إلى من هاجم حماس ظلما وعدوانا .
إلى من هاجم الجهاد ظلما وعدوانا .
إلى من وقف ضد التنفيذية في أي شيء حتى في مشروع حفظ 5 أجزاء مقابل التخفيف لمدة عام .
إلى من وقف إلى جانب المجرمين سميح الملعون وغيره من القتلة .
إلى من أعمى الحقد بصره وبصيرته لدرجة أنه يتمنى قتل حمساوي مظلوم في الضفة أطلق النار عليه في نابلس ظلما وعدوانا .
إقرأ هذه الكلمات واعدل من مسارك قبل فوات الأون .
فالظلم لا يستمر وإن استمر لأعوام "كما حدث مع فتح" سينهار كبرج ورق .
بيان رقم 138 (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (سورة النور:من الآية15)
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبد الله ورسوله.. أما بعد:
إنَّ ابتعادَ الإنسانِ عن الإسلام، وبُعْدَه عن الدِّين، وعدم استضاءته بنُور الإيمان، يجعله سَادراً في غيِّه، غَافلاً في ضَلالته، ترى تفكيرَه طُفولياً وإنْ نَضَج، وحديثَه سَمِجَاً وإنْ بَلَغ، يقضي وقتَه فيما لا ينفع، ويهدر أيامَه فيما لا يفيد، جعلَ مِنْ نَفْسه مُفَسِّراً لهذا الدَّين، وهو لا يُحْسِنُ قراءةَ الفاتحة، بَلْه أنْ يَفْهم معناها ومدلولها، وكثيراً ما يَسْتهينُ الناسُ بأشياءَ جعلوها هيِّنةً وهي قَواصم، وحَسِبوها يسيرةً وهي تكاد السماواتُ تنشقُّ منها، وتنشقُّ الأرض، وتخرُّ الجبال هدَّاً، ورَحِم الله محمدَ بن المنكدر الذي عندما حَضَرَتْه الوفاةُ بَكَى، فقِيل له ما يُبكيك؟ فقال: واللهِ ما أبْكِي ذَنباً أذنبْتُه، لكنَّني أخشى أنْ أكونَ أتيتُ شيئاً حَسِبْتُه هَيناً وهو عند الله عظيم..(إحياء علوم الدين: الغزالي، 6/116)
1-يَا مَنْ تركْتَ الصلاة فما أقمْتَها، ومنعتَ الزكاةَ فما فعلتَها، وأفطرتَ في رمضان فَمَا صُمتَه، وما أتممتَ العمرة والحجَّ، وأَمَرْتَ بالمنكر، ونَهيتَ عن المعروف، وجعلت من نفسك ألعوبةً بيد الظالمين، وأداةً للمستكبرين، وحَسِبْتَ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
2-يا مَنْ صليتَ صلاةً بلا مَعنى، وأديتَ عباداتٍ بلا مدلولٍ، فما صدَقَ لك لسانٌ، ولا لانَ لك قلبٌ، ولا نَبض فيك عِرق، ولا تحرَّكتْ لك في الخيرِ يدٌ، ولا سَعَتْ لك في المَعالي قَدَم، وتحسبُ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
3-يَا مَنْ شتمتَ الله، وهو الذي خَلَقَك، واستهزأتَ بالإله، وهو الذي يرعاك، وسَخِرْتَ من المؤمِنِين، وهم حماة العقيدة والدِّين، وأكثر الناس حرصاً على الأوطان، وأبغضتَهم افتراءً، وكان ينبغي لك أن تحبهم فريضةً، وحسبت ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
4-يَا مَنْ ترفض للعقيدة الإسلامية أنْ تَعُمّنا، وللشريعة الإيمانية أنْ تَحْكُمنا، وتُحاربها بكل الوسائل، وتحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم. من لم ينبع تفكيره من مبادئ الشريعة ضل، ومن لم يستمد سلوكه من أخلاقها انحرف، ومن لم يقيد أعماله بأحكامها ظلم.. (هكذا علمتني الحياة: السباعي رقم 1138، ص198)
5-يَا مَنْ مكرتَ، وغدرتَ، وتَبيت ليلَك تَحِيك المؤامراتِ، وتُدبِّر المكائد، ضدَّ الأبرياء، وتحسبُ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم. ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه كُنَّ عليه.. المكر، قال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}(فاطر:43)، النُّكْث: لقوله تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}(الفتح:10)، البغي: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}(يونس:23).. و(من أقام حُكمه على الغدر والخداع، فقد أقامه على حجر متدحرج).(هكذا علمتني الحياة: السباعي رقم 1096 ص192)
6-يَا مَنْ كَذبْتَ، وجعلتَ للكذبِ مُؤسساتٍ ووسائلَ إعلام، ودفعتَ من أجْلِه أموالاً، وجعلتَ لأهلِه رُتباً وتَرقيات، وتحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
7-يَا مَنْ ترفضون كلَّ إصلاحٍ، وتُحاربون كلَّ صلاحٍ، بكلِّ سلاحٍ، وتَزْعُمون حِرصكم على الوطن، وحُبكم للشعب، وسلوكُكم شاهدٌ على افترائِكم، ونسيتم أنَّ دعوة الإصلاح هي دعوة الأنبياء والمرسلين، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}(هود:88).. وكانت دعواتُ الأنبياء أنْ يجعلهم اللهُ من الصالحين، {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (يوسف:101)... ترفضون كل ما سبقَ وتُكابِرون، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.. ويبدو أنَّ الحُمقَ انتشرَ لَدَى كثيرين، فلَمْ تَعُد النصيحةُ تُجْدِي، ولا الإرشاد يَنفع.. وكما قيل: ناصح الأحمقِ كالمُغنِّي على رأس الميت.(المخلاة، ص596، جولة 39 رقم 72)
8-يَا مَنْ تحاصِرون الأمَّة، وعليها تُضيِّقون، وبنكباتِها ومآسيها تُسَرُّون، وفي إغلاق المعابر تُشاركون، مساهمةً منكم في الضغطِ على الشعبِ في القطاع الحبيب، وتفعلونَ ذلك ولا تَشعرون بالجريمة، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
9-يَا مَنْ تلهثون للقاء يهود، دُون شروطٍ، وترفضون كل دعوةٍ للحوار، مع الحركة الإسلامية في القطاع، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
10-يَا مَنْ تتَّخِذُون قراراتٍ ظَالمة، وتُصدرون مراسيمَ رئاسية لا تَستند إلى قانون، ولا تَعتمد على برهانٍ، بل هي ممارسةٌ للاستبداد في أسوأ صُوره، وأحْلكِ أشكاله، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.. الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة، وتعجيل نقمة، ولا زوال للنعمة مع الشكر، ولا بقاء لها مع الكفر..(المخلاة: ص569، جولة 37 رقم 54)
11-يَا مَنْ حَفِظتم القرآن، وأصبحتمْ عُلماء رسْميِّين، تتقاضَون مرتباتٍ.. وأيّ مرتبات!!، وتَسْكُتون عن كلمةِ الحقِّ، وأنتم تَرَوْنَ أنَّ الظُّلمَ قَدْ عمَّ، وأنَّ البلاء قد طَمَّ، من مؤسسة المقاطعة، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم... ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة، ومَنْ شَرِبَ مَرقَة السلاطين، احترقتْ شفتاهُ ولو بعدَ حِين..(المخلاة، ص474 جولة 31رقم 1)، ورَحِمَ اللهُ عُلماءَ كان أحدُهم كالغيث النازِل للمؤمنين، وكالبحرِ الهادر على الظالِمِين، كان أشمّ كالجبل الراسي، وكان دواءً للقلب القاسي، واشتاقَ إلى مواعظه الداني والقاصي.. فلما فارق ترك وراءه فراغاً، لكن بقيت مواعظُه تؤثِّر في الأجيال، وتربي الأبطال، وتصنع الرجال..
سقى الله أرضاً نورُ وجهك شَمسُها وحيَّا سماءً أنت في أفْقِهـا بـدرُ
وروَّى بلاداً جُـود كفِّـك غيثُهـا ففي كل قُطرٍ من نداكَ بهـا قَطـرُ(المخلاة ص 467 جولة 30 رقم 52)
12-يَا مَنْ تُساوون بين المظلومِ والظالِم، والمُعتدِي والمُعتدَى عليه، والبَادِئ بالافتراءِ، والمُدافِع عن نَفْسه، وتحت عنوان الحياد، تَسْكُتون عن كلمةِ الحقِّ، وقول الصدق، ونسيتم أو تجاهلتم أن المحايد هو المُغفَّل النافع الذي يخدم الباطل بالحيادية المزعومة، وإلا أخْبِروني.. أيجوزُ للقاضي أنْ يُساوِي بين الخَصْمين؟ أم وَجَبَ عليه أنْ يقول الحقَّ، وهل إذا أنصف القاضي أحد الفريقين أيكون مُتحيزاً؟.. وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
13-يَا مَنْ تأتون بالأموالِ بِاسْمِ الشَّعب، ثُمَّ تُميِّزُون عند العطاء، فَمُحمدٌ يَرِث، ومحمدٌ لا يَرِث، والأخير لا يَرِث لأنَّه استقامَ فما اعوجّ، واعتدلَ فما انْحَرَف، وتطهَّر فما تلوَّث، واغتسلَ فما انتهز، وهو ابنُ هذا الشعب، يحيا في هذا الوطن، عاشَ النكباتِ كلَّها، قُتِل أبوه، وشُرِّد أخوه، ومَاتَتْ أمُّه حُزناً، ودُمِّر بيتُه ظُلماً، واقْتُلع شَجَرُ أرضه حِقداً، في محاولةٍ لطمسِ التاريخِ (والتاريخُ لا تُزيله الجرَّافاتُ، فهو محفورٌ في القلوبِ، وفلسطينُ آيةٌ من القرآن، والقرآنُ باقٍ إلى يومِ يُبْعَثُون)، أَمِثْلُ هذا يُحْرَم، أيّ قانون هذا الذي أصدرَ مثل هذا القرار؟ ما ذنبُ زوجته، ما ذنبُ أطفاله يَبكون، هل تُطيقون دعواتِ المَظْلُومِين؟. تأخذ الأموال من أجلي، فلماذا لا تنفقها علي وأنا إليها محتاج؟!.(السباعي رقم 1066 ص188)
14-يَا مَنْ تعيثُون في الضفة الغربية فَساداً، تَنْتَهِكُون الحُرُمات، وتَقْتحِمون الجامعاتِ، وتَقتلونَ حفظةَ القرآن، (وآخرهم محمد رداد، ابن جامعة النجاح الوطنية، وابن الحركة الإسلامية) وتُسيطرون على المؤسساتِ ظُلماً وعدواناً تحت سَمْعِ شيوخ السلطة، وعلى مرأىً من الرئيس ومَنْ حَولَه، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
15-يَا مَنْ تتَّهمون المُقاومةَ بالتَّعاسةِ، وأنَّها جَنَتْ على الشعب الفلسطيني، ودَعَوْتُم إلى جَمْعِ سِلاحها، وسكَّتُم عن عُدوان يهود علينا كلَّ يوم، وتَحْيَون في قصور، ولا ترضون لنا حياة القبور، وتمارسون ضدنا طغياناً واستبداداً، باسم الحرية والحرص على المواطن، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم. من طبيعة الظالمين أن ينادوا بالحرية ليئدوها، ويتحدثوا باسم الشعب ليستعبدوه، ويدافعوا عن الفقير، لئلا يصبح غنياً، ويقاوموا الطغيان ليفرضوا طغياناً أشد وأقسى..(السباعي رقم 1064 ص188)
16-يَا مَنْ يدعو إلى عودةِ قطاع غزة بالسلاح، ولَمْ يَدْعُ إلى تحرير الأقصى، ولا إزالة المستوطنات بالسلاح، بل بالتفاوض والحوار، قلتُ: قطاعُ غزة لم يَخْرُجْ حتى يَعود، هو في أيدٍ أمينةٍ، والأمنُ قد عمَّ واستتبّ، والذي جرى لم يكنْ عملية سياسيةً، بل كان عمليةً أمنية، قدَّم الانقلابيون أسبابَها، حيث رفضوا كل حِوارٍ بنَّاء، وقتلوا كلَّ مُجاهد مِعطاء، وردّوا كلَّ نُصحٍ وإرشاد من الفضلاء، ويحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
17-يَا مَنْ زعمتم أنَّ بعضَ الكوادر الوطنية تُعاني اعتقالاً تَعسفياً من القوة التنفيذية، وذَكرْتُم أنَّ بعضهم سُحِلَ في الشوارع، وتدَّعون أنَّه يُعتدى على المؤسساتِ والمدارس، والجمعياتِ التي تخصُّكم.. وتذكرون هذا أمام وسائل الإعلام (وأنتم تعلمون أنه غير صحيح، وغير صريح.. ولا مليح) وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
18-يَا مَنْ لا تفرقون بين استدعاء فلان، بصفته الشخصية، وصفته التنظيمية، وتخلطون بين الأمرين، وتجعلون من الحبة قبة، ومن النملة فيلاً، وترسلون أسماءكم إلى التلفاز الفلسطيني ليرضي ذِكرُها أهواءكم، فتنالون كَسباً رخيصاً في مجتمعكم، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
19-يَا مَنْ تنشرون الإشاعة الكاذبة، ولا تُكلِّفُون أنفسكم التثبُّتَ ولا التبَيُّن، وبعضُكم يدافع عن تجَّار المُخدِّرات، ولصوصِ السيَّارات، ويستغلّهم لمصالحه الحزبية الضيقة، وتطلعاته وأهدافه الهابطة.. وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
20-يَا مَنْ طُمِس على بصيرته، بعد أنْ عميتْ عيناهُ فلَمْ يَرَ الحقَّ، وصُمَّت أُذُناه فلم يَستمعْ إلى الصِّدق، وغُلِّف قلبُه فَلَمْ يَفهمْ حقيقةَ وُجوده، وجعلَ كلَّ همّه كَيداً ومكراً ضد الأبرياء، ويحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
21-يَا مَنْ يرجو أنْ تجتاح إسرائيلُ قطاعَ غزة لتقضي على الحركة الإسلامية، أو تُضْعفها على الأقل، ليأتِيَ هو إلى الحُكْم، حتى ولو كان الثمن دِماء الشعب، ودماء خِيرة الشباب، تَرْجُون ذلك، بل ومِنكم مَنْ يَذْكُره عَلَناً، وأنتم في هذه الحال مُشارِكُون في الدم، وقَتْلِ الأبرياء، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
22-يَا مَنْ نَهَبْتُم الأموال، ونَشرْتُم الرشوةَ والمحسوبية في بلادنا، وأبعدتُم الكفاءاتِ والمواهب، وقرَّبْتُم المُنافِقِين، والمُتسلِّقِين، وتجاهلتم عوامل صعود الأمم، ومعاول هبوطها.. وحَسِبْتُم ذلك هيِّناً وهو عند الله عظيم.
23-يَا مَنْ نَسِيتم إسلامَكم ودِينكم، ولقاءَ ربِّكم، ونَسِيتم وطَنِيتكم التي تغنَّيْتُم بها كثيراً، وجعلتُم أهدافكم في الدنيا مُحاربة شبابٍ أحْسَنَ الانتماء لهذا الدِّين، وأحبَّ الوطن حُبَّاً انطلاقاً من هذا الإسلام، وأضعفتم العقيدة في قلوب الناس، وجعلتموهم يلهثون وراء المبطلين في العالم، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم... قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تسع بقدميك إلى من يراك دونه فتصغر في عينه، واجعل انقطاعك عنه في مقابلة كبريائه، فإن عزة النفوس، تضاهي جاه الملوك، فأنت .. إن قبلت نصحي رشدتَ، وإن خالفتني كنت كمن صَيَّرَ الماءَ العذب إلى أصول الحنظل، كلما ازدادت ريَّاً ازدادت مرارة.(المخلاة ص347، جولة 32 رقم 61)
24-يا من نقضتم العهود والمواثيق، وقد أمر الله بالوفاء بها، فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}(الإسراء:34).. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}(المائدة:1)، وقال سبحانه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}(سورة البقرة:40).. قال النسفي: قال أهل الإشارة: أَوْفُوا في دارِ مِحنتي، على بساط خدمتي، بحفظ حرمتي: أوفِ في دار نعمتي، على بساط كرامتي، بسرور رؤيتي..(تفسير النسفي 1/46)
25-يا من تتعجَّلُون الثمرةَ، وتُريدون تجاوز كثيرٍ من الخُطوات، وتنتقدون الحركةَ الإسلامية نَقداً لاذعاً، بعيداً عن الأدبِ، بحجةِ البطء في التغيير، ونَسي أولئك أن الخطوات الهادئة المحسوبة، خير من خطوات كثيرة مرتجلة وغير مضمونة.. (وصار التروي تهمةً ربما، يتهم الداعية بها رهطه، يريد النتيجة العاجلة، وكأنه أصبح ضجراً من طول الدرب، في حين يُجْمِع الفقهاءُ والساسة والأدباء على أن الحكمة لا تأذن بقفز يتجاوز التدرج، حتى إنَّ الشاعر البدوي أدرك جوهر التخطيط بفطرته، فقال:
منَّا الأناةُ، وبعضُ القوم يَحسبنا أنَّا بِطاء ، وفي إبطائنـا سِرَعُ
قال التبريزي: (المعنى: نحن لا نعمل عملاً، ولا نُمضي رأياً إلا بعد التأنِّي والتروي، فلذلك –بعض القوم الذين لا تجربة لهم- يظنون أنا بطاء، ولا يعلمون أن إبطاءنا فيه سرعة)(شرح ديوان الحماسة 262)، أمَّا كيف يكون الإبطاء سرعة، فالحساب بسيط، ذلك أن الاستعجال يقود إلى فشل، فتضطر إلى تكرار العمل، ولو جمعت الوقت الأول ووقت الاستئناف الثاني لكان أطول من الوقت الواحد على الطريقة المحكمة المنتجة.(رسائل العين 1 نحو المعالي ص71 محمد الراشد)
26-يا من تقرؤون وتحفظون، وقَدْرَ عُلمائكم تَنقصون، ونَسِيتم أنَّ العِلم من غير عملٍ هباء، وأنَّ العِلم والعمل من غير أدبٍ هراء، والأدبُ حِليةٌ يتجمَّل بها المرء، وربما أغنتْ عن كثير من العلمِ والعمل، ولا يظهر أدبُك إلا بِحُبِّك الصالحينَ أيَّاً كانوا، وحيثما وُجِدوا، ومن الأدب أنْ تُحسن الظنَّ بهم، وأنْ تذكر محاسنهم، وأن تكفّ عن مساوئهم..
إنَّمـا العلـمُ كلحــمٍ وَدَم ما حَواه جسـدٌ إلا صَلَـح
وكذا الآدابُ في كـلِّ فَتَـى كزنـادٍ أينمـا حَـلَّ قـَدَح
إنْ يُـوازَنْ رجـلٌ ذُو أدبٍ بألوفٍ مِن ذَوي الجهلِ رَجَح(المخلاة: ص473 جولة 30 رقم 89)
27-يا من تملكون مالاً، وقد أغناكم اللهُ من فضله، وأصبحتم كباراً مسئولين، يقصدكم الناس لحاجاتهم، وتبخلون وأنتم تملكون، وتُمسكون وأنتم تَقدرون، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.. ونسيتم أنَّ الأغنياء في المجتمع موظفون، يؤدون واجباتهم وصدقاتهم لكل من استحقَّ، دون النظر إلى موازين غير شرعية، ومقاييس غير إسلامية، فالمعروف لا يضيع صاحبه، وإذا كبا صاحب المعروف وَجد متكئاً..
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلا يضيع جميل أينما زُرِعا
إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذي زَرعا (المخلاة: ص467، رقم 44 جولة 30)
28-يا من تشدُّون الخناق على الشعب الفلسطيني في غزة، وتؤذونه في الضفة الجريح، وتشاركون في حصار المواطنين في غزة هاشم، حتى في إدخال البضائع، وأدخلتم الدخانَ قبل أيام، ولا تدخلون مواد البناء، ولا البضائع التي تنتظر منذ شهور في ميناء أسدود، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
29-يا من تَرَون كلَّ وثيقةٍ، وتشاهدون كل دليلٍ، على فسادِ كثيرٍ من الشخصيات، وكثير من العناصر الأمنية، حيث الرشوة، على المعابر، وحيث هَدْرُ الأموالِ العامة، تحت مسمياتٍ شتَّى، وتَبقَون مصرِّين على عنادكم، وتأبَون أنْ تَعُودوا إلى رُشْدِكم، وقد سَقَطَ القِناعُ، وكُشِفَ الغِطاء، وما زلتم تنالون من الحركة الإسلامية، وأنتم تُشاهدون كلَّ إثباتٍ، وحجةٍ وبرهانٍ، على صحةِ العملية الأمنية التي جَرت في القطاع أخيراً.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
30-يا من تتَّهمون وزارة الأوقاف في القِطاع أنَّها تأخذ أموالَ الحُجَّاج لِتدفعها إلى حركةِ حماس لشراء السلاح، وأنتم تعلمون كَذِب هذا وبُهتانه، ويا مَنْ تُعلنون أنَّه لا حجَّ هذا العام لأهالي قطاع غزة إلا عن طَريق الضفة، غير عابئين بمشقةِ الناس، ومآسيهم.. كل هذا لتحقيقِ مكاسبَ سياسيةٍ رخيصة، والانتقام من الشعب الفلسطيني في غزة الجريح، والكلُّ يُدرك أنَّكم أبعد الناس عن معاني الحج.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
31-يا مَنْ شَغَلْتُم قلوبَكم بما لا يفيد، وجعلتُم جوارحَكم تمتدُّ إلى ما ليس لكم، أمَّا ألسنتكم، فهي لا تكفّ عن الكذب، والافتراء، وتهمة الأبرياء، وإذا كان المسلمون عندما فَتَحوا أرضاً في أفريقيا، عَجب سكان تلك المناطق من وجود كمامات على أفواه دوابِّ المُسلمين، فلما سألوهم قالوا لهم: حتى لا تَقَع دوابُنا على زرعٍ، أو مالٍ يملكه الغَير، فنكون قد أكلْنا حراماً... مما كان سبباً في إسلام أهل تلك البلاد.. قلتُ: إنَّ كثيراً من الأفواه هي أَوْلى بالكمامات من تلك الأنعام، حتى لا تنطق كذباً، وتقول باطلاً، والعجيبُ أنَّهم يثرثرون في أعراض الناس، وكل كلمةٍ تَصدر منهم هي قاصمة عند الله، ويفعلون ذلك، ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم..
32-يا مَنْ فَشَا فيهم العقوق، وأكَلْتُم الحُقوق، ومَاطَلْتُم في تَأدِيتها وأنتمْ قَادرون، وسَرَقْتُم الماءَ ظُلماً وأنْتُم جَاهلون، وحَرَمْتُم أخَوَاتِكم وعمَّاتِكم وأرحَامَكُم ممَّا فَرَضَ اللهُ لهُنَّ، ويا مَن استخدمتم السُّمومَ والمُبيدات في الزراعة، رغبةً منكم في وفرةِ الإنتاج، غير مُكترثِين بالضررِ الذي يُصيب الأمَّة، فقد سَيْطر حُبُّ المالِ على قُلوبكم، ولا يهمّكم أن يموتَ الناسُ في سبيل أن تَجمعوا المال، حتى ولو كان حراماً.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
33-يَا مَنْ تَعترضون على إمامٍ تعرَّض لقضيةٍ سياسية، وزعمْتُم أنَّه أخطأ، لأنَّه ذَكَرَ شَيئاً لا يُوافِق هَوَاكم، وَهَبْ جَدلاً أنَّ الإمامَ أخطأ أو تحدَّث بما لا يُوافق رغباتِكم، أَهُوَ الخَطأ الوحيد في المجتمع؟ فأينَ اعتراضكم على شَتْمِ الله؟ وسبِّ الدِّين؟ وأين اعتراضكم على سرقة الأرض؟ وترويع الآمنين؟ وأين اعتراضكم على جرأةِ التلاميذ على المُدرِّسِين؟ وأين اعتراضكم على نومِ كثيرين في بيوتهم دونَ عمل؟ في الوقت ذاته يَتقاضَون مُرتباتٍ عالية؟ أين اعتراضكم على أموالٍ هُدِرت، ودماء سُفِكت، ونُفوسٍ زُهِقَت؟ وأعناقِ ذُبِحت؟ لماذا تَسْكُتون عن كلّ هذا وتتجرؤون على إمامٍ في مسجدٍ تحدَّث بما لا يُوافق هَواكم، وجَعلْتُم من أنفسِكم عُلماءَ في كلِّ شيء، وأنتم لا تَعْلَمُون شيئاً، ولا ثوابتَ عندكم إلا التَّغُيَّرات الدائمة، ونَسِيتم أنَّ صلاة الجُمعة ليستْ جَاهةً، وليست نُزهة، إنَّما هي ذَهاب إلى المساجدِ بِنِيَّة الاستفادةِ، وقبول الوَعظ وإنْ كانَ شَديداً، والرغبة في التغيير والتبديل قبل أنْ يُداهِمكَ الموتُ فجأةً فَتَلْقَى اللهَ مُفْلِساً، وإنْ صلَّيتَ وزكَّيْتَ وزَعَمْتَ أنَّك مُسْلِم...
نَظِير خَليل اللوقة -إمَام مسجد بِلاَل بن رباح رفـح-تل السلطان- 20 رجب 1428 هـ-3 /7/2007م.
إلى من هاجم الجهاد ظلما وعدوانا .
إلى من وقف ضد التنفيذية في أي شيء حتى في مشروع حفظ 5 أجزاء مقابل التخفيف لمدة عام .
إلى من وقف إلى جانب المجرمين سميح الملعون وغيره من القتلة .
إلى من أعمى الحقد بصره وبصيرته لدرجة أنه يتمنى قتل حمساوي مظلوم في الضفة أطلق النار عليه في نابلس ظلما وعدوانا .
إقرأ هذه الكلمات واعدل من مسارك قبل فوات الأون .
فالظلم لا يستمر وإن استمر لأعوام "كما حدث مع فتح" سينهار كبرج ورق .
بيان رقم 138 (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (سورة النور:من الآية15)
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبد الله ورسوله.. أما بعد:
إنَّ ابتعادَ الإنسانِ عن الإسلام، وبُعْدَه عن الدِّين، وعدم استضاءته بنُور الإيمان، يجعله سَادراً في غيِّه، غَافلاً في ضَلالته، ترى تفكيرَه طُفولياً وإنْ نَضَج، وحديثَه سَمِجَاً وإنْ بَلَغ، يقضي وقتَه فيما لا ينفع، ويهدر أيامَه فيما لا يفيد، جعلَ مِنْ نَفْسه مُفَسِّراً لهذا الدَّين، وهو لا يُحْسِنُ قراءةَ الفاتحة، بَلْه أنْ يَفْهم معناها ومدلولها، وكثيراً ما يَسْتهينُ الناسُ بأشياءَ جعلوها هيِّنةً وهي قَواصم، وحَسِبوها يسيرةً وهي تكاد السماواتُ تنشقُّ منها، وتنشقُّ الأرض، وتخرُّ الجبال هدَّاً، ورَحِم الله محمدَ بن المنكدر الذي عندما حَضَرَتْه الوفاةُ بَكَى، فقِيل له ما يُبكيك؟ فقال: واللهِ ما أبْكِي ذَنباً أذنبْتُه، لكنَّني أخشى أنْ أكونَ أتيتُ شيئاً حَسِبْتُه هَيناً وهو عند الله عظيم..(إحياء علوم الدين: الغزالي، 6/116)
1-يَا مَنْ تركْتَ الصلاة فما أقمْتَها، ومنعتَ الزكاةَ فما فعلتَها، وأفطرتَ في رمضان فَمَا صُمتَه، وما أتممتَ العمرة والحجَّ، وأَمَرْتَ بالمنكر، ونَهيتَ عن المعروف، وجعلت من نفسك ألعوبةً بيد الظالمين، وأداةً للمستكبرين، وحَسِبْتَ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
2-يا مَنْ صليتَ صلاةً بلا مَعنى، وأديتَ عباداتٍ بلا مدلولٍ، فما صدَقَ لك لسانٌ، ولا لانَ لك قلبٌ، ولا نَبض فيك عِرق، ولا تحرَّكتْ لك في الخيرِ يدٌ، ولا سَعَتْ لك في المَعالي قَدَم، وتحسبُ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
3-يَا مَنْ شتمتَ الله، وهو الذي خَلَقَك، واستهزأتَ بالإله، وهو الذي يرعاك، وسَخِرْتَ من المؤمِنِين، وهم حماة العقيدة والدِّين، وأكثر الناس حرصاً على الأوطان، وأبغضتَهم افتراءً، وكان ينبغي لك أن تحبهم فريضةً، وحسبت ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
4-يَا مَنْ ترفض للعقيدة الإسلامية أنْ تَعُمّنا، وللشريعة الإيمانية أنْ تَحْكُمنا، وتُحاربها بكل الوسائل، وتحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم. من لم ينبع تفكيره من مبادئ الشريعة ضل، ومن لم يستمد سلوكه من أخلاقها انحرف، ومن لم يقيد أعماله بأحكامها ظلم.. (هكذا علمتني الحياة: السباعي رقم 1138، ص198)
5-يَا مَنْ مكرتَ، وغدرتَ، وتَبيت ليلَك تَحِيك المؤامراتِ، وتُدبِّر المكائد، ضدَّ الأبرياء، وتحسبُ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم. ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه كُنَّ عليه.. المكر، قال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}(فاطر:43)، النُّكْث: لقوله تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}(الفتح:10)، البغي: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}(يونس:23).. و(من أقام حُكمه على الغدر والخداع، فقد أقامه على حجر متدحرج).(هكذا علمتني الحياة: السباعي رقم 1096 ص192)
6-يَا مَنْ كَذبْتَ، وجعلتَ للكذبِ مُؤسساتٍ ووسائلَ إعلام، ودفعتَ من أجْلِه أموالاً، وجعلتَ لأهلِه رُتباً وتَرقيات، وتحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
7-يَا مَنْ ترفضون كلَّ إصلاحٍ، وتُحاربون كلَّ صلاحٍ، بكلِّ سلاحٍ، وتَزْعُمون حِرصكم على الوطن، وحُبكم للشعب، وسلوكُكم شاهدٌ على افترائِكم، ونسيتم أنَّ دعوة الإصلاح هي دعوة الأنبياء والمرسلين، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}(هود:88).. وكانت دعواتُ الأنبياء أنْ يجعلهم اللهُ من الصالحين، {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (يوسف:101)... ترفضون كل ما سبقَ وتُكابِرون، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.. ويبدو أنَّ الحُمقَ انتشرَ لَدَى كثيرين، فلَمْ تَعُد النصيحةُ تُجْدِي، ولا الإرشاد يَنفع.. وكما قيل: ناصح الأحمقِ كالمُغنِّي على رأس الميت.(المخلاة، ص596، جولة 39 رقم 72)
8-يَا مَنْ تحاصِرون الأمَّة، وعليها تُضيِّقون، وبنكباتِها ومآسيها تُسَرُّون، وفي إغلاق المعابر تُشاركون، مساهمةً منكم في الضغطِ على الشعبِ في القطاع الحبيب، وتفعلونَ ذلك ولا تَشعرون بالجريمة، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
9-يَا مَنْ تلهثون للقاء يهود، دُون شروطٍ، وترفضون كل دعوةٍ للحوار، مع الحركة الإسلامية في القطاع، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
10-يَا مَنْ تتَّخِذُون قراراتٍ ظَالمة، وتُصدرون مراسيمَ رئاسية لا تَستند إلى قانون، ولا تَعتمد على برهانٍ، بل هي ممارسةٌ للاستبداد في أسوأ صُوره، وأحْلكِ أشكاله، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.. الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة، وتعجيل نقمة، ولا زوال للنعمة مع الشكر، ولا بقاء لها مع الكفر..(المخلاة: ص569، جولة 37 رقم 54)
11-يَا مَنْ حَفِظتم القرآن، وأصبحتمْ عُلماء رسْميِّين، تتقاضَون مرتباتٍ.. وأيّ مرتبات!!، وتَسْكُتون عن كلمةِ الحقِّ، وأنتم تَرَوْنَ أنَّ الظُّلمَ قَدْ عمَّ، وأنَّ البلاء قد طَمَّ، من مؤسسة المقاطعة، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم... ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة، ومَنْ شَرِبَ مَرقَة السلاطين، احترقتْ شفتاهُ ولو بعدَ حِين..(المخلاة، ص474 جولة 31رقم 1)، ورَحِمَ اللهُ عُلماءَ كان أحدُهم كالغيث النازِل للمؤمنين، وكالبحرِ الهادر على الظالِمِين، كان أشمّ كالجبل الراسي، وكان دواءً للقلب القاسي، واشتاقَ إلى مواعظه الداني والقاصي.. فلما فارق ترك وراءه فراغاً، لكن بقيت مواعظُه تؤثِّر في الأجيال، وتربي الأبطال، وتصنع الرجال..
سقى الله أرضاً نورُ وجهك شَمسُها وحيَّا سماءً أنت في أفْقِهـا بـدرُ
وروَّى بلاداً جُـود كفِّـك غيثُهـا ففي كل قُطرٍ من نداكَ بهـا قَطـرُ(المخلاة ص 467 جولة 30 رقم 52)
12-يَا مَنْ تُساوون بين المظلومِ والظالِم، والمُعتدِي والمُعتدَى عليه، والبَادِئ بالافتراءِ، والمُدافِع عن نَفْسه، وتحت عنوان الحياد، تَسْكُتون عن كلمةِ الحقِّ، وقول الصدق، ونسيتم أو تجاهلتم أن المحايد هو المُغفَّل النافع الذي يخدم الباطل بالحيادية المزعومة، وإلا أخْبِروني.. أيجوزُ للقاضي أنْ يُساوِي بين الخَصْمين؟ أم وَجَبَ عليه أنْ يقول الحقَّ، وهل إذا أنصف القاضي أحد الفريقين أيكون مُتحيزاً؟.. وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
13-يَا مَنْ تأتون بالأموالِ بِاسْمِ الشَّعب، ثُمَّ تُميِّزُون عند العطاء، فَمُحمدٌ يَرِث، ومحمدٌ لا يَرِث، والأخير لا يَرِث لأنَّه استقامَ فما اعوجّ، واعتدلَ فما انْحَرَف، وتطهَّر فما تلوَّث، واغتسلَ فما انتهز، وهو ابنُ هذا الشعب، يحيا في هذا الوطن، عاشَ النكباتِ كلَّها، قُتِل أبوه، وشُرِّد أخوه، ومَاتَتْ أمُّه حُزناً، ودُمِّر بيتُه ظُلماً، واقْتُلع شَجَرُ أرضه حِقداً، في محاولةٍ لطمسِ التاريخِ (والتاريخُ لا تُزيله الجرَّافاتُ، فهو محفورٌ في القلوبِ، وفلسطينُ آيةٌ من القرآن، والقرآنُ باقٍ إلى يومِ يُبْعَثُون)، أَمِثْلُ هذا يُحْرَم، أيّ قانون هذا الذي أصدرَ مثل هذا القرار؟ ما ذنبُ زوجته، ما ذنبُ أطفاله يَبكون، هل تُطيقون دعواتِ المَظْلُومِين؟. تأخذ الأموال من أجلي، فلماذا لا تنفقها علي وأنا إليها محتاج؟!.(السباعي رقم 1066 ص188)
14-يَا مَنْ تعيثُون في الضفة الغربية فَساداً، تَنْتَهِكُون الحُرُمات، وتَقْتحِمون الجامعاتِ، وتَقتلونَ حفظةَ القرآن، (وآخرهم محمد رداد، ابن جامعة النجاح الوطنية، وابن الحركة الإسلامية) وتُسيطرون على المؤسساتِ ظُلماً وعدواناً تحت سَمْعِ شيوخ السلطة، وعلى مرأىً من الرئيس ومَنْ حَولَه، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
15-يَا مَنْ تتَّهمون المُقاومةَ بالتَّعاسةِ، وأنَّها جَنَتْ على الشعب الفلسطيني، ودَعَوْتُم إلى جَمْعِ سِلاحها، وسكَّتُم عن عُدوان يهود علينا كلَّ يوم، وتَحْيَون في قصور، ولا ترضون لنا حياة القبور، وتمارسون ضدنا طغياناً واستبداداً، باسم الحرية والحرص على المواطن، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم. من طبيعة الظالمين أن ينادوا بالحرية ليئدوها، ويتحدثوا باسم الشعب ليستعبدوه، ويدافعوا عن الفقير، لئلا يصبح غنياً، ويقاوموا الطغيان ليفرضوا طغياناً أشد وأقسى..(السباعي رقم 1064 ص188)
16-يَا مَنْ يدعو إلى عودةِ قطاع غزة بالسلاح، ولَمْ يَدْعُ إلى تحرير الأقصى، ولا إزالة المستوطنات بالسلاح، بل بالتفاوض والحوار، قلتُ: قطاعُ غزة لم يَخْرُجْ حتى يَعود، هو في أيدٍ أمينةٍ، والأمنُ قد عمَّ واستتبّ، والذي جرى لم يكنْ عملية سياسيةً، بل كان عمليةً أمنية، قدَّم الانقلابيون أسبابَها، حيث رفضوا كل حِوارٍ بنَّاء، وقتلوا كلَّ مُجاهد مِعطاء، وردّوا كلَّ نُصحٍ وإرشاد من الفضلاء، ويحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
17-يَا مَنْ زعمتم أنَّ بعضَ الكوادر الوطنية تُعاني اعتقالاً تَعسفياً من القوة التنفيذية، وذَكرْتُم أنَّ بعضهم سُحِلَ في الشوارع، وتدَّعون أنَّه يُعتدى على المؤسساتِ والمدارس، والجمعياتِ التي تخصُّكم.. وتذكرون هذا أمام وسائل الإعلام (وأنتم تعلمون أنه غير صحيح، وغير صريح.. ولا مليح) وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
18-يَا مَنْ لا تفرقون بين استدعاء فلان، بصفته الشخصية، وصفته التنظيمية، وتخلطون بين الأمرين، وتجعلون من الحبة قبة، ومن النملة فيلاً، وترسلون أسماءكم إلى التلفاز الفلسطيني ليرضي ذِكرُها أهواءكم، فتنالون كَسباً رخيصاً في مجتمعكم، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
19-يَا مَنْ تنشرون الإشاعة الكاذبة، ولا تُكلِّفُون أنفسكم التثبُّتَ ولا التبَيُّن، وبعضُكم يدافع عن تجَّار المُخدِّرات، ولصوصِ السيَّارات، ويستغلّهم لمصالحه الحزبية الضيقة، وتطلعاته وأهدافه الهابطة.. وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
20-يَا مَنْ طُمِس على بصيرته، بعد أنْ عميتْ عيناهُ فلَمْ يَرَ الحقَّ، وصُمَّت أُذُناه فلم يَستمعْ إلى الصِّدق، وغُلِّف قلبُه فَلَمْ يَفهمْ حقيقةَ وُجوده، وجعلَ كلَّ همّه كَيداً ومكراً ضد الأبرياء، ويحسب ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
21-يَا مَنْ يرجو أنْ تجتاح إسرائيلُ قطاعَ غزة لتقضي على الحركة الإسلامية، أو تُضْعفها على الأقل، ليأتِيَ هو إلى الحُكْم، حتى ولو كان الثمن دِماء الشعب، ودماء خِيرة الشباب، تَرْجُون ذلك، بل ومِنكم مَنْ يَذْكُره عَلَناً، وأنتم في هذه الحال مُشارِكُون في الدم، وقَتْلِ الأبرياء، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم.
22-يَا مَنْ نَهَبْتُم الأموال، ونَشرْتُم الرشوةَ والمحسوبية في بلادنا، وأبعدتُم الكفاءاتِ والمواهب، وقرَّبْتُم المُنافِقِين، والمُتسلِّقِين، وتجاهلتم عوامل صعود الأمم، ومعاول هبوطها.. وحَسِبْتُم ذلك هيِّناً وهو عند الله عظيم.
23-يَا مَنْ نَسِيتم إسلامَكم ودِينكم، ولقاءَ ربِّكم، ونَسِيتم وطَنِيتكم التي تغنَّيْتُم بها كثيراً، وجعلتُم أهدافكم في الدنيا مُحاربة شبابٍ أحْسَنَ الانتماء لهذا الدِّين، وأحبَّ الوطن حُبَّاً انطلاقاً من هذا الإسلام، وأضعفتم العقيدة في قلوب الناس، وجعلتموهم يلهثون وراء المبطلين في العالم، وتَحْسَبُون ذلكَ هَيِّناً وهُو عِنْدَ اللهِ عَظِيم... قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تسع بقدميك إلى من يراك دونه فتصغر في عينه، واجعل انقطاعك عنه في مقابلة كبريائه، فإن عزة النفوس، تضاهي جاه الملوك، فأنت .. إن قبلت نصحي رشدتَ، وإن خالفتني كنت كمن صَيَّرَ الماءَ العذب إلى أصول الحنظل، كلما ازدادت ريَّاً ازدادت مرارة.(المخلاة ص347، جولة 32 رقم 61)
24-يا من نقضتم العهود والمواثيق، وقد أمر الله بالوفاء بها، فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}(الإسراء:34).. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}(المائدة:1)، وقال سبحانه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}(سورة البقرة:40).. قال النسفي: قال أهل الإشارة: أَوْفُوا في دارِ مِحنتي، على بساط خدمتي، بحفظ حرمتي: أوفِ في دار نعمتي، على بساط كرامتي، بسرور رؤيتي..(تفسير النسفي 1/46)
25-يا من تتعجَّلُون الثمرةَ، وتُريدون تجاوز كثيرٍ من الخُطوات، وتنتقدون الحركةَ الإسلامية نَقداً لاذعاً، بعيداً عن الأدبِ، بحجةِ البطء في التغيير، ونَسي أولئك أن الخطوات الهادئة المحسوبة، خير من خطوات كثيرة مرتجلة وغير مضمونة.. (وصار التروي تهمةً ربما، يتهم الداعية بها رهطه، يريد النتيجة العاجلة، وكأنه أصبح ضجراً من طول الدرب، في حين يُجْمِع الفقهاءُ والساسة والأدباء على أن الحكمة لا تأذن بقفز يتجاوز التدرج، حتى إنَّ الشاعر البدوي أدرك جوهر التخطيط بفطرته، فقال:
منَّا الأناةُ، وبعضُ القوم يَحسبنا أنَّا بِطاء ، وفي إبطائنـا سِرَعُ
قال التبريزي: (المعنى: نحن لا نعمل عملاً، ولا نُمضي رأياً إلا بعد التأنِّي والتروي، فلذلك –بعض القوم الذين لا تجربة لهم- يظنون أنا بطاء، ولا يعلمون أن إبطاءنا فيه سرعة)(شرح ديوان الحماسة 262)، أمَّا كيف يكون الإبطاء سرعة، فالحساب بسيط، ذلك أن الاستعجال يقود إلى فشل، فتضطر إلى تكرار العمل، ولو جمعت الوقت الأول ووقت الاستئناف الثاني لكان أطول من الوقت الواحد على الطريقة المحكمة المنتجة.(رسائل العين 1 نحو المعالي ص71 محمد الراشد)
26-يا من تقرؤون وتحفظون، وقَدْرَ عُلمائكم تَنقصون، ونَسِيتم أنَّ العِلم من غير عملٍ هباء، وأنَّ العِلم والعمل من غير أدبٍ هراء، والأدبُ حِليةٌ يتجمَّل بها المرء، وربما أغنتْ عن كثير من العلمِ والعمل، ولا يظهر أدبُك إلا بِحُبِّك الصالحينَ أيَّاً كانوا، وحيثما وُجِدوا، ومن الأدب أنْ تُحسن الظنَّ بهم، وأنْ تذكر محاسنهم، وأن تكفّ عن مساوئهم..
إنَّمـا العلـمُ كلحــمٍ وَدَم ما حَواه جسـدٌ إلا صَلَـح
وكذا الآدابُ في كـلِّ فَتَـى كزنـادٍ أينمـا حَـلَّ قـَدَح
إنْ يُـوازَنْ رجـلٌ ذُو أدبٍ بألوفٍ مِن ذَوي الجهلِ رَجَح(المخلاة: ص473 جولة 30 رقم 89)
27-يا من تملكون مالاً، وقد أغناكم اللهُ من فضله، وأصبحتم كباراً مسئولين، يقصدكم الناس لحاجاتهم، وتبخلون وأنتم تملكون، وتُمسكون وأنتم تَقدرون، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.. ونسيتم أنَّ الأغنياء في المجتمع موظفون، يؤدون واجباتهم وصدقاتهم لكل من استحقَّ، دون النظر إلى موازين غير شرعية، ومقاييس غير إسلامية، فالمعروف لا يضيع صاحبه، وإذا كبا صاحب المعروف وَجد متكئاً..
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلا يضيع جميل أينما زُرِعا
إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذي زَرعا (المخلاة: ص467، رقم 44 جولة 30)
28-يا من تشدُّون الخناق على الشعب الفلسطيني في غزة، وتؤذونه في الضفة الجريح، وتشاركون في حصار المواطنين في غزة هاشم، حتى في إدخال البضائع، وأدخلتم الدخانَ قبل أيام، ولا تدخلون مواد البناء، ولا البضائع التي تنتظر منذ شهور في ميناء أسدود، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
29-يا من تَرَون كلَّ وثيقةٍ، وتشاهدون كل دليلٍ، على فسادِ كثيرٍ من الشخصيات، وكثير من العناصر الأمنية، حيث الرشوة، على المعابر، وحيث هَدْرُ الأموالِ العامة، تحت مسمياتٍ شتَّى، وتَبقَون مصرِّين على عنادكم، وتأبَون أنْ تَعُودوا إلى رُشْدِكم، وقد سَقَطَ القِناعُ، وكُشِفَ الغِطاء، وما زلتم تنالون من الحركة الإسلامية، وأنتم تُشاهدون كلَّ إثباتٍ، وحجةٍ وبرهانٍ، على صحةِ العملية الأمنية التي جَرت في القطاع أخيراً.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
30-يا من تتَّهمون وزارة الأوقاف في القِطاع أنَّها تأخذ أموالَ الحُجَّاج لِتدفعها إلى حركةِ حماس لشراء السلاح، وأنتم تعلمون كَذِب هذا وبُهتانه، ويا مَنْ تُعلنون أنَّه لا حجَّ هذا العام لأهالي قطاع غزة إلا عن طَريق الضفة، غير عابئين بمشقةِ الناس، ومآسيهم.. كل هذا لتحقيقِ مكاسبَ سياسيةٍ رخيصة، والانتقام من الشعب الفلسطيني في غزة الجريح، والكلُّ يُدرك أنَّكم أبعد الناس عن معاني الحج.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
31-يا مَنْ شَغَلْتُم قلوبَكم بما لا يفيد، وجعلتُم جوارحَكم تمتدُّ إلى ما ليس لكم، أمَّا ألسنتكم، فهي لا تكفّ عن الكذب، والافتراء، وتهمة الأبرياء، وإذا كان المسلمون عندما فَتَحوا أرضاً في أفريقيا، عَجب سكان تلك المناطق من وجود كمامات على أفواه دوابِّ المُسلمين، فلما سألوهم قالوا لهم: حتى لا تَقَع دوابُنا على زرعٍ، أو مالٍ يملكه الغَير، فنكون قد أكلْنا حراماً... مما كان سبباً في إسلام أهل تلك البلاد.. قلتُ: إنَّ كثيراً من الأفواه هي أَوْلى بالكمامات من تلك الأنعام، حتى لا تنطق كذباً، وتقول باطلاً، والعجيبُ أنَّهم يثرثرون في أعراض الناس، وكل كلمةٍ تَصدر منهم هي قاصمة عند الله، ويفعلون ذلك، ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم..
32-يا مَنْ فَشَا فيهم العقوق، وأكَلْتُم الحُقوق، ومَاطَلْتُم في تَأدِيتها وأنتمْ قَادرون، وسَرَقْتُم الماءَ ظُلماً وأنْتُم جَاهلون، وحَرَمْتُم أخَوَاتِكم وعمَّاتِكم وأرحَامَكُم ممَّا فَرَضَ اللهُ لهُنَّ، ويا مَن استخدمتم السُّمومَ والمُبيدات في الزراعة، رغبةً منكم في وفرةِ الإنتاج، غير مُكترثِين بالضررِ الذي يُصيب الأمَّة، فقد سَيْطر حُبُّ المالِ على قُلوبكم، ولا يهمّكم أن يموتَ الناسُ في سبيل أن تَجمعوا المال، حتى ولو كان حراماً.. وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
33-يَا مَنْ تَعترضون على إمامٍ تعرَّض لقضيةٍ سياسية، وزعمْتُم أنَّه أخطأ، لأنَّه ذَكَرَ شَيئاً لا يُوافِق هَوَاكم، وَهَبْ جَدلاً أنَّ الإمامَ أخطأ أو تحدَّث بما لا يُوافق رغباتِكم، أَهُوَ الخَطأ الوحيد في المجتمع؟ فأينَ اعتراضكم على شَتْمِ الله؟ وسبِّ الدِّين؟ وأين اعتراضكم على سرقة الأرض؟ وترويع الآمنين؟ وأين اعتراضكم على جرأةِ التلاميذ على المُدرِّسِين؟ وأين اعتراضكم على نومِ كثيرين في بيوتهم دونَ عمل؟ في الوقت ذاته يَتقاضَون مُرتباتٍ عالية؟ أين اعتراضكم على أموالٍ هُدِرت، ودماء سُفِكت، ونُفوسٍ زُهِقَت؟ وأعناقِ ذُبِحت؟ لماذا تَسْكُتون عن كلّ هذا وتتجرؤون على إمامٍ في مسجدٍ تحدَّث بما لا يُوافق هَواكم، وجَعلْتُم من أنفسِكم عُلماءَ في كلِّ شيء، وأنتم لا تَعْلَمُون شيئاً، ولا ثوابتَ عندكم إلا التَّغُيَّرات الدائمة، ونَسِيتم أنَّ صلاة الجُمعة ليستْ جَاهةً، وليست نُزهة، إنَّما هي ذَهاب إلى المساجدِ بِنِيَّة الاستفادةِ، وقبول الوَعظ وإنْ كانَ شَديداً، والرغبة في التغيير والتبديل قبل أنْ يُداهِمكَ الموتُ فجأةً فَتَلْقَى اللهَ مُفْلِساً، وإنْ صلَّيتَ وزكَّيْتَ وزَعَمْتَ أنَّك مُسْلِم...
نَظِير خَليل اللوقة -إمَام مسجد بِلاَل بن رباح رفـح-تل السلطان- 20 رجب 1428 هـ-3 /7/2007م.
تعليق