بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي عبده، وبعد:
أخي ..
من منّا لا يريد أن يغفر له ذنوبه؟!
ومن منّا لا يريد أن تكون له جنَّات وأنهار في الجنّة؟!
ومن منّا لا يريد أن يمده الله بالأموال والبنين؟!
ومن منّا لا يريد أن يمتعه الله متاعاً حسناً في الدنيا والآخرة؟!
ومن منّا لا يريد أن يأتيه الله من فضله في الدنيا والآخرة؟!
ومن منّا لا يريد أن تهطل الأمطار؟!
أخي / أختي في الله .. جميعنا يرجو هذه النِعم ويتمنَّاها .. ولكن كيف نحصل عليها؟
قبل أن نعرف كيف نحصل على هذه النعم يجب أن نعرف أنّنا جميعاً نخطئ، ولا يوجد على ظهر هذه الأرض مَن هو معصوم مِن الخطأ إلاّ من عصمه الله تعالى، والمطلوب من العبد أن يبادر فوراً إلى التوبة والإستغفار وعدم الرجوع إلى الذنب، وهذا هو الطريق إلى الحصول على هذه النِعم. أمّا الإصرار على الخطأ والإستمرار على إتيانه صغيراً كان أو كبيراً فلا يترتب عليه إلاّ فقدان هذه النعم ولا حلَّت به نقمة إلاّ بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلاّ بذنب، ولا رفع إلاّ بتوبة". وقبل هذا يقول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
ولقد أحسن من قال:
إذا كنت في نعمةٍ فارعَها *** فإنّ المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعةِ ربّ العباد *** فرب العباد سريع النِقَم
أخي .. أنا وأنت وكل النّاس مطالبون بالرجوع إلى الله تعالى والإستغفار إليه، بل ومطالبون كذلك بأن ننصح إخواننا فالدين النصيحة، ولهذا نقول بصوتٍ عالٍ:
يا من تركت الصلاة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
يا من قطعت رحمك ارجع واستغفر وتب إلى الله.
يا من تتعامل بالرّبا ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من فعلت فاحشة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تعشق الغيبة والنميمة والتعدي على أعراض النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من لا تتصدق إلاّ رياء وسمعة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من لا تصوم رمضان ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من سرقت ونهبت ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تحب إيذاء النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تظلم النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من .. ويا من ..
نعم أخي في الله .. ارجع واستغفر الله وتب إليه من الآن ولا تضيع الوقت، واقرأ واستمع إلى قول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135-136].
استمع أخي في الله إلى ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل في الحديث القدسي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إنّي حرمت الظلم وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلّكم ضال إلاّ من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلّكم جائع إلاّ من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلّكم عارٍ إلاّ من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنّكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم» [رواه مسلم].
صارح نفسك..
أخي: أرجو أن تحاول الإجابة على هذه الأسئلة واحكم على نفسك:
هل صليت جميع الفروض هذا اليوم بخشوع؟
هل تصدقت هذا الأسبوع أو هذا الشهر؟
هل قرأت القرآن هذا اليوم بتدبر؟
هل استغفرت وأنت في سيارتك .. في بيتك .. في عملك؟
هل صمت في هذا الأسبوع أو في هذا الشهر؟
إذا كانت الإجابة على جميع هذه الأسئلة وغيرها .. بنعم. فأبشر ثم أبشر بخير عظيم إن شاء الله.
وإذا كانت الإجابة.. بلا أو بنعم ولا. فراجع نفسك وتدرك أمرك، واندم قبل ألاّ ينفعك الندم..
اللّهم إنّا نسألك رضاك والجنّة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من سخطك والنّار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونبوء لك بنعمتك علينا ونعترف بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا، فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.
بشائر من الله سبحانه وتعالى ..
قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقه:19-24].
وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجده:17].
وعن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}» [رواه البخاري ومسلم].
وقفة أخيرة ..
إخواني في الله: يجب علينا أن نفكر بعقولنا .. فإنّنا لم نخلق عبثاً، ولم نترك سُدى، وإنّما خلقنا لغاية كريمة وهدف عظيم، خلقنا لعبادة الله عز وجل، فهل حققنا هذه الغاية في نفوسنا؟؟ وهل نحن حقاً عبيدٌ لله كما يريد ربّنا سبحانه؟ هذا ما ينبغي أن يحاسب المرء نفسه عليه، ويتذكر أنّ هناك يوماً سيحاسب فيه عن كل ما قدم من خير أو شر، وأنّ أعماله مسجلة عليه في كتاب، وهناك شهود عليه، وملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهذا يدعونا إلى محاسبة النفس ومراجعتها قبل أن يحل بنا الموت فلا نقدر على التوبة والإستغفار.
ولنبدأ من الآن في أداء الصلاة بخشوع وخضوع، وقراءة القرآن بتدبر، والإكثار من الإستغفار بالليل والنهار فقد قال الشيطان الرجيم: هَلَكت ابن آدم بالمعاصي وهَلَكَني بالاستغفار.
اللّهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، واجعلنا من المستغفرين لك بالليل والنهار.
وصل اللّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / ماهر محمد الطويل
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي عبده، وبعد:
أخي ..
من منّا لا يريد أن يغفر له ذنوبه؟!
ومن منّا لا يريد أن تكون له جنَّات وأنهار في الجنّة؟!
ومن منّا لا يريد أن يمده الله بالأموال والبنين؟!
ومن منّا لا يريد أن يمتعه الله متاعاً حسناً في الدنيا والآخرة؟!
ومن منّا لا يريد أن يأتيه الله من فضله في الدنيا والآخرة؟!
ومن منّا لا يريد أن تهطل الأمطار؟!
أخي / أختي في الله .. جميعنا يرجو هذه النِعم ويتمنَّاها .. ولكن كيف نحصل عليها؟
قبل أن نعرف كيف نحصل على هذه النعم يجب أن نعرف أنّنا جميعاً نخطئ، ولا يوجد على ظهر هذه الأرض مَن هو معصوم مِن الخطأ إلاّ من عصمه الله تعالى، والمطلوب من العبد أن يبادر فوراً إلى التوبة والإستغفار وعدم الرجوع إلى الذنب، وهذا هو الطريق إلى الحصول على هذه النِعم. أمّا الإصرار على الخطأ والإستمرار على إتيانه صغيراً كان أو كبيراً فلا يترتب عليه إلاّ فقدان هذه النعم ولا حلَّت به نقمة إلاّ بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلاّ بذنب، ولا رفع إلاّ بتوبة". وقبل هذا يقول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
ولقد أحسن من قال:
إذا كنت في نعمةٍ فارعَها *** فإنّ المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعةِ ربّ العباد *** فرب العباد سريع النِقَم
أخي .. أنا وأنت وكل النّاس مطالبون بالرجوع إلى الله تعالى والإستغفار إليه، بل ومطالبون كذلك بأن ننصح إخواننا فالدين النصيحة، ولهذا نقول بصوتٍ عالٍ:
يا من تركت الصلاة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
يا من قطعت رحمك ارجع واستغفر وتب إلى الله.
يا من تتعامل بالرّبا ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من فعلت فاحشة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تعشق الغيبة والنميمة والتعدي على أعراض النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من لا تتصدق إلاّ رياء وسمعة ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من لا تصوم رمضان ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من سرقت ونهبت ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تحب إيذاء النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من تظلم النّاس ارجع واستغفر وتب إلى الله.
ويا من .. ويا من ..
نعم أخي في الله .. ارجع واستغفر الله وتب إليه من الآن ولا تضيع الوقت، واقرأ واستمع إلى قول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135-136].
استمع أخي في الله إلى ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل في الحديث القدسي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إنّي حرمت الظلم وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلّكم ضال إلاّ من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلّكم جائع إلاّ من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلّكم عارٍ إلاّ من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنّكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم» [رواه مسلم].
صارح نفسك..
أخي: أرجو أن تحاول الإجابة على هذه الأسئلة واحكم على نفسك:
هل صليت جميع الفروض هذا اليوم بخشوع؟
هل تصدقت هذا الأسبوع أو هذا الشهر؟
هل قرأت القرآن هذا اليوم بتدبر؟
هل استغفرت وأنت في سيارتك .. في بيتك .. في عملك؟
هل صمت في هذا الأسبوع أو في هذا الشهر؟
إذا كانت الإجابة على جميع هذه الأسئلة وغيرها .. بنعم. فأبشر ثم أبشر بخير عظيم إن شاء الله.
وإذا كانت الإجابة.. بلا أو بنعم ولا. فراجع نفسك وتدرك أمرك، واندم قبل ألاّ ينفعك الندم..
اللّهم إنّا نسألك رضاك والجنّة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من سخطك والنّار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونبوء لك بنعمتك علينا ونعترف بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا، فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.
بشائر من الله سبحانه وتعالى ..
قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقه:19-24].
وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجده:17].
وعن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}» [رواه البخاري ومسلم].
وقفة أخيرة ..
إخواني في الله: يجب علينا أن نفكر بعقولنا .. فإنّنا لم نخلق عبثاً، ولم نترك سُدى، وإنّما خلقنا لغاية كريمة وهدف عظيم، خلقنا لعبادة الله عز وجل، فهل حققنا هذه الغاية في نفوسنا؟؟ وهل نحن حقاً عبيدٌ لله كما يريد ربّنا سبحانه؟ هذا ما ينبغي أن يحاسب المرء نفسه عليه، ويتذكر أنّ هناك يوماً سيحاسب فيه عن كل ما قدم من خير أو شر، وأنّ أعماله مسجلة عليه في كتاب، وهناك شهود عليه، وملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهذا يدعونا إلى محاسبة النفس ومراجعتها قبل أن يحل بنا الموت فلا نقدر على التوبة والإستغفار.
ولنبدأ من الآن في أداء الصلاة بخشوع وخضوع، وقراءة القرآن بتدبر، والإكثار من الإستغفار بالليل والنهار فقد قال الشيطان الرجيم: هَلَكت ابن آدم بالمعاصي وهَلَكَني بالاستغفار.
اللّهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، واجعلنا من المستغفرين لك بالليل والنهار.
وصل اللّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / ماهر محمد الطويل
تعليق