إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا نفعل في مواجهة الحروب الصليبية القادمة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا نفعل في مواجهة الحروب الصليبية القادمة ؟

    ماذا نفعل في مواجهة الحروب الصليبية القادمة
    بسم الله االرحمن الرحيم
    إن استراتيجية أمريكا في المنطقة بعيدة المدى، غائرة الجذور، ثابتة الأركان، وهي مصممة على تنفيذ تلك الاستراتيجية، طال الزمن أو قصر (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل أن هدى الله هو الهدى ولإن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير)(20) (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)(21) ، وهي في ذلك تستخدم أسلوب الكر والفر، والإقدام الإحجام، والسر والإعلان، في ضوء ما يحقق لها أهدافها، ولن تتورع عن أي أسلوب يوصلها لغايتها، فالغاية لديها تبرر الوسيلة، وما أحجار رقعة الشطرنج عنا ببعيد، والميكافيلية دينها وديدنها، كما صرح بذلك وجلاّه ساستها ودهاقنتها ورجال مخابراتها وجيوشها.
    ومن هنا فإن مواجهة تلك الاستراتيجية وذلك المخطط الرهيب، لا يكون بردود الأفعال، والتصرفات غير المدروسة، أو الخطط قصيرة المدى والأثر، وإنما باتخاذ كل ما يكافئ تلك الاستراتيجية (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون(22)) . وهذا يتطلب جهوداً جماعية مضاعفة، يتضامن فيها الحاكم والمحكوم، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الفرد والجماعة، جهود على مستوى الأمة المؤمنة المسلمة، لا تفرقها العصبيات والحزبيات واختلاف البلدان والأقاليم (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)(23) (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)(24) ، نحن بحاجة إلى جهود في كافة المجالات، عسكرية وأمنية وإعلامية واقتصادية وسياسية واجتماعية.
    كما أن إعداد الأفراد لخوض هذه المعركة يجب أن يكون شاملاً لكل الجوانب الإيمانية والتربوية والمالية والنفسية، ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))(25) ، إننا يجب أن نربي أبناءنا منذ الصغر على معرفة عدوهم، وأن نرضعهم بغض أمريكا ومن يدور في فلكها، وأن نقرر لهم العقيدة الراسخة في كفر اليهود والنصارى والمشركين، وأنهم لم يكونوا ولن يكونوا لنا أصدقاء أبداً حتى يعود إلى الضرع اللبن، أو يؤمنوا بالله وحده، (..كفرنا بكم وبدا بينا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده..) (26) .
    إن أعظم من ضرب العراق، ما نشهده من ضرب عقيدة الولاء والبراء، بل ونحرها نحراً على أيدي بعض من يدعي الإسلام، (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق..) (27) .
    والمعركة تتطلب تربية إيمانية شاملة جادة بعيدة عن اللهو والعبث والمجون، تربية أساسها القرآن والسنة، ومنهجها فهم سلف الأمة، وميدانها تزكية النفوس وصقلها، وتجنيبها الفتن والمحن وبنيات الطريق.
    وهي كذلك معركة اقتصادية تحتاج منا إلى خطة بعيدة المدى نواجه فيها عدونا بما يكافئ تلك الوسائل التي يواجهنا بها، وأولى تلك الخطوات الاستغناء عن عدونا، ومقاطعة منتجاته ضمن برنامج عملي تدريجي تراعى فيه الأحوال والظروف مع الصدق والعزيمة، (..في الأرض مراغما كثيرا وسعة..)(28) . والمهم أن نصدق مع الله ونتخلص من الهزيمة النفسية، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(29) (..فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) (30) وأن نكون على ثقة بوعد ربنا، وبشرى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
    ولست في سبيل تفصيل كيف يكون الإعداد، وإنما أردت استنهاض الهمم والعزائم، وشحذ الطاقات، واستثمار الإمكانات وعندها سنرى العجب وما لا يخطر لنا على بال قال ابن القيم رحمه الله: "لو توكل العبد على الله حق توكله، في إزالة جبل عن مكانه، مأموراً بإزالته، لأزاله". (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)(31) .
    فإذا أخذنا بالأسباب، وتوكلنا على الله حق توكله، فلن تستطيع أمريكا ولا غيرها هزيمتنا واستباحة بيضتنا، طال الزمان أو قصر (..قال أصحاب موسى إنا لمدركون* قال كلا إن معي ربي سيهدين * فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم* وأزلفنا ثم الآخرين* وأنجينا موسى ومن معه أجمعين* ثم أغرقنا الآخرين* إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين* وإن ربك لهو العزيز الرحيم) (32) .

    وأخيراً أختم هذا البيان بكلمتين:
    الأولى أوجهها إلى العلماء وطلاب العلم والدعاة رجالاً ونساءً: قوموا بما أوجب الله عليكم، وبما أخذه من العهد والميثاق بتبليغ رسالة الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونشر العلم، والصدع بالحق، لا تأخذكم في ذلك لومة لائم، واعملوا على جمع شمل الأمة حكاماً ومحكومين على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكونوا صفاً واحداً في مواجهة أعداء الأمة والملة، و تقدموا الصفوف مجاهدين في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، ولا تدعوا المجال للمنافقين والعلمانيين، فإن الناس إذا لم يجدوا عالماً ربانياً اتخذوا رؤساء جهالاً، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا، فبادروا إلى بيان الحق قبل فوات الأوان، وابتعدوا عن التسويف والتأجيل، وأذكركم بقوله تعالىوإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلاً فبئس ما يشترون)(33) وقولهإن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (34).
    وعليكم أن تتداعوا وتجتمعوا لتبصير الأمة بما يجب عليها، خاصة وأن الخطب جلل، والأمر جدّ خطير، وأن تبتعدوا عما يفرقها، ويزيد من شتاتها، وتنافرها، (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) (35) .
    والثانية: أن نحسن الظن بالله، وأن نثق بوعده، وبأن العاقبة للمتقين، وأن الباطل وإن انتصر في جولة فسينهزم في جولات.
    إن ما يجري على مرارته وشدته يحمل بشائر النصر، وإن المستقبل بإذن الله لهذا الدين، وإن قوى الكفر مهما عملت فلن تستطيع إطفاء نور الله (يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله أن يتم نوره ولو كره الكافرون)(36) ، إن جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة وإن الظلم مرتعه وخيم، وعلى الباغي تدور الدوائر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء، وسيأتي يوم نردد فيه ما ردده نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يحطم الأصنام (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (37) ، ولكنه الابتلاء والامتحان ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، والمهم أن نكون كما أمرنا الله في عقيدتنا وعبادتنا وخلقنا وسلوكنا واستعدادنا الحسي والمعنوي، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، (هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)(38) ولنتفقد أحوالنا حتى لا يحل بنا ما حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) (39).
    فلنعد إلى ديننا عودة صادقة مخلصة، ولنغير من أحوالنا فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وعندها أبشروا وأملوا، فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً، وعندما تكون الأمة على مستوى المسؤولية سيتحقق وعد الله بالنصرة، ويحيق بعدونا ما حاق بأمثالهم من قبل (أم يقولون نحن جميع منتصر* سيهزم الجمع ويولون الدبر* بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر* إن المجرمين في ضلال وسعر)(40) .
    وقبل الوداع أذكر نفسي وإخواني بأهمية الالتجاء إلى الله، والرجوع إليه بتوبة صادقة، وفيئة خالصة، مع التضرع إليه في سجودنا وقنوتنا وأسحارنا بأن يكشف هذه الغمة، ويهلك أعداء الملة والأمة، وأن يعز الإسلام والمسلمين، ويذل الشرك والمشركين، وأن يدفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يوحد قلوب العلماء والدعاة والمؤمنين على كلمة سواء، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من ظلم الظالمين، وكيد الكافرين، وأن يرد كيدهم في نحورهم، ويجعل الدائرة عليهم، إنه قوي عزيز سميع مجيب، (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)(41) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    مقتطع من مقال للشيخ:
    _http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?thre adid=987

    أولاً: يجب أن نعلم أن هذه الأحداث ابتلاء من الله وامتحان للأمة جماعات وأفراداً؛ كما قال سبحانه: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون"، وقال سبحانه: "الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون". والابتلاء والامتحان شامل لابتلاء القلوب والأجسام،وهو ابتلاء حسي ومعنوي، فليكن المسلم متيقظاً حذراً، وأن ينتبه إلى مواقفه وأقواله واعتقاده ونياته فيما يتعلق بهذه الأحداث العظيمة؛ حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها فيخسر أولاه وأخره. قال سبحانه: " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ".

    ثانياً: يجب أن ندرك أن المعركة في حقيقتها معركة بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر، بين الخير والشر؛ كما أعلنها زعيم التحالف الغربي نفسه فصرح بأن الحرب حرب صليبية، فلم يدع لنا أي مجال لأن نحملها على غير ذلك، وأيده على هذه الحقيقة عدد من مساعديه، بل وحلفائه؛ كرئيس الوزراء الإيطالي، ورئيسة وزراء بريطانيا سابقاً ( تاتشر )، وما صدر منهم بعد ذلك من تفسير لا يغير من الحقيقة شيئاً؛ حيث إن برامجهم ومواقفهم تؤكد صحة ما أعلنوه، وبخاصة بعد إعلان الحرب وتصريح الرئيس الأمريكي أن المعركة لن تقتصر على بلد معين؛ بل ستتعداه إلى غيره، مما يدل على ما يضمره القوم من شر وسوء طوية ومعركة مبيتة سلفاً " وما تخفي صدورهم أكبر ".

    ثالثاً: وجوب البراءة من المشركين واليهود والنصارى، وإعلان مفارقتهم، وحرمة الولاء لهم أو توليهم التزاماً بقوله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم". وقوله سبحانه:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه" وقال سبحانه:"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء". وثبت في حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - أنه قال: " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم، وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك، واشترطْ عليّ فأنت أعلم، قال:" أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين ". وقال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير آية الممتحنة:" ينهى تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في آخر هذه السورة كما نهى عنها في أولها، فكيف توالونهم وتتخذون منهم أصدقاء وأخلاء ". وقال الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -:" فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم؛ بعد وجوب التوحيد، وتحريم ضده ". والأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف في هذا الباب أشهر من أن تحصر أو تذكر، فليحذر المسلم أشد الحذر من موالاة أعداء الله، أو أن يقع في قلبه محبة لهم فيضل عن سواء السبيل وينتفي عنه الإيمان "لا تجد قوما ًيؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله".

    رابعاً: حرمة مظاهرة المشركين واليهود والنصارى، وإعانتهم على المسلمين، وأن من فعل ذلك عالماً بالحكم طائعاً مختاراً غير متأول فقد برأت منه ذمة الله، حيث إن المظاهرة والمناصرة أعظم أنواع التولي والموالاة، قال الإمام الطبري - رحمه الله - في قوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين " ( معنى ذلك: لا تتخذوا - أيها المؤمنون - الكفار ظهوراً وأنصاراً، توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شي ء، يعني فقد برئ من الله، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ) أ. هـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين؛ مع كونهم يصلون ويصومون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتلاً للمسلمين". وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - "إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على المسلمين، - ولو لم يشرك - أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين".

    وقال في نواقض الإسلام العشرة: "الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى:" ومن يتولهم منكم فإنه منهم ". وقال أحد علماء نجد كما في الدرر 9 / 291:" فمن أعان المشركين على المسلمين، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختياراً منه فقد كفر ".

    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: "أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقض الإسلام لقوله عز وجل:"ومن يتولهم منكم فإنه منهم".

    وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود الموالاة المكفرة فأجابت:"موالاة الكفار التي يكفر بها من والاهم هي محبتهم ونصرتهم على المسلمين؛ لا مجرد التعامل معهم بالعدل". وقال الشيخ صالح الفوزان - وفقه الله -: " ومن مظاهر موالاة الكفار: إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين، ومدحهم والذب عنهم،وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة والعياذ بالله من ذلك ". وقال الشيخ عبد الرحمن البراك - حفطه الله -: "فإنه مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأنّ تخلي الدول في العالم عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة، فكيف بمناصرة الكفار عليهم، فإن ذلك من تولي الكافرين؛ قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) وعد العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية، فالواجب على المسلمين نصرة إخوانهم المظلومين على الكافرين الظالمين، قال صلى الله عليه وسلم: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ))". ا هـ وكلام العلماء في هذا الباب يفوق الحصر، ولذلك فليحذر المسلم أن يكون عوناً لليهود والنصارى على إخوانه المسلمين الأبرياء، بأي شكل كانت الإعانة حسية أو معنوية فيخسر دينه ودنياه.

    خامساً: وجوب الوقوف مع المسلمين المستهدفين بهذه الحرب الصليبية، في أي بقعة من الأرض كل حسب استطاعته، وعدم جواز التخلي عن أي مسلم يستهدف ظلماً وعدواناً، والحرب على أفغانستان وحكومة طالبان ظلم وعدوان صريح، حيث لم تستطع أمريكا أن تقدم دليلاً مقنعاً على دور المسلمين في ما حدث في أمريكا، وقد صرح بهذه الحقيقة أمير قطر بعد بدء الحرب وكذلك صرح قبله عدد من المسئولين العرب على أن أمريكا ليس لديها دليل ثابت على اتهاماتها، بل قال أحد كبار المحامين البريطانيين: إن أدلة أمريكا على من اتهمتهم بالأحداث لا يمكن أن يقبل بها أي قاض أمريكي فضلاً عن غيره. ولذلك لا بد من نصرة إخواننا هناك وفي كل مكان. قال سبحانه: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ". وقال صلى الله عليه وسلم:"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". وقال صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم: لايظلمه ولا يخذله" كما في حديث أبي هريرة، وفي حديث ابن عمر:"لا يظلمه ولا يسلمه". كما أن الوقوف مع هؤلاء المسلمين من أعظم ما يدفع الله به البلاء عن الأمة، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتخلي عنهم من أعظم أسباب غضب الله وحلول عقابه، ومن خذل مسلما في مقام يستطيع فيه نصرته خذله الله.

    سادساً: الحذر من نقل المعركة إلى داخل بلاد المسلمين، وإحداث الفوضى والاضطراب فيها، فإن ذلك يسر الأعداء، ويمكّنهم من تنفيذ مخططاتهم بضرب الأمة وتفريق صفوفها، وإغراقها في مشكلات لا حصر لها، وباب التأويل في هذا الأمر واسع، فيجب إغلاقه وسدّ منافذ الشر؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد لا تحصى، والضابط في ذلك هو مراعاة قاعدة تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فهي قاعدة عظيمة لا يجوز إغفالها، وبخاصة في هذه الفتن التي تعصف بالأمة. كما أنصح الشباب بالبعد عن الحماس غير المنضبط، والاستعجال غير المدروس لما له من آثار في العاجل والآجل، وأن تكون تصرفات المسلم محكومة بأدلة الكتاب والسنة وقواعد الشريعة، قال سبحانه:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً". وقال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي".

    سابعاً: يحب أن نحسن الظن بالله، وأن نعلم أنه مالك الملك، لا يعجزه شيء، وأنه لن يقع شيء إلا بقضائه وقدره، وهو لا يقضي إلا الخير، فلا بد من التفاؤل؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس تفاؤلاً عند الأزمات الكبرى كما في الأحزاب وغيرها مع الأخذ بالأسباب المشروعة، والبعد عن الإرجاف والخوف وتضخيم دور الأعداء، "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين، ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألاّ يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم"، "وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"، وأن نتذكر قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها"، وقوله:"لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم". وقوله:"فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"، وقوله:"لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم". وقوله:"ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول". ولا بد من تقوية الإيمان، وألا نخشى إلا الله، وأن نتوكل عليه، ونفوض أمرنا إليه، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً".

    ثامناً: أن نعلم أن ما أصابنا بسبب ذنوبنا ومعاصينا، قال سبحانه:" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير "، وقد نقل عن عليّ - رضي الله عنه -:"ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ". فلا بد من التوبة والإنابة والرجوع إلى الله، والتضرع إليه، والخروج من المظالم، والربا، مع وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحكيم شريعة الله في كل صغيرة وكبيرة؛ في أنفسنا وبيوتنا وما ولينا؛ لعل الله أن يكشف ما بنا من سوء، "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون".

    ولا بد من الاستغفار القلبي والعملي "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ". وينبغي التسلح بسلاح الدعاء، فإن الله يجيب دعوة الداع إذا دعاه وبخاصة المضطر "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون". "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء". "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين". نسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأن يرفع البلاء عن المستضعفين، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، إنه سميع مجيب. "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم اليهود والنصارى ومن حالفهم، وانصر المسلمين عليهم". وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

    _مقتطع من مقال للشيخ:

    http://www.alsunnah.org/110mawaqef2.htm


    فإننا عزمنا أن نعيش شرفاء أو نموت شهداء , فخذوا حذر كم أيها الجبناء

  • #2
    جزاك الله كل خير اخوي علي الجهد الطيب والمبارك موضوع في غاية الروعة


    تقبل الله منك هذا العمل وسائر الاعمال وجعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة


    دمت بحفظ الرحمن ورعايته
    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

    تعليق


    • #3
      جزاك الله كل خير اخى
      وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك
      اثابك الرحمن الجنان

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي الحبيب على الموضوع الرائع

        ولا ننسى أن لكل ظالم نهاية
        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
        .....

        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
        ؟

        الشتم و السباب

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخى
          وجزاك الله كل خير

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم وجمعنا الله على كلمه التوحيد


            فإننا عزمنا أن نعيش شرفاء أو نموت شهداء , فخذوا حذر كم أيها الجبناء

            تعليق


            • #7
              الله يقول وتلك الارض نورثها من عبادنا من كان تقيا
              فالنصر لاهل التوحيد بإذن الله
              وان طال للظلم والكفر يومه
              ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


              تعليق

              يعمل...
              X