الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم وآله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين... وبعد:
رمضان: اسم الشهر التاسع من الشهور القمرية، وهو الشهر الوحيد الذي صرح باسمه في القرآن الكريم.
حكمة مشروعية الصيام: تطهير النفس وتزكيتها وإعدادها للتقوى لتصبح أهلاً لكرامة الآخرة وسعادتها.
آداب واجبة:
1ـ القيام بالعبادات القولية والفعلية.
2ـ اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال مشاهدة وسماعاً.. الخ.
آداب مستحبة: تأخير السحور، تعجيل الإفطار، قراءة القرآن، كثرة الذِكر والدعاء والصدقة.
فضائل رمضان:
1ـ نزول القرآن فيه. قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ﴾.
2ـ غفران الذنوب، قال r: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، [رواه البخاري].
3ـ استجابة الدعاء، قال r: «ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم». حسن، الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة.
4ـ فيه ليلة القدر.
5ـ تُصفّد فيه الشياطين.
6ـ تكفر فيه الذنوب لقول الرسول r: «... ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». [رواه مسلم: 233].
7ـ العمرة فيه تعدل الحج، قال r: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، [صحيح الجامع4097].
الصوم:
الصيام: هو الإمساك بنية عن الطعام والشراب والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وهو ركن من أركان الإسلام.
واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر عليه، مقيم.
يجب صيامه برؤية هلاله أو إتمام شعبان ثلاثين يوماً.
لقوله r: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».
ما يباح للصائم: السواك طوال النهار./ السفر لحاجة مباحة./ التبرد بالماء من شدة الحر./ التداوي بالمباح (الحلال)، مثل: استخدام الإبرة إن لم تكن للتغذية./ التطيّب./ الاكتحال.
مفطرات الصوم:
الجماع./ الأكل والشرب أو ما بمعناهما، مثل الإبرة المغذية./ إخراج الدم بالحجامة./ التقيؤ عمداً./ خروج دم الحيض والنفاس.
وهذه المفطرات ما عدا الحيض والنفاس لا تفطر الصائم إلا بشروط وهي: العلم بالحكم والوقت./ أن يكون ذاكراً./ أن يكون مختاراً.
أقسام الناس في الصيام: (الذين لا يجب عليهم الصيام أصلاً).
القسم الأول: الكافر.
القسم الثاني: الصغير فلا يجب عليه الصيام حتى يبلغ ويحصل بلوغ الذكر بواحد من أمور ثلاثة:
الأول: إنزال المني باحتلام أو غيره.
الثاني: نبات شعر العانة.
الثالث: بلوغ تمام خمسة عشرة سنة. ويحصل بلوغ الأنثى: بما يحصل به بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو الحيض.
القسم الثالث: المجنون.
القسم الرابع: الهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه.
القسم الخامس: العاجز عن الصيام عجزاً مستمراً لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكيناً.
(الذين لا يجب عليهم أداء ولكن يجب عليهم القضاء):
القسم السادس: المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر.
القسم السابع: المريض الذي يرجى برؤ مرضه وله ثلاث حالات:
أحدها: أن لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم.
الثانية: أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم.
الثالثة: أن يشق عليه الصوم ولا يضره فيفطر.
القسم الثامن: الحائض، فيحرم عليها الصيام. (إذا ظهر الحيض منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة بطل صوم يومها ـ إذ طهرت من الحيض في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها بقية اليوم ـ إذا طهرت في الليل ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصيام).
والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم.
القسم التاسع: المرأة إذا كانت مرضعاً أو حاملاً وخافت على نفسها أو على الولد من الصوم فإنها تفطر.
القسم العاشر: من احتاج للفطر لدفع ضرورة وغيره؛ كإنقاذ معصوم من غرق أو حريق أو غير ذلك.
الإفطار
هو إفطار الصائم عقب تحقق غروب الشمس.
تعجيله: قال r: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، [رواه البخاري ومسلم 1098].
على ماذا يفطر؟
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله r يفطر قبل أن يصلي على رُطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء». [صحيح الترمذي].
دعاء الإفطار: عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله r يقول إذا أفطر: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». حسن، صحيح أبي داود.
الدعوة المستجابة عنده:
لقول الرسول r: «ثلاث لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر...».
أجر من فطَّر صائماً: قال r: «من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً»، [صحيح الترمذي:647].
القيام (التراويح)
هي إحياء ليالي رمضان بالصلاة والقراءة الطويلة فيها. سميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين.
وهي سنة، وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة، وقد قال بعض العلماء بغير ذلك والقول الموافق لهدي النبي r: «أنها ثمان ركعات دون الوتر»، لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة».
القيام
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن النبي r كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر»، [البخاري: 1920، ومسلم 1174].
السحور
هو الأكل والشرب في آخر الليل بنية الصوم.
قال r: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور»، [رواه مسلم: 1096].
الحث على السحور:
قال r: «تسحروا فإن في السحور بركة»، [مسلم: 1095].
الاعتكاف
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله r يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده»، رواه البخاري ومسلم.
تعريفه: هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة.
والاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة؛ لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ـ القول للشيخ عبد العزيز بن بازـ ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجباً بالنذر وهو في حق المرأة والرجل سواء، ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح فلو اعتكف الرجل أو المرأة وهما مفطران فلا بأس في غير رمضان.
شروط الاعتكاف: يشرع الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان المعتكف ممن تجب عليهم الجمعة ويتخلل مدة اعتكافه جمعة فالاعتكاف في مسجد تقام فيه الجمعة أفضل، ولا يلزم له الصوم، والسنة ألا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه، ولا يجيب دعوة، ولا يقضي حوائج أهله، ولا يشهد جنازة، ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد؛ لما ثبت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: «السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه». اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/410-411).
ما يكره للمعتكف فعله: يكره للمعتكف أن يشتغل بغير ذكر الله وما لا بد له منه من حاجات، خاصة: الجدل والمراء./ السباب والفاحش من القول./ اللغو. / الغيبة والنميمة./ النظر إلى المحرمات.
زكاة الفطر
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «فرض رسول الله r زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات». المقصود بالصلاة (صلاة العيد) [صحيح أبي داود].
وتخرج عن النفس وعن كل من يمونه؛ صغيراً وكبيراً، ذكراً وأنثى، حراً وعبداً.
جدول صائم
المقصود من الجدول: الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يوماً من رمضان حقاً كما ينبغي مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين يتقرب به إلى الله تعالى راجياً بذلك الأجر والثواب.
قال ابن مسعود رضي الله عنه «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي»، الوقت في حياة المسلم.
قال الإمام النخعي رحمه الله يصف يوماً من رمضان: (صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة) لطائف المعارف.
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر الأعظم والثواب أكبر.
فيا أخي المسلم: (إن استطعت ألّا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل). فاللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً.
البرنامج المقترح قبل الفجر:
ـ صلاة التهجّد ولو ركعتين، قال الله تعالى: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه﴾ِ.
صلاة الوتر إن لم تصلي مع الإمام في التراويح.
وقال r: «من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
وكان صلة ابن أشيم يصلي الليل كله، فإذا في الحر كان يقول: «إلهي ليس مثلي يطلب الجنة، ولكن أجرني برحمتك من النار» المتجر الرابح.
السحور مع استشعار نية التعبّد لله تعالى وتأدية السنة، قال النبي r: «تسحروا فإن في السحور بركة»، متفق عليه.
الدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر، قال الله تعالى: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون﴾.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: سمعت النبي r يقول: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً»، رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر:
ـ أداء سنة الفجر بعد إجابة المؤذن، قال r: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»، رواه مسلم.
ـ التكبير لصلاة الصبح، قال r: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً»، متفق عليه.
ـ الانشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى إقامة الصلاة، قال r «الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة»، رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
ـ الجلوس في المسجد للذكر ومنه أذكار بداية اليوم إلى طلوع الشمس فقد كان r «إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء»، رواه مسلم.
ونص الفقهاء على استحباب إحياء هذا الوقت بالذكر. قال الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح).
ـ صلاة ركعتين مستشعراً ثواب وأجر عمرة وحجة تامة، قال r: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة»، رواه الترمذي.
ـ ثم الدعاء بأن يبارك الله في يومك، قال r: «اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده»، رواه أبو داود.
ـ استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني.
البرنامج المقترح بعد ذلك:
1ـ النوم مع الاحتساب فيه، قال معاذ رضي الله عنه (إني أحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي).
2ـ الذهاب إلى العمل أو الدراسة، قال النبي r: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»، رواه البخاري.
وقال r: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»، رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان.
3ـ الانشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم، قال r: «ليس يتحسّر أهل في الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها»، رواه الطبراني.
4ـ صدقة اليوم، مستثمراً دعاء الملك (اللهم أعط منفقاً خلفاً).
البرنامج المقترح بعد الظهر:
ـ إجابة المؤذن وصلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير والاستعداد لها: قال ابن مسعود رضي الله عنه (إن رسول الله علمنا سنن الهدى وأن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه)، رواه مسلم.
ـ أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة، قال النبي r: «وإن لبدنك عليك حقاً».
البرنامج المقترح بعد العصر:
ـ صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها، قال النبي r: «رَحِمَ الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً»، رواه أبو داود والترمذي.
ـ سماع موعظة المسجد، قال النبي r: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته»، رواه الطبراني.
برنامج منوع:
1ـ الجلوس في المسجد لذكر الله أو قراءة الجزء اليومي للختمة.
2ـ الاستعداد لتنفيذ مشروع إفطار صائم للجاليات في الحي.
3ـ المطالعة الإيمانية والتربوية في كتب الرقائق وفضائل الأعمال الصالحة.
4ـ الاهتمام بشؤون المنزل والعائلة.
5ـ حضور حلقة علم.
6ـ خدمة عامة.
برنامج قبيل المغرب:
ـ الانشغال بالدعاء قبيل الغروب ـ فردي ـ أو مع العائلة، قال النبي r: «ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر»، أخرجه الترمذي.
برنامج بعد غروب الشمس:
ـ أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير والدعاء بين الأذان والإقامة حتى تقام الصلاة.
ـ الجلوس في المسجد وقول أذكار المساء مع تأدية السنة بعد المغرب ـ والأفضل عند العودة للمنزل.
ـ الاجتماع مع الأهل على مائدة الإفطار وإدخال السرور على الأولاد (مع شكر الله تعالى على إتمام صيام ذلك اليوم على خير وتقوى).
ـ الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح بالوضوء والتطيب واستشعار خطوات المشي إلى المسجد.
البرنامج المقترح بعد العشاء:
ـ صلاة العشاء جماعة في المسجد.
ـ صلاة التراويح كاملة مع الإمام، قال النبي r: «من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة».
ـ الجلسة العائلية: جلسة شاي ـ درس تربوي ـ نزهة ـ زيارة رحم.
البرنامج المنوع في ليالي رمضان:
زيارة (أقارب ـ صديق ـ جار) ممارسة النشاط الدعوي الرمضان.
مطالعة شخصية ـ مذاكرة ثنائية (أحكام ـ آداب..).
درس عائلي ـ حضور مجلس الحي ـ تربية ذاتية ـ رياضة بدنية ـ زيارة الجمعيات الخيرية والدعوية ـ نزهة عائلية ـ السمر الرمضاني الهادف ـ الاشتراك في الدورات التدريبية والمهارات الإدارية كالحاسب الآلي ـ نشاط دعوي للأقرباء والأرحام وغيرها من الأنشطة الذاتية والجماعية الهادفة.
مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم.
رمضان: اسم الشهر التاسع من الشهور القمرية، وهو الشهر الوحيد الذي صرح باسمه في القرآن الكريم.
حكمة مشروعية الصيام: تطهير النفس وتزكيتها وإعدادها للتقوى لتصبح أهلاً لكرامة الآخرة وسعادتها.
آداب واجبة:
1ـ القيام بالعبادات القولية والفعلية.
2ـ اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال مشاهدة وسماعاً.. الخ.
آداب مستحبة: تأخير السحور، تعجيل الإفطار، قراءة القرآن، كثرة الذِكر والدعاء والصدقة.
فضائل رمضان:
1ـ نزول القرآن فيه. قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ﴾.
2ـ غفران الذنوب، قال r: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، [رواه البخاري].
3ـ استجابة الدعاء، قال r: «ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم». حسن، الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة.
4ـ فيه ليلة القدر.
5ـ تُصفّد فيه الشياطين.
6ـ تكفر فيه الذنوب لقول الرسول r: «... ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». [رواه مسلم: 233].
7ـ العمرة فيه تعدل الحج، قال r: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، [صحيح الجامع4097].
الصوم:
الصيام: هو الإمساك بنية عن الطعام والشراب والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وهو ركن من أركان الإسلام.
واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر عليه، مقيم.
يجب صيامه برؤية هلاله أو إتمام شعبان ثلاثين يوماً.
لقوله r: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».
ما يباح للصائم: السواك طوال النهار./ السفر لحاجة مباحة./ التبرد بالماء من شدة الحر./ التداوي بالمباح (الحلال)، مثل: استخدام الإبرة إن لم تكن للتغذية./ التطيّب./ الاكتحال.
مفطرات الصوم:
الجماع./ الأكل والشرب أو ما بمعناهما، مثل الإبرة المغذية./ إخراج الدم بالحجامة./ التقيؤ عمداً./ خروج دم الحيض والنفاس.
وهذه المفطرات ما عدا الحيض والنفاس لا تفطر الصائم إلا بشروط وهي: العلم بالحكم والوقت./ أن يكون ذاكراً./ أن يكون مختاراً.
أقسام الناس في الصيام: (الذين لا يجب عليهم الصيام أصلاً).
القسم الأول: الكافر.
القسم الثاني: الصغير فلا يجب عليه الصيام حتى يبلغ ويحصل بلوغ الذكر بواحد من أمور ثلاثة:
الأول: إنزال المني باحتلام أو غيره.
الثاني: نبات شعر العانة.
الثالث: بلوغ تمام خمسة عشرة سنة. ويحصل بلوغ الأنثى: بما يحصل به بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو الحيض.
القسم الثالث: المجنون.
القسم الرابع: الهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه.
القسم الخامس: العاجز عن الصيام عجزاً مستمراً لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكيناً.
(الذين لا يجب عليهم أداء ولكن يجب عليهم القضاء):
القسم السادس: المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر.
القسم السابع: المريض الذي يرجى برؤ مرضه وله ثلاث حالات:
أحدها: أن لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم.
الثانية: أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم.
الثالثة: أن يشق عليه الصوم ولا يضره فيفطر.
القسم الثامن: الحائض، فيحرم عليها الصيام. (إذا ظهر الحيض منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة بطل صوم يومها ـ إذ طهرت من الحيض في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها بقية اليوم ـ إذا طهرت في الليل ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصيام).
والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم.
القسم التاسع: المرأة إذا كانت مرضعاً أو حاملاً وخافت على نفسها أو على الولد من الصوم فإنها تفطر.
القسم العاشر: من احتاج للفطر لدفع ضرورة وغيره؛ كإنقاذ معصوم من غرق أو حريق أو غير ذلك.
الإفطار
هو إفطار الصائم عقب تحقق غروب الشمس.
تعجيله: قال r: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، [رواه البخاري ومسلم 1098].
على ماذا يفطر؟
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله r يفطر قبل أن يصلي على رُطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء». [صحيح الترمذي].
دعاء الإفطار: عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله r يقول إذا أفطر: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». حسن، صحيح أبي داود.
الدعوة المستجابة عنده:
لقول الرسول r: «ثلاث لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر...».
أجر من فطَّر صائماً: قال r: «من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً»، [صحيح الترمذي:647].
القيام (التراويح)
هي إحياء ليالي رمضان بالصلاة والقراءة الطويلة فيها. سميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين.
وهي سنة، وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة، وقد قال بعض العلماء بغير ذلك والقول الموافق لهدي النبي r: «أنها ثمان ركعات دون الوتر»، لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة».
القيام
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن النبي r كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر»، [البخاري: 1920، ومسلم 1174].
السحور
هو الأكل والشرب في آخر الليل بنية الصوم.
قال r: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور»، [رواه مسلم: 1096].
الحث على السحور:
قال r: «تسحروا فإن في السحور بركة»، [مسلم: 1095].
الاعتكاف
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله r يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده»، رواه البخاري ومسلم.
تعريفه: هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة.
والاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة؛ لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ـ القول للشيخ عبد العزيز بن بازـ ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجباً بالنذر وهو في حق المرأة والرجل سواء، ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح فلو اعتكف الرجل أو المرأة وهما مفطران فلا بأس في غير رمضان.
شروط الاعتكاف: يشرع الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان المعتكف ممن تجب عليهم الجمعة ويتخلل مدة اعتكافه جمعة فالاعتكاف في مسجد تقام فيه الجمعة أفضل، ولا يلزم له الصوم، والسنة ألا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه، ولا يجيب دعوة، ولا يقضي حوائج أهله، ولا يشهد جنازة، ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد؛ لما ثبت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: «السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه». اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/410-411).
ما يكره للمعتكف فعله: يكره للمعتكف أن يشتغل بغير ذكر الله وما لا بد له منه من حاجات، خاصة: الجدل والمراء./ السباب والفاحش من القول./ اللغو. / الغيبة والنميمة./ النظر إلى المحرمات.
زكاة الفطر
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «فرض رسول الله r زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات». المقصود بالصلاة (صلاة العيد) [صحيح أبي داود].
وتخرج عن النفس وعن كل من يمونه؛ صغيراً وكبيراً، ذكراً وأنثى، حراً وعبداً.
جدول صائم
المقصود من الجدول: الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يوماً من رمضان حقاً كما ينبغي مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين يتقرب به إلى الله تعالى راجياً بذلك الأجر والثواب.
قال ابن مسعود رضي الله عنه «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي»، الوقت في حياة المسلم.
قال الإمام النخعي رحمه الله يصف يوماً من رمضان: (صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة) لطائف المعارف.
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر الأعظم والثواب أكبر.
فيا أخي المسلم: (إن استطعت ألّا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل). فاللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً.
البرنامج المقترح قبل الفجر:
ـ صلاة التهجّد ولو ركعتين، قال الله تعالى: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه﴾ِ.
صلاة الوتر إن لم تصلي مع الإمام في التراويح.
وقال r: «من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
وكان صلة ابن أشيم يصلي الليل كله، فإذا في الحر كان يقول: «إلهي ليس مثلي يطلب الجنة، ولكن أجرني برحمتك من النار» المتجر الرابح.
السحور مع استشعار نية التعبّد لله تعالى وتأدية السنة، قال النبي r: «تسحروا فإن في السحور بركة»، متفق عليه.
الدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر، قال الله تعالى: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون﴾.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: سمعت النبي r يقول: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً»، رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر:
ـ أداء سنة الفجر بعد إجابة المؤذن، قال r: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»، رواه مسلم.
ـ التكبير لصلاة الصبح، قال r: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً»، متفق عليه.
ـ الانشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى إقامة الصلاة، قال r «الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة»، رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
ـ الجلوس في المسجد للذكر ومنه أذكار بداية اليوم إلى طلوع الشمس فقد كان r «إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء»، رواه مسلم.
ونص الفقهاء على استحباب إحياء هذا الوقت بالذكر. قال الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح).
ـ صلاة ركعتين مستشعراً ثواب وأجر عمرة وحجة تامة، قال r: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة»، رواه الترمذي.
ـ ثم الدعاء بأن يبارك الله في يومك، قال r: «اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده»، رواه أبو داود.
ـ استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني.
البرنامج المقترح بعد ذلك:
1ـ النوم مع الاحتساب فيه، قال معاذ رضي الله عنه (إني أحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي).
2ـ الذهاب إلى العمل أو الدراسة، قال النبي r: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»، رواه البخاري.
وقال r: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»، رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان.
3ـ الانشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم، قال r: «ليس يتحسّر أهل في الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها»، رواه الطبراني.
4ـ صدقة اليوم، مستثمراً دعاء الملك (اللهم أعط منفقاً خلفاً).
البرنامج المقترح بعد الظهر:
ـ إجابة المؤذن وصلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير والاستعداد لها: قال ابن مسعود رضي الله عنه (إن رسول الله علمنا سنن الهدى وأن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه)، رواه مسلم.
ـ أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة، قال النبي r: «وإن لبدنك عليك حقاً».
البرنامج المقترح بعد العصر:
ـ صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها، قال النبي r: «رَحِمَ الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً»، رواه أبو داود والترمذي.
ـ سماع موعظة المسجد، قال النبي r: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته»، رواه الطبراني.
برنامج منوع:
1ـ الجلوس في المسجد لذكر الله أو قراءة الجزء اليومي للختمة.
2ـ الاستعداد لتنفيذ مشروع إفطار صائم للجاليات في الحي.
3ـ المطالعة الإيمانية والتربوية في كتب الرقائق وفضائل الأعمال الصالحة.
4ـ الاهتمام بشؤون المنزل والعائلة.
5ـ حضور حلقة علم.
6ـ خدمة عامة.
برنامج قبيل المغرب:
ـ الانشغال بالدعاء قبيل الغروب ـ فردي ـ أو مع العائلة، قال النبي r: «ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر»، أخرجه الترمذي.
برنامج بعد غروب الشمس:
ـ أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير والدعاء بين الأذان والإقامة حتى تقام الصلاة.
ـ الجلوس في المسجد وقول أذكار المساء مع تأدية السنة بعد المغرب ـ والأفضل عند العودة للمنزل.
ـ الاجتماع مع الأهل على مائدة الإفطار وإدخال السرور على الأولاد (مع شكر الله تعالى على إتمام صيام ذلك اليوم على خير وتقوى).
ـ الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح بالوضوء والتطيب واستشعار خطوات المشي إلى المسجد.
البرنامج المقترح بعد العشاء:
ـ صلاة العشاء جماعة في المسجد.
ـ صلاة التراويح كاملة مع الإمام، قال النبي r: «من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة».
ـ الجلسة العائلية: جلسة شاي ـ درس تربوي ـ نزهة ـ زيارة رحم.
البرنامج المنوع في ليالي رمضان:
زيارة (أقارب ـ صديق ـ جار) ممارسة النشاط الدعوي الرمضان.
مطالعة شخصية ـ مذاكرة ثنائية (أحكام ـ آداب..).
درس عائلي ـ حضور مجلس الحي ـ تربية ذاتية ـ رياضة بدنية ـ زيارة الجمعيات الخيرية والدعوية ـ نزهة عائلية ـ السمر الرمضاني الهادف ـ الاشتراك في الدورات التدريبية والمهارات الإدارية كالحاسب الآلي ـ نشاط دعوي للأقرباء والأرحام وغيرها من الأنشطة الذاتية والجماعية الهادفة.
مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم.
تعليق