[overline][frame="1 80"]تلاوة القرآن مهذبة للنفس من جوانب شتى، فهي تعرف الإنسان على المطلوب منه وتثير عنده كل المعاني المرادة من تزكية النفس، وتلاوة القرآن تنور القلب وتذكره فهي تكمل عمل الصلاة والزكاة والصوم والحج في التحقق بمقام العبودية لله عز وجل، وإنما يفعل القرآن فعله إذا رافقت تلاوته آداب الباطن في التأمل والخشوع والتدبر.
وإذا كانت هذه المعني محل غفلة فإننا سننقل كلام الإمام الغزالي فيها:
أعمال الباطن في التلاوة تسعة: تعظيم الكلام والمتكلم، ثم حضور القلب، ثم التدبر، ثم التفهم، ثم التخلي عن موانع الفهم، ثم التخصيص، ثم التأثر، ثم الترقي، ثم التبري.
فالأول فهم عظمة الكلام وعلوه، وفضل الله تعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله لإفهام خلقه، وتعظيم الكلام تعظيم للمتكلم: فينبغي على القارئ عند بداية تلاوة القرآن أن يستحضر عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، وأن تلاوة كلام الله عز وجل غاية الخطر فإنه تعالى قال: لا يمسه إلا المطهرون" الواقعة79، وكما أم ظاهر المصحف وورقه محروس عن ظاهر بشر اللامس إلا إذا كان متطهرا، فباطن معناه أيضا بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهرا عن كل رجس ومستنيرا بنور التعظيم والتوقير. وكما لا يصلح لمس جلد المصحف كل يد فلا يصلح لتلاوة حروفه كل لسان، ولا لنيل معانيه كل قلب.
فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم، ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله، فإذا حضر بباله العرش والكرسي والسماوات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار، وعلم أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد، وأن الكل في قبضة قدرته مترددون بين فضله ورحمته وبين نقمته وسطوته، إن أنعم فبفضله، وإن عاقب فبعدله، وأنه الذي يقول: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، وهذا غاية العظمة والتعالي. فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظيم المتكلم ثم تعظيم الكلام.
يتبع [/frame][/overline]
وإذا كانت هذه المعني محل غفلة فإننا سننقل كلام الإمام الغزالي فيها:
أعمال الباطن في التلاوة تسعة: تعظيم الكلام والمتكلم، ثم حضور القلب، ثم التدبر، ثم التفهم، ثم التخلي عن موانع الفهم، ثم التخصيص، ثم التأثر، ثم الترقي، ثم التبري.
فالأول فهم عظمة الكلام وعلوه، وفضل الله تعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله لإفهام خلقه، وتعظيم الكلام تعظيم للمتكلم: فينبغي على القارئ عند بداية تلاوة القرآن أن يستحضر عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، وأن تلاوة كلام الله عز وجل غاية الخطر فإنه تعالى قال: لا يمسه إلا المطهرون" الواقعة79، وكما أم ظاهر المصحف وورقه محروس عن ظاهر بشر اللامس إلا إذا كان متطهرا، فباطن معناه أيضا بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهرا عن كل رجس ومستنيرا بنور التعظيم والتوقير. وكما لا يصلح لمس جلد المصحف كل يد فلا يصلح لتلاوة حروفه كل لسان، ولا لنيل معانيه كل قلب.
فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم، ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله، فإذا حضر بباله العرش والكرسي والسماوات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار، وعلم أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد، وأن الكل في قبضة قدرته مترددون بين فضله ورحمته وبين نقمته وسطوته، إن أنعم فبفضله، وإن عاقب فبعدله، وأنه الذي يقول: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، وهذا غاية العظمة والتعالي. فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظيم المتكلم ثم تعظيم الكلام.
يتبع [/frame][/overline]
تعليق