(الحرب الصليبية والإساءة المُتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم)
والغزو الفكري والثقافي
(وحقيقة المعركة)
(ولا يزالون يُقاتلونكُم حتى يرُدُوكُم عن دينكُم إن إستطاعوا ومن يرتدد منكُم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهُم في الدُنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هُم فيها خالدون)} البقرة:217 {.
إن كثيراً من دعاة الثقافة من(المُفكرين والكُتاب والصحفيين والإعلام الرسمي ومن الحاقدين ومن الجاهلين بحقائق التاريخ وبحقيقة المعركة ومن المُغرضين ومن السذج ومن المُزيفين والمُزورين ومن جنود الغزوالفكري والثقافي) يقولون بأن الحرب على الإسلام والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت فقط بعد أحداث 11/9 /2001 ويُصورون الأمروكأنه قبل هذه الأحداث كان(بين الإسلام والغرب لبن وعسل وحب وحلاوة )وأن الغرب كان يحترم الإسلام ولا يُعاديه,وهُم بذلك يُريدون أن يُثبتوا بأن المسلمين هُم المعتدون على الغرب وبذلك يُبررون للغرب الصليبي الحاقد عداءهُ وحقده الأعمى التاريخي على الاسلام, فحقائق التاريخ تقول وتثبت إن أحداث 11/ سبتمبر ما هي إلا ردة فعل عنيفة وقاسية على الحرب التي يشنها الغرب الصليبي على الإسلام منذ قرون مديدة ولم تتوقف حتى الآن .
فالحروب الصليبية التي شنها الغرب الصليبي على المُسلمين في القرن الحادي عشر الميلادي سبقت أحداث 11/9 بثمانية قرون وكانت تحت شعار
(القضاء على الاسلام) الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم,وتحريرالقبرالمُقدس من المُسلمين الوثنيين,فمحمد صلى الله عليه وسلم نبينا ورسولنا وحبيبنا في أدبيات وأفكاروعقائد الغرب الصليبي هو (شيطان المسلمين وكذاب ودجال ومهرطق وما هو بنبي) فيجب القضاء عليه, والعمل على نبش قبره وهدمه ما استطيع الى ذلك سبيلا ،
(قاتلهم الله أنى يؤفكون).
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) }الكهف: 5{.
ففي الحروب الصليبية الأولى أجهض(صلاح الدين الأيوبي)إحدى الحملات التي استهدفت المدينة المنورة والتي كانت تستهدف قبررسول الله صلى الله عليه وسلم,ورغم أن الحملات الصليبية الاستئصالية استمرت على المسلمين ما يُقارب المائتي عام إلاأنها فشلت في القضاء على الإسلام دين الله الذي تكفل بحفظه،
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)،
فقضى الله على دولة الصليبيين على يد المُجاهدين الأتراك الزنكيين(عماد الدين ونور الدين زنكي),ثم جاء من بعدهم المُجاهدون الآيوبيون الأكراد (اسد الدين شيركوه) ثم(صلاح الدين الايوبي) الذي صنع لنا مجد (حطين),ثم جاء من بعدهم المُجاهدون(المماليك)الذين حطموا موجات (التتار والمغول) ثم أجهزوا على دولة الصليبيين في (معركة عكا) واستأصلوها نهائياً من ديارالمسلمين وطهروها من دنسهم,وعاد المسلمون أعزة بدينهم الذي هوعصمة أمرهم ولكن الصليبيين لم يستسلموا فقاموا بالانتقام لهزيمتهم بشن حرب صليبية على المسلمين في الأندلس الذين اصاب دولتهم الضعف والانهاك نتيجة تشرذمها إلى ما عُرف في تاريخ الاندلس ب(دول الطوائف المتناحرة) وكانت نتيجة هذه الحرب الصلبية هزيمة المسلمين وطردهم من الاندلس وإرتكاب ضدهم مذابح لم تعرف البشرية مثيلا لها حتى الان,فأقاموا(محاكم التفتيش المرعبة)والتي اخذت تفتش على المسلمين الموحدين لله رب العالمين الذين جعلوا من الآندلس منارة علم وحضارة تضيء وسط الظلام التي كانت تعيش فيه أوروبا من اجل إكراههم على الإرتداد عن دينهم وإن لم يفعلوا كان يتم ذبحهم وقتلهم بطريقة وحشية مما جعل سكان الاندلس من المسلمين يفرون بدينهم,وكان معظم المسلمين في الآندلس من سكان الآندلس الآصليين من الذين دخلوا في دين الله أفواجا بقناعة تامة ,(فعدد جيش الفتح الاسلامي الذي فتح الآندلس لم يتجاوز إثنا عشر ألفا),وهذاالاجرام الناتج عن الحقد على الاسلام هو(ديدن الصليبيين) في جميع حروبهم ضد المسلمين,فعندما إحتلوا القدس في الحروب الصليبية قتلوا من اهلها (سبعين الفا) من الآطفال والنساء والشيوخ والرجال دون شفقة ولا رحمة بعكس المسلمين عندما إستعادوها منهم بعد (معركة حطين) أمنوهم على اموالهم ودمائهم وطلبوا منهم أن يُغادروا مع أموالهم وأولادهم بسلام, إنها رحمة الاسلام.
ولقد بارك البابا يومئذ الإنتصار الصليبي على المسلمين في الأندلس وشجعهم وحثهم على الإستمرار في مطاردة المسلمين في بقية بلاد المسلمين من خلال شن حملات صليبية جديدة من أجل القضاء على الاسلام ولكن الله تكفل بحفظ دينه فسخر لدينه من يرفع( راية التوحيد) ويُبقيها خفاقة ويُدافع عنها ويُحطم الهجمات الاستئصالية الحاقدة السوداء ,فكانت الدولة العثمانية الفتية القوية التي وقفت لهم بالمرصاد وكالسد المنيع فتحطمت أطماعهم على صخرتها العملاقة,ففي الثلاثة القرون الأولى من عمرها إندفعت في أعماق أوروبا الشرقية تتوغل بقوة كاسحة وإندفاع فلم يقدرواأن يقفوا في وجهها ففتحت وسيطرت على (القسطنطينية عام 1453 وأحاطت بفينا- النمسا- عام 1529 ),وأخذت الشعوب الأوروبية التي خضعت لسُلطانها تدخل في الاسلام بالملايين.
وهاهُم المسلمون موجودون في أعماق أوروبا الشرقية الى اليوم وهُم لا زالون يُسمونهم بالعثمانيين,فمنهم (مسلموالبوسنة والهرسك ومسلمو البانيا وكوسفو ومقدونيا)و يُوجد مسلمون في (بلغاريا وهنغاريا ورومانيا واليونان)وما المذابح البشعة الوحشية التي تعرض لها (مسلمو البوسنة والهرسك وكوسفو في عقد التسعينات من القرن الماضي)إلا حلقة في سلسلة الحرب الصليبية المتصلة والتي يشنها الغرب على المسلمين منذ قرون,ولكن أوروبا الصليبية لم تستسلم ولم تتخل عن حقدها على الاسلام ونبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم,فعادت بعد ستة قرون فكان غزو بريطانيا وفرنسا لمصر في عام 1798 ولكن هذا الغزوفشل في البداية وعندما عجزت الصليبية العالمية عن إختراق وتدمير السد العثماني المنيع عسكرياً وبالقوة إتجهت إلى استخدام أسلوب شيطاني فاستغلت تساهل الدولة العثمانية وتسامحها مع أهل الذمة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى مما جعل أوروبا تفكرب(الغزو الفكري والثقافي) قبل الغزو العسكري بواسطة(الإرساليات التبشيرية)التي جاءت إلى المنطقة تحت حُجج كثيرة وكان ذلك في مطلع القرن التاسع عشروبواسطة (البعثات التعليمية) التي أرسلها (محمد علي )إلى فرنسا,فكانوا يعودون وهم يتبنون المفاهيم والقيم والأفكارالغربية التي تنادي بفصل الدين عن الحياة وأننا لا يُمكن أن نتقدم إلا بالتخلي عن الاسلام ,وأن الغرب لم يتقدم إلا عندما تخلى عن الكنيسة والدين وهذا الطرح والقول انما هو من( ثقافة الغزو الفكري والثقافي)الذي تتعرض له الامة منذ قرنيين من الزمن ولم يتوقف حتى الان , ففي عام1898 وقف(جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا يومئذ في مجلس العموم البريطاني وهو يرفع القرأن الكريم بيده قائلا
(يجب تمزيق هذا الكتاب إذا أردنا أن نسيطرعلى المسلمين)
فمزق الله مُلكه وأزال حُكمه وحُكم الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وأصبحت ذنباً لأمريكا.
وفي(مُؤتمرالمُبشرين للغزو الفكري)الذي عقد في القاهرة عام 1906 وقف المُبشرالمشهور(زويمر)مُقرر المؤتمر يخطب قائلاً:
(بعد أن عجزت جميع البعثات التبشيرية أن تحول مُسلماً واحداً عن دينه فليست مهمتنا تنصير المسلمين فهذا شرف ليسوا جديرين به ولكن مهمتنا هي صرف المسلمين عن التمسك بالإسلام وفي ذلك نجحنا نجاحاً باهراً بفضل مدارسنا التبشيرية والسياسة التعليمية التي وضعناها للبلاد الاسلامية),وبالفعل أخذت هذه (الإرساليات والبعثات)تنخرفي جسد الأمة كالسوس حتى أصابها الضعف والوهن وأصبحت أيلة للسقوط فسقطت مصر بيد الغرب الصليبي في عام 1882 بسهولة ويُسر نتيجة لضعف الدولة الاسلامية المُتمثلة بالدولة العثمانية وإرتباط مصر بها إسمياً بعد أن إستقل بها(محمد علي)عن الدولة العثمانية بدعم فرنسي,فكان سقوط مصر بيدهم هو بمثابة إنفراط المسبحة,فمصرهي حبة العقد في عالمنا العربي الاسلامي, فعندما تنهار مصر وتسقط تنهارالامة وتسقط وعندما تقوى وتنهض تقوى الامة وتنهض,فهي(كنانة الله)في ارضه ولا يُمكن أن تنهض مصرإلا بالاسلام فهي قد خربت بغيرالاسلام,فلقد اخذ الغرب الصليبي العبرة من الحروب الصليبية الاولى حيث لم يستطع ان يحتل مصر فكانت نهايته على يد أجناد مصر(كنانة الله)في ارضه والتي يدخرها الله دائما لنصرة دينه وانقاذ الامة,وهكذا كان دورها في حروب(التتار والمغول),لذلك عادوا إلينا بعد ستة قرون من بوابة مصر,فمن مصربدأ الغزو الفكري والثقافي ومنها حاك الصليبيون الانجليزبعد أن أخضعوها لسُلطانهم المؤامرات لتدمير الدولة الاسلامية العثمانية في الحرب العالمية الأولى التي ما هي إلا امتداد للحرب الصليبية الأولى ,فكانت نتيجة هذه الحرب سقوط العالم العربي الإسلامي تحت سيطرة وإحتلال الغرب الصليبي المباشر,ولقد سبق الحرب العالمية الأولى مؤتمر خطيركان بمثابة المقدمة لهذه الحرب اتخذت فيه قرارات خطيرة كانت فيما بعد هي نتائج الحرب العالمية الأولى وهذا المؤتمر دعا إليه يومئذ رئيس وزراء بريطانيا في عام 1907 (هنري بانرمان) وكان هذا المؤتمر بمثابة إعلان حرب صليبية على المسلمين وللأسف الشديد إن هذا المؤتمرغيرمشهورعند المسلمين ولا يتطرق إليه لا في الكتب المدرسية ولا عند الكُتاب ولا المفكرين ولا المُثقفين فعليه تعتيم شديد والسبب واضح فلقد شكل هنري كامبل بانرمان في هذا المؤتمر لجنة من كبارأساتذة الجامعات في شتى المجالات مثل الآقتصاد والبترول والزراعة والتاريخ والاجتماع وشؤون الإستعمار,كما ضمت هذه اللجنة أعلام السياسة في دول(فرنسا وبلجيكيا وهولندا والبرتغال وايطاليا واسبانيا وبريطانيا) وكان هناك بند واحد وحيد على جدول أعمال هذه اللجنة المنبثقة عن هذا المؤتمر:
(ما هو الخطر الحقيقي الذي يُهدد الحضارة الأوروبية )؟؟؟
فكان الجواب هو(الحضارة الإسلامية)،
التي تشكل وحدة واحدة عقائدياً ودينياً وفكرياً وثقافياً وتاريخياً وبشرياً وجغرافياً وإستمرهذا المؤتمر أربعين يوماً تم البحث خلالها
(كيف العمل للقضاء على هذا الخطر )؟؟؟
فكانت التوصيات تدعوا إلى العمل على تدميرهذه الإمبراطورية الإسلامية المُتمثلة بالدولة العثمانية والعمل على تجزئتها ومنع وحدتها وتخريبها فكرياً وثقافياً وزرع جسم غريب عن المنطقة شرق قناة السويس لفصل المشرق الإسلامي عن المغرب الإسلامي وشماله عن جنوبه
(وثائق أساسية في الصراع العربي الصهيوني- الجزء الأول - جمع وإعداد – د سمير أيوب ).
وبالفعل خرج من رحم هذا المؤتمر(عزل السلطان عبد الحميد رحمه الله)الذي كان يقف حجرعثرة في وجه زرع الجسم الغريب في المنطقة وهو(الكيان اليهودي) ومن رحمه خرجت إتفاقية (سايكس بيكو)والتي فسخت ديار المسلمين وحولتها إلى مربعات ومستطيلات وأشكال غير هندسية وجعلت كل منها دولة ولها علم وجيش,ومن رحم هذا المؤتمر خرج (وعد بلفور) وولادة (الكيان اليهودي) .
لذلك عندما دخل قائد قوات الحلفاء(الجنرال اللنبي) القدس في عام 1918 بعد خروج العثمانيين منها صرح تصريحاً إستفزازيا مدويا ًلازال صداه يصم الأذن (الآن انتهت الحروب الصليبية).
وعندما دخل الجنرال الفرنسي(غورو) دمشق عام 1920 بعد معركة ميسلون ذهب إلى قبرصلاح الدين الايوبي بطل معركة حطين وقاهر الصليبيين واستل سيفه ووكز به قبر صلاح الدين قائلاً بمنتهى الحقد الصليبي ( قم يا صلاح الدين لقد عُدنا أخيراً) .
وما إن خضعت بلاد المسلمين لسيطرة الغرب الصليبي حتى عمل بكُل قوة وبشتى الوسائل والأساليب للقضاء على الإسلام ,فأوجد في ديار الإسلام زعامات وقيادات سياسية وفكرية وأحزاب وأيدلوجيات وطبقة ثقافية تعادي الإسلام وتعتبره رجعية وتخلف وظلام وهيئوا لها كل أسباب الإنتشاروالسيطرة,فأصبح الإسلام في دياره مُحارباً حرباً لاهوادة فيها.
فالدولة العثمانية الاسلامية والتي حمت ودافعت عن الاسلام مدة ستة قرون من الزمن عند هؤلاء دولة إستعماروإحتلال,ويتخذ هؤلاء من الهجوم على الدولة العثمانية غطاء للهجوم على الاسلام حتى أن كثيراًمنهم من الذين يحملون الروح الصليبية ولوإدعوا غير ذلك يُقسم وبمُنتهى الحقد بأن الدولة العثمانية لم تترك أثراً حضاريا وعمرانياً واحداً, ويقولون بمنتهى الإستهزاء أن الفضل الوحيد لها هو فقط إختراع النرجيلة,
وأنا اريد أن أقول لهؤلاء ألم تروا وتسمعوا(بسور القدس العظيم)والذي هو روعة في الجمال والإتقان الذي بناه(سليمان القانوني) وكيف يحتضن القدس وجوهرتها( المسجد الأقصى وقبة الصخرة).
وألم تروا وتسمعوا(بسكة حديد الحجاز) التي تمتد في طول وعرض العالم الاسلامي وأوروبا,وكيف كانت دقة وجمال الجسور والعبارات التي بنيت على إمتداد السكة وكيف لازالت تحافظ على جمالهاو قوتها وبهائهارغم عاديات الزمن وكأن البناء قد غادرها بالامس والتي صب الصليبيون الانجليز جام حقدهم عليها في حملتهم الصليبية في الحرب العالمية الاولى.
وألم تروا أوتسمعوا(بالأسواق العثمانية البديعة) والموجودة في معظم مدن العالم الاسلامي ومن اشهرها(سوق الحميدية في دمشق والبازار في القدس).
وألم تروا أوتسمعوا عن مدينة حلب القديمة العثمانية وبمساجد بني عثمان المنتشرة في العالم الاسلامي وفي مقدمتها إسطنبول.
وألم تروا وتسمعوا (ببرك الماء والتي تسمى ببرك سليمان) لتجميع المياه على الطرق وفي المدن.
وألم تسمعوا(بالآسبلة) لسقي المارة والتي صُممت على اروع ما يكون الجمال. وألم تسمعوا يامن تعتبرون انفسكم النخبة المثقفة (بالمهندس العثماني سنان باشا) الذي يُعتبر(أباالهندسة العصرية)والذي بنى وصمم تسعماية معلم حضاري في انحاء الدولة العثمانية إعتبرتها(اليونسكو) تراث حضاري إنساني لا يُقدر بثمن منها(سورالقدس)و(سور عكا) الذي وقف سدا منيعا في وجه الحملة الصلبية بقيادة (نابليون بونابرت)وبنى جميع الجسور على الآنهار في دول البلطيق والحمامات و(منارة دمشق)والمدارس القديمة و(سوق الكتب في بغداد) والمستشفيات والتكيات المنتشرة في العالم الاسلامي, حيث كان(مهندس الجيش العثماني).
إن إنكار ذلك ماهو إلا تعبيرعن الحقد الصليبي على هذه الآمة ودينها وتاريخها .
وها هو الغرب الصليبي بعد فشل كل محاولاته للقضاء على الاسلام وإنفاق أموال طائلة وإزهاق أنفس كثيرة في سبيل ذلك يزداد حقداًعلى الاسلام وأهله,فبمُجرد وجود إسلام في الأرض وسماعه بإسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تتحرك ضغائنه وأحقاده ليرُد المسلمين عن دينهم وليطفؤوا نورالله بأفواههم وليمنعوا إنتشارالاسلام في أوروبا بشكل أصبح يُشكل ظاهرة حذر منها بابا الفاتيكان قبل عدة أشهرعندما قال:
(إن القيم الأوروبية مهددة بسبب إنتشار الاسلام الكبير في أوروبا)وقبلها صرح في محاضرة في المانيا بعد أن نُصب مباشرة بابا للفاتيكان(إن رسالة محمد هي رسالة الشر ولا يُوجدفيها خير)قاتله الله أنى يؤفك,فالرسومات المُسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتكرار نشرها في الصُحف الأوروبية إنما تأتي في سياق وسائل هذه الحرب الصليبية الحاقدة والتي تهدف إلى تشويه صورة نبي الرحمة في أذهان الأوروبيين لعلهم يمنعون المد الاسلامي ويُوقفون إنتشار الاسلام في اوروبا وإعتناق الأوروبيين للإسلام ويقضون على هذه الظاهرة التي باتت تقلقهم.
ففي صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عددها الصادر يوم الأحد بتاريخ 22/2/2004 نشرت الصحيفة البريطانية دراسة موثقة عن إنتشار الاسلام في بريطانيا وخصوصا في صفوة المجتمع البريطاني جاء فيها أن أكثر من (14)ألف بريطاني أبيض اعتنقوا الدين الإسلامي بعدما خيبت القيم البريطانية أمآلهم وأن أغلب هؤلاء تأثروا بكتاب الدبلوماسي البريطاني المسلم (تشارلز ايتون--- الإسلام قدر الإنسان),وقالت الصحيفة اللندنية الأسبوعية أنه وفقاً لدراسة موثقة لظاهرة تحول البريطانيين إلى الإسلام فإن العديد من كبار مُلاك الأراضي ومشاهيرالمجتمع وشخصيات بريطانية بارزة قد اعتنقوا الإسلام والذي أجرى هذه الدراسة المُوثقة هو
( يحي بيرت)جوناثان بيرت سابقاً نجل اللورد بيرت مدير هيئة الإذاعة البريطانية السابقة ,وأشارت الصحيفة إلى إعتناق (ايما كلارك) حفيدة رئيس الوزراء البريطاني السابق هيربرت اسكويت من حزب الاحرار للدين الاسلامي.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر في 3 نوفمبر 2006 أن قساً ألمانياً إنتحر بأن حرق نفسه داخل أحد الأديرة إحتجاجاً على ما وصفه بإنتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتاستينية عن إحتوائه.
وتشهد ألمانيا في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الإقبال على إعتناق الإسلام من قبل المواطنين الألمان,فهناك 4000 ألماني سنوياً يعتنقون الإسلام .
المخابرات الفرنسية قلقة من إنتشار الإسلام السريع بالسجون حيث أن نسبة الفرنسيين من الذين أسلموا في السجون حوالي 70% .
نشرت صحيفة الشرق الأوسط أن الصحفية البريطانية التي كانت أسيرة عند حركة طالبان والمدعوة( إيفون ريدلي) قالت أنها أسلمت نتيجة للمعاملة الطيبة من قبل حركة طالبان الأفغانية .
نشرت صحيفة التايمز البريطانية مؤخراً أن إسم محمد أصبح أكثر الأسماء المفضلة في بريطانيا للمواليد الذكور بعد جاك.
(هو الذي أرسل رسُوُلهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهرهُ على الدين كُله وكفى بالله شهيداً) }الفتح:28{.
وها نحن اليوم نعيش آخر الحملات الصليبية على المنطقة والتي أعلنها(جورج بوش)رئيس الولايات المتحدة الأمريكية(زعيم المحافظين الجدد المسيحيين المتهودين)فعندما أعلن(بوش)الحرب على افغانستان عام 2001قال (أننا يجب أن نشن حرباً صليبية على المسلمين),ولقد صرح(فرانكلين جراهام) المرشد الديني لـ (بوش) أن الإسلام دين شرير,ولقد قال (وليام بوكين)جنرال مساعد لـ (رامسفيلد) وزيرالدفاع الامريكي السابق(أن إلهنا إله حقيقي وإله المسلمين إله مزيف ).
إن الحرب الصلبية على الإسلام وذروة سنامه وعلى ثقافة الإسلام وقيم الإسلام وتاريخ الإسلام إنما تستهدف تدمير إنسانيتنا وإذلالنا وإفقادنا كرامتنا وقتل روح التحدي فينا حتى نصبح مُخربين من الداخل (ضميرنا خرب وعقولنا جدباء ونفوسنا عفنة),وحتى نقطع الصلة بماضينا المجيد لنصبح بلا مستقبل وغثاء كغثاء السيل,لأن أعداءنا يعرفون أن الإسلام وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله هوالذي يستنهض أمتنا وهوالذي يدعونا إلى الثأر والنخوة والمروءة ولرفض الظلم ومحاربة الأعداء والتصدي لهم ولشرورهم ولنهبهم وسلبهم لثرواتنا,فأعداؤنا يعرفون بأنهم لن يستطيعوا أن يقضواعلينا ويُزيلونا من الوجود إلا إذا أزالوا الإسلام من حياتنا وهزمونا نفسياً ومعنويا وداخلياً, لذلك إن حرب الآفكارالأخيرة التي يشنها الغرب الصليبي ضدنا تستهدف كل ذلك حتى نتوه في الأرض كالأنعام بل أضل سبيلاً .
و الحرب الصلبيةالعسكرية التي تقودها الولايات التحدة بزعامة الصليبيون الجدد ستؤول إلى الفشل كما فشلت قبلها الحملة الصليبية الأولى.
فهاهم المجاهدون في سبيل الله عباد الله الذين يُحبهم الله ويُحبونه والذين لا يخافون في الله لومة لائم قد بعثهم الله على جيوش الحملة الصلبية في أفغانستان والعراق وعلى المُتجحفلين معها من المُرتدين من(اهل السنة) ومن(المشركين السبئيين الصفويين)الذين إتخذوا من ال البيت أنداداً لله وأل البيت بُرءاء منهم ومما يشركون,فأل البيت لايمكن أن يقبلوا أن يألهوا كما فعل(علي عليه السلام مع عبدالله بن سبأ)الذي إدعى بألوهية علي عليه السلام فحُكم عليه بالحرق في النار,فاحباب أل البيت الحقيقيون هُم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز عبادا لنا والذين يجوسون خلال الديارويقومون بتحطيم الحملة الصلبية التي تستهدف(دين التوحيد)الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم والذي حمل رايته من بعده اصحابه ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله وسلامه عليهم ففتحوا مشارق الارض ومغاربها ونشروه في الارض,وهاهو عقد التحالف الصليبي في افغانستان بقيادة امريكا على وشك الآنفراط تحت ضربات المجاهدين الذين يدافعون عن هذا الدين.
( يُريدون ليطفؤوا نورالله بأفواههم واللهُ مُتمُ نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسُولهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كُله ولو كره المُشركون)}الصف:8+9 {
إن البشرية اليوم تعيش في ضنك وشقاء وتعاسة بسبب توحش الغرب الصليبي وتغوله عليها فهي بحاجة إلى إنقاذ مما تعاني وتعيش فما أحوجها إلى الاسلام, فرسالته رسالة الرحمة والخيروالعدل والبروالتقوى والفضيلة الى البشرية,والاسلام يدعوإلى كل فضيلة ويُحارب كل رذيلة ويحل الطيبات ويُحرم الخبائث فما أعظمه من دين يُعالج جميع القضايا الآنسانية من أصغرها الى أعظمها.
فالغرب اليوم يعيش في حالة إنفلات كامل قد يظنها الجاهل حُرية أو كما يُصورها لنا عبيد الغرب والمضبوعون به وخصوصا(المثليين الخناثي)الذين يسُمون أنفسهم ب(اللبيرالليين الجُدد)الذين يُبشرون بالقيم ومفاهيم الغرب التي أفقدت المُجتمعات الغربية إنسانيتها وحولتها الى مجتمعات حيوانية,فلم يعُد في الغرب علاقات شرعية أو إنسانية, فالزواج الشرعي في طريقه للإندثار والأولاد غيرالشرعين تصل نسبتهم في بعض الدول 100% والاسرة تفككت والعائلة لم يعد لها وجود والزواج المثلي أصبح مسموحا بنص القانون والدستور حتى بين الانسان والحيوان, فلا يُوجد عندهم قدسية أو حُرمة لأي شيء,فكُل شيء فيه مُباح ومُستباح حتى أنهم يتطاولون على نبي الله عيسى عليه السلام وأمه مريم العذراءعليها السلام فهم يُخرجون الآفلام السينمائية التي تطعن بهما وأخرها الفيلم الذي يُصور حبيبتنا وسيدتنا مريم عليها السلام بأن لها عشيقاً حملت منه بعيسى عليه السلام والعياذ بالله
( قاتلهم الله أنى يؤفكون).
ان الفئة التي تحمل راية الغزو الفكري والثقافي التي تعادي الاسلام وتصفه بالرجعية والظلامية والتخلف وتدعو الى تنحيته من حياة المسلمين أي خلع الأمة من جذورها حتى نتقدم كما تزعم إنما تريد القضاء على مستقبل الامة,وهذه الفئة المُجرمة التي تسمي نفسها في عالمنا الاسلامي(بالنخبة والطبقةالمثقفة والمفكرة والمتنورة والتقدمية واللبيرالية)وما إلى ذلك من صفات وألقاب وإلى أي أيدلوجية أو فكرأوحزب تنتمي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسارليست جاهلة أو بريئة إنما هي نخبة ثقافية مزورة ومزيفة ومُتأمرة ومُسخرة في خدمة أعداء الاسلام والمسلمين وليس لها مثيل في أية امة من الأمم في وضاعتها وخستها,وهي جزء من الحرب الصليبية على هذه الامة ولو كان أسماء الذين ينتمون لهذه النخبة أسماء عربية إسلامية.
فهذه النخبة هي من تفقيس الغزو الفكري والثقافي ولقد أدت دورها في تخريب الامة بنجاح كبير ومهدت إلى كل هزائم الأمة وجلبت الخزي والعار لها بتطاولهاعلى الاسلام وكانت تشتم الله علنا في أوج مدها قبل عاروخزي حزيران 1967,فهي التي مهدت إلى هذاالخزي والعار,فمن هذه النخبة المجرمة رسام الكاريكاتير صلاح جاهين الذي رسم في(صحيفة الأهرام) لعنه الله إذا ما تاب قبل عار 67 كاريكاتيرا فيه بدوي - يقصد رسول الله والعياذ بالله - يركب حماراً في المقلوب كناية عن (الرجعية) وفي أرضيةالصورة ديك وتسع دجاجات وعنون الرسم بـ (محمد أفندي جوز التسعة)فهذا هجوم سافر على شخص رسول الله الأكرم وزوجاته التسعة أمهات المؤمنين قد سبق اعتداءات الصحف الدنماركية من قبل نصف قرن ، وفي مجلة القوات المسلحة السورية كتب الماركسي اللينيني الملحد التقدمي والاستاذ في الجامعة الآمريكية في بيروت صادق العظم قبل 5/6/1967بأشهرمعدودة(أن الله أصبح من مخلفات التاريخ) ؟؟
قاتله الله أنى يؤفك،وذلك عينة من شرذمة الفكر والثقافة التي سادت ذلك الوقت فكان لابد لها أن تصنع الخزي والعار وهزيمة أغرب من الخيال. ولذلك من أجل أن تنهض الآمة وتتحرر وتتقدم وتتوحد وتستعيد عزتها وكرامتها ويصبح الغرب الصليبي يحسب لنا الف حساب قبل أن يفكر بالتطاول على دييننا وعقيدتنا يجب أن تزول من الطريق هذه الشرذمات الخائنة المتأمرة الخاوية على عروشها والفارغة من أي مضمون سوى التهجم على الاسلام وحفظ مصطلحات أصبحت من زبالة الأمم والأيدلوجيات وبعضها يدعونا الى تبني مفاهيم وقيم المجتمعات الغربية المنهارة حتى تثبت بانها نخبة مُثقفة !! فكيف يتحالف معها من يدعون بأنهم محسوبون على الاسلام سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً,فبعض هؤلاء عندما تمكنوا من رقاب الأمة في بعض بُلدان المُسلمين لم يرقبوا في كل من يقول (لا إله إلا الله)إلاً ولا ذمة فأرتكبوا فيهم المذابح وعذبوهم عذابا نكرا وسحقوا كرامتهم وإنسانيتهم بدون ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله وحتى يُمكنوا (للكيان اليهودي) الغاصب في الآرض وكثيرمن بقاياهم لا زال يتطاول بمُنتهى الوقاحة والحقد على الاسلام, والله ان الذي يتحالف مع مثل هؤلاء فهو منهم وجزء من الحرب الصليبية مهما كانت الصفة الاسلامية التي يصبغ بها نفسه او يدعيها .
(ترى كثيراً منهُم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهُم أنفسُهُم أن سخط اللهُ عليهم وفي العذاب هُم خالدون )}المائدة: 80{.
هذه هي حقائق التاريخ التي يجب أن نعيها حتى نعرف من هو العدو ومن هو الصديق وأين نضع أقدامنا, فلا عزة لنا ولا كرامة ولا حُرية ولاتقدم ولاتحرير لفلسطين ولاوحدة لأمتنا إلا بهذا الدين وذروة سنامه الجهاد في سبيل الذي أوجدنا في التاريخ ولن نعود إلى التاريخ إلا به, وعلى الغرب أن يعلم بأن استمراره في الاساءة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو استهتار واستخفاف بالمسلمين وأكبر تحريض على ردات الفعل الزلزالية فهي بمثابة دعوة لتكرار أحداث 11/9ولندن ومدريد ,وعلى الغرب أن لا يطمئن لصمت حكام المسلمين فعليه أن يعلم أن الأمة عندما تغضب لله ولرسوله لا تخشى في الله لومة لائم ولا تستأذن أحداً بل تستجيب لأمر ربها بالثأر لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين وأخر هذه الإساءات والإستفزازات المستمرة:
إن تصريح وزيرالداخلية الالماني اليوم بتاريخ 27/2/2008 الذي بثته قناة الجزيرة في (الجزيرة منتصف اليوم ) والذي طالب فيه جميع الصحف الأوروبية بأعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم لتعبيرعن حرية الرأي,ولقد طالب عضو مجلس النواب الهولندي جريت فيلدرزعن حزب الحرية قبل أيام بحظر القرأن الكريم في هولندا وعزمه على عرض فيلم يُسيء للقرأن الكريم.
فالغرب الصليبي كما هو واضح لايفهم إلا لغة القوة ولا يحسب حساباً إلا للأقوياء, فلماذا الإساءات المتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين يعتبرونها حرية رأي ؟؟؟
وفي المقابل لا يجرؤأحد في الغرب أن ينتقد يهوديا مهما كانت صفته ومهما أساء لدولهم وتطاول عليهم ولا حتى التشكيك في ما يُسمى( بالهولكوست),
إنه التحالف الصليبي اليهودي ضد الاسلام والمسلمين وهذه هي حقيقة المعركة
}إن الذين كفروا يُنفقون أموالهُم ليصُدواعن سبيل الله فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفرواإلى جهنم يُحشرون )) الانفال: 36 {
الكاتب والباحث الإسلامي
محمد أسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.grenc.com/a/mtamimi/
والغزو الفكري والثقافي
(وحقيقة المعركة)
(ولا يزالون يُقاتلونكُم حتى يرُدُوكُم عن دينكُم إن إستطاعوا ومن يرتدد منكُم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهُم في الدُنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هُم فيها خالدون)} البقرة:217 {.
إن كثيراً من دعاة الثقافة من(المُفكرين والكُتاب والصحفيين والإعلام الرسمي ومن الحاقدين ومن الجاهلين بحقائق التاريخ وبحقيقة المعركة ومن المُغرضين ومن السذج ومن المُزيفين والمُزورين ومن جنود الغزوالفكري والثقافي) يقولون بأن الحرب على الإسلام والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت فقط بعد أحداث 11/9 /2001 ويُصورون الأمروكأنه قبل هذه الأحداث كان(بين الإسلام والغرب لبن وعسل وحب وحلاوة )وأن الغرب كان يحترم الإسلام ولا يُعاديه,وهُم بذلك يُريدون أن يُثبتوا بأن المسلمين هُم المعتدون على الغرب وبذلك يُبررون للغرب الصليبي الحاقد عداءهُ وحقده الأعمى التاريخي على الاسلام, فحقائق التاريخ تقول وتثبت إن أحداث 11/ سبتمبر ما هي إلا ردة فعل عنيفة وقاسية على الحرب التي يشنها الغرب الصليبي على الإسلام منذ قرون مديدة ولم تتوقف حتى الآن .
فالحروب الصليبية التي شنها الغرب الصليبي على المُسلمين في القرن الحادي عشر الميلادي سبقت أحداث 11/9 بثمانية قرون وكانت تحت شعار
(القضاء على الاسلام) الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم,وتحريرالقبرالمُقدس من المُسلمين الوثنيين,فمحمد صلى الله عليه وسلم نبينا ورسولنا وحبيبنا في أدبيات وأفكاروعقائد الغرب الصليبي هو (شيطان المسلمين وكذاب ودجال ومهرطق وما هو بنبي) فيجب القضاء عليه, والعمل على نبش قبره وهدمه ما استطيع الى ذلك سبيلا ،
(قاتلهم الله أنى يؤفكون).
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) }الكهف: 5{.
ففي الحروب الصليبية الأولى أجهض(صلاح الدين الأيوبي)إحدى الحملات التي استهدفت المدينة المنورة والتي كانت تستهدف قبررسول الله صلى الله عليه وسلم,ورغم أن الحملات الصليبية الاستئصالية استمرت على المسلمين ما يُقارب المائتي عام إلاأنها فشلت في القضاء على الإسلام دين الله الذي تكفل بحفظه،
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)،
فقضى الله على دولة الصليبيين على يد المُجاهدين الأتراك الزنكيين(عماد الدين ونور الدين زنكي),ثم جاء من بعدهم المُجاهدون الآيوبيون الأكراد (اسد الدين شيركوه) ثم(صلاح الدين الايوبي) الذي صنع لنا مجد (حطين),ثم جاء من بعدهم المُجاهدون(المماليك)الذين حطموا موجات (التتار والمغول) ثم أجهزوا على دولة الصليبيين في (معركة عكا) واستأصلوها نهائياً من ديارالمسلمين وطهروها من دنسهم,وعاد المسلمون أعزة بدينهم الذي هوعصمة أمرهم ولكن الصليبيين لم يستسلموا فقاموا بالانتقام لهزيمتهم بشن حرب صليبية على المسلمين في الأندلس الذين اصاب دولتهم الضعف والانهاك نتيجة تشرذمها إلى ما عُرف في تاريخ الاندلس ب(دول الطوائف المتناحرة) وكانت نتيجة هذه الحرب الصلبية هزيمة المسلمين وطردهم من الاندلس وإرتكاب ضدهم مذابح لم تعرف البشرية مثيلا لها حتى الان,فأقاموا(محاكم التفتيش المرعبة)والتي اخذت تفتش على المسلمين الموحدين لله رب العالمين الذين جعلوا من الآندلس منارة علم وحضارة تضيء وسط الظلام التي كانت تعيش فيه أوروبا من اجل إكراههم على الإرتداد عن دينهم وإن لم يفعلوا كان يتم ذبحهم وقتلهم بطريقة وحشية مما جعل سكان الاندلس من المسلمين يفرون بدينهم,وكان معظم المسلمين في الآندلس من سكان الآندلس الآصليين من الذين دخلوا في دين الله أفواجا بقناعة تامة ,(فعدد جيش الفتح الاسلامي الذي فتح الآندلس لم يتجاوز إثنا عشر ألفا),وهذاالاجرام الناتج عن الحقد على الاسلام هو(ديدن الصليبيين) في جميع حروبهم ضد المسلمين,فعندما إحتلوا القدس في الحروب الصليبية قتلوا من اهلها (سبعين الفا) من الآطفال والنساء والشيوخ والرجال دون شفقة ولا رحمة بعكس المسلمين عندما إستعادوها منهم بعد (معركة حطين) أمنوهم على اموالهم ودمائهم وطلبوا منهم أن يُغادروا مع أموالهم وأولادهم بسلام, إنها رحمة الاسلام.
ولقد بارك البابا يومئذ الإنتصار الصليبي على المسلمين في الأندلس وشجعهم وحثهم على الإستمرار في مطاردة المسلمين في بقية بلاد المسلمين من خلال شن حملات صليبية جديدة من أجل القضاء على الاسلام ولكن الله تكفل بحفظ دينه فسخر لدينه من يرفع( راية التوحيد) ويُبقيها خفاقة ويُدافع عنها ويُحطم الهجمات الاستئصالية الحاقدة السوداء ,فكانت الدولة العثمانية الفتية القوية التي وقفت لهم بالمرصاد وكالسد المنيع فتحطمت أطماعهم على صخرتها العملاقة,ففي الثلاثة القرون الأولى من عمرها إندفعت في أعماق أوروبا الشرقية تتوغل بقوة كاسحة وإندفاع فلم يقدرواأن يقفوا في وجهها ففتحت وسيطرت على (القسطنطينية عام 1453 وأحاطت بفينا- النمسا- عام 1529 ),وأخذت الشعوب الأوروبية التي خضعت لسُلطانها تدخل في الاسلام بالملايين.
وهاهُم المسلمون موجودون في أعماق أوروبا الشرقية الى اليوم وهُم لا زالون يُسمونهم بالعثمانيين,فمنهم (مسلموالبوسنة والهرسك ومسلمو البانيا وكوسفو ومقدونيا)و يُوجد مسلمون في (بلغاريا وهنغاريا ورومانيا واليونان)وما المذابح البشعة الوحشية التي تعرض لها (مسلمو البوسنة والهرسك وكوسفو في عقد التسعينات من القرن الماضي)إلا حلقة في سلسلة الحرب الصليبية المتصلة والتي يشنها الغرب على المسلمين منذ قرون,ولكن أوروبا الصليبية لم تستسلم ولم تتخل عن حقدها على الاسلام ونبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم,فعادت بعد ستة قرون فكان غزو بريطانيا وفرنسا لمصر في عام 1798 ولكن هذا الغزوفشل في البداية وعندما عجزت الصليبية العالمية عن إختراق وتدمير السد العثماني المنيع عسكرياً وبالقوة إتجهت إلى استخدام أسلوب شيطاني فاستغلت تساهل الدولة العثمانية وتسامحها مع أهل الذمة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى مما جعل أوروبا تفكرب(الغزو الفكري والثقافي) قبل الغزو العسكري بواسطة(الإرساليات التبشيرية)التي جاءت إلى المنطقة تحت حُجج كثيرة وكان ذلك في مطلع القرن التاسع عشروبواسطة (البعثات التعليمية) التي أرسلها (محمد علي )إلى فرنسا,فكانوا يعودون وهم يتبنون المفاهيم والقيم والأفكارالغربية التي تنادي بفصل الدين عن الحياة وأننا لا يُمكن أن نتقدم إلا بالتخلي عن الاسلام ,وأن الغرب لم يتقدم إلا عندما تخلى عن الكنيسة والدين وهذا الطرح والقول انما هو من( ثقافة الغزو الفكري والثقافي)الذي تتعرض له الامة منذ قرنيين من الزمن ولم يتوقف حتى الان , ففي عام1898 وقف(جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا يومئذ في مجلس العموم البريطاني وهو يرفع القرأن الكريم بيده قائلا
(يجب تمزيق هذا الكتاب إذا أردنا أن نسيطرعلى المسلمين)
فمزق الله مُلكه وأزال حُكمه وحُكم الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وأصبحت ذنباً لأمريكا.
وفي(مُؤتمرالمُبشرين للغزو الفكري)الذي عقد في القاهرة عام 1906 وقف المُبشرالمشهور(زويمر)مُقرر المؤتمر يخطب قائلاً:
(بعد أن عجزت جميع البعثات التبشيرية أن تحول مُسلماً واحداً عن دينه فليست مهمتنا تنصير المسلمين فهذا شرف ليسوا جديرين به ولكن مهمتنا هي صرف المسلمين عن التمسك بالإسلام وفي ذلك نجحنا نجاحاً باهراً بفضل مدارسنا التبشيرية والسياسة التعليمية التي وضعناها للبلاد الاسلامية),وبالفعل أخذت هذه (الإرساليات والبعثات)تنخرفي جسد الأمة كالسوس حتى أصابها الضعف والوهن وأصبحت أيلة للسقوط فسقطت مصر بيد الغرب الصليبي في عام 1882 بسهولة ويُسر نتيجة لضعف الدولة الاسلامية المُتمثلة بالدولة العثمانية وإرتباط مصر بها إسمياً بعد أن إستقل بها(محمد علي)عن الدولة العثمانية بدعم فرنسي,فكان سقوط مصر بيدهم هو بمثابة إنفراط المسبحة,فمصرهي حبة العقد في عالمنا العربي الاسلامي, فعندما تنهار مصر وتسقط تنهارالامة وتسقط وعندما تقوى وتنهض تقوى الامة وتنهض,فهي(كنانة الله)في ارضه ولا يُمكن أن تنهض مصرإلا بالاسلام فهي قد خربت بغيرالاسلام,فلقد اخذ الغرب الصليبي العبرة من الحروب الصليبية الاولى حيث لم يستطع ان يحتل مصر فكانت نهايته على يد أجناد مصر(كنانة الله)في ارضه والتي يدخرها الله دائما لنصرة دينه وانقاذ الامة,وهكذا كان دورها في حروب(التتار والمغول),لذلك عادوا إلينا بعد ستة قرون من بوابة مصر,فمن مصربدأ الغزو الفكري والثقافي ومنها حاك الصليبيون الانجليزبعد أن أخضعوها لسُلطانهم المؤامرات لتدمير الدولة الاسلامية العثمانية في الحرب العالمية الأولى التي ما هي إلا امتداد للحرب الصليبية الأولى ,فكانت نتيجة هذه الحرب سقوط العالم العربي الإسلامي تحت سيطرة وإحتلال الغرب الصليبي المباشر,ولقد سبق الحرب العالمية الأولى مؤتمر خطيركان بمثابة المقدمة لهذه الحرب اتخذت فيه قرارات خطيرة كانت فيما بعد هي نتائج الحرب العالمية الأولى وهذا المؤتمر دعا إليه يومئذ رئيس وزراء بريطانيا في عام 1907 (هنري بانرمان) وكان هذا المؤتمر بمثابة إعلان حرب صليبية على المسلمين وللأسف الشديد إن هذا المؤتمرغيرمشهورعند المسلمين ولا يتطرق إليه لا في الكتب المدرسية ولا عند الكُتاب ولا المفكرين ولا المُثقفين فعليه تعتيم شديد والسبب واضح فلقد شكل هنري كامبل بانرمان في هذا المؤتمر لجنة من كبارأساتذة الجامعات في شتى المجالات مثل الآقتصاد والبترول والزراعة والتاريخ والاجتماع وشؤون الإستعمار,كما ضمت هذه اللجنة أعلام السياسة في دول(فرنسا وبلجيكيا وهولندا والبرتغال وايطاليا واسبانيا وبريطانيا) وكان هناك بند واحد وحيد على جدول أعمال هذه اللجنة المنبثقة عن هذا المؤتمر:
(ما هو الخطر الحقيقي الذي يُهدد الحضارة الأوروبية )؟؟؟
فكان الجواب هو(الحضارة الإسلامية)،
التي تشكل وحدة واحدة عقائدياً ودينياً وفكرياً وثقافياً وتاريخياً وبشرياً وجغرافياً وإستمرهذا المؤتمر أربعين يوماً تم البحث خلالها
(كيف العمل للقضاء على هذا الخطر )؟؟؟
فكانت التوصيات تدعوا إلى العمل على تدميرهذه الإمبراطورية الإسلامية المُتمثلة بالدولة العثمانية والعمل على تجزئتها ومنع وحدتها وتخريبها فكرياً وثقافياً وزرع جسم غريب عن المنطقة شرق قناة السويس لفصل المشرق الإسلامي عن المغرب الإسلامي وشماله عن جنوبه
(وثائق أساسية في الصراع العربي الصهيوني- الجزء الأول - جمع وإعداد – د سمير أيوب ).
وبالفعل خرج من رحم هذا المؤتمر(عزل السلطان عبد الحميد رحمه الله)الذي كان يقف حجرعثرة في وجه زرع الجسم الغريب في المنطقة وهو(الكيان اليهودي) ومن رحمه خرجت إتفاقية (سايكس بيكو)والتي فسخت ديار المسلمين وحولتها إلى مربعات ومستطيلات وأشكال غير هندسية وجعلت كل منها دولة ولها علم وجيش,ومن رحم هذا المؤتمر خرج (وعد بلفور) وولادة (الكيان اليهودي) .
لذلك عندما دخل قائد قوات الحلفاء(الجنرال اللنبي) القدس في عام 1918 بعد خروج العثمانيين منها صرح تصريحاً إستفزازيا مدويا ًلازال صداه يصم الأذن (الآن انتهت الحروب الصليبية).
وعندما دخل الجنرال الفرنسي(غورو) دمشق عام 1920 بعد معركة ميسلون ذهب إلى قبرصلاح الدين الايوبي بطل معركة حطين وقاهر الصليبيين واستل سيفه ووكز به قبر صلاح الدين قائلاً بمنتهى الحقد الصليبي ( قم يا صلاح الدين لقد عُدنا أخيراً) .
وما إن خضعت بلاد المسلمين لسيطرة الغرب الصليبي حتى عمل بكُل قوة وبشتى الوسائل والأساليب للقضاء على الإسلام ,فأوجد في ديار الإسلام زعامات وقيادات سياسية وفكرية وأحزاب وأيدلوجيات وطبقة ثقافية تعادي الإسلام وتعتبره رجعية وتخلف وظلام وهيئوا لها كل أسباب الإنتشاروالسيطرة,فأصبح الإسلام في دياره مُحارباً حرباً لاهوادة فيها.
فالدولة العثمانية الاسلامية والتي حمت ودافعت عن الاسلام مدة ستة قرون من الزمن عند هؤلاء دولة إستعماروإحتلال,ويتخذ هؤلاء من الهجوم على الدولة العثمانية غطاء للهجوم على الاسلام حتى أن كثيراًمنهم من الذين يحملون الروح الصليبية ولوإدعوا غير ذلك يُقسم وبمُنتهى الحقد بأن الدولة العثمانية لم تترك أثراً حضاريا وعمرانياً واحداً, ويقولون بمنتهى الإستهزاء أن الفضل الوحيد لها هو فقط إختراع النرجيلة,
وأنا اريد أن أقول لهؤلاء ألم تروا وتسمعوا(بسور القدس العظيم)والذي هو روعة في الجمال والإتقان الذي بناه(سليمان القانوني) وكيف يحتضن القدس وجوهرتها( المسجد الأقصى وقبة الصخرة).
وألم تروا وتسمعوا(بسكة حديد الحجاز) التي تمتد في طول وعرض العالم الاسلامي وأوروبا,وكيف كانت دقة وجمال الجسور والعبارات التي بنيت على إمتداد السكة وكيف لازالت تحافظ على جمالهاو قوتها وبهائهارغم عاديات الزمن وكأن البناء قد غادرها بالامس والتي صب الصليبيون الانجليز جام حقدهم عليها في حملتهم الصليبية في الحرب العالمية الاولى.
وألم تروا أوتسمعوا(بالأسواق العثمانية البديعة) والموجودة في معظم مدن العالم الاسلامي ومن اشهرها(سوق الحميدية في دمشق والبازار في القدس).
وألم تروا أوتسمعوا عن مدينة حلب القديمة العثمانية وبمساجد بني عثمان المنتشرة في العالم الاسلامي وفي مقدمتها إسطنبول.
وألم تروا وتسمعوا (ببرك الماء والتي تسمى ببرك سليمان) لتجميع المياه على الطرق وفي المدن.
وألم تسمعوا(بالآسبلة) لسقي المارة والتي صُممت على اروع ما يكون الجمال. وألم تسمعوا يامن تعتبرون انفسكم النخبة المثقفة (بالمهندس العثماني سنان باشا) الذي يُعتبر(أباالهندسة العصرية)والذي بنى وصمم تسعماية معلم حضاري في انحاء الدولة العثمانية إعتبرتها(اليونسكو) تراث حضاري إنساني لا يُقدر بثمن منها(سورالقدس)و(سور عكا) الذي وقف سدا منيعا في وجه الحملة الصلبية بقيادة (نابليون بونابرت)وبنى جميع الجسور على الآنهار في دول البلطيق والحمامات و(منارة دمشق)والمدارس القديمة و(سوق الكتب في بغداد) والمستشفيات والتكيات المنتشرة في العالم الاسلامي, حيث كان(مهندس الجيش العثماني).
إن إنكار ذلك ماهو إلا تعبيرعن الحقد الصليبي على هذه الآمة ودينها وتاريخها .
وها هو الغرب الصليبي بعد فشل كل محاولاته للقضاء على الاسلام وإنفاق أموال طائلة وإزهاق أنفس كثيرة في سبيل ذلك يزداد حقداًعلى الاسلام وأهله,فبمُجرد وجود إسلام في الأرض وسماعه بإسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تتحرك ضغائنه وأحقاده ليرُد المسلمين عن دينهم وليطفؤوا نورالله بأفواههم وليمنعوا إنتشارالاسلام في أوروبا بشكل أصبح يُشكل ظاهرة حذر منها بابا الفاتيكان قبل عدة أشهرعندما قال:
(إن القيم الأوروبية مهددة بسبب إنتشار الاسلام الكبير في أوروبا)وقبلها صرح في محاضرة في المانيا بعد أن نُصب مباشرة بابا للفاتيكان(إن رسالة محمد هي رسالة الشر ولا يُوجدفيها خير)قاتله الله أنى يؤفك,فالرسومات المُسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتكرار نشرها في الصُحف الأوروبية إنما تأتي في سياق وسائل هذه الحرب الصليبية الحاقدة والتي تهدف إلى تشويه صورة نبي الرحمة في أذهان الأوروبيين لعلهم يمنعون المد الاسلامي ويُوقفون إنتشار الاسلام في اوروبا وإعتناق الأوروبيين للإسلام ويقضون على هذه الظاهرة التي باتت تقلقهم.
ففي صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عددها الصادر يوم الأحد بتاريخ 22/2/2004 نشرت الصحيفة البريطانية دراسة موثقة عن إنتشار الاسلام في بريطانيا وخصوصا في صفوة المجتمع البريطاني جاء فيها أن أكثر من (14)ألف بريطاني أبيض اعتنقوا الدين الإسلامي بعدما خيبت القيم البريطانية أمآلهم وأن أغلب هؤلاء تأثروا بكتاب الدبلوماسي البريطاني المسلم (تشارلز ايتون--- الإسلام قدر الإنسان),وقالت الصحيفة اللندنية الأسبوعية أنه وفقاً لدراسة موثقة لظاهرة تحول البريطانيين إلى الإسلام فإن العديد من كبار مُلاك الأراضي ومشاهيرالمجتمع وشخصيات بريطانية بارزة قد اعتنقوا الإسلام والذي أجرى هذه الدراسة المُوثقة هو
( يحي بيرت)جوناثان بيرت سابقاً نجل اللورد بيرت مدير هيئة الإذاعة البريطانية السابقة ,وأشارت الصحيفة إلى إعتناق (ايما كلارك) حفيدة رئيس الوزراء البريطاني السابق هيربرت اسكويت من حزب الاحرار للدين الاسلامي.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر في 3 نوفمبر 2006 أن قساً ألمانياً إنتحر بأن حرق نفسه داخل أحد الأديرة إحتجاجاً على ما وصفه بإنتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتاستينية عن إحتوائه.
وتشهد ألمانيا في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الإقبال على إعتناق الإسلام من قبل المواطنين الألمان,فهناك 4000 ألماني سنوياً يعتنقون الإسلام .
المخابرات الفرنسية قلقة من إنتشار الإسلام السريع بالسجون حيث أن نسبة الفرنسيين من الذين أسلموا في السجون حوالي 70% .
نشرت صحيفة الشرق الأوسط أن الصحفية البريطانية التي كانت أسيرة عند حركة طالبان والمدعوة( إيفون ريدلي) قالت أنها أسلمت نتيجة للمعاملة الطيبة من قبل حركة طالبان الأفغانية .
نشرت صحيفة التايمز البريطانية مؤخراً أن إسم محمد أصبح أكثر الأسماء المفضلة في بريطانيا للمواليد الذكور بعد جاك.
(هو الذي أرسل رسُوُلهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهرهُ على الدين كُله وكفى بالله شهيداً) }الفتح:28{.
وها نحن اليوم نعيش آخر الحملات الصليبية على المنطقة والتي أعلنها(جورج بوش)رئيس الولايات المتحدة الأمريكية(زعيم المحافظين الجدد المسيحيين المتهودين)فعندما أعلن(بوش)الحرب على افغانستان عام 2001قال (أننا يجب أن نشن حرباً صليبية على المسلمين),ولقد صرح(فرانكلين جراهام) المرشد الديني لـ (بوش) أن الإسلام دين شرير,ولقد قال (وليام بوكين)جنرال مساعد لـ (رامسفيلد) وزيرالدفاع الامريكي السابق(أن إلهنا إله حقيقي وإله المسلمين إله مزيف ).
إن الحرب الصلبية على الإسلام وذروة سنامه وعلى ثقافة الإسلام وقيم الإسلام وتاريخ الإسلام إنما تستهدف تدمير إنسانيتنا وإذلالنا وإفقادنا كرامتنا وقتل روح التحدي فينا حتى نصبح مُخربين من الداخل (ضميرنا خرب وعقولنا جدباء ونفوسنا عفنة),وحتى نقطع الصلة بماضينا المجيد لنصبح بلا مستقبل وغثاء كغثاء السيل,لأن أعداءنا يعرفون أن الإسلام وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله هوالذي يستنهض أمتنا وهوالذي يدعونا إلى الثأر والنخوة والمروءة ولرفض الظلم ومحاربة الأعداء والتصدي لهم ولشرورهم ولنهبهم وسلبهم لثرواتنا,فأعداؤنا يعرفون بأنهم لن يستطيعوا أن يقضواعلينا ويُزيلونا من الوجود إلا إذا أزالوا الإسلام من حياتنا وهزمونا نفسياً ومعنويا وداخلياً, لذلك إن حرب الآفكارالأخيرة التي يشنها الغرب الصليبي ضدنا تستهدف كل ذلك حتى نتوه في الأرض كالأنعام بل أضل سبيلاً .
و الحرب الصلبيةالعسكرية التي تقودها الولايات التحدة بزعامة الصليبيون الجدد ستؤول إلى الفشل كما فشلت قبلها الحملة الصليبية الأولى.
فهاهم المجاهدون في سبيل الله عباد الله الذين يُحبهم الله ويُحبونه والذين لا يخافون في الله لومة لائم قد بعثهم الله على جيوش الحملة الصلبية في أفغانستان والعراق وعلى المُتجحفلين معها من المُرتدين من(اهل السنة) ومن(المشركين السبئيين الصفويين)الذين إتخذوا من ال البيت أنداداً لله وأل البيت بُرءاء منهم ومما يشركون,فأل البيت لايمكن أن يقبلوا أن يألهوا كما فعل(علي عليه السلام مع عبدالله بن سبأ)الذي إدعى بألوهية علي عليه السلام فحُكم عليه بالحرق في النار,فاحباب أل البيت الحقيقيون هُم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز عبادا لنا والذين يجوسون خلال الديارويقومون بتحطيم الحملة الصلبية التي تستهدف(دين التوحيد)الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم والذي حمل رايته من بعده اصحابه ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله وسلامه عليهم ففتحوا مشارق الارض ومغاربها ونشروه في الارض,وهاهو عقد التحالف الصليبي في افغانستان بقيادة امريكا على وشك الآنفراط تحت ضربات المجاهدين الذين يدافعون عن هذا الدين.
( يُريدون ليطفؤوا نورالله بأفواههم واللهُ مُتمُ نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسُولهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كُله ولو كره المُشركون)}الصف:8+9 {
إن البشرية اليوم تعيش في ضنك وشقاء وتعاسة بسبب توحش الغرب الصليبي وتغوله عليها فهي بحاجة إلى إنقاذ مما تعاني وتعيش فما أحوجها إلى الاسلام, فرسالته رسالة الرحمة والخيروالعدل والبروالتقوى والفضيلة الى البشرية,والاسلام يدعوإلى كل فضيلة ويُحارب كل رذيلة ويحل الطيبات ويُحرم الخبائث فما أعظمه من دين يُعالج جميع القضايا الآنسانية من أصغرها الى أعظمها.
فالغرب اليوم يعيش في حالة إنفلات كامل قد يظنها الجاهل حُرية أو كما يُصورها لنا عبيد الغرب والمضبوعون به وخصوصا(المثليين الخناثي)الذين يسُمون أنفسهم ب(اللبيرالليين الجُدد)الذين يُبشرون بالقيم ومفاهيم الغرب التي أفقدت المُجتمعات الغربية إنسانيتها وحولتها الى مجتمعات حيوانية,فلم يعُد في الغرب علاقات شرعية أو إنسانية, فالزواج الشرعي في طريقه للإندثار والأولاد غيرالشرعين تصل نسبتهم في بعض الدول 100% والاسرة تفككت والعائلة لم يعد لها وجود والزواج المثلي أصبح مسموحا بنص القانون والدستور حتى بين الانسان والحيوان, فلا يُوجد عندهم قدسية أو حُرمة لأي شيء,فكُل شيء فيه مُباح ومُستباح حتى أنهم يتطاولون على نبي الله عيسى عليه السلام وأمه مريم العذراءعليها السلام فهم يُخرجون الآفلام السينمائية التي تطعن بهما وأخرها الفيلم الذي يُصور حبيبتنا وسيدتنا مريم عليها السلام بأن لها عشيقاً حملت منه بعيسى عليه السلام والعياذ بالله
( قاتلهم الله أنى يؤفكون).
ان الفئة التي تحمل راية الغزو الفكري والثقافي التي تعادي الاسلام وتصفه بالرجعية والظلامية والتخلف وتدعو الى تنحيته من حياة المسلمين أي خلع الأمة من جذورها حتى نتقدم كما تزعم إنما تريد القضاء على مستقبل الامة,وهذه الفئة المُجرمة التي تسمي نفسها في عالمنا الاسلامي(بالنخبة والطبقةالمثقفة والمفكرة والمتنورة والتقدمية واللبيرالية)وما إلى ذلك من صفات وألقاب وإلى أي أيدلوجية أو فكرأوحزب تنتمي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسارليست جاهلة أو بريئة إنما هي نخبة ثقافية مزورة ومزيفة ومُتأمرة ومُسخرة في خدمة أعداء الاسلام والمسلمين وليس لها مثيل في أية امة من الأمم في وضاعتها وخستها,وهي جزء من الحرب الصليبية على هذه الامة ولو كان أسماء الذين ينتمون لهذه النخبة أسماء عربية إسلامية.
فهذه النخبة هي من تفقيس الغزو الفكري والثقافي ولقد أدت دورها في تخريب الامة بنجاح كبير ومهدت إلى كل هزائم الأمة وجلبت الخزي والعار لها بتطاولهاعلى الاسلام وكانت تشتم الله علنا في أوج مدها قبل عاروخزي حزيران 1967,فهي التي مهدت إلى هذاالخزي والعار,فمن هذه النخبة المجرمة رسام الكاريكاتير صلاح جاهين الذي رسم في(صحيفة الأهرام) لعنه الله إذا ما تاب قبل عار 67 كاريكاتيرا فيه بدوي - يقصد رسول الله والعياذ بالله - يركب حماراً في المقلوب كناية عن (الرجعية) وفي أرضيةالصورة ديك وتسع دجاجات وعنون الرسم بـ (محمد أفندي جوز التسعة)فهذا هجوم سافر على شخص رسول الله الأكرم وزوجاته التسعة أمهات المؤمنين قد سبق اعتداءات الصحف الدنماركية من قبل نصف قرن ، وفي مجلة القوات المسلحة السورية كتب الماركسي اللينيني الملحد التقدمي والاستاذ في الجامعة الآمريكية في بيروت صادق العظم قبل 5/6/1967بأشهرمعدودة(أن الله أصبح من مخلفات التاريخ) ؟؟
قاتله الله أنى يؤفك،وذلك عينة من شرذمة الفكر والثقافة التي سادت ذلك الوقت فكان لابد لها أن تصنع الخزي والعار وهزيمة أغرب من الخيال. ولذلك من أجل أن تنهض الآمة وتتحرر وتتقدم وتتوحد وتستعيد عزتها وكرامتها ويصبح الغرب الصليبي يحسب لنا الف حساب قبل أن يفكر بالتطاول على دييننا وعقيدتنا يجب أن تزول من الطريق هذه الشرذمات الخائنة المتأمرة الخاوية على عروشها والفارغة من أي مضمون سوى التهجم على الاسلام وحفظ مصطلحات أصبحت من زبالة الأمم والأيدلوجيات وبعضها يدعونا الى تبني مفاهيم وقيم المجتمعات الغربية المنهارة حتى تثبت بانها نخبة مُثقفة !! فكيف يتحالف معها من يدعون بأنهم محسوبون على الاسلام سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً,فبعض هؤلاء عندما تمكنوا من رقاب الأمة في بعض بُلدان المُسلمين لم يرقبوا في كل من يقول (لا إله إلا الله)إلاً ولا ذمة فأرتكبوا فيهم المذابح وعذبوهم عذابا نكرا وسحقوا كرامتهم وإنسانيتهم بدون ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله وحتى يُمكنوا (للكيان اليهودي) الغاصب في الآرض وكثيرمن بقاياهم لا زال يتطاول بمُنتهى الوقاحة والحقد على الاسلام, والله ان الذي يتحالف مع مثل هؤلاء فهو منهم وجزء من الحرب الصليبية مهما كانت الصفة الاسلامية التي يصبغ بها نفسه او يدعيها .
(ترى كثيراً منهُم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهُم أنفسُهُم أن سخط اللهُ عليهم وفي العذاب هُم خالدون )}المائدة: 80{.
هذه هي حقائق التاريخ التي يجب أن نعيها حتى نعرف من هو العدو ومن هو الصديق وأين نضع أقدامنا, فلا عزة لنا ولا كرامة ولا حُرية ولاتقدم ولاتحرير لفلسطين ولاوحدة لأمتنا إلا بهذا الدين وذروة سنامه الجهاد في سبيل الذي أوجدنا في التاريخ ولن نعود إلى التاريخ إلا به, وعلى الغرب أن يعلم بأن استمراره في الاساءة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو استهتار واستخفاف بالمسلمين وأكبر تحريض على ردات الفعل الزلزالية فهي بمثابة دعوة لتكرار أحداث 11/9ولندن ومدريد ,وعلى الغرب أن لا يطمئن لصمت حكام المسلمين فعليه أن يعلم أن الأمة عندما تغضب لله ولرسوله لا تخشى في الله لومة لائم ولا تستأذن أحداً بل تستجيب لأمر ربها بالثأر لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين وأخر هذه الإساءات والإستفزازات المستمرة:
إن تصريح وزيرالداخلية الالماني اليوم بتاريخ 27/2/2008 الذي بثته قناة الجزيرة في (الجزيرة منتصف اليوم ) والذي طالب فيه جميع الصحف الأوروبية بأعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم لتعبيرعن حرية الرأي,ولقد طالب عضو مجلس النواب الهولندي جريت فيلدرزعن حزب الحرية قبل أيام بحظر القرأن الكريم في هولندا وعزمه على عرض فيلم يُسيء للقرأن الكريم.
فالغرب الصليبي كما هو واضح لايفهم إلا لغة القوة ولا يحسب حساباً إلا للأقوياء, فلماذا الإساءات المتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين يعتبرونها حرية رأي ؟؟؟
وفي المقابل لا يجرؤأحد في الغرب أن ينتقد يهوديا مهما كانت صفته ومهما أساء لدولهم وتطاول عليهم ولا حتى التشكيك في ما يُسمى( بالهولكوست),
إنه التحالف الصليبي اليهودي ضد الاسلام والمسلمين وهذه هي حقيقة المعركة
}إن الذين كفروا يُنفقون أموالهُم ليصُدواعن سبيل الله فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفرواإلى جهنم يُحشرون )) الانفال: 36 {
الكاتب والباحث الإسلامي
محمد أسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.grenc.com/a/mtamimi/
تعليق