إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه ( سيرة الحسين )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه ( سيرة الحسين )

    من هو الحسين بن علي ؟

    إنّي لتطربني الخلال كريمة طرب الغريب بأوبة وتلاق
    ويهزّني ذكرُ المروءة والندى بين الشمائل هِزّة المشتاق

    كنيته واسمه ونسبه :

    أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ( عبد مناف ) 8 بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان 9 ، القرشي الهاشمي .

    لقبـه :

    سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وريحانته من الدنيا ، وهو سيد شباب أهل الجنة .

    تكوين الشخصية :

    لم يكن تكوين تلك الشخصية العظيمة من فراغ ، وإنما كانت هناك عوامل بيئية ووراثية تجمّعت في هذه الشخصية ، لتكوّن لنا شخصية الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .

    نشأته :

    لم يعش آباء الحسين رضي الله عنه وأجداده في قلب الصحراء ، المترامية الأطراف والرمال ، بعيدين عن الحضارة والتقدم ، وإنما كانوا يعيشون في مكة التي تعتبر عاصمةً لشبه الجزيرة العربية ، تتجه إليها الأنظار ، وتشد إليها الرحال ، وتَشْخُص لها الأبصار .

    وذلك لمركزها في تجارة بلاد العرب كلها ، والتي يحج إليها العرب فيطوفون حول الكعبة ، ويزورون بيت الله .. الذي بناه أجداده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، ولقد أراد المولى سبحانه وتعالى أن تكون مكة هي مهبط الرسالة لجد الحسين عليه الصلاة والسلام ، ومنها انتقلت الحضارة والمجد والعز إلى المدينة التي ولد بها الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .

    شبل من أسد :

    ولعوامل الوراثة أثرها الواضح والبين على شخصية الحسين رضي الله عنه ، وإظهارها المشَرِّف بالمتعارف عليه عند الناس من الشجاعة والإقدام ، وعلو الهمة والبعد عن الدنايا ، والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل المبادئ العظيمة .

    لقد كان الأجداد الذين ينتسب إليهم الحسين رضي الله عنه عظماء ، عظماء بمعنى الكلمة ، فمنهم نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ، بتاريخهما المعروف بالرسالة والنبوة ، والهمة والشجاعة .

    ومن الامتداد الوراثي لأصل الحسين رضي الله عنه الجد : ( قصي بن كلاب ) وكان من المكانة وحسن الرأي ما جعله موضع احترام أهل مكة ، وولّوه كل المناصب المتصلة بالكعبة والبيت الحرام ، ثم أقرُّوا له بالملك عليهم .

    ومن الامتداد الوراثي الجد : ( هاشم ) وقد كان كبيراً في قومه ذا يسار ، فَولي السقاية والرفادة ، ودعا الناس إلى إطعام الحاج أثناء الموسم ، وكان من أعماله أنه سنّ رحلتي الشتاء والصيف ، واتصل بالممالك المجاورة ، فلما تولى من بعده ( عبد المطلب ) اتصل بيثرب وبأخواله هناك فكانوا عوناً له ، فساعدوه على أن يتولى ما كان هاشم يتولاه .

    ومن أولاد عبد المطلب : ( أبو طالب ) والد الإمام علي رضي الله عنه ، و ( عبد الله ) والد سيدنا محمد والد فاطمة الزهراء أم الحسين ، عن واثلةَ بنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم ) 10 .

    ذلك هو الأصل العريق الذي انتهى إلى الحسين بن علي ، من جهة أبيه ومن جهة أمه ، وتلك هي الشجرة المباركة التي انتسب إليها ، فكلهم عظماءُ وقتهم ، وقد تحقّق هذا في شخصيتنا هذه : أبي عبد الله / الحسين بن علي ، وما امتاز به من : هيبة وذكاء .. وشجاعة وإقدام .. والتي أدى بها دوره في الحياة كما قدّرها الله عز وجل له ، لينال منزلةً عاليةً في الآخرة ، فيكون سيّد شباب أهل الجنة .

    والديّ الحسين :

    الأب : أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والأم : سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها .

    أجـداه :

    جدّه لأمه : محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وجدته لأمه : خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، وجدّه لأبيه : أبو طالب ( عبد مناف بن عبد المطلب ) ، وجدّته لأبيه : فاطمة بنت أسد الهاشمية رضي الله عنها .

    إخوانه :

    من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن ، زينب الكبرى ، أم كلثوم الكبرى .
    من خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة : محمد الأكبر ( محمد الحنفية ) .
    من ليلى بنت مسعود بن خالد بني تميم : عبيد الله ، وأبو بكر .
    من أم البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة : العباس الأكبر ، عثمان ، جعفر الأكبر ، عبد الله .
    من أسماء بنت عميس الخثعمية : يحيى ، عون .
    من الصهباء ( أم حبيب بنت ربيعة بن جبر ) : عمر الأكبر ، رقيّة .
    من أمامة بنت العاص بن الربيع : محمد الأوسط .
    من أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي : أم الحسن ، رملة الكبرى .
    من حياة بنت امرئ القيس : ابنة هلكت وهي جارية .
    من أمّهات أولاد : محمد الأصغر ، أم هانئ ، ميمونة ، زينب الصغرى ، رملة الصغرى ، أم كلثوم الصغرى ، فاطمة ، أمامة ، خديجة ، أم الكرام ، أم سلمة ، أم جعفر ، جمانة ، نفيسة .

    قال ابن سعد : لم يصحّ لنا من ولد علي رضي الله عنه غير هؤلاء 11 .


    ***

    المصادر :

    (1) أخرجه أحمد برقم ( 22240 ) .
    (2) أورده الذهبي في السير ( 3/285 ) ، وروى ابن حجر عن عبد الله بن عمرو بن العاص .
    (3) السلسلة الصحيحة رقم ( 4003 ) .
    (4) أورده الذهبي في سيره ( 3/287 ) عن أبي المهزم قال : ( كنا في جنازة فأقبل أبو هريرة ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين ) .
    (5) أورده الذهبي في السير .
    (6) أورده الذهبي في السير عن مصعب الزبيري ( 3/287 ) ، الطبراني ( 2844 ) وقال الهيثمي بأنه منقطع .
    (7) أخرجه مسلم برقم ( 1289 ) .
    (8)أبو طالب اسمه : عبد مناف .
    (9) الطبقات الكبرى ( 3/19 ) ، الإصابة ( 1/507 ) .
    (10) أخرجه مسلم برقم ( 4221 ) .
    (11) الطبقات الكبرى ( 3/20 ) .


    يتبع إن شاء الله

  • #2
    بارك الله فيك اخي احمد

    و للعلم نحن اهل السنة و الجماعة اولى بالحسين و ال البيت من الذين يدعون زورا و بهتانا حبهم لال البيت و اظن الجميع يعرف قصدى

    تعليق


    • #3
      موقف أهل السنة من قتل الحسين!

      والذي أود ذكره هنا: أنه ينبغي أن يعلم جيراننا في الوطن والسكن وأبناء منطقتنا أننا معشر السنة والجماعة نرفض رفضاً باتاً أي احتفالات في هذه الأيام من محرم وخاصة يوم العاشر منها، فليست أيام عيد، ولا يحتفل بها، بل نعتقد بأن الاحتفال بها بدعة منكرة ولا تجوز....، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في السؤال الآنف الذكر.

      والعجب كل العجب أن يتحدثَ بعضُ الناس عنا كذباً وزوراً أننا نحتفل بهذا اليوم فرحاً بمقتل الحسين بن علي عليه السلام، ونحن نعتقد أن الحسين عليه السلام قد قتل مظلوماً، ولا شك ولا ريب عندنا في ذلك؛ بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وأما من قتل الحسين عليه السلام، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [مجموع الفتاوى (4/487)].

      وهذا هو إمام أهل السنة والجماعة عندنا، والذي يعتقد كثير من الشيعة أنه أشد أعداء الشيعة، ولذا تجدهم يبغضونه ويلعنونه، فهذا موقفه رحمه الله من الحسين عليه السلام، وممن قتلوه واستباحوا دمه ظلماً وعدواناً، عليهم من الله ما يستحقون.

      ولكننا معشر أهل السنة نرى صيام هذا اليوم، وقد ثبت صيامه عندنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وثبت عند الشيعة أيضاً بمرويات الأئمة عليهم، وهي روايات ثابتة معتمدة في الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة.



      يتبع بإذن الله

      تعليق


      • #4
        نحن اولى بالحسين منهم .
        انشودة ريحانة المصطفى للحسين رضي الله عنه .

        http://www.zshare.net/download/6628293639bbc4/
        15:15

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي محمد 5
          ولي عودة إن شاء الله

          تعليق


          • #6
            موقف أهل السنة وآل البيت فيمن جعل يوم عاشوراء مأتماً

            وموقفنا نحن أهل السنة من هذه المآتم هو كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الآتي ذكره، فاصبر -أخي وعزيزي- رويدك قليلاً ولا تتعجل في الحكم حتى تتم قراءة كلامه وترى بعينك أيضاً روايات الأئمة رضوان الله عليهم في حكم هذه الاحتفالات وهذه المآتم.

            يقول رحمه الله تعالى عن الذين يجعلون عاشوراء مأتماً: (والذي أمر به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في المصيبة –إذا كانت جديدة- إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع... وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر عند حدثان العهد بالمصيبة، فكيف مع طول الزمان، فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة وإنشاد قصائد الحزن، وكلا الطائفتين مخطئة خارجه عن السنة، ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في عاشوراء شيئاً من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح ولا شعائر السرور والفرح...) [مجموع الفتاوي (2/915)].

            إذاً: فالنهي ثابت عند أهل السنة، وهو أيضاً ثابت عند الشيعة فمن ذلك:

            عن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام الملقب بالباقر: [[النياحة من عمل الجاهلية]]، [وسائل الشيعة (2/915)].

            وعن جعفر الصادق عن آبائه عليه السلام قال: {نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الرنة عند المصيبة، ونهى عن النياحة والاستماع إليها}. [وسائل الشيعة (2/915)].

            وعن علي عليه السلام قال: {{ثلاث من أعمال الجاهلية لا يزال فيها الناس حتى تقوم الساعة: الاستسقاء بالنجوم، والطعن في الأنساب، والنياحة على الموتى}} [بحار الأنوار (82/225)].

            وعن الصادق عليه السلام أنه قال: [[لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي، ولكن الناس لا يعرفون]] [الكافي (3/226)].

            وعنه عليه السلام أنه قال: [[لا ينبغي الصياح على الميت، ولا بشق الثياب]] [الكافي (3/225)].

            وعن فضل بن ميسر قال: [[كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءه رجل فشكى إليه مصيبة أصيب بها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أما إنك إن تصبر تؤجر، وإلا تصبر يمضي عليك قدر الله الذي قدر عليك وأنت مأزور]] [الكافي (3/225)].

            فتأمل -أيها القارئ الكريم!- فتح الله قلبك لهداه أن الواجب عند المصيبة الصبر والاحتساب لا الضجر والاعتراض، ولا يمكن تغير شيء من المصائب لأنها وقعت وانتهت ومضى فيها أمر الله سواء صبر المبتلى أو لم يصبر لن يغير شيئاً، لكن إن صبر أجر وحاز على الثواب، وإن لم يصبر وسخط أثم وفاته الثواب ولم يغير شيئاً، فهل استفدنا طيلة اثني عشر قرناً من البكاء، وضرب القامات، وإيذاء النفس بل ربما قتلها، فأصبحت المصيبة مصيبتان: قتل الحسين عليه السلام، وإيذاء لأنفسنا وارتكابنا لِمَا نهانا عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ونهانا عنه الأئمة عليهم السلام.

            تعليق


            • #7
              المآتم ليست من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته

              ونقول بعد هذا: لقد قتل كثير من الأنبياء عليهم السلام، ولم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل هذه الأمور ألبتة، وكذلك قتل عدد من أهل بيت النبوة كحمزة وجعفر رضي الله عنهم أجمعين في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفعل لهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً، ولم يضع لهم أيضاً قبوراً ولا مزارات ولا غيرها مع فضل كلٍ منهما وحب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لهما حباً شديداً، وكذا الحال في خديجة رضي الله عنها.

              وكذلك قُتِلَ الإمام علي عليه السلام ولم يفعل له أولاده عليهم السلام شيئاً، وعلى رأسهم الحسن والحسين عليهما السلام، فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد الإمام علي عليه السلام على خطأ؟!

              فانظر -أيها القارئ الكريم- بعين التفكر والاعتبار لا بعين التكبر والعناد!! واعلم أنه ليس لك في الآخرة إلا ما قدمت من العمل الصالح بعد رحمة الله تعالى... أسأل الله تعالى أن يفتح بكلامي هذا قلوباً غلفاً، وأعينناً عمياً، وآذاناً صماً (اللهم آمين).

              وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخي جند الله
                تحياتي

                تعليق


                • #9
                  هنا إخواني نود منكم التفاعل في هذا الموضوع
                  بداية ما الدروس المستفادة من استشهاد الحسين رضي الله عنه ؟
                  يرجى النقاش ان يكون مدعوما بالادلة وان يكون الحوار بناء

                  تعليق


                  • #10
                    ريحانة المصطفى ... ريحانة المصطفى .... ريحانة المصطفى ..

                    ريحانة المصطفى انت العلا في الوفا خلف الحسين اقتفا المجد والعلياء .

                    سبط النبي وبحر الجود ان عبس وفارس الفتح لما يبلغ الحلم .

                    والممتطي صهوات المجد من صغرٍٍ والحرب تقذف من بركانها حمما .

                    ريحانة المصطفى حب الصاحبة من كمثلهم يحفظ الارحام والذمم .

                    ريحانة المصطفى ... ريحانة المصطفى .... ريحانة المصطفى ..

                    ريحانة المصطفى انت العلا في الوفا خلف الحسين اقتفا المجد والعلياء .

                    الراكع الساجد البدري اعطيةً لما وعى فضله فاروقنا قسما .

                    وما اراه ابو بكر خلافته الا انحنى مرهف الوجدان وابتسم

                    وقال قولة اجلالٍ ومرحمة ٍ قرابة المصطفى اولى بنا رحما .

                    ريحانة المصطفى ... ريحانة المصطفى .... ريحانة المصطفى ..

                    ريحانة المصطفى انت العلا في الوفا خلف الحسين اقتفا المجد والعلياء .

                    تلكم مناقب اصحاب النبي فما للمسلمين احالوا حلفهم ألما .

                    وصهرات وانساب وتسمية ورحمة جل من سماهم الرحما .

                    تألقوا في رئا الاخلاق كوكبة وان شد البأس كانوا للعدا رجما .

                    ريحانة المصطفى ... ريحانة المصطفى .... ريحانة المصطفى ..

                    ريحانة المصطفى انت العلا في الوفا خلف الحسين اقتفا المجد والعلياء .
                    15:15

                    تعليق


                    • #11
                      الأسباب التي أدت إلى خروج الحسين والفتوى التي بنى عليها خروجه رضي الله عنه:
                      كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض وشاركه في المعارضة عبد الله بن الزبير والسبب في ذلك: حرصهما على مبدأ الشورى وأن يتولى الأمة أصلحها ـ وتلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين وابن الزبير، قد عبرت عن نفسها بشكل عملي فيما بعد فالحسين رضي الله عنه كما مر معنا، كان معارضاً للصلح، والذي حمله على قبوله هو متابعة أخيه الحسن بن علي ثم أن الحسين بن علي استمر على صلاته بأهل الكوفة وقد كان يعدهم بالمعارضة ولكن بعد وفاة معاوية، والدليل على ذلك أنه بمجرد وفاة معاوية سارع زعماء الكوفة بالكتابة إلى الحسين، وطلبوا منه المسير إليهم على وجه السرعة (6) ومن الأسباب التي أدت إلى خروج الحسين رضي الله عنه:
                      1 ـ هو إرادة الله عز وجل وأن ما قدره سيكون وإن أجمع الناس كلهم على رده فسينفذه الله، لا راد لحكمه ولا لقضاءه سبحانه وتعالى (7).
                      2 ـ قلب الحكم من الشورى إلى الملك الوراثي:
                      ومن الأسباب: ما كان من عدم التزام معاوية بشروط الحسن في الصلح والتي من ضمنها ما ذكره ابن حجر الهيثمي:.. بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين (8).
                      ورأى الحسين في محاولة معاوية توريث الحكم من بعده لابنه يزيد مخالفة واضحة لمنهج الإسلام في الحكم، ومع ذلك فإنه لم يهتم بالخروج على معاوية، نظراً لمبايعته له بالخلافة، فظل على عهده والتزامه (9). ولكن بعد وفاة معاوية تغير الموقف، فالحسين لم يعد في عنقه بيعة توجب عليه السمع والطاعة، ويدل على ذلك محاولة والي المدينة الوليد بن عتبة أخذ البيعة من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وخروجهما بعد ذلك إلى مكة دون أن يأخذ بيعتهما (10).
                      إن موقف الحسين وفتواه ضد الحكم الأموي مرت بمرحلتين:
                      الأولى: مرحلة عدم البيعة ليزيد، وذهابه إلى مكة، وهذه المرحلة أسس فيها الحسين موقفه السياسي من حكم يزيد، بناء على نظرته الشرعية لحكم بني أمية، فهو يرى عدم جواز البيعة ليزيد، وذلك لسببين، فعلى الصعيد الشخصي فإن يزيد لا يصلح خليفة للمسلمين نظراً لانعدام توفر شرط العدالة فيه (11)، كما أن الحسين أفضل وأحق منه بمنصب الخلافة، فهو أكثر منه علماً، وصلاحاً وكفاءة وأكثر قبولاً لدى الناس من يزيد، أما الصعيد السياسي فلانعدام شرط الشورى، والاستئثار بالسلطة للحكم الأموي، والذي يخالف المنهج الإسلامي في الحكم. ولم يغب عن الحسين رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (12)، ولكن فهمه لهذاالحديث أنه في حق من كان صالحاً للخلافة وأهلاً لها وكان عن شورى المسلمين (13). وعدم مبايعة الحسين ليزيد كانت تعني عدم إعطاء الشرعية للحكم الأموي وهو أمر كان الأمويين يحرصون عليه أشد الحرص وقد كتب يزيد إلى واليه في المدينة بأخذ البيعة من الحسين وابن عمر وابن الزبير، وأن يأخذهم بالشدة حتى يبايعوا (14)، وفي نفس الوقت فإن عدم البيعة يسهل له حرية العمل السياسي واتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لمقاومة الحكم الأموي.

                      المرحلة الثانية: وهي مرحلة العمل على مقاومة الحكم الأموي وطرح نفسه بديلاً للسلطة الأموية في دمشق، وهو ما يعبر عنها الفقهاء بالخروج على الإمام. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحسين قد مكث في مكة بضعة أشهر قبل خروجه إلى العراق فقد قدم إلى مكة في الثالث من شعبان سنة 60هـ للهجرة، وخرج إلى العراق في الثامن من ذي الحجة من نفس السنة (15) . وفي هذه الفترة كان رضي الله عنه يراسل أهل العراق، وتقدم إليه الوفود، حتى رأى أنه لابد من مقاومة الظلم وإزالة المنكر وأن هذا أمر واجب عليه، وكانت شيعته بالعراق على اتصال به وتمت بينهم مراسلات (16)، وقد وصل الحسين بن علي إلى قناعة راسخة وبنى قراره السياسي على فتوى اقتنع بها في مقاومته للحكم الأموي، فهو يرى أن بني أمية لم يلتزموا حدود الله في الحكم، وخالفوا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وبنى الحسين رضي الله عنه فتواه بتسلسل منطقي شرعي، فاستبداد بني أمية، والشك في كفاءة وعدالة يزيد، توجب عدم البيعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على علماء الأمة، ومن أكبر المنكر حكم بني أمية واستبدادهم، وبما أن الحسين ليس في عنقه بيعة، وهو أحد علماء الأمة وسادتها، فهو أحق الناس بتغيير هذا المنكر، وعلى ذلك فليس موقفه خروجاً على الإمام، بل هو تغيير المنكر، ومقاومة للباطل، وإعادة الحكم إلى مساره الإسلامي الصحيح (17)، ومما يدل على حرص الحسين رضي الله عنه على أن تكون فتواه وتحركاته السياسية في مقاومته للحكم الأموي متماشية مع تعاليم الإسلام وقواعده، امتناعه عن البقاء في مكة عندما عزم على مقاومة يزيد حتى لا تستحل حرمتها وتكون مسرحاً للقتال وسفك الدماء، فيقول لابن عباس: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة وتستحل بي (18).

                      تعليق


                      • #12
                        يتبع إن شاء الله تعالى

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك اخي احمد عماد
                          لكن ارجو عدم التطرق الى قصة استشهاد الحسين رضى الله عنه
                          لانها فتنة سلم الله ايدينا منها ..فلا ندع لالسننا التحدث بها

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله كل خير اخى
                            وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك
                            اثابك الرحمن الجنان
                            دمتى بحفظ الرحمن

                            تعليق


                            • #15
                              ماشاءا الله موضوع قيم أخي أحمد

                              وفعلا نحن أولا بالحسين من أي حد
                              القناعة كنز لا يفنى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X