مواجهات أوروبية ودّية من العيار الثقيل

[محمد عز الدين]

تُسدل المنتخبات الأوروبية الكبرى الستار على المنافسات الدولية في عام 2012 من خلال جولة من مباريات كرة القدم الودية غداً الأربعاء، حيث يلتقي المنتخب الإيطالي نظيره الفرنسي كما يحلّ المنتخب الألماني ضيفاً على نظيره الهولندي في أبرز مواجهتين.

وتجمع المباراتان بين منتخبين سبق لهما أن التقيا في الدور النهائي لكأس العالم، لذلك يُتوقَّع أن تسلَّط عليهما الأضواء بشكل كبير في زحمة المباريات الدولية الودية المقرَّرة غداً استعداداً لاستئناف تصفيات كأس العالم 2014 في آذار/مارس المقبل.

ويحلّ المنتخب الإسباني بطل العالم وأوروبا ضيفاً على منتخب بنما، كما يستضيف المنتخب السويدي نظيره الإنكليزي، وتلتقي إيرلندا مع اليونان، وتركيا مع الدنمارك، ورومانيا مع بلجيكا، والتشيك مع سلوفاكيا، والمجر مع النرويج، وبلغارليا مع أوكرانيا.

ويلعب منتخب بولندا بضيافة منتخب أوروغواي، كما تلتقي صربيا مع تشيلي، كما تلتقي روسيا مع أميركا والنمسا مع كوت ديفوار.

فرصة هولندية للثأر

يتطلَّع المنتخب الهولندي بلهفة إلى استغلال أزمة نظيره الألماني بسبب حالات الغياب الكثيرة عن صفوفه، كي يثأر لهزيمتيه الماضيتين أمامه خلال آخر 12 شهراً، إذ كان المنتخب الألماني فاز (3-0) ودّياً في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ثم (2-1) في دور المجموعات لكأس الأمم الأوروبية "يورو 2012".

ويأمل المنتخب الألماني بتحقيق نتيجة إيجابية لكتابة نهاية مشرِّفة للفريق في عام 2012 ومصالحة الجماهير بعد التعادل المخيِّب للآمال أمام نظيره السويدي (4-4) بعد أن كان متقدِّماً (4-0) قبل 30 دقيقة من نهاية المباراة.

وانضمَّ مسعود أوزيل صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني وميروسلاف كلوزه مهاجم لاتسيو الإيطالي أمس الاثنين إلى قائمة المنسحبين من المشاركة مع المنتخب الألماني في مباراة الغد بسبب الوعكات الصحية والإصابات، وضمَّت القائمة أيضاً باستيان شفاينشتايغر وتوني كروس وجيروم بواتينغ وهولغر بادشتوبر وماريو غوميز لاعبي بايرن ميونيخ، ومارسيل شميلزر لاعب بوروسيا دورتموند وسامي خضيرة لاعب ريال مدريد الإسباني.

واستدعى لوف اللاعب سيبستيان يونغ مدافع آينتراخت فرانكفورت للمرَّة الأولى كما استدعى سفن بيندر لاعب دورتموند ولويس هولتبي لاعب خط وسط شالكه، ويعدّ يونغ ثاني أحدث وجه في المنتخب، مع رومان نيوشتادتير لاعب شالكه، بينما يعود حارس المرمى رينيه أدلر إلى المنتخب بعد غياب عامين، وذلك إثر عروضه الجيِّدة في صفوف هامبورغ.

وسيضطر لوف لتغيير ملامح الدفاع وخط الوسط، وسيشارك القائد فيليب لام مجدَّداً في مركز الظهير الأيسر مكان شميلزر.
وأثار توقيت المباراة واسم المنتخب المنافس انتقادات في ألمانيا، حيث كان مسؤولو أندية الدوري الألماني يفضِّلون حصول نجومهم على راحة في هذا الوقت من الموسم ويأملون مواجهة المنتخب الألماني لفريق أضعف أو أقل قيمة من المنتخب الهولندي.

لكن لوف قال: "نريد أن نقيس مستوانا أمام أفضل منتخبٍ متاحٍ"، وأكَّد أنه يتوقع حماساً شديداً من جانب المنتخب الهولندي.

ولا يزال لويس فان غال المدير الفني للمنتخب الهولندي يفتقد جهود ويسلي شنايدر لاعب خط وسط إنتر ميلان الإيطالي، وحارس المرمى الأساسي مارك ستيكلنبرغ، وكذلك روبن فان بيرسي مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي أعلن انسحابه أمس الاثنين.

بينما عاد آريين روبن لاعب بايرن ميونيخ الألماني بعد التعافي من الإصابة التي حرمته من المشاركة في المباراتين الماضيتين لفريقه، وانضمّ اللاعب الشاب ماركو فان جينكل، لاعب فيتيسه أرنهيم، إلى صفوف المنتخب.

وقال فان غال: "اللعب أمام ألمانيا ليس فرصة من نوع خاص بالنسبة لي فقط، أودّ أن أرى كيف سيؤدّي لاعبونا أمام مثل هذا المنافس القوي".

والتقى المنتخبان 39 مرَّة سابقة، حقَّق خلالها "المانشافت" 15 انتصاراً، مقابل عشرة انتصارات للمنتخب الهولندي و14 تعادلاً.

ذكريات

وفي مدينة بارما، يستضيف المنتخب الإيطالي نظيره الفرنسي الذي واجهه في نهائي كأس العالم 2006 في ألمانيا، وقد استبعد تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي لاعب خط الوسط دانييلي دي روسي لأسباب تأديبية.

ويأتي استبعاد دي روسي، في ظلّ قواعد تأديبية صارمة يطبِّقها برانديللي وتقضي باستبعاد أي لاعب يُطرد خلال مباراة بسبب العنف أو أي سلوك غير لائق.

وأوقف دي روسي لاعب روما أمس الاثنين لثلاث مباريات إثر طرده لتوجيه ضربة في الوجه إلى ستيفانو ماوري قائد فريق لاتسيو قبل نهاية الشوط الأول من مباراة الفريقين الأحد الماضي والتي انتهت بفوز لاتسيو (3-2).

أما ديديه ديشان الذي تولّى منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي خلفاً للوران بلان عقب يورو 2012، فسيعود إلى إيطاليا التي احترف فيها خلال مسيرته كلاعب وكمدرِّب ليوفنتوس.

أما المنتخب السويدي فيتطلَّع إلى الثأر لهزيمته أمام نظيره الإنكليزي (2-3) في "يورو 2012" عندما يلتقيان في سولنا.

ويفتقد روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنكليزي جهود واين روني وثيو والكوت وجونجو شيلفي وكايل وولكر وآرون لينون في مباراة الغد.

لكنه استدعى وجهين جديدين للانضمام إلى صفوف المنتخب للمرَّة الأولى وهما كارل جينكينسون مدافع آرسنال وويلفريد زاها مهاجم كريستال بالاس.

وتحمل مباراة الغد مذاقاً خاصاً لهودجسون حيث يتنافس من خلالها في البلد التي بدأ فيها مسيرته التدريبية، وذلك مع فرق هالمستاد وأوريبرو ومالمو، وعن ذلك قال تصريحات للقناة الفضائية للاتحاد الإنكليزي: "إنني أتطلَّع إليها، لقد قضيت 12 عاماً من مسيرتي في قمَّة السعادة في السويد، أنا أعشق هذه البلد وشعبها".