إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات مع المتقين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات مع المتقين

    وقفات مع المتقين





    وقفات مع عمر



    أتى عمر رضي الله عنه وانصبغ بهذا الدين، حتى إنه كان يقف على المنبر يوم الجمعة، وبطنه

    تقرقر من الجوع، وهو خليفة تحت يديه الذهب والفضة وكنوز الدنيا، ويقول لبطنه: [[قرقري أو لا

    تقرقري والله لا تشبعي حتى يشبع أطفال المسلمين ]].


    يقول ابن كثير : ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه مرض شهراً كاملاً لما سمع قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:

    وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ * مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ [الصافات:24-26] لكن

    عمر رضي الله عنه في بردته البالية، وبعصاه، وبخوفه الذي يعيش فيه، اهتز له كسرى وقيصر

    فرقاً وخوفاً؛ لأنه خاف الله، ومن خاف الله خوف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل

    شيء، ولذلك يقول الأول:


    يا من يرى عمراً تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواه


    يهتز كسرى على كرسيه فرقاً من خوفه وملوك الروم تخشاه


    يوم كنا نخاف الله، خوّف الله منا كل شيء، كانت ترهبنا الدنيا، وتخافنا المعمورة، ويدين لنا

    الكفرة، ويسلم لنا المعاندون، وتضعف أمامنا الجيوش الجرارة؛ لأنا خفنا الله.

    أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجواراً


    كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا


    لو كان غير المسلمين لصاغها حلياً وحاز الكنز والدينارا








    مع سعد بن أبي وقاص



    وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، لما اتقى الله وكان قائد جيش المسلمين في مواجهة

    كسرى، جاء كسرى بثلاثمائة ألف مقاتل، وجاء سعد بثلاثين ألفا.

    ثلاثون ألفاً مقابل ثلاثمائة ألف، فلما تلاقى الجمعان، أرسل سعد أحد شباب الإسلام، ألا وهو

    ربعي بن عامر ، ذلك الشاب في الثلاثين من عمره، لا يملك من الدنيا شيئاً إلا ثوبه الذي عليه

    والرمح الذي بيده، والفرس التي يركبها، لكنه يملك أكبر طاقة في الحياة الدنيا وفي الآخرة،

    طاقة لا إله إلا الله، وطاقة أنه يعرف الله، ويريد وجه الله، فدخل ربعي على رستم ، فلما رآه رستم

    ضحك وضحك وزراء رستم الكافر الذي ما عرف الله طرفة عين.




    فقال لـربعي : أجئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور، وبهذا الرمح المثلم، وبهذه الثياب

    الممزقة، فرفع ربعي رأسه الذي رفعه محمد صلى الله عليه وسلم...

    إن البرية يوم مبعث أحمد نظر الإله لها فبدل حالها


    بل كرم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها


    لبس المرقع وهو قائد أمة جبت الكنوز فكسرت أغلالها


    فقال ربعي : [[نعم، ابتعثنا الله، لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق

    الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ]] وكانت الواقعة، ونصر الله جنوده

    الذين كانوا يسجدون له، ويركعون له ويسبحون بحمده، وهزم الله أعداءه الكفرة الملاحدة الفجرة.

    ودخل سعد رضي الله عنه وقد فر كسرى صاحب الإمبراطورية العاتية، الذي ظن أنها لا تهزم أبد

    الدهر، فلما دخل سعد ورأى إيوان كسرى، إيوان العدوان، والظلم، والبغي، والفجور، قال سعد :

    الله أكبر، فانصدع الإيوان، انصدع كما يقول أهل السير، فدمعت عينا سعد فرحاً بموعود الله،

    وقال: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا

    قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ [الدخان:25-29]. لما اتقينا الله

    رفع الله -سُبحَانَهُ وَتَعَالَى- رءوسنا في القرون المفضلة، ونصرنا ومهد لنا الدنيا، وأعلى ذكرنا

    ورفع شامتنا، فلما داخلتنا المعاصي، داخلتنا الذلة، وأصبحنا منزوين مستضعفين مستذلين، أصبح

    هم الواحد منا -إلا من رحم الله- أن يملأ بطنه، وأن يقضي شهوة فرجه، وأن يسكن بيتاً وارفاً،

    وأن يركب سيارة فاخرة، أهذه أمنيات المسلم؟!


    أهذا هو الطموح الذي يريده الله ويريده رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا والله!!






    مع عبد الله بن عمرو الأنصاري



    كان يأتي الصحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل المعركة يقول لأهله:

    أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، لن أعود إليكم بعد اليوم، فعل ذلك كثير منهم، ومنهم: عبد

    الله بن عمرو الأنصاري ، أحد الشباب الأخيار في المعركة الفاصلة بين الكفر والإيمان، التي

    شحذ لها أبو سفيان ثلاثة آلاف مقاتل، فلما التقوا في أحد في المدينة خرج أصحاب الرسول

    صلى الله عليه وسلم، وخرج معهم عبد الله بن عمرو الأنصاري واغتسل في صباح ذلك اليوم،

    وتطيب ولبس أكفانه، وأخذ سيفه، وقال لبناته: [[استودعكن الله الذي لا تضيع ودائعه، لا لقاء

    معكم إلا في جنة عرضها السماوات والأرض ]] فلما أتى موعود الله وعلم الله عز وجل أن هؤلاء

    النفر يريدون وجهه، رزق الله هذا الرجل الشهادة في سبيله، قال ابنه جابر : {رأيت أبي وقد قُطِّع

    أمام الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد قال جابر : فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي

    فقال لي رسول الله: تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه } وفي

    تفسير ابن كثير بسند صحيح: { أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى كلَّم هؤلاء النفر الشهداء -عبد الله بن

    عمرو وغيره من الشهداء- وقال: تمنوا علي -يقول: كلمهم الله بلا ترجمان مباشرة، قال: تمنوا

    علي- قالوا: نتمنى أن تعيدنا إلى الدنيا فنقتل فيك ثانية؟! لما وجدوا من طعم الشهادة ورفعتها

    وأجرها ومثوبتها- قال: إني كتبتُ على نفسي أنهم إليها لا يرجعون فتمنوا!! قالوا: نتمنى أن

    ترضى عنا فإنا قد رضينا عنك، قال: فإني قد أحللت رضاي عليكم فلا أسخط عليكم أبداً، قال

    الراوي: (قال صلى الله عليه وسلم: فأخذ الله أرواحهم، فجعلها في حواصل طير خضر، ترد مياه

    الجنة فتشرب من أنهارها، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش، حتى يرث

    الله الأرض ومن عليها }.


    يا لتلك التقوى التي عاشها أولئك النفر الصالح البار الراشد، الذي رباه محمد صلى الله عليه

    وسلم على سمع وبصر.
    التعديل الأخير تم بواسطة كونتا كنتي; الساعة 18-01-2008, 01:20 AM.

  • #2
    موضوع قمة في الروعة والفائدة


    الله يجزيك كل خير اختي كونتا كنتي علي هذا الجهد المبارك والطيب


    ربنا يتقبل منك هذا العمل ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة


    دمت بحفظ الرحمن ورعايته
    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي
      راياتنا سود ..... ولا نهاب اليهود ...... في سبيل الله نجود ..... بإرداة وصمود ...... جيشنا الجبار نقود ...... نسعى لإزالة إسرائيل من الوجود .... . نحن جند السرايا الأسود .......

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي الكريم
        في ميزان حسناتك
        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
        .....

        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
        ؟

        الشتم و السباب

        تعليق


        • #5
          جزاك الله كل خير اخى
          وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك
          اثابك الرحمن الجنان
          دمتى بحفظ الرحمن
          اخوك أبوفؤاد

          تعليق


          • #6
            جزاك الله كل خير اخى
            وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك
            اثابك الرحمن الجنان
            دمتى بحفظ الرحمن

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك أخي الكريم
              على الجهد الطيب
              وجزاك الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء
              ندعو الله أن يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك

              تعليق

              يعمل...
              X