رؤية فنية : ليون × ريال مدريد ... من ينتصر؟
يلتقي ريال مدريد اليوم خصماً عنيداً اسمه ليون يلعب مدعوماً بجماهيره ومعتاداً على ملعبه في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال ، مواجهة تحمل في طياتها عقدة تاريخية لسيد أوروبا الذي لم ينجح باجتياز الدور الثاني منذ 5 مواسم ولم ينجح بالفوز على ليون ولا مرة في 6 مواجهات سواء كانت في فرنسا أو في السانتياغو برنابيو.
كثيرون يقولون إن الوضع مختلف هذه المرة فمورينيو هو القائد الفني وأنا من هؤلاء ، فجوزيه مدرب لا يفكر بمن ينتقده ويبحث عن فرض الهيمنة ويريد أن يستعرض عضلات فريقه ويبدأ بفوضى هجومية تصطدم فجأة بإرادة قوية لينهار كل شيء كما حصل في الموسم الماضي مع بيلغريني ... فالتوقع كله أن يبدأ مورينيو بهدوء غير باحث عن التقدم ولا فارض لكلمته في الملعب فالتعادل بالنسبة له انتصار لأن مورينيو لا يخسر على ملعبه كما قال لنا يوماً بعد أن هزم تشيلسي وهو مدرب للإنتر.
لذلك نتوقع أن تبدأ المباراة بتحفظ نسبي ن مورينيو والاكتفاء بالهجوم بأربعة لاعبين هم الجناحين (دي ماريا – رونالدو) وصانع الألعاب (أوزيل) والمهاجم (أديبايور) ، ويتم الطلب من محاور خط الوسط بعدم التقدم كثيراً كما أن الظهيرين سيكونان متحفظين للغاية في مثل هذا النوع من المواجهات تماماً كما فعل في الماضي مع فرق مختلفة مهما كان حجمها فمورينيو يهمه أن لا يخسر خارج ملعبه كي يتحكم باللقاء في ملعبه.
ذلك التحفظ يبدو قاتلاً لليون ، لأن فريقهم يهجم باستخدام 6 أو 7 لاعبين ومثل هذا النوع من التحفظ سيمنعهم من تطبيق الهجمات السريعة المرتدة التي قتلوا فيها ريال مدريد في كل المواجهات السابقة ، فاليوم سيكون مختلفاً وبات مطلوباً منهم المزيد من الإبداع في الهجوم وهو أمر يتوقف على ليساندرو لوبيز وبيانتش وكالستروم.
على الصعيد الأخر فإن ليون يلعب بخطة 4-3-3 وهي خطة مزعجة للريال حسب ما رأينا هذا الموسم ، لكن لحسن حظ النادي الملكي أن الجناح الأيمن سواء كان غوميس أو برياند ليس بالمهاري مما يخفي نقطة الضعف بمستوى مارسيلو الدفاع من ناحية المواجهات الفردية ... لكن هذه الخطة تعطي دوماً فرصة للتهديد إلا إن ريال مدريد يجب أن يحاول الاستحواذ على الكرة لأنه في حال سيطر فريق يلعب بمثل هذه الخطة على الكرة فسوف يهدد بل ويسجل ... ومن أشهر الأمثلة برشلونة ومنتخب هولندا فهم في حال سيطروا على الكرة سجلوا بالتأكيد.
وقفات جانبية :
• علي سيسوخو يشغل مركز الظهير الأيسر في ليون ، هو اللاعب الذي اشتهر بأنه أوقف رونالدو وهو في قمة الكرة العالمية عندما كان يلعب مع بورتو حيث كان مانشستر يونايتد على شفا الخروج ... بعد أن واجه رونالدو ارتفعت قيمته خلال موسم واحد من (مليون يورو) إلى (15 مليون يورو) انتقل بموجبها إلى ليون وهو نجح كذلك في الموسم الماضي ضده .... مما يعني أن على مورينيو إبقاء رونالدو على اليسار كي لا يواجه لاعباً يبدو ذكياً بالتعامل معه.
• أخطر ما في ليون هو ليساندرو لوبيز ، فهو مهاجم يسجل من أي كرة لكن خطورته أن يصنع الأهداف ومن أشهر أرقامه أنه صنع 18 هدفاً في أخر موسم له مع بورتو علماً أنه سجل في ذات الموسم 17 هدفاً مما يعني أن الرقابة اللصيقة وحدها لا تكفي.
• أديبايور يعرف فرنسا جيداً وهو ينجح عندما يلعب ضد الأندية الفرنسية ، وكان قد بدأ مع ليون شاباً صغيراً ورغم ذلك سجل (17) هدفاً في موسميه الأول والثاني مع موناكو قبل أن يدخل في بعض المشاكل معهم لينتقل إلى أرسنال .... أديبايور قد يكون هو عنصر الحسم اليوم!.
• ريال مدريد لم ينتصر خارج ملعبه في دوري الأبطال خلال الأدوار الحاسمة منذ موسم 2003-2004 ، لكن مورينيو حطم العديد من الحواجز النفسية معهم ، فهل ينجح اليوم؟
• مورينيو سيكون راضياً بالتعادل ، وأهم ما في المباراة اليوم هما تشابي الونسو وسامي خضيرة فنجاحهما يعني أن ليون سيكون كالأسد الوديع.... يجب فرض الرقابة على لاعبي خط الوسط في ليون لأنهم أذكياء بدخول مناطق الجزاء.
• ليون يملك رصيداً كبيراً من اللاعبين اصحاب الفكر الهجومي ، ومن هنا ننتظر مباراة مثيرة سيكون خروج ريال مدريد منها بشباك نظيفة بمثابة الإنجاز الكبير.
• كثيرون يقولون إن فوز ريال مدريد اليوم وتأهله من هذا الدور سيكون قريباً من فوز الإنتر على تشيلسي في الموسم الماضي ، أي سيكون كسراً للحاجز النفسي الذي سيأخذ النادي الملكي مع مورينيو إلى النهائي...ربما!.
• ريال مدريد في حال تقدم قد يتحول إلى خطة 4-3-1-2 بحيث يتم الدفع بلاسانا كمحور ثالث ويتم إخراج دي ماريا ، وهي خطة سيحاول فيها مورينيو قتل المباراة....وفي حال طبقها سيبقى قادراً على الضرب بفضل سرعة رونالدو وذكاء أوزيل.
تعليق