عاد الترجي الرياضي التونسي بتعادل مهم من أرض مضيفه الأهلي المصري بنتيجة 1-1 اليوم الأحد في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم وهي أول مرة يلتقي فيها الفريقان في النهائي.
وافتتح الترجي النتيجة في الدقيقة 49 بواسطة المدافع وليد الهيشري ثم أدرك سيد حمدي التعادل لصاحب الأرض والجمهور في الدقيقة 89.
التقى الأهلي المصري بشقيقه الترجي الرياضي في 8 مباريات في مسابقة دوري أبطال أفريقيا إذ كانت أول مواجهة بين الناديين في 4 تشرين الثاني / نوفمبر 2001 على ملعب القاهرة في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا وانتهت بالتعادل السلبي.
وفي مجمل لقاءات الفريقين، حقق الترجي 3 انتصارات فيما انتصر الأهلي في مناسبتين وحسم التعادل في 3 مواجهات وحقق النادي القاهري أكبر انتصار في تاريخ المواجهات وذلك بنتيجة 3-0 في دور المجموعات كان في 20 تموز / يوليو 2007.
وسبق للأهلي والترجي أن تقابلا في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا مرتين الأولى كانت سنة 2001 حصد فيها الفريق المصري بطاقة العبور والثانية كانت سنة 2010 حقق فيها الفريق التونسي الأفضلية ليمر للنهائي.
وكان الأهلي المصري قد توّج بالمعدن النفيس في 6 مناسبات (1982 – 1987 – 2001 – 2005 – 2006 – 2008) فيما رفع الترجي اللقب مرتين (1994 -2011 ).
ضغط أهلاوي
استهل الأهلي مباراته التاسعة أمام الترجي الرياضي بالضغط على حصون الفريق التونسي دون اللجوء إلى فترة جس النبض، في محاولة منه لتسجيل هدف مبكر يسهل به المواجهة، وكانت أول تسديدة تحمل بصمة محمد ناجي جدو في الدقيقة 6 لكنها لم تكن بالدقة المطلوبة وعاد عبد الله السعيد في الدقيقة 14 ليسدّد كرة قوية ردّها حارس الترجي معز بن شريفية بصعوبة كبرى.
وكان الفريق المصري يحيك الهجمة المنظمة باتباع النقلات القصيرة بين اللاعبين، مع محاولة الدخول من محور دفاع الترجي وإيصال الكرة لناجي جدو الذي شكل مصدر إزعاج لمحور دفاع الترجي.
الترجي متحفظ
في المقابل، بدأ الترجي مواجهة القمة بتأمين حصونه وانتظار المنافس في مناطقه والتركيز على صنع الهجمات العكسية السريعة، وكثف مدرب الترجي نبيل معلول من لاعبي خط الوسط بإقحام 3 لاعبين بصبغة دفاعية (خالد المولهي وحسين الراقد وكريم العواضي) لشل حركة "المايسترو" محمد أبو تريكة و عبد الله السعيد ووليد سليمان وحسام غالي.
وكانت الهجمات المعاكسة التي انتهجها لاعبو الترجي غير مجدية، لأن اللاعب الكاميروني يانيك نيانغ بمفرده واجه أربعة مدافعين من الأهلي، وكانت المساندة التي تأتيه من الوراء ضئيلة وغير كافية لمباغتة حصون الأهلي، كما أن الضغط الذي فرضته كتيبة حسام البدري أجبر لاعب الترجي سامح الدربالي على ارتكاب خطأ والحصول على الورقة الصفراء التي ستحرمه من لعب مباراة العودة في تونس.
وحاول الترجي أن يتحصل على مخالفات قريبة من مرمى الحارس شريف إكرامي لتميز لاعبي الترجي في لعب الكرات الثابتة، ففي الدقيقة 21 نفذ وجدي بوعزى مخالفة سيئة لم تحمل معها الجديد ومرت مرور الكرام على عرين الأهلي.
سيطرة الأهلي عقيمة
لم يهدأ لاعبو الفريق القاهري خلال هذه الفترة، بل كثفوا زحفهم على قلاع الفريق التونسي، واحتفظوا كثيراً بالكرة لكنها بقيت سيطرة عقيمة بما أن زملاء أبو تريكة لم يتمكنوا من هز شباك منافسهم.
فحاول أبناء البدري أن يفكوا شيفرة دفاع الترجي من خلال التصويبات، فسدد عبد الله السعيد في الدقيقة 30 لكن بن شريفية كان بالمرصاد أما الدقيقة 33 فكانت بعنوان الفرصة الأبرز في المواجهة إذ توغل أحمد فتحي وأرسل عرضية لأبو تريكة الذي كان في حل من كل رقابة وسدد كرة فوق مرمى الترجي.
وفي الدقيقة 37 انفرد محمد ناجي جدو بحارس الترجي وطالب بركلة جزاء لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب لتنتهي حكاية الشوط الأول بالتعادل السلبي وسط نجاح الترجي تكتيكياً وحسن انتشاره وتأمين مرماه، وفي المقابل سيطر الأهلي على كامل أحداث هذه الفترة دون أن يصل إلى هز شباك مرمى بن شريفية.
استفاقة الترجي
تحسن أداء الترجي الرياضي عند بداية الشوط الثاني وتقدم نحو الهجوم خلال الدقائق الخمس الأولى، وفي الدقيقة 49 تحصل أبناء المدرب نبيل معلول على ركنية نفذها "القائد" خليل شمام ليرتقي الهيشري عالياً فوق الجميع ويباغت الأهلي برأسية رائعة يتحمل عبئها الحارس إكرامي، وبعد أن أدرك الترجي هدف التقدم عاد إلى واجباته الدفاعية تاركاً الأهلي في وضعية صعبة من أجل إدراك نقطة التعادل.
البحث عن تعديل الكفة
بعد أن باغته الترجي بهدف مبكر في بداية الفترة الثانية، حاول الأهلي أن يستجمع قواه ويدرك هدف التعادل ففي الدقيقة 53 مرت تسديدة البديل سيد حمدي بجانب مرمى الترجي ليعود السعيد من جديد إلى محاولات التسديد لكن بن شريفية كان في المكان المناسب، وكادت الدقيقة 58 أن تحمل معها الجديد للفريق القاهري بعد أن سدّد جدو كرة قوية صدّها بصعوبة بن شريفية.
واصل "نادي القرن" ضغطه الرهيب على حصون الترجي من أجل البحث عن الطريق المؤدي إلى مرمى بن شريفية، ففي الدقيقة 74 تلقى أبو تريكة عرضية من البديل محمد بركات جعلته في حالة انفراد مع حارس الترجي الذي قدّم أوراق اعتماده كرجل للمباراة، وقبل هذه المحاولة الخطيرة كاد الترجي أن يعيد الكرة من ركنية أتت على رأس يانيك لكن كرته مرت على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى إكرامي، مع صعوبات كبرى للاعبي الأهلي لفرض المحاصرة على منافسهم في الكرات الثابتة.
بن شريفية رجل المباراة
استحق حارس الترجي الرياضي معز بن شريفية أن يتوّج بوسام رجل المباراة بعد أن أنقذ فريقه في العديد من المناسبات من أهداف محققة وكان سداً منيعاً أمام هجمات الأهلي ولعب دوراً محورياً في حسم نتيجة المواجهة.
أخيراً.. التعادل
وبعد محاولات متكررة أدرك أبناء البدري التعادل في الدقيقة 89، بعد أن راوغ فتحي مدافعي الترجي وأرسل كرة مخادعة لسيد حمدي الذي سجل هدف تعديل الكفة، بعد عناء طويل للاعبي الأهلي الذين سيطروا بالطول والعرض على مجريات الفترة الثانية، وفي المقابل امتهن لاعبو الترجي طريقة التكتل الدفاعي وكأنهم يبحثون عن نتيجة التعادل التي أدركوها مع الصافرة الأخيرة لحكم المواجهة الجزائري جمال الحيمودي، مع العلم أن الترجي يكفيه التعادل سلبياً في تونس ليتوّج باللقب، في المقابل يجب على الأهلي أن يتعادل بنتيجة 2-2 أو أكثر أو أن ينتصر ليزفّ عريساً إلى مسابقة دوري أبطال أفريقيا، والجدير بالذكر أن الترجي سيفتقد خدمات سامح الدربالي والغاني هاريسون أفول في مواجهة الإياب.
تشكيلة الفريقين:
الأهلي المصري : الحارس شريف إكرامي، وائل جمعة، محمد نجيب، شريف عبد الفضيل، أحمد فتحي، حسام غالي، حسام عاشور، وليد سليمان، عبد الله السعيد، محمد أبو تريكة، محمد ناجي جدو.
المدرّب: حسام البدري.
الترجي الرياضي التونسي : الحارس معز بن شريفية، وليد الهيشري، محمد بن منصور، سامح الدربالي، خليل شمام، خالد المولهي، حسين الراقد، كريم العواضي، الغاني هاريسون أفول، وجدي بوعزي، الكاميروني يانيك نيانغ.
المدرّب: نبيل معلول.