بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك يا من أوضحت لنا سبل الهداية وأزحت عن بصائرنا غشاوة الغواية ونصلى ونسلم على من أرسلته شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا ،وعلى الصحابة الذين هجروا الأوطان يبتغون من الله الفضل والرضوان ، وعلى الذين آووا ونصروا وبذلوا لإعزاز الدين ما جمعوا وما ادخروا أما بعد:-
بداية نحمد الله عز وجل أن من علينا وأحيانا لطاعته في هذا الشهر المبارك في سنة جديدة, نتقرب إلى الله تعالى فيها بالطاعات, ونرجو المغفرة منه بتقديم القربات, لننال في الآخرة أعلى الدرجات.
أيها الأخوة الأحباب:نعيش في هذه الأيام والعالم بأسره يشهد هجمة شرسة ضد نبي هذه الأمةr رسولنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وشفيعنا يوم الموقف العظيم، وذلك للنيل من شخصه الكريم r، ومن هذا الدين العظيم.
فكان لا بد لنا من مناصرة النبي r بالكلمة الصادقة،والفعل المترجم لحبه عن طريق المقاطعة الفعلية لأعداء الله ورسوله r، وأن نناصره بإتباع سنته،واقتفاء أثره في كل شيء .
ومن إحياء السنة في هذا الشهر المبارك صيام يوم عاشوراء
تعريفه /هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام .
مناسبة الصيام /شكراً لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون و.زبانيته في اليوم العاشر من محرم بعد أن شق لهم طريقاً في البحر يبساً وقد ثبت أيضا أنّ النبيr كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه أن هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ،فقال النبيrأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
فضله/وردت هناك آيات أحاديث في فضل شهر الله الحرام عامة والعاشر منه –عاشوراء–خاصة.
قال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة 36. والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه. قوله شهر الله إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم،قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم . .
* فأخي الحبيب/ استمع إلى فعل حبيبك صلى الله عليه وسلم حامل لواء الحمد يوم القيامة يوم الموقف العظيم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ( ما علمت أن رسول الله صلى الله علي وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر "يعني رمضان"
*وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :" إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" . رواه مسلم .
* وقوله r "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام, وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم.
فحري بنا أن نردد جميعا مرحبا بك أيها الشهرالكريم شهر الحرام مبارك ميمون
والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صانعه لوجه إلهــه
في الخلـد عند مليكه مخــزون
* الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
ذكر الإمام النووي رحمه الله في المجموع: فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ .
الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ.
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ
والراجح من هذه الأوجه :ما ذكره ابن حجر في فتح الباري وابن تيمية في الفتاوى الكبرى رحمهما الله: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ لما روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( رواه مسلم.
* فأخي الحبيب/لا بد لنا من السير على هدي المصطفىr واقتفاء أثره مخالفة لليهود والنصارى أعداء الله ورسوله الكريم rوهذا الدين العظيم
مراتب صيام يوم عاشوراء :
أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم.
ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر.
ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم .
فوائد حول هذه المناسبة
- يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .
- هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا
- هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة
- يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها
- فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه.
هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة - والله ذو الفضل العظيم - فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات إن الحسنات يذهبن السيئات.
بدع عاشوراء :
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عَمَّا يَفْعَلُهُ بعض النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ rحَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ .
هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لا ؟
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ rوَلا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ , وَلا غَيْرِهِمْ . وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لا عَنْ النَّبِيِّ rوَلا الصَّحَابَةِ , وَلا التَّابِعِينَ , لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا , لا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلا فِي السُّنَنِ , وَلا الْمَسَانِيدِ , وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ .
وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أكاذيب مِثْلَ*[مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ ].
* [وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ] * وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ r : ( أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ ) . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ كَذِبٌ على النَّبِيِّ r *نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
نحمدك يا من أوضحت لنا سبل الهداية وأزحت عن بصائرنا غشاوة الغواية ونصلى ونسلم على من أرسلته شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا ،وعلى الصحابة الذين هجروا الأوطان يبتغون من الله الفضل والرضوان ، وعلى الذين آووا ونصروا وبذلوا لإعزاز الدين ما جمعوا وما ادخروا أما بعد:-
بداية نحمد الله عز وجل أن من علينا وأحيانا لطاعته في هذا الشهر المبارك في سنة جديدة, نتقرب إلى الله تعالى فيها بالطاعات, ونرجو المغفرة منه بتقديم القربات, لننال في الآخرة أعلى الدرجات.
أيها الأخوة الأحباب:نعيش في هذه الأيام والعالم بأسره يشهد هجمة شرسة ضد نبي هذه الأمةr رسولنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وشفيعنا يوم الموقف العظيم، وذلك للنيل من شخصه الكريم r، ومن هذا الدين العظيم.
فكان لا بد لنا من مناصرة النبي r بالكلمة الصادقة،والفعل المترجم لحبه عن طريق المقاطعة الفعلية لأعداء الله ورسوله r، وأن نناصره بإتباع سنته،واقتفاء أثره في كل شيء .
ومن إحياء السنة في هذا الشهر المبارك صيام يوم عاشوراء
تعريفه /هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام .
مناسبة الصيام /شكراً لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون و.زبانيته في اليوم العاشر من محرم بعد أن شق لهم طريقاً في البحر يبساً وقد ثبت أيضا أنّ النبيr كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه أن هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ،فقال النبيrأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
فضله/وردت هناك آيات أحاديث في فضل شهر الله الحرام عامة والعاشر منه –عاشوراء–خاصة.
قال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة 36. والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه. قوله شهر الله إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم،قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم . .
* فأخي الحبيب/ استمع إلى فعل حبيبك صلى الله عليه وسلم حامل لواء الحمد يوم القيامة يوم الموقف العظيم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ( ما علمت أن رسول الله صلى الله علي وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر "يعني رمضان"
*وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :" إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" . رواه مسلم .
* وقوله r "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام, وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم.
فحري بنا أن نردد جميعا مرحبا بك أيها الشهرالكريم شهر الحرام مبارك ميمون
والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صانعه لوجه إلهــه
في الخلـد عند مليكه مخــزون
* الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
ذكر الإمام النووي رحمه الله في المجموع: فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ .
الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ.
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ
والراجح من هذه الأوجه :ما ذكره ابن حجر في فتح الباري وابن تيمية في الفتاوى الكبرى رحمهما الله: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ لما روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( رواه مسلم.
* فأخي الحبيب/لا بد لنا من السير على هدي المصطفىr واقتفاء أثره مخالفة لليهود والنصارى أعداء الله ورسوله الكريم rوهذا الدين العظيم
مراتب صيام يوم عاشوراء :
أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم.
ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر.
ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم .
فوائد حول هذه المناسبة
- يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .
- هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا
- هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة
- يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها
- فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه.
هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة - والله ذو الفضل العظيم - فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات إن الحسنات يذهبن السيئات.
بدع عاشوراء :
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عَمَّا يَفْعَلُهُ بعض النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ rحَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ .
هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لا ؟
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ rوَلا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ , وَلا غَيْرِهِمْ . وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لا عَنْ النَّبِيِّ rوَلا الصَّحَابَةِ , وَلا التَّابِعِينَ , لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا , لا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلا فِي السُّنَنِ , وَلا الْمَسَانِيدِ , وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ .
وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أكاذيب مِثْلَ*[مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ ].
* [وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ] * وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ r : ( أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ ) . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ كَذِبٌ على النَّبِيِّ r *نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
تعليق