بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد
فهذا جزء مختصر فيما يتعلق بالعقيدة جمعته من كتب أهل العلم وأسأل الله جل وعلا أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) .
العقيدة
العقيدة لغة
مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء ، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير , والعقيدة : ما يدين به الإنسان ، يقال : له عقيدة حسنة ، أي : سالمةٌ من الشك. , والعقيدةُ عمل قلبي ، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .
العقيدةُ شرعًا
هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره ، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان .
الإسلام و أركانه
الإسلام
هو الاستسلام لله بالتوحيد والأنقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله .
الإسلام بالمعنى العام
هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل .
الإسلام بالمعنى الخاص
يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم ، فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم ، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين .
الشهادتين
معنى شهادة أن لا اله إلا الله
معنى شهادة أن لا إله إلا الله الاعتقاد والإقرار ، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله .
أركان شهادة أن لا اله إلا الله
نفي
أما النفي فمأخوذ من " لا إله" , ف" لا إله" تنفى جميع ما يعبد من دون الله على اختلاف أصناف المعبودات .
إثبات
أما الإثبات فمأخوذ من "إلا الله", ف"إلا الله" تثبت العبادة لله وحده دون سواه .
شروط لا إله إلا الله
1)- العلم :
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك ، قال الله سبحانه و تعالى::( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) و قال صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) .
2)- اليقين :
بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه ؛ فإن كان شاكًّا لم تنفعه ، قال تعالى:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) 3)- القبول :
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم : ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ) .
4)- الإنقياد :
لما دلت عليه ، قال تعالى : ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى والعروة الوثقى : لا إله إلا الله ؛ ومعنى يسلم وجهه : أي ينقاد لله بالإخلاص له .
5)- الصدق :
وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه ، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه ؛ كان منافقًا كاذبًا ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله( وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
6)- الإخلاصُ :
وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك ؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا في الدنيا ، ولا رياء ولا سمعة .
7)- المحبة :
لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بمقتضاها , فأهل (لا إله إلا الله) يحبون الله حبًّا خالصًا وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره .
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله
هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس ولا يعبد الله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأن يصدق فيما أخبر، وأن يمتثل أمره فيما أمر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع وأن لا يعتقد أن له حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدا لا يعبد ورسولا لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله .
نوا قض الشهادتين
1)- الشرك في عبادة الله
وذلك بأن تجعل لله شريكا في عبادة كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن .
2)- من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط
بأن يدعوهم أو يسألهم الشفاعة أو يتوكل عليهم ؛ فإنه يكفر إجماعًا .
3)- من لم يكفر المشركين
أومن يشكّ في كفرهم ، أو صحح مذهبهم ؛ كفر .
4)- من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه
أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام .
5)- من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
ولو عمل به كفر .
6)- من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم
أو ثوابه أو عقابه ؛ كفر .
7)- السحرُ
ومنهُ الصرفُ والعطفُ .
8)- مظاهرة المشركين
ومعاونتهم على المسلمين .
9)- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى ، عليه السلام ؛ فهو كافر .
10)- الإعراض عن دين الله
لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به .
الإيمان وأركانه
الإيمان لغة
هو التصديق .
الإيمان شرعا
هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعات و ينقص بالعصيان , ومن هذا التعريف يتضح أن الإيمان قول وعمل : قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح .
فأما قول القلب
فهو الاعتقاد والتصديق ، فلابد من تصديق الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما أخبروا به ، " فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط صحة في الإيمان .
وأما عمل القلب
وأعمال القلوب كثيرة منها الإخلاص ، والحب ، والخوف ، والرجاء ، والتعظيم ، و الإنقياد ، والتوكل وغيرها من أعمال القلوب فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب , وعمل القلب شرط لصحة الإيمان .
وأما قول اللسان
فهو النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما , وهو شرط لصحة الإيمان , يقول ابن تيمية: " من لم يصدق بلسانه مع القدرة ، لا يسمى في لغة القوم مؤمناً ، كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
وأما عمل الجوارح
عمل الجوارح هو العمل الذي يؤدى بها , مثل الصلاة ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فكما يجب على الخلق أن يصدقوا الرسل عليهم السلام فيما أخبروا، فعليهم أن يطيعوهم فيما أمروا فلا يتحقق الإيمان بالرسول مع ترك الطاعة بالكلية وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ، ولازمة لها فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة ، سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ، ولا يمكن أن يختلف البدن عما يريده القلب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح( ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ، ألا وهي القلب ) ) فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً ، لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر، والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث: " قول وعمل " قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن ، صلح الظاهر ، وإذا فسد ، فسد , وعلى هذا فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله تعالى، مقراً بالفرائض ، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها , غير أن أهل السنة والجماعة يعتبرون العمل بالجوارح شرط لكمال الإيمان أي أن عمل الجوارح يزيد في الإيمان وينقصه وبدونه لا ينتفي الإيمان بالكلية .
أركان الإيمان
الإيمان بالله
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول:الإيمان بوجود الله تعالى .
وهذا الأمر معناه أن تؤمن بأن الله تعالى موجود سبحانه وتعالى .
الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي أنه وحده الرب لا شريك له ولا معين .
الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي أنه وحده الإله الحق لا شريك له .
الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته :
أي أن تثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
الإيمان بالملائكة
الملائكة:
عالم غيبي مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور ، ومنحهم الأنقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه , وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى .
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم
أي الإيمان والتصديق بوجود الملائكة على وجه الإجمال .
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه
كجبريل عليه السلام ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً .
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم
كصفة ( جبريل ) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق , وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى- مريم- فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه أحد من الصحابة ، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ، ولوط كانوا في صورة رجال .
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم
كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.
وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة .
مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل .
ومثل : ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات .
ومثل : إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .
ومثل : ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت .
ومثل : مالك وهو خازن النار .
ومثل : الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن امه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد .
ومثل : الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين ، والثاني عن الشمال .
ومثل : الملائكة الموكلين بالسؤال إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه .
الإيمان بالكتب
الكتب
هي التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة .
والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .
بأن تعتقد بأن هذه الكتب أنزلها الله تعالى على رسله .
الثاني : الإيمان بما علمنا أسمه منها
كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا ً.
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها
كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة .
الرابع : العمل بأحكامها
ما لم ينسخ منها ، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم , وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن .
الإيمان بالرسل
الرسل :
جمع رسول بمعنى مرسل أي مبعوث بإبلاغ شيء , والمراد هنا من أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه , والرسل بشر مخلوقين ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، وتلحقهم خصائص البشرية من المرض ، والموت ، والحاجة إلى الطعام والشراب ، وغير ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) .
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :
الأول : الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى
فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع .
الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه
مثل : محمد وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام ، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل ، وأما من لم نعلم أسمه منهم فنؤمن به إجمالاً .
الثالث : تصديق ما صح عنهم من أخبارهم
الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم
وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس .
الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر:
يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء , وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده ، حيث يستقر أهل الجنة في منازهم ، وأهل النار في منازلهم .
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: الأول : الإيمان بالبعث :
وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين ، حفاة غير منتعلين ، عراة غير مستترين ، غر غير مختتنين .
الثاني : الإيمان بالحساب والجزاء :
يحاسب العبد على عمله ، ويجازى عليه ، وقد دل على ذلك الكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين .
الثالث : الإيمان بالجنة والنار
وأنهما المآل الأبدي للخلق ، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين ، فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر , وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين ، فيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال .
ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر : الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل :
فتنة القبر:
وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ، ودينه ، ونبيه ، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم , ويضل الله الظالمين فيقول الكافر هاه ، هاه ، لا أدري , ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
عذاب القبر ونعيمه:
فيكون العذاب للظالمين من المنافقين والكافرين .
الإيمان بالقدر خيره وشره
القدر
هو تقدير الله عز و جل للكائنات وهو سر الله مكتوب لا يعلمه إلا الله أو من شاء من خلقه .
مراتب القدر
1)- العلم :
وذلك بأن تؤمن بأن الله سبحانه و تعالى علم كل شي جملة وتفصيلا , فعلم ما كان , وما يكون , فكل شيء معلوم لله تعالى .
2)-الكتابة :
وذلك بأن تؤمن بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ .
3)-المشيئة :
وذلك بأن تؤمن بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين .
4)-الخلق :
وذلك بأن تؤمن بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها .
الإحسان
الإحسان
ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله ، وجاهه ، وعلمه ، وبدنه .
الإحسان في العبادة
هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
العبادة وأنواعها
العبادة
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنية , وكل عمل يكون عبادة إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل .
شروط قبول العمل
1)_ الإيمان :
فلا يقبل الله العمل من غير المؤمن .
2)_ الإخلاص :
فلا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصا لله وحده .
3)_الإتباع :
فيجب أن يكون العمل موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
أنواع العبادة
اعلم أن العبادة لا تخرج من الأنواع الثلاثة الاتية :
1)- اعتقادية :
وهي أساسها ، وذلك أن يعتقد أنه الرب الواحد الأحد الذي له الخلق والأمر وبيده النفع والضر وأنه الذي لا شريك له ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، وأنه لا معبود بحق غيره ، وغير ذلك من لوازم الألوهية , ويجب أن ينطق بكلمة التوحيد ، فمن اعتقد ما ذكر ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله، وكان كإبليس فإنه يعتقد التوحيد بل ويقر به ، إلا أنه لم يمتثل أمر الله فكفر , ومن نطق ولم يعتقد حقن ماله ودمه وحسابه على الله ، وحكمه حكم المنافقين .
2)- بدنية :
كالقيام والركوع والسجود في الصلاة , ومنها الصوم وأفعال الحج والطواف .
3)- مالية :
كإخراج جزء من المال امتثالا لما أمر الله تعالى به. وأنواع الواجبات والمندوبات في الأموال والأبدان والأفعال والأقوال كثيرة، لكن هذه أمهاتها .
فإفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله له والنداء في الشدائد والرخاء لا يكون إلا لله وحده، والاستعانة بالله وحده واللجوء إلى الله والنذر والنحر له تعالى وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللا لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون إلا لله عز وجل .
ومن أنواع العبادة
الدعاء وأنواعه
معنى الدعاء
استدعاء العبد ربه عز وجل العناية ، واستمداده إياه المعونة، وحقيقته: إظهار الافتقار إليه ، والتبرؤ من الحول والقوة ، وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود ، والكرم إليه .
أنواع الدعاء
1)- دعاء مسألة
فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة , ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة .
2)- دعاء العبادة
وهو إن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة .
الخوف وأنواعه
الخوف
هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرراً أو أذى ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده .
أنواع الخوف
1)- خوف طبيعي
كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد .
2)- خوف العبادة
أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى , وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر .
3)- خوف السر
كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً من الشرك .
الرجاء
الرجاء
هو طمع الإنسان في أمر قريب المنال ، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب , والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما أصغر ، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي .
وأعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابها، أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته ، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم .
التوكل وأنواعه
التوكل
التوكل على الشيء الإعتماد عليه , والتوكل على الله تعالى الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان .
أنواع التوكل
1)- التوكل على الله تعالى
وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به .
2)- توكل السر
بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون ، ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى .
3)- التوكل على الغير
فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه , أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به .
الرغبة
الرغبة
هي محبة الوصول إلى الشيء المحبوب .
الرهبة
الرهبة
هي الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل .
تعليق