#1
يوم أمس, 10:36 PM
النجم الضوئي
عضو جديد تاريخ الانضمام: Oct 2006
محل السكن: ارض الله الواسعه
المشاركات: 1
رساله مهمه مهمه جدا جدا في الولاء و....................
________________________________________
1بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ مُحمّدا ًعبده ورسوله.
﴿ يا أيّها الذين آمنوا اتـّقوا الله حقّ تُقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون﴾ [آل عمران:۱۰۲].
﴿ يا أيّها النـّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبـثّ منهما رجالاً
كثيرا ًونساءً واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ إنّ الله كان عليكم رقيبا ً﴾ [النّساء:۱].
﴿ يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا ًسديدا ًيصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن
يطع ِ الله ورسوله فقد فاز فوزا ًعظيما ً﴾ [الأحزاب:70ـ71].
أمّا بعد:
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور مُحدثانها، وكلّ مُحدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النـّار.
أمّا بعد:
فإنّ من رحمة الله تبارك وتعالى وحلمه ورفقه: أن جعل رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم خاتمة الرّسالات، وجعلها صافية، وبيضاء نقيّة، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وكتب سبحانه وتعالى السّعادة في الدّارين لكل من قام بها وفق ما أراد الله عزّ وجلّ وعلى هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وسمّاهم: "أوليـــاء اللــــــــــه وحزبــــه" وكتب الشقاء والبؤس على كلّ من حاد عن هذه الشريعة، وتنكـّب الصّراط المستقيم، وسمّاهم: "أوليــــاء الشـّيطـــان وجُنـــده".
يقول ابن القيّم ـ رحمه الله ـ في كلمة التّوحيد ـ "لا إله إلا الله" ـ (...التي لأجلها نُصبت الموازين، ووُضعت الدّواوين، وقام سوق الجنّة والنـّار، وبها انقسمت الخليقة إلىالمؤمنين والكفّار، والأبرار والفجّار، واُسّست الملـّة، ولأجلها جُرّدت السّيوف للجهاد، وهي حقُّ الله على كلّ العباد.)
فالولاء والبراء هما الصّورة الفعليّة للتّطبيق الواقعي للعقيدة الإسلاميّة الصّحيحة، عقيدة التّوحيد التي ما أنزلت الكتب، وما بُعثت الرّسل إلا من أجلها. ولن تتحقّق كلمة التّوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممّن يستحقّ البراء. إذا ًمن أصول عقيدة التوحيد أن يُحبّ المسلم أهل التوحيد والإخلاص ويُواليهم، ويُبغض أهل الإشراك ويُعاديهم، وذلك من أسس ملـّة إبراهيم عليه السّلام، التي أمر الله تعالى نبيّه عليه السلام، وأمّته باتّباعها، قال تعالى: ﴿ وأوحينا إليك ان ِ اتّبع ملـّة إبراهيم حنيفا ً﴾ [النحل:123]، وقال أيضا ً: ﴿ ومن يرغب عن ملـّة إبراهيم إلا من سفه نفسه﴾[البقرة:130].
قبل الشروع بأحكام الولاء والبراء وُمقتضياته، لا بُدّ لنا من معرفة معنى الولاء والبراء."فالولاء يعني النّصرة والمحبّة والإكرام والكون مع المحبوبين ظاهرا ًوباطناً". أمّاالبراء فمعناه البعد والخلاص والبغض والعداوة، بعد الإعذار والإنذار، لأعداء الدين.
" الولاية ضدّ العداوة، وأصل الولاية:المحبّة، وأصل العداوة:البغض والبُعد..."[الفرقان: لابن تيمية]
وممّا يؤسف له أنّ كثيرا ًمن النـّاس جهلوا معنى هذا الأصل الأصيل والرّكن الرّكين، حتى باتوا مُعرضين عن دين الله تعالى، فلا يطلبون العلم الذي به نجاتـُهم، ولا يَقبلون من أهل التوحيد ـ العارفين والعالمين بحقيقة منهاج النّبوّة ـ نصيحة، بحجج شتى ـ لبّس فيها الشيطان على هؤلاء المُفرّطين ـ بأنّ هؤلاء الموحّدين مُتشدّدون... مُتنطعون... تكفيريّون... وما إلى هنالك من أوصاف تعلـّموها من رائدهم إبليس وأعوانه. لقد حرّم الله تعالى مُوالاة أهل الكتاب، فقال: ﴿ ومن يتولـّهم منكم فإنّه منهم﴾ [المائدة:51]، فحكم سبحانه وتعالى بالكفر على كلّ من يواليهم، وإن كان مُتوليهم من الذين آمنوا، حيث يعتبر ذلك من نواقض الإيمان. وقال تعالى في موالاة الكافرين عموما ً: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تـُلقون إليهم بالمودّة...﴾ [الممتحنة:4]. بل أكثر من ذلك، لقد حرّم الله تعالى موالاة الكافرين ولو كانوا من أقرب المقرّبين إلى المرء المسلم نسبا ً، قال تعالى: ﴿ يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن ِاستحبّوا الكفر على الإيمان، ومن يتولـّهم منكم فأولئك هم الظـّالمون﴾ [التوبة:23].
وكما أنّ الله تبارك وتعالى حرّم موالاة الكفّار، أعداء العقيدة الاسلامية، فقد أوجب سجانة موالاة المؤمنين ومحبتهم، قال تعالى: ﴿ إنّما وليّكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزبَ الله هم الغالبون﴾[المائدة:55]
وقال تعالى: ﴿ محمّد رسول الله والذين معه أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم﴾ [الفتح:29]
وقال تعالى: ﴿ أذلـّة على المؤمنين أعـــّزة على الكافرين﴾ [المائدة:54]
فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم، قال تعالى: ﴿ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [الحشر:10]
يقول ابن عتيق رحمه الله: ( إنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم ٌ فيه من الأدلّة أكثرَ ولا أبينَ من هذا الحكم ـ أي الولاء والبراءـ بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده).
كيف الخلاص وما هو طريق النجاة بعدما تقبّل المسلمون لباس العبودية العقلية الذي خلعته عليهم المدنية الأجنبية(الغربيّة) الآسنة؟ لقد مُسخت مفاهيم كلمة التوحيد، حتى صار من يقرّ بتوحيد الربوبية فقط ـ كما كان مشركو الأمس- دون توحيد الألوهية يعتبر موحدا ً عند كثير من الناس، أما كون "لا إله إلا الله" ولاء وبراء، أمّا كونها توحيد ألوهية وعبادة: فهذه معان ٍ لا تخطر على أذهان الكثيرين- إلا من رحم الله يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ( إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين)، كما قال تعالى: ﴿ لا تجد قوما ً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حاد الله ورسوله﴾ [المجادلة:22]
وهدفي من هذه الرسالة، إبراز حقيقة الإسلام وحقيقة ما يناقضه في باب الولاء والبراء، إذ من المحال أن تكون هناك عقيدة سليمة دون تحقيق الموالاة والمعاداة الشّرعيّة.
إعلم- أخي الموحد ـ أن كلمة "لا إله إلا الله" ولاء وبراء نفيا ً وإثباتا ً، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين. وبراء من كل طاغوت عُبد من دون الله.
فكلمة التوحيد ولاء لشرع الله: ﴿ اتبعوا ما اُنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلا ً ما تذكرون﴾ [الأعراف:3]
وبراء من حُكم الجاهلية: ﴿ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكما ً لقوم يوقنون﴾ [لمائدة:50] وبراء من كل دين غير دين الإسلام: ﴿ ومن يبتع غير الاسلام دينا ً فلن يُقبل ومنه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ [آل عمران:85]
ثم هي نفي وإثبات، تنفي أربعة أمور، وتثبت أربعة أمور.
تنفي: الآلهة والطواغيت والأنداد والأرباب.
وتثبت: القصد (كونك ما تقصد إلا الله) والتعظيم (ويدخل فيه المحبة) والخوف والرجاء.
فمن عرف هذا، قطع العلاقة مع غير الله تبارك وتعالى، فتأمل ذلك يرحمك الله.
الولاء والبراء من لوازم "لا إله إلا الله":
( لّما كان أصل الموالاة: الحبّّ، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة والأنس والمعاونه، كالجهاد والهجرة ونحو ذلك) (الرسائل المفيدة). فإنّ الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. فالولاء أصله المحبّة والنـّصرة، والبراء أصله البغض والمعاداة.
فمن أحبّ المؤمنين ولم يناصرهم ولم يعاونهم على أعدائهم لم يكن مواليا ًلهم حقيقة الولاء، وكذلك من أبغض الكافرين والمنافقين والمرتدّين ولم يعادهم، لم يكن متبرئا ًمنهم براءة أصليّة.
وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة.
أما الكتاب، فمن ذلك قوله تعالى:
- ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير﴾ [آل عمران:28]
-﴿قل إن كنتم تحبّون الله فإتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرّسول، فإن تولَّوا فإنّ الله لا يحب الكافرين﴾ [آل عمران:31-32]
أما الأحاديث فكثيرة، نذكر منها:
- ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن عبد الله بن جرير البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن " تـنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر".
- ما رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعو د رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليع وسلم: "أوثق عُرى الإيمان الحبّّ في الله والبغض في الله" وأصل الولاء المحبة النصرة، كما وأصل البراءة البغض والمعاداة، كما ذكرنا آنفا ً.ومعنى " أوثق عرى" أي أشد وأقوى ما يُتمسك به في الدّين والإسلام. "والعروة الوثـقى"هي الإيمان كما فسّرها مجاهد، وفسّرها السّدي بالإسلام.
-ما أخرجه ابن جرير ومحمد بن نصر المروزي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: قال "من أحبّ في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنّما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد ٌ طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخات النّاس على أمر الدنيا، وكذلك لا يجدي على أهله شيئا ً.
-يقول الشيخ سليمان بن عبد الله في شرح قول ابن عباس (قوله: "ووالى في الله" هذا بيان لازم المحبة في الله، وهو الموالاة فيه، وإشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرد الحبّ، بل لا بد مع ذلك الموالاة التي هي لازم الحب، وهي النصرة والإكرام، والإحترام والكون مع المحبوبين باطنا ً وظاهرا ً. وقوله: "وعادى في الله" هذا بيان لازم البغض في الله، وهو المعاداة فيه، أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله، والبراء منهم، والبعد عنهم باطنا ً وظاهرا ً، إشارة إلى أنّه لا يكفي مجرد بغض القلب، بل لا بدّ مع ذلك من الإتيان بلازمه، كما قال تعالى: ﴿قد كانت لكم أسوة ٌ حسنة ٌ في إبراهيم والذين معه، إذ قالوا لقومهم إنّا برءاؤا منكم وممّا تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكمُُ العداوة ُ والبغضاءُ أبدا ً حتى تُؤمنوا بالله وحده﴾ [الممتحنة:4]
- سئل المرتعش: ( بم تُنال المحبة ؟ قال: بموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه...)
ومما سبق يتضح لنا أن الولاء في الله هو: محبة الله ونصرة دينه، ومحبة أوليائه ونصرتهم. والبراء هو: بغض أعداء الله ومجاهدتهم. وعلى ذلك جاءت تسمية الشارع الحكيم للفريق الأول: بـ "أولياء الله"، والفريق الثاني: بـ "أولياء الشيطان"، قال تعالى: ﴿ الله وليُّ الذين آمنوا يخرجُهم من الظلمات إلى النُور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ... ﴾ [البقرة:257]
واعلم أن الله تعالى لم يبعث نبيّا ً بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء، كما قال تعالى: ﴿ وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّا ً شياطين الإنس والجنّ يُوحي بعضهُم إلى بعض ٍ زُخرُف القول غرورا ً﴾ [الأنعام:112]
يتضح من خلال ذلك أنّ أعداء التّوحيد كثيرون، وما على المسلم الموحّد التّوحيد الخالص إلا أن يحذر من الإنزلاق في الرّدى خاصة وأنّ الدعوات المشبوهة الملحدة تدعو إلى ما يسمى بالأخوة والمساواة وأن الدين لله والوطن للجميع ... نعوذ بالله من الضلال والأنحراف عن جادة الصّواب والعقيدة السليمة!
ثمة أمر مهم يجب التنبّه إليه وهو أنه ينبغي علينا أن لا نخلط بين المعاملة بالحسنى وبين الموالاة. فالولاء شيء، كما بيّنا آنفا ً، والمعاملة بالحُسنى شيء آخر، والأصل في هذا قوله تعالى:
1ـ الجهاد في سبيل الله:وهو من أهم مُقتضيات الولاء والبراء، لأنّه الفاصل بين الحقّ والباطل وبين حزب الرّحمن وحزب الشيطان.والجهاد له معان كثيرة؛فشرعا ًمعناه بذل الجهد في قتال الكفّار، وهو أعلى أنواع الجهاد.ويُطلق أيضا ًعلى مُجاهدة النّفس والشيطان والكفـّار والفسّاق.
فأمّا مُجاهدة النّفس:فتكون بتعلم أمور الدين، ثم على العمل بهما،ثم على تعليمهما.
وأمّا مُجاهدة الشيطان:فتكون بدفع ما يأتي به من الشبهات، وما يُزيّنه من الشهوات.
وأمّا مُجاهدة الفُسّاق:فباليد ثم اللسان ثم القلب(مراتب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر).
وأمّا مُجاهدة الكفـّـار:فتقع باليد والمال واللسان والقلب.
2ـ الهجرة في سبيل الله:الهجرة مُرتبطة ارتباطا ًوثيقا ًبالولاء والبراء، بل هي من أهم تكاليفها.وسيأتي بيان وتفصيل ذلك في الباب القادم إن شاء الله تعالى، فتنبّه له.فالهجرة إمّا أن تكون بالتحوّل من دار الكفر إلى دار الإسلام، إن أمكن ذلك، أو بترك مُجالسة ومُخالطة ومُصاحبة من تجب هجرتهم كالمُرتدين والفُسّاق والمُبتدعين وغيرهم.
إن للولاء والبراء مظاهر كثيرة تدل عليهما:
أولا ً: من مظاهر موالاة الكفار( والذي يقتضي مُعاداة المؤمنين الموحّدين)
1- التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا ً وتشاكلا ً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال ... كما أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الإنقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والإنعطاف إلى أهل الهدى والرّضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين. إن مشاركتهم في الهدي الظاهر: توجب الإختلاط الظاهر، حتى يرتفع التمييز ظاهرا ً بين المهديين والمرضيين، وبين المغضوب عليهم والضّالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكميّة. هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحا ً محضا ً- كالملبس والكلام- لو تجرد عن مشابهتهم. فأما إذا كان شعبة من شعب الكفر، فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالتهم ومعاصيهم. وهذا أصل ينبغي أن يُتفطن له." (اقتضاء الصراط المستقيم). يقول عليه الصلاة والسلام: "من تشبَّه بقوم فهو منهم" فيحرم التشّبه بالكفار فيما هو من عاداتهم وسماتهم وعبادتهم وتقاليدهم وأخلاقهم.
2-الأقامة في بلادهم وعدم الإنتقال منها إلى بلد المسلمين لأجل الفرار بالدين:فالهجرة بهذا المعنى واجبة على كلُ مسلم، لأنّ الإقامة في بلاد الكفّار تدل على موالاة الكافرين، وإن كنت لا أمّيز في الوقت الرّاهن بين كثير من الدول العربية التي تـنتسب إلى الإسلام بالاسم فقط، غير أن الكثير من الشعوب الإسلاميّة قد يكون لديها بعض المجتمعات أوالتجمّعات التي يمكن للمسلم أن يبتعد فيهاعن مخالطة الكافرين والمرتدين ويمارس بعض الشعائر الظاهرة التي قد تتوفر في بلده، وتنعدم في كثير من بلاد الغرب الكافرة في يوم النـّاس هذا. من هنا حرّم الله إقامة المسلم بين الكفّار إذا كان يقدر على الهجرة إلى بلد خير منه. قال تعالى: ﴿ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم، قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيراّ إلا المستضعفين من الرّجال والنساء والوالدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ً﴾ [النساء:97-98]
أنظر كيف أنّ الله تعالى لم يعذر أحدا ً في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين( الشيخ الفاني الكبير، والمرأة، والطفل الصّغير) الذين لا يستطيعون الهجرة، وكذلك من كان في إقامتة مصلحة دعوة دينية كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم أو الفرار من الطواغيت الذين يلاحقونه، حيث قد يجد هناك أمنا ً وسلاما ً أكثر من بلده المزعوم "إسلامي".
3- السفر إلى بلادهم بغرض النزهة ومتعة النفس: وهذا أمر محرم إلا عند الضرورة كالعلاج والتجارة والتعلم للتخصّصات النافعة، ويشترط في هذا السّفر أن يكون مظهرا ً لدينه معتزا ً بإسلامه مبتعدا ً عن مواطن الشّر حذرا ً من دسائس الأعداء ومكائدهم، وكذلك يجوز السّفر إلى بلادهم من أجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم كما بيّنا سابقا ً.
4- إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والدفعُ عنهم:
وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة، قال تعالى: ﴿ ومن يتولّهم منكم فإنه منهم﴾ [ المائدة:251]
5- الإستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين:
قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ً ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ... ها أنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبونكم ... ﴾ [آل عمران:118-119]
هذه الآيات تبيّن دخائل الكفار وما يكنّونه من بغض للإسلام والمسلمين وما يدبّرونه ضدهم من مكر وخيانة، وأنهم يستغلون ثـقة المسلمين بهم. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت لعمر رضي الله عنه: لي كاتب نصراني، قال: "مالك قاتلك الله؟ أما سمعت قول الله تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض﴾ [المائدة:51]، ألا إتخذت حنيفا ؟ قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه، قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ولا أدنيهم وقد أقصاهم الله (رواه أحمد)، ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل المشرك الذي أراد أن يقاتل معه، فقال: "تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: إرجع فلن نستعين بمشرك"، فهذه النصوص تبين لنا تحريم تولية الكفّار أعمال المسلمين التي من خلالها يتمكنّون من الكيد بالمسلمين.
6- التأريخ بتاريخهم الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي والذي هو عباره عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام، والذي ابتدعوه من أنفسهم: فإستعمال هذا التاريخ هو إحياء شعارهم وعيدهم، فليحرص المسلم قدر المستطاع خاصة في البلاد التي تعتمد هذا التاريخ أن لا يؤرخ بتاريخهم إلا عند الضرورة القصوى، وأن يعوّد هذا الجيل المسلم أهمية استعمال التاريخ الهجري وارتباطه بحياة المسلم، وينفـّر من التدوين بالتاريخ الميلادي قدر المستطاع، وإن كنت أظنّ تعذّرذلك بعض الشيء في بلادنا أهلَ الشّام، فلنتقِ الله ما استطعنا، والله المستعان.
7- مشاركتهم في أعيادهم وتهنئتهم بمناسبتها أو حضورها:
مما ينبغي أن لا يخفى على المسلم أنّ العيد مظهر مميز للأمة، والعيد – كما هو معلوم- أمر ديني وتعبدي في جميع الأديان، إذ هو ليس مجرد لهو ولعب.
وقد وردت أدلة كثيرة تحرم التشبه بالكفار في أعيادهم من كتاب الله تعالى والسنة والإجماع والإعتبار.
أما الكتاب: فقد قال تعالى:
﴿ والذين لا يشهدون الزور﴾ [الفرقان:72]، قال مجاهد في تفسيرها:" إنها أعياد المشركين." (تفسير ابن كثير).وإذا كان الله تعالى قد مدح ترك شهودها، الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزّور لا مجرد شهوده؟
ومن السنة:
عن أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرا ً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر"(رواه أحمد وأبو داود)
والإبدال بالشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجتمع البدل والمبدل منه. وقوله صلى الله عليه وسلم:"خيرا منهما" يقتضى الاعتياض بما شرع لنا عمّا كان في الجاهلية.
ومن الاجماع:
ما فعله عمر رضي الله عنه وما اتفق عليه الصحابه والفقهاء أنّ أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام. فكيف بك بالمسلم الذي لا يحضرهذه الأعياد فحسب،بل يحتفل بها ويتباهى بتعليق الزينة والمأكل والمشرب والسّهر وغير ذلك. قال عمر رضي الله عنه: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم، فإنّ السخطة تتنزل عليكم"(رواه أبو الشيخ والبيهقي)
هذا التحذير لمن يدخل على المشركين حين إحتفالهم بأعيادهم، فكيف بمن يحتفل هو بمولد عيسى عليه السلام ورأس السنة الميلادية وغيرهما.
أما الإعتبار:
فالإعتبار من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله تعالى فيها: ﴿ لكل ٍ جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا ً﴾ [المائدة:48]
فلا فرق في مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإنّ الموافقة في جميع العيد: موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفر... ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر بالجملة. (اقتضاء الصراط المستقيم)
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنيّة والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهارتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد:
قال تعالى: ﴿ ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى﴾ [طه:131]
وهذا لا يعني أن لا تتخذ أسباب القوة في تعلم الصنّاعات ومقوّمات الإقتصاد المباح والأساليب العسكرية، بل كل ذلك مطلوب، قال تعالى: ﴿ وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوة﴾ [الفرقان:60]. "من قوّة" والنّكرة في سياق اللفظ تفيد العموم،أي نوع من أنواع القوّة صغُرت أم كبُرت.
وهذه المنافع الكونية في الأصل للمسلمين، قال تعالى: ﴿ قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرّزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة﴾ [ الأعراف:32]
9- التسمي بأسمائهم:
بحيث يسمي بعض المسلمين أبناءهم بأسماء أجنبية، كأسماء المطربين والممثلين ولاعبي الرياضة وغيرهم. عدلوا عن أسماء أبائهم وأجدادهم إلى أسماء تافهة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" وهذا قد يسبب انفصاما ً بين الجيل هذا والأجيال السابقة، ويقطع التعارف بين الأسر التي كانت تعرف بأسمائها الخاصة.
10- الإستغفار لهم والترحم عليهم:
وهذا كفر بواح بلا شك ولا ريب. قال تعالى: ﴿ ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنهم أصحاب الجحيم﴾ [التوبة:113] لأن هذا يتضمّن حبّهم وتصحيح مذهبم وما هم عليه من الكفر.
ثانيا ً: من مظاهر موالاة المسلمين( وذلك يقتضي مُعاداة الكافرين):
1- الهجرة إلى بلاد المسلمين (حيث يكون التمكين للمجاهدين، وراية التوحيد عالية وواضحة) وهجر بلاد الكافرين وهذا كلّه يكون من أجل الفرار بالدين ليسلم المرء من شرّ الشرك. والهجرة لهذا الغرض واجبة إلى قيام السّاعة، وقد تبرّأ النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين، فتحرم على المسلم الإقامة في بلاد الكفار إلا إذا كان لا يستطيع الهجرة منها، أو كان في إقامتة مصلحة دينية، ويشترط لهذا الأخير أن يكون مظهرا ً لدينه، معتـّزا ً بإسلامه ومبتعداً عن كلّ ما قد يودي بالمسلم إلى الهلاك. وقد تقدم الكلام والأدلة على هذا في "مظاهر موالاة الكافرين". فراجعه إن شئت.
2- مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنّفس والمال واللسان والسنان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم:
قال تعالى: ﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ [التوبة:71]
وقال تعالى: ﴿ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ... ﴾ [الأنفال:72]
3- التألم لألمهم والسّرور بسرورهم:
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمى" (راوه مسلم)
وقال أيضا ً: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضا ً وشبّك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم" (رواه البخاري ومسلم)
4- النّصح لهم ومحّبة الخير لهم وعدم غشّهم وخديعتهم، وعدم تنقصّهم وإحتقارهم:
قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا ً منهم ولا نساءٌٌ من نساءٍ عسى أن يكنّ خيرا ً منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون﴾ [الحجرات:11]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" (رواه البخاري ومسلم). وقال أيضا ً: "المسلم أخو المسلم، لا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه،بحسب(أي يكفي) امرئ ٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" (رواه الترمذي). وقال أيضا ً: "لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ً كما أمركم الله ..." (رواه البخاري ومسلم)
5- الرّفق بضفائهم:
قال تعالى: ﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد ُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا﴾ [الكهف:28]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لم يوفرّ كبيرنا ويرحم صغيرنا" (رواه الترمذي). وقال أيضا ً: "هل تُنصرون إلا بضعفائكم؟ بدعوتهم وإخلاصهم" (الحلية لأبي نعيم)
6- الدّعاء لهم والإستغفار لهم:
قال تعالى: ﴿ واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾ [محمد:19]. وقال أيضا ً: ﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [ الحشر:10]
أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء:
الناس في الولاء والبراء على ثالثة أقسام:
القسم الأول: من يُحَبّ محبة خالصة لا معاداة معها: وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصّديقين والشهداء والصالحين، وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه تجب محبته أكثر من محبّة النفس والولد والوالد والنّاس أجمعين ثم الأنبياء والصحابة وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته والمهاجرين والأنصار والشهداء والصالحين. ولا يبغض سلف هذه الأمة إلا منافق.
القسم الثاني: من يُبغَضُ ويُعادي بغضا ً ومعاداة خالصَين لا محبّة ولا موالاة معها: وهم الكفار الخلـّص من المشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين واليهود والنصارى على إختلاف أجناسهم، كما قال تعالى: ﴿لا تجد قوما ً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادّ الله ورسولة﴾ [ المجادلة:22]
القسم الثالث: من يُحَبُُّ من وجه ويَبغَض من وجه، وهم عصاة المسلمين، فتجتمع فيهم المحبّة والعداوة. فهم يُحبّون لما فيهم من الإيمان، ويُبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر. ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم. قال عليه الصلاة والسلام: "من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد إستكمل الإيمان" (رواه أبو داود)
هذا ما وفق الله لي أن أبيّنه في موضوع الولاء والبراء، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من نقص وخطأ فمن نفسي ومن الشيطان والله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم منه بريئان. والله أسأل أن يهديني لمعرفة الحق واتباعه، ومعرفة والباطل واجتنابه، وأن يهدي المسلمين جميعا ً إلى سواء السبيل، وإلى فهم عقيدتهم والعمل بها وفق ما أراده لنا ربنّـا سبحانه وتعالى ونبينا عليه السلام.﴿ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب﴾[آل عمران:8]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفهرس
الموضوع الصّفحة
أولياء الله وحزبه وأولياء الشيطان وجنده__________________________ 1
الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد_____________________________ 3
مقتضيات الولاء والبراء_____________________________________ 5
مظاهر الولاء والبراء_______________________________________ 5
أقسام الناس في الولاء والبراء_________________________________ 10
الفهرس والمراجع_________________________________________ 11
المصادر والمراجع:
1- تفسيرجامع البيان لـ:ابن جريرالطبري
2- تفسير القرآن العظيم لـ:ابن كثير
3- إقتضاء الصّراط المستقيم لـ: ابن تيمية
4- الولاء والبراء في الإسلام لـ: محمد بن سعيد القحطاني
5- الولاء والبراء في الإسلام لـ: صالح الفوزان
6- صحيح الجامع لـ: الألباني
وكتبه: أبو إدريس الشّامي
في 8 جمادى الأولى 1427
الموافق: 4-6-2006
يوم أمس, 10:36 PM
النجم الضوئي
عضو جديد تاريخ الانضمام: Oct 2006
محل السكن: ارض الله الواسعه
المشاركات: 1
رساله مهمه مهمه جدا جدا في الولاء و....................
________________________________________
1بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ مُحمّدا ًعبده ورسوله.
﴿ يا أيّها الذين آمنوا اتـّقوا الله حقّ تُقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون﴾ [آل عمران:۱۰۲].
﴿ يا أيّها النـّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبـثّ منهما رجالاً
كثيرا ًونساءً واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ إنّ الله كان عليكم رقيبا ً﴾ [النّساء:۱].
﴿ يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا ًسديدا ًيصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن
يطع ِ الله ورسوله فقد فاز فوزا ًعظيما ً﴾ [الأحزاب:70ـ71].
أمّا بعد:
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور مُحدثانها، وكلّ مُحدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النـّار.
أمّا بعد:
فإنّ من رحمة الله تبارك وتعالى وحلمه ورفقه: أن جعل رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم خاتمة الرّسالات، وجعلها صافية، وبيضاء نقيّة، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وكتب سبحانه وتعالى السّعادة في الدّارين لكل من قام بها وفق ما أراد الله عزّ وجلّ وعلى هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وسمّاهم: "أوليـــاء اللــــــــــه وحزبــــه" وكتب الشقاء والبؤس على كلّ من حاد عن هذه الشريعة، وتنكـّب الصّراط المستقيم، وسمّاهم: "أوليــــاء الشـّيطـــان وجُنـــده".
يقول ابن القيّم ـ رحمه الله ـ في كلمة التّوحيد ـ "لا إله إلا الله" ـ (...التي لأجلها نُصبت الموازين، ووُضعت الدّواوين، وقام سوق الجنّة والنـّار، وبها انقسمت الخليقة إلىالمؤمنين والكفّار، والأبرار والفجّار، واُسّست الملـّة، ولأجلها جُرّدت السّيوف للجهاد، وهي حقُّ الله على كلّ العباد.)
فالولاء والبراء هما الصّورة الفعليّة للتّطبيق الواقعي للعقيدة الإسلاميّة الصّحيحة، عقيدة التّوحيد التي ما أنزلت الكتب، وما بُعثت الرّسل إلا من أجلها. ولن تتحقّق كلمة التّوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممّن يستحقّ البراء. إذا ًمن أصول عقيدة التوحيد أن يُحبّ المسلم أهل التوحيد والإخلاص ويُواليهم، ويُبغض أهل الإشراك ويُعاديهم، وذلك من أسس ملـّة إبراهيم عليه السّلام، التي أمر الله تعالى نبيّه عليه السلام، وأمّته باتّباعها، قال تعالى: ﴿ وأوحينا إليك ان ِ اتّبع ملـّة إبراهيم حنيفا ً﴾ [النحل:123]، وقال أيضا ً: ﴿ ومن يرغب عن ملـّة إبراهيم إلا من سفه نفسه﴾[البقرة:130].
قبل الشروع بأحكام الولاء والبراء وُمقتضياته، لا بُدّ لنا من معرفة معنى الولاء والبراء."فالولاء يعني النّصرة والمحبّة والإكرام والكون مع المحبوبين ظاهرا ًوباطناً". أمّاالبراء فمعناه البعد والخلاص والبغض والعداوة، بعد الإعذار والإنذار، لأعداء الدين.
" الولاية ضدّ العداوة، وأصل الولاية:المحبّة، وأصل العداوة:البغض والبُعد..."[الفرقان: لابن تيمية]
وممّا يؤسف له أنّ كثيرا ًمن النـّاس جهلوا معنى هذا الأصل الأصيل والرّكن الرّكين، حتى باتوا مُعرضين عن دين الله تعالى، فلا يطلبون العلم الذي به نجاتـُهم، ولا يَقبلون من أهل التوحيد ـ العارفين والعالمين بحقيقة منهاج النّبوّة ـ نصيحة، بحجج شتى ـ لبّس فيها الشيطان على هؤلاء المُفرّطين ـ بأنّ هؤلاء الموحّدين مُتشدّدون... مُتنطعون... تكفيريّون... وما إلى هنالك من أوصاف تعلـّموها من رائدهم إبليس وأعوانه. لقد حرّم الله تعالى مُوالاة أهل الكتاب، فقال: ﴿ ومن يتولـّهم منكم فإنّه منهم﴾ [المائدة:51]، فحكم سبحانه وتعالى بالكفر على كلّ من يواليهم، وإن كان مُتوليهم من الذين آمنوا، حيث يعتبر ذلك من نواقض الإيمان. وقال تعالى في موالاة الكافرين عموما ً: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تـُلقون إليهم بالمودّة...﴾ [الممتحنة:4]. بل أكثر من ذلك، لقد حرّم الله تعالى موالاة الكافرين ولو كانوا من أقرب المقرّبين إلى المرء المسلم نسبا ً، قال تعالى: ﴿ يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن ِاستحبّوا الكفر على الإيمان، ومن يتولـّهم منكم فأولئك هم الظـّالمون﴾ [التوبة:23].
وكما أنّ الله تبارك وتعالى حرّم موالاة الكفّار، أعداء العقيدة الاسلامية، فقد أوجب سجانة موالاة المؤمنين ومحبتهم، قال تعالى: ﴿ إنّما وليّكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزبَ الله هم الغالبون﴾[المائدة:55]
وقال تعالى: ﴿ محمّد رسول الله والذين معه أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم﴾ [الفتح:29]
وقال تعالى: ﴿ أذلـّة على المؤمنين أعـــّزة على الكافرين﴾ [المائدة:54]
فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم، قال تعالى: ﴿ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [الحشر:10]
يقول ابن عتيق رحمه الله: ( إنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم ٌ فيه من الأدلّة أكثرَ ولا أبينَ من هذا الحكم ـ أي الولاء والبراءـ بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده).
كيف الخلاص وما هو طريق النجاة بعدما تقبّل المسلمون لباس العبودية العقلية الذي خلعته عليهم المدنية الأجنبية(الغربيّة) الآسنة؟ لقد مُسخت مفاهيم كلمة التوحيد، حتى صار من يقرّ بتوحيد الربوبية فقط ـ كما كان مشركو الأمس- دون توحيد الألوهية يعتبر موحدا ً عند كثير من الناس، أما كون "لا إله إلا الله" ولاء وبراء، أمّا كونها توحيد ألوهية وعبادة: فهذه معان ٍ لا تخطر على أذهان الكثيرين- إلا من رحم الله يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ( إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين)، كما قال تعالى: ﴿ لا تجد قوما ً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حاد الله ورسوله﴾ [المجادلة:22]
وهدفي من هذه الرسالة، إبراز حقيقة الإسلام وحقيقة ما يناقضه في باب الولاء والبراء، إذ من المحال أن تكون هناك عقيدة سليمة دون تحقيق الموالاة والمعاداة الشّرعيّة.
إعلم- أخي الموحد ـ أن كلمة "لا إله إلا الله" ولاء وبراء نفيا ً وإثباتا ً، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين. وبراء من كل طاغوت عُبد من دون الله.
فكلمة التوحيد ولاء لشرع الله: ﴿ اتبعوا ما اُنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلا ً ما تذكرون﴾ [الأعراف:3]
وبراء من حُكم الجاهلية: ﴿ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكما ً لقوم يوقنون﴾ [لمائدة:50] وبراء من كل دين غير دين الإسلام: ﴿ ومن يبتع غير الاسلام دينا ً فلن يُقبل ومنه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ [آل عمران:85]
ثم هي نفي وإثبات، تنفي أربعة أمور، وتثبت أربعة أمور.
تنفي: الآلهة والطواغيت والأنداد والأرباب.
وتثبت: القصد (كونك ما تقصد إلا الله) والتعظيم (ويدخل فيه المحبة) والخوف والرجاء.
فمن عرف هذا، قطع العلاقة مع غير الله تبارك وتعالى، فتأمل ذلك يرحمك الله.
الولاء والبراء من لوازم "لا إله إلا الله":
( لّما كان أصل الموالاة: الحبّّ، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة والأنس والمعاونه، كالجهاد والهجرة ونحو ذلك) (الرسائل المفيدة). فإنّ الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. فالولاء أصله المحبّة والنـّصرة، والبراء أصله البغض والمعاداة.
فمن أحبّ المؤمنين ولم يناصرهم ولم يعاونهم على أعدائهم لم يكن مواليا ًلهم حقيقة الولاء، وكذلك من أبغض الكافرين والمنافقين والمرتدّين ولم يعادهم، لم يكن متبرئا ًمنهم براءة أصليّة.
وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة.
أما الكتاب، فمن ذلك قوله تعالى:
- ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير﴾ [آل عمران:28]
-﴿قل إن كنتم تحبّون الله فإتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرّسول، فإن تولَّوا فإنّ الله لا يحب الكافرين﴾ [آل عمران:31-32]
أما الأحاديث فكثيرة، نذكر منها:
- ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن عبد الله بن جرير البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن " تـنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر".
- ما رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعو د رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليع وسلم: "أوثق عُرى الإيمان الحبّّ في الله والبغض في الله" وأصل الولاء المحبة النصرة، كما وأصل البراءة البغض والمعاداة، كما ذكرنا آنفا ً.ومعنى " أوثق عرى" أي أشد وأقوى ما يُتمسك به في الدّين والإسلام. "والعروة الوثـقى"هي الإيمان كما فسّرها مجاهد، وفسّرها السّدي بالإسلام.
-ما أخرجه ابن جرير ومحمد بن نصر المروزي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: قال "من أحبّ في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنّما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد ٌ طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخات النّاس على أمر الدنيا، وكذلك لا يجدي على أهله شيئا ً.
-يقول الشيخ سليمان بن عبد الله في شرح قول ابن عباس (قوله: "ووالى في الله" هذا بيان لازم المحبة في الله، وهو الموالاة فيه، وإشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرد الحبّ، بل لا بد مع ذلك الموالاة التي هي لازم الحب، وهي النصرة والإكرام، والإحترام والكون مع المحبوبين باطنا ً وظاهرا ً. وقوله: "وعادى في الله" هذا بيان لازم البغض في الله، وهو المعاداة فيه، أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله، والبراء منهم، والبعد عنهم باطنا ً وظاهرا ً، إشارة إلى أنّه لا يكفي مجرد بغض القلب، بل لا بدّ مع ذلك من الإتيان بلازمه، كما قال تعالى: ﴿قد كانت لكم أسوة ٌ حسنة ٌ في إبراهيم والذين معه، إذ قالوا لقومهم إنّا برءاؤا منكم وممّا تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكمُُ العداوة ُ والبغضاءُ أبدا ً حتى تُؤمنوا بالله وحده﴾ [الممتحنة:4]
- سئل المرتعش: ( بم تُنال المحبة ؟ قال: بموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه...)
ومما سبق يتضح لنا أن الولاء في الله هو: محبة الله ونصرة دينه، ومحبة أوليائه ونصرتهم. والبراء هو: بغض أعداء الله ومجاهدتهم. وعلى ذلك جاءت تسمية الشارع الحكيم للفريق الأول: بـ "أولياء الله"، والفريق الثاني: بـ "أولياء الشيطان"، قال تعالى: ﴿ الله وليُّ الذين آمنوا يخرجُهم من الظلمات إلى النُور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ... ﴾ [البقرة:257]
واعلم أن الله تعالى لم يبعث نبيّا ً بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء، كما قال تعالى: ﴿ وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّا ً شياطين الإنس والجنّ يُوحي بعضهُم إلى بعض ٍ زُخرُف القول غرورا ً﴾ [الأنعام:112]
يتضح من خلال ذلك أنّ أعداء التّوحيد كثيرون، وما على المسلم الموحّد التّوحيد الخالص إلا أن يحذر من الإنزلاق في الرّدى خاصة وأنّ الدعوات المشبوهة الملحدة تدعو إلى ما يسمى بالأخوة والمساواة وأن الدين لله والوطن للجميع ... نعوذ بالله من الضلال والأنحراف عن جادة الصّواب والعقيدة السليمة!
ثمة أمر مهم يجب التنبّه إليه وهو أنه ينبغي علينا أن لا نخلط بين المعاملة بالحسنى وبين الموالاة. فالولاء شيء، كما بيّنا آنفا ً، والمعاملة بالحُسنى شيء آخر، والأصل في هذا قوله تعالى:
- ﴿ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحبّ المقسطين﴾ [الممتحنة:8]
- قال ابن جرير عند تفسير هذه الآية: " عُنى بذلك: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبرُّوهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم، لأن الله عزّ وجلّ عمّ بقوله: ﴿ الذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم﴾ جميع من كان ذلك صفته، فلم يخصّص بعضا ً دون بعض، ولا معنى لقول من قال:" ذلك منسوخ"، لأنّ برّ المؤمن أحداّ من أهل الحرب ممّن بينه وبينه قرابة نسب، أو ممّن لا قرابة له بينهما ولا نسب غير مُحرم، ولا منهىٌّ عنه إذا لم يكن في ذلك دلالة له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقوية لهم بكراع أو سلاح. (تفسير الطبري)
- قال ابن حجر: "البرّ والصلة والإحسان لا يستلزم التّحابب والتوادد، والمنهى عنه في قوله تعالى: ﴿ لا تجد قوما ً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حادّ الله ورسوله﴾ [المجادلة:22]، فإنها عامّة في حقّ من قاتل ومن لم يقاتل (الفتح الباري)
1ـ الجهاد في سبيل الله:وهو من أهم مُقتضيات الولاء والبراء، لأنّه الفاصل بين الحقّ والباطل وبين حزب الرّحمن وحزب الشيطان.والجهاد له معان كثيرة؛فشرعا ًمعناه بذل الجهد في قتال الكفّار، وهو أعلى أنواع الجهاد.ويُطلق أيضا ًعلى مُجاهدة النّفس والشيطان والكفـّار والفسّاق.
فأمّا مُجاهدة النّفس:فتكون بتعلم أمور الدين، ثم على العمل بهما،ثم على تعليمهما.
وأمّا مُجاهدة الشيطان:فتكون بدفع ما يأتي به من الشبهات، وما يُزيّنه من الشهوات.
وأمّا مُجاهدة الفُسّاق:فباليد ثم اللسان ثم القلب(مراتب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر).
وأمّا مُجاهدة الكفـّـار:فتقع باليد والمال واللسان والقلب.
2ـ الهجرة في سبيل الله:الهجرة مُرتبطة ارتباطا ًوثيقا ًبالولاء والبراء، بل هي من أهم تكاليفها.وسيأتي بيان وتفصيل ذلك في الباب القادم إن شاء الله تعالى، فتنبّه له.فالهجرة إمّا أن تكون بالتحوّل من دار الكفر إلى دار الإسلام، إن أمكن ذلك، أو بترك مُجالسة ومُخالطة ومُصاحبة من تجب هجرتهم كالمُرتدين والفُسّاق والمُبتدعين وغيرهم.
إن للولاء والبراء مظاهر كثيرة تدل عليهما:
أولا ً: من مظاهر موالاة الكفار( والذي يقتضي مُعاداة المؤمنين الموحّدين)
1- التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا ً وتشاكلا ً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال ... كما أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الإنقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والإنعطاف إلى أهل الهدى والرّضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين. إن مشاركتهم في الهدي الظاهر: توجب الإختلاط الظاهر، حتى يرتفع التمييز ظاهرا ً بين المهديين والمرضيين، وبين المغضوب عليهم والضّالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكميّة. هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحا ً محضا ً- كالملبس والكلام- لو تجرد عن مشابهتهم. فأما إذا كان شعبة من شعب الكفر، فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالتهم ومعاصيهم. وهذا أصل ينبغي أن يُتفطن له." (اقتضاء الصراط المستقيم). يقول عليه الصلاة والسلام: "من تشبَّه بقوم فهو منهم" فيحرم التشّبه بالكفار فيما هو من عاداتهم وسماتهم وعبادتهم وتقاليدهم وأخلاقهم.
2-الأقامة في بلادهم وعدم الإنتقال منها إلى بلد المسلمين لأجل الفرار بالدين:فالهجرة بهذا المعنى واجبة على كلُ مسلم، لأنّ الإقامة في بلاد الكفّار تدل على موالاة الكافرين، وإن كنت لا أمّيز في الوقت الرّاهن بين كثير من الدول العربية التي تـنتسب إلى الإسلام بالاسم فقط، غير أن الكثير من الشعوب الإسلاميّة قد يكون لديها بعض المجتمعات أوالتجمّعات التي يمكن للمسلم أن يبتعد فيهاعن مخالطة الكافرين والمرتدين ويمارس بعض الشعائر الظاهرة التي قد تتوفر في بلده، وتنعدم في كثير من بلاد الغرب الكافرة في يوم النـّاس هذا. من هنا حرّم الله إقامة المسلم بين الكفّار إذا كان يقدر على الهجرة إلى بلد خير منه. قال تعالى: ﴿ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم، قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيراّ إلا المستضعفين من الرّجال والنساء والوالدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ً﴾ [النساء:97-98]
أنظر كيف أنّ الله تعالى لم يعذر أحدا ً في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين( الشيخ الفاني الكبير، والمرأة، والطفل الصّغير) الذين لا يستطيعون الهجرة، وكذلك من كان في إقامتة مصلحة دعوة دينية كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم أو الفرار من الطواغيت الذين يلاحقونه، حيث قد يجد هناك أمنا ً وسلاما ً أكثر من بلده المزعوم "إسلامي".
3- السفر إلى بلادهم بغرض النزهة ومتعة النفس: وهذا أمر محرم إلا عند الضرورة كالعلاج والتجارة والتعلم للتخصّصات النافعة، ويشترط في هذا السّفر أن يكون مظهرا ً لدينه معتزا ً بإسلامه مبتعدا ً عن مواطن الشّر حذرا ً من دسائس الأعداء ومكائدهم، وكذلك يجوز السّفر إلى بلادهم من أجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم كما بيّنا سابقا ً.
4- إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والدفعُ عنهم:
وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة، قال تعالى: ﴿ ومن يتولّهم منكم فإنه منهم﴾ [ المائدة:251]
5- الإستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين:
قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ً ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ... ها أنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبونكم ... ﴾ [آل عمران:118-119]
هذه الآيات تبيّن دخائل الكفار وما يكنّونه من بغض للإسلام والمسلمين وما يدبّرونه ضدهم من مكر وخيانة، وأنهم يستغلون ثـقة المسلمين بهم. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت لعمر رضي الله عنه: لي كاتب نصراني، قال: "مالك قاتلك الله؟ أما سمعت قول الله تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض﴾ [المائدة:51]، ألا إتخذت حنيفا ؟ قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه، قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ولا أدنيهم وقد أقصاهم الله (رواه أحمد)، ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل المشرك الذي أراد أن يقاتل معه، فقال: "تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: إرجع فلن نستعين بمشرك"، فهذه النصوص تبين لنا تحريم تولية الكفّار أعمال المسلمين التي من خلالها يتمكنّون من الكيد بالمسلمين.
6- التأريخ بتاريخهم الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي والذي هو عباره عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام، والذي ابتدعوه من أنفسهم: فإستعمال هذا التاريخ هو إحياء شعارهم وعيدهم، فليحرص المسلم قدر المستطاع خاصة في البلاد التي تعتمد هذا التاريخ أن لا يؤرخ بتاريخهم إلا عند الضرورة القصوى، وأن يعوّد هذا الجيل المسلم أهمية استعمال التاريخ الهجري وارتباطه بحياة المسلم، وينفـّر من التدوين بالتاريخ الميلادي قدر المستطاع، وإن كنت أظنّ تعذّرذلك بعض الشيء في بلادنا أهلَ الشّام، فلنتقِ الله ما استطعنا، والله المستعان.
7- مشاركتهم في أعيادهم وتهنئتهم بمناسبتها أو حضورها:
مما ينبغي أن لا يخفى على المسلم أنّ العيد مظهر مميز للأمة، والعيد – كما هو معلوم- أمر ديني وتعبدي في جميع الأديان، إذ هو ليس مجرد لهو ولعب.
وقد وردت أدلة كثيرة تحرم التشبه بالكفار في أعيادهم من كتاب الله تعالى والسنة والإجماع والإعتبار.
أما الكتاب: فقد قال تعالى:
﴿ والذين لا يشهدون الزور﴾ [الفرقان:72]، قال مجاهد في تفسيرها:" إنها أعياد المشركين." (تفسير ابن كثير).وإذا كان الله تعالى قد مدح ترك شهودها، الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزّور لا مجرد شهوده؟
ومن السنة:
عن أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرا ً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر"(رواه أحمد وأبو داود)
والإبدال بالشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجتمع البدل والمبدل منه. وقوله صلى الله عليه وسلم:"خيرا منهما" يقتضى الاعتياض بما شرع لنا عمّا كان في الجاهلية.
ومن الاجماع:
ما فعله عمر رضي الله عنه وما اتفق عليه الصحابه والفقهاء أنّ أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام. فكيف بك بالمسلم الذي لا يحضرهذه الأعياد فحسب،بل يحتفل بها ويتباهى بتعليق الزينة والمأكل والمشرب والسّهر وغير ذلك. قال عمر رضي الله عنه: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم، فإنّ السخطة تتنزل عليكم"(رواه أبو الشيخ والبيهقي)
هذا التحذير لمن يدخل على المشركين حين إحتفالهم بأعيادهم، فكيف بمن يحتفل هو بمولد عيسى عليه السلام ورأس السنة الميلادية وغيرهما.
أما الإعتبار:
فالإعتبار من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله تعالى فيها: ﴿ لكل ٍ جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا ً﴾ [المائدة:48]
فلا فرق في مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإنّ الموافقة في جميع العيد: موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفر... ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر بالجملة. (اقتضاء الصراط المستقيم)
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنيّة والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهارتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد:
قال تعالى: ﴿ ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى﴾ [طه:131]
وهذا لا يعني أن لا تتخذ أسباب القوة في تعلم الصنّاعات ومقوّمات الإقتصاد المباح والأساليب العسكرية، بل كل ذلك مطلوب، قال تعالى: ﴿ وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوة﴾ [الفرقان:60]. "من قوّة" والنّكرة في سياق اللفظ تفيد العموم،أي نوع من أنواع القوّة صغُرت أم كبُرت.
وهذه المنافع الكونية في الأصل للمسلمين، قال تعالى: ﴿ قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرّزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة﴾ [ الأعراف:32]
9- التسمي بأسمائهم:
بحيث يسمي بعض المسلمين أبناءهم بأسماء أجنبية، كأسماء المطربين والممثلين ولاعبي الرياضة وغيرهم. عدلوا عن أسماء أبائهم وأجدادهم إلى أسماء تافهة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" وهذا قد يسبب انفصاما ً بين الجيل هذا والأجيال السابقة، ويقطع التعارف بين الأسر التي كانت تعرف بأسمائها الخاصة.
10- الإستغفار لهم والترحم عليهم:
وهذا كفر بواح بلا شك ولا ريب. قال تعالى: ﴿ ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنهم أصحاب الجحيم﴾ [التوبة:113] لأن هذا يتضمّن حبّهم وتصحيح مذهبم وما هم عليه من الكفر.
ثانيا ً: من مظاهر موالاة المسلمين( وذلك يقتضي مُعاداة الكافرين):
1- الهجرة إلى بلاد المسلمين (حيث يكون التمكين للمجاهدين، وراية التوحيد عالية وواضحة) وهجر بلاد الكافرين وهذا كلّه يكون من أجل الفرار بالدين ليسلم المرء من شرّ الشرك. والهجرة لهذا الغرض واجبة إلى قيام السّاعة، وقد تبرّأ النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين، فتحرم على المسلم الإقامة في بلاد الكفار إلا إذا كان لا يستطيع الهجرة منها، أو كان في إقامتة مصلحة دينية، ويشترط لهذا الأخير أن يكون مظهرا ً لدينه، معتـّزا ً بإسلامه ومبتعداً عن كلّ ما قد يودي بالمسلم إلى الهلاك. وقد تقدم الكلام والأدلة على هذا في "مظاهر موالاة الكافرين". فراجعه إن شئت.
2- مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنّفس والمال واللسان والسنان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم:
قال تعالى: ﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ [التوبة:71]
وقال تعالى: ﴿ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ... ﴾ [الأنفال:72]
3- التألم لألمهم والسّرور بسرورهم:
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمى" (راوه مسلم)
وقال أيضا ً: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضا ً وشبّك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم" (رواه البخاري ومسلم)
4- النّصح لهم ومحّبة الخير لهم وعدم غشّهم وخديعتهم، وعدم تنقصّهم وإحتقارهم:
قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا ً منهم ولا نساءٌٌ من نساءٍ عسى أن يكنّ خيرا ً منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون﴾ [الحجرات:11]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" (رواه البخاري ومسلم). وقال أيضا ً: "المسلم أخو المسلم، لا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه،بحسب(أي يكفي) امرئ ٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" (رواه الترمذي). وقال أيضا ً: "لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ً كما أمركم الله ..." (رواه البخاري ومسلم)
5- الرّفق بضفائهم:
قال تعالى: ﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد ُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا﴾ [الكهف:28]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لم يوفرّ كبيرنا ويرحم صغيرنا" (رواه الترمذي). وقال أيضا ً: "هل تُنصرون إلا بضعفائكم؟ بدعوتهم وإخلاصهم" (الحلية لأبي نعيم)
6- الدّعاء لهم والإستغفار لهم:
قال تعالى: ﴿ واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾ [محمد:19]. وقال أيضا ً: ﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [ الحشر:10]
أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء:
الناس في الولاء والبراء على ثالثة أقسام:
القسم الأول: من يُحَبّ محبة خالصة لا معاداة معها: وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصّديقين والشهداء والصالحين، وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه تجب محبته أكثر من محبّة النفس والولد والوالد والنّاس أجمعين ثم الأنبياء والصحابة وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته والمهاجرين والأنصار والشهداء والصالحين. ولا يبغض سلف هذه الأمة إلا منافق.
القسم الثاني: من يُبغَضُ ويُعادي بغضا ً ومعاداة خالصَين لا محبّة ولا موالاة معها: وهم الكفار الخلـّص من المشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين واليهود والنصارى على إختلاف أجناسهم، كما قال تعالى: ﴿لا تجد قوما ً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادّ الله ورسولة﴾ [ المجادلة:22]
القسم الثالث: من يُحَبُُّ من وجه ويَبغَض من وجه، وهم عصاة المسلمين، فتجتمع فيهم المحبّة والعداوة. فهم يُحبّون لما فيهم من الإيمان، ويُبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر. ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم. قال عليه الصلاة والسلام: "من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد إستكمل الإيمان" (رواه أبو داود)
هذا ما وفق الله لي أن أبيّنه في موضوع الولاء والبراء، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من نقص وخطأ فمن نفسي ومن الشيطان والله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم منه بريئان. والله أسأل أن يهديني لمعرفة الحق واتباعه، ومعرفة والباطل واجتنابه، وأن يهدي المسلمين جميعا ً إلى سواء السبيل، وإلى فهم عقيدتهم والعمل بها وفق ما أراده لنا ربنّـا سبحانه وتعالى ونبينا عليه السلام.﴿ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب﴾[آل عمران:8]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفهرس
الموضوع الصّفحة
أولياء الله وحزبه وأولياء الشيطان وجنده__________________________ 1
الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد_____________________________ 3
مقتضيات الولاء والبراء_____________________________________ 5
مظاهر الولاء والبراء_______________________________________ 5
أقسام الناس في الولاء والبراء_________________________________ 10
الفهرس والمراجع_________________________________________ 11
المصادر والمراجع:
1- تفسيرجامع البيان لـ:ابن جريرالطبري
2- تفسير القرآن العظيم لـ:ابن كثير
3- إقتضاء الصّراط المستقيم لـ: ابن تيمية
4- الولاء والبراء في الإسلام لـ: محمد بن سعيد القحطاني
5- الولاء والبراء في الإسلام لـ: صالح الفوزان
6- صحيح الجامع لـ: الألباني
وكتبه: أبو إدريس الشّامي
في 8 جمادى الأولى 1427
الموافق: 4-6-2006
تعليق