سلام على قلب مفعم بالإيمان يجليه ذكر الله
آناء الليل وأطراف النهار..
سلام على نور يسعى بين يديك يضيئه
حجاب العزة والكرامة..
سلام على إمرأة تتوق إلى لقاء ربها في
الفردوس الأعلى..
سلام على من تعلق قلبها بالآخرة وطلق
الدنيا..
تحية أهل الجنة سلام. فالسلام عليك أيتها
الطاهرة ورحمة الله وبركاته..
بكل الفخر والتقدير نراك فنعجب من ثقة
خطاك وقوة يقينك في مسعاك. الأجواء من
حولك ملبدة غائمة وعاصفة وهادرة. والدنيا
من حولك تتلون وتتفنن وتتزين. القنوات من
فوق تصب جام غضبها على عفتك وطهرك
والصحافة تبتز كل ما يؤدي إلى طريقك.
والشذاذ من المفكرين والمفكرات يتميز بهم
الغيظ كلما رأوا عباءتك السوداء التي تخفي
جبين العزة الأسعد فيالك من واثقة وما
أعظمك من كيان.
إنك التي تفلق وجوه الغدر بنور الحشمة
والستر. قطعت نياط القلوب
المريضة. وأزهقت الأرواح الساقطة
اللقيطة التي كلما اقتربت من
ذلك الكيان كلما احترقت
بشواظ من نار ونور يتخفى تحت
عباءة من حفظت الله
فحفظها ورعت دينه فرعاها.
حين عصفت ببعض النساء العواصف بقيت أيتها
الشامخة سيدة المواقف لا تعرفين التضعضع أو
التراجع فمع ما ترينه من عباءات فرتسية أو غربية
أنك بقيت ترين كل ذلك بعين واحدة لا تتغير ولا تتلون
لديك المعايير ولا القيم فلقد ظل الإنحراف بالنسبة
لك إنحرافا مهما لونه الملونون وحسنه المحسنون
وبقيت الفضيلة بالنسبة لك فضيلة وبقي الحسن
بالنسبة لك هو كل مايمت إلى تعاليم الدين بِصبة
فالحجاب بالنسبة لك شرف لا تساومين عليه
ولا تناورين أو تداورين حوله.
وحين فت عزمهم ورأوا همّتك أيتها المحتشمة
صوبوا نحوك سهام الاستهزاء فأنت ذات الكفن
وذات الخيام المسلطة على الرأس وأنت المكبوتة
والمقهورة وأنت المعقدة التي تريد بتدينها أن تنفس
الحشمة وانت ضحية تسلط الرجل وأنت دليل
التزمت والتطرف والإرهاب وأنت وأنت وأنت في كم
هائل من عبارات الذم والاحتقار!! ومع ذلك تلتفتين
إليهم بلسان حالك قائلة: أن الناس لا يرمون إلا
الشجر المثمر والقافلة تسير....
إنك فتاة الإسلام وحامية عرين العفة والطهر
ومحضن الأسود. المرأة المحتشمة التي اجتمع كل أهل
الكيد يتآمرون عليك فماذا فعلوا بك؟ لقد زادوك
تمسكا وعزة فخرجت تياهين الدنيا بما هي عليه
وتقولين لهم في عزة المؤمنة: إنني فوق مطامعكم
يا تجار الرقيق وعبّاد الشهوة. إنني أعوذ بالله أن أنزع
لباسا ألبسني إياه ربي وأعوذ ابلله أن أنقلب على عقبي كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران. هل
تريدون يا أرباب الفجور أن أعود إلى المستنقع الذي أخرج الاسلام المرأة منه؟
إنني أقول لكم جميعا خسئتم فلن أكون دمية
للعلمانية ولا بضاعة في يد الحداثية ولا مملوكة
في سوق النخاسة والنجاسة. لن أخرج إليكم
لتختلطوا بي وتذبحوا كرامتي على عتبات مسارح المدنية الزائفة
والحضارة الزائغة.
تعليق