إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا

    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ..... هيا بنا نذكر أنفسنا





    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).

    كتب عمر بن الخطاب إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة).

    وقال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.

    وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.

    وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.

    أقسام محاسبة النفس

    محاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل ونوع بعده.

    النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.

    النوع الثاني: محاسبة النفس بعد العمل.

    وهو ثلاثة أنواع:

    أحدها: محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى، قلم توقعها على الوجه الذي ينبغي.

    وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي:

    1 - الإخلاص في العمل.

    2 - النصيحة لله فيه.

    3 - متابعة الرسول فيه.

    4 - شهود مشهد الإحسان فيه.

    5 - شهود منة الله عليه فيه.

    6 - شهود تقصيره فيه.

    فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها؟

    وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟

    الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.

    الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

    الأسباب المعينة على محاسبة النفس



    هناك أسباب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها:

    1 - معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استرح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً.

    2 - معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.

    3 - النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.

    4 - صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.

    5 - النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.

    6 - زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدرك ما فاتهم.

    7 - حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.

    8 - قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.

    9 - البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.

    10 - ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.

    11 - سوء الظن بالنفس،فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالاً.

    أخي الحبيب:

    حق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواتها، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسران عظيم، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلاً، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30].



    كيفية محاسبة النفس

    ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي:

    أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.

    ثانياً: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

    ثالثاً: محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.

    رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح، كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.



    فوائد محاسبة النفس

    ولمحاسبة النفس فوائد جمة منها:

    1 - الإطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته.

    2 - التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.

    3 - معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.

    4 - انكسار العبد وذلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.

    5 - معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يعجل عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.

    6 - مقت النفس والإزراء عليها، والتخلص من العجب ورؤية العمل.

    7 - الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.

    8 - رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.



    قطار العمر



    أخي الحبيب:

    قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تصل!!

    وقال أبو الدرداء: إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.

    فيا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!

    ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟

    ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!

    ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!

    ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتهم!!

    وفي صحيح البخاري عن النبي قال: { أعذر الله إلى من بلغه ستين سنة }.

    أخي الحبيب:

    كم صلاة أضعتها؟.. كم جمعة تهاونت بها؟.. كم صيام تركته؟.. كم زكاة بخلت بها؟.. كم حج فوته؟.. كم معروف تكاسلت عنه؟.. كم منكر سكت عليه؟.. كم نظرة محرمة أصبتها؟.. كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟.. كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟.. كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟.. كم من الناس ظلمته؟.. كم من الناس أخذت ماله؟..

    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟ فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار } [مسلم].

    إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل

    فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  • #2
    بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
    ستظل عملية بيت ليد كابوسا يلاحق الصهانية

    تعليق


    • #3
      اشكرك اخي صلاح شاكر

      تعليق


      • #4
        جزاك الله كل خير اخوي ابراهيم علي الموضوع الرائع والطيب ربنا يتقبل منك

        في رعاية الله وحفظه
        إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
        نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
        جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

        تعليق

        يعمل...
        X