الخمـــــــر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
مصدر خمره إذا ستره ، سمي عصير العنب والتمر إذا اشتد وغلا كأنه يخمر العقل أي يغطيه . كما سمي سكرا ، لأنه يسكره : أي يحجزه
قال تعالى
ا . " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون" آية 67 النحل .
2."ليسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل
العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " 219 سورة البقرة .
3. " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان
كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا " 43 سوره النساء .
4." يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون "90 سوره المائدة .
من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم
ا . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن .
(رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) .
2.عن عبدا لله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة (متفق عليه ).
3. عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو بمكة يقول : أن الله عز وجل ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ، فقيل : يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود و يستصبح بها الناس فقال : لا ، هو حرام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه . (متفق عليه )
4. عن أبي برده عن أبيه عن أبي مومس الأشعري رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فسأله عن الأشربة تصنع ، بها ، فقال : وما هي قال : التبع والمزر : فقيل لأبي برده : ما التبع فقال : نبيذ العسل ، والمزر : نبيذ الشعير، فقال : كل مسكر حرام
(رواه البخاري )
من أقوال السلف
ا . قال الحسن :لو كان العقل يشترى لتغالي الناس في ثمنه ، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده .
2. قال إعرابي : الخمر رأس الشرور ، وأصل البلايا ، وسبب الدمار .
3. قيل : الخمر مصباح السرور ، ولكنها مفتاح الشرور .
القصة :
ا - ذكر في كتب السنة أن رجلا عابد كان يختلف إلى المسجد ، فلقيته امرأة سوء فاستدرجته ، فأمرت جاريتها فأدخلته
المنزل ، فأغلقت الأبواب ، وأرهبته ، وخيرته بين ثلاث أمور : أن يشرب كأس
من الخمر كان عندها ، أو يقتل غلاما كان معها ، أو يفعل معها الفاحشة ، أو تصرخ وتقول : دخل علي في بيتي ، فمن الذي يصدقك ( فضعف الرجل عند ذلك ، وكأنما أراد الرجل أن يختار في ظنه أخف الأمور ، فشرب الخمر ، فلما دارت رأسه زين له الشيطان أن يواقع المرأة فأقدم على ذلك ، وكأنما خاف من الغلام أو ضاق به فقتله ، فكانت الخمر سبب في الشر العظيم والبلاء المستطير .
2- عن الفضيل بن عياض رحمه الله : أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت فجعل يلقنه الشهادة ، ولسانه لا ينطق بها ، فكررها عليه فقال : لا أقولها وأنا بريء منها ، ثم مات . فخرج الفضيل من عنده وهو يبكي ثم رآه بعد مدة في منامه وهو يسحب به في النار ، فقال له : يا مسكين ، بم نزعت منك المعرفة فقال : يا أستاذ كان بي علة فأتيت بعض الأطباء فقالوا لي : تشرب في كل سنة قدحا من الخمر ، وأن لم تفعل تبق بك علتك ، فكنت أشربها في كل سنة لأجل التداوي . فهذا حال من شربها للتداوي ، فكيف حال من يشربها لغير ذلك.
3- كان الإمام مالك بن دينار رحمه الله يسير في آت ليلة في أحد شوارع البصرة فوجد رجلا ملقى على ظهره يقول : الله الله ... ولما نظر إليه وجد بعض قطرات الخمر تسيل من شفتيه فعلم أنه سكران . فقال الإمام مالك : لاطهرن شفتيه حتى لا يخرج لفظ الجلالة من بين شفتين وعليهما قطرات الخمر النجسة ، ثم جاء بالماء وغسل الشفتين
وقال بعد ذلك : اللهم أهده إليك . ثم ذهب إلى دار لينام . ولما نام واستغرق في نومه سمع هاتفا ينادي ويقول له : يا مالك ، طهرت فمه من أجلنا فطهرنا قلبه من أجلك . ثم استيقظ الإمام قبيل الفجر وذهب إلى المسجد ليصلي الفجر كعادته إماما بالناس ، ولما عرج إلى مكان القبلة وجد عبدا مستغرقا في البكاء جالسا يقول : يا رب أنا واقف ببابك لألوذ بجنابك فلا تطردني من رحابك ، أقبلت توبتي فأهنئ نفسي ( أم رددتها علي فأعزي نفسي واقترب الإمام مالك منه وقال له : من أنت يرحمك الله فقال: له أنا الذي غسلت فمه بالأمس .
الشعر
قال الشاعر :
دع الخمر فالراحات في ترك راحها
وفي كأسها للمرء كسوة عار
و كم ألبست الفتى بعد نورها مد ارع قار في مد ار عقار
وقال آخر :
بلوت نبيذ الخمر في كل بلدة فليس لإخوان النبيذ حفاظ
فإني رأيت الخمر شيء ولم يزل أخو الخمر دخالا لشر المنازل
وقال أبو نواس وكان من أكبر شاربي الخمر :
دع المساجد للعباد تسكنها وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للأولى سكروا وإنما قال ويل للمصلينا
نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه وستره الجميل في الدنيا والآخرة، ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته و فجاءه نقمته وجميع سخطه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إعداد مرشد علاج الإدمان
قبلان القبلان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
مصدر خمره إذا ستره ، سمي عصير العنب والتمر إذا اشتد وغلا كأنه يخمر العقل أي يغطيه . كما سمي سكرا ، لأنه يسكره : أي يحجزه
قال تعالى
ا . " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون" آية 67 النحل .
2."ليسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل
العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " 219 سورة البقرة .
3. " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان
كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا " 43 سوره النساء .
4." يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون "90 سوره المائدة .
من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم
ا . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن .
(رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) .
2.عن عبدا لله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة (متفق عليه ).
3. عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو بمكة يقول : أن الله عز وجل ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ، فقيل : يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود و يستصبح بها الناس فقال : لا ، هو حرام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه . (متفق عليه )
4. عن أبي برده عن أبيه عن أبي مومس الأشعري رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فسأله عن الأشربة تصنع ، بها ، فقال : وما هي قال : التبع والمزر : فقيل لأبي برده : ما التبع فقال : نبيذ العسل ، والمزر : نبيذ الشعير، فقال : كل مسكر حرام
(رواه البخاري )
من أقوال السلف
ا . قال الحسن :لو كان العقل يشترى لتغالي الناس في ثمنه ، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده .
2. قال إعرابي : الخمر رأس الشرور ، وأصل البلايا ، وسبب الدمار .
3. قيل : الخمر مصباح السرور ، ولكنها مفتاح الشرور .
القصة :
ا - ذكر في كتب السنة أن رجلا عابد كان يختلف إلى المسجد ، فلقيته امرأة سوء فاستدرجته ، فأمرت جاريتها فأدخلته
المنزل ، فأغلقت الأبواب ، وأرهبته ، وخيرته بين ثلاث أمور : أن يشرب كأس
من الخمر كان عندها ، أو يقتل غلاما كان معها ، أو يفعل معها الفاحشة ، أو تصرخ وتقول : دخل علي في بيتي ، فمن الذي يصدقك ( فضعف الرجل عند ذلك ، وكأنما أراد الرجل أن يختار في ظنه أخف الأمور ، فشرب الخمر ، فلما دارت رأسه زين له الشيطان أن يواقع المرأة فأقدم على ذلك ، وكأنما خاف من الغلام أو ضاق به فقتله ، فكانت الخمر سبب في الشر العظيم والبلاء المستطير .
2- عن الفضيل بن عياض رحمه الله : أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت فجعل يلقنه الشهادة ، ولسانه لا ينطق بها ، فكررها عليه فقال : لا أقولها وأنا بريء منها ، ثم مات . فخرج الفضيل من عنده وهو يبكي ثم رآه بعد مدة في منامه وهو يسحب به في النار ، فقال له : يا مسكين ، بم نزعت منك المعرفة فقال : يا أستاذ كان بي علة فأتيت بعض الأطباء فقالوا لي : تشرب في كل سنة قدحا من الخمر ، وأن لم تفعل تبق بك علتك ، فكنت أشربها في كل سنة لأجل التداوي . فهذا حال من شربها للتداوي ، فكيف حال من يشربها لغير ذلك.
3- كان الإمام مالك بن دينار رحمه الله يسير في آت ليلة في أحد شوارع البصرة فوجد رجلا ملقى على ظهره يقول : الله الله ... ولما نظر إليه وجد بعض قطرات الخمر تسيل من شفتيه فعلم أنه سكران . فقال الإمام مالك : لاطهرن شفتيه حتى لا يخرج لفظ الجلالة من بين شفتين وعليهما قطرات الخمر النجسة ، ثم جاء بالماء وغسل الشفتين
وقال بعد ذلك : اللهم أهده إليك . ثم ذهب إلى دار لينام . ولما نام واستغرق في نومه سمع هاتفا ينادي ويقول له : يا مالك ، طهرت فمه من أجلنا فطهرنا قلبه من أجلك . ثم استيقظ الإمام قبيل الفجر وذهب إلى المسجد ليصلي الفجر كعادته إماما بالناس ، ولما عرج إلى مكان القبلة وجد عبدا مستغرقا في البكاء جالسا يقول : يا رب أنا واقف ببابك لألوذ بجنابك فلا تطردني من رحابك ، أقبلت توبتي فأهنئ نفسي ( أم رددتها علي فأعزي نفسي واقترب الإمام مالك منه وقال له : من أنت يرحمك الله فقال: له أنا الذي غسلت فمه بالأمس .
الشعر
قال الشاعر :
دع الخمر فالراحات في ترك راحها
وفي كأسها للمرء كسوة عار
و كم ألبست الفتى بعد نورها مد ارع قار في مد ار عقار
وقال آخر :
بلوت نبيذ الخمر في كل بلدة فليس لإخوان النبيذ حفاظ
فإني رأيت الخمر شيء ولم يزل أخو الخمر دخالا لشر المنازل
وقال أبو نواس وكان من أكبر شاربي الخمر :
دع المساجد للعباد تسكنها وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للأولى سكروا وإنما قال ويل للمصلينا
نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه وستره الجميل في الدنيا والآخرة، ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته و فجاءه نقمته وجميع سخطه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إعداد مرشد علاج الإدمان
قبلان القبلان
تعليق