تلك الليلة من اختلاط الرجال بالنساء كثيراً، ومن الغلو والإطراء للنبي r فيما يقرأونه من الكلمات والمواعظ والخطب فيصفونه بعلم الغيب، وسعة الملك، والتصرف في الكون، مما يحمل الكثير على دعائه مع الله والوقوع في الشرك الذي حرمه الله، والذي يحبط الأعمال، ويخلد أهله في النار، ولو ادعوا أنه توسل واستشفاع، وهكذا يعتقد الكثير أن النبي r يحضرهم في ذلك الاجتماع، ويسمع ما يقولونه وما يمدحونه به، رغم تباعد ما بينهم في البلاد.


              ولاشك أن هذا العمل بدعة شنعاء، وحادثة صلعاء، لا أساس لها من الدين، حيث إن النبي r ما فعله ولا أمر به ولا أقر من فعله، ولم يفعله الخلفاء الراشدون الذين أمر بالاقتداء بهم، ولم يفعله أهل القرون المفضلة، ولا نقل فضله أو جوازه عن أحد من الأئمة الأربعة، ولا أهل الكتب الستة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، واحتفال النصارى بليلة ميلاد عيسى هو من بدعهم وخرافاتهم، فلا يجوز تقليدهم فيما ابتدعوه، وقد أخبر الله تعالى أنه أكمل لنا ديننا، فالكامل لا يحتاج إلى إضافة أو زيادة، ففعل هذه البدعة فيه اتهام النبي r بأنه لم يبلغ الدين كله، مع قوله تعالى: }يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ{ المائدة:67، وقد شهد له الصحابة رضى الله عنهم بالبيان والبلاغ ، فقال أبو ذر t: ((توفي رسول الله r وما طائر يقلب جناحيه إلا ذكر لنا منه علماً))، وقالت اليهود لسلمان t: ((علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة))، أي آداب التخلي، فقال سلمان: ((نعم))... الخ، كما في صحيح مسلم، وقال r: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، ويحذرهم عن شر ما يعلمه لهم" رواه مسلم.


              ولقد كان الصحابة y حريصين أشد الحرص على إتباع النبي r وطاعته، وامتثال ما أمرهم به، وترك ما نهاهم عنه، فلو أمرهم وأشار إليهم إشارة يفهم منها إحياء ليلة ميلاده لبادروا إلى الامتثال، محتسبين في ذلك الأجر والمثوبة، فهم أحرص الناس على الخير، ولو فعلوا ذلك لنقل واشتهر وتواتر العمل به في القرون المفضلة، فلما لم ينقل دل على أنهم لم يعرفوا هذا العمل، ولم يخطر لهم على بال، وإنما أحدثه من بعدهم ممن لا يقتدى بهم، وإذا ادعوا أن ذلك من قوة المحبة للنبي r، فإن محبته تتمثل في اتباعه والسير على نهجه، والعمل بسنته، ثم إن محبته عليه الصلاة والسلام واجبة على المسلمين، بل يجب تقديمها على النفس والأهل والناس أجمعين، وتكون دائمة في جميع الأوقات، فلا يخص وقت من السنة بإظهار هذه المحبة.


              وليست ليلة الميلاد أولى بالإحياء من يوم نزول الوحي عليه الذي هو ميزته وأمارة نبوته، حيث نزل عليه أول القرآن، وفيه الأمر بالدعوة إلى الإسلام والتوحيد، والنهي عن الشرك والكفر وفعل الجاهلية الأولى فالرخصة في إحياء ليلة الميلاد قد يدفع آخرين إلى إحياء ليلة نزول الوحي لشرفها، أو ليلة الهجرة النبوية التي اتخذت زمناً للتاريخ الإسلامي، حيث كانت سبباً في ظهور الدين وانتشاره، وكذا ليلة العقبة حيث بايع فيها النبي r الأنصار على الإسلام والنصرة وكذا ليلة وقعة بدر الكبرى الذي هو يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان، وكذا يوم الفتح بصلح الحديبية، ويوم فتح مكة، وغير هذه الأزمنة مما له فضل وخصائص، فلما لم يجز شيء من ذلك دل على أن تخصيص ليلة الميلاد بالإحياء غير جائز، بل يدخل في البدع والمحدثات التي أضافها هؤلاء المبتدعة إلى الدين الإسلامي وهو براء منها وممن أحدثها من الجهلة بالدين، ولا يغتر بكثرة من يفعلها، ولا بمن رأى شرعيتها من بعض العلماء المشاهير من المتأخرين، الذين اغتروا بكثرة من يعملها ويحييها في زمانهم، فحرصوا مجتهدين على تسوغ موقف مشايخهم، فذكروا شيئاً من الشبهات التي يتشبث بها أولئك المبتدعة، واعتبروها نصوصاً شرعية صريحة في هذا العمل كحديث: "ما رآه الناس حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه الناس قبيحاً فهو عند الله قبيح " فيقال: هذا أثر عن ابن مسعود موقوف عليه، ذكره في كشف الخفاء في حرف الميم ولفظه: "إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمداً r فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد فاختار له أصحاباً فجعلهم أنصار دينه، ووزراء نبيه، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح" رواه أحمد في كتاب السنة، ورواه البزار والطيالسي والطبراني وأبو نعيم من قول ابن مسعود، وهو ظاهر أنه أراد بالمسلمين الصحابة الذين اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ولحمل دينه ، وليس فيه إطلاق الناس، وهذه البدعة لم يستحسنها المسلمون كلهم، ولا نقلت عن الصحابة ولا التابعين، فهي داخلة في القبيح والبدعة، حيث لم يعمل بها سلف الأمة ، وأهل السنة في كل زمان ينكرون هذا الاحتفال، وينهون عن مشاهدته، ومن ذلك استدلالهم بقول النبي r: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، لا ينقص ذلك من أعمالهم شيئاً، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً" وهذا الحديث رواه مسلم في كتاب الزكاة في باب الحث على الصدقة، لما جاء قوم من المهاجرين حفاة عراة، فحث النبي r على الصدقة حتى قال: "ولو بشق تمرة" فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، ثم تتابع الناس، فقال النبي r: "من سن في الإسلام سنة حسنة" الحديث فعلم أن المراد فتح باب خير للناس، فذلك الأنصاري هو الذي ابتدأ بهذه الصدقة، ثم تتابع الناس بعده، فله أجر صدقته ومثل أجور صدقات من اقتدى به، فكيف يستدل به على عمل لم يشرعه النبي r ولا أحد من أصحابه أو خلفائه ، وإنما حدث بعدهم بأكثر من ثلاثمائة سنة، لما استولى بنو عبيد على البلاد الإفريقية، وادعوا أنهم فاطميون ورأوا النصارى يحتفلون كثيراً في تلك البلاد ويحيون ليلة ميلاد عيسى فقلدوهم.


              وعلى هذا فإن الواجب على المسلم رد هذه البدعة وإنكارها والعمل بالسنة النبوية، والتمسك بها لقول النبي r: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أحمد وأهل السنن، وشرحه ابن رجب في جامع العلوم والحكم، وبين مسمى البدعة في الشرع، فمن تمسك بالسنة النبوية وسيرة خلفائه r فهو على سبيل النجاة، وقد قال ابن مسعود t: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم))، وقال t: ((من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة))، أولئك أصحاب رسول الله r، أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولحمل دينه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.


              نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يرزقنا حبه وحب نبيه وحب من يحبه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


              قاله وأملاه
              عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
              أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

              كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
              .....

              لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
              ؟

              الشتم و السباب

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخي علي هزا المجهود الكبير وجعله الله في ميزان حسناتك

                تعليق


                • #9
                  ارجو ان تكونو قد استفدتم امين
                  وبارك الله فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    الله يجزيك الخير اخوي لواء السرايا علي موضوعك الطيب والمبارك


                    تقبل الله منك هذا العمل وجعله في ميزان حسناتك


                    دمت بحفظ الرحمن ورعايته
                    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
                    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
                    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك
                      وجزاك الله عنا كل الخير

                      تعليق


                      • #12
                        الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه

                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اعتاد المسلمون منذ قرون على الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام وذكر الله وإطعام الطعام والحلوى حُباً في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف ظهر في أيامنا من يحرم الإجتماع لعمل المولد بل يعتبر بدعة وفسق ولاأصل له في الدين، لذلك نبين للناس حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف:

                        من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.

                        جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين.

                        فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم.

                        وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

                        وللحافظ السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.

                        وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.

                        قال ابن كثيرفي تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة".ا.هـ.

                        ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية

                        وقال ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.

                        قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ.

                        فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.

                        وذلك لأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، ومن أنكر ذلك فهو مكابرولاحجة ولاعبرة بكلامه ثم الإحتفال بالمولد فرصة للقاء المسلمين على الخير وسماع الأناشيد المرققة للقلوب و إن لم يكن في الإجتماع على المولد إلا بركة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه و سلم لكفى.

                        تعليق


                        • #13
                          دار الإفتاء المصريه تجيز مشروعية الإحتفال بالموالد

                          --------------------------------------------------------------------------------

                          تجيز مشروعية الإحتفال بالموالد
                          القرآن الكريم أمرنا بتذكر الأنبياء والصالحين وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أول من سن لنا الإحتفال بمولده الشريف
                          " فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " " النحل 43 "
                          إطلعنا على الطلب المقدم من / مشيخة عموم الطرق الصوفيه المقيد برقم 1186 لسنة 2007 بتاريخ 30/7/2007 المتضمن :
                          ·ما حكم الإحتفال بالمولد النبوى وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين ؟
                          -المولد النبوى الشريف إطلاله للرحمه الالهيه بالنسبه للتاريخ البشرى جميعه, فلقد عبر القرآن الكريم عن وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه " رحمه للعالمين " , وهذه الرحمه لم تكن محدوده , فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم على صعيد حياتهم الماديه والمعنويه , كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان , بل تمتد على أمتداد التاريخ بأسره (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) ( الجمعه : 3 ) .
                          والإحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبى الرحمه وغوث الأمه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم , ومحبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصل من أصول الإيمان , وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخارى
                          قال ابن رجب : " محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من أصول الإيمان , وهى مقارنه لمحبة الله عز وجل , وقد قرنها الله بها , وتوعد من قدّم عليهما محبة شىء من الأمور المحببه طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك , فقال تعالى : ( قل إن كان آبائكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ) ( التوبه : 24 ) , ولما قال سيدنا عمر للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم : يا رسول الله , لأنت أحب إلى من كل شىء إلا نفسى , قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : ( لا والذى نفسى بيده , حتى أكون أحب إليك من نفسك ) فقال له سيدنا عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسى , فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الآن يا عمر " رواه البخارى .
                          والإحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلّم هو الإحتفاء به , والإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم أمر مقطوع بمشروعيته , لأنه أصل الأصول ودعامته الأولى , فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه , فعرف الوجود بأسره بإسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته , فالكون كله فى سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .
                          وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الإحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزى وابن كثير , والحافظ بن دحيه الأندلسى , والحافظ بن حجر , وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطى رحمهم الله تعالى .
                          ونص جماهير العلماء سلفاً وخلفاً على مشروعية الإحتفال بالمولد النبوى الشريف , بل ألف فى إستحباب ذلك جماعه من العلماء والفقهاء , بينوا بالأدله الصحيحه إستحباب هذا العمل , بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف , وقد أطال ابن الحاج فى
                          ( المدخل ) فى ذكرى المزايا المتعلقه بهذ الإحتفال , وذكر فى ذلك كلاماً مفيداً يشرح صدور المؤمنين , مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) فى ذم البدع المحدثه التى لا يتناولها دليل شرعى , وللإمام السيوطى فى ذلك رساله مستقله سماها " حسن المقصد فى عمل المولد " .
                          والإحتفال فى لغة العرب : من حفل اللبن فى الضرع يحفل حفلاً وحفلاً وتحفلّل وإحتفل : إجتمع , وحفل القوم من باب ضرب وإحتفلوا : إجتمعوا وإحتشدوا . وعنده حفل من الناس : أى جمع , وهو فى الأصل مصدر , ومحفل القوم ومحتفلهم : مجتمعهم , وحفله : جلاه ,فتحفل واحتفل , وحفل كذا : بالى به , ويقال : لا تحفل به .
                          وأما الإحتفال بالمعنى المقصود فى هذا المقام , فهو لا يختلف كثيراً عن معناه فى اللغه , إذا المراد من الإحتفال بذكرى المولد النبوى هو تجمع الناس على الذكر , والإنشاد فى مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلّم , وإطعام الطعام صدقه لله , إعلاناً لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , وإعلاناً لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم .
                          ويدخل فى ذلك ما إعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادى بها فى المولد الشريف , فإن التهادى أمر مطلوب فى ذاته , لم يقم دليل على المنع منه أوإباحته فى وقت دون وقت , فإذا إنضمت إلى ذلك المقاصد الصالحه الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحباً مندوباً إليه , فإذا كان ذلك تعبيراً عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم كان ذلك أشد مشروعيه وندباً وإستحباباً , لأن للوسائل أحكام المقاصد , والقول بتحريمه أوالمنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم .
                          ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضله من أمثال هذه الإحتفالات , ولو سلم هذا – لعمر الحق – فإنه لا يكون مسوغاً لمنعها , لأنه لا يشك عاقل فى فرحهم – رضى الله عنهم به صلى الله عليه وآله وسلّم , ولكن للفرح آساليب شتى فى التعبير عنه وفى إظهاره , ولا حرج فى الأساليب والمسالك , لأنها ليست عباده فى ذاتها , فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلّم عباده وأى عباده , والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيله مباحه , ولكل فيها وجهة هو موليها .
                          على أنه قد ورد فى السنه النبويه ما يدل على إحتفال الصحابه الكرام بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم مع إقراره لذلك وإذنه فيه , فعن بريده الأسلمى رضى الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى بعض مغازيه , فلما إنصرف جاءت جاريه سوداء فقال : يا رسول الله , إنى كنت قد نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن كنت نذرت فإضربى , وإلا فلا " رواه الإمام أحمد والترمزى وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب .فإذا كان الضرب بالدف إعلاناً للفرح بقدوم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من الغزو أمراً مشروعاً أقره سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأمر بالوفاء بنذره , فإن إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الدنيا – بالدف أوغيره من مظاهر الفرح المباحه فى نفسها - أكثر مشروعيه وأعظم إستحباباً
                          وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبى لهب – وهو من هو كفراً وعناداً ومحاربه لله ورسوله – بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نقره من كفه كل يوم إثنين فى النار , لأنه أعتق مولاته ثويبه لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلّم كما جاء فى صحيح البخارى , فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين لميلاده وسطوع نوره على الكون ! .
                          وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بنفسه الشريفه جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف , فقد صح عنه أنه كان يصوم يوم الإثنين ويقول : " ذلك يوم ولدت فيه " رواه مسلم من حديث أبى قتاده رضى الله عنه , فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمه بذاته الشريفه , فالأولى بالأمه الإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم بشكر الله على منته ومنحته المصطفويه بكل أنواع الشكر , ومنها الإطعام والمديح والإجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك , - وكل ماعون ينضح بمافيه . وقد نقل الصالحى فى ديوانه الحافل فى السيره النبويه " سبل الهدى والرشاد فى هدى خير العباد " عن بعض صالحى زمانه : أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه , فشكى إليه أن بعض من ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الإحتفال بالمولد الشريف , فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " من فرح بنا فرحنا به " .
                          وكذلك الحكم فى الإحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القرب المختلفه , فإن ذلك أمر مرغب فيه شرعاً , لما فى ذلك من التأسى بهم والسير على طريقتهم , وقد ورد الأمر الشرعى بتذكر الأنبياء والصالحين فقال تعالى : ( وأذكر فى الكتاب إبراهيم ) " مريم : 41 " ( وإذكر فى الكتاب موسى ) " مريم : 51 " وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء , بل يدخل فيه الصالحون أيضاً , حيث يقول تعالى : ( وإذكر فى الكتاب مريم ) " مريم : 16 " إذ من المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صديقه لا نبيه , كما ورد الأمر الشرعى أيضاً بالتذكير بأيام الله تعالى فى قوله سبحانه وتعالى : ( وذكرهم بأيام الله ) " إبراهيم : 5 " ومن أيام الله تعالى أيام الميلاد وأيام النصر , ولذلك كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يصوم يوم الأثنين من كل أسبوع شكراً لله تعالى على نعمه إيجاده وإحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق فى حديث أبى قتاده الأنصارى فى صحيح مسلم , كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه شكراً لله تعالى وفرحاً وإحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام , وقد كرم الله تعالى يوم الولاده فى كتابه وعلى لسان أنبياؤه فقال سبحانه : ( وسلام عليه يوم ولد ) " مريم : 15 " وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم : ( والسلام على يوم ولدت ) " مريم : 33 " , وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمة الإيجاد , وهى سبب لحصول كل نعمه تنال الإنسان بعد ذلك , فكان تذكره والتذكير به باباً لشكر نعم الله تعالى على الناس : فلا بأس من تحديد أيام معينه يحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين , ولا يقدح فى هذه المشروعيه ما قد يحدث فى بعض هذه المواسم من أمور محرمه , بل تقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات , وينبه أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساسى الذى أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفه .
                          والله سبحانه وتعالى أعلم

                          أمانة الفتوى
                          دار الإفتاء المصريه

                          تعليق


                          • #14
                            وتنقسم البدعة إلى قسمين كما يفهم ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" أي مردود.



                            هذا الحديث رواه البخاري ومسلم،وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ".



                            القسم الأول:البدعة الحسنة:وتسمى السنة الحسنة وهي المحدث الذي يوافق القرآن والسنة وهذه البدعة الحسنة لا تدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة" وذلك لأن تخصيص العام بمعنى مأخوذ من دليل شرعي أو دليل نقلي مقبول عند جميع العلماء ،فهذا اللفظ عام مخصوص فلو ترك ذلك لضاع كثير من الأحكام الشرعية ولحصل تناقض بين النصوص فأهل العلم هُمُ الذين يعرفون أن هذا العموم مخصوص بدليل آخر عقلي أو نقلي وأمَّا الدليل من القرآن على وجود البدعة الحسنة أو السنة الحسنة فهو قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّه}ِ وفي هذه الآية مدح الله تعالى المؤمنين من أمة عيسى لأنهم كانوا أهل رحمة ورأفة ولأنهم ابتدعوا الرهبانية وهي الإنقطاع عن الشهوات حتى أنهم إنقطعوا عن الزواج وتركوا اللذائذ من المطعومات والثياب الفاخرة وأقبلوا على الآخرة إقبالاً تاماً،قوله تعالى {ما كتبناها عليهم إلاَّ إبتغاء رضوان الله} فيه مدحٌ لهم على ما ابتدعوا أي مما لم ينص لهم عليه الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنصٍ منه افعلوا كذا، إنما هم أرادوا المبالغة في طاعة الله تعالى والتجرد في طاعته بترك الأنشغال بما يتعلق بالزواج ونفقة الزوجة والأهل كانوا يبنون الصوامع بيوتاً خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة للصلاة لله تعالى.



                            أما القسم الثاني من البدعة فهو البدعة السيئة: وتسمى السنة السيئة وهي المحدث الذي يخالف القرآن والحديث ومنها ما هو صغيرة ومنها ما هو كبيرة ومنها ما هو كفرٌ ومنها ما هو مكروه فقط وهذا التقسيم مفهوم أيضاً من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ:رواه مسلم".



                            فمن القسم الأول من البدعة الحسنة أو السنة الحسنة ألإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وأول من أحدثه الملك المظفر ملك إربل في القرن السابع الهجري وكذلك تنقيط التابعي الجليل يحيى بن يعمر المصحف وكان من أهل العلم والتقوى وأقر ذلك العلماء من محدثين وغيرهم واستحسنوه ولم يكن المصحف منقطاً عندما أملى الرسول على كتبت الوحي وكذلك عثمان بن عفان لما كتب المصاحف الخمس أو الستة لم تكن منقطة ومنذ ذلك التنقيط لم يزل المسلمون على ذلك إلى اليوم فهل يقال في هذا إنه بدعة ضلالة لأن الرسول لم يفعله فإن كان الأمر كذلك فليتركوا هذه المصاحف المنقطة أو ليكشطوا هذا التنقيط من المصاحف حتى تعود مجردة كما في أيام عثمان.



                            قال أبو بكر بن أبي داود صاحب السنن في كتابه كتاب المصاحف: أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر وهو من علماء التابعين روى عن عبد الله بن عمر وغيره، والأمر كما قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: ما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن وما استقبحه المسلمون فهو عند الله قبيح، وفي هذا رد على الَّذين حرموا عمل المولد في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.



                            ومن القسم الثاني: أي القسم الذي هو البدعة السيئة: المحدثات في الإعتقاد كبدعة المعتزلة والخوارج وغيرهم من الَّذين خرجوا عما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم في المعتقد.



                            ومن هذا البدع السيئة أيضاً كتابة [ص] بعد اسم النبي صلى الله عليه وسلم بدلَ أن يكتب صلى الله عليه وسلم وقد نص المحدثون في كتب مصطلح الحديث على أن كتابة الصاد مجردة بعد اسم النبي مكروه ومع هذا لم يحرموه،فمن أين لهؤلاء المتنطعين المشوشين أن يقولوا عن عمل المولد بدعة محرمة وعن الصلاة على النبي جهراً بعد الأذان إنه بدعة محرمة بدعوى أن الرسول ما فعل والصحابة لم يفعلوا.



                            ومنه أي من القسم الثاني: الذي هو البدعة السيئة تحريف اسم الله إلى آه ونحوه كما يفعل كثير من المنتسبين إلى الطرق، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهذه البدعة الضلالة والثانية ما أحدث من الخير ولا يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً وهذه محدثةٌ غير مذمومة. رواه البيهقي بالإسناد في كتابه مناقب الشافعي.



                            فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا هداةً مهتدين وأن يكرمنا برؤية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

                            تعليق


                            • #15
                              الله اكبر ولله الحمد
                              وجزاك الله كل خير

                              تعليق

                              يعمل...
                              X