إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هنا لتضامن ونصرة نبينا الاكرم ...بعد اعادة الدينمارك لنشر الصور المسيئة لنبينا الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة لمقاطعة الدنمارك


    أنصر رسولك واعمل الخيـر لاخـراك

    علـك بـأذن اللهْ 0تنـال الشفاعـه

    واعلم بان الشرق والغـرب يشنـاك

    لازم تعـي وتكـون عنـدك قناعـه

    (الدينمر كيين) : صاروا مـن أعـداك

    ومن (كوبنهاجن) لا تـورِّد بضاعـه

    أجبان (بوك) وزبدة وسمن (لوربـاك)

    لاتشتريهـن لـو تعيـش ابمجاعـه

    ولا تجلـب ( الدانـو) بتاتـاً لأبنـاك

    حتى ولو عنـدك طِفْـل عالرضاعـه

    مانتـه بميِّـت قاطـع / الله يهـداك

    وحرِّض على التفعيل كـل الجماعـه

    بويات (سيبكـو) سيبهـا الله يرعـاك

    و(ديروب ) لاتدهن بهـا أي (قاعـه)

    ( سدافكـو ) قلـه ترانـا نسيـنـاك

    لنصرة رسـول الله سمعـاً وطاعـه

    و(سنتوب) ياسنتوب لوإحنا شربنـاك

    كناّ شربنـا علقـمْ أو سُـم ساعـه

    وأحذية (ecco)كأن وسطهـا أشـواك

    وGrundfox ايضاً طوينـا شراعـه

    واطفالنـا ياالعـاب (jovo) بتجفـاك

    خلاص بعـد اليـوم مافـي صياعـه

    و(zeta)و(k.dd) وماجت من ( هناك)

    من منتجـاتْ إمعـاد فيهـا طماعـه

    7و5 حطـهـم يـــمْ يـســراك

    الرقـم هـذا رمـز كـل الصناعـه

    أطلـب مـن التجار0هـذا وهــاذاك

    يتقبلـون الموقـف إبكـل شجاعـه

    الرزق باذن اللي : بقدرتـه الافـلاك

    تدور 0 له نرفـع كفـوف الضراعـه

    يالله عُوضهـم ومـن فيـض يمنـاك

    سهل لكـل تاجـر وزد فـي متاعـه

    ويارب من حارب رسولـك وعـاداك

    أسألك عجّـل ياصمـد فـي ضياعـه

    واجعله تايـه فاقـد الحـس والإدراك

    عِذّّبـه يالله قبـل يــوم إقتـلاعـه
    ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


    تعليق


    • إنا كفيناك المستهزئين
      أ.د/ ناصر بن سليمان العمر



      الحمد لله وكفى* ثم الصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى* ورسله الذين اجتبى* وبعد..
      فإن من سنة الله فيمن يؤذي رسوله* صلى الله عليه وسلم* أنه إن لم يجاز في الدنيا بيد المسلمين* فإن الله سبحانه ينتقم منه ويكفيه إياه* والحوادث التي تشير إلى هذا في السيرة النبوية وبعد عهد النبوة كثيرة* وقد قال الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) [الحجر:95].

      والقصة في سبب نزول الآية وإهلاك الله لهؤلاء المستهزئين واحدا واحدا معروفة قد ذكرها أهل السير والتفسير وهم على ما قيل نفر من رؤس قريش: منهم الوليد بن المغيرة* والعاص بن وائل* والأسودان ابن المطلب وابن عبد يغوث* والحارث بن قيس.
      وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر* وكلاهما لم يسلم* لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم* وأكرم رسوله* فثبت ملكه.


      قال ابن تيمية في الصارم: "فيقال: إن الملك باق في ذريته إلى اليوم"* ولا يزال الملك يتوارث في بعض بلادهم.


      وأما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم* واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم* فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق* فلم يبق للأكاسرة ملك* وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر: 3]* فكل من شنأه وأبغضه وعاداه* فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره* وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل* أو في عقبة بن أبي معيط* أو في كعب بن الأشرف* وجميعهم أخذوا أخذ عزيز مقتدر.

      ومن الكلام السائر* الذي صدقه التاريخ والواقع: "لحوم العلماء مسمومة"* فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟
      وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة" فكيف بمن عادى الأنبياء؟

      يا ناطح الجبل العـالي ليثلـمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

      إن من عقيدة أهل السنة أن من آذى الصحابة ولاسيما من تواتر فضله فإسلامه على شفا جرف هار* يجب ردعه وتأديبه* فكيف بمن آذى نبياً من الأنبياء* فكيف بمن آذى محمداً صلى الله عليه وسلم؟ (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) [الأحزاب:57].


      وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء* وقابلوهم بقبيح القول أو العمل* وهكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذلة وباءوا بغضب من الله ولم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق* مضموماً إلى كفرهم كما ذكر الله ذلك في كتابه* فقال عز شأنه: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [آل عمران:112]. فحري بمثل هذا المستهزء المستهتر أن يُتمثل له قول الأعشى:
      أَلَستَ مُنتَهِياً عَن نَحتِ أَثلَتِنا وَ لَستَ ضائِرَها ما أَطَّتِ الإِبِلُ
      كَناطِـحٍ صَخرَةً يَوماً لِيَفلِقَها فَلَم يَضِرها وَأَوهى قَرنَهُ الوَعِلُ


      ولعل وقيعة بعض الغربيين في النبي الكريم مشعر بتهالك حضارتهم وقرب زوالها* فإنهم ما تجرأوا ولا عدلوا إلى الانتقاص وأنواع الشتم إلاّ بعد أن فقدوا المنطق* وأعوزتهم الحجة لا تَقعُـدَنَّ وَقَد أَكَّلتَها حَطَباً تَعُوذُ مِـن شَرِّها يَوماً وَتَبتَهِلُ

      إن مجرد إخراج النبي رفع للأمان وإيذان بحلول العذاب* ولهذا قال الله تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) [الاسراء:76]* فإذا كان هذا جزاء الإخراج فكيف بالأذى والسخرية والاستهزاء؟ لعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن تصيبه قارعة* وقد قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه* قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا وكان يقول لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه* فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبحوا وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه* وهذا حديث صحيح ثابت عند البخاري وغيره.



      ثم قال الإمام ابن تيمية معلقاً: "وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذه عقوبة لما قاله* وأنه كان كاذباً* إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا* وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد إذا كان عامة المرتدين لا يصيبهم مثل هذا* وأن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه* ومظهر لدينه وكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد. ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية* لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه* حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلاّ يوماً أو يومين أو نحو ذلك ثم يُفتح المكان عنوة* ويكون فيهم ملحمة عظيمة. قالوا حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه* مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات؛ أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك* ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين".


      وقال في موضع آخر: وبلغنا مثل ذلك في وقائع متعددة.

      وقد قال أصدق القائلين سبحانه مبينا تكفله بكفاية شر هؤلاء: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 136-137]. فما أوسع البون بين أهل الإسلام الأتقياء الأنقياء الذين يؤمنون بجميع الرسل ويعظمونهم ويوقرونهم* وبين غيرهم الذين ناصبوا رسلهم العداء قديماً وحديثاً* وورثوه كابراً عن كابر.

      ولاشك أن ساسة الدول الذين يغضون الطرف عن سفهائهم الواقعين في أعراض الأنبياء ليسوا عن الذم بمعزل* فإن الله سبحانه تأذن بإهلاك المدن والقرى الظالمة* ولعل من أظلم الظلم الاعتداء على الأنبياء وتنقصهم* فإن ذلك يخالف التشريعات السماوية* كما أنه مخالف للنظم والقوانيين الوضعية الكافرة الأرضية. والدول الغربية إذا لم تقم العدل لم تبق من مقومات بقائها كثير أعمدة.



      ولعل وقيعة بعض الغربيين في النبي الكريم مشعر بتهالك حضارتهم وقرب زوالها* فإنهم ما تجرأوا ولا عدلوا إلى الانتقاص وأنواع الشتم إلاّ بعد أن فقدوا المنطق* وأعوزتهم الحجة* بل ظهرت عليهم حجة أهل الإسلام البالغة* وبراهين دينه الساطعة* فلم يجدوا ما يجاروها به غير الخروج إلى حد السب والشتم* تعبيراً عن حنقهم وما قام في نفوسهم تجاه المسلمين من المقت* وغفلوا أن هذا يعبر أيضاً عما قام في نفوسهم من عجز عن إظهار الحجة والبرهان* والرد بمنطق وعلم وإنصاف. فلما انهارت حضارتهم المعنوية أمام حضارة الإسلام عدلوا إلى السخرية والتنقص والشتم.وإنك لتعجب من دول يعتذر حكماؤها لسفهائها بحجة إتاحة الحريات* مع أن شأنهم مع من عادى السامية أو تنقصها يختلف! وحسبك أن تقرير الحريات الأمريكي الأخير أشاد بحادثة تحقيق وإدانة في الدنمارك لمعادات السامية* وببعض جهود الدولة في ذلك* ولامها في بعض التقصير –وفق رؤيتهم- وفي معرض ذلك عرض بالمسلمين* فضلاً عن تغافله عن حوادث السخرية بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم المتكررة هناك.



      ومن هنا يتبين أن مسألة الديمقراطية وقضية الحريات وقوانين الأمم المتحدة التي تزعم احترامها وحمايتها وبالأخص الدينية منها* أمور ذات معاير مختلفة عند القوم* والمعتبر عندهم فيها ما وافق اعتقادهم ودينهم وثقافتهم.


      وإذا تقرر هذا فليعلم أن من واجب المسلمين أن يذبوا عن عرض رسول الله بما أطاقوا قولاً وعملاً* وأن يسعوا في محاسبة الظالم وفي إنزال العقوبة التي يستحقها به* كما قال الله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح:9]* وقال: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)[التوبة:40]* ومن المفارقات الظاهرة التي وقع فيها بعض المسلمين* تقصيرهم في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم* مع أنك ترى الموالد الحاشدة المكتظة بدعوى المحبة* فهل ياترى عبرت تلك الحشود التي ربما رمت غيرها بعدم محبته صلى الله عليه وسلم عن حبها بذبها عن رسولها صلى الله عليه وسلم؟ وهل أنصف النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يحاولون تصوير مسألة تنقصه –مجاملة للغرب- على أنها مسألة لاتنبغي لأنها من قبيل الحديث في الأموات؟ هل هذا علاج صحيح للقضية؟ وهل هذا هو حجمها عند المسلمين؟ أرأيتم لو استهزأ بحاكم أو ملك أو رئيس* أوَ تبقي بعدها تلك الدولة المستهزؤ بحاكمها علاقة مع الدولة التي يُستهزؤ فيها تحت سمع وبصر الساسة باسم الحريات؟ أويقبل مسلم أن تقطع دولة إسلامية علاقتها مع دولة غربية لأسباب يسيرة وقضايا هامشية ثم لا تحرك ساكنا تجاه السخرية بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم؟



      لقد كان الذب عنه صلى الله عليه وسلم* ومجازاة المعتدي وردعه من هدي الصحابة والسلف الكرام* بالعمل والقول وربما بهما جميعاً* وكم جاد إنسان منهم بنفسه في سبيل ذلك* إلاّ أنه لايتوجب على المسلم أن يُعَرِّض نفسه للهلكة في سبيل ذلك* بل له في السكوت رخصة إذا لم تكن له بالإنكار طاقة* وفي خبر عمار –رضي الله عنه- في الإكراه ونزول قول الله تعالى: (إلاّ من أكره) الآية ما يشهد لهذا* وكذلك حديث جابر في قتل محمدُ بن مسلمة كعبَ بن الأشرف* فهو يشهد لهذا المعنى* وغيره مما هو معروف عند أهل العلم.

      ومن كان هذا شأنه فلا يقتله الأسى وليعلم أن الله منتقم لنبيه* وأن المجرم إذا تداركته فلتة من فلتات الدهر في الدنيا فلم تمض فيه سنة الله في أمثاله* فإن وراءه:
      يوم عبوس قمطرير شـره في الخلق منتشر عظيم الشان
      وحسبه من خزي الدنيا أن يهلك وألسنة المليار ومن ينسلون تلعنه إلى يوم الدين* فإن المسلمين قد ينسون أموراً كثيرة ويتجاهلون مثلها* ولكنهم لاينسون ولا يغفرون لمن أساء إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم وإن تعلق بأستار الكعبة* وخاصة بعد موته صلى الله عليه وسلم وتاريخهم على هذا شاهد.



      هذا والله أسأل أن يعجل بالانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم* وأن يعز الإسلام وأهله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير* وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
      ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


      تعليق


      • معجزة الرسول التي اثبتها الأمريكان


        معجزة الرسول التي أثبتها الأمريكان, بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار وإليكم القصة التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ...

        " إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين * ووعدوه بالإيمان إن فعل * وكانت ليلة بدر * فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ...
        فانشق القمر نصف على جبل الصفا * ونصف على جبل قيقعان المقابل له * حتى رأوا حراء بينهما *فقالوا : سحرنا محمد * ثم قالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!!
        فقال أبو جهل:اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح * وإلا فقد سحر محمد أعيننا * فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر فقال أبو جهل والمشركون :هذا سحر مستمر أي دائم
        فأنزل الله : ( اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغني النذر* فتول عنهم..) "
        انتهت القصه التي كانت في عهدالرسول صلى الله عليه وسلم .
        في أحد ندوات الدكتور زغلول النجار بإحدى جامعات بريطانيا قال أن معجزة انشقاق القمر على يد الرسول تم إثباتها حديثا ثم حكى قصة أثبتت ذلك ...
        قال أحد الاخوة الإنجليز المهتمين بالإسلام اسمه داود موسى بيتكوك وهو الآن رئيس الحزب الإسلامي البريطاني وينوى أن يخوض الانتخابات القادمة باسم الإسلام الذي ينتشر في الغرب بمعدلات كبيرة أنه أثناء بحثه عن ديانة أهداه صديق ترجمة لمعاني القرآن بالإنجليزية فتحها فإذا بسورة القمر فقرأ (اقتربت الساعة وانشق القمر) فقال هل ينشق القمر؟ .. ثم انصد عن قراءة باقي المصحف ولم يفتحه ثانية .
        وفي يوم وهو جالس أمام التلفاز البريطاني ليشاهد برنامجا على ال بى بى سى يحاور فيه المذيع ثلاثة من العلماء الأمريكان وكان يعتب عليهم أن أمريكا تنفق الملايين بل المليارات في مشاريع غزو الفضاء في الوقت الذي يتضور فيه الملايين من الفقر فظل العلماء يبررون ذلك أنه أفاد كثيرا في جميع المجالات الزراعية والصناعية...الخ
        ثم جاء ذكر أحد أكبر الرحلات تكلفة فقد كانت على سطح القمر وكلفت حوالي 100 مليار دولار فسألهم المذيع الكي تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا المبلغ؟؟ رد العلماء أنهم كانوا يدرسون التركيب الداخلي لهذا التابع لكي يروا مدى تشابهه مع الأرض ثم قال أحدهم : فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه إلى جوفه إلى سطحه فأعطينا هذه المعلومات إلى الجيولوجيين فتعجبوا وقرروا أنه لا يمكن أن يحدث ذلك إلا أن يكون القمر قد انشق في يوم من الأيام ثم التحم وأن تكون هذه الصخور المتحولة ناتجة من
        الاصطدام لحظة الالتحام .
        ثم يستطرد داود موسى بيتكوك : قفزت من على المقعد وهتفت معجزة
        حدثت لمحمد عليه الصلاة والسلام من أكثر من 1400 سنة في قلب البادية يسخر الله الأمريكان لكي ينفقوا عليها مليارات الدولارات حتى يثبتوها للمسلمين أكيد أن هذا الدين حق ...
        وكانت سورة القمر سببا لإسلامه بعد أن كانت سببا في أعراضه عن الإسلام
        "اللهم صلي وبارك على سيدنا محمد"
        والله اعلم
        ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


        تعليق


        • ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


          تعليق


          • ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


            تعليق


            • الدُّنيا بلا مُحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-

              لا أكادُ أتصور الدنيا بلا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- .. كيف كانت ستكون .. وكيف يكونُ الناسُ* وتكون أخلاقُهم؟!
              ربما كانت البنات لا يزلن يُوأدن من قبل آبائهن .. والنساء تُورَث كأي متاع من قبل أبنائهنّ!
              ربما كان أمَام كل بيت من بيوتنا صنمٌ أو هُبلٌ يُعبد من دون الله ..!
              لا يعرف جارٌ لجاره حرمة ولا ذمة ولا عهداً ..!
              تسود الحياةَ قيمُ الظلم والاستعباد .. والفساد .. والفجور .. والمجون .. والجهل .. والسطو والنهب!
              القوي هو القانون الذي لا يُسأل عما يفعل .. والضعيف هو المتهم الذي لا حق له في الحياة أو الوجود!
              حياة تندرس فيها قيم الأخلاق والخير .. ومعاني الحب والرحمة .. فالأنانية والشهوات تحكم الجميع .. وتوجه الجميع .. إن هم كالأنعام بل هم أضل!
              كثير مما ذكرنا نشاهده في واقعنا المعايش .. وذلك عندما غفل كثير من الناس عن تعاليم وهدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .. وضلوا عنه إلى ما سواه .. فكيف يكون الحال لو لم يبعث اللهُ محمداً .. ولم يكن في الوجود محمد -صلى الله عليه وسلم- .. كيف كنا سنكون .. وكيف كانت الحيات ستكون؟!
              لا أقدر أن تصور حجم الظلم والظلام والعذاب الذي كان سيسود ويعم هذه الحياة الدنيا وساكنيها .. وحجم الضياع الذي كنا سنعيشه .. من دون محمد -صلى الله عليه وسلم- .. لذا كان وجوده ومبعثه -صلى الله عليه وسلم- رحمة وخيراً للأرض والبشرية كلها* كما قال تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء:107.
              هذا النبي العظيم صلوات ربي وسلامه عليه .. لو ظللنا الدهر كله عاكفين نصلي عليه .. لما كافأناه جزءاً يسيراًً من حقه علينا .. جزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين* والبشرية جمعاء خير الجزاء .. وصلى الله عليه صلاةً طيبةً مباركة عددَ خلقه* ورضى نفسه* وزِنَة عرشِه* ومِدادَ كلماته.
              ثم الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه عدد خلقه* ورضى نفسه* وزِنَة عرشِه* ومدادَ كلماته* أن بعث فينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- .. ومَنَّ علينا بمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- .. وجعلنا من أتباعِ محمد -صلى الله عليه وسلم-.


              بقلم الشيخ أبو بصير الطرطوسي


              http://www.altartosi.com/index.html
              ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


              تعليق


              • أقوال بعض المستشرقين الذين أعجبوا بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم
                بين يديك جلة من أقوال بعض المستشرقين الذين أعجبوا بشخصية الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم)* ومع كونهم لم يرتدوا عباءة الإسلام فإنهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم* وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته قد فاضت بكم من الرقي الشخصي والأخلاقي والحضاري إلى أبعد حد مما جعلهم معجبون به إلى حد جعلهم يسطرون فيه الكتب ويذكرون شخصه في كل وقت. وهذا جزء من كل ما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجليلة

                1- مهاتما غاندي (مهاتما غاندي في حديث لجريدة "ينج إنديا" وتكلم فيه عن صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )

                غاندي "أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته* بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود* وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه* وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق* وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".

                2- راما كريشنا راو (البروفسور رما كريشنا راو في كتابه "محمد النبي". )

                "لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبي* ومحمد المحارب* ومحمد رجل الأعمال* ومحمد رجل السياسة* ومحمد الخطيب* ومحمد المصلح* ومحمد ملاذ اليتامى* وحامي العبيد* ومحمد محرر النساء* ومحمد القاضي* كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا".

                3- ساروجنى ندو شاعرة الهند

                "يعتبر الإسلام أول الأديان مناديًا ومطبقًا للديمقراطية* وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد عندما ينادى للصلاة* ويسجد القروي والملك جنب لجنب اعترافًا بأن الله أكبر.. ما أدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم والتي جعلت من كل رجل بشكل تلقائي أخًا للآخر".

                4- المفكر الفرنسي لامارتين (لامارتين من كتاب "تاريخ تركيا"* باريس* 1854* الجزء الثاني* صفحة 276-277. )

                لا مارتين "إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة* فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم.

                لكن هذا الرجل (محمدا (صلى الله عليه وسلم)) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط* وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط* بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.

                لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح النبي (صلى الله عليه وسلم) موجها بالكلية إلى هدف واحد* فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته (صلى الله عليه وسلم) وانتصاره حتى بعد موته* كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله* والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث.

                فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)* بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف* أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).

                هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الفيلسوف* الخطيب* النبي* المشرع* المحارب* قاهر الأهواء* مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة* بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض* وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم).

                بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية* أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟

                5- مونتجومري (مونتجومرى وات* من كتاب "محمد في مكة"* 1953* صفحة 52. )

                إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته* والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم* إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة* كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد.

                6- بوسورث سميث ( بوسورث سميث* من كتاب "محمد والمحمدية"* لندن 1874* صفحة 92. )

                لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين* كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد* لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.

                7- جيبون أوكلي(إدوارد جيبون وسيمون أوكلي* من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق"* لندن 1870* صفحة 54. )

                جيبون وكلي ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن* رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.

                لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر* كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.

                8- الدكتور زويمر (الدكتور زويمر الكندي مستشرق كندي ولد 1813 ـ 1900 قال في كتابه (الشرق وعاداته). )

                إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين* ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً* ومفكراً عظيماً* ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات* وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

                9- سانت هيلر (العلامة برتلي سانت هيلر الألماني مستشرق ألماني ولد في درسدن 1793 ـ 1884 قال في كتابه (الشرقيون وعقائدهم))

                كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته* وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها* فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه* وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة.

                10- إدوار مونته (الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي مستشرق فرنسي ولد في بلدته لوكادا 1817 ـ 1894 قال في آخر كتابه (العرب). )

                عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم* ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق* وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره* وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل* وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.

                11- برناردشو ( برناردشو الإنكليزي ولد في مدينة كانيا 1817 ـ 1902 له مؤلف أسماه (محمد)* وقد أحرقته السلطة البريطانية. )

                برناردشو إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد* هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات* خالداً خلود الأبد* وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة* وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

                إنّ رجال الدين في القرون الوسطى* ونتيجةً للجهل أو التعصّب* قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً* لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية* لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل* فوجدته أعجوبةً خارقةً* وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية* بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية* وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم* لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

                12- السير موير ( السير موير الإنكليزي في كتابه (تاريخ محمد). )

                إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه* ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف* ولا يعرفه من جهله* وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد* ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.

                13- سنرستن الآسوجي (العلامة سنرستن الآسوجي: مستشرق آسوجي ولد عام 1866* أستاذ اللغات الساميّة* ساهم في دائرة المعارف* جمع المخطوطات الشرقية* محرر مجلة (العالم الشرقي) له عدة مؤلفات منها: (القرآن الإنجيل المحمدي) ومنها: (تاريخ حياة محمد). )

                إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا* فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية* مصراً على مبدئه* وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين* فأصبحت شريعته أكمل الشرائع* وهو فوق عظماء التاريخ.

                14- المستر سنكس ( المستر سنكس الأمريكي: مستشرق أميركي ولد في بلدته بالاي عام 1831* توفي 1883 في كتابه: (ديانة العرب).)

                ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة* وكانت وظيفته ترقية عقول البشر* بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة* وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد* وبحياة بعد هذه الحياة.

                إلى أن قال: إن الفكرة الدينية الإسلامية* أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم* وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ـ بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ـ إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.

                15- آن بيزيت ( آن بيزينت: حياة وتعاليم محمد دار مادرس للنشر 1932. )

                من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس* إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل* أحد رسل الله العظماء* ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم.

                هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة 26 عاماً ثم عندما بلغ الخمسين من عمره - السن التي تخبو فيها شهوات الجسد - تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.

                فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سبباً إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية.

                16- مايكل هارت (مايكل هارت: في كتابه مائة رجل من التاريخ. )

                إن اختياري محمداً* ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ* قد يدهش القراء* ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.

                فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة* ولكنهم ماتوا دون إتمامها* كالمسيح في المسيحية* أو شاركهم فيها غيرهم* أو سبقهم إليهم سواهم* كموسى في اليهودية* ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية* وتحددت أحكامها* وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة* فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً* وحّد القبائل في شعـب* والشعوب في أمة* ووضع لها كل أسس حياتها* ورسم أمور دنياها* ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته* فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية* وأتمها.

                17- تولستوي (ليف تولستوي «1828 ـ 1910» الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية. )

                يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة* وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم* وأنّ شريعةَ محمدٍ* ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

                18- شبرك النمساوي (الدكتور شبرك النمساوي)

                إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها* إذ إنّه رغم أُمّيته* استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع* سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون* إذا توصلنا إلى قمّته.

                (جمعه : ممدوح أبو العلا)

                19- القرآن هو الكتاب الذي يقال عنه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) (توماس كارليل)


                20- كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي. (غوتة )


                21- لم يعتر القرآن أي تبديل أو تحريف * وعندما تستمع إلى آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب * وبعد أن تتوغل في دراسة روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظم هذا الكتاب العلوي وتقدسه. (أرنست رينان)


                22- سوف تسود شريعة القرآن العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة. (ليوتولستوي)

                23- لقد فهمت ... لقد أدركت ... ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق * وتزهق الباطل. (ليوتولستوي)

                24- لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملا دون تحوير سوى القرآن الذي نقله محمد. (الأمريكي مايكل هارت)


                25- القرآن كتاب الكتب * وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم. (غوتة )


                26- سمع العالم الفلكي (جيمس جينز) العالم المسلم (عناية الله المشرقي) يتلو الآية الكريمة (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فصرخ قائلا: مدهش وغريب! إنه الأمر الذي كشفت عنه بعد دراسة استمرت خمسين سنة! * من أنبأ محمدا به؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة؟! لو كان الأمر كذلك فأنا أشهد أن القرآن كتاب موحى به من عند الله. (جيمس جينز )


                27- لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله (والله يعصمك من الناس) صرف النبي حراسه * والمرء لا يكذب على نفسه * فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء لأبقى محمد على حراسته! (العلامة بارتلمي هيلر )


                28- لا شك في أن القرآن من الله * ولا شك في ثبوت رسالة محمد. (الدكتور إيرنبرج أستاذ في جامعة أوسلو )


                29- لا أجد صعوبة في قبول أن القرآن كلام الله * فإن أوصاف الجنين في القرآن لا يمكن بناؤها على المعرفة العلمية للقرن السابع * الاستنتاج الوحيد المعقول هو أن هذه الأوصاف قد أوحيت إلى محمد من الله. (البروفيسور يوشيودي كوزان - مدير مرصد طوكيو )


                30- أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية * وأدركت ما فيها من عظمة وخلود. (الشاعر الفرنس لامارتين )


                31- أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد * وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ * لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق. (لامارتين)


                32- محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة * ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدا هو المرشد القائد إلى طريق النجاة. (عالم اللاهوت السويسري د.هانز كونج)


                33- بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان * فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم.(شاعر الألمان غوته)


                34- يخاطب الشاعر غوته أستاذه الروحي الشاعر الكبير حافظ شيرازي فيقول: (يا حافظ إن أغانيك لتبعث السكون ... إنني مهاجر إليك بأجناس البشرية المحطمة * بهم جميعا أرجوك أن تأخذنا في طريق الهجرة إلى المهاجر الأعظم محمد بن عبد الله). (غوته)


                35- إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية * وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد * وسوف لا يتقدم عليه أحد. (غوته)


                36-لما بلغ غوته السبعين من عمره * أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أنزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. (غوته )


                37- أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه * وليكون هو أيضا آخر الأنبياء. (ليوتولستوي)


                38- إنما محمد شهاب قد أضاء العالم * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (توماس كارليل)


                39- قرأت حياة رسول الإسلام جيدا مرات ومرات * فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون * وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم.

                40- لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا * فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح * بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية * وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد * وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها * فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي. (جورج برنادشو )

                41-جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض. (كارل ماركس)


                42- هذا النبي افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة * حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة * وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير. (كارل ماركس )


                43- إن محمدا أعظم عظماء العالم * والدين الذي جاء به أكمل الأديان
                ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                تعليق


                • رسالة رائعة جداً * " دمعة على حب النبي - صلى الله عليه وسلم "

                  رسالة رائعة جداً * " دمعة على حب النبي - صلى الله عليه وسلم "
                  الرسالة الأولى

                  دمعة على حب النبي – صلى الله عليه وسلم –
                  نظرات متأملة للواقع في حب النبي – صلى اله عليه و سلم –





                  عبد الله بن صالح الخضيري






                  قلب عينيك في الملكوت ترَ الجمال بديعاً * وافتح قلبك لأسرار هذا الجمال ترَ الحياة ربيعاً * وخُض في معترك الحياة تكن لك الحياة جميعاً * واجمع لي قلبك أجمعْ لك عقلي * وامنحني يدك فإني لأرجو أن أمنح لك حياةً هادئة سعيدة بإذن الله * وافتح صدرك أملأة دفئاً ومحبةً وصدقاً * كن معي لأكون لك كما تحب .

                  وأعطني دمعةً تحيي بها قلبك * وتسلّي بها نفسك * فدموعنا مداد للفكر * وعبراتنا ثباتٌ على المبدأ * وبكاؤنا دوام على النهج والمنهج * قلوبنا أهديناها بالحب إلى غير محب ففقدنا أعزَّ ما نملك * وإذا بنا نتحسس أماكنها وقد تَوهَّمنا وجودها * إننا بحاجة إلى أن نحب ولكن لا نغلو * ونهوى ولكن لا نفرط * ونعشق ولكن بتعفف .

                  إن القلب هو الكنز الذي لا يقرؤه إلا من يملكه * وإن راحة الضمير أنوارٌ تتلألأ في الغَلَس * وينابيع متفجرة في الصحارى * وكنوز داخل البيوت المهجورة * كم من الوقت ضاع لأجل الحب وفي دوّامته ؟ وكم من العقول ذهبت لأجل الحب في دائرته ؟ ونغرق يومنا في أبجديات الحب !!! فمحب يعيش بين الذكرى والنسيان * ومحب يتيه بين الوصل والحرمان * حبٌّ يُسعد في الاسم * ويُشقي في الرسم * جمالٌ في الصورة * وغموضٌ في الحقيقة .

                  الحب تاجٌ لكنه من حديد * وكنزٌ لكنه من تراب * ومعدنٌ لكنه من سراب * وأي حبٍ يُدَّعى فإنه ناقصٌ إذ العلاقات بين الآدميين بنيت على المصالح – في الغالب – وإن تنوعت صور الجمال أو تجمَّلت الصور . وإن لكل فؤادٍ نزعةَ حبٍّ عذريةً تفيضُ بعذبِ الهوى ونميره * ولو اطَّلع الناس على قلوب القساة لوجدوا فيها أنهاراً متدفقة من الحب والرحمة * ولكنها تصب في أرض قيعان .

                  وإني أحمل راية بيضاء لبيض القلوب أن تتوجه بالحب إلى أصدق الحب وأبقاه * وأبقى البر وأوفاه إلى ...





                  أشـواقـنـا نحو الحجاز تـطـلـعـت
                  كـحـنـيـن مـغـتـرب إلـى الأوطانِ
                  إن الطيور وإن قصصت جناحها
                  تـسـمـو بـهـمـَّـتـهـا إلـى الطيـرانِ





                  لن أقول : " كانت الحياة قبل البعثة ظلاماً " ؛ إذ لا يجهل ذلك أحد * ولن أقول : " كان الظلم * ولم يكن غيره " ؛ إذ لا أحد يشكُّ في ذلك * ولن أقول : " كان الحق للقوة " * و " كانت الحياة للرجل لا للمرأة " ؛ إذ الناس أجمعوا على ذلك * ولكني أقول : مع البعثة أرتوى الناس بعد الظمأ :





                  لما أطل محمدٌ زكت الرُّبى
                  واخضرَّ في البستان كل هشيم





                  وكان من المبشرات بميلاد الحياة ما صادف المولد النبوي من إهلاك أصحاب الفيل ؛ فإنه بشرى بإهلاك الطاغوت والطغاة * وولادةٌ لفجر العدالة والحياة * كما أن في إهلاكهم اجتماعاً لكلمة قريش وتوحدها * ولذا أنزل الله – تعالى – بعد سورة الفيل سورة قريش * بياناً لسبب من أسباب إهلاك أصحاب الفيل وهو أنه لتأتلف قريش * ومن بعد ذلك كلِّه ذكَّر قريشاً بنعمتين عظيمتين * أُولاهما : أن أطعمهم من جوع * وتمثَّل ذلك في رحلة الشتاء ورحلة الصيف * وثانيهما : أن آمنهم من خوف * وهنا كلمة " خوف " جاءت نكرة دالة على العموم * فيدخل في ذلك كلُّ خوفٍ ألمَّ بهم فأمنوا منه * كما في قصة أصحاب الفيل وأبرهة الأشرم * أو خوفٍ يحدث لهم بعد ذلك ظاهراً كبعثة محمد – صلى الله عليه وسلم - * وإنما هو رحمةٌ وأمنٌ وأمان لهم ظاهراً وباطناً * حينما يظهره الله – تعالى – كما أهلك الله أصحاب الفيل لكي تتعلق القلوب بربِّ البيت الذي أهلك البغاة * وكيف يكون شكرهم له .





                  وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عال من الأُطمِ





                  ومما كان ممهِّداً ومقدِّماً لدعوة الإيمان التي حملها محمد – صلى الله عليه وسلم - : اجتماع النفوس على نصر المظلوم * وردِّ الفضول على أهلها * وبه سمي الحلف * وفيه انتصار للعدالة * وإنْ كان ذلك على نطاق ضيق لكن : " لا شك أن العدل قيمةٌ مطلقةٌ وليست نسبيةً * وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين ؛ فالقيم الإيجابية تستحق الإشادة بها حتى ولو صدرت من أهل الجاهلية " [1] .

                  وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك الحلف :

                  " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام * فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه " [2] *

                  وسمَّاه : المطيبين ؛ لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول * وإنما كان حلف المطيبين قبل ميلاد محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاة جده قصي [3] .





                  ومن ذلك ما روى البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " كان يوم بُعاث يوماً قَدَّمه الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم - * فَقَدِم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد افترق مَلَؤُهم * وقُتلت سرواتهم * وجُرِّحوا * فقدَّمه الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم – في دخولهم الإسلام " [4]

                  .



                  هذا على العموم وفي الظاهر . أما ماكان ممهداً له – صلى الله عليه وسلم – في ذاته فإن الخلوة والتعبد من أهم سمات العظماء [5] * فإنه بعد ذلك ممتلئٌ بما فرّغ نفسه له ؛ فقد عائشة – رضي الله عنها - : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتحنث في غار حراء الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله * ويتزود لذلك * ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها * حتى فجئه الحق وهو في غار حراء " [6] .
                  ومما كان مطمئناً له – صلى الله عليه وسلم – قبل نزول الوحي الرؤيا الصادقة ؛ فكان لا يرى رؤياً إلى جاءت مثل فلق الصبح [7] .
                  ومع بشريته – صلى الله عليه وسلم – وإعلانه بإعلان القرآن لذلك * إلا أنه ذكر من المعجزات والآيات ما كان آية على علو منزلته * ورفيع قدره ؛ فقد حدَّث – صلى الله عليه وسلم - : أن حجراً كان يُسلم عليه قبل النبوة [8] . فللَّه ما أعظم هذا القائد * وما أصدقه ! فما عرفت مكة أميناً كأمانته – صلى الله عليه وسلم - * فلما أظهره الله بالحق الذي معه لم يكن عندهم ظاهراً كذلك :





                  لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قولٍ بمتَّهمِ





                  ولعلي أقف عند هذا الحد وأدخل فيما أردت من موضوع الحب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن الحب أسمى العلاقات * ولعله أرقها * وإنما يبعث على كتابة مثل هذا الموضوع قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - : " أنت مع من أحببت " [9] * وأي سعادة تقارب تلك السعادة في الحب ؟ وأي نجاح في النهاية يوازي ذلك الحب ؟ يقول ابن تيمية – رحمه الله - : " وإنما ينفع العبدَ الحبُّ لله لما يحبه الله من خلقه كالأنبياء والصالحين ؛ لكون حبهم يقرب إلى الله ومحبته * وهؤلاء هم الذين يستحقون محبة الله لهم " [10] .
                  وإذا تعلق قلب العبد بالله أحب كل ما يقرب إلى الله ويزيده * ويبقى أنه أشد حباً لله * فلا حب يوازي ذلك الحب * وإنما يحب بحب الله وله . قال ابن تيمية : " فإنك إذا أحببت الشخص لله كان الله هو المحبوب لذاته * فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته * فازداد حبك لله * كما إذا ذكرت النبي – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء قبله * والمرسلين وأصحابهم الصالحين * وتصورتهم في قلبك ؛ فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم * وبهم إذا كنت تحبهم لله ؛ فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله * والمحب لله إذا أحب شخصاً لله فإن الله هو محبوبه ؛ فهو يحب أن يجذبه إلى الله تعالى * وكل من المحب لله والمحبوب لله يجذب إلى الله "[11] .
                  وإن مما دعاني إلى كتابة هذه الأحرف ما أراه من تخلي القريب الأدنى عن سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وسنته * وتحليهم بما يؤسف له من رموز الفكر والأدب في جميع أحاديثهم * وإن هذا نكس ونقص في الفطرة والتعليم * وإلا فقد قال – تعالى - : " أَتَستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " [ البقرة : 61 ] .
                  وما أراه من هجوم البعيد على سنة الكريم – صلى الله عليه وسلم – وسيرته * مما تبثه وسائل الإعلام المختلفة تصريحاً وتلميحاً * ظاهراً وباطناً * والله المستعان .
                  " وإنه لنافع للمسلم أن يقدر محمداً بالشواهد والبينات التي يراها غير المسلم * فلا يسعه إلا أن يقدرها ويجري على مجراه فيها ؛ لأن مسلماً يقد محمداً على هذا النحو يحب محمداً مرتين : مرة بحكم دينه الذي لا يشاركه فيه غيره * ومرة بحكم الشمائل الإنسانية التي يشترك فيها جميع الناس " [12] .
                  وحسبي أن أنا خضت في هذا الموضوع أن أنال محبة القوم وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق * ومن السوار ما أحاط بالمعصم :





                  أسيرُ خـلف ركاب النُجْبِ ذا عرج
                  مؤمـــلاً كشف ما لاقيت من عوج
                  فـــإن لحقتُ بهم من بعد مـا سبقوا
                  فكم لربِّ الورى في ذاك من فرج
                  وإن بقيت بظهر الأرض منقطعــاً
                  فما على عرج في ذاك من حرج





                  واسمح لي أن انتقل وإياك إلى جيل تعيش معهم الأمن والسكينة بعد أن ذقت من الدنيا خوفاً وهلعاً * ودعني أستل من قلبك خيطاً أبيض نلتمس به الصلة بيننا وبينهم * وأعرني دمعة تخفف بها الهوة بيننا وبين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتوقيره .
                  قال صاحب الشفا بتعريف حقوق المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( ذكر عن مالك أنه سئل عن أيوب السختياني ؟ فقال : " ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه " [13] . وقال عنه مالك : " وحجّ حجتين * فكنت أرمقه * ولا أسمع منه * غير أنه كان إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى أرحمه * فلما رأيت منه ما رأيت * وإجلاله للنبي – صلى الله عليه وسلم – كتبت عنه " [14] .
                  وقال مصعب بن عبد الله : " كان مالك إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم – يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه * فقيل له يوماً في ذلك * فقال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون " * وذكر مالك عن محمد بن المنكدر – وكان سيد القراء - : " لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه "[15] * ولقد كنت أرى جعفر ابن محمد – وكان كثير الدعابة والتبسم – فإذا ذُكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم اصفرَّ لونه * وما رأيته يحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا على طهارة * ولقد اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال : إما مصلياً * وإما صامتاً * وإما يقرأ القرآن * ولا يتكلم فيما لا يعنيه * وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله . وكان الحسن – رحمه الله – إذا ذكر حديث حنين الجذع وبكائه [16] يقول : " يا معشر المسلمين * الخشبة تحن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شوقاً إلى لقائه ؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " [17] .
                  وكان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – فينظر إلى لونه كأنه نزف من الدم * وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - * ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع :





                  نزف البكاء دموع عينك فاستعر عـيـنـاً لغيرك دمعها مدرارُ





                  ولقد رأيت الزهري – وكان لَمِنْ أهنأ الناس وأقربهم – فإذا ذكر عنده النبي – صلى الله عليه وسلم – فكأنه ما عرفك ولا عرفته .
                  ولقد كنت آتي صفوان بن سليم * وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه ) [18] .
                  وقال عمرو بن ميمون : " اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما سمعته يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - * إلا أنه حدّث يوماً فجرى على لسانه : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - * ثم علاه كربٌ * حتى رأيت العرق يتحدّر عن جبهته * ثم قال : هكذا إن شاء الله * أو فوق ذا * أو ما دون ذا * ثم انتفخت أوداجه * وتربَّد وجهه وتغرغرت عيناه " [19] .
                  وبلغ معاوية أن كابس بن ربيعة يشبه برسول الله – صلى الله عليه وسلم - * فلما دخل عليه من باب الدار قام عن سريره وتلقّاه وقبّل بين عينيه * وأقطعه المِرغاب * لشبهه صورة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [20] .
                  وإني سائل بعد تلك الصور المتحدثة : أين نحن من سيرتهم ؟ وأين حالنا من حالهم ؟ وما أثر الحب عندنا ؟ وما أثره عندهم ؟ بل وما صدق ما ندَّعي ؟ وما صدق ما يدَّعوه ؟ وأين حقيقة ما ندَّعي ؟ وما دلائل المحبة عندهم ؟
                  لقد قام في قلوبه ما قصرت هممنا عن أن تقوم بأقله * وأحيوا في شعورهم ما ماتت مشاعرنا دونه * وتعلقت أبصارهم فيما وراء الطرف * في حين لم تتجاوز أبصارنا أطرافنا * ألا رجل لم تقعد به همته ولم يتأخر به عمله ؟ ألا صادق يترجم المحبة قولاً وعملاً وغيرة ؟! ألا فارس لا يرجع إلا بإحدى الحسنيين ؟!
                  أيها المُحبُّون : لقد تباعد بنا الزمن * واستنسرت الفتن * واشتغل الأكثرون بالحطام من المهن * غاب عنا الحب وإن ادعيناه * ونسينا الواجبات فكانت من أحاديث الذكريات * نتحدث عن السنة النبوية والهدي النبوي لكن لا ترى جاداً في الاتباع * ولا صادقاً في الكلام – إلا قليلاً - :





                  وكلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى وليلى لا تُـقـر لـه بـذاكـا



                  مظاهر الجفاء مع النبي – صلى الله عليه وسلم - :

                  ولمزيد من التوضيح فلنعرض أنفسنا على السنة المطهرة * على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم * ولنعرض بعض المظاهر التي أحسبُ أنها كافية في إيضاح الجفاء الذي اتصف به بعضنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسنته * لعل الله أن يزيد المهتدي هدى * وأن يبدل الجافي إلفاً * والبعيد قرباً * والغالي قصداً .



                  1- البعد عن السنَّة باطناً وظاهراً :


                  يأتي في أول تلك المظاهر البعد عن السنَّة ظاهراً ؛ وذلك بترك العمل بالسنن الظاهرة الواجب منها والمندوب * وعلى سبيل المثال سنن الاعتقاد ومجانبة البدعة وأهلها بل وهجرهم * أو السنن المؤكدة مثل : سنن الأكل * واللباس * أو الرواتب * أو الوتر * أو ركعتي الضحى * وسنن المناسك في الحج والعمرة * والسنن المتعلقة بالصوم في الزمان والمكان * فصارت السنَّة عند بعض الناس كالفضلة – والله المستعان - .
                  ولعمر الله لا يستقيم قلب العبد حقيقة حتى يعظِّم السنَّة ويحتاط لها * ويعمل بها . هذا وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " كما في الصحيحين [21]* وكان كلامه هذا – صلى الله عليه وسلم – في أمر الزواج وأكل اللحم ونحوهما .
                  وقد قال أُبَيُّ بن كعب – رضي الله عنه - : " عليكم بالسبيل والسنَّة ؛ فإنه ما من عبد على السبيل والسنَّة ذكر الله فاقشعر جلده من مخافة الله إلا تحاتَّت عنه خطاياه كما يتحاتُّ الورق اليابس عن الشجرة * وما من عبد على السبيل والسنَّة ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله إلا لم تمسه النار أبداً * وإنَّ اقتصاداً في سبيل وسنَّة خير من اجتهاد فيما خلاف سبيل وسنَّة * فاحرصوا أن تكون أعمالكم اقتصاداً واجتهاداً على منهاج الأنبياء وسنَّتهم " [22].



                  2- ردُّ الأحاديث الصحيحة :


                  ومما يلاحظ من الجفاء رد بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة بأدنى حجة من الحجج * كمخالفة العقل أو عدم تمشيها مع الواقع * أو عدم إمكان العمل بها * أو المكابرة في قبول الأحاديث * وتأويل النصوص وحرفها لأجل ذلك * أو رد الأحاديث الصحيحة باعتبار أنها آحاد * - وأغلب أحكام الشريعة إنما جاءت من طريق الآحاد - * أو دعوى العمل بالقرآن وحده * وترك ما سوى ذلك * وقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته * يأتيه الأمر من أمري * مما أمرت به أو نهيت عنه * فيقول : لا ندري ؛ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [23] .
                  وإن زعموا ما زعموا من وجوب وحدة المسلمين على القرآن وحده ؛ فإن الله – تعالى – أوجب في القرآن الأخذ عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل ما أتى به جملة وتفصيلاً فقال – تعالى - : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " [ الحشر : 7 ] .
                  وقد ذكر الله – تعالى – طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في القرآن في ثلاث وثلاثين موضعاً * وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " [24] .
                  قال الحميدي : " كنا عند الشافعي – رحمه الله – فأتاه رجل * فسأله في مسألة ؟ فقال : قضى فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كذا وكذا * فقال رجل للشافعي : ما تقول أنت ؟! فقال : سبحان الله ! تراني في كنيسة ! تراني في بيعة ! ترى على وسطي زنَّاراً ؟! أقول لك : قضى فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنت تقول : ما تقول أنت ؟! " [25]. وقال مالك : " أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل * تركنا ما نزل به جبريل على محمد – صلى الله عليه وسلم – لجدله ؟! " [26] .
                  ويقول – رحمه الله - : " سنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وولاة الأمر بعده سنناً الأخذُ بها تصديقٌ لكتاب الله – عز وجل – واستكمالٌ لطاعة الله * وقوة على دين الله * من عمل بها مهتد * ومن استنصر بها منصور * ومن خالفها اتبع سبيل المؤمنين * وولاه الله ما تولى " [27] .
                  قال ابن القيم – رحمه الله - : " ومن الأدب معه ألا يُستشكَل قوله * بل تُستشكَل الآراء لقوله * ولا يُعارَض نصه بقياس * بل تُهدَر اللإيسة وتلقى لنصوصه * ولا يُحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً * - نعم ! هو مجهول * وعن الصواب معزول - * ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد . فكان هذا من قلة الأدب معه – صلى الله عليه وسلم - * بل هو عيد الجرأة "[28] .





                  دعوا كل قولٍ عند قول محمدٍ فما آمِنٌ في دينه كمخاطر



                  3- العدول عن سيرته – صلى الله عليه وسلم – وسنته :


                  وفي عصر الإعلام يتجلى الجفاء في العدول عن سيرته – صلى الله عليه وسلم – وسنَّته وواقعه وأعماله إلى رموز آخرين من عظماء الشرق والغرب – كما يسمون - * سواء كانوا في القيادة والسياسة * أو في الفكر والفلسفة * أو في الأدب والأخلاق . والأدهى من ذلك مقارنة أقوال هؤلاء ومقاربتها لأقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – وأحواله * وعرضها للعموم والعامة ؛ وتلك مصيبة تهوِّن على العوام التجني على سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وسنَّته * وتثير الشكوك في أقواله وأعماله التشريعية – صلى الله عليه وسلم – والتي هي محض وحي : " إن هو إلا وحي يوحى " [ النجم : 4 ] . لكن بعض الأذهان لا تتعلق إلا بالواقع المشاهد * واللحظة المعاصرة * فينبهرون بأولئك وينسون العظمة التي عاشها النبي – صلى الله عليه وسلم – للأحياء وللأموات * للحاضر والمستقبل * بل للحياة وللموت .





                  أتطلبون من المختار معجزة يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياهُ





                  وقد سمَّى الله الكفر قبل الإيمان موتاً * والإيمان حياة * قال – تعالى - : " أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ... " [ الأنعام : 122 ] .





                  أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له وأنت أحييت أجيالاً من العدم





                  وأعماله – صلى الله عليه وسلم – ما زالت وستظل قائمة بأعيانها متحدثة بعنوانها عن عظيم وعظمة وحياة * و لا تحتاج إلى دليل وبيان :





                  وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل





                  ويلحق بذلك : تقديم أقوالهم على أقواله – صلى الله عليه وسلم - * وأحوالهم على أحواله * وأعمالهم على أعماله * ويا للأسف ! من يقوم بمثل تلك الأعمال ؟ إنهم رجال العفن وفئة من أهل الصحافة وبعض ساسة الإعلام والتعليم ممن تسوّدوا بغير سيادة * وقادوا بغير قيادة !!!



                  4- نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :


                  وفي مجالسنا ومنتدياتنا يلاحظ المتأمل منا جفاءً روحانياً يتضح في نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وكأنها حديث عابر * أو سيرة شاعر * أو قصة سائر * فلا أدب في الكلام * ولا توقير للحديث * ولا استشعار لهيبة الجلال النبوي * ولا ذوق للأدب النوراني القدسي * فلا مبالاة * ولا اهتمام * ولا توقير * ولا احترام * وقد قال – تعالى - : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض " [ الحجرات : 2 ] . هذا أيها الناس هو الأدب الرباني ؛ فأين الأدب الإنساني قبل الأدب الإسلامي ؟
                  كما نهى الله قوماً كانوا ينادونه باسمه : ( يا محمد ) كما ذكره كثير من المفسرين * فيسلب المنادي الشرف الذي تميز به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو النبوة والرسالة * وهذا ليس على إطلاقه * لكنه أدب فتأمله .
                  " كان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر الحاضرين بالسكوت ؛ فلا يتحدث أحد * ولا يُبرى قلم * ولا يبتسم أحد * ولا يقوم أحد قائماً * كأن على رؤوسهم الطير * أو كأنهم في صلاة ؛ فإذا رأى أحد منهم تبسم أو تحدث لبس نعله وخرج " [29]. ولعله بذلك يتاؤل الآيات الثلاث في أول سورة الحجرات ؛ كما تأولها حماد بن زيد بهذا المعنى [30].
                  " وكان مالك – رحمه الله – أشد تعظيماً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - * فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان * وإذا أراد الجلوس للحديث اغتسل وتطيب ولبس ثياباً جدداً وتعمّم وقعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار * ويبخر المجلس من أوله إلى فراغه تعظيماً للحديث " [31].
                  ولذا حرص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على تعليم الناس تعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – ميتاً كتعظيمه حياً * وذلك من تمام وفائه للنبي – صلى الله عليه وسلم - . روى البخاري – رحمه الله – عن السائب بن يزيد * قال : " كنت نائماً في المسجد فحصبني رجل * فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال : اذهب فائتني بهذين فجئته بهما * قال : من أنتما؟ - أو : من أين أنتما؟ - قالا : من أهل الطائف * قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما * ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " [32].



                  5- هجر أهل السنة أو اغتيابهم والاستهزاء بهم :


                  ويلحق بالجفاء : جفاء القلوب والأعمال تجاه من خدموا السنة * ويتمثل ذلك في هجر أهل السنة والأثر العاملين بها * أو اغتيابهم ولمزهم والاستهزاء بهم واستنقاص أقدارهم * وانتقادهم وعيبهم على التزامهم بالسنن ظاهراً أو باطناً .





                  ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب





                  وتصور حالة الغربة والغرباء تجد قلتهم في هذا الزمن وغيره * وقد سبقنا إلى تصويرها ابن القيم حين قال :





                  وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تَحَكَّم
                  ولكننا سبي العدو ؛ فهل تُرى نعـود إلــى أوطـانـنـا ونـسـلم





                  وفي وصف أهل السنة والأثر يقول – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " [33] .





                  وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاةٌ ظاهر عنك عارها





                  وهذا أحد السلف وهو الجنيد بن محمد يقول : " الطرق إلى الله – تعالى – كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول – صلى الله عليه وسلم – واتبع سنته ولزم طريقته ؛ فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه . كما قال – تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " [ الأحزاب :21 ] [34].
                  أما من لم يدرك السنة والعمل بها فلا همّ له إلا الكلام والملام .





                  أقـــلِّـــوا عــلـيـــــــهـم لا أبا لأبيكم
                  من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا



                  وفي الحقيقة أن من تكلم فيهم لا يضر إلا نفسه :



                  كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها فلم يُضِرْها * وأوهى قرنَه الوعلُ



                  ولعل هذا ايضاً مما ينشر السنن بين الناس :


                  وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ؛ أتاح لها لسان حسود



                  6- هجر السنن المكانية :


                  ومن صور الجفاء الممض الذي طبقه الكثيرون – من غير استشعار للجفاء - : هجر السنن المكانية * وشواهد هذا الجفاء في حياتنا كثيرة ؛ فترى من الناس من يحج كل عام ويعتمر في السنة أكثر من مرة * ومع ذلك تمر عليه سنوات كثيرة لم يعرِّج فيها على المدينة النبوية إلا أقل من أصابع اليد الواحدة * وقد يعتب بعضهم على أهل الآفاق والوافدين الذين لا يقدمون الديار المقدسة في العمر إلا مرة * ويأتون المدينة فيصلون فيها ويغتنمون أوقاتهم * وترى من أولئك الآفاقيين حرصاً لا تكاد تجد بعضه عند سكان الجزيرة * بل يعتصر الإنسان أسى على أننا في هذه الديار وقلَّ منْ يهتم بالزيارة * وقد يزورها لكن على عجل وخوف من فوات مصالح يظنها كذلك * وإن زارها فلا اهتمام بالسنن والشعائر * وهذا لعله من النسيان والانشغال بغير السنن والبعد عن قراءة السيرة النبوية ؛ فإن الإنسان بحمد الله يجد من الأمن والأنس والطمأنينة القلبية في المدينة النبوية ما لا يجده في غيرها إلا مكة :




                  ويا حـــبــهــا زدني جــوىً كل ليلة
                  ويا سلوة الأيام مــــوعـــدكِ الحشرُ
                  وصلتكِ حتى قــيل : لا يعرف القِلى
                  وزرتكِ حتى قـــيل : ليس له صــبرُ
                  وإني لتعروني لـــذكـــــراكِ هـــــزة
                  كما انتفض العصـــفــورُ بلَّله القطرُ
                  هل الـوجــــد إلا أن قلبي لـــو دنـــا
                  من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمرُ





                  " وجديرٌ لَمِواطن عُمِّرت بالوحي والتنزيل * وتردَّد بها جبريل وميكائيل * وعرجت منها الملائكة والروح * وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح * واشتملت تربتها على جسد سيد البشر – صلى الله عليه وسلم - * وانتشر عنها من دين الله وسنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مدارس آيات * ومساجد * وصلوات * ومشاهد الفضائل والخيرات * ومعاهد البراهين والمعجزات * ومواقف سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم - * ومتبوّأ خاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم – " [35] أن يُعتنى بها * وأن تحل في القلوب وتخالط بشاشتها * وأن يكون في زيارتها ما يحدو إلى اتباع السنَّة وتعظيم نبي الأمة – صلى الله عليه وسلم - .

                  • ومن السنن في المدينة : الصلاة في المسجد النبوي * وهي صلاة مضاعفة * كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " [36] .

                  • ومن السنن المكانية : الصلاة في مسجد قباء * وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أُسيد بن ظُهير : " صلاة في مسجد قباء كعمرة " [37] .
                  وعن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت : سمعت أبي يقول : " لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحبُّ إليَّ من أن آتي بيت المقدس مرتين * ولو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل " . قال الحافظ في الفتح : " إسناده صحيح " [38].
                  وهو محمول على إرادة سعد – رضي الله عنه – الترغيب في زيارته * لا على جواز شد الرحال إليه ؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا * والمسجد الحرام * ومسجد الأقصى " [39] . " فيستحب السفر إلى مسجده " [40] .
                  • ومما نسي في المدينة من السنن المكانية : الصلاة في الروضة الشريفة * وهي من رياض الجنة التي ينبغي التنعم فيها والاعتناء بها ؛ إذ هي من أماكن نزول الرحمة وحصول السعادة وأسبابها [41] . وقد بين ذلك – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة * ومنبري على حوضي " [42].
                  قال ابن حجر – بعد أن ذكر الأقوال في المراد بمعنى الروضى : " والخبر مسوق لمزيد شرف تلك البقعة على غيرها " [43] .

                  ولكن المحروم من حُرم الخير وصدف عن طريقه :



                  يا راحلين إلى البيت العتـيق لقد
                  سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحاً
                  إنا أقـمـنـا عـلـى عذر وعن قدر
                  ومن أقـــام عـلـى عذر فقد راحا





                  ويلحق بزيارة المدينة النبوية زيارة قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – والسلام عليه وعلى صاحبيه * رضي الله عنهما . وهل يُسلِّم على النبي – صلى الله عليه وسلم – كلما دخل المسجد [44] ممن كان من أهل الآفاق ؟ مسألة فيها خلاف [45] ؛ لكن شرف الزيارة والسلام والصلاة مما أجمع عليها المسلمون * وأن يزور قبور البقيع من الصحابة * وقبور الشهداء * وقبر حمزة – رضي الله عنهم - ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يزورهم ويدعو لهم * ولعموم الأحاديث في زيارة القبور [46] ؛ وأن يدعو لهم * وأن يستشعر فضائلهم * ومناقبهم * وجهادهم * وأن يلين قلبه يتذكر الآخرة لعل الله أن ينصر به دينه كما نصره بهم * وأن يجمعه بهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً * والله المستعان [47] .
                  والسنن المكانية لا تختص بالمدينة فقط * بل في غيرها * مثل مكة كالصلاة داخل " الحِجْر" لأنه من الكعبة * أو خلف المقام * أو ما يتعلق بالبقعة في غيرهما من الأرض مما هو مشروعٌ التعبد فيه مكاناً .



                  7- عدم معرفة خصائص النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعجزاته :


                  ومن الجفاء مع النبي – صلى الله عليه وسلم – علمياً وتربوياً عدم معرفة الخصائص والمعجزات التي خص الله بها نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – * وهذا مما ينبغي أن يتفطن له المتعلمون قبل غيرهم * وينبغي مراعاة الفروق والخصائص والشمائل والمعجزات والكرامات * وأن الكرامات هي ما يبارك الله في أصله مثل تكثير الطعام والاستسقاء * أو ما يُحدثه الله – عز وجل – من الخوارق التي يعجز عنها الإنس والجن ؛ فيهيئها الله لعباده من غير قاعدة سابقة [48] * ولا تكون الكرامات إلا لمن استقام ظاهراً وباطناً على الطريق المستقيم * وقد تجري لغيرهم لكن ليس على الدوام . أما المعجزات فلا تكون إلا للأنبياء للاستدلال بها والتحدي * وهي على الدوام على بابها في التعجيز * وليست من جنس الخوارق [49] . وأما الخصائص فهي الأحكام التي خص الله بها نبيه – صلى الله عليه وسلم – مثل الجمع بين أكثر من أربع زوجات * والقتال في الحرم المكي . والشمائل هي : الأخلاق الكريمة التي كانت محور حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – كالعفو والصفح والرحمة ولين الجانب .



                  8- الابتداع في الدين :


                  ويزدادُ الجفاءُ سوءاً حين يبتعد المرء عن الجادة والشرع إلى سلوك الابتداع في الدين ومشابهة حالة المخلِّطين من تعظيم مشايخ الطرق ورفعهم فوق منزلة الأنبياء بما معهم من الأحوال الشيطانية والخوارق الوهمية * أو الغلو في الأولياء الذين يُظَن أنهم كذلك * وإطراؤهم في حياتهم وتقديسهم بعد مماتهم * ودعاؤهم من دون الله * والنذر لهم وذبح القرابين باسْمِهم * والطواف حول قبورهم أو النباء عليها * وهذا هو الشرك الذي بُعِثَ النبي – صلى الله عليه وسلم – لإزالته وهدمه وإقامة صرح التوحيد مكانه في الأرض وفي القلوب * فأقام الله دينه * ونصر عبده * وأعز جنده المؤمنين * وأقرَّ الله أعينهم بإزالة علائم الشرك وأوثان الجاهلية حين كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يطعنها ويحطمها بيده وهو يقول : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " [ الإسراء : 81 ] * " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " [ سبأ : 49 ] [50] .
                  وقد قال الله – تعالى - : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " [ الأنعام : 162 * 163 ] .
                  و لا يخفى على عاقل مهتد عقله بنور الشريعة أن الطواف حول القبور والأضرحة * والعكوف عندها وسؤال الموتى قضاء الحاجات * وشفاء المرضى * أو سؤال الله بهم * أو بجاههم مما أُحدِثَ في الدين * وأن الطواف الشرعي لا يكون إلا حول الكعبة * وأن النفع والضر والشفاعة لله وحده * كما في القرآن والسنَّة والإجماع * وقد أبلغ – صلى الله عليه وسلم – الوحي الذي نزل عليه من السماء – كما ورد في سورة الجن – مستجيباً لما أُمِرَ به : " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً * إلا بلاغاً من الله ورسالاته . . . " [ الجن : 21- 23 ] ؛ وهو من هو – صلى الله عليه وسلم - ؛ فكيف بغيره ؟ !!! وهذا هو الفرقان الذي يتميز به أهل الإيمان عن غيرهم * فكل من صرف تعظيماً للمخلوقين فإنما ينتقص من عِظَمِ الخالق تبارك وتعالى * وكل تذلل للمخلوقين فهو ضعف وجهل * وهذا باب من الذل لا يخفى .



                  9- الغلو في النبي – صلى الله عليه وسلم - :


                  ومن الجفاء – الذي يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويخالف هديه ودعوته * بل يخالف الأصل الذي أرسله الله به وهو التوحيد - : الغلو في النبي – صلى الله عليه وسلم – ورفعه فوق منزلة النبوة وإشراكه في علم الغيب * أو سؤاله من دون الله * أو الإقسام به * وقد خاف النبي – صلى الله عليه وسلم – وقوع ذلك فقال – في مرض موته - : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم * ولكن قولوا : عبد الله ورسوله " [51] .
                  ومعلوم أن النصارى تعبد مع الله عيسى و يسمونه : ( الابن ) * تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . ودعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – من دون الله عبادة له * والعبادة لا تصرف إلا لله وحده * وكذلك حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يُتخذ قبره عيداً ومزاراً ؛ حيث قال : " لا تجعلوا قبري عيداً * وصلوا عليّ ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " [52] .
                  ويبلغ الحد في التنفير من الغلو في ذاته – صلى الله عليه وسلم – أن لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد * فقال – صلى الله عليه وسلم - : " لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [53] * يُحذِّر ما صنعوا .
                  ولما همَّت طائفة من الناس بالغلو فيه فقالوا : أنت سيدنا وابن سيدنا * وخيرنا وابن خيرنا . قال لهم – صلى الله عليه وسلم - : " قولوا بقولكم أو بعض قولكم * ولا يستهوينكم الشيطان " [54] .
                  ومن الغلو فيه – صلى الله عليه وسلم - : الحلف والإقسام به ؛ فإنه من التعظيم الذي لا يصرف إلا لله وحده * وقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت " [55] .
                  ومجموع الأحاديث في هذا الباب ميزان عدل لا ينبغي الزيادة عليها ولا النقص منها * وكل متجرد للحق يجد بغيته في تلك النصوص * والله وحده هو الموفق .




                  10- ترك الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم - :


                  ومن الجفاء أيضاً ترك الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – لفظاً أو خطاً – إذا مرّ ذكره – وهذا قد يحدث في بعض مجالسنا ؛ فلا تسمع مصلياً عليه – صلى الله عليه وسلم – فضلاً عن أن تسمع مذكِّراً بالصلاة والسلام عليه * وهذا على حد سواء في المجتمعات والأفراد . وأي بخل أقسى من هذا البخل ؟ وبهذا الجفاء يقع الإنسان في أمورٍ لا تنفعه في آخرته ولا في دنياه * ومنها :
                  1- دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " رَغِمَ أنفُ رجل ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ " [56] .
                  2- إدراك صفة البُخل التي أطلقها النبي – صلى الله عليه وسلم - * حين قال : " البخيل : من ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليَّ " [57] .
                  3- فوات الصلاة المضاعفة من الله عليه : إذا لم يصلِّ على النبي – صلى الله عليه وسلم – وآله وسلم ؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً " [58] .
                  4- ومنها فوات الصلاة من الله والملائكة لتركه الذكر النبوي * قال – تعالى - : " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور " [ الأحزاب : 43 ] .
                  ( فهذه الصلاة منه – تبارك وتعالى – ومن الملائكة * إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور * وإذا حصلت لهم الصلاة من الله – تبارك وتعالى – وملائكته أُخرجوا من الظلمات إلى النور * فأي خير لم يحصل لهم ؟!!! وأي شر لم يندفع عنهم ؟! فيا حسرة الغافلين عن ربهم ! ماذا حُرموا من خيره وفضله ؟ وبالله التوفيق ) [59] . كما أن في تركها وحشة القلب وفزعه لبعده عن الذكر ؛ إذ كلما أكثر المرء من الذكر ازدادت الطمأنينة في قلبه * كما قال – تعالى - : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " [ الرعد : 28 ] .
                  5- فوات أثر الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – على من لم يصلِّ عليه * كتفريج الهموم * وغفران الذنوب .
                  وفي حكم الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – عند ذكره خلاف ليس هذا مكان بسطه [60]* لكن من كان أحب إليك من نفسك و أهلك ومالك فكيف أنت عند ذكره ؟ أو كيف أنت في الثناء عليه ؟ والدعاء له ؟





                  خيالك في ذهني وذكرك في فمي
                  ومثواك في قلبي ؛ فأين تغيب ؟





                  ورحم الله الشافعي ؛ إذ يقول : " يُكرَه للرجل أن يقول : قال رسول الله * ولكن يقول : رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ؛ تعظيماً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – "[61] .



                  11- عدم معرفة قدر الصحابة :


                  ومن الجفاء ما يتقمصه الكثيرون على اختلاف النيات * وتنوع في صور الجفاء يجمعها عدم معرفة قدر الصحابة ومنازلهم وفضائلهم وهم الجيل الأغر * حظ النبي – صلى الله عليه وسلم – من الأجيال * وهو حظهم من الأنبياء * لهم شرف الصحبة كما لهم نور الرؤية * ولذا تزخر كتب السنة المطهرة بأحاديث الفضائل والتعديل للأفراد وللعموم * للمهاجرين والأنصار * وما حظنا منها إلا الفخر بذلك الجيل الأشم * وفي آيات التنزيل الثناء والتفضيل * ومنها قوله – تعالى - : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين ابتعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [ التوبة : 100 ] * " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " [ التوبة : 117 ] * " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً " [ الفتح : 10 ] * وفي آية أخرى يقول – تعالى - : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً " [ الأحزاب : 23 ] .
                  وكيف بمن ترك ماله وولده بل خاطر بنفسه ليهاجر الهجرتين إلى الحبشة أو يهاجر إلى المدينة مخلِّفاً حياة العز الظاهر في مكة ؟ أَيُشَكُّ بعدُ في إيمانه وصدقه وإخلاصه ؟
                  وقد ألمح الله – تعالى – إلى من خالف جماعة المسلمين وشذ عنهم وترك ما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو أشار به أو ألمح إليه أو ما أقامه – صلى الله عليه وسلم – مقامه فقال – تعالى - : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " [ النساء : 115 ] .
                  وأما ما وقع بينهم من الخلاف فهم بشر ليسوا بمعصومين * ومَن نحن حتى ننصب أنفسنا حكاماً و معدِّلين لهم ؛ فلتسلم ألسنتنا كما تسلم قلوبنا * وهذا هو المذهب الأسلم والأحكم * ثم إن " القدْر الذي ينكر فعلهم قليل نزرٌ مغمورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح * ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة * وما منَّ الله عليهم به من الفضائل * علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء * لا كان ولا يكون مثلهم * وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله " [62] .
                  كما ينبغي أن يعلم جمهور الصحابة * وجمهور أفاضلهم لم يدخلوا في فتنة * وقد ثبت بإسناد قال عنه ابن تيمية : " إنه من أصح إسناد على وجه الأرض " * عن محمد بن سيرين قال : " هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة آلاف * فما حضرها منهم مائة * بل لم يبلغوا ثلاثين " [63] . ولعل حسنة من أحدهم تعدل آلاف الحسنات من غيرهم * كما في النص الآتي قريباً * ولعل العاقل البصير المتجرد للحق – وللحق وحده – أن يدرك أن الله – عز وجل – لا يختار لصحبة نبيه وملازمته من كان مفسداً للدين مُبغضاً للنبي – صلى الله عليه وسلم - .
                  وقد سُئل النصارى فقيل لهم : مَنْ أفضلُ أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب عيسى . وسئلت طائفة ممن تنتسب للمسلمين : مَنْ شرُّ أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - !!! وطائفتان إحداهما لمزت مريم – عليها السلام – بالزنا * والأخرى لمزت عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – بالزنا ؛ فتأمل رحمك الله كيف يجتمع الهوى والضلال في تلك الطائفتين !!! وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبوا أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه " [64] .
                  ولك أن تنظر في الذب عن الصحابة حينما دخل عائذ بن عمرو على عبيد الله بن زياد – كما روى مسلم – فقال : " إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " إن شر الرعاء الحُطَمة ؛ فإياك أن تكون منهم " * فقال : اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - . قال : وهل كان لهم أو فيهم نخالة * إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم " [65] . وصدق – رضي الله عنه وأرضاه :





                  أجد الملامة في هواك لذيذةً
                  حباً لذكرك فليلمني اللوَّمُ



                  12- الحساسية المفرطة حيال كل ما يتصل بتعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم - :


                  ويأتي في النهاية ما قد يكون السبب في التزام الجفاء والتقنع به وهو الحساسية المفرطة من بعض المنتسبين إلى السنَّة والجماعة حيال كل ما يتصل بتعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – وتقديره وتعظيم أهل بيته الصالحين * سواء عند ذكره أو ذكرهم أو القصد إلى ذكره أو ذكرهم * خشية التشبه ببعض الطوائف * وهذا قصد في غير محله * وهذا التعظيم للنبي – صلى الله عليه وسلم – لا يُقصد به الخروج عن التعظيم الشرعي الوارد في الكتاب والسنَّة * ولا الاحتفال بالموالد * ولا التواجد عند السماع * أو التلذذ بالمدائح وحدها * وضابط ذلك التعظيم ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه * ومعرفة المحب الصادق من غيره في الاتباع * ومن إذا ذكرت له هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – امتثله * وانتهى عما أحدثه في الدين * ومن إذا ذكرت له السُّنَّة تركها واتبع هواه .
                  وقد يحتاج هذا الكلام – أعني الحساسية المفرطة – إلى توضيح بالمثال ؛ فما زلت أذكر أحد أهل العلم ممن له حضور في الساحة الدعوية * وكان كثير الصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم – في دروسه ومحاضراته وأشعاره * فكان يُنتقد من بعض المتعلمين بسبب ذلك ؟! وأين هم من حديث أُبَيُّ بن كعب – رضي الله عنه - : " أجعل لك صلاتي كلها "[66] * وقد يقول بعضهم : إن الجافي ترى عنده رقة في الدين وضعفاً في اليقين * بخلاف المحب الصادق ؛ فإن عنده رقة للدين وقوة في اليقين . وماذا يضير الإنسان إذا كان مقتدياً بالسنة المطهرة أن يُصَنَّف أي تصنيف ؟ أيُلام المحب على محبة النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟!!! أي شرف هذا الشرف ؟ وأي عز هذا العز ؟
                  ولئن نطقتُ بحبهم فلي في الصالحين قبلي سلف وقدوة :





                  لا بد للعاشق مـن وقفة
                  ما بين سلوان وبين غرام
                  وعندهـا يـنـقـل أقدامه
                  إما إلـى خـلـف و إمـا أمام



                  وليمتثل القارئ الكريم بهذا العنوان الجميل لحياة المحب الصادق :

                  ومـن عـجـب أنـي أحــن إليهم
                  وأسـأل شـــوقـاً عـنـهـم وهمُ معي
                  وتطلبهم عيني وهم في سوادها
                  ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

                  والزم – رعاك الله – الحقَّ * وإن كنت وحدك ؛ فلا بد من أُنْسٍ وإن طال الطريق وكثر قُطّاعه * والله وحده هو الهادي .











                  الأسباب الجالبة لمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم - :


                  1- محبة الله – تعالى – والأنس بذكره وحمده وشكره على النعم الظاهرة والباطنة والله – تعالى – له الثناء والحمد الأتمان الأكملان * وقد يعترف المرء بالعجز عن الشكر * وكما قيل : العجز عن الشكر شكرٌ * وهذا في غاية العبادة والذل مع المنعم – سبحانه - * والله – تعالى – قال في كتابه : " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " [ البقرة : 152 ] . وقد هدانا الله – عز وجل – وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس * وهدانا لما اختلف فيه أهل الكتاب * وهدانا لهذا الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم - * وهو النعمة العظمى والفخر الأسمى : " وما بكم من نعمة فمن الله " [ النحل : 53 ] . وقد جمع الله هذه النعم فقال : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلاً * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً * يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً " [ الأحزاب : 41 – 47 ] * والذكر هو أفضل الأسباب الجالبة لمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم - .
                  كما ينبغي للعبد كثرة سؤال الله – تعالى – الصدق في المحبة * والدوام والثبات على المتابعة للرسول – صلى الله عليه وسلم - :





                  أحسن باطراف النهار صـبابـة
                  وفي الليل يدعوني الهوى فأجيب
                  وأيـامـنـا تـفـنـى وشـوقي زائد
                  كـان زمـــان الـشـوق ليس يغيب





                  وعلى الإنسان أن يأنس بخلوته ليتفرغ فيها للعبادة ففيها لذة السعادة التي لا تدرك إلا بالخلوات * ولذا قال الإمام أحمد – رحمه الله - : " رأيت الخلوة أروح لقلبي " [67] * وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " إن في الدنيا جنة لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " * وقال في موضع آخر : " ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي في صدري * أنى رحت فهي معي * أنا سجني خلوة * وقتلي شهادة * وإخراجي من بلدي سياحة "[68] . قال ابن القيم : حدثني بعض أقارب شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قال : كان في بداية أمره يخرج أحياناً إلى الصحراء * يخلو عن الناس * لقوة ما يرد عليه * فتبعتُه يوماً فلمَّا أصحر تنفس الصعداء * ثم جعل يتمثل بقول الشاعر :





                  وأَخرُجُ من بين البيوت لعلَّني
                  أُحدِّث عنكَ النفسَ بالسر ِّ خالياً [69]





                  كما أن علامة محبة الله : ألا تفتقر إلى غيره * ولا تسأل أحداً سواه * كما يقول ذو النون المصري : " قل لمن أظهر حب الله : احذر أن تذل لغير الله * ومن علامة الحب لله ألا يكون له حاجة إلى غير الله " [70] * وقد أثنى الله على عباد له فقال : " والذين آمنوا أشد حباً لله " [ البقرة : 165 ] .






                  نهاري نهارُ الناس حتى إذا بدا
                  لي الليلُ هَزّتني إليك المضاجعُ
                  أقضي نهاري بالحديث وبالمنى
                  ويجمعنـي والشوق بالليل جامعُ





                  ومن دلائلها : قراءة كلام الله – تعالى – وتأمله وتدبره * والخشوع عند آياته * والوقوف عند حدوده * وإقامة حروفه * والفراغ إلى النوافل بعد إقامة الفرائض كما قال – تعالى – في الحديث القدسي : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب * وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه * ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه * فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به * وبصره الذي يبصر به * ويده التي يبطش بها * ورجله التي يمشي بها * وإن سألني لأعطينه * ولئن استعاذني لأعيذنه * وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته " [71] .
                  وحب الله ليس كلمات تقال * ولا قصصاً تروى * وكذا محبة رسوله – صلى الله عليه وسلم - * كما أنه " لا يكون دعوة باللسان * ولا هياماً بالوجدان * وكفى * بل لابد أن يصاحب ذلك : الاتباع لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - * والسير على هداه * وتحقيق منهجه في الحياة ؛ فالمحبة ليست ترانيم " تغنى * ولا قصائد تنشد " * ولا كلمات تقال * ولكنها طاعة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - * وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول – صلى الله عليه وسلم - * وأول ما يطالب به المؤمن أن يكون ولاؤه لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - * ومحبته لرسوله – صلى الله عليه وسلم - ؛ بحيث تتجلى هذه المحبة في سلوكه وانطلاقاته * والآيات كثيرة تشير إلى هذه المفاهيم * قال – تعالى - : " قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فإن الله لا يحب الكافرين " [ آل عمران : 31*32 ] [72] .



                  2- تقديم محبة النبي – صلى الله عليه وسلم –

                  وأقواله وأوامره على من سواه * وتعظيم ذلك بدءاً من المحبة القلبية وتمنّي رؤيته وصحبته * وانتهاءً بالعمل بشريعته ظاهراً وباطناً * عن محبة وشوق * كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده * والناس أجمعين " [73] . ويتجلى هذا الحب إذا تعارض مع أحد هذه المحبوبات ما أحبه الله ورسوله ورضيه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - .
                  وكذا أخرج البخاري عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله * لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي * فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا والذي نفسي بيده * حتى أكون أحب إليك من نفسك " * فقال له عمر : فإنه الآن والله ! لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " الآن يا عمر " [74] .
                  ويبلغ التشريف لمن قصد المحبة مبلغه في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " مِنْ أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي * يود أحدهم لو رآني بأهله وماله " [75] .

                  ومما يجلب حنان القلب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمه تذكُّر ما يأتي :

                  أ- تذكُّر أحوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حرصه على أمته * ورأفته ورحمته بهم * وما لاقاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الأذى والكيد من المشركين في مكة والطائف * ومن اليهود والمنافقين في المدينة . وسأذكر طائفة من المواقف والنصوص * لعل فيها رقة تنبئ عن عظيم وعظمة في الظاهر والباطن .
                  - قال – تعالى - : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " [ التوبة : 128 ] * وقوله – تعالى - : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [ الأنبياء : 107 ] .
                  - عن عائشة – رضي الله عنها – زوج النبي – صلى الله عليه وسلم - : أنها قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله * هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : " لقد لقيت من قومك * وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة * إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال * فلم يجبني إلى ما أردت * فانطلقت وأنا مهموم على وجهي * فلم أستفق إلا بـ ( قرن الثعالب ) فرفعت رأسي * فإذا أنا بسحابة قد أظلتني * فنظرت فإذا فيها جبريل * فناداني * فقال : إن الله – عز وجل – قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك * وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . قال : فناداني مَلَك الجبال * وسلَّم عليَّ * ثم قال : يا محمد * إن الله قد سمع قول قومك لك * وأنا مَلَك الجبال * وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك * فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً " [76] .
                  - قال ربيعة بن عباد الدؤلي – وهو شاهد عيان - : رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله – عز وجل * ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول : أيها الناس * لا يغرنكم هذا من دينكم ودين آبائكم . قلت : من هو ؟ قالوا : أبو لهب !!! [77] .
                  - وعن سلمان – رضي الله عنه – قال : قيل له : قد علَّمكم نبيكم – صلى الله عليه وسلم – كل شيء حتى الخراءة * قال : أجل ! نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول * وأن نستنجي باليمين * وأن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار * أو أن نستنجي برجيع أو عظم [78] .
                  - قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم بدر عن الأسرى والقتلى : " لو كان المطعم بن عدي حياً ثم سألني في هؤلاء النتنى لوهبتهم له " [79] * لأنه كان أجار النبي – صلى الله عليه وسلم – لما رجع من الطائف * وهو الذي أمر بتمزيق الصحيفة التي حاصرت بني هاشم [80] .
                  - وقد ألبس النبي – صلى الله عليه وسلم – ثوبه عبد الله بن أُبيّ بن سلول * وكفَّنه في حين مات ؛ لأنه قد كسى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو أسير عريان ؛ فجازاه النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك مع أن ابن أُبيّ كان وكان ... [81] .
                  - يقال عنه ( ساحر * شاعر * مجنون * صابئ * يضرب على عقبه * يخنق بسلا الجزور * تكسر رباعيته * يدمى وجهه * يتهم في بيته * يتهم في عدله وقسمه . . . ومع ذلك يقول : " يرحم الله أخي موسى * لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر " [82] .
                  - عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب :





                  وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه
                  ثمال اليتامى عصمة للأرامل [83]





                  ب- تذكُّر الأجر والأثر العاجل في الدنيا والآخرة الواردة في محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – والصلاة عليه * ومن ذلك :
                  - وجود الحياة الطيبة بلذة الإيمان وغاية السعادة * ففي حديث أنس – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما * وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله * وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار " [84] .
                  - أن تمام الإيمان لا يكون إلا بمحبة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمه وتوقيره * كما في الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [85] .
                  وأما أصل المحبة الذي يعني الطاعة والانقياد والتسليم فلا شك في فرضيته : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسلمياً " [ النساء : 65 ] . ولذا فلا يسع أحداً الخروج عن طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والعدول عما أمر به * بل يجب الامتثال للأمر والنهي وتقديمهما على حظوظ النفس ودوافع الهوى [86] .
                  - أن في محبته – صلى الله عليه وسلم – والصلاة عليه – وهي من ذكر الله – تفريجاً للهموم * وصلاحاً للبال * وغفراناً للذنوب * وتكفيراً للسيئات * قال الله – تعالى - : " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفَّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " [ محمد : 2 ] .
                  وعن أُبيِّ بن كعب – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : " يا أيها الناس * اذكروا الله * جاءت الراجفة تتبعها الرادفة * جاء الموت بما فيه * جاء الموت بما فيه " * قال أُبيُّ : فقلت : يا رسول الله * إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت " * قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت * فإن زدت فهو خير لك " * قلت : فالنصف ؟ قال : " ما شئت * فإن زدت فهو خير " * قلت : فالثلثين ؟ * قال : " ما شئت * فإن زدت فهو خير " * قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك " [87] .
                  أن من أحبه كان أولى الناس به * كما قال – صلى الله عليه وسلم – لمن أحبه وأعدَّ الحب ليوم القيامة : " أنت مع من أحببت " [88] .





                  إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا
                  كفى بالمطايا طِيب ذكراك حادياً





                  جـ - تذكُّر سماحة الإسلام به وبشريعته * كما قال – تعالى - : " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم " [ الأعراف : 157 ] .
                  وكما قال – تعالى - : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [ الأنبياء : 107 ] .
                  وقوله – صلى الله عليه وسلم - : " إنما أنا رحمة مهداة " [89] * وقوله – صلى الله عليه وسلم – لأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل – رضي الله عنهما – حينما بعثهما لليمن : " يسِّرا ولا تعسِّرا * وبشِّرا ولا تنفِّرا * وتطاوعا ولا تختلفا " [90] .

                  د- محبة ما أحبه – صلى الله عليه وسلم – وبُغض ما أبغضه – صلى الله عليه وسلم – في المعاملات والآداب * بل لا يستقيم حب صحيح إلا بتتبع ما أحبه المحبوب والبعد عما أبغضه * كما قال القائل :





                  أريد وصاله ويريد هَجْري
                  فأترك ما أريد لما يريد



                  وقول الآخر :


                  ولو قلت لي : متْ متُّ سمعاً وطاعة
                  وقلت لداعي الموت أهلاً ومرحباً



                  وقد روي بهذا المعنى حديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " [91] .
                  وفي محكم التنزيل – وهو أقوى دليل - : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " [ الأحزاب : 36 ] .



                  إن هواك الذي بقلبي
                  صيرَّني سامعاً مطيعاً
                  أخذتَ قلبي وغمضَ عيني
                  سلبْتَني النومَ والهجوعا
                  فذر فؤادي وخُذْ رُقادي
                  فقال : لا بل هما جميعاً





                  ولهذا يروى عن ذي النون المصري أنهم تكلموا في مسألة المحبة عنده * فقال : اسكتوا لئلا تسمعها النفوس فتدعيها [92] .





                  رضوا بالأماني وابتُلوا بحـظـوظـهـم
                  وخاضوا بحار الحب دعـوى وما ابتلّثوا
                  فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم
                  ومـا ظـعـنـوا فـي الـسـير عنه وقد كلُّوا



                  ومنه ينبغي للمرء الحرص على تصحيح الأعمال والنيات لله تعالى ؛ حتى يستكمل حقيقة الإيمان * وفي هذا المعنى أشار النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " من أحب لله وأبغض لله * وأعطى لله * ومنع لله * فقد استكمل الإيمان " [93] .



                  ألا يا محبَّ المصطفى زد صبابةً
                  وضمِّخ لسان الذكر منك بطيبهِ
                  ولا تـعـبـأن بالمبـطـلـيـن فـإنـمـا
                  عـــلامـةُ حـبِّ الله حـبُّ حبيبهِ





                  3- تولي الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين - * وذكر محاسنهم وفضائلهم والكف عما شجر بينهم * وإنما نحب نحن من أحب الله ورسوله * كما أن حبهم وموالاتهم تقرب إلى حب الله وحب رسوله – صلى الله عليه وسلم - * وتجلب الحب لهما * كما أننا نُحِبُ بحُبِ النبي – صلى الله عليه وسلم - * ونبغض ببغضه * وهذا من الآثار اللازمة لمن كان محباً للنبي – صلى الله عليه وسلم - ؛ ولذا لما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – صوتاً لقريب ممن يحبه اهتز لذلك سروراً * فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - * فعرف استئذان خديجة * فارتاع لذلك * فقال : " اللهم هالة بنت خويلد " فغرتُ . . . الحديث [94] .
                  وكان إذا ذبح شاة قال : " أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة " [95] قال ابن حجر : " وفي الحديث : أن من أحب شيئاً أحبّ محبوباته * وما يشبهه * وما يتعلق به "[96] .





                  تمر الصبا صفحاً بسكان ذي الغضا
                  ويـصـدَعُ قـلبي أن يهبَّ هبوبُها
                  قـريـبـةُ عـهـــدٍ بـالـحـبـيـب وإنـمـا
                  هوى كل نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبها



                  ولست في مقام النائب عن العقل حتى نستدرك هذا الحب * وإنما هو واقع ما أجمله :



                  أحب بني العوام طراً لحبها
                  ومن أجلها أحببت أخوالها كلباً



                  وينبغي على العاقل أن يتأمل حقيقة الحب وأثره ومعناه :



                  فـيـا سـاكـنـي أكـنـاف طيبة كلكم
                  إلى القلب من أجلِ الحبيبِ حبيبُ



                  وقد خشي – صلى الله عليه وسلم – ممن يلمز أصحابه أو يلومهم * فقال – صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبُّوا أحداً من أصحابي ؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه " [97] . هذا في عموم الصحابة * وأما في الأنصار * فعن أنس – رضي الله عنه – قال : مرَّ أبو بكر والعباس – رضي الله عنهما – بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون * فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – منا * فدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره بذلك * قال : فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد عصب على رأسه حاشية بُرد * قال : فصعد المنبر – ولم يصعده بعد ذلك اليوم – فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أوصيكم بالأنصار ؛ فإنهم كرشي وعيبتي [98] * وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم * فاقبلوا من محسنهم * وتجاوزوا عن مسيئهم " [99].
                  وفي رواية عند البخاري : " وإن الناس سيكثرون ويقلون " [ 100] . قال ابن حجر في الفتح : " أي أن الأنصار يقلون : وفيه إشارة إلى دخول قبائل العرب والعجم في الإسلام وهم أضعاف أضعاف قبيلة الأنصار * فمهما فرض في الأنصار من الكثرة كالتناسل * فرض في كل طائفة أولئك * فهم أبداً بالنسبة إلى غيرهم قليل * ويحتمل أن يكون – صلى الله عليه وسلم – اطلع على أنهم يقلِّون مطلقاً * فأخبر بذلك * فكان كما أخبر لأن الموجودين الآن من ذرية علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ممن يتحقق نسبه إليه أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج * ممن يتحقق نسبه * وقس على ذلك * ولا التفات إلى كثرة من يدعي أنه منهم بغير برهان " [101] .
                  بل تبلغ الدعوة إلى حب الأنصار أن جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حبهم آية على الإيمان * وبغضهم آية على النفاق * فقال فيهم : " لا يحبهم إلا مؤمن * ولا يُبغضهم إلا منافق * من أحبهم أحبه الله * ومن أبغضهم أبغضه الله " [102] .
                  وفي المهاجرين يقول – تعالى – في أصدق وصف وأدق تعبير : " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " [ الحشر : 8 ] .
                  ويجمعهم النص القرآني في موضع آخر : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [ التوبة : 100 ] .




                  ومما يدعو إلى توليهم ويزيد في محبتهم تذكّثر ما يلي :
                  - محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – لهم وثناؤه عليهم إِنْ في المجموع وإِنْ في الأفراد .
                  - شرفهم بشرف رؤيتهم ومصاحبتهم لأشرف وأفضل الخلق * اختارهم الله لصحبة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأثنى عليهم في القرآن * فهم أفضل الناس * وهم خير القرون بنص الحبيب – صلى الله عليه وسلم – [103] .
                  - سابقتهم في الإسلام * وتحملهم الأذى * وصبرهم حتى فرج الله لهم .
                  - ما قدموا لله وللدين وللنبي – صلى الله عليه وسلم – من النفس والمال والولد * وشدهم من عز الرسول – صلى الله عليه وسلم – وتثبيته .
                  - نصر بعضهم لبعض وكونهم كالجسد الواحد " أشداء على الكفار رحماء بينهم " [ الفتح : 29 ] .
                  - حرصهم على نشر الدين وتبليغ سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعليم الناس القرآن * وانتشارهم لأجل ذلك في الآفاق .
                  - كما أنهم أعلم الخلق بدين الله بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – وما أجمعوا عليه لا يسع أحداً خلافه .





                  أين الـذيـن بـنـار حـبِّك أرسلوا
                  الأنوار بين مـحـافـل العـشـاقِ
                  سكبوا الليالي في أنين دموعهم
                  وتـوضـئـوا بـمـدامع الأشـواقِ

                  * * *

                  كيف انطوت أيامُهم وهـم الأُلى
                  نشروا الهدى وعَلوا مكان الفَـرقدِ
                  هجروا الديار فأين أزمع ركبهم
                  من يهـتـدي للـقـوم أو مَن يقتــدي
                  يـــا قلب حسبك لن تلمَّ بطيفهم
                  إلا على مـصـبـاح وجـه مـحـمــدِ

                  * * *

                  قومٌ إذا هيجوا كانوا ضراغمة
                  وإن هم قسموا أرضوك بالقـسـم
                  كأنما الشرع جزءٌ من نفوسهم
                  فإن هم وعدوا استغنوا عن القسم

                  * * *





                  4- إجلال أهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وآله إجلالاً يليق بهم * وإكرام الصالحين منهم وموالاتهم * ومعرفة أقدارهم * وهذا مطلب شرعي قبل أن يكون مقرباً لحب النبي – صلى الله عليه وسلم - * كما قال – تعالى - : " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " [ الشورى : 23 ] [104] . وروى مسلم في صحيحه قوله – صلى الله عليه وسلم : " أما بعد * ألا أيها الناس * فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب * وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور * فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " * فحث على كتاب الله ورغَّب فيه ثم قال : " وأهل بيتي * أذكركم الله أهل بيتي * أذكركم الله أهل بيتي * أذكركم الله أهل بيتي " [105] .
                  وروى البخاري عن ابن عمر عن أبي بكر – رضي الله عنهم – قال : " ارقبوا محمداً – صلى الله عليه وسلم – في أهل بيته " [106].

                  كما ينبغي مراعاة ما يلي :
                  - بقاء شرف النسب لهم وتميزهم عن غيرهم لأجل ذلك .
                  - أنهم كغيرهم فيهم الصالح و فيهم غير ذلك * وأنهم داخلون في قوله – صلى الله عليه وسلم - : " ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " [107] .
                  - الدعاء لهم في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : وآله .
                  - تولي الصالحين منهم ومجالستهم والأخذ عنهم والبرِّ بهم وتطييب خواطرهم ؛ فإنهم من آثار النبي – صلى الله عليه وسلم - * ومحاولة القرب منهم * ومصاهرتهم تزوجاً أو تزويجاً .
                  - مناصرتهم والبذل لهم * والذبُّ عنهم * وذكر مناقبهم ومحاسنهم * وهم من حُرموا الصدقة .
                  - تأكيد مناصحة غير الصالح منهم والشفقة عليه والرحمة به * ودعوته إلى نهج آل البيت الطيبين الطاهرين و استقامتهم على الشريعة المحمدية * وسلامة صدورهم وألسنتهم على الصحابة ومن بعدهم .
                  وقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد تعظيماً ومحبة لآل البيت لاستشعارهم مكانة أولئك من النبي – صلى الله عليه وسلم – وامتثالاً لوصايا النبي – صلى الله عليه وسلم - . وقد أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عام الرمادة أن يستسقي بالناس فسقوا . وكان عمر – رضي الله عنه – يقول : " اللهم إنَّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ن وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فأسقنا * قال : فيُسقون [108] .
                  قال ابن حجر : ويستفاد من قصة العباس : استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة[109] * ومنه فضل العباس وفضل عمر بتواضعه للعباس ومعرفته بحقه [110] .
                  ولما دخل عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – في حاجة له على عمر بن عبد العزيز قال له عمر : إذا كانت لك حاجةٌ فأرسل إليَّ أو اكتب فإني استحيي من الله أن يراك على بابي [111].
                  وعن الشعبي : صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه * ثم قُرِّبت له بغلته ليركبها * فجاء ابن عباس فأخذ بركابها * فقال زيد : خلِّ عنه يا ابن عم رسول الله * فقال : هكذا نفعل بالعلماء فقبل زيدٌ يدَ ابن عباس ؛ وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا – صلى الله عليه وسلم – [112] .
                  وإليك أسوق هذه القصة * عن أحمد بن حنبل – رحمه الله - * حين ضُرب في محنته وقُيِّد * وبعد أن أقام الحجة على أحمد بن أبي دؤاد أمام الواثق .
                  " قال الواثق : اقطعوا يد الشيخ * فلما قُطع * ضَرَبَ بيده إلى القيد ليأخذه * فجاذبه الحداد عليه * فقال الواثق : لم أخذته ؟ قال : لأني نويت أن أُوصي أن يجعل في كنفي حتى أخاصم به هذا الظالم غداً * وبكى * فبكى الواثق * وبكينا * ثم سأله الواثق أن يجعله في حِل * فقال : لقد جعلتك في حِل وسعة من أول يومٍ * إكراماً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - * لكونك من أهله !!! " [113] .



                  وهذا دعبل الخزاعي يمدح آل البيت فيقول :



                  مـدارسُ آيـات خـلـت مـن تـلاوة
                  ومـنـزل وحـي مـقـفر العَرصاتِ
                  وقـد كان منهم بالحجاز وأهـلـهـا
                  مغاوير نحّـارون في الـسـنــواتِ
                  إذا فخروا يــومـاً أتـوا بـمـحـمـدٍ
                  وجـبـريـل والقرآن ذي السوراتِ
                  مـلامـك فـي أهـل الـنـبـيّ فـإنهم
                  أحـبـايَ مـا عـاشـوا وأهــل ثقاتِ
                  أحب قصي الرحم من أجل حبكم
                  وأهـجـر فـيـكـم أسـرتـي وبـناتي
                  تـخـيَّـرتــهـم رشـــداً لأمري إنهم
                  على كل حــالٍ خـيـرة الخـيـراتِ
                  فـيـا ربّ زدنــي في يقيني بصيرة
                  وزد حـبـهـم يـاربّ في حـسناتـي [114]



                  وأقول كما قال الأول :



                  وتعذلني أبناءُ سعد عليهم
                  وما قلت إلا بالذي علمت سعدُ





                  5- تعظيم السنة والآثار والأدلة من الوحيين قولاً وعملاً وعلماً * وهذا ابن مسعود – رضي الله عنه – يقول : " القصد في السنَّة خير من الاجتهاد في البدعة " [115] * وقال أبو عثمان الحيري : " من أمّر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة * ومن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة " [116] * وقيل لمالك – رحمه الله - : لِمَ لَمْ تأخذ عن عمرو بن دينار ؟ فقال : أتيته * فوجدته يأخذون عنه قياماً * فأجللت حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن آخذه قائماً "[117] .
                  وقال سهل بن عبد الله : " أصولنا ستة أشياء : التمسك بكتاب الله – تعالى - * والاقتداء بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - * وأكل الحلال * وكف الأذى * واجتناب الآثام * والتوبة * وأداء الحقوق " [118] .



                  وممَّا يُعينُ على تعظيم السنَّة والأَثَر ومحبتهما تذكُّر ما يلي :
                  - كونها تدعو إلى العمل بها : فالعمل طوع المحبة الصادقة * كما قال – تعالى - : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران : 31 ] . ولذا قُسِّمَ المحبُّون إلى أقسام ثلاثة : منهم من يريد من المحبوب * ومنهم من يريد المحبوب * ومنهم من يريد مراد المحبوب * مع إرادته للمحبوب * وهذا أعلى أقسام المحبين [119] .



                  تعصي الإله وأنت تظهر حُبّه
                  هذا لعمري في القياس شنيع
                  لو كان حُبُّك صادقاً لأطعـتـه
                  إن المحـبَّ لمن يُحبُّ مطيعُ





                  - كونها شريعة واجبة * كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي عضُّوا عليها بالنواجذ " [120] .
                  - كونها تشرِّف من انتسب إليها بمجموع الأحاديث الدالة على السنَّة وعلى الجماعة :





                  لما انتسبت إليك صرتُ معظَّماً
                  وعلوتُ قدراً دون من لم ينسبِ





                  - كونها الميزان العدل الذي يتميَّزُ به المتبع من غيره * وهي القاعدة للعقائد والأخلاق والمعاملات والشريعة * كما أنها الشريعة الوسط كما قال – تعالى - : " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " [ البقرة : 143 ] .
                  - كونها الحق الذي يبقى إلى يوم القيامة * كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " [121] .
                  - كونها الموافقة للفطرة المستقيمة والصالحة لكل زمان ومكان * كما قال – تعالى - : " فطرة الله التي فطر الناس عليها " [ الروم : 30 ] .

                  6- إجلال العاملين بالسنة وتقديرهم وتوقيرهم * وخاصة العلماء منهم * فهم الشامة في جبين الأمة * وهم النور الذي يمشي بين الناس * كما هم الأمنة والأمناء على ميراث النبوة .
                  ويزداد حقهم لكونهم يُحيُون السنن ويجدِّدون ما اندرس من معالم الدين * وكونهم أعلم الناس وأقربهم بالنبي – صلى الله عليه وسلم – قولاً وفعلاً ووصفاً ظاهراً وباطناً [122] * كما أنهم " أحبوا أصحابه ووالُوهم وأخذوا عنهم الحديث النبوي الشريف علماً وعملاً فقهاً وسلوكاً . فهم الذين يرفعون شعار القرآن والسنة النبوية والإجماع * فيتمسكون بجماعتهم ويلمُّون شملها * ويحافظون على ائتلافها * وينضوون تحت رايتها بعيدين عن رايات وشعارات الفرق الضالة من أهل الشذوذ والتَفَرُّق والأهواء والاختلاف " [123] .
                  ولهذا قال سفيان بن عيينه : " لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة ؛ لدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم – " * وقال الشافعي – رحمه الله - : " إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث * فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - * جزاهم الله خيراً * حفظوا فلهم علينا الفضل لأنهم حفظوا لنا " [124] .
                  ولا ينبغي العدول عن أعلام الإسلام إلى رموز الضلالة في الأدب من الكتَّاب المعاصرين أو الفلاسفة أو الثوّار أو الزعماء هنا أو هناك * بل ينبغي الذبُّ عن علماء الإسلام والالتفاف حولهم وحبهم ونصحهم * وتكثير سوادهم والثقة بهم * وحضور مجالسهم ؛ فعندهم الميراث الصحيح ميراث الأنبياء فتأمَّل !!! .





                  العلم ميـراثُ النبي كما أتى
                  في النص والعلماءُ هم وُرَّاثُهُ
                  ما خلّف المختار غيرَ حديثه
                  فـيـنـا فـذاك مـتـاعـه وأَثَـاثُـه



                  [align=justify]7- الإكثارُ من قراءة السيرة النبوية والمطالعة فيها والاستفادة منها وتذكر أحوال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأقواله وأعماله وجهاده وتكوينه المجتمع الإسلامي من غير أن يحد بقطر سواء أكان مكة أم المدينة أم الطائف أم الحبشة أم اليمن أم نجد أم غيرها من البلاد * ونشره الشريعة من غير أن تخص بوقت أو جنس . بل ينبغي أكثر من ذلك – وليس بكثير – على المرء أن يجمع غيره معه عند قراءة السيرة سواءً من أهل بيته أو أصحابه أو دروسه ومحاضراته * وينبغي تعليم القاصي والداني تلك السيرة العطرة ففيها الغناء وفيها المتعة * وكذلك الإكثار من قراءة سيرة الصحابة – رضي الله عنهم – فإنها إنما تحكي حياتهم للدين وللرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم - * وليحرص المرء على أن يكون له وقفات يومية في قراءة سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وسير الصحابة – رضي الله عنهم – وبذلهم الغالي والنفيس ؛ لعل الله أن يقيم في قلبه ما قام في قلوبهم
                  ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                  تعليق


                  • إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم



                    من إنتاج : بينات للإنتاج الإعلامي والتوزيع - ببريدة .


                    نبذة عن المحاضرة :
                    مجموعة كلمات لعدد من المشايخ وهم : عبدالعزيز آل الشيخ : سعيد بن مسفر : علي القرني : بدر المشاري : محمد بقنة : فهد التويجري : رجل الأعمال صالح الصانع : محمد المنجد : محمد العريفي : صالح الونيان : ناصر الأحمد : أحمد الشاوي : رجل الأعمال حمد سلمان : الداعية احمد ابو لبن من الدنمارك .

                    للحفــrmـــظ
                    http://media.islamway.com/lessons/se...asool_Allah.rm

                    للحفــmp3ـــظ
                    http://media.islamway.com/lessons/se...sool_Allah.mp3
                    ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                    تعليق


                    • ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                      تعليق


                      • بعض الأناشيد الإسلامية


                        1- خير رسول ------------------------- أبو أنس [ سالم بن سواد ] --------- للتحميل
                        2- حب النبي سرى -------------------- محمد العزاوي ---------------------- للتحميل
                        3- هناك رسول الله -------------------- مشاري راشد العفاسي -------------- للتحميل
                        4- وأحسن خلق الله ------------------- مشاري راشد العفاسي -------------- للتحميل
                        5- يذكرني رحيلك --------------------- سمير البشيري --------------------- للتحميل
                        6- براهين ---------------------------- مشاري راشد العفاسي ------------- للتحميل
                        7- خاتم الرسل ----------------------- مشاري راشد العفاسي -------------- للتحميل
                        8- إمام المرسلين فداك روحي -------- ـــــــــــــ ---------------------------- للتحميل
                        9- لهيب الغيرة الكبرى --------------- ـــــــــــــ ----------------------------- للتحميل
                        10- يارسول الله عذرا --------------- عمر الضحيان ---------------------- للتحميل
                        11- كيف يضحك بالرسول؟ ---------- عبدالله السكيتي --------------------- للتحميل
                        12- نشيد النصرة -------------------- سمير البشيري --------------------- للتحميل
                        13- صلى الله عليه وسلم ------------ أبو مصعب ------------------------- للتحميل
                        14- مولاي -------------------------- محمد الحسيان --------------------- للتحميل
                        15- ألا بلغ بنو دنمارك -------------- ـــــــــــــــــــ ------------------------ للتحميل
                        16- في حب طه --------------------- ـــــــــــــــــــ ------------------------ للتحميل



                        شريط الصارم المسلول في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم

                        للشيخ بدر بن نادر المشاري _ جديد



                        الصارم المسلول في الدفاع عن الرسول .. الجزء الأول




                        للإستماع : اضغط هنا

                        حفظ الوجه الأول ـ حفظ الوجه الثاني



                        ــــــ::::ــــــ::::ــــــ:::::ــــــ


                        انصر نبيك للشيخ محمد المنجد

                        حفظ المحاضرة
                        ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                        تعليق


                        • جئناكم بالذبح يا عباد الصليب
                          جئناكم بالذبح يا طواغيه العصر
                          جئناكم بالذبح يا روافض العصر
                          اليوم يوم الملحمه ....
                          اليوم يوم المشئمه ...
                          سنقطع أوصالكم ..
                          سنقطف أعناقكم ...
                          سنبيد حصونكم ...
                          سنقتحكم معسكراتكم ...
                          أنتظروا أبناء التوحيد والجهاد ...
                          قادمون اليكم بأذنه تعالى ....
                          اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

                          ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

                          تعليق


                          • يـَا أيُّهَا المِليارُ هُبُّوا للِندَا ..
                            بَلدُ الأبْقَارِ يَهْجُو أحْمَدا ..

                            وَ لَهُم فِي كُلِّ بَيتٍ منتَجا ..
                            نُغَذي النْشأ أمْصَالَ العِدا !



                            :: رابط الحفظ ::


                            :: إنشــاد ::
                            أحمد المنصور



                            البَدْرُ يَسْمو فِي السَماءِ بِعزة .......... وَ الشَمسُ سَاطِعةٌ بِلا طـَاقاتِ
                            وَ الكـَلبُ يَنْبَحُ لا يَضرُ سَمـاءَنـا ......... ....... وَ الإفكُ سَوفَ يُصيبُكم بِثباتِ



                            رابط الحفظ



                            :: شعر ::
                            عبدالعزيز المقرن




                            :: إنشاد ::
                            أبو عبدالملك


                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



                            تم تجميع هذه الأناشيد من الشبكة

                            جزا الله كل ساهم في إنتاج هذه الأعمال ..



                            نبدأ



                            نشيده قوية و جديدة في الذب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - المنشد أبو عاصم ..

                            http://www.almnshed.com/u/AL-NaHeeM/Maly.mp3


                            __________________________________________


                            نشيد صفاً صفاً كالبنيان في وجه حماة الطغيان .. المنشد عبدلله المهيدب ..

                            http://9q9q.com/get.php?filename=1138787981.mp3


                            __________________________________________




                            نشيد في نصرة رسول الله .. المنشد عبدالله السكيتي ..

                            http://www.000444.com/s/OX.mp3




                            __________________________________________



                            نشيد ألا بلغوا الدنمارك عني في الذب عن الرسول صلى الله عليه و سلم .. المنشد المؤمن القومي ..

                            http://www.almnshed.com/u/sumaih/bnodenmarke.MP3


                            __________________________________________



                            نشيد لنصرة النبي محمد صلى الله عليه و سلم .. المنشد سمير البشيري ..


                            http://audio.ma3ali.net/media/anasheed/mno3at/nusrah.mp3


                            __________________________________________




                            نشيدة (( خير البشر )) تتضامناً مع حملة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه و سلم للمنشد عمر يوسف


                            وهذا الرابط


                            http://www.wejhah.com/upload/upload/...-Omar_Yusuf.rm





                            قـــــــاطــــعـــــوهـــــــم....قــــــاتـــــلـ ـــهـــــــم الله
                            ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                            تعليق


                            • 1) من ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم - محمد الهبدان
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open...at=28&book=1906
                              2) فداك أبي وأمي يارسول الله - خالد الراشد
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=9&book=1903
                              3) أمّة في انسان - خالد الراشد
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=9&book=1901
                              4) إلا رسول الله - منّوع
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open...at=39&book=1900
                              5)لا خير في أمة يشتم نبيها - ناصر الأحمد
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open...at=38&book=1890
                              6) الغيرة على الحبيب صلى الله عليه وسلم - أحمد الشاوي
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open...at=99&book=1889
                              7) إلا رسول الله - نبيل العوضي
                              http://www.islamcvoice.com/mas/open...at=33&book=1891
                              __________________
                              ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                              تعليق


                              • الله ....الله ...الله ... عليكم يا أسود التوحيد ...

                                والله يا رسول الله ما نسيناك ...
                                ولكن هذا العصر هو عصر الأقزام ...
                                في أقرب فرصه سننتقم لشرفك ولعرضك ..
                                ما هي الا أيام قلائل ....
                                وساحات الوغى بيننا يا عباد الصليب
                                ولكل من حالفكم من روافض وطواغيت ...
                                اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

                                ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X