بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : { اقرأ بالسم ربك الذي خلق(1)خلق الإنسان من علق (2)اقرأ وربك الأكرم (3)الذي علم بالقلم(4) }.
الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وسخر لنا نبيا ورسولا بلسان عربي ، حمل رسالتا بلاغية لأهل البلاغة ، الذين عرفوا الحق واتبعوا النور وحملوا المصباح في عتمة الليل ، فعندما طرقت هذه الآية مسامعهم فهموها ببلاغتهم فهموا لغة القلم ، القلم الذي تلاشى مع مرور الزمن ومع ضياع لغة الضاد تاه القلم بين السطور، فأخذ علماء الدين المستحدثين والمفكرين الجدد يترجمون لغة القلم بما يتناسب مع أهوائهم ، الترجمة التي تذود عنهم سخط سلطان وحاكم جائر مروجين للثقافات المهزومة والاستعمار الفكري ، اخذوا على عاتقهم إقصاء الأمة عن أصول وقواعد لغة القلم التي انطلقت من غار حراء فأصبحت العقيدة والفكر الإسلامي ثقافة والثوابت شعارات وأصبح العلم سلعة تباع وتشترى ومهنة لكسب الرزق والبحث عن الشهرة وحب الذات .
وأصبح الدين الإسلامي ورجل الدين عبارة عن عمامة والتحاء وتلويح بالرؤؤس يمينا وشمالا (الله حي الله حي) .
ولكن (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). فقد وعد الله والله خير الواعدين بأن يبقى نفر من أمة الإسلام قابضة على الجمر ، تجري دمائهم ثمنا لترجمة أصول لغة القلم ، حيث رزقنا الله أمثال الشيخ عز الدين القسام و حسن البنا وسيد قطب رسموا لنا معالم الطريق ، طريق ذات الشوكة ، فكانت لغة القلم هي القراءة بالسيف، اللغة الممنهجة بأصول الدين والثوابت النابعة من وحي القرآن والسنة .
وما كان من العدو إلا أن يحاول طمس هذه اللغة بقتل هؤلاء المجاهدين ، إلا أنهم لم يعلموا أنهم تركوا للأمة إرثا لا ينتهي بموت حامله، فبدأت هذه اللغة تترسخ في جماعات وحركات وأحزاب .
عاد فجر الإسلام يبزغ من جديد فأصبحت العمامة التي لا تنادي بحي على الجهاد عمامة مأجورة ، عمامة عميلة.
ورغم اختلاف هذه الجماعات في وسائلها وأولياتها وترتيب أهدافها حسب رؤيتها للواقع إلا أنها تجتمع على نفس الهدف وهو إعلاء كلمة الحق .
ففي فلسطين هذه البقعة الصغيرة في حجمها ، العظيمة في شأنها ، كانت للجماعات الإسلامية فلسفتها الخاصة في ترتيب أهدافها ، معتبرتا فلسطين مركز الصراع والهدف الذي يجب أن تجتمع عليه كل الجماعات .
ومن فلسفة الجماعة الاسلامية في فلسطين أنها تأخذ على عاتقها أن تبقى شرارة للثورة وفرض واقع الصراع رغم كل المؤامرات التي تحاول ثني الحركات الوطنية والإسلامية عن ساحة الجهاد والاستشهاد .
هذه الجماعة تجري بما لا تشتهي السفن ، وترى هذه الجماعة أن العقيدة تترسخ من خلال المواجهة مع العدو، وعلى من ينتمي إليها أن يعي انه إذا تحقق الإيمان في داخله تحقق عنده الوعي وإذا تحققتا معا تنطلق الثورة . التوقيع: هبوب الريح
تعليق