تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصِيّـة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير من خلق الله, محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم,
وبعد عباد الله:
هذا ما أوصي به أنا العبد الفقير ابو شهاب المقدسي (عاصفة لسرايا)–
أنني أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق والحساب حق والقبر حق وأن الخلافة آتيةٌ لا ريب فيها ونصر الله حق ولو بعد حين وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد, عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله.
أوصيكم بتقوى الله ولزوم طاعته وخشيته في السر والعلانية, والبعد عن محارمه وموالاة غير المؤمنين, كما أوصيكم بتاج الفروض ألا وهو العمل مع العاملين المخلصين والهادفين لاقامة دولة الخلافة الاسلامية الثانية الراشدة على منهاج نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
عباد الله:
اعلموا أنكم لم تُخلقوا سُدى، وأن بعد اليوم غداً, ألا وإنكم واردوهوَّ, ألا وهي القبر, فأعدوا لها ما آستطعتم من قوة. ألا فإن التقوى حلّية نبيكم فالبسوها وأن الطغيان حلّية الشيطان فلا تكتسوها ألا وقد أقيمت لديكم المحجّة وقد قطعت عليكم الحجّة من السماء بالخبر ومن الارض بالعبر.
الهي عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً.
الهي هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهرٌ بين يديك.
اللهم انصرنا بِكَ لَكِ...
اللهم انصرنا بِكَ لَكِ...
واجمع بيننا وبينك, وحل بيننا وبين غيرك يا ارحم الراحمين.
اللهم من أرادنا وأراد لهذا الدين خيراً فوفقة لكل خير, ومن أرادنا وأراد لهذا الدين شراً فخذه أخذ عزيزٍ مقتدر فإنهم لايعجزوك يا رب العالمين.
اللهم إن زرع الباطل قد نما وآن حصاده فيّسر له يداً من الحق حاصداً يارب العالمين.
عباد الله:
أُشهدُكم أني بريئ مما برئ منه الله ورسوله, وأني بريئ من فعال حكامنا الظلمة وعلمائهم الشياطين الخرس وضباط جيوشنا الجبناء وكل من كاد وعادى الاسلام والمسلمين وعمل على عدم نهضتنا ورفعتنا وعمل على عدم اعادة ماضينا المفقود وعزّتنا الضائعة.
يا حملة الدعوة الكرام:
لا ألفينّكم يوم القيامة وقد سُحبتم على وجوهكم وقد غُلّت ايديكم وارجلكم ووضعتم للحساب أن قصرتم في حمل الدعوة واظهار الحق وقوله ولو كان مرّا.
لا الفينّكم وقد هبتم وخفتم وجبنتم عن قول الحق قول الله ورسوله.
لا الفينّكم وقد غرتكم الحياة الدنيا والهتكم عن ذكر الله وغركم بالله الغرور.
لا الفينّكم وقد نكث بعضكم وخذل بعضكم حركة الجهاد, هذه الحركه التي بها ومعها ارتقينا لنصبح رواد الارض أعلم بالحق اوعى الناس, معه نحن الفئة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: هم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس.
فاتقوا الله أيها الغرباء, فانتم يوم القيامة موقوفون وعن الدعوة واظهار الحق لمسؤولون ومحاسبون.
اشحذوا هِمَمَكم وشَمِّروا عن سواعدكم لتقفوا من النظم الحاكمة الظالمة الباغية البالية المهترئة موقفَ الند القوي طالما وضُح لكم أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظكم ومؤازرتكم، وأن جند الله قد امتطوا ظهور الخيل لنصرة أتباع الحق، وملائكة الله تتنزل عليهم مُطَمْئِنين لهم أن لا تخافوا من عدوكم ولا تحزنوا لما أصابكم ومسكم، ولا تحزنوا لما فاتكم، لقد آن الأوان أن نتطلع إلى الفردوس الأعلى في الجنة، وسَيَمُنُّ الله سبحانه وتعالى على الذين استُضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمةً ويجعلهم الوارثين.
عباد الله:
ان الله لم يخلق جهنم والنار وزبانيتها وحياتها وعقاربها عبثا, فاحذروا أن تكونوا لجهنم وقودا!!!
عباد الله:
احذروا من الغارات ثلاث!!!
غارة ملك الموت عليكم وغارة الدود على أجسادكم وغارة الخصماء على حسناتكم يوم القيامة, وقد خاب وخسر من أتى الله وهو خفيف الميزان.
اتقوا الله عباد الله... ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله...
اتقوا الدنيا وزينتها فانها والله ممقوتة مذمومة. عن زيد بن أرقم قال: كنا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فدعا بشراب فأُتي بماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه فسكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته. قال ثم مسح عينيه فقالوا يا خليفة رسول الله ما أبكاك؟ قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيتُه يدفع عن نفسه شيئا ولم أرَ معه أحداً، فقلت يا رسول الله ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال:" هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها إليكِ عني ثم رجعت فقالت: إن أفْلَتَ مني فلن يُفلت مني مَن بعدك". (رواه الحاكم في المستدرك).
اتقوا الله عباد الله
ألا تتقوا يوماً ينظر فيه الله تعالى إليكم غاضباً ساخطاً على ما فرطتم فيه من جنب الله.
الا تتقوا يوماً يجعل الولدان شيباً
الاتتقوا يوماً تلعن فيه النار اهلها
الا تتقوا يوماً يستغيث فيه الناس فيُسقون بماء كالمهل يشوي الوجوه واذا أدني من الرجل وقعت فروة رأسه وان شربه قطع امعاءه حتى تخرج من دبره.
الا تتقوا يوماً لا يُسمع فيه الا همسا.
الا تتقوا يوماً عبوسا قمطريرا
الا تتقوا يوماً يُشوى فيه الرجل فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته.
اتقوا الله عباد الله
اتقوا يوماً لا ينفع فيه مال ولا اهل ولا بنون ولا جاه ولا قوة ولا منصب ولا وزارة اوقاف ولا حاكم او محكوم.
اتقوا يوماً تشكوكم فيه الخلافة الى الله ان قصرتم عن العمل لها.
اتقوا يوماً تتسابق فيه افاعي وعقارب جهنم للسعكم ونهش جلدكم فاذا لُسع الرجل تناثر لحمه على قدميه.
اتقوا يوماً يكون فيه ضرس الرجل في النار كجبل أحد وغلظ جلده اربعون ذراعا.
اتقوا يوماً يُقال فيه لجهنم: هل امتلأت فتقول هل من مزيد؟!
اتقوا يوماً يحمل فيه الرجل رأسه المقطوع يجرُّ قاتله يشكوه الى الله قائلا: يا رب, سل هذا فيما قتلني!
اتقوا يوماً ترجون فيه من الله الستر, وقد قُرأ الكتاب وفُضح الناس عند الحساب.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا هارون بن عبد الله, حدثنا يسار بن حاتم, اخبرنا جعفر بن سليمان, اخبرنا ابو عمران الجَونيذ عن ابي هريرة قال: " يُدني الله العبد يوم القيامة, فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها, ويدفع اليه كتابه في ذبك الستر, فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك: فيمر بالحسنة فيُسرّ بها قلبه, فيقول الله تعالى له: أتعرف يا عبدي؟ فيقول نعم يا رب اعرف فيقول: اني قد تقبلتها, قال: فيخر ساجدا. قال قيقول: ارفع رأسك وعد الى كتابك, فيمر بالسيئة فيسود لها وجه, ويحزن بها قلبه, وترتعد منها فرائصه, ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره, فيقول الله تعالى: أتعرف عبدي؟ فيقول : نعم يا رب اعرف, فيقول: فاني قد غفرتها لك. فلا يزال بين حسنة تُقبل فيسجد, وسيئة تغفر فيسجد, لا يرى الخلائق منه الا ذاك السجود, حتى ينادي الخلائق بعضها بعضا طوبى لهذا العبد الذي لم يَعص الله قط ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله تعالى مما قد وقفه عليه". البداية والنهاية
قال تعالى: ( ﴿يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)﴾.
وقال تعالى: ﴿﴿وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون "﴾.﴾
وقال تعالى: " ﴿﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ﴾﴾".
أيها الناس:
ما كان كلامي هذا لكم دوني, بل كنت والله لنفسي أولا مذكرا ومعاتبا وموبخا...
فان صرت تحت التراب لا تقولوا: كان عاصفة وكان... فوالله لم أكُن شيئا...
يا ربّ إني كنت أخافك, و أنا اليوم أرجوك...
اللهم إنك تعلم أني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار, و لا لغرس الأشجار...
وإنما لظمأ الهواجر, ومكابدة الساعات, ومزاحمة العلماء بالركب عند حلقات الجهاد , ومقارعة الحكام والظلمة لاظهار الحق وأعزاز دينك.
لبست ثوب الرجى والناس قد رقدوا... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا عدتي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أمورا أن تعلمها ... مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل معترفا... إليك يا خير من مُدت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يردُ
اللهم اني أشهدك أني أُحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أفضل الحب وأعمقه, فهبني يوم الفزع الأكبر لأي منهم فاني والله ما احببتهم الا فيك يا ارحم الراحمين.
يا رب... يا كريم... ارحم عاصفة العاصي ذا القلب القاسي ...
اللهم أقل العثرة واغفر الزلة... وجُد بحلمك على من لم يرجُ غيرك ولا وثق بأحدٍ سواك.
اللهم ارزقني صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
وصحبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وصحبة الحور العين
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
أخوكم: ابو شهاب المقدسي (عاصفة لسرايا) – ارض الرباط
وصِيّـة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير من خلق الله, محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم,
وبعد عباد الله:
هذا ما أوصي به أنا العبد الفقير ابو شهاب المقدسي (عاصفة لسرايا)–
أنني أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق والحساب حق والقبر حق وأن الخلافة آتيةٌ لا ريب فيها ونصر الله حق ولو بعد حين وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد, عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله.
أوصيكم بتقوى الله ولزوم طاعته وخشيته في السر والعلانية, والبعد عن محارمه وموالاة غير المؤمنين, كما أوصيكم بتاج الفروض ألا وهو العمل مع العاملين المخلصين والهادفين لاقامة دولة الخلافة الاسلامية الثانية الراشدة على منهاج نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
عباد الله:
اعلموا أنكم لم تُخلقوا سُدى، وأن بعد اليوم غداً, ألا وإنكم واردوهوَّ, ألا وهي القبر, فأعدوا لها ما آستطعتم من قوة. ألا فإن التقوى حلّية نبيكم فالبسوها وأن الطغيان حلّية الشيطان فلا تكتسوها ألا وقد أقيمت لديكم المحجّة وقد قطعت عليكم الحجّة من السماء بالخبر ومن الارض بالعبر.
الهي عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً.
الهي هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهرٌ بين يديك.
اللهم انصرنا بِكَ لَكِ...
اللهم انصرنا بِكَ لَكِ...
واجمع بيننا وبينك, وحل بيننا وبين غيرك يا ارحم الراحمين.
اللهم من أرادنا وأراد لهذا الدين خيراً فوفقة لكل خير, ومن أرادنا وأراد لهذا الدين شراً فخذه أخذ عزيزٍ مقتدر فإنهم لايعجزوك يا رب العالمين.
اللهم إن زرع الباطل قد نما وآن حصاده فيّسر له يداً من الحق حاصداً يارب العالمين.
عباد الله:
أُشهدُكم أني بريئ مما برئ منه الله ورسوله, وأني بريئ من فعال حكامنا الظلمة وعلمائهم الشياطين الخرس وضباط جيوشنا الجبناء وكل من كاد وعادى الاسلام والمسلمين وعمل على عدم نهضتنا ورفعتنا وعمل على عدم اعادة ماضينا المفقود وعزّتنا الضائعة.
يا حملة الدعوة الكرام:
لا ألفينّكم يوم القيامة وقد سُحبتم على وجوهكم وقد غُلّت ايديكم وارجلكم ووضعتم للحساب أن قصرتم في حمل الدعوة واظهار الحق وقوله ولو كان مرّا.
لا الفينّكم وقد هبتم وخفتم وجبنتم عن قول الحق قول الله ورسوله.
لا الفينّكم وقد غرتكم الحياة الدنيا والهتكم عن ذكر الله وغركم بالله الغرور.
لا الفينّكم وقد نكث بعضكم وخذل بعضكم حركة الجهاد, هذه الحركه التي بها ومعها ارتقينا لنصبح رواد الارض أعلم بالحق اوعى الناس, معه نحن الفئة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: هم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس.
فاتقوا الله أيها الغرباء, فانتم يوم القيامة موقوفون وعن الدعوة واظهار الحق لمسؤولون ومحاسبون.
اشحذوا هِمَمَكم وشَمِّروا عن سواعدكم لتقفوا من النظم الحاكمة الظالمة الباغية البالية المهترئة موقفَ الند القوي طالما وضُح لكم أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظكم ومؤازرتكم، وأن جند الله قد امتطوا ظهور الخيل لنصرة أتباع الحق، وملائكة الله تتنزل عليهم مُطَمْئِنين لهم أن لا تخافوا من عدوكم ولا تحزنوا لما أصابكم ومسكم، ولا تحزنوا لما فاتكم، لقد آن الأوان أن نتطلع إلى الفردوس الأعلى في الجنة، وسَيَمُنُّ الله سبحانه وتعالى على الذين استُضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمةً ويجعلهم الوارثين.
عباد الله:
ان الله لم يخلق جهنم والنار وزبانيتها وحياتها وعقاربها عبثا, فاحذروا أن تكونوا لجهنم وقودا!!!
عباد الله:
احذروا من الغارات ثلاث!!!
غارة ملك الموت عليكم وغارة الدود على أجسادكم وغارة الخصماء على حسناتكم يوم القيامة, وقد خاب وخسر من أتى الله وهو خفيف الميزان.
اتقوا الله عباد الله... ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله...
اتقوا الدنيا وزينتها فانها والله ممقوتة مذمومة. عن زيد بن أرقم قال: كنا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فدعا بشراب فأُتي بماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه فسكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته. قال ثم مسح عينيه فقالوا يا خليفة رسول الله ما أبكاك؟ قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيتُه يدفع عن نفسه شيئا ولم أرَ معه أحداً، فقلت يا رسول الله ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال:" هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها إليكِ عني ثم رجعت فقالت: إن أفْلَتَ مني فلن يُفلت مني مَن بعدك". (رواه الحاكم في المستدرك).
اتقوا الله عباد الله
ألا تتقوا يوماً ينظر فيه الله تعالى إليكم غاضباً ساخطاً على ما فرطتم فيه من جنب الله.
الا تتقوا يوماً يجعل الولدان شيباً
الاتتقوا يوماً تلعن فيه النار اهلها
الا تتقوا يوماً يستغيث فيه الناس فيُسقون بماء كالمهل يشوي الوجوه واذا أدني من الرجل وقعت فروة رأسه وان شربه قطع امعاءه حتى تخرج من دبره.
الا تتقوا يوماً لا يُسمع فيه الا همسا.
الا تتقوا يوماً عبوسا قمطريرا
الا تتقوا يوماً يُشوى فيه الرجل فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته.
اتقوا الله عباد الله
اتقوا يوماً لا ينفع فيه مال ولا اهل ولا بنون ولا جاه ولا قوة ولا منصب ولا وزارة اوقاف ولا حاكم او محكوم.
اتقوا يوماً تشكوكم فيه الخلافة الى الله ان قصرتم عن العمل لها.
اتقوا يوماً تتسابق فيه افاعي وعقارب جهنم للسعكم ونهش جلدكم فاذا لُسع الرجل تناثر لحمه على قدميه.
اتقوا يوماً يكون فيه ضرس الرجل في النار كجبل أحد وغلظ جلده اربعون ذراعا.
اتقوا يوماً يُقال فيه لجهنم: هل امتلأت فتقول هل من مزيد؟!
اتقوا يوماً يحمل فيه الرجل رأسه المقطوع يجرُّ قاتله يشكوه الى الله قائلا: يا رب, سل هذا فيما قتلني!
اتقوا يوماً ترجون فيه من الله الستر, وقد قُرأ الكتاب وفُضح الناس عند الحساب.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا هارون بن عبد الله, حدثنا يسار بن حاتم, اخبرنا جعفر بن سليمان, اخبرنا ابو عمران الجَونيذ عن ابي هريرة قال: " يُدني الله العبد يوم القيامة, فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها, ويدفع اليه كتابه في ذبك الستر, فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك: فيمر بالحسنة فيُسرّ بها قلبه, فيقول الله تعالى له: أتعرف يا عبدي؟ فيقول نعم يا رب اعرف فيقول: اني قد تقبلتها, قال: فيخر ساجدا. قال قيقول: ارفع رأسك وعد الى كتابك, فيمر بالسيئة فيسود لها وجه, ويحزن بها قلبه, وترتعد منها فرائصه, ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره, فيقول الله تعالى: أتعرف عبدي؟ فيقول : نعم يا رب اعرف, فيقول: فاني قد غفرتها لك. فلا يزال بين حسنة تُقبل فيسجد, وسيئة تغفر فيسجد, لا يرى الخلائق منه الا ذاك السجود, حتى ينادي الخلائق بعضها بعضا طوبى لهذا العبد الذي لم يَعص الله قط ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله تعالى مما قد وقفه عليه". البداية والنهاية
قال تعالى: ( ﴿يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)﴾.
وقال تعالى: ﴿﴿وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون "﴾.﴾
وقال تعالى: " ﴿﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ﴾﴾".
أيها الناس:
ما كان كلامي هذا لكم دوني, بل كنت والله لنفسي أولا مذكرا ومعاتبا وموبخا...
فان صرت تحت التراب لا تقولوا: كان عاصفة وكان... فوالله لم أكُن شيئا...
يا ربّ إني كنت أخافك, و أنا اليوم أرجوك...
اللهم إنك تعلم أني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار, و لا لغرس الأشجار...
وإنما لظمأ الهواجر, ومكابدة الساعات, ومزاحمة العلماء بالركب عند حلقات الجهاد , ومقارعة الحكام والظلمة لاظهار الحق وأعزاز دينك.
لبست ثوب الرجى والناس قد رقدوا... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا عدتي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أمورا أن تعلمها ... مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل معترفا... إليك يا خير من مُدت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يردُ
اللهم اني أشهدك أني أُحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أفضل الحب وأعمقه, فهبني يوم الفزع الأكبر لأي منهم فاني والله ما احببتهم الا فيك يا ارحم الراحمين.
يا رب... يا كريم... ارحم عاصفة العاصي ذا القلب القاسي ...
اللهم أقل العثرة واغفر الزلة... وجُد بحلمك على من لم يرجُ غيرك ولا وثق بأحدٍ سواك.
اللهم ارزقني صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
وصحبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وصحبة الحور العين
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
أخوكم: ابو شهاب المقدسي (عاصفة لسرايا) – ارض الرباط
تعليق