بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قصة الذئب والخروف !!
والتي صوّرها الشاعر بهذه الأبيات :
اسمع على حين تذكير وموعظة **** حكاية الذئب ذي العدوان والحمـل
إن كان للذئب أن يسعى لمكسبه **** فما الرعاء عن الخرفان في شغــل
أتى إليه على جـــوع وقـــال له **** وفي السريرة معنى السوء والدّغل
ما ذا أتى بك في أرضي لتفسدها *** كدّرت صفوي خلطت الماء بالوحل
فقال للذئب يا مولاي موردكــم **** عالٍ وإني وردت المــاء من سفـــل
الماء من نحوكم جار فمن عجب *** مولاي أن تحسـب التكدير من قبلي
وكنت ظمآن من حـرّ ومن تعبٍ **** قضى علينا به الراعـي بـلا مهـــل
لم أدر أين قطيعي كنت أدركـه **** وكنت أتبعـــه فـي آخـــر الـرَّســـــل
ثم قال الحمل معتذراً :
فاسمح فإني ضيف في منازلكم **** والضيف يُكرم في حلّ ومرتحـــل
ولكنه لما كان قد قـُـضي أمره ... وقد بُيّـتت نيـّـة أكله لم ينفعه عذر :
أبدى له الذئب عن لؤم وقال له **** بلى لقد جئتني بالحــــادث الجـلل
عكّرت مائي ولم تقصد بذاك سوى ** إهـانتي وأردت الشـــرّ بالعمـــل
هذا وإنك يومـــا كنت تشتمني **** من قبل عـــامـين في أيامـك الأُول
فطأطأ الحمل المسكين منحنيا **** أمـــامـــه قــائلاً من غير ما خطــل
مولاي هذا محال إنما عمري **** شــهـــران ! إني لم أكبر ولم أحــلِ
عمره شهران !! فكيف يسبّه قبل عامين ؟؟!!
تنمّر الذئب مستاءً وقـــال له **** بلى لقد نلت من عِرضي فلا تـُطِـــل
إن لم تكن أنت فالجاني عليّ إذا ** أخـــوك لا تنتحــــل عـــذرا ولا تـقـلِ
فقال يا سيدي والله لم يك لي **** أخٌ لقـد رُعتني باللــــوم والعــــــذل
فقال إن لم يكن هذا وذاك فقد **** أراه جارك في مــــأوى وفي نـُــزُل
كم من خروف يُعادينا ويشتمنا *** ونحن نكظم غيظـاً غير محتمـــــــل
قد قبّحوا بين كل الناس سيرتنا *** بين الثعالب والغزلان والــــوعــــل
فاليوم آخذ بحقي منك مكتفياً **** بالثأر عني وعن قومي وعن خوَلي
تحفـّـز الذئب واستعدى بوثبته *** وشـــقّ مـا بين رجلي ذلك الحمـــل
لم يُغنه العذر لما كان معتذرا **** ولا أفــــادت قليلا صــحــــة الجـدل
هو الضعيف وإن صحّت مقاصده * فــريســـة للقــويّ الفــاتك البطــــل
عندها عـرَف كل ذي لبّ أنه ليس المقصود تحديد جُرم الحمل ( الخروف ) بقدر ما كان المقصود منه أكل لحمه الشهيّ والقضاء عليه !!
سواء كان له جرم أو كان بريئا !!
وعندها تنادى معشر الذئاب :
يستحق الحمل !!!
أتدرون لماذا ؟؟
لأنه إرهابي !!!
وهو الذي قد أرهب الذئاب !!! وعمره شهران !!!
ومن يدري فالأيام حبالى بكل جديد !!
فربما يُـتّهم الحمل بأنه هو الذي كسر أنياب الذئب !!
وربما يُـتّهم أيضا بأنه أدمى مـُـقَـل الذئاب !!!
وربما يتهم بأنه أكل حفيد الذئب !!!
وبأن له أهدافا أخرى تـُرهب الذئاب !!!
وأنه يُخطط على تدمير دولة الذئاب !!!
وبأنه ينوي – أو يُريد أن ينوي – احتلال بيت الذئب !!!
أو أنه هو الذي أوعز إلى العقارب أن تدخل بيوت الذئاب !!!
وهو – أي الحمل – لو فعل كل ذلك وأكثر منه ما كان ملوم
ذلك أن الذئاب قد قضت على بني جنسه
وأقضّت مضاجعهم
وربما استطلقت بطونهم إذا سمعوا عــواء الذئاب !!
وذئب آخر أراد أن يأكل حملا فلم يجد له جريمة يُدينه بها
فقال الذئب للحمل :
عليك أن تسمع كلامي ولا تخالفني .
قال الحمل : سمعا وطاعة يا سيدي !
فقال الذئب : امشِ بجواري
فما كان من الحمل المطيع إلا أن فعل ما أمره به الذئب
فقال : الآن أتيت بالجرم المشهود !!
لقد وطـئت ظلـّـي وأهنتني !!
فالتفت إليه الذئب وفلق هامته .. وكسر عظمه .. والتهم لحمه
لقد علِمَ الحمل أنه مأكول مأكول لا محالة !!
سواء أتى بجرم أم لم يأت بجرم !!
ورأسه مضروب مضروب !!
وبيته مدكوك دكّـاً
وابنه مقتول من بعده بجرمه الذي لم يثبت !
مسكين أنت أيها الخروف !!
أنت الإرهابي !!
وأنت المتَّهم !!
وأنت المشتبه به الأول والأخير في عدوان الذئاب !!
................
تعليق