الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد الطاهر الأمين و على ءاله الطيبين و صحابته الكرام الميامين . أما بعد , فإن الله تبارك و تعالى قال : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون } ( سورة يونس ) روي في صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عباد الله عباد ليسوا بأنبياء يغبطهم النبيون و الشهداء , قالوا : من هم لعلنا نحبهم قال : قوم تحابوا بنور الله ليس بينهم أرحام و لا أنساب وجوههم نور على منابر من نور ثم قرأ {ألاإن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
روينا في صحيح ابن حبان من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن ربه " حقت محبتي على المتزاورين فيَّ و حقت محبتي على المتباذلين فيَّ وجوههم نور على منابر من نور يغبطهم الأنبياء و الشهداء و الصديقون لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس " .
وورد في حديث صحيح ءاخر في بيان صفة مرتبتهم أنهم تصافوا فيما بينهم و أنهم ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي ءاكل التمر أطايبه , هؤلاء اولياء الله تحابوا بنور الله , أي من أجل الله , ليس بينهم أرحام تجمعهم و لا أنساب تجمعهم إنما تحابوا لوجه الله , و صفهم الرسول بهذا و بأنهم يختارون من الكلام أطيب الكلام اي ما فيه فائدة أي يتركون اللغو و الغش و المداهنة لا يتعاملون بالمداهنة , ما هي المداهنة ؟ هي تحسين الباطل و تزيينه كما يفعل الرجل مع الرجل لأنه صديقه او قريبه أو لأنه يرأسه , بل يتعاملون معاملة صافيه في دين الله لا يخالطهم غش و لا مداهنة , من شأنهم أنهم لا يداهن بعضهم بعضا لأن هؤلاء الجامع لهم الذي جمع بينهم هو التعاون في مرضاة الله ليس همهم التعون للوصول على مطمع دنيوي ليس همهم العصبية أي مساعدة الأقرباء على الظلم .
فيفهم من قوله صلى الله عليه و سلم تحابوا بنور الله انه ليس سبب التحابب بينهم مال و لا و ظيفة و لا قرابة و لا تمادح أي مقابلة المدح بالمدح من اجل حظوظ أنفسهم , و اخذ من هذا الحديث انهم لا يكتم بعضهم بعضا ما فيه النصح لهم بل يخلص بعضهم لبعض النصح لأن الإنسان إذا كان همه مرضاة الله يكون محل نظرة إرضاء الله فمن شأنهم أنهم لا يُزين بعضهم الباطل لبعض مراعاة للخاطر كما يفعل هؤلاء الذين تجمعهم المطامع الدنيوية فإنهم يتبادلون التعاون على الظلم و المعصيه هذا يراعي خاطر ذلك لما فيه معصية الله كذلك يفعل صوفية الرجس صوفية الكذب و الخيانة صوفية التدجيل فإن بعضهم يداهن بعضا و هؤلاء صوفية الرجس زادوا تمويها على الناس يوهمون الناس انهم يتحابون من اجل تأييد باطلهم الذي يجتمعون عليه يعاون بعضهم بعضا , لذلك تجدونهم إذا خاصم أحدهم و شاجر إنسان غيره يأتي الآخرون لمساعدته على باطله على ظلمه يتساعدون على نصرة ضلاله و الباطل الذي يجمعهم , و يدعون مع ذلك الذكر و اهل الطريقة , اهل الذكر هؤلاء الذين و صفهم الرسول أنهم تحابوا من اجل الله لا من أجل عصبية و لا قرابة و لا مال و لا صداقة بل كان تعاونهم على التحقق من طاعة الله يتجنبون اللغو اي الكلام الفاسد و ينتقون الكلام الحسن الذي فيه طاعة لله كما الكلام الحسن الذي فيه طاعة لله كما ينتقي ءاكل التمر أطيبه , التمر يجمع الجيد و الرديء فآكل التمر ينتقي من بين الحبات الحبات الجيدة كذلك اهل الذكر ينتقون الكلام الحسن و يتركون الكلام الرديء ليس أهل الطريقة من يتعاونون لتأييد الهوى الذي ينتسبون إليه و لكن هواهم يسمونه باسم الدين طريقة و تصوفا , و هو ليس من التصوف بشئ و لا هو من الذكر الذي ينبغي أن يتعاون عليه فأحيانا يخربون ظاهر الذكر و احيانا يخربون باطنه فهؤلاء ليس لهم حظ مما ورد هذا الحديث أنهم يكونون يوم القيامة على منابر من نور ووجوههم نور بل يكونون على وجوههم كآبة تكون و جوههم مكفهرة إنما الذين يكون على و جوههم نور هم الذين يجتمعون للتعاون على طاعة الله لأن التعاون له اثر على قوة العزيمة إذا كان القصد طاعة الله .
ثم هؤلاء الذين يتعاملون بالغش يدعون انهم صوفية و هم يتعاونون على البدعة و الضلاله المخالفة لما جاء به رسول الله يكونون يوم القيامة أعداء لبعضهم البعض قال الله تعالى : { الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }.
أما هؤلاء الله تعالى اكرمهم في الآخرة بان جعلهم يجلسون على منابر من نور ووجوههم نور ممتلئين سرورا و رضى , يجمعون قبل دخول الجنة يوم القيامة فيكونون بمظهر حسن , الأنبياء الذين هم افضل خلق الله على ربهم و الشهداء يغبطون هؤلاء الأولياء . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن من عباد الله عبادا ليسوا بانبياء " اشتاق الصحابة لمعرفة صفات هؤلاء فطلبوا من رسول الله ان يبين لهم صفاتهم فقالوا يا رسول الله من هم لعلنا نحبهم فقال لهم " عنهم قوم تحابوا بنور الله " أي من اجل الله و من أجل طاعته و لا يغش بعضهم بعضا كما يفعل صوفية الرجس يظل أحدهم الشخص تحت يده بحجة انه مريده فلا يتعلم شيئا من امور العقيدة و لا من امور الفقه فيعيش في ظلمة و لو كان ظاهره الجسماني جميلا كما قال القائل :
جمال الوجه مع قبح النفوس
كقنديل على قبر المجوسي
أولئك ما صدقوا الله تعالى انتسبوا الى الذكر و لم يصدقوه في ذكره بل ذكروه بنية تعود الى الدنيا و التآنس بالأصوات و الحركات فمنهم من يكون أنسه بهذه الأصوات و الحركات فمنهم من يكون انسه بهذه الاصوات و الاناشيد الموزونه و منهم من يكون انسهم بمجرد الكثرة من اجل الذكر , من لم يعرف الله لا يعرف حقيقة الذكر من يعتقد في الله أنه جسم نوراني أو أن له رأسا هذا ما عرف الله , هذا كيف يكون له ذكر مقبول ؟ كيف يكون ذكره مقربا له الى الله ؟ إنما ذكر الله بعد معرفة الله , ثم إن الله تعالى ذكر عن أحوال أولئك أنهم لا يخافون إذا خاف الناس أي في القبر ليس عليهم خوف و لا و حشة و لا ضيق و لا يوم القيامة , أما الآخرين فلهم خوفان خوف في القبر و خوف في الآخرة قال عليه الصلاة و السلام : " لا يخافون إذا حزن الناس " لأنهم خافوا الله في الدنيا كما ينبغي ' تركوا الكلام الخبيث خوفا من الله و سارعوا إلى الفرائض خوفا من الله فكانت لهم هذه الميزة أنهم لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس .
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .
روينا في صحيح ابن حبان من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن ربه " حقت محبتي على المتزاورين فيَّ و حقت محبتي على المتباذلين فيَّ وجوههم نور على منابر من نور يغبطهم الأنبياء و الشهداء و الصديقون لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس " .
وورد في حديث صحيح ءاخر في بيان صفة مرتبتهم أنهم تصافوا فيما بينهم و أنهم ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي ءاكل التمر أطايبه , هؤلاء اولياء الله تحابوا بنور الله , أي من أجل الله , ليس بينهم أرحام تجمعهم و لا أنساب تجمعهم إنما تحابوا لوجه الله , و صفهم الرسول بهذا و بأنهم يختارون من الكلام أطيب الكلام اي ما فيه فائدة أي يتركون اللغو و الغش و المداهنة لا يتعاملون بالمداهنة , ما هي المداهنة ؟ هي تحسين الباطل و تزيينه كما يفعل الرجل مع الرجل لأنه صديقه او قريبه أو لأنه يرأسه , بل يتعاملون معاملة صافيه في دين الله لا يخالطهم غش و لا مداهنة , من شأنهم أنهم لا يداهن بعضهم بعضا لأن هؤلاء الجامع لهم الذي جمع بينهم هو التعاون في مرضاة الله ليس همهم التعون للوصول على مطمع دنيوي ليس همهم العصبية أي مساعدة الأقرباء على الظلم .
فيفهم من قوله صلى الله عليه و سلم تحابوا بنور الله انه ليس سبب التحابب بينهم مال و لا و ظيفة و لا قرابة و لا تمادح أي مقابلة المدح بالمدح من اجل حظوظ أنفسهم , و اخذ من هذا الحديث انهم لا يكتم بعضهم بعضا ما فيه النصح لهم بل يخلص بعضهم لبعض النصح لأن الإنسان إذا كان همه مرضاة الله يكون محل نظرة إرضاء الله فمن شأنهم أنهم لا يُزين بعضهم الباطل لبعض مراعاة للخاطر كما يفعل هؤلاء الذين تجمعهم المطامع الدنيوية فإنهم يتبادلون التعاون على الظلم و المعصيه هذا يراعي خاطر ذلك لما فيه معصية الله كذلك يفعل صوفية الرجس صوفية الكذب و الخيانة صوفية التدجيل فإن بعضهم يداهن بعضا و هؤلاء صوفية الرجس زادوا تمويها على الناس يوهمون الناس انهم يتحابون من اجل تأييد باطلهم الذي يجتمعون عليه يعاون بعضهم بعضا , لذلك تجدونهم إذا خاصم أحدهم و شاجر إنسان غيره يأتي الآخرون لمساعدته على باطله على ظلمه يتساعدون على نصرة ضلاله و الباطل الذي يجمعهم , و يدعون مع ذلك الذكر و اهل الطريقة , اهل الذكر هؤلاء الذين و صفهم الرسول أنهم تحابوا من اجل الله لا من أجل عصبية و لا قرابة و لا مال و لا صداقة بل كان تعاونهم على التحقق من طاعة الله يتجنبون اللغو اي الكلام الفاسد و ينتقون الكلام الحسن الذي فيه طاعة لله كما الكلام الحسن الذي فيه طاعة لله كما ينتقي ءاكل التمر أطيبه , التمر يجمع الجيد و الرديء فآكل التمر ينتقي من بين الحبات الحبات الجيدة كذلك اهل الذكر ينتقون الكلام الحسن و يتركون الكلام الرديء ليس أهل الطريقة من يتعاونون لتأييد الهوى الذي ينتسبون إليه و لكن هواهم يسمونه باسم الدين طريقة و تصوفا , و هو ليس من التصوف بشئ و لا هو من الذكر الذي ينبغي أن يتعاون عليه فأحيانا يخربون ظاهر الذكر و احيانا يخربون باطنه فهؤلاء ليس لهم حظ مما ورد هذا الحديث أنهم يكونون يوم القيامة على منابر من نور ووجوههم نور بل يكونون على وجوههم كآبة تكون و جوههم مكفهرة إنما الذين يكون على و جوههم نور هم الذين يجتمعون للتعاون على طاعة الله لأن التعاون له اثر على قوة العزيمة إذا كان القصد طاعة الله .
ثم هؤلاء الذين يتعاملون بالغش يدعون انهم صوفية و هم يتعاونون على البدعة و الضلاله المخالفة لما جاء به رسول الله يكونون يوم القيامة أعداء لبعضهم البعض قال الله تعالى : { الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }.
أما هؤلاء الله تعالى اكرمهم في الآخرة بان جعلهم يجلسون على منابر من نور ووجوههم نور ممتلئين سرورا و رضى , يجمعون قبل دخول الجنة يوم القيامة فيكونون بمظهر حسن , الأنبياء الذين هم افضل خلق الله على ربهم و الشهداء يغبطون هؤلاء الأولياء . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن من عباد الله عبادا ليسوا بانبياء " اشتاق الصحابة لمعرفة صفات هؤلاء فطلبوا من رسول الله ان يبين لهم صفاتهم فقالوا يا رسول الله من هم لعلنا نحبهم فقال لهم " عنهم قوم تحابوا بنور الله " أي من اجل الله و من أجل طاعته و لا يغش بعضهم بعضا كما يفعل صوفية الرجس يظل أحدهم الشخص تحت يده بحجة انه مريده فلا يتعلم شيئا من امور العقيدة و لا من امور الفقه فيعيش في ظلمة و لو كان ظاهره الجسماني جميلا كما قال القائل :
جمال الوجه مع قبح النفوس
كقنديل على قبر المجوسي
أولئك ما صدقوا الله تعالى انتسبوا الى الذكر و لم يصدقوه في ذكره بل ذكروه بنية تعود الى الدنيا و التآنس بالأصوات و الحركات فمنهم من يكون أنسه بهذه الأصوات و الحركات فمنهم من يكون انسه بهذه الاصوات و الاناشيد الموزونه و منهم من يكون انسهم بمجرد الكثرة من اجل الذكر , من لم يعرف الله لا يعرف حقيقة الذكر من يعتقد في الله أنه جسم نوراني أو أن له رأسا هذا ما عرف الله , هذا كيف يكون له ذكر مقبول ؟ كيف يكون ذكره مقربا له الى الله ؟ إنما ذكر الله بعد معرفة الله , ثم إن الله تعالى ذكر عن أحوال أولئك أنهم لا يخافون إذا خاف الناس أي في القبر ليس عليهم خوف و لا و حشة و لا ضيق و لا يوم القيامة , أما الآخرين فلهم خوفان خوف في القبر و خوف في الآخرة قال عليه الصلاة و السلام : " لا يخافون إذا حزن الناس " لأنهم خافوا الله في الدنيا كما ينبغي ' تركوا الكلام الخبيث خوفا من الله و سارعوا إلى الفرائض خوفا من الله فكانت لهم هذه الميزة أنهم لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس .
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .
تعليق