إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصلاة ارجو الدخول والاستفادة///ابو الحسن المقدسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصلاة ارجو الدخول والاستفادة///ابو الحسن المقدسي

    الصلاة في اللغة تعني الدعاء ، وهو طلب الحوائج من الله تعالى ، والصلاة من الله تعالى تعني الرحمة ورفع الدرجات ، والصلاة من الملائكة تعني الاستغفار ، ويقال صلّى صلاةً ، ولا يقال صلّى تصلية لأن التصلّية تعني الإحراق بالنار والعياذ بالله ، وقوله تعالى في سورة الحج :(لهدمت صوامع وبيع وصلوات) فالصلوات هنا معابد اليهود موضع صلاتهم.

    وفقهياً فالصلاة تعنى تلك العبادة المخصوصة ذات الأقوال والفعال المعينة تبدأ بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالسلام ، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة ، وهي عمود الإسلام فبدونها لا يقوم الإسلام ، وهي صلة مباشرة بين العبد وربه ، منها الفريضة العينية كالصلوات الخمس ومنها فرض كفاية كصلاة الجنازة وماعدا الصلوات المفروضة فكلها نافلة توصف بأن بعضها سنة مؤكدة أو غير مؤكدة وبعضها راتبة وغير راتبة ، وبعضها نهارية أو ليلية .

    وللصلاة جوهر ومظهر فأما جوهرها فهو ذكر الله ومناجاته واستشعار عظمته وتجديد العهد على السير في الصراط المستقيم ، وأما مظهرها فيتمثل في إخضاع الجسد لكافة شروط الصلاة المطلوبة من طهارة واستقبال القبلة وستر العورة أو أداء أفعال الصلاة وأقوالها بما يشبه صلاة النبي الكريم من تنفيذ المطلوب " صلوا كما رأيتموني أصلي" ، فقد كان سيدنا أبو هريرة يعلم الناس الصلاة ويقول أني لأشبهكم بصلاة رسول الله فأنظر إلى الأدب والتواضع والفقه حيث انه لم يصرح بأن صلاته ليست مطابقة تماماً ولكنها أكثر شبهاً بها ، رغم أنه صحابي وشاهد عيان لأمر الصلاة ، ولو كلفتنا الشريعة الإسلامية بالصلاة المطابقة تماماً لوقعنا في حرج شديد ، فمن بذل جهده في الناس بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام في صلاته جوهراً ومظهراً فإنه يجد لذة عظيمة في الصلاة وراحة نفسية لا توصف مما يجعل الإيمان يزداد رسوخاً في القلب ، فهنيئاً لمن وجد الراحة في الصلاة " ارحنا بها يا بلال " وفي الصلاة يكون العبد أقرب إلى ربه في سجوده فليكثر من حمده وتسبيحه ودعائه ما استطاع وأما من صلى بدون خشوع وحضور قلب فقد فاته خيرٌ كثير، ومن هنا تدرك الفقر بين مقيم الصلاة وبين المصلي ، ومن استشعر عظمة الله في صلاته فإن صلاته ستنهاه عن الفحشاء والمنكر ، فمقيم الصلاة يتزود بقوة إيمانية عظيمة تؤثر على تفكيره ومشاعره وسلوكه في حياته نحو الأفضل ، ومن هنا ندرك الرابط بين العبادة وحركة الحياة ، فصلاة المسلم ليست مجرد حركات رتيبة تنتهي بالسلام ولكن صلاته تترك انطباعاً إيمانياً يردعه عن الفحشاء والمنكر ومن دخل في الصلاة فإنه مجاهد عظيم لأنه أعلن بصلاته عن خضوعه لله قلباً وقالباً وأوقف عمله الذي يدر عليه المال ، وترك كل أشغاله في لحظات الصلاة فقد يكون المسلم في حديث شيق أو لهو ممتع أو غيره فيترك ذلك لأجل الصلاة لله تعالى ويفعل ذلك عدة مرات كل يوم ، ولهذا مدح الله تعالى المحافظين على الصلاة والمداومين عليها .

    وفرضية الصلاة جاءت هدية من الله تعالى مباشرة إلى عبده ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء، فامتازت بأنها فرضت في السماء دون بقية الفرائض ، وقد رأى نبينا الكريم ملائكة بين ساجد وراكع وقائم ومسبح فجمع الله له عباده الملائكة في هذه الصلاة وزاده تلاوة القرآن فيها ، ولهذا يستحب تطييب الفم بالسواك عند الصلاة لاقتراب الملائكة جداً من فم المصلي وهو يتلو القرآن فلا ينبغي إيذاؤها بكريه الروائح والصلاة كلها حيز ونور وبركة فقد ألزمتنا بالنظافة وجعلت كل خطوة نخطوها للمسجد بزيادة حسنة ومحو سيئة ورفع درجة فإذا صار النداء وقلنا دعاء الآذان ( اللهم رب هذه الدعوة التامة.....) حلت لنا شفاعة نبينا ثم يفتح الله باب عرشه ويستقبل الدعاء بين الأذان والإقامة وهي ساعة إجابة فإذا صلينا جماعة نلنا سبعاً وعشرين ضعفاً من التواب فإذا قرأنا آية الكرسي عقب الصلاة لم يمنعنا من دخول الجنة إلا أن نموت فندخلها بفضل الله فإذا خرجنا من المسجد كتبنا الله في سجل من يعمر مساجد الله ، ونظراً لعدم قدرتنا على استيفاء ذكر خيرات الصلاة ففيما ذكرناه إشارة واضحة على كثرة خيراتها وعظمة بركاتها.

    ومن سماحة الإسلام وبحبوحته أن جعل أداء الصلاة مرهون بحالة المصلي من حيث الصحة والمرض والأمن والخوف ، والراحة والتعب ، والسفر والإقامة وغيرها من الأحوال المختلفة وما على المسلم إلا أن يسأل ويتفقه في دينه ليؤدي صلاته بما يناسب أحواله.

    وقد يشاهد المصلي أخطاء في صلاة الآخرين فهل يتكلم وينصح أم يسكت ؟ ونقول إن النصيحة واجبة ولكن بشروط : أن يتأكد من حصول الخطأ لأن هناك اختلافاً في فروع الصلاة بين المذاهب وبين العلماء أحياناً حتى في المذهب الواحد فقبل النصيحة نتأكد أن هذا الفعل لا مسوغ له على أي قول من أقوال العلماء المعتمدين وباختصار على الناصح أن يعلم أوجه الإتقان والاختلاف ، فإن كان الخطأ حدث فيما اتفقوا عليه فلينصح برفق وحكمة وإن كان فيما اختلفوا فيه فعليه أن يتثبت من وجود مستند شرعي لهذا افعل ، وفي هذا فائدة كبيرة للمصلي وإخوانه ، فكثيراً ما يتم النقاش العقيم فيما اختلف فيه الفقهاء وكل يريد فرض اختياراته الفقهية على غيره ، فهذه فتنة وليست نصيحة فاحذرها متسلحاً بالعلم والحكمة وحسن الخلق ، وتقبل الله تعالى صلاة المسلمين .

    إن فقه الصحابة يعلمنا أن نضع وحدة صف المسلمين فوق الخلافات الفرعية ، فهذا الصحابي الجليل مسعود يذكر أمير المؤمنين عثمان بسنة القصر في الصلاة في موسم الحج ولكن الخليفة يرى أن يتم الصلاة فلما اقيمت الصلاة انضم ابن مسعود اليها وقال مالي وللخلاف فانتبه لهذا الفقه العزيز واترك النقاش والجدال في الفرعيات اذا فوت مصلحة أكبر أو جلب مفسدة اكبر ، وقد صلى بعض الصحابة والتابعين خلف الحجاج بن يوسف الثقفي وهو صاحب الجرائم المعروفة ، والظلم الفاحش.

    وكما في الصلاة كل خير فإن تركها أو الانشغال عنها وإهمال أمرها فيه كل شر ، فلا بارك الله في رزق الهالك عن الصلاة ، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله ، ومن ضيع الصلوات المفروضة لم يكن له نور ، ومن ترك الصلاة جحوداً فقد كفر كفراً يخرج من الملة وعليه يحمل الحديث " بين الرجل والكفر ترك الصلاة " ومن اعترف بفرضيتها وتركها تكاسلاً وتشاغلاً كان صاحب معصية كبيرة ويخشى عليه سوء العاقبة والعياذ بالله .

    ومن ابتلى بزوج لا يصلي فعليه النصيحة والوعظ والإرشاد والحث والتشجيع بالترغيب والترهيب مع الدعاء له بالهداية والتوبة في السر والعلن مع التحلي بالصبر والحكمة ما أمكن فقد واصل نبي الله نوح دعوة ابنه الى الهداية عدة قرون واستمر حتى حال بينهما الموج فكان ابنه من المغرقين ، ونحن لا نعلم متى يمن الله على العاص بالتوبة ولكن علينا العمل والصبر والرجاء إلى أخر رمق ولئن يهدي الله بك شخصاً واحداً فإنه خير لك من حمر النعم .

    ولا يكتمل تعريفنا بالصلاة حتى نذكر الصلاة على النبي الطيب المبارك ، فصلاة الله عليه تعني الرحمة ورفع الدرجات وزيادة التشريف والتكريم ، وصلاة الملائكة إنها تطلب من الله فعل ذلك ونحن عندما نصلي عليه إنما نطلب من الله ذلك أيضاً ، فصلاتنا عليه بعد صلاة الله والملائكة عليه إنما هي في الواقع شرف لنا بأن جعلنا ممن يساهمون في طلب التشريف والتكريم لجنابه الشريف ، ونحن المستفيدون من هذه الصلاة فمن صلى عليه واحدة صلى الله بها عليه عشراً ، واما سلامنا عليه فإنه يبلغه ويرد الله عليه روحه لبرد السلام ، وينبغي أن تكون صلاتنا عليه قابلة فنذكر فيها الصلاة والسلام عليه والبركة عليه وعلى آله ، فالصلاة على النبي وحده تسمى الصلاة البتراء أي المقطوعة والناقصة ، ومن السنة أن تكرر الصلاة عليه كاملة عشر مرات صباحاً ومثلها مساءً وأعلم بأن الله يصلي على المؤمنين وكذلك ملائكته ، قال تعالى : " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً " سورة الأحزاب .

    تحميل صور

  • #2
    جزاك الله كل خير اخوي الحاج رضوان علي المجهود الطيب والموضوع المبارك


    ربنا يتقبل منك هذا العمل ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة


    دمت بحفظ الرحمن ورعايته
    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي الكريم
      مجودك رائع
      في ميزان حسناتك
      والى الامام ان شاء الله
      أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

      كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
      .....

      لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
      ؟

      الشتم و السباب

      تعليق


      • #4

        يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

        تعليق


        • #5
          جزاك الله كل خير اخوي الحاج رضوان علي المجهود الطيب والموضوع المبارك


          ربنا يتقبل منك هذا العمل ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة


          دمت بحفظ الرحمن ورعايته
          وجعلك زخرا للاسلام والمسلمين

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك
            وجزاك الله عنا كل الخير

            تعليق

            يعمل...
            X