السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبح رمضان (فضائيا ) حاملا للنقيضين؛ إنه موسم النجوم من الدعاة والفنانين؛ فكل يوم تطالعنا بهم إعلانات الفضائيات المتنافسة في الصحف، (لتضغضغ) المشاهدين وخاصة المشاهدات (العاطفيات)، ممن يتابعن هؤلاء حبا وإعجابا، لأنهن مصدر تسويقي رئيس لإعلاناتها، هم يتنقلون كالعصافير ببراءة بين هؤلاء وهؤلاء، ولا يعلمون أن المشاهدة مدفوعة الثمن.
ولأننا عادة ما نعرف من مجلات الفن المبالغ الباهظة التي تُدفع لنجوم الدراما الرمضانية من قبل الفضائيات، دار في ذهني تساؤل حول ما إذا كان النجوم من الدعاة يحصلون أيضا على أرقام مماثلة، وبسبب فضولي الصحفي حاولتُ منذ السنة الماضية ـ بعد أن سطعت البرامج الدينية في الفضاء التلفزيوني ـ معرفة الأرقام التي يتقاضونها، فكانت صعبة المنال؛ لأنها غاية في السرية.
ولأني عنيدة؛ توالت محاولاتي باجتهاد، وذهلتُ عندما عرفتُ عن طريق بعض العاملين في هذا النوع من البرامج أنّ أحدهم يتقاضى عشرة آلاف دولار عن الحلقة الواحدة، وآخر يتقاضى أقل منه بقليل، وهكذا حسب نجوميته الجماهيرية، وصعقتُ عندما أخذتُ الآلة الحاسبة لأضرب أخماسا في أسداس، وتخيلتُ الرصيد البنكي الضخم الذي يتراكم قبل انتهاء شهر رمضان، مقابل استبكاء دموعنا وإلهاب عواطفنا بالآخرة، فيما جيوبنا الدنيوية خاوية، وفقراؤنا جياع، وأطفالنا يرفلون في أحلام ضائعة.
نعم، عشرات الآلاف مقابل ظهور بعضهم على قنوات دون أخرى، وهناك من يقبل بالاحتكار، فلا نراه إلا على قناة بعينها، وإن كانت مخالفة لاتجاهه، وتعرف بسهراتها (الحمراء)، فهي في نظره منبر إعلامي يصل منها إلى شريحة لا تبحث عنه في القنوات الإسلامية، متناسيا أن ظهوره فيها كرت أخضر يُجوَز المرور عليها.
وهناك من تمكنه نجوميته من رفض الاحتكار، فالمشاهد والمشاهدة (العاطفية) سيلحق به، لأنه أحبه في الله، وعظم أجره لما يدعوه إليه، وكما أخبرني أحد الإعلاميين المتخصصين في هذا النوع من البرامج أن أحد النجوم رفض عرض احتكار إحدى القوات الفضائية الذي بلغ مليون دولار وفرض هو شروطه عليها.
ولأني اعتدتُ الصراحة، فبعض الدعاة من النجوم كما لاحظتُ يحدثوننا كثيرا في برامجهم عن شيء اسمه الزهد، وعلى شراء الآخرة بالدنيا، والابتعاد عن ملذاتها المادية، وعن القناعة والبساطة في العيش، والابتعاد عن التبذير والبذخ، والاقتداء بالصحابة الكرام الذين كانوا يرقعون ثيابهم، ويصومون استعفافا من قلة اليد.
يحدثوننا هكذا؛ فيما هم أمامنا يرفلون في ثياب جديدة أنيقة، وبدلات من ماركات عالمية، ويشير بعضهم يمنة ويسرة، فتظهر ساعة لامعة غالية، ويركب سيارة فارهة لا تقل عن مرسيدس في غالب الأحيان، فيما تقف غيرها تحت منزله الضخم، وحينما يسافر، لا يرضى بأقل من فندق خمس نجوم يسكنه.
صحيح أن هذا حقهم المشروع مقابل جهدهم ووقتهم الدعوي، لكني أشتاق كثيرا لأولئك النجوم الراحلين الذين كانوا يوما يقاسموننا همومنا وخبزنا وفقرنا، ويحتسبون أجرهم عند خالقهم.. فليرحمهم الله تعالى ويرحمنا.
أصبح رمضان (فضائيا ) حاملا للنقيضين؛ إنه موسم النجوم من الدعاة والفنانين؛ فكل يوم تطالعنا بهم إعلانات الفضائيات المتنافسة في الصحف، (لتضغضغ) المشاهدين وخاصة المشاهدات (العاطفيات)، ممن يتابعن هؤلاء حبا وإعجابا، لأنهن مصدر تسويقي رئيس لإعلاناتها، هم يتنقلون كالعصافير ببراءة بين هؤلاء وهؤلاء، ولا يعلمون أن المشاهدة مدفوعة الثمن.
ولأننا عادة ما نعرف من مجلات الفن المبالغ الباهظة التي تُدفع لنجوم الدراما الرمضانية من قبل الفضائيات، دار في ذهني تساؤل حول ما إذا كان النجوم من الدعاة يحصلون أيضا على أرقام مماثلة، وبسبب فضولي الصحفي حاولتُ منذ السنة الماضية ـ بعد أن سطعت البرامج الدينية في الفضاء التلفزيوني ـ معرفة الأرقام التي يتقاضونها، فكانت صعبة المنال؛ لأنها غاية في السرية.
ولأني عنيدة؛ توالت محاولاتي باجتهاد، وذهلتُ عندما عرفتُ عن طريق بعض العاملين في هذا النوع من البرامج أنّ أحدهم يتقاضى عشرة آلاف دولار عن الحلقة الواحدة، وآخر يتقاضى أقل منه بقليل، وهكذا حسب نجوميته الجماهيرية، وصعقتُ عندما أخذتُ الآلة الحاسبة لأضرب أخماسا في أسداس، وتخيلتُ الرصيد البنكي الضخم الذي يتراكم قبل انتهاء شهر رمضان، مقابل استبكاء دموعنا وإلهاب عواطفنا بالآخرة، فيما جيوبنا الدنيوية خاوية، وفقراؤنا جياع، وأطفالنا يرفلون في أحلام ضائعة.
نعم، عشرات الآلاف مقابل ظهور بعضهم على قنوات دون أخرى، وهناك من يقبل بالاحتكار، فلا نراه إلا على قناة بعينها، وإن كانت مخالفة لاتجاهه، وتعرف بسهراتها (الحمراء)، فهي في نظره منبر إعلامي يصل منها إلى شريحة لا تبحث عنه في القنوات الإسلامية، متناسيا أن ظهوره فيها كرت أخضر يُجوَز المرور عليها.
وهناك من تمكنه نجوميته من رفض الاحتكار، فالمشاهد والمشاهدة (العاطفية) سيلحق به، لأنه أحبه في الله، وعظم أجره لما يدعوه إليه، وكما أخبرني أحد الإعلاميين المتخصصين في هذا النوع من البرامج أن أحد النجوم رفض عرض احتكار إحدى القوات الفضائية الذي بلغ مليون دولار وفرض هو شروطه عليها.
ولأني اعتدتُ الصراحة، فبعض الدعاة من النجوم كما لاحظتُ يحدثوننا كثيرا في برامجهم عن شيء اسمه الزهد، وعلى شراء الآخرة بالدنيا، والابتعاد عن ملذاتها المادية، وعن القناعة والبساطة في العيش، والابتعاد عن التبذير والبذخ، والاقتداء بالصحابة الكرام الذين كانوا يرقعون ثيابهم، ويصومون استعفافا من قلة اليد.
يحدثوننا هكذا؛ فيما هم أمامنا يرفلون في ثياب جديدة أنيقة، وبدلات من ماركات عالمية، ويشير بعضهم يمنة ويسرة، فتظهر ساعة لامعة غالية، ويركب سيارة فارهة لا تقل عن مرسيدس في غالب الأحيان، فيما تقف غيرها تحت منزله الضخم، وحينما يسافر، لا يرضى بأقل من فندق خمس نجوم يسكنه.
صحيح أن هذا حقهم المشروع مقابل جهدهم ووقتهم الدعوي، لكني أشتاق كثيرا لأولئك النجوم الراحلين الذين كانوا يوما يقاسموننا همومنا وخبزنا وفقرنا، ويحتسبون أجرهم عند خالقهم.. فليرحمهم الله تعالى ويرحمنا.
تعليق