الأذان شعار أهل الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعـد:
نتكلم في ثنايا هذه الأسطـر القليلة عن شعار أهل الإسلام ورمزهم، إنه ذلك النداء العظيم الذي يصدح من على مآذن المساجد في اليوم خمس مرات معلناً كلمة التوحيد، مبيناً أنه ليس هناك شيء أكبر من الله تبارك وتعالى.
من منا لم يسمع الأذان؟ ومن منا لم تطرق كلماته المتميزة أذنيه؟! إن كلمات الأذان بحمد الله تعالى تتردد في كل بلد مسلم، وترتفع كل يوم خمس مرات من آلاف المآذن والمساجد المنتشرة في المدن والقرى بحيث يمكن القول: إن عدد المرات التي يسمع فيها المسلم الأذان في حياته يفوق أي كلمات أخرى تتكرر على سمعـه.
وقد شرع الأذان في السنة الأولى بعد الهجرة، بينما فرضت الصلاة قبله بعدة شهور في ليلة الإسراء والمعراج، ويبدوا أن تشريع الأذان تأخر إلى ما بعد الهجرة؛ لأنه لم يكن للمسلمين بمكة مسجد يجتمعون للصلاة فيه، فلما هاجروا إلى المدينة وبنوا المسجد احتاجوا إلى أداة تجمعهم في وقت واحد لإقـامة الصلوات المكتوبـة.
وكانت الأدوات التي يدعي الناس بها إلى الصلوات والطقوس الدينية هي: النفخ في البوق كما عند اليهود، والضرب على الناقوس كما عند النصارى، وإشعال النار كما عند المجوس، وأعطى الله هذه الأمة بدلاً عن تلك الأمور السابقة كلمات الأذان، والملاحظ أن الفرق بين هذه الطرق الثلاث وبين رفع الأذان هو: أن هذا الأخير كلماته مركبة في جمل لها معنى يرددها إنسان، ويرفع بها صوته، فيفهمها من له معرفة باللغة العربية أو من ترجمت له معانيها ونقلت إليه باللغة التي يتكلمها؛ بينما النفخ في البوق أو الضرب على الناقوس لا ينشئ كلاماً له معنى، وإنما يحدث أصواتاً صماء غاية ما تدل عليه هو الهدف الديني الذي وضعت له لكنها لا تحمل إلى السامع معاني أخرى عبر الصوت الذي يصل إلى مسامعه، وهذا الذي ذكرناه عن النفخ في البوق والضرب على الجرس ينطبق على إشعال النيران.
ولقد كان سبب مشروعية الأذان رؤيا رآها الصحابي الجليل عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به الناس في الجمع للصلاة –وفي رواية وهو كاره لموافقته للنصارى- طاف وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ قال: فقلت له: بلى. قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".
ثم استأخر غير بعيد ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله" فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت . فقال: (إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتاً منك)، قال: فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به. قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أرى قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (فلله الحمد). وفي البخاري من حديث نافع أن ابن عمر كان يقول: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها. فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقاً مثل قرن اليهود فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بلال قم فناد بالصلاة). إذن لم يكن الأذان اقتراحاً من بعض الصحابة أو اتفاقاً بينهم؛ بل رؤيا رآها أحدهم، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنها رؤيا حق).
إن مما يدل ويؤكد أن الأذان يتجاوز في مقاصده مجرد الإعلام بدخول وقت الصلاة ما يقول المسلم عندما يسمعه، فقد ندب الإسلام المسلم إذا سمع المؤذن أن يقول مثل ما يقول ووعده على ذلك بالجزاء والعطاء. وهذا يقتضي أن يقبل على الأذان فكلما سمع منه جمله رددها بلسانه ، فتتاح لقلبه فرصتان لتدبر معناها: الأولى: عندما سمعها ، والثانية : عندما يقولها ومعلوم أن الإسلام إذا أمر المسلم أن ينصت إلى كلام أو يردده فإنه يقصد استماع القلب لا استماع الأذن فحسب. إن توقف اللسان عن الاستمرار في الكلام الذي كان يقوله ، وانصرافه إلى متابعة كلمات الأذان من غير أن يسابق المؤذن بها، ومن غير أن يتأخر عنه، دليل آخر يؤكد أن الأذان للإعلام بدخول الوقت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعـد:
نتكلم في ثنايا هذه الأسطـر القليلة عن شعار أهل الإسلام ورمزهم، إنه ذلك النداء العظيم الذي يصدح من على مآذن المساجد في اليوم خمس مرات معلناً كلمة التوحيد، مبيناً أنه ليس هناك شيء أكبر من الله تبارك وتعالى.
من منا لم يسمع الأذان؟ ومن منا لم تطرق كلماته المتميزة أذنيه؟! إن كلمات الأذان بحمد الله تعالى تتردد في كل بلد مسلم، وترتفع كل يوم خمس مرات من آلاف المآذن والمساجد المنتشرة في المدن والقرى بحيث يمكن القول: إن عدد المرات التي يسمع فيها المسلم الأذان في حياته يفوق أي كلمات أخرى تتكرر على سمعـه.
وقد شرع الأذان في السنة الأولى بعد الهجرة، بينما فرضت الصلاة قبله بعدة شهور في ليلة الإسراء والمعراج، ويبدوا أن تشريع الأذان تأخر إلى ما بعد الهجرة؛ لأنه لم يكن للمسلمين بمكة مسجد يجتمعون للصلاة فيه، فلما هاجروا إلى المدينة وبنوا المسجد احتاجوا إلى أداة تجمعهم في وقت واحد لإقـامة الصلوات المكتوبـة.
وكانت الأدوات التي يدعي الناس بها إلى الصلوات والطقوس الدينية هي: النفخ في البوق كما عند اليهود، والضرب على الناقوس كما عند النصارى، وإشعال النار كما عند المجوس، وأعطى الله هذه الأمة بدلاً عن تلك الأمور السابقة كلمات الأذان، والملاحظ أن الفرق بين هذه الطرق الثلاث وبين رفع الأذان هو: أن هذا الأخير كلماته مركبة في جمل لها معنى يرددها إنسان، ويرفع بها صوته، فيفهمها من له معرفة باللغة العربية أو من ترجمت له معانيها ونقلت إليه باللغة التي يتكلمها؛ بينما النفخ في البوق أو الضرب على الناقوس لا ينشئ كلاماً له معنى، وإنما يحدث أصواتاً صماء غاية ما تدل عليه هو الهدف الديني الذي وضعت له لكنها لا تحمل إلى السامع معاني أخرى عبر الصوت الذي يصل إلى مسامعه، وهذا الذي ذكرناه عن النفخ في البوق والضرب على الجرس ينطبق على إشعال النيران.
ولقد كان سبب مشروعية الأذان رؤيا رآها الصحابي الجليل عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به الناس في الجمع للصلاة –وفي رواية وهو كاره لموافقته للنصارى- طاف وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ قال: فقلت له: بلى. قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".
ثم استأخر غير بعيد ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله" فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت . فقال: (إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتاً منك)، قال: فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به. قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أرى قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (فلله الحمد). وفي البخاري من حديث نافع أن ابن عمر كان يقول: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها. فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقاً مثل قرن اليهود فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بلال قم فناد بالصلاة). إذن لم يكن الأذان اقتراحاً من بعض الصحابة أو اتفاقاً بينهم؛ بل رؤيا رآها أحدهم، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنها رؤيا حق).
إن مما يدل ويؤكد أن الأذان يتجاوز في مقاصده مجرد الإعلام بدخول وقت الصلاة ما يقول المسلم عندما يسمعه، فقد ندب الإسلام المسلم إذا سمع المؤذن أن يقول مثل ما يقول ووعده على ذلك بالجزاء والعطاء. وهذا يقتضي أن يقبل على الأذان فكلما سمع منه جمله رددها بلسانه ، فتتاح لقلبه فرصتان لتدبر معناها: الأولى: عندما سمعها ، والثانية : عندما يقولها ومعلوم أن الإسلام إذا أمر المسلم أن ينصت إلى كلام أو يردده فإنه يقصد استماع القلب لا استماع الأذن فحسب. إن توقف اللسان عن الاستمرار في الكلام الذي كان يقوله ، وانصرافه إلى متابعة كلمات الأذان من غير أن يسابق المؤذن بها، ومن غير أن يتأخر عنه، دليل آخر يؤكد أن الأذان للإعلام بدخول الوقت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،،
تعليق