ان الفتنة جاهلية المارقين، ورأس الحربة المسمومة الموجهة الى صدور المسلمين، ومخلب من مخالب المحتل واذنابه، لاغراق ابناء نا في بحر من الدماء، فتهلك الحرث والنسل، وتعمهم كافة ولا تخص.
((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)) الانفال:25.
فالشرع الحنيف يدعونا الى الحذر من الفتنة، ما ظهر منها وما بطن، وعدم التراخي عن القضاء عليها، وازالة اسبابها ومقدماتها، وبالعمل يداً بيد على رد الاحتلال ونتائجه ومخططاته، الذي هو الفتنة الكبرى، والطامة العظيمة والظلم الكبير، والداء الخبيث، الذي يعالج بالمقاومة السلمية والجهادية التي لا تحتاج الى من يعطيها الشرعية لكونها نداء الاسلام والاديان المختلفة والاعراف والقوانين الدولية والفطرة السليمة والعقول الواعية ومنطق وتأريخ وسنن الشعوب والامم بعقائدها المختلفة.
((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين)) البقرة:190.
فكم من الفتن التي أراد ان يشعلها الاشرار والمرتزقة والعملاء لتعكير صفو الاستقرار والتعايش بين ابناء شعبنا الواحد، ثم باءوا بالفشل والهزيمة النكراء عن طريق التضليل الاعلامي ودوائره المشبوهة((والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))يوسف:21.
فحري بالشرفاء والمخلصين العقلاء ان يقضوا على هذا الخطر المحدق، ويقطعون دابره قبل وقوعه، وان لا ينساقوا وراء الفتن، وان لاتصاب نفوسنا بحالات اليأس والقنوط، واختلاق الاعذار والتبريرات للهروب من مواجهة مشاكل الحياة وفتنها.
((ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين* ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)) آل عمران (139-140).
ان العراقيين عبر تأريخهم الطويل كانوا مثالاً للوطنية والمواطنة، في ظل الوطن الواحد، والدين الاسلامي الواحد، بطوائفهم وقومياتهم واعراقهم، سمتهم المحبة والتآلف والتعاون والاخوة، وعلى ما جبلوا عليه من الصفات الانسانية النبيلة الشريفة.
فدعوات الجاهلية لا تخدم ديناً ولا وطناً ولا قوماً، بل هي فتنة تحرق تنظيم الحياة، ودعاتها عملاء مرتزقة، من صناع الكافر المستعمر، لاهمَّ لهم الا مصالحهم واهواؤهم.
((افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)) المائدة:50.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :(ما بال دعوى الجاهلية؟! دعوها فإنها منتنة) رواه مسلم.
وعلينا ان نترك التسميات المذهبية والقومية، والاعتزاز بالاسلام ظاهراً وباطناً، عقيدة وفكراً واخلاقاً وسلوكاً وقولاً ومنهجاً.
قال رب العزة :((ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين)) فصلت:33.
وقوله :((هو سماكم المسلمين من قبل)) الحج:78.
ان الذين يثيرون الفتن، لهم الخزي واللعنة والهزيمة في الحياة الدنيا، ولعذاب الاخرة أشد وابقى، جزاءً لخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، فاصبحوا من جند الشيطان واعوانه، في اثارة الخلاف والنزاع والفرقة لتؤدي الى الاقتتال، فيعرض الدماء للسفك، والاعراض للهتك والاموال للسلب والنهب، والدين للضياع والردة عن الاسلام.
((والفتنة اشد من القتل)) البقرة:191.
((والفتنة اكبر من القتل)) البقرة:217.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :(كل المسلم على المسلم حرام! دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.
وعلى هذا فان الامر المباح والمشروع اذا احدث فتنة بين الناس، وجب ارجاؤه وعدم اظهاره، حتى يزول المانع.
وهذا ما يدل عليه حديث معاذ (رضي الله عنه) وصلاته بالناس، كما رواه البخاري ومسلم.
ولا بد لصاحب الحق، والامر المشروع، ان يختار الزمان والمكان المناسب والشخص المناسب لاظهار الحق اذا حقق مصلحة شرعية راجحة، فاذا حقق مفسدة راجحة، وفتنة بين المسلمين فيجب ان يؤخر الى ان يحين وقته المناسب.
وكان (صلى الله عليه وسلم) احرص الناس على القضاء على الفتن، وعدم اثارتها، ولذا فانه (صلى الله عليه وسلم) لم يقتل المنافقين المعلومين عنده؛ لأن هؤلاء في الظاهر من اصحابه ولكي لا يتحدث الناس بان محمداً يقتل اصحابه فتحدث الفتنة. وهذا ما رواه مسلم في صحيحه.
هذه هي السياسة الشرعية في معالجة الامور والمسائل المختلفة من خلال مبدأ الموازنة بين المصالح والمفاسد، وقاعدة ارتكاب أخف الضررين ومقاصد الشريعة بخلاف النظرة البسيطة التي تفسد اكثر مما تصلح وتهدم اكثر مما تبني وتؤخر اكثر مما تقدم.
((وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) الانعام:153.
((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)) الانفال:25.
فالشرع الحنيف يدعونا الى الحذر من الفتنة، ما ظهر منها وما بطن، وعدم التراخي عن القضاء عليها، وازالة اسبابها ومقدماتها، وبالعمل يداً بيد على رد الاحتلال ونتائجه ومخططاته، الذي هو الفتنة الكبرى، والطامة العظيمة والظلم الكبير، والداء الخبيث، الذي يعالج بالمقاومة السلمية والجهادية التي لا تحتاج الى من يعطيها الشرعية لكونها نداء الاسلام والاديان المختلفة والاعراف والقوانين الدولية والفطرة السليمة والعقول الواعية ومنطق وتأريخ وسنن الشعوب والامم بعقائدها المختلفة.
((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين)) البقرة:190.
فكم من الفتن التي أراد ان يشعلها الاشرار والمرتزقة والعملاء لتعكير صفو الاستقرار والتعايش بين ابناء شعبنا الواحد، ثم باءوا بالفشل والهزيمة النكراء عن طريق التضليل الاعلامي ودوائره المشبوهة((والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))يوسف:21.
فحري بالشرفاء والمخلصين العقلاء ان يقضوا على هذا الخطر المحدق، ويقطعون دابره قبل وقوعه، وان لا ينساقوا وراء الفتن، وان لاتصاب نفوسنا بحالات اليأس والقنوط، واختلاق الاعذار والتبريرات للهروب من مواجهة مشاكل الحياة وفتنها.
((ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين* ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)) آل عمران (139-140).
ان العراقيين عبر تأريخهم الطويل كانوا مثالاً للوطنية والمواطنة، في ظل الوطن الواحد، والدين الاسلامي الواحد، بطوائفهم وقومياتهم واعراقهم، سمتهم المحبة والتآلف والتعاون والاخوة، وعلى ما جبلوا عليه من الصفات الانسانية النبيلة الشريفة.
فدعوات الجاهلية لا تخدم ديناً ولا وطناً ولا قوماً، بل هي فتنة تحرق تنظيم الحياة، ودعاتها عملاء مرتزقة، من صناع الكافر المستعمر، لاهمَّ لهم الا مصالحهم واهواؤهم.
((افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)) المائدة:50.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :(ما بال دعوى الجاهلية؟! دعوها فإنها منتنة) رواه مسلم.
وعلينا ان نترك التسميات المذهبية والقومية، والاعتزاز بالاسلام ظاهراً وباطناً، عقيدة وفكراً واخلاقاً وسلوكاً وقولاً ومنهجاً.
قال رب العزة :((ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين)) فصلت:33.
وقوله :((هو سماكم المسلمين من قبل)) الحج:78.
ان الذين يثيرون الفتن، لهم الخزي واللعنة والهزيمة في الحياة الدنيا، ولعذاب الاخرة أشد وابقى، جزاءً لخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، فاصبحوا من جند الشيطان واعوانه، في اثارة الخلاف والنزاع والفرقة لتؤدي الى الاقتتال، فيعرض الدماء للسفك، والاعراض للهتك والاموال للسلب والنهب، والدين للضياع والردة عن الاسلام.
((والفتنة اشد من القتل)) البقرة:191.
((والفتنة اكبر من القتل)) البقرة:217.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :(كل المسلم على المسلم حرام! دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.
وعلى هذا فان الامر المباح والمشروع اذا احدث فتنة بين الناس، وجب ارجاؤه وعدم اظهاره، حتى يزول المانع.
وهذا ما يدل عليه حديث معاذ (رضي الله عنه) وصلاته بالناس، كما رواه البخاري ومسلم.
ولا بد لصاحب الحق، والامر المشروع، ان يختار الزمان والمكان المناسب والشخص المناسب لاظهار الحق اذا حقق مصلحة شرعية راجحة، فاذا حقق مفسدة راجحة، وفتنة بين المسلمين فيجب ان يؤخر الى ان يحين وقته المناسب.
وكان (صلى الله عليه وسلم) احرص الناس على القضاء على الفتن، وعدم اثارتها، ولذا فانه (صلى الله عليه وسلم) لم يقتل المنافقين المعلومين عنده؛ لأن هؤلاء في الظاهر من اصحابه ولكي لا يتحدث الناس بان محمداً يقتل اصحابه فتحدث الفتنة. وهذا ما رواه مسلم في صحيحه.
هذه هي السياسة الشرعية في معالجة الامور والمسائل المختلفة من خلال مبدأ الموازنة بين المصالح والمفاسد، وقاعدة ارتكاب أخف الضررين ومقاصد الشريعة بخلاف النظرة البسيطة التي تفسد اكثر مما تصلح وتهدم اكثر مما تبني وتؤخر اكثر مما تقدم.
((وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) الانعام:153.
تعليق