إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ غُرَبَــــاءْ ! ] . .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ غُرَبَــــاءْ ! ] . .

    [ غُرَبَــــاءْ ! ] . .

    .


    { وَ قُلنَا يا آدمُ اسكُنْ أنتَ وَ زَوْجُكَ الجنّةَ وَ كُلا مِنْهَا رغَداً حيثُ شِئتُما وَ لاَ تقْرَبَا هذهِ الشَجَرَة فَتَكُوْنَا من الظَّالمين (35) فَأزلَّهُمَا الشَيطانُ عنها فأخرَجَهُما مِمَّا كانَا فيه وَ قُلنَا اهبطوا بعضُكم لبعضٍ عدوٌّ ولَكم في الأرضِ مُستقرٌّ ومتاعٌ إلى حِين (36) فتلقّى آدمُ من ربّه كلماتٍ فتاب عَلَيه إنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرّحيم (37) قُلنَا اهبطُوا منها جَمِيْعاً فإمَّا يأتينّكم مِني هدىً فمَن تبِعَ هُدايَ فلا خوفٌ عليهم ولاَ هُم يَحْزَنُون (38) } سُوْرَة البَقْرَة .
    .
    .

    حِينما يُناغِيْ غريبُ الديار داره , ويناديها بصوته العذب بأجمل الأسماء , وأحلى الأوصاف ..

    حِينَما يشْتاقُ المغتربُ لبلاده .. ويتغنّى بها صباحَ مساء ؛ ويتذكّر هواؤها العليل .. وماؤها العذب , وجبالِها الشامخة , و قساوة صخورها وجلاميدها ..

    حِينَما يبذُل من جهده وماله أبخسَ الأثمان حتّى يعودَ لداره .. ويسجدُ على ترابها , ويمرّغ جبينه فيها ,, ويُقبّل أحجارها , ويلثُم وردها .. ويسبح في مياهها , ويعدوا في صحراءها المقفرة , ويستلقي على خُضرَتها النضِرة .. ويَتأمّل أحبابه وخلاّنه .. ويجالسهم ويصافحهم , ومن ثمّ يغتربُ عن بلاده منكّس الرأس مطأطئاً .. مُسبلَ الدّمع مهللاً * , مكسور الجناح مخفّضاً ..


    عندما يغترب الفلسطينيّ عن وطنه رُغماً عن أنفه فيجرّ أذيال الذلّ والقهر وراءه .. حتّى يلتجئُ عند حدودها في خيمةٍ بالية , بها بضعاً من رائحة بلاده .. فيقف إزاء تلكَ الحدود يُطيل النظر إلى تلكَ البلاد .. ويرسلُ لها قلبه مُناشِداً عن ما بقيَ فيها .. من هواء .. وتُربة وَ " زيتونة " وحمامة !!


    وَ عندما يضُمّ السُّنّيّ من " العراق " حقائبه , وَ أمتعته .. ويمسك بيده اليمنى حقيبة الُغربة , والأخرى جُرعاتُ الظلم والقهر .. ويترُكُ أملٌ العودة مسْتَرسِلاً على كتفيْه ! فيَمشي بين كومةٍ من الغرباء أمامهم .. يستنجد واحداً من مليوناً بأن يضمّه بعينيه , ويُربّتُ على كتفيه , ويحتويه في وطنه , ويقاسمه داره .. لكنّهُ لا يرى سِوى الأحلام .. وبقيّةً من أمانيّ !!


    وعندما يخرجُ الطّالِبُ من بيته .. قد ودّع من ودّع , وبكى على من بكى , متوجّهاً حاملاً بيمينه شهادة , وبشماله " إذن البعثة " .. إلى ديارٍ بعيدة .. غريبة .. لا يحملُ معهُ سوى الهمّ والنكد من بين جنباته , يرحلُ إليها طالباً للعلم , باغياً للرزق ..

    .
    .


    وبينما نحنُ ننظُر إليهم نظرة المُشفق .. ونتمتم بتمتماتِ الأسى والرحمة , بل نبكي على حالهم .. ونرأفُ عليهم ,


    نبْقى نحنُ وهُم غُرباء .. !!
    غُرباءُ وإنْ كنّا في ديارنا .. غُرباء وإن كُنّا في أوطاننا .. غُرباءُ وإن بقينا على حالنا .. غُرباء حتّى لو بقينا في أرضنا ,


    غُربَاءْ !!


    فنحنُ المطرودين ..

    نحنُ المستضْعَفِين ..

    نحنُ المغتربين ..


    إذ أننا لن نرضى بدون وطننا ..

    لن نرضى بأن نطأ دون ترابها .. أو نرتوي بماءٍ غيرَ مائها .. أو نستنشقَ غيرَ هوائها ,


    إنّها الجنّة ..
    وطننا الأصليّ .. فإنها سلوةُ الفؤاد , وحديثُ الرّوح , و غنوة المُشتاق .. وأنيسُ المستوحش , وملاذُ الغريب , ووطنُ الموحد , ولذّة المُحبّ , وهناءُ الآخرويّ .. أمّا الدنيويّ فليهنأ بجنّته الفانية " متاعٌ إلى حين " .. ألم يقل الحبيب : ( الدُنيا سجنُ المؤمن , وجنّة الكافر ) ؟

    فليتمتّعوا بجنّتهم تلك .. وليشبعوا بها ..

    فنحنُ لنا الآخرة , أمّا الدنيا الدنيّة فنحن بها غُرباء , وعندها غُرباءْ !!

    يا قوم فأضروا بالفاني للباقي .. !

    فلنعمَل .. ونَسعى للعودةِ لدارنا , ووطننا .. فالعودةُ لها تستوجِب مطالِب كثيرة , وأموراً لا بُدّ منها ..
    اللهمّ اجعلنا مِمَن يُقالُ فيهم : { سلامٌ علْيكُم فادخُلوها خالدِين }
    { ادخُلُوها بسلامٍ آمِنينْ }




    يقولُ علي بن أبي طالِب :
    الدُّنيا جيفة , فمن أرادها فليصْبِر على مخالطة الكِلاب ! ^

    .

    ويقول أنس بن مالك قال لي أبو موسى :
    يا أنس ما أبطأ الناس عن الآخرة ؟
    قال : قلت : الشهوات والشيطان ..
    قال أبو موسى : لا والله , ولكن عجّلت لهم الدنيا , وأخّرت الآخرة , ولو عاينوا ما عدلوا ولا ميلوا .

    .
    .

    قال وهب بن منبه : مثل الدنيا والآخرة .. مثل ضرّتين .. إن رضيَت إحداهما سخطت الأخرى ..



    قال الحسن البصريّ : عجبتُ لأقوامٍ أمروا بالزاد , ونودي فيهم بالرحيل .. وهم يلعبون ؟؟


    عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال : من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا , ومن أراد الدنيا أضرّ بالآخرة .. يا قوم ! فاضروا بالفاني للباقي ..


    قال يحيى بن معاذ : في طلب الدنيا ذل النفوس ، وفي طلب الآخرة عز النفوس ، فيا عجبا لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى ..ويترك العز في طلب ما يبقى.


    وقال أيضا : الدنيا خراب.. وأخرب منها قلب من يعمرها.. والآخرة دار عمران ، وأعمر منها من يطلبها.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس; الساعة 04-04-2008, 01:00 AM.
    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
    .....

    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
    ؟

    الشتم و السباب

  • #2
    بارك الله فيك أخي الكريم موضوع قيم وفي غاية الروعة
    في ميزان حسناتك
    والى الامام ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جزاك الله خيرا
      و الحمد لله على هذه النعمة

      تعليق


      • #4
        طـــوبى للغـــرباء ..,

        [COLOR=#ff1493]" من المؤمـنين رجـال صدقــوا ما عـاهدوا الله علـيه فمنـهم من قضى نحـبه ومنهم مـن ينـتـظر "
        أبــــا إســــلام والله لن ننسى دمائك .., وإشهد علينا أننا على عهدك باقون ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطـــوبى للغـــرباء ..,
          ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي الكريم

            [fot1]
            سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

            تعليق


            • #7
              الله يجزيك كل الخير اخوي لواء السرايا علي ما تقدمه من مواضيع طيبة وقيمة ومفيدة


              الله يتقبل منك هذا العمل ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة


              حفظك الله ورعاك
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس; الساعة 03-04-2008, 11:47 PM.
              إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
              نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
              جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

              تعليق


              • #8
                [frame="2 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                بارك الله فيك اخي
                وجزاك الله كل خير[/frame]

                تعليق


                • #9
                  مشكووووور أخى الكريم وحياك الله دومـــــــــــاً وإلى الأمااااام

                  جعله الله فى ميزان حسناتك


                  ذمت ذخراُ للوطن

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك اخي الكريم على هذه المشاركة
                    غريب في الحياة وفي الممات ومجهول الهوية والصفات

                    تعليق


                    • #11
                      الله يجزيك الخير اخي الكريم على هذه المشاركة الرائعة
                      غريب في الحياة وفي الممات ومجهول الهوية والصفات

                      تعليق


                      • #12
                        مشكووووور اخي ويديك العافيه

                        وان شاء الله في ميزان اعملك

                        جزاك الله عنا خير الجزاء


                        تقبل مروري

                        تعليق


                        • #13
                          جزيتم خيرا أخوتي وأخواتي على ردودكم العطرة
                          في ميزان حسناتكم ان شاء الله
                          أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                          كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                          .....

                          لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                          ؟

                          الشتم و السباب

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أخي في الله على هذا الموضوع الشيق والرائع وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون الدنيا آخر همنا وغمنا وأن تكون الآخرة دار علمنا يا رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                            [foq]اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من أحبك وأحب نبيك اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك وسبيل نبيك المصطفى يارب العالمين اللهم واسقنا من يده شربة لا نظمء بعدها أبدَ ياربنا اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك
                            اللهم خذهم فإنهم لا يعجزونك
                            اللهم أحصهم عدداواقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا [/foq]

                            تعليق


                            • #15

                              تعليق

                              يعمل...
                              X