لماذا "أبو الموت "؟!
أمة المليار في مهب الرياح.. إنهم يتساءلون والدهشة تعلو الوجوه.. وقد عبست منهم الجباه.. وكأنهم شعروا أخيراً بأن هناك شيئاً يسترعي الانتباه!
أنهم يتساءلون.. من هو "أبو الموت"؟
حائرون.. يفكرون.. حذرون..
فلولا إن كان إنساناً.. فلماذا "أبو الموت"؟!
الوقت يغزل في نسيج الزمن.. يطوي صفحات العمر.. الوهن أصاب العظم.. واشتعل الرأس شيباً.. والأقصى صار حكاية المساء.. يرويها الأجداد للأبناء.. المليار مثقلون بميراث السنين العجاف.. يتسكعون على رصيف الوهن.. عيونهم مرفأ رسى عليها قارب الأحزان.. إنهم يعاقرون الخمر.. يمارسون الوقوف في زمن الضياع.. إنهم يحترفون الكلام.. يمتهنون الثرثرة.. يقدسون المقال.. يبغضون الفِعال.. وتثاقلت أجسادهم إلى الأرض إذا ما دعوا إلى القتال..
أمة المليار في مهب الريح.. لا يفكرون وإذا تجرؤوا على التفكير.. تساءلوا.. لماذا "أبو الموت"؟ يا من تسأل عن "أبو الموت".. أو ما دريت بالذي أصاب أمة الإسلام..أم تراك قد نسيت أو لعلك خدعت بالمليار؟
أمة المليار في مهب الرياح.. يسوقهم عدوهم سوق العبيد.. يعيشون المقابر.. يقطنون الخيام.. أحلامهم.. ملبس وشراب وطعام..
يا سائلي..
إنها صور راسخة في مخيلتي.. ومشاهد من رؤى القهر.. والذل.. والاستعباد.. ثورت مشاعري وزلزلت أعماق نفسي.. وانفطر لها قلبي.. عندها وجدت نخوتي.. وقبلها وجدتني..
يا سائلي..
أنا "أبو الموت".. لقد قررت أن انزع سترتي.. وألبس لامتي.. وأحبس عن الطعام مطيتي.. وأرض الجهاد قبلتي.. ومن في أعدائي لقمتي..
يا سائلي..
ذاكرتي تختزل.. أم تبكي فلذة كبدها وقد فارقها فراراً من بطش الطغاة.. وجوه متوضئة توارت خلف القضبان.. أيدي طاهرة أثقلها قيد السجان.. عجوز تبكي وحيدها.. وعروس ترثي عريسها.. وأم لم ير زوجها وليدها.. أعراض مغتصبة.. وحرمات منتهكة.. وقلوب منكسرة..
ظهور ألهبتها سياط الجلاد.. نفوس لم تخلع ثوب الحداد.. وصغيرة يخفق قلبها الصغير ويهز مشاعرها طرق الباب.. لعل أباها قد عاد.. وأب يصفع وجهه.. على مشهد من الأبناء.. فهان في نفسه ما صنع الأعداء..
يا سائلي...
أو ما دريت ما جرى على أرض المليار؟
فاسأل عن بلاد الإسلام.. يجبك الطغاة.. القذافي وفهد ومبارك ورابعهم صدام.. وربيبهم زروال.. اسأل عن السلام ودعاة السلام.. إنهم يهود وصرب.. وروس.. وأمريكان.. وأوربا الصليب.. وعباد الأوثان.. اسأل عن المعذبين والقتلى والجرحى والأسرى والمشردين.. اسأل عن الثكالى واليتامى.. اسأل عن الأعراض المغصوبة.. والأرض المسلوبة.. إنها أمة المليار!
يا سائلي..
أنا لا أستحي أن أكون "أبو الموت".. وليس عندي شيء أخشى عليه الفوت.. أنا من أجل أمتي قررت أن أكون "أبو الموت".. وأنتم.. ألا تستحون؟.. أمتكم عارية مصلوبة.. أعداؤكم يعبرون الطريق إلى النصر على رقابكم.. أعداؤكم يتسلقون إلى المجد على أكتافكم.. ولاة أمركم باعوا مقدساتكم.. أين علماؤكم.. سياستكم ذل على خيانة.. حياتكم أفيون.. آمالكم لا أمل.. خطاكم متحجرة.. ألف ألف "وامعتصماه ولا مجيب..
يا سائلي..
جيلنا جيل "أبو الموت".. قولوا ما بدا لكم.. أصولية.. تشدد.. تطرف.. إرهاب..
سيمضي "أبو الموت".. في طريق الموت.. واثق الخطي.. يسير على الشوك.. قابضا على الجمر.. تقودك إلى عرينه آثار الدماء.. تحملك إليه رائحة البارود.. يأتي مع غطاء الظلام.. ويعود إذا تنفس الصباح.. رفاقه كلهم "أبو الموت".. ثلة من المخلصين.. يبعثون الأمل.. يقودون الجيل.. رايتهم لا إله إلا الله.. يضربون فوق الأعناق.. يثخنون في الأعداء.. يسيرون نحو النصر.. يحملون على حد سيوفهم مقام الخلافة المسلوب.. لتضرب الجزية.. وتنحسر الردة.. ويهزم الصليب.. ويفر أحفاد القرود.. وينتصر التوحيد..
يا سائلي..
أوقد عرفت.. لماذا "أبو الموت"؟!
فهل ستبقى "أبو الحياة" الذليلة الرخيصة المهينة؟!
عن مجلة الفجر
أمة المليار في مهب الرياح.. إنهم يتساءلون والدهشة تعلو الوجوه.. وقد عبست منهم الجباه.. وكأنهم شعروا أخيراً بأن هناك شيئاً يسترعي الانتباه!
أنهم يتساءلون.. من هو "أبو الموت"؟
حائرون.. يفكرون.. حذرون..
فلولا إن كان إنساناً.. فلماذا "أبو الموت"؟!
الوقت يغزل في نسيج الزمن.. يطوي صفحات العمر.. الوهن أصاب العظم.. واشتعل الرأس شيباً.. والأقصى صار حكاية المساء.. يرويها الأجداد للأبناء.. المليار مثقلون بميراث السنين العجاف.. يتسكعون على رصيف الوهن.. عيونهم مرفأ رسى عليها قارب الأحزان.. إنهم يعاقرون الخمر.. يمارسون الوقوف في زمن الضياع.. إنهم يحترفون الكلام.. يمتهنون الثرثرة.. يقدسون المقال.. يبغضون الفِعال.. وتثاقلت أجسادهم إلى الأرض إذا ما دعوا إلى القتال..
أمة المليار في مهب الريح.. لا يفكرون وإذا تجرؤوا على التفكير.. تساءلوا.. لماذا "أبو الموت"؟ يا من تسأل عن "أبو الموت".. أو ما دريت بالذي أصاب أمة الإسلام..أم تراك قد نسيت أو لعلك خدعت بالمليار؟
أمة المليار في مهب الرياح.. يسوقهم عدوهم سوق العبيد.. يعيشون المقابر.. يقطنون الخيام.. أحلامهم.. ملبس وشراب وطعام..
يا سائلي..
إنها صور راسخة في مخيلتي.. ومشاهد من رؤى القهر.. والذل.. والاستعباد.. ثورت مشاعري وزلزلت أعماق نفسي.. وانفطر لها قلبي.. عندها وجدت نخوتي.. وقبلها وجدتني..
يا سائلي..
أنا "أبو الموت".. لقد قررت أن انزع سترتي.. وألبس لامتي.. وأحبس عن الطعام مطيتي.. وأرض الجهاد قبلتي.. ومن في أعدائي لقمتي..
يا سائلي..
ذاكرتي تختزل.. أم تبكي فلذة كبدها وقد فارقها فراراً من بطش الطغاة.. وجوه متوضئة توارت خلف القضبان.. أيدي طاهرة أثقلها قيد السجان.. عجوز تبكي وحيدها.. وعروس ترثي عريسها.. وأم لم ير زوجها وليدها.. أعراض مغتصبة.. وحرمات منتهكة.. وقلوب منكسرة..
ظهور ألهبتها سياط الجلاد.. نفوس لم تخلع ثوب الحداد.. وصغيرة يخفق قلبها الصغير ويهز مشاعرها طرق الباب.. لعل أباها قد عاد.. وأب يصفع وجهه.. على مشهد من الأبناء.. فهان في نفسه ما صنع الأعداء..
يا سائلي...
أو ما دريت ما جرى على أرض المليار؟
فاسأل عن بلاد الإسلام.. يجبك الطغاة.. القذافي وفهد ومبارك ورابعهم صدام.. وربيبهم زروال.. اسأل عن السلام ودعاة السلام.. إنهم يهود وصرب.. وروس.. وأمريكان.. وأوربا الصليب.. وعباد الأوثان.. اسأل عن المعذبين والقتلى والجرحى والأسرى والمشردين.. اسأل عن الثكالى واليتامى.. اسأل عن الأعراض المغصوبة.. والأرض المسلوبة.. إنها أمة المليار!
يا سائلي..
أنا لا أستحي أن أكون "أبو الموت".. وليس عندي شيء أخشى عليه الفوت.. أنا من أجل أمتي قررت أن أكون "أبو الموت".. وأنتم.. ألا تستحون؟.. أمتكم عارية مصلوبة.. أعداؤكم يعبرون الطريق إلى النصر على رقابكم.. أعداؤكم يتسلقون إلى المجد على أكتافكم.. ولاة أمركم باعوا مقدساتكم.. أين علماؤكم.. سياستكم ذل على خيانة.. حياتكم أفيون.. آمالكم لا أمل.. خطاكم متحجرة.. ألف ألف "وامعتصماه ولا مجيب..
يا سائلي..
جيلنا جيل "أبو الموت".. قولوا ما بدا لكم.. أصولية.. تشدد.. تطرف.. إرهاب..
سيمضي "أبو الموت".. في طريق الموت.. واثق الخطي.. يسير على الشوك.. قابضا على الجمر.. تقودك إلى عرينه آثار الدماء.. تحملك إليه رائحة البارود.. يأتي مع غطاء الظلام.. ويعود إذا تنفس الصباح.. رفاقه كلهم "أبو الموت".. ثلة من المخلصين.. يبعثون الأمل.. يقودون الجيل.. رايتهم لا إله إلا الله.. يضربون فوق الأعناق.. يثخنون في الأعداء.. يسيرون نحو النصر.. يحملون على حد سيوفهم مقام الخلافة المسلوب.. لتضرب الجزية.. وتنحسر الردة.. ويهزم الصليب.. ويفر أحفاد القرود.. وينتصر التوحيد..
يا سائلي..
أوقد عرفت.. لماذا "أبو الموت"؟!
فهل ستبقى "أبو الحياة" الذليلة الرخيصة المهينة؟!
عن مجلة الفجر
تعليق