إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة صحابة رسول الله رضي الله عنهم (( متجددة بإستمرار وأرجو المشاركة ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    حبيب بن زيد الأنصاري

    نفذ النور الإلهي إلى قلب حبيب بن زيد وهو غضُّ طري ، فاستقر فيه وتمكَّن منه ، وأصبح الإسلام عنده أغلى من نفسه التي بين جنبيه .


    ـ في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاءوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .


    ـ ولما قوي ساعد مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها :

    بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .


    ـ ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد .

    مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..


    فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد ...

    قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم أشهد بذلك .

    قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟ قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .

    فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده ... فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .

    ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم أشهد بذلك .

    قال : وتشهد أني رسول الله ؟ قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .

    فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون ...

    ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .

    حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم.. ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .

    ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه نسيبة قالت :

    لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته .

    لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفَّى له اليوم كبيراً .
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #47
      طلحة بن عبيد الله

      ـ كان طلحة بن عبيد الله يمضي مع قافلة من قوافل قريش في تجارة له إلى بلاد الشام ، قال طلحة : بينما نحن في السوق ، إذا راهب ينادي في الناس : هل فيكم أحد من الحرم ؟ قلتُ : نعم أنا من أهل الحرم فقال : هل ظهر فيكم أحمد ؟ فقلتُ : ومَن أحمد ؟ فقال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ... قال طلحة : فوقعت مقالته في قلبي ، فبادرت إلى مطاياي ومضيت أهوي إلى مكة ، فلما بلغتها قلت لأهلي : أكان من حَدَث بعدنا في مكة ؟ قالوا : نعم ، قام محمد بن عبد الله ، يزعم أنه نبي ، وقد تبعه أبو بكر ، قال طلحة : فمضيت إلى أبي بكر وقلتُ له : أحقاً ما يقال من أن محمد بن عبد الله أظهر النبوة ، وأنك اتبعته ؟ .. قال : نعم ، وجعل يقص عليَّ مِن خبره ، ويرغبني في الدخول معه .. فمضيتُ معه إلى محمد ، ثم أعلنت الشهادة أمامه ، وبشرني بخير الدنيا والآخرة .


      ـ وقع إسلام الفتى على أهله وذويه وقوع الصاعقة ... فلما يئسوا من إقناعه بالحسنى لجئوا إلى تعذيبه والتنكيل به ..


      ـ ثم جعلت الأيام تدور ، وطلحة بن عبيد الله يزداد مع الأيام اكتمالاً وبلاؤه في سبيل الله يكبر ويتعاظم ، وبِّره بالمسلمين ينمو ويتسع ، حتى أطلق عليه المسلمون لقب الشهيد الحي ، ودعاه رسول الله بطلحة الخير وطلحة الجود ، وطلحة الفياض .


      ـ أما قصة تلقيبه بالشهيد الحي : فكانت يوم أحد حين انهزم المسلمون ولم يبق مع رسول الله سوى أحد عشر رجلاً ، وكان طلحة من بينهم .

      وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصعد هو ومن معه في الجبل فلحقت به عُصبة من المشركين تريد قتله ، فقال : مَن يردُّ عنا هؤلاء وهو رفيقي في الجنة ؟ فقال طلحة : أنا . فقال رسول الله : لا .. مكانك فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله . قال : نعم فقاتل الأنصاري حتى قُتل ، ثم صعد رسول الله بمن معه فلحقه المشركون ، فقال : ألا رجل لهؤلاء؟ قال طلحة : أنا يا رسول الله . فقال : لا مكانك . فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله . قال : نعم ، ثم قاتل الأنصاري حتى قُتل . وتابع الرسول صعوده في الجبل ، فلحق به المشركون ، ولم يبق معه إلا طلحة ، فأذن له بالقتال ، فجعل يهجم على المشركين حتى يدفعهم عن رسول الله ، ثم ينقلب إلى النبي فيرقى به قليلاً في الجبل ، وما زال كذلك حتى صدَّهم عنه .


      قال أبو بكر : كنت أنا وأبو عبيدة بعيدين عن رسول الله ، فلما أقبلنا عليه نريد إسعافه ، قال : اتركاني وانصرِفا إلى طلحة .

      فإذا طلحة تنزف دماؤه ، وفيه بضع وسبعون ضربة بسيف أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم .

      وإذا هو قد قطعت كفه ، وسقط في حفرة مغشياً عليه .. فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول بعد ذلك : " مَن سره ان ينظر إلى رجل يمشي على الأض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله .


      ـ أما تلقيبه بطلحة الخير .. وطلحة الجود ؛ فله مائة قصة وقصة ، من ذلك أن طلحة كان تأجراً واسع التجارة ، فجاءه ذات يوم مال مقداره سبعمائة ألف درهم .. فبات ليلته جَزِعاً محزوناً ، فدخلت عليه زوجته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، وقالت : ما بك يا أبا محمد ؟ لعله رابك منَّا شيء . فقال : لا ، ولكن تفكرت منذ الليلة وقلت : ما ظن رجل بربه إذا كان ينام وهذا المال في بيته ؟ ..

      قالت وما يغمك منه ؟ . أين أنت من المحتاجين من قومك وإخلائك ؟ فإذا أصبحت فقسِّمه بينهم . فقال رحمك الله إنك موفقة بنت موفق .

      فلما أصبح جعل المال في صُرر ، وقسَّمه بين فقراء المهاجرين والأنصار .

      هنيئاً لطلحة الخير ، والجود هذا للقب الذي خلعه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنه ، ونوَّر له في قبره .


      *****
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #48
        ثمامة بن أُثال

        ـ في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلوات الله عليه على أن يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم وبعث بهما إلى هؤلاء الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وكان في جملة مًن كاتبهم ثمامة بن أثال ملك من ملوك اليمامة ، الذين لا يعصى لهم أمر.


        ـ تلقى ثمامة رسالة النبي بالاحتقار ، والإعراض ، وقد حاول قتل النبي فخيّب الله سعيه ، ولكنه لم يكفَّ أذاه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ظفر بعدد منهم وقتلهم؛ فأهدر النبي دمه وأعلن ذلك في أصحابه .


        ـ عزم ثمامة على أداء العمرة ، وبينما كان في طريقه إلى الحرم أسرته سرية من سرايا رسول الله الجوالة في أطراف المدينة ، وأتت به إلى المسجد ، وربطته بسارية من سواري المسجد حتى يأتي رسول الله ويحكم فيه ... فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام أوصى به أصحابه خيراً ، ثم أقبل عليه قائلاً له :

        ما عندك يا ثمامة ؟ قال : عندي يا محمد خير ... فإن تقتل تقتل ذا دم وإن تُنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال ؛ فسل تُعط منه ما تشاء ... فتركه النبي على حاله يومين ، ثم جاءه ، فال : ما عندك يا ثمامة ؟ فأعاد عليه ثمامة الجواب ، فتركه النبي على حاله ، ثم جاءه في اليوم التالي فقال : ما عندك يا ثمامة ؟ فأجابه بنفس الجواب . فالتفت النبي إلى أصحابه وقال : أطلقوا ثمامة ... ففعلوا .


        ـ غادر ثمامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومضى حتى إذا بلغ أطراف المدينة تطهر ثم عاد إلى المسجد ، وصاح بأعلى صوته : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . ثم قال : يا محمد والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلي منك ، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ .

        ثم قال : لقد كنت أصبت في أصحابك دماً فما الذي توجبه عليَّ ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا لوم عليك يا ثمامة ... فإن الإسلام يجب ما قبله ، فقال ثمامة : والله لأصيبنَّ من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك . ولأضعنَّ نفسي وسيفي ومَن معي في نصرتك ونصرة دينك...


        ـ ثم إن ثمامة استأذن رسول الله أن يذهب إلى العمرة ، فأذن له وعلمه المناسك ، ودخل مكة ملبياً ، فكان أول مسلم يدخل مكة ملبياً .. فغضبت قريش .

        وهموا بقتل ثمامة ؛ إلا أنهم أغمدوا سيوفهم بعد أن عرفوه ، لأنهم يخافون إن آذوه أن يقطع عنهم المؤونة من اليمامة ... فجاءوا إليه وسألوه : أتركت دينك ودين آبائك ؟ . فقال : لقد اتبعت خير دين .. اتبعت دين محمد .

        ثم قال : أقسم برب البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها ، أو شيء من خيراتها ، حتى تتبعوا محمداً عن آخركم..

        وبالفعل مضى ثمامة إلى بلاده ، وقطع المؤونة عن قريش ، فارتفعت الأسعار ، وانتشر الجوع في الناس ، وبقي الوضع على هذا الحال حتى أمر رسول الله ثمامة أن يعيد الأمور على ما كانت عليه ففعل .


        ـ ظل ثمامة وفياً لدينه ، حافظاً لعهد نبيه ، فلما قام مسيلمة الكذاب مدعياً للنبوة ، قام ثمامة في بني حنيفة قائلاً :

        يا بني حنيفة : إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمداً رسول الله ، ولانبي بعده ، ولا نبي يشرك معه ، ثم قرأ عليهم

        http://www.nabulsi.com/************/...ra/Image40.gif

        ثم قال : أين كلام الله هذا من كلام مسيلمة : " يا ضفدع نقي ما تنقين لا الشّراب تمنعين ولا الماء تكدرين " .

        ثم انحاز بمن بقي على الإسلام ، ومضى يقاتل المرتدين جهاداً في سبيل الله ، وإعلاء لكلمته في الأرض
        القناعة كنز لا يفنى

        تعليق


        • #49
          الله يجزيك كل خير اخوي اسود الحرب وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
          إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
          نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
          جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

          تعليق


          • #50
            بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك

            أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
            وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
            واذاق قلبي من كؤوس مرارة
            في بحر حزن من بكاي رماني !

            تعليق

            يعمل...
            X