فلتقطر يا قلمي مداداً...ولترسم الدنيا حروفاً..أو كلِمْ..
ستنضب منك المآقي،وتجف الصحف،وأنت معطاء!!..
إذا ضاقت الدنيا برحبها،وتزاحمت الدمعات جوف العيون,,
وتكالبت المشاعر بين الجوانح،وت************ت الأفئدة...
سأمسك بك ياقلمي،وأنثر بك دمعاتي على الأسطر الخالية,,
عل قارئها يشعر بحرارتها،ويتلمس لهيبها..
وإن لم يفعل...فيكفيني أني فجرتها..حتى لا يحترق قلبي.."بها"..
أو سموم..خدرتني..تجرعتها..فأسقني طعم المر في كأس مريرة!!
سألفظها جياشة من وهج ما كدرتني..
يوماً ما بكيتُ..فكنتَ أنتَ مشاطري همي..مناصفي غمي!!
أرقبك تفيض..بما يحويه خلدي..أو يبكيه شجوني..
فأرى منك"أنيني".....يا قلمي..
نعتوني بك "شاعر"..نعتوني بك "كاتب"..
أخذو يرمقون أحرفي..وتفنني في رصها واصطفافها..
ولا يعلمون أن المدر المعطاء الفياض..هو أنت "يا قلمي"..
نبضي أنت ياقلمي..
::
وعلى ضفاف آخر من الأوراق والوريقات..
أجدك تنثر الورود سرورا..
وتنثر العطر عبيرا..
فيضوي البوح حبورا..
ويبتسم ثغري..و*قلبي*..
جملة ..أنت ياقلمي.. هي جملة الأيام..
ترسم بسمتي ودمعتي...وضحكتي وحسرتي..
وتقول وتتكلم حينما يسكتنا الفرح،أو يلجمنا الحزن..
في صمتنا تحكي،وعن عجزنا تتحدث..وفي خضم علو الموج..(تقاوم)!!
فيالك من قلم...
قلمي...أترى أقلاهم؟؟؟؟!!
أهم كما أنت ياقلمي...
مابالهم؟؟ أرى دموعهم سائلة بلا توقف!!
وأرى أكدارهم وأحزانهم تتوالى بلا تريث..
فكلما ضاق صدرهم ،دمعت أقلامهم..
وكلما هاجت محازنهم،بكت أسطرهم!!
وكلما دمعت أعينهم،صرخت مآقيهم..
وكلما اكتئبوا،تفجرمدادهــم!!..
ويحهــــــــــم!!!
لم أقلامهم هكذا؟؟!!
نسوا فتناسوا..وبكوا وتباكوا..
وأقلامهم تتخبط في لجج عاتمة..سوداء..
كحيــــــلة..
بكينا وكتبنا ودمعنا..ثم ماذا؟؟
قلنا وقلنا فهل زالت مواجعنا؟؟
وهل حللنا بما قلنا قضايانا؟؟!!
نزلت معجزة نبينا الخالدة(صلى الله عليه وسلم)..
ترهيب وترغيب..عبر وعظات..تأملات ومبشرات..
لم يأت هكذا جملة واحدة..
جنة ونار..إيمان وكفر..إخلاص ونفاق..قصص وأحكام..
وهو كلام الواحد الديان تبارك وتعالى..
وتحدث نبيه صلى الله عليه وسلم..فدون المأرخون والرواة أحاديثه..
فلم تكن على طريق واحد ،بل كانت بالترغيب تارة..والترهيب تارة..
يبكي تارة ..ويضحك تارة-بأبي هو وأمي-صلى الله عليه وسلم..
وهو من أوتي جوامع الكلم..
فما بال أقلامنا... ترثي أيامنا وترثي أحوالنا وترثي أنفسنا وأرواحنا..
أبكيناها في كل موضع حتى لم يعد للمواقف المبكية طعم أو مزية..
نتذوق البكاء على الورق في الحزن كما بدونه..
ونتجرع مرارة الكلمات في الشدة كما في سواها..
فما بال أقلامنا..باتت منهكة...بعيدة عن الواقع..
أهكذا يكون حالها بعد أن من الله بها علينا..
نسيــــــــنا أن الحرف أمانة!!والقلم نعمة...
فأين تأدية حق النعمة؟؟وأين شكرها؟؟
وأين كنا وأين أصبحنا وكيف صرنا بسبب هذه الأقلام الجوفــاء؟؟؟!!
لماذا خلد التاريخ أقلام الكاتبون..من قبلنا؟؟
ولماذا رفعت أقلامهم قدرهم ومكانتهم ومنزلتهم؟؟؟!!!!
أكانت أقلامهم كما أقلامنا؟؟!!
لطالما تمنى من ليس لهم أقلام.."أقلام" كما لدينا..
سواء أبدعنا أو لم نبدع!!
أتعلمون لـــــــــــــم؟؟؟
حتى يوصلوا بها رسالة...ويأدوا بها كلمة..ويدعون بها إلى الله..
حتى ينشروا دينه..ويرفعوا كلمته..
::
ثم يأتي إلي متفلسف..!!!
ويهرف بما لايعرف...ويصرخ في زمن "الضجــــيج"..
ويقول:
أليس حال المسلمين الآن يرثى له..
أليس وضعهم يبكي أقلامنا..
أليس حزننا تدمع له أوراقنا..
..........
ونسي تماماً..أن النصر بالفعل والقول..
ليس بالقول وحده!!
..
هل تمسكنا بديننا؟؟
هل تشبثنا بأركانه؟؟
هل عضضنا عليه بالنواجذ؟؟
هل التزمنا بسنة رسولنا؟
صلى الله عليه وسلم..
أم ضيعنـــــــاه!!!!!!!
وهجرنا قرآننا..
وعصينا ربنا..
وغفلنا عنه..
فعميت أبصارنا بعد قلوبنا..
..
لا ... ليس لأقلامنا حق في أن تنزفء الدماء هكذا وحدها..
فلنعد إلى كتابنا..دستورنا..ولننظر في آياته..
ولنتفائل بما هو آت..
وإن بكينا..فلنجعل بكاءنا محموداً لا مذموماً..
بلا مبالغة أو تعدي..
حتى يصبح للدموع من خشية الله طعم الأيمان وحلاوته..
فالدموع "غالية".... بل غالية جداً..
ولنتذكر..
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"..
وإن أصابنا ما نكره...فلنعبر ولنكتب..ولنجعل أقلامنا نابضة..
ولكن لاننسى..أن نكتب حين فرحنا ومرحنا ومهجتنا وبهجتنا..
وأن نجعلها أقلاماً (تثقل الميزان)..وأن ترفعه... لاتخفضه..
ولنتذكر أن كل حرف سيكتب إما في الحسنات أو السيئات..
ولتختار أنت بنفسك مكان أحرفك..
لكيلا تكون شاهدا لك يوم القيامة..
بل اجعلها شاهدا لـــــكِ!!..
..
وما من كاتب إلا سيبلى..
ويبقي الدهر ما كتبت يداهُ..
فلا تكتب بكفك غير شيء..
يسرك في القيامة أن تراهُ..
......
ولنجعل شعارنا....
"نحو أقلام داعية إلى الله"...
تعليق