إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نبذه عن حركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس في فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بارك الله فيك

    تعليق


    • نبذة عن حركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين \ جيل العقيدة \

      نشأة الحركة:
      لقد كانت نشأة حركة الجهاد الاسلامي ثمرة حوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الاسلامية الفلسطينية اواخر السبعينات وقادته مجموعه من الشباب الفلسطينى فـي اثناء وجودهم للدارسه الجامعيه فـي مصر وكان على رأسهم مؤسس حركة الجهاد الاسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي (رحمه الله).
      نتيـجة للحالة التي كانت تعيشها الحركة الاسلامية فـي ذلك الوقت من اهمال للقضية الفلسطينية كقضية مركزيه للعالم الاسلامي والحالة التي عاشتها الحركة الوطنية من اهمال الجانب الاسلامي لقضية فلسطين وعزلها عنه ، تقدمت حركة الجهاد الاسلامي ، كفكره وكمشروع فـي ذهن مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي ، حلا لهذا الاشكال.
      فـي اوائل الثمانينات وبعد عودة الدكتور فتحي الشقاقي وعدد من اخوانه الى فلسطيـن تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين وبدأ التنظيم لخوض غمار التبعئة الشعبية والسياسية فـي الشارع الفلسطيني بجانب الجهاد المسلح ضد العدو الصهيونى ، كحل وحيد لتحرير فلسطيـن.
      المبادئ العامة للحركة:
      * تلتزم حركةالجهاد الاسلامي فـي فلسطيـن بالاسلام عقيدةوشريعة ونظام حياة ، وكأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الامة الاسلامية ضد اعدائها ، وكمرجع اساسي فـي صياغةبرنامج العمل الاسلامي للتعبئة والمواجهة.
      * فلسطيـن ـ من النهر الى البحر ـ ارض اسلامية عربية يحرم شرعا التفريط فـي اي شبر منها ، والكيان الصهيوني وجود باطل ، يحرم شرعا الاعتراف به على اي جزء منها.
      * يمثل الكيان الصهيوني رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر فـي معركته الحضارية الشاملة ضد الامة الاسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على ارض فلسطيـن وفي القلب من الوطن الاسلامي ، يعنى استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الامة الاسلامية.
      * لفلسطين من الخصوصية المؤيدة بالبراهين القرآنية والتاريخية والواقعية ما يجعلها القضية المركزية للامة الاسلامية التي باجماعها على تحرير فلسطيـن ، ومواجهتها للكيان الصهيوني ، تؤكد وحدتها وانطلاقها نحو النهضة.
      * الجماهير الاسلامية والعربية هي العمق الحقيقي لشعبنا فـي جهاده ضد الكيان الصهيوني ، ومعركة تحرير فلسطيـن وتطهير كامل ترابها ومقدساتها هي معركة الامة الاسلامية باسرها ، ويجب ان تسهم فيها بكامل امكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية ، والشعب الفلسطيني والمجاهدون على طريق فلسطيـن هم طليعة الامة فـي معركة التحرير ، وعليهم يقع العبىء الاكبر فـي الابقاء على الصراع مستمرا حتى تنهض الامة كلها للقيام بدورها التاريخي فـي خوض المعركة الشاملة والفاصلة على ارض فلسطين.
      * وحدة القوى الاسلامية والوطنية على الساحة الفلسطينية ، واللقاء فـي ساحة المعركة ، شرط اساسي لاستمرار وصلابة مشروع الامة الجهادي ضد العدو الصهيوني.
      * كافة مشاريع التسويه التي تقر الاعتراف بالوجود الصهيوني فـي فلسطين او التنازل عن اي حق من حقوق الامة فيها ، باطلة ومرفوضة.
      اهداف الحركة:
      تسعى حركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين الى تحقيق الاهداف التالية:
      * تحرير كامل فلسطين ، وتصفية الكيان الصهيوني ، واقامة حكم الاسلام على ارض فلسطين ، والذي يكفل تحقيق العدل والحرية والمساواة والشورى.
      * تعبئة الجماهير الفلسطينية واعدادها اعدادا جهاديا، عسكريا وسياسيا ، بكل الوسائل التربوية والتثقيفية والتنظيمية الممكنة ، لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي تجاه فلسطين.
      * استنهاض وحشد جماهير الامة الاسلامية فـي كل مكان ، وحثها على القيام بدورها التاريخي لخوض المعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني.
      * العمل على توحيد الجهود الاسلامية الملتزمة باتجاه فلسطيـن، وتوطيد العلاقة مع الحركات الاسلامية والتحررية الصديقة فـي كافة انحاء العالم.
      * الدعوة الى الاسلام بعقيدته وشريعته وآدابه ، وابلاغ تعاليمه نقية شاملة لقطاعات الشعب المختلفة ، واحياء رسالته الحضارية للامة والانسانية.
      وسائل الحركة لتحقيق اهدافها:
      تعتمد حركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين لتحقيق اهدافها الوسائل التالية:
      * ممارسة الجهاد المسلح ضد اهداف ومصالح العدو الصهيوني.
      * اعداد وتنظيم الجماهير ، واستقطابها لصفوف الحركة ، وتأهيلها تأهيلا شاملا وفق منهج مستمد من القرآن والسنة ، وتراث الامة الصالح.
      *مد اسباب الاتصال والتعاون مع الحركات والمنظمات الاسلامية والشعبية ، والقوى التحررية فـي العالم لدعم الجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومناهضة النفوذ الصهيوني العالمي.
      * السعى للقاء قوى شعبنا الاسلامية والوطنية العاملة على ارض المعركة ضد الكيان الصهيوني ، على ارضية عدم الاعتراف بهذا الكيان ، وبناء التشكيلات والمنظمات والمؤسسات الشعبية اللازمة لنهوض العمل الاسلامي والثوري.
      * اتـخاذ كافة الوسائل التعليمية والتنظيمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية والسياسية والعسكرية ، مما يبيحه الشرع ، وتنضجه التجربة من اجل تحقيق اهداف الحركة.
      * استخدام كل طرائق التأثيـر والتبليغ المتاحة والمناسبة من وسائل الاتصال المعروفة والمستجدة.
      * انتهاج مؤسسات الحركة وتنظيماتها من اساليب الدراسة والتخطيط والبرمجة والتقويم والمراقبة بما يكفل استقرار الحركة وتقدمها



      وفي النهاية ايها الاحباب الغوالي اريد منكم ان تدعوا ان يحفظ الله حركتنا الغراء من الصهاينة واعوانهم على الساحة الفلسطينية اللهم اااااااااااامين 55:5 55:5 55:5
      http://www8.0zz0.com/2009/03/15/07/964081422.jpg

      تعليق


      • هذه حركة ربانية تستمد قوتها من الله الواحد القهار
        السماء الزرقاء تنتصر

        تعليق


        • شكر

          بارك الله فيك اخي الكريم على المرور22:2 22:2
          http://www8.0zz0.com/2009/03/15/07/964081422.jpg

          تعليق


          • بارك الله فيك اخى وحش الوسطى

            تعليق


            • شكر

              بارك الله فيكي اختي الكريمة بنت الاستشهادي على المرور22:2 66:6
              http://www8.0zz0.com/2009/03/15/07/964081422.jpg

              تعليق


              • حركة الجهاد الاسلامي حركة ربانية

                الله اكبر ولله الحمد
                سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                تعليق


                • المؤتمر الصحفي لحركة الجهاد على إثر عملية إبعاد 418 مجاهدا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي

                  التاريخ: 1414-6-16 هـ الموافق: 1993-12-00م الساعة: 00:00:00



                  * المؤتمر الصحفي الذي عقدته قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على إثر عملية الإبعاد التي استهدفت إبعاد 418 مجاهدا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني

                  وقد حضر المؤتمر الصحفي كل من (1) مندوب وكالة فرانس برس (2) مندوب وكالة اسوشيتدبرس (3) مندوب وكالة رويتر (4) مندوب وكالة الانباء الإيرانية (5) مندوب مجلة الهدف الفلسطينية.

                  وقد رحب الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالمندوبين وقال فيه ترحيبه:

                  نرحب بكم بينما تتجه الآن حافلات صهيونية نحو الحدود اللبنانية محملة بإخوتنا لإبعادهم أمام مرأى ومسمع هذا العالم الذي يدعي الديمقراطية.

                  نلتقي بكم لنؤكد أن مثل هذه الإجراءات لن تنهي الانتفاضة ولن تثنيها عن الاشتعال والاستمرار بالثورة. إضافة إلى أن هذا الإجراء لن يؤمن حدود الكيان الصهيوني. ونحن نعلم أن كافة المبعدين ليسوا من الكوادر العسكرية بل هم من الكوادر السياسية والايديولوجية. وليس باستطاعة العدو أن يقبض على الكوادر العسكرية ولو استطاع العدو لفعل سابقا. لكنهم يريدون أن يبعدوا إخوتنا ليعسكروا الانتفاضة ليقولوا إن الشعب الفلسطيني كله جنود يقاتلون.

                  وقبل أن نستمع لأسئلتكم أود أن أقرأ بيانا أصدرته الحركة بهذا الخصوص.

                  وقد قرأ الدكتور فتحي نص البيان على مسمع من مندوبي وكالات الانباء ومن ثم وزع على كل منهم نسخة من هذا البيان.

                  ثم بدأ المندوبون بإلقاء الاسئلة :

                  * كم عدد افراد الجهاد الإسلامي وعدد أفراد حماس ؟

                  ـ ليست لدينا أرقام محددة إلى الآن لأن العدو لم يعلن عن الأسماء وعن عدد أفراد كلا التنظيمين.

                  * لنفترض أنهم أبعدوا فأين تستقبلونهم أفي لبنان أم في أي مكان؟

                  ـ هناك ظروف في الدول العربية لا تسمح باستقبالهم باستثناء هامش محدد في لبنان يسمح لاستقبالهم ونحن سنستقبلهم إذا ما أبعدوا.

                  * كيف تقيمون الوضع في الأرض المحتلة؟

                  ـ في الذكرى الخامسة للانتفاضة كان شعبنا في حالة غضب كامل رافقه عمليات عسكرية أدى إلى استشهاد الكثيرين من أهلنا إضافة إلى قتل عدد من أفراد العدو. شعبنا الآن في دهشة مما حدث ونحن نعتقد أنه إذا تم الإبعاد ستتصاعد الانتفاضة أكثر فأكثر.

                  * ما هو موقفكم من اغتيال الجندي الصهيوني؟

                  ـ لقد اختطف الجندي كي يبدل بالشيخ أحمد ياسين المعتقل والشيخ كما تعلمون مشلول وضعيف البصر وحالته الصحية متدهورة ولا نعتقد أن أي عرف دولي يجيز اعتقاله. لقد رفض العدو الصهيوني بتعنت واضح أن يبادل الجندي بالشيخ فلم يجد الأخوة في حماس إلا أسلوب القتل لأن العدو رفض الاستجابة لطلباتهم. كما نريد أن نؤكد أننا في حالة حرب مع العدو والجندي هو من حرس الحدود ويحمل مسدس وهو عسكري ، وأحب أن أؤكد أن العدو الذي قتل الكثير من أبناء شعبنا لم يتورع عن قتلهم وهم في وضع لا يسمح بقتلهم. وأذكر أن إسحق مردخاي في عام 1984 عندما اختطف ثلاثة فلسطينيين فاوضوا من أجل إبدال الأسرى أثناء عملية لهم. لكن العدو وبعد أن قبض عليهم قام بقتلهم ولم يهتز أي ضمير عالمي لهذه الحادثة. فالأخوة كان لديهم مبرر بقتل الجندي.

                  * نعلم أن هناك تباينا بين حماس وحركة الجهاد ما هو الموقف الآن؟

                  ـ التباين كان قائما قبل الانتفاضة، ولكن منذ الانتفاضة شارك الأخوة في حماس في القتال ضد العدو. وأخيرا تم الاتفاق بين حركة الجهاد وحماس على ميثاق عمل مشترك على أمل الاتحاد الكامل وقد تم التوصل إلى هذا الميثاق في شهر أكتوبر الماضي تشرين أول.

                  (أعطي كل مندوب نسخة من الميثاق)

                  * لم نسمع بهذا الميثاق من قبل؟

                  -لم يوزع الميثاق إلا على نطاق ضيق.

                  * هل يعجل تسارع الأحداث بالوحدة؟

                  ـ كما الانتفاضة جمعتنا أكثر وعذاباتنا جمعتنا أيضا فإن هذا الظرف يقربنا من الوحدة.

                  * كيف تقيمون التنسيق مع بقية الفصائل الفلسطينية ؟

                  ـ نحن جزء من تحالف الفصائل العشرة التي تتصدى لمؤامرة الحكم الذاتي وقد اتفقنا جميعا على خطة مشتركة لمقاومة مشروع الحكم الذاتي، أما في الداخل فنحن نتفاعل ونتعاون مع كل القوى التي تحارب ضد العدو.

                  * كثر استخدام الأسلحة في المرحلة الأخيرة هل تتوقعون المزيد من استخدام الأسلحة ضد قوات الاحتلال؟

                  ـ منذ أن استغلت م.ت.ف الانتفاضة وحضورها لخدمة التفاوض مع العدو الصهيوني وإحساسنا جميعا أن هناك خطرا يحيق بنا جميعا لا سيما بعدما ما لمسناه من نتائج سلبية في المفاوضات. وهذا الخطر الحقيقي على شعبنا جعلنا نصعد عملياتنا العسكرية المسلحة لكي نعمل بشكل أقوى لمواجهة المؤامرة، إننا إذ نوجه الرصاص للعدو فإننا بذلك نوجه الرصاص لعملية التسوية . إن ما يحدث الآن يدعو المفاوض الفلسطيني والوفد الفلسطيني إلى التوقف لأنه يفاوض في ظل القمع والإبعاد الصهيوني، وهذا التفاوض سوف يدفع شعبنا إلى تخوين من يبيع القضية في المفاوضات.

                  * هل تعتقدون أن إبعاد حماس والجهاد له علاقة بأطراف عربية عملت مع العدو لتنفيذ هذه السياسة؟

                  ـ إن رابين مستعجل جدا لتوقيع اتفاق ولو رفع سيف الحركة الإسلامية عن م.ت.ف لسارعت إلى التوقيع على اتفاقية ما.

                  * لاحظنا أنه لم يجر إبعاد مناضلين من منظمات أخرى ما السبب؟

                  ـ هم يريدون أن يفتتوا الشارع الفلسطيني وقد صدر بالامس اعفاء عن خمسة من حركة فتح قبل إتمام مدة السجن أنهم يريدون أن يفتتوا الشعب الفلسطيني في نفس الوقت الذي يرفضون فيه الإسلاميين.

                  * هل الظروف صحيحة لحمل السلاح في الأرض المحتلة؟

                  ـ نحن في الجهاد الإسلامي ندعو لحمل السلاح دوما ولكننا نميز بين حالتين. حالة الانتفاضة التي ندعو أن تظل كما كانت في الايام الاولى لها وندعو بنفس الوقت إلى حمل السلاح والقيام بعمليات عسكرية ضد العدو في أي مكان داخل فلسطين بعيدا عن التجمعات السكنية الفلسطينية حيث الانتفاضة ، فهناك مستويات يجب العمل بها. الانتفاضة بحجارتها ومظاهراتها. والثورة المسلحة ضد العدو.

                  * الوفد المفاوض يقوم بسلسلة من الإجراءات الاحتجاجية وقد هدد بالانسحاب من المفاوضات هل هذا يكفي برأيكم؟

                  ـ يجب على الوفد أن ينسحب انسحابا كليا من العملية السلمية، وليس انسحابا جزئيا.

                  * لكنهم لم يقبلوا إلى الآن الحكم الذاتي؟

                  ـ الوفد يطرح مشروعا مغايرا لمشروع الكيان الصهيوني ولكنهم قبلوا بمبدأ الحكم الذاتي حيث لا سيادة على أي شبر من الأرض ، واذكر تصريحا لـ «ابو مازن» قال فيه إن الفرق بين المشروعين لا يتجاوز 20%.

                  ان ما يدور بين الوفدين سيسفر عن شيئين وقف الانتفاضة وتكريس الاحتلال.

                  * هل يعني تخوين الوفد تصفية عناصره؟

                  ـ الجهاد وحماس مع الوحدة الوطنية والتخوين هو معنوي وليس مادي . فالعنف يوجه للعدو والخلافات تحل بالحوار السياسي عبر الجماهير الفلسطينية.

                  ثم شكر الأمين العام للحركة مندوبي وكالات الأنباء وغادر المؤتمر.

                  المصدر : وكالات الانباء ـ خلال شهر 12/1993
                  ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                  تعليق


                  • إذا استطعنا إفشال المفاوضات سنفعل

                    التاريخ: 1414-2-16 هـ الموافق: 1993-08-04م الساعة: 00:00:00



                    نيقوسيا ـ رويتر ـ تعهد زعيم منظمة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" امس بتخريب مفاوضات السلام في الشرق اولاسط ومهاجمة اهدافا إسرائيلية من دون اعتبار لاتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب اللبناني.

                    وقال فتحي الشقاقي زعيم منظمة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" في حديث مع وكالة "رويتر" امس "لا اريد ان أرى خروجا من المأزق الذي وصلت اليه مفاوضات السلام. اريد أن اراه يتفاقم ونعود إلى فتح باب النزاع من جديد حتى تشحذ الامة همتها وتواجه إسرائيل".

                    اضاف "هذه ليست مفاوضات سلام، سنبذل جهدنا لافشالها اذا استطعنا، اذا كان بامكاننا ان نفشلها فلم لا".

                    وأجرى الحديث في عاصمة في الشرق الأوسط ووافق الشقاقي عليه بشرط عدم الكشف عن اسمها.

                    وذكر ان اتفاق وقف النار بعد سبعة ايام من القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان لا يعنيه وقال "لسنا معنيين بوقف اطلاق النار ولم نكن ضالعين في اطلاق صواريخ الكاتيوشا اصلا".

                    وقال الشقاقي أيضا أن "الجهاد الإسلامي" تعارض تماما أي شكل من اشكال السلام مع إسرائيل. واوضح "نعتبر الاعتراف بإسرائيل محرما علينا سياسيا ودينيا". واضاف "استمرار المقاومة في الجنوب اللبناني هو حق مقدس ولا اعتقد أن احدا يتنازل عنه او يقبل أي وساطة في شأنه".

                    ولا يتوقع الشقاقي أي مشاكل بين رجاله وقوات الجيش اللبناني التي تنتشر في الجنوب. وقال إن "الجهاد الإسلامي" لم تشن أي هجمات من جنوب لبنان منذ بدء سريان وقف النار يوم السبت الماضي.

                    واعلن الشقاقي طبيب سابق، 42 عاما "قرر مجلس الشورى الايراني قبل أكثر من عامين دعم الثورة الفلسطينية، والحكومة الايرانية وافقت على هذا القرار ويتم دعم جهاد الشعب الفلسطيني ونضاله بأكثر من طريقة، التسليح والتمويل، كل الوسائل التي تمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة الاحتلال".

                    وقال "ليس لدينا معلومات عن تدفق السلاح من ايران عبر سورية ولكن السلاح موجود في لبنان بشكل كبير. وفرض قيود على السلاح لن يؤثر علينا بالتأكيد فالسلاح اللازم لمقاومتنا متوفر في لبنان".

                    ونفى أيضا أن تكون "الجهاد الإسلامي في فلسطين" هددت بضرب المصالح الاميركية أثناء الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان في الاسبوع الماضي. وقال "إن ساحة جهادنا ونضالنا الاساسية كانت ولا زالت الوطن الفلسطيني المحتل".

                    المصدر : وكالات الانباء ـ رويتر بتاريخ 4/8/1993
                    ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                    تعليق


                    • الرأي في اتفاق غزة أريحا

                      التاريخ: 1413-10-17 هـ الموافق: 1993-04-09م الساعة: 00:00:00



                      هذا الاتفاق ـ إن تم توقيعه ـ هو الأخطر على مدى تاريخ الشعب الفلسطيني الحديث ـ الذي يقبله ويوافق عليه ويوقعه طرف أو فئة فلسطينية. انه بمثابة تحالف صهيوني مع هذا الطرف الفلسطيني ضد الأمة العربية والإسلامية، حيث سيحولون قطاع غزة، وهي منطقة من الاعظم اشراقا وصحوة ونهوضا على امتداد الوطن الإسلامي ـ سيحولوه إلى جيب صهيوني يقضي على الانتفاضة ويضرب الحركة الإسلامية الناهضة والقوى الوطنية الحية ومن ثم يحمي أمن الكيان الصهيوني بأبخس الاثمان، بل بلا ثمن سوى الخسران فالقضية الفلسطينية أخطر وأهم قضايا العصر وقضية أمتنا المركزية تتحول إلى مجرد مشكلة ادارية حيث يعمل الفلسطينيون كموظفين في الصحة والتعليم والمياه والنظافة والكهرباء كل كهرباء قطاع غزة تأتي من داخل الكيان

                      الصهيوني وتبقى 0تحت رحمته باستمرار .

                      اما الوجود الاستراتيجي لجيش الاحتلال فسوف يستمر داخل قطاع غزة واريحا ومن حولها المطلوب إسرائيلياً اختبار قدرة ادارة مدنية فلسطينية على خدمة مصالح الاحتلال الذي سيساومها على مستوى خدماتها لتكون جديرة بالانتشار على اجزاء أخرى في الضفة.

                      وقد جاء هذا الاتفاق الذي كان معروضا على الوفد المفاوض منذ البداية حسب الدكتور حيدر عبد الشافي جاء بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود لان الإسرائيليين غير مستعدين لتقديم أي تنازلات في الضفة ذات سلسلة الجبال الاستراتيجية وذات 120 مستعمرة وأكثر من 120 ألف مستوطن، ومرتبطة مباشرة بالقدس التي لا يقبل الإسرائيليون مجرد طرحها على جدول المفاوضات. وهكذا تم تأجيل موضوع الضفة والسكوت عن مسألتي الاستيطان والقدس، وتناول موضوع غزة فقط والذي وافق 44 % من الإسرائيليين في كانون ثاني يناير 1993 على الانسحاب منها من طرف واحد وبلا قيد ولا شرط، وحسب شلومو غازيت ـ احد رؤساء الاستخبارات الصهاينة السابقين والذي شارك في جولات مفاوضات سرية ـ حسب غازيت لو اجري هذا الاستفتاء اليوم لزادت النسبة بسبب المزيد من تردي الوضع الأمني، ولان دور قطاع غزة كجحيم للإسرائيليين وكثقب في الرأس كما يسمونه يزداد ويزداد.

                      في حين لا أهمية استراتيجية للقطاع ولا معنى سياسي او اقتصادي او ديني للاستيطان الذي لا يكاد يبين في القطاع فقط أربع آلاف مستوطن مقابل مئة وعشرون الف بالضفة .

                      وهكذا قدم ياسر عرفات ولجنته الخاصة البعيدة عن حركة فتح وعن منظمة التحرير وعن الشعب الفلسطيني ـ قدم خدمة كبرى للاحتلال عندما حقق هذه الرغبة والطلب الإسرائيلي ضمن اتفاق يكرس الاحتلال ويمنح جيشه إعادة انتشار استراتيجي خبيث وذكي سيكون لهذا الاتفاق لو تم تمريره آثار سلبية خطيرة على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته وهويته سواء الملايين في الشتات والأراضي المحتلة منذ عام 1948 أو من سيبقون تحت هذا الأسلوب الجديد من الاحتلال والقمع في قطاع غزة على مستوى الأردن وبلاد الشام سيكون هناك مزيدا من التوتر والصراع سواء بسبب شعور الأردن انه مستهدف ككيان أو بسبب أنه سينظر لهذا الاتفاق على انه منفرد وعلى طريقة السادات الذي جاء اتفاقه مع اليهود في حينه أهم مسمار في نعش الأمن القومي العربي. وقد يكون هذا الاتفاق هو آخر مسمار في هذا النعش إن تبقى من الأمن القومي العربي شيء بعد.

                      منذ ألان لن يكون لاحد حجة في مقاطعة الكيان الصهيوني وعدم الاعتراف. ستعبر إسرائيل هذا الجسر الفلسطيني إلى كل العواصم لتفرض هيمنة سياسية وأمنية واقتصادية وذلك من خلال دعم أمريكي يسعى لإعادة ترتيب شرق أوسط جديد يكون فيه الكيان الصهيوني قوة مركزية وأساسية بعد ان تصبح قوة طبيعية!!!

                      إن هذا يوم تاريخي للحركة الصهيونية فالدولة العبرية أقيمت اليوم في ظل هذا الاتفاق الذي لم يعط الفلسطينيين أي حق من حقوقهم سوى جهاز شرطة قوية حسب نص الاتفاق ـ سيمارس مزيدا من القمع لتنطفئ شعلة الانتفاضة العظمى وتموت الظاهرة الأكثر حيوية في المنطقة.

                      من المؤكد أن هذا الاتفاق في النهاية يحمل بذور فشله في داخله ولن يستمر بفعل هذا التناقض الداخلي فيه وبفعل رفض ومقاومة شعبنا. وقد يكون آخر مغامرة يلعبها هذا الطرف الفلسطيني.

                      المصدر : إجابة سؤال لمجلة العالم 9/4/1993م
                      ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                      تعليق


                      • الرأي في اتفاق غزة أريحا

                        التاريخ: 1413-10-17 هـ الموافق: 1993-04-09م الساعة: 00:00:00



                        هذا الاتفاق ـ إن تم توقيعه ـ هو الأخطر على مدى تاريخ الشعب الفلسطيني الحديث ـ الذي يقبله ويوافق عليه ويوقعه طرف أو فئة فلسطينية. انه بمثابة تحالف صهيوني مع هذا الطرف الفلسطيني ضد الأمة العربية والإسلامية، حيث سيحولون قطاع غزة، وهي منطقة من الاعظم اشراقا وصحوة ونهوضا على امتداد الوطن الإسلامي ـ سيحولوه إلى جيب صهيوني يقضي على الانتفاضة ويضرب الحركة الإسلامية الناهضة والقوى الوطنية الحية ومن ثم يحمي أمن الكيان الصهيوني بأبخس الاثمان، بل بلا ثمن سوى الخسران فالقضية الفلسطينية أخطر وأهم قضايا العصر وقضية أمتنا المركزية تتحول إلى مجرد مشكلة ادارية حيث يعمل الفلسطينيون كموظفين في الصحة والتعليم والمياه والنظافة والكهرباء كل كهرباء قطاع غزة تأتي من داخل الكيان

                        الصهيوني وتبقى 0تحت رحمته باستمرار .

                        اما الوجود الاستراتيجي لجيش الاحتلال فسوف يستمر داخل قطاع غزة واريحا ومن حولها المطلوب إسرائيلياً اختبار قدرة ادارة مدنية فلسطينية على خدمة مصالح الاحتلال الذي سيساومها على مستوى خدماتها لتكون جديرة بالانتشار على اجزاء أخرى في الضفة.

                        وقد جاء هذا الاتفاق الذي كان معروضا على الوفد المفاوض منذ البداية حسب الدكتور حيدر عبد الشافي جاء بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود لان الإسرائيليين غير مستعدين لتقديم أي تنازلات في الضفة ذات سلسلة الجبال الاستراتيجية وذات 120 مستعمرة وأكثر من 120 ألف مستوطن، ومرتبطة مباشرة بالقدس التي لا يقبل الإسرائيليون مجرد طرحها على جدول المفاوضات. وهكذا تم تأجيل موضوع الضفة والسكوت عن مسألتي الاستيطان والقدس، وتناول موضوع غزة فقط والذي وافق 44 % من الإسرائيليين في كانون ثاني يناير 1993 على الانسحاب منها من طرف واحد وبلا قيد ولا شرط، وحسب شلومو غازيت ـ احد رؤساء الاستخبارات الصهاينة السابقين والذي شارك في جولات مفاوضات سرية ـ حسب غازيت لو اجري هذا الاستفتاء اليوم لزادت النسبة بسبب المزيد من تردي الوضع الأمني، ولان دور قطاع غزة كجحيم للإسرائيليين وكثقب في الرأس كما يسمونه يزداد ويزداد.

                        في حين لا أهمية استراتيجية للقطاع ولا معنى سياسي او اقتصادي او ديني للاستيطان الذي لا يكاد يبين في القطاع فقط أربع آلاف مستوطن مقابل مئة وعشرون الف بالضفة .

                        وهكذا قدم ياسر عرفات ولجنته الخاصة البعيدة عن حركة فتح وعن منظمة التحرير وعن الشعب الفلسطيني ـ قدم خدمة كبرى للاحتلال عندما حقق هذه الرغبة والطلب الإسرائيلي ضمن اتفاق يكرس الاحتلال ويمنح جيشه إعادة انتشار استراتيجي خبيث وذكي سيكون لهذا الاتفاق لو تم تمريره آثار سلبية خطيرة على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته وهويته سواء الملايين في الشتات والأراضي المحتلة منذ عام 1948 أو من سيبقون تحت هذا الأسلوب الجديد من الاحتلال والقمع في قطاع غزة على مستوى الأردن وبلاد الشام سيكون هناك مزيدا من التوتر والصراع سواء بسبب شعور الأردن انه مستهدف ككيان أو بسبب أنه سينظر لهذا الاتفاق على انه منفرد وعلى طريقة السادات الذي جاء اتفاقه مع اليهود في حينه أهم مسمار في نعش الأمن القومي العربي. وقد يكون هذا الاتفاق هو آخر مسمار في هذا النعش إن تبقى من الأمن القومي العربي شيء بعد.

                        منذ ألان لن يكون لاحد حجة في مقاطعة الكيان الصهيوني وعدم الاعتراف. ستعبر إسرائيل هذا الجسر الفلسطيني إلى كل العواصم لتفرض هيمنة سياسية وأمنية واقتصادية وذلك من خلال دعم أمريكي يسعى لإعادة ترتيب شرق أوسط جديد يكون فيه الكيان الصهيوني قوة مركزية وأساسية بعد ان تصبح قوة طبيعية!!!

                        إن هذا يوم تاريخي للحركة الصهيونية فالدولة العبرية أقيمت اليوم في ظل هذا الاتفاق الذي لم يعط الفلسطينيين أي حق من حقوقهم سوى جهاز شرطة قوية حسب نص الاتفاق ـ سيمارس مزيدا من القمع لتنطفئ شعلة الانتفاضة العظمى وتموت الظاهرة الأكثر حيوية في المنطقة.

                        من المؤكد أن هذا الاتفاق في النهاية يحمل بذور فشله في داخله ولن يستمر بفعل هذا التناقض الداخلي فيه وبفعل رفض ومقاومة شعبنا. وقد يكون آخر مغامرة يلعبها هذا الطرف الفلسطيني.

                        المصدر : إجابة سؤال لمجلة العالم 9/4/1993م هذا ما قله الدكتور فتحي الشقاقي "رحمه الله"للشقاقي سلام
                        ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                        تعليق


                        • المعتقلون وحدود التعاون مع سلطة الحكم الذاتي

                          التاريخ: 1415-11-17 هـ الموافق: 1995-04-17م الساعة: 00:00:00



                          · كيف تصف الوضع داخل مناطق الحكم الذاتي بعد أكثر من عام على تسلم الرئيس ياسر عرفات مقاليد الامور في هذه المناطق؟

                          - الوضع داخل مناطق الحكم الذاتي يتميز بحالة من الاحباط الشديد لدى مواطني الشعب الفلسطيني تجاه السلطة القائمة. وكما تعرف، ذهبت وعود الدول المانحة ادراج الرياح والوضع الاقتصادي يعاني صعوبات لم يعرفها قطاع غزة في أية مرحلة سابقة، وبعض الأموال التي قدمت وخاصة بعد مجزرة تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، انفقت على تدعيم اجهزة الأمن والشرطة وليس هناك التفات الى مشاريع حيوية لمواجهة البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي.

                          بعض الدول المانحة اصرت على فتح طرقات ولعل هذا الشيء الوحيد الذي نفذ أما غير ذلك فلم تحدث أية خطوة في الاتجاهات التي ذكرتها. باختصار يحول ياسر عرفات كل ما يصله من أموال لبناء جهاز قمعي متفوق.

                          · أليس من حق الرئيس ياسر عرفات أن يبني جهازاً للشرطة طالما أنه يرغب ببناء دولة هذا إذا أردنا ان نستند الى منطقه؟

                          - من منطق الطغاة يمكن نعم. لكنه اذا عدل فيجب أن يأمن. خاصة ان الشعب الفلسطيني لا يرغب بأي صدام داخلي. لا الشعب راغب ولا الفصائل الفلسطينية راغبة ولا أي فريق وطني يتمنى الصدام. لذا يجب ألا يتخوف على نفسه. ناهيك عن أنه لا يملك سلطة حقيقية تغري أياً منا بالسيطرة عليها ولو قدم لنا هذه السلطة على طبق من فضة فسنركلها باقدامنا.

                          إن تركيز عرفات على الأمن مسألة خطيرة لأن القوى الاسلامية مصرة على استمرار المواجهة مع الاحتلال، وهو يريد القيام بالدور الوظيفي الذي أوكل له أي الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني خاصة أن لديه وعود امريكية اسرائيلية ومن جهات أخرى تقول ان نفوذه في الضفة الغربية مرهون بمدى مواجهته للاسلاميين في قطاع غزة.

                          يتوهم ياسر عرفات بانه إذا ضرب الاسلاميين يمكن ان يحصل على الضفة الغربية. ضربه للاسلاميين لا يعني تصفيتهم لأنه لا يستطيع تصفيتهم. من جهة ثانية لايمكن لاسحق رابين أن يسلم عرفات أي شيء في الضفة الغربية بعد العمليات الجهادية التي تمت، خصوصاً أن رابين مقبل في العام القادم على انتخابات ولا يرغب بخسارتها كرمى لعيون عرفات.

                          أعتقد أن رابين لن يتنازل عن مشروع الليكود قبل الانتخابات المقبلة. فهو يريد الدخول في الانتخابات ببرنامجه شبه الليكودي كي لا يزايدوا عليه. تلك هي خطة رابين في منافسته لليكود لذا يجب ان لا يحلم ياسر عرفات بنفوذ حقيقي في الضفة الغربية لقاء ضربه الاسلاميين. أنا اعتقد أن تركيز ياسر عرفات على بناء آلة قمعية واعطائه الأولوية لهذا الأمر هو بمثابة خطأ اضافي لجملة اخطائه التاريخية وربما يكون هذا خطأه الأخير.

                          · لنواصل الحديث عن منطق الرئيس ياسر عرفات. لديه خيار واحد هو ضبط الوضع في غزة وأريحا لقاء التزام اسرائيلي باعطائه بقية اراضي الضفة اذا ما نفذ تعهده. الا تعتقد ان هذا المنطق يمكن تبريره من وجه نظر عرفات؟

                          - نحن ضد أي تبرير لمشروع أوسلو برمته ونعتقد أن أوسلو هو خيار شخصي لياسر عرفات اكثر مما هو خيار لحركة فتح أو للحركة الوطنية الفلسطينية أو للشعب الفلسطيني، ولو ترك لهؤلاء ان يبدوا رأيهم بصراحة في الاتفاق لرفضوه. لذا اعتبر هذا الخيار خياراً شخصياً لعرفات، ساعدته في طبخه حفنة فلسطينية معزولة عن الشعب الفلسطيني تاريخياً وليس لها دور مباشر في نضال الشعب الفلسطيني، ومعروف أن أغلب هؤلاء هم ممن يتلقون رشاوي منتظمة من ياسر عرفات.

                          كان عرفات يريد شخصياً ان تطأ قدمه أرضاً فلسطينية بغض النظر عن الشروط، لهذا خياره ليس خياراً وطنياً. لقد وقع اتفاقاً من مرحلتين. الاولى غامضة والثانية مجهولة تماماً. هكذا فرط بحصيلة عشرات السنين من نضال الشعب الفلسطيني وبقداسة اخطر قضية عربية واسلامية كانت تملك زخماً كبيراً من دون أي سلاح، فقضى على ذلك كله لقاء شيء غامض ومجهول. وهذا لايجوز لا في علم الثورات ولا في علم السياسة. اعتقد ان أحد الاسباب التي دفعت ياسر عرفات للتوقيع هو ان المعركة مستمرة والزخم النضالي لم يستنفذ، فهو يخاف ان تستمر المعركة وأن تتسلم الراية قوى جديدة تقطف ثمار النضال بدلاً منه بعد سنة من توليه القيادة. كان يريد قطف الثمرة حتى لو كانت زقومية كما حدث في أوسلو.

                          في ما يخص السؤال مباشرة أقول ان اتفاق أوسلو ينص على أن الأمن الاسرائيلي هو بيد الاسرائيليين. لم يعط ياسر عرفات الوصاية على الاسرائيليين في مناطق الحكم الذاتي حتى لا يحملوه مسؤولية الأمن.

                          قال الاسرائيليون انهم يتحملون مسؤولية أمن المستوطنات فلماذا يريدون له الآن ان يتحمل هذا الأمن؟ لقد جرب الاسرائيليون مواجهة المقاومة في فلسطين منذ عام 1967 وكانت هذه المقاومة تتقدم دون تراجع، وهم يملكون أجهزة أمنية تعتبر الأخطر في العالم وتعمل على مدى 24ساعة يومياً وتملك أجهزة حديثة وطابوراً من العملاء وامكانيات استثنائية، وبالرغم من ذلك فشلوا في ضرب المقاومة، فكيف يطلبون من ياسر عرفات تصفية المقاومة بامكانيات محدودة. لذا على عرفات ان يقول لهم هذا ليس بحكم رغبتي وانما بسبب امكانياتي وظروفي. أنا اعتقد ان عرفات يرغب في ضرب الحركة الاسلامية من دون ضغط اسرائيلي، ولكن خطته مختلفة ومستندة الى ارادة الأمريكيين والاسرائيليين وكل الذين يستعجلون ضرب الحركة الاسلامية لأنهم يعتقدون أن هذه الحركة لها دور خارج فلسطين.

                          إذا سبرنا أغوار ياسر عرفات، نلاحظ أنه يتمنى لو يُعطى فرصة أفضل لضرب الحركة الاسلامية، أي أن يبني اقتصاداً ويطور أجهزته ويخترق الحركة الاسلامية ويفتتها بدل ان يخوض معها مغامرة غير محسوبة، هكذا يفكر، لكن الضغط اليومي عليه سيحول مسار الصراع باتجاه الارادة الأمريكية الاسرائيلية.



                          · ما عدد المعتقلين في سجون سلطات الحكم الذاتي؟

                          - يوجد حتى اليوم 50 معتقلاً من الجهاد الاسلامي وربما نحو 20 من حماس و30 من الجبهة الديمقراطية، وهؤلاء معتقلون المدة الأطول بالقياس الى السابق. فهو بعد كل عملية كان يعتقل مقاومين ثم يفرج عنهم تدريجياً خلال اسبوع أو اسبوعين، خاصة ان المعتقلين لا علاقة لهم بالشأن العسكري فهم علماء ومشايخ أو سياسيون ومناصرون. انه لا يستطيع أن يكشف العناصر التي تخطط وتنفذ عمليات عسكرية لذا يعتقل هؤلاء للضغط على فصائلهم. وطريقته في الاعتقال مختلفة عن طريقة العدو الصهيوني، فهذا الأخير كان يتابع منفذي العمليات أنفسهم اما عرفات فإنه يطال الرموز السياسية وليس العسكرية لأنه ليس قادراً على النفاذ الى داخل المقاومة العسكرية.

                          معتقلو الجهاد مكثوا أطول مدة في الاعتقال فهم معتقلون منذ عملية بيت ليد وما زالوا حتى الآن. صبرنا عليه في البداية ولم نصدر بياناً بسبب الوساطات الكبيرة التي تدخلت. لكننا أصدرنا لاحقاً بياناً ضد الاعتقالات واتهمناه بخدمة الاسرائيليين مباشرة، فاعتقل 15 آخرين على أثر هذا البيان. والاعتقالات مستمرة حتى اليوم.



                          · هل يتعرض المعتقلون لتعذيب واضطهاد جدي أم أن الأمر يتصل فقط بالحبس العادي؟

                          - معلوماتنا تقول انه لا يوجد تعذيب استثنائي في صفوف الجهاد الاسلامي. لكن يمارس العزل بحق بعض الاخوة في زنزانات فردية شأن الشيخ عبد الله الشامي وهو من أبرز المعتقلين. تعرض بعض الشباب للضرب عشوائياً لكن معاوني عرفات كانوا يقولون ان ذلك لم يكن مقصوداً. لا يوجد حتى الآن تعذيب منهجي على طريقة الاحتلال الاسرائيلي.



                          · هل يمكن ان نعرف تقديركم لميزان القوى بينكم وبينه؟

                          - عندما دخل ياسر عرفات الى قطاع غزة قبل اقل من عام كان في استقباله حوالي 50 ألف شخص من أصل 900 ألف نسمة. لكن بعد مذبحة 18 تشرين الثاني نوفمبر 1994 م لم يتمكن من اخراج سوى آلاف قليلة رغم ان منظمة فتح عادت للتضامن معه، ورغم انه استخدم الشرطة وضغط على مديري المدارس لاخراج التلاميذ في ذلك اليوم ومع ذلك لم يتظاهر معه إلا بضعة الاف بعد المجزرة. وأحيلك على آخر زيارة له الى أريحا وهي الثانية، حيث كان من المفترض أن يهرع سكان الضفة لاستقباله، لكن حقيقة الأمر أن ألفي شخص فقط استقبلوه خلال تلك الزيارة وهو تعداد رجال الشرطة في المدينة.

                          يشعر ياسر عرفات بالراحة في الداخل لسببين الأول ناتج عن تطور آلته القمعية والثاني ناتج عن رغبتنا في عدم المواجهة معه، لكن ثق تماماً انه يخسر يومياً على الصعيد الشعبي ويتآكل، خاصة ان الذين جاؤوا معه من الخارج يقومون بممارسات من نوع الاستيلاء على الأراضي واحتجاز رهائن (..) . الذين جاؤوا من الخارج لا يعبأون بمعاناة الناس، يحصلون على أفضل الشقق ويؤثثونها بأفضل الأثاث وسط ذهول الناس ودهشتهم. هكذا يعتمد عرفات في حركته على نماذج فاسدة وهشة وضعيفة تستجيب بسهولة لضغوطه.

                          أشير الى نقطة أخيرة في هذا السياق وأقول انه لا توجد سلطة في غزة، هناك رجل واحد فقط هو ياسر عرفات. فإذا ما ذهب الى القاهرة أو روما، يقول الاداريون في غيابه لا نلبي طلباً ولا نعطي جواباً إلا بعد عودة الرئيس حتى لو كان الأمر يتعلق بفاتورة صغيرة.



                          · في هذه الحالة هل تؤيدون اجراء انتخابات في الأراضي المحتلة؟

                          - نحن ضد مشروع اوسلو وما يتفرع عنه وما ينتج منه لذا نرفض الانتخابات التي تتم على أساس هذا المشروع. اما إذا كانت الانتخابات خارج هذا المشروع ويشترك فيها الشعب الفلسطيني في كل مكان لاختيار قيادته ولاختيار برنامج هذه القيادة فنحن لا نمانع في المشاركة في مثل هذه الانتخابات. بالمقابل سنقاطع انتخابات تجري استناداً الى اتفاق أوسلو حتى لو صارت أمراً واقعاً.



                          · لماذا لا تتبعون المثال الجزائري، هناك خاض الاسلاميون الانتخابات بالرغم من رفضهم للسلطة، واغتنموا هذه الفرصة لقياس قوتهم وقياس قوة خصومهم؟

                          - الدافع مختلف بيننا وبين الجزائر. نحن مستعدون للمشاركة في انتخابات يقول خلالها الشعب الفلسطيني رأيه في أوسلو وهل يقبل أو يرفض الاتفاق، بهذه الطريقة يمكن قياس قوة أو ضعف التمثيل في صفوف الشعب الفلسطيني. أما ان يقال لنا أوسلو مفروض عليكم بالقوة ويجب ان تنتخبوا ادارة لتنفيذ هذا الاتفاق، فهو أمر مرفوض.



                          · لنفترض ان الانتخابات وقعت وتمكن الرئيس عرفات من تشكيل مجلس منتخب، واستند بالتالي الى سلطة منتخبة، الا يضعفكم ذلك في نظر الرأي العام؟

                          - أنا لا أتوقع انتخابات فلسطينية قبل الانتخابات الاسرائيلية لأنني لا أتوقع انسحابات اسرائيلية قبل هذا التاريخ. صحيح ان ياسر عرفات يسعى لاقامة شرعية في مواجهة الحركة الاسلامية والوطنية الفلسطينية. لذا يريد اجراء انتخابات خاصة به تعززه كقائد وهو يعلم ان الاسلاميين سيقاطعون مثل هذه الانتخابات.



                          · ألا تسهلون مهمته عمداً بمقاطعتكم؟

                          - نحن كما قلت من قبل نرفض شرعية الاتفاق الأساسي ونعتبره باطلاً وما سينتج عنه سيكون باطلاً وبالتالي اختيار عرفات أو عدم اختياره سيكون باطلاً. وأتوقع أن تقاطع غالبية الشعب الفلسطيني مثل هذه الانتخابات.



                          · هل نفهم من ذلك انكم ترغبون في قياس قوتكم بمقاطعة الانتخابات وليس بالمشاركة فيها؟

                          - نقيس قوتنا بعملنا الجهادي ورفض الاتفاق بأشكاله كافة ومقاتلة العدو ومقاطعة الانتخابات.



                          · هل لديكم تقدير محدد لحجم قوتكم وحجم قوة الرئيس عرفات؟

                          - تعطي الاستطلاعات ياسر عرفات 40 أو 50 من تأييد الرأي العام لكن هذه الاستطلاعات مبنية على التزوير لأنها تصدر عن مؤسسة تابعة له. في ما يتعلق بنا لا استطيع أن أعطي أرقاماً محددة لكنني أعتقد أن معارضي الاتفاق يشكلون الأغلبية ويتجاوز حجمهم الـ 50% من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل.

                          · هل بحثتم معه في مخاطر اندلاع حرب أهلية وضرورة تجنب هذه الحرب؟

                          - لسنا في وارد اجراء حوار سياسي مع ياسر عرفات، نقول هذا من منطلق الاختلاف التام بين برنامجنا وبرنامجه. لا مصالحة بين البرنامجين المتناقضين تماماً.

                          · رغم انه عدو لاسرائيل ايضاً؟

                          - لم يعد عدواً لاسرائيل وان قلت له ذلك فسيلاحقك. لكن نحن لا نمنع اخواننا أحياناً من عقد لقاءات لنزع فتائل الانفجار على الأرض والحديث في الشؤون الميدانية والسعي الى تجنب أي قتال داخلي. نلتقي لنقاش مسائل عملية أو ميدانية لكننا لن نلتقي معه للوصول الى صيغ سياسية

                          المصدر : مجلة الوسط 17/4/1995م
                          ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                          تعليق


                          • إرهاب المثقفين ضد الإسلاميين

                            التاريخ: 1414-7-22 هـ الموافق: 1994-01-05م الساعة: 00:00:00



                            يغلب على الكتابات حول الأصولية وهم العلم . أن نظرة سريعة إلى الكم الهائل من المقالات والكتب التي تعالج هذا الموضوع ، وهي مادة أصبحت غزيرة وتتراكم عاما إثر عام ، تجعلنا نخرج بانطباع حول القيمة الموضوعية والعلمية لهذه المعالجات. فهي تدّعي الموضوعية والعلمية في الطرح ، ربما من أجل تجنب الشبهة حول الموقف المعادي (أو المناصر) للظاهرة التي تعالجها ، ولكنها لا تنجح في ذلك تماما. لأن النظرة العلمية والموضوعية تتطلب في البداية تحديد أداة المعالجة؛هل هي أداة محايدة تصدر عن المنهج الاجتماعي السياسي في التحليل أو عن علم مقارنة الأديان أو هل هي أدوات أنثروبولجية أو غير ذلك؟ . ومن أجل تحقيق شرط الانتساب إلى أي من هذه المساقات العلمية ، على الباحث أن يحدد مصطلحاته بالدرجة الأولى. وعدا كتابات قليلة عالجت المصطلح، فإن عموم ما يُكتب يخضع لتسليم مسبق بالمعنى الدعاوى لـ"الأصولية". وهو تعبير يختزن في داخله الإدانة المسبقة والتوصيف ، وبماهي بين مجموع ما يسميه "الظواهر الأصولية" من مسيحية أو يهودية أو إسلامية. وهذا ينفي بداهة عن التعبير إمكان التوظيف العلمي المجرد. كما أن معالجة هذا الموضوع خاضعة للتوظيف التحريضي ضد الظاهرة الإسلامية ، بعيدا عن أي سياق تاريخي أو علمي أو موضوعي ، ومثال على ذلك ما كتبه الدكتور رفعت السعيد ، تحت عنوان "الإرهاب في التأسلم السياسي.. مفروض أم مفترض".

                            يضع الدكتور السعيد في البداية مجموعة انطلاقات "اصلاحية" يعطيها ثوبها المعرفي من نسجه وتفصيله ، في غياب أي مرجعية منهجية.. فيعرف الأصولية بالعودة إلى الأصل، مجافيا بذلك النشأة المعرفية لهذا المصطلح، ودون أن يحدد المقصود بالأصول التي ينفي على "الأصوليين" الارتباط الصادق بها . فهل هذه الأصول هي القرآن الكريم والسنة الشريفة؟ أم أنها ما كتبه المفسرون والفقهاء الأوائل؟ أم أنها سيرة الخلفاء الراشدين والصحابة التابعين وممارساتهم التاريخية؟ الدكتور السعيد لا يفصل الأمر ولا يحدد أين فارق "الأصوليون" الأصول وأين تلاقوا معها. إنه يكتفي بنفي انتساب "الأصوليين" للأصل، وكفي.

                            ويعرف التطرف أيضا تعريفا لغويا،دون أن يكلف نفسه عناء بحث الظاهرة من حيث مدلولها الاجتماعي والسياسي، وبيئتها التاريخية، أو النبش في حالات التطرف التي ورد ذكرها كثيرا في التاريخ الإسلامي، أو في البحث عن الموقف الشرعي من التطرف ، رغم وجود ملامسات لهذا الموضوع في الفقه الإسلامي يعرفها متوسطو المعرفة بالإسلام فقها أو تاريخا.

                            وكذلك يفعل مع مصطلح "السلفية" الذي يبسره ويختزله ويخرجه من أي سياق تاريخي أو علمي ، فيقول إن السلفيين هم الراغبون بالاقتداء بالسلف الذي هو المسلمون الأوائل. ولا نعود ندري ما الذي يميز الجماعات السلفية المختلفة من الوهابية والسلفية غير الوهابية والتبليغ والدعوة والسلفية الإخوانية عن الانقاذيين في الجزائر أو عن حزب الله في لبنان أو عن حزب التحرير.. الخ القائمة! والصحيح أن السلفية كمصطلح تعني اتجاها إسلاميا محددا ومدرسة إسلامية في التفكير لها منابعها التاريخية، العقائدية والفقهية المحددة، كما أن لها سياق تطور مختلفا عن مدارس إسلامية أخرى.

                            وأخيرا يلغي الفرق الاصطلاحي بين "الاسلاميين" و"المسلمين" ، ليدعي أن الذين يدعون أنهم جماعات إسلامية ينفون عن الآخرين صفة الإسلام ويحتكرونها لأنفسهم ،وهذا ادعاء باطل للأسباب التالية:

                            أولا: أن كلمة مسلم هي أسم جنس في اللغة ، بينما إسلامي هي "نسبة" كما هو واضح تماما. كما نقول العرب والقوميون العرب ، فهؤلاء الأخيرون لا ينفون عن سائر العرب عروبتهم ويحتكرونها عندما تسموا بالعروبيين أو القوميين. وقديما كتب أبو الحسن الأشعري كتابه المهم "مقالات الإسلاميين" دارسا وباحثا في الفرق والنخب الإسلامية دون أن ينكر في ذلك على عامة المسلمين إسلامهم. واليوم لا يوجد من بين الجماعات الإسلامية القائمة فئة لها وزن تكفر الآخرين وتنفي عنهم إسلامهم. وفي النهاية يتمنن الدكتور السعيد على الإسلاميين "الحركة الإسلامية ـ التيار الإسلامي ـ الجماعات الإسلامية" فيمنحهم صفة "المتأسلمين" ، ويقول ـ ببساطة ـ إن هذا الوصف يعني الذين يحاولون التشبه بالإسلام ولكنهم لا يطابقون الإسلام ذاته. إن هذا شيء يتأرجح. ويزيد فيقول أنه حريص على دقة المصطلح ، وهذا الحرص دفعه لأن يصم الإسلاميين بالنفاق ، لأن الذي يتشبه بالإسلام وهو ليس منه في العرف الإسلامي ، بل في القرآن الكريم منافق .. وهذه صفة بالنسبة للمسلمين أسوأ من الكفر . وها هو الدكتور الذي يدعي أن الجماعات الإسلامية من الانتماء للحضارة وللإنسانية ولكنها يخرجها من الإسلام ، دون أن يحدد معايير للمسلم الصحيح حسب وجهة نظره ، بل دون أن يقول لنا ما هو الإسلام. على الأقل فإن الجماعات التكفيرية "الهامشية" تضع مفاهيمها الخاصة للإسلام التي على أساسها تكفر الناس.

                            والأهم أن الدكتور السعيد في دراسته يطلق مصطلح "التأسلم السياسي" بدون أي مرجعية معرفية لهذا المصطلح بحيث لم نعد ندري سوى المعنى السطحي أو الهزلي للتسمية. وهو لا يقول لنا متى وكيف بدأ "التأسلم السياسي" ومن أطلقه. هل حسن البنا هو بداية الخيط ، أم يمكن أن يشمل رشيد رضا ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني بصفتهم دعاة الجامعة الإسلامية ورواد الحركة الإسلامية الحديثة وأساتذة حسن البنا على التوالي. وإن كان مصطلح السعيد جاء في سياق الخلط بين الإسلام والسياسة، فهل سيشمل هذا عصور التاريخ الإسلامي المختلفة ـ حيث تلازمت الشريعة والدولة ـ وصولا إلى صدر الإسلام وعصره الأول؟ لاشك في أن هذا ما يضمره رفعت السعيد دون أن يعطي توضيحا ودون أن يجيب على الأسئلة السابقة.

                            والكاتب يدلل على استخلاصاته وأحكامه القطعية التي يطلقها جزافا بحق الناس من خلال استشهادات محرفة وانتقائية ، بل ومفبركة ، كما سنرى لاحقا.

                            "التأسلم السياسي والإرهاب"

                            بعد أن يضع الدكتور السعيد الحركة الإسلامية كافة تحت عنوان "التأسلم السياسي" ، يعتبر تحصيل حاصل ارتباط هذه الحركة بالإرهاب، ويبدأ بشرح من أين يأتيها هذا الوباء.

                            أولا: من حذف "من":

                            يعتبر الدكتور السعيد أن كثيرا من جماعات التأسلم السياسي تتعامل معنا ، بل وتتعامل مع بعضها البعض بعد حذف "من"، فتقول أنها "جماعة المسلمين" وليست جماعة "من" المسلمين، وطالما أنها جماعة المسلمين، فمن خالفها يُضرب بحد السيف ، ومن هنا يأتي الإرهاب، فقط لمجرد حذف "من"!. والحقيقة أنه لم يُعرف أحد في التاريخ الإسلامي المعاصر كله يحذف "من" هذه سوي قلة لا تكاد تُذكر ، ولا تكاد تبين بين أجيال وجمهور الحركة الإسلامية العريضة . والمقصود كما ذكر الدكتور نفسه ما سمي جماعة التكفير والهجرة أو جماعة المسلمين بزعامة شكري مصطفى التي ظهرت بمصر في السبعينات والأرجح أنها انقرضت تقريبا قبل الدخول في عقد التسعينات، فكيف تصبح مجموعة هامشية خارج سياق التاريخ الإسلامي ، كيف تصبح في عرف الدكتور أغلب الحركة الإسلامية ـ نحمد الله أنه لم يقل كل ـ أو كما يسميها "كثيرا من جماعات التأسلم السياسي"؟.. كان أجدر بالدكتور السعيد البحث عن أسباب أخرى لهذا "الإرهاب"، وعلى سبيل المثال فالمجموعات التي تشن ما يسميه بالإرهاب في مصر وهي حصرا (الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد) لم يصدر عن أي منهما ما يفيد حذف "من" الإرهابية، حتى هذه المجموعات نفسها لا تمثل من حيث الحجم الجسم الرئيسي أو التيار الرئيسي داخل الحركة الإسلامية المصرية.

                            ثانيا: تسييس الدين ، أو تديين السياسة كسبب من أسباب الإرهاب:

                            حيث يرى الدكتور السعيد أن الدين إلهي وشمولي ، كلي الصحة .. والسياسة فعل إنساني والخلط بينهما هو محاولة لإعطاء حصانة دينية لأفكار أو أقوال أو مواقف سياسية تحتمل الصحة والخطأ. فهل يعني هذا باعتباره أن الدين شأن غير بشري ، وأن لا علاقة للدين بالبشر ، وأن العلاقة القائمة ليست أكثر من ضرب من ضروب التخيل والخيال. هل علينا إذا دخلنا ساحة السياسة أن نتخلص من كل ما هو ديني ، وإذا دخلنا ساحة الدين أن نتخلص من كل ما هو سياسي. الإسلام مثلا يدعو أتباعه إذا ما احتلت أرضهم أن ينفروا للجهاد ، ويحرم عليهم القعود أو التولي عند الزحف ويدعوهم إلى أعداد العدة والقوة لمواجهة العدو ، فهل هذا شأن ديني لا علاقة له بالسياسة. الإسلام يضع أسسا للتحاكم بين البشر والقضاء ومبادئ للتملك والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية، فهل يبقى هذا شأنا دينيا لا علاقة له بالسياسة؟! . الدولة "السياسة" مثلا ، تتدخل في المناهج الدراسية في المدارس وبعض هذه المناهج يمس مباشرة عقائد دينية ومنظومة الأخلاق ، فهل مناهج الدراسة مجرد شأن سياسي لا علاقة له بالدين . الغريب أن يعترف الدكتور السعيد بأن الدين شمولي كلي الصحة ثم ينزع عنه أي بعد سياسي ، مخافة أن يحصن "الارهابيون" أفكارهم السياسية بغطاء ديني . إن هذا الفصل التعسفي بين ما هو ديني وما هو سياسي نابع من غياب تعريف منهجي لكل منهما ، أو هو بقصد إبعاد الدين عن الحياة، أي استبعاد ما لا يُبعد أو يُستبعد ، فالسياسة للمسلم هي عملية Process تجسيد الإسلام والشريعة في دولة ، والدين هو ايضا الشريعة والقانون، فالقرآن يصف قانون فرعون وشريعته بقوله "دين الملك" عندما يتحدث عن نبي الله يوسف عليه السلام ، قائلا : ".. ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله" ـ سورة يوسف ، آية 76ـ ، بل يقول للكافرين "لكم دينكم ولي دين". الشيء الآخر الذي لابد أن يدركه الدكتور السعيد هو أن السياسة لا تستنبت في الهواء وقيم السياسة لا يمكن أن تصدر إلا عن معتقدات المجتمع وإيمانه ، وإلا أصبحت السياسة نفيا للذات وللهوية الوطنية.

                            وبدون مقدمات ينتقل الدكتور السعيد من تسييس الدين كسبب للإرهاب ، إلى اعتبار حسن البنا واضعا لنظرية التكفير! لأن حسن البنا ـ في نظره ـ يقول: "إن المسلم الذي يرضى بحياتنا… ويتفرغ للعبادة ويترك الدنيا والسياسة للعجزة الآثمين… كلا إنه ليس بمسلم". والأستاذ البنا ـ إن صح ما نقله الدكتور السعيدـ يقصد عدم اكتمال إسلام الشخص إذا ما اقتصر أيمانه على العبادة فقط ، وهذا مجاز طالما استخدم ، إذ يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" والمقصود كمال وتمام الصلاة وليس حقيقتها ومشروعيتها ، ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ايضا: "من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا" ، ويقول أيضا "من فعل كذا أو كذا فليس منا"، والمقصود التقريع والتخويف وليس نفي صفة الإيمان والإسلام والانتساب للجماعة والأمة. ويستمر في مقارعة حسن البنا ـ نموذج التأسلم السياسي في نظره ـ عندما يترجم كلمة الخصومة (ستخاصمون هؤلاء جميعا) إلى الجهاد بالسيف. مرة أخرى نجد الخلط اللغوي المقصود عندما يترجم الخصومة إلى الجهاد ويدعي أن القول بدعوة البنا أتباعه إلى مخاصمة الذين يختلفون معهم هو دعوة إلى جهادهم بالسيف، وهذا أمر لا تحتمله اللغة ولا المنطق فقد يكون بين السعيد وبين البعض خصومة سياسية أو فكرية ومع ذلك يتعاون معهم في بعض جوانب العمل السياسي ولا يقاتلهم وهذا لا يعني انتفاء الخصومة!

                            وينقل الدكتور السعيد عن البنا قوله في هذا الجهاد " أول مراتبه إنكار القلب ـ لاحظ إنكار القلب هذه ـ وأعلاها القتال في سبيل الله ، وليس في الدنيا جهاد بلا تضحية ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم" وهذا النص ليس واردا في رسالة "دعوتنا في طور جديد" كما ادعى السعيد في اقتباسه ، وبعد جهد يمكنك أن تكشف أن الجمل الثلاث التي وردت في هذا النص قد وردت متفرقة ومتباعدة في "رسالة التعاليم" لحسن البنا، جمعها الدكتور السعيد في فقرة واحدة ليس فقط دليلا على غياب المنهج بل على غياب الأمانة العلمية أيضا. والغريب في هذا النص ، تعليق السعيد "لاحظ إنكار القلب هذه" وكأنه يستغرب أن يكون إنكار المسلم للظلم ولو بقلبه نوعا من الجهاد هو أولى مراتبه أو أضعف الإيمان.

                            ولا ندري أي عيب في أن "يتغزل" البنا بالقوة، خاصة وهي تسير جنبا إلى جنب مع الحق . مع أن النص الذي نسبه للبنا هو حكمة قائل نقلها البنا (رسائل حسن البنا ـ ص138).

                            ودفاعا عن الحزبية والتعددية والديمقراطية يشن الدكتور السعيد هجومه ضد "نموذج التأسلم السياسي" حسن البنا، منددا بدعوته ضد الحزبية "الحزبية ليست أصلا في النظام النيابي"، كما ينسب للبنا ، وهذا النص غير وارد وإن جاء في نفس السياق. (راجع ص366 من رسائل البنا ـ مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي). ورغم أنه ليس من شخص بعينه حجة على الإسلام والحركة الإسلامية، إلا أن حسن البنا كان دائما مع الشورى ومع اختيار ممثلي الأمة عبر الانتخاب. ففي نفس الرسالة المذكورة "مشكلاتنا.." التي ينقل عنها الدكتور السعيد أكثر من مرة محرفا، يرسي حسن البنا موقف التيار الأساسي والرئيسي في الحركة الإسلامية فيما يخص الشورى فيقول في ص363: " إن الدعائم التي يقوم عليها نظام الحكم الإسلامي ثلاث : مسؤولية الحاكم ، وحدة الأمة ، احترام إرادتها " وهذا وحده من كلام البنا يدحض كل أقوال السعيد عن "التأسلم السياسي" الداعي إلى دولة دينية وحاكم مقدس لا يخطئ ، فالحاكم مسؤول أمام الأمة وواجب عليه احترام إرادتها . يقول البنا أيضا في رسالة المؤتمر الخامس (ص274 من الرسائل) : "إن الباحث حين ينظر إلى مبادئ الحكم الدستوري التي تتلخص في المحافظة على الحرية الشخصية بكل أنواعها وعلى الشورى واستمداد السلطة من الأمة، وعلى مسؤولية الحكام أمام الشعب ومحاسبتهم على ما يعملون من أعمال، وبيان حدود كل سلطة من السلطات.. هذه الأصولية كلها يتجلى للباحث أنها تنطبق كل الانطباق على تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم."

                            أما النقد الذي يواجهه البنا إلى الأحزاب فموجه إلى حالة حزبية في مصر "أهلكت الحرث والنسل" "ليست أكثر من سلسلة انشقاقات أحدثتها خلافات شخصية بين نفر من أبناء الأمة.." "انعقد الإجماع على أن هذه الأحزاب لا برامج لها ولا مناهج ولا خلاف بينها في شيء أبدا إلا في الشخصيات" (مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، رسائل البنا ، ص374). وبالنسبة للنصوص التي ينقلها الدكتور السعيد عن البنا في هذا المجال ، فهي ليست دقيقة وأحيانا غير واردة في مصدرها الأصلي ، ثم ينقل عن البنا أنه يعتبر التعددية قرين الكفر "فالوحدة جزء أساسي في حياة المجتمع الإسلامي لا يتساهل فيها بحال ، والإسلام يعتبر الخلاف فرقة والفرقة قرين الكفر"، في حين أن النص الأصلي للبنا يقول: "وأما عن وحدة الأمة ، فقد أبنت أن الإسلام الحنيف يفترضها افتراضا ويعتبرها جزءا أساسيا في حياة المجتمع الإسلامي لا يتساهل فيه بحال ، إذ أنه يعتبر الخلاف والفرقة قرين الكفر ، كما قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) أي بعد وحدتكم متفرقين ، وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم وجوه بعض" فعبر بكلمة الكفر عن الفرقة والخلاف ، وأن يضرب بعضهم وجوه بعض" (مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، رسائل البنا، ص 372). وهكذا يتضح أن المقصود بالخلاف والفرقة هو الصراع والتقاتل ، أما في التعددية وتعدد الآراء فيقول البنا: "إن الخلاف في الفرعيات أمر ضروري لا بد منه إذ إن اصول الإسلام آيات وأحاديث وأعمال تختلف في فهمها وتصورها العقول والافهام . لهذا كان الخلاف واقعا بين الصحابة أنفسهم وما زال كذلك وسيظل إلى يوم القيامة" ثم يشيد البنا بحكمة الإمام مالك الذي قال: (فإذا حملتهم ـ أي الناس ـ على رأي واحد تكون فتنة) وحسب البنا أيضا "ليس العيب في الخلاف ولكن العيب في التعصب للرأي والحجر على عقول الناس وآرائهم" (رسالة المؤتمر الخامس ، من رسائل البنا، ص 252). فهل هذا الإيمان بحرية الإنسان في التعبير عن رأيه يقود إلى العنف والإرهاب ، أم ما يقوله انجلز "إن البروليتاريا بحاجة إلى الدولة ، لا من أجل الحرية بل من أجل قمع خصومها" (مختارات لينين، الجزء الثاني ، الدولة والثورة ، ص 287).

                            أما ذروة التشويه والتحريف فتبدو عندما يقول رفعت السعيد إنه لا مانع لدى البنا من أن يكون هناك انتخاب لأهل الشورى بشرط حاسم ومحدد (إن أهل الشورى يكونون إما من رجال الدين وإما من الرجال المتمرسين على القيادة مثل رؤساء العائلات والقبائل ولا تكون الانتخابات مقبولة إلا إذا أسفرت عن اختيار أناس من هذين الصنفين). انتهي كلام البنا الذي استشهد به واقتبس منه السعيد الذي يتمادى ويمعن في التشويه عندما يقول (هل أحتاج إلى التركيز على الجملة التي تبدأ: ولا تكون الانتخابات مقبولة إلا إذا…) مع أن هذه الجملة ليست واردة مطلقا عند البنا ، بل أن النص كله من بنات أفكار السعيد واختراعه ، وهاكم النص الأصلي : "وأما عن احترام رأي الأمة ، ووجوب تمثيلها واشتراكها في الحكم اشتراكا صحيحا ، فإن الإسلام لم يشترط استبانة رأي أفرادها جميعا في كل نازلة ، وهو المعبر عنه في الاصطلاح الحديث بالاستفتاء العام.. ولكنه اكتفي في الأحوال العادية "بأهل الحل والعقد" ولم يعينهم بأسمائهم ولا بأشخاصهم ، والظاهر من أقوال الفقهاء ووصفهم إياهم أن هذا الوصف ينطبق على ثلاث فئات هم:

                            1ـ الفقهاء المجتهدون الذين يعتمد على أقوالهم في الفتيا واستنباط الأحكام.

                            2ـ وأهل الخبرة في الشؤون العامة.

                            3ـ ومن لهم نوع قيادة أو رئاسة في الناس كزعماء البيوت والأسر وشيوخ القبائل ورؤساء المجموعات.

                            فهؤلاء جميعا يصح أن تشملهم عبارة "أهل الحل والعقد" . ولقد رتب النظام النيابي الحديث طريق الوصول إلى أهل الحل والعقد بما وضع الفقهاء الدستوريون من نظم الانتخاب، وطرائقه المختلفة ـ والإسلام لا يأبى هذا التنظيم ما دام يؤدي إلى اختيار أهل الحل والعقد" (مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، رسائل البنا، ص377).

                            ثالثا : الخلط بين الدين والفكر الديني:

                            وتحت هذا العنوان يعيد الدكتور السعيد ما سبق وذكره تحت عنوان تسييس الدين أو تديين السياسة مكررا نفس عبارات أن الدين ينتمي إلى مطلق الصحة والفكر الإنساني نسبي الصحة. والخلط موقف متعمد يستهدف إضفاء قداسة على موقف أو فكر قد يحتمل الخطأ. وبدلا من حسن البنا ، يقتبس هذه المرة من ممثل آخر لتيار "التأسلم السياسي"! على حد تعبيره ، هو أبو الأعلى المودودي. ولمواجهة داء التحريف المستمر تنقل عن المودودي في كتابه "الخلافة والملك" تحت عنوان مبادئ الحكم الإسلامي (ص41) قوله : "وخامسة قواعد الدولة الإسلامية حتمية تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين والنزول على رضاهم ورأيهم وإمضاء نظام الحكم بالشورى" وفي هذا النص ما يكفي لدحض كل ما ذكره الدكتور السعيد في هذا الموضوع.

                            والمودودي الذي شارك دائما ـ بجماعته التي أسسها 1943 ـ في الانتخابات الديمقراطية التي كانت تجري في الباكستان ، والذي لم يعرف عنه أي نمط من أنماط العنف ، هو الذي يقر بحق أبناء الأمة الواحدة في التعدد إذ يقول: "إن اختلاف الآراء حقيقة ملازمة للحياة الإنسانية ولذلك فمن الممكن أن تظهر في الأمة ـ التي تجتمع على مبدأ واحد ونظرية واحدة ـ مدارس مختلفة يتقارب دعاتها على أي حال فيما بينهم. كما اعترف الإمام علي رضي الله بحق الخوارج (حزب سياسي) في الاجتماع طالما لم يعمدوا إلى الإكراه" (تدوين الدستور الإسلامي ـ ص 62) بل يذهب المودودي إلى أبعد من ذلك حين يقرر بوضوح وحسم حرية الخطابة والرأي والتفكير والاجتماع ما هو للمسلمين سواء بسواء ، وسيكون عليهم من القيود والالتزامات في هذا الباب ما على المسلمين أنفسهم. فسيجوز لهم أن ينتقدوا الحكومة وعمالها ، حتى رئيس الحكومة نفسه ضمن حدود القانون. سيكون لهم الحق في انتقاد الدين الإسلامي مثل ما للمسلمين الحق في نقد مذاهبهم ونحلهم. ويجب على المسلمين أن يلتزموا حدود القانون في نقدهم هذا كوجوب ذلك على غير المسلمين، وسيكون لهم الحرية كاملة في مدح نحلهم وإن ارتد ـ أي المسلم ـ فسيقع وبال ارتداده على نفسه ، ولا يؤخذ به غير المسلم، ولن يكره غير المسلمين في الدولة الإسلامية على عقيدة أو عمل يخالف ضميرهم ، وسيكون لهم أن يأتوا كل ما يوافق ضميرهم من أعمال ما دام لا يصطدم بقانون الدولة" (نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور ، ص 361).

                            رابعا: استخدام الشعار الديني كأداة إعلام او جذب للجمهور

                            وهذا سبب جديد للإرهاب في نظر الدكتور السعيد، أو هو في الحقيقة سبب آخر لضرورة نبذ الإسلام وإبعاده عن الحياة ، عن الإعلام أو عن الجمهور .. متناسيا أن الإسلام ، إضافة إلى كونه شريعة وقانونا ، فهو عقيدة وأيديولوجيا لبعث الإنسان وإحيائه ، وأن هوية المجتمع وروحه استندت إلى هذه العقيدة ، وبالتالي يستحيل إبعادها عنه مهما كانت حدود المحاولة. فلماذا هذا التجديف المستحيل ضد التيار.. ضد روح الأمة؟ لماذا عزل الأمة عن أداة بعثها وإحيائها وتقويم مسيرتها بحجة أن شخصا أو آخر قد يستغل هذا الشعار لمآرب شخصية؟ ألا يمكن أن ينطبق هذا أيضا على الوطن والوطنية ، إذ يأتي حكام ـ وهم كثيرون ـ ليرفعوا شعار الوطن وحمايته والذود عنه ، ويكممون في سبيل ذلك الأفواه ويقطعون الأعناق والأرزاق ، ويستمرون هم في نهبهم وترفهم وإفسادهم؟ سيقول الدكتور السعيد: ولكن الدين سيعطي هؤلاء المستغلين حصانة! والحقيقة أن الدين أو الإسلام يملك في داخله منظومة من القيم والأخلاق والزواجر والأحكام الشرعية الواضحة والحاسمة التي تربك الحاكم الفاسد وتجعله عرضة لغضب الأمة وخروجها وثورتها.

                            فدور الدين في البناء وفي المعركة والنفير والتغيير مفروغ منه ، وينبغي استحضاره لا نفيه بحجة أن حضور الدين في الاعلام، وفي توعية الجمهور سيكون مبررا لاستحضار الإرهاب!

                            خامسا : القول بتطبيق الشريعة

                            وهذا سبب آخر جديد للإرهاب في نظر الدكتور السعيد. ولا أدري كيف تكون دعوة الناس إلى تحكيم دينهم وقانونهم وشريعتهم في حياتهم سبباً للعنف والإرهاب، ولا تكون دعوة الناس إلى الشيوعية سببا في ذلك مثلا. إن قال لأن الدعوة لتطبيق الشريعة تتم بالعنف والإكراه فيما الدعوة إلى الشيوعية متسامحة ديمقراطية تؤمن بالتعددية وتداول السلطة!! نقول هذا الكلام مرفوض. والتيار الإسلامي بعمومه وإجماله ينبذ العنف والإكراه سبيلا لتطبيق الشريعة. وعلى العكس فالدولة هي التي تفرض عنفها وإرهابها، ليس فقط على الإسلاميين ، بل على الناس والمجتمع لمنع تطبيق الشريعة. فإن ذكر الجزائر كنموذج قلنا إن اختيار الأمة الساحق في الجزائر كان الإسلام وتطبيق الشريعة، وعندها لجأت الدولة إلى صناديق الذخيرة ساحقة صناديق الاقتراع التي شفت عن خيار الشعب، فكان الجهاد العنيف خيار جناح محدود في التيار الإسلامي دفاعا عن خيار الشعب وعن حقه. ولم يأت هذا العنف ابتداء بل ردا على عنف الدولة واعتقالها عشرات الآلاف بلا سبب سوى انتصارهم في انتخابات ديمقراطية، ومع ذلك جلست الغالبية من التيار الإسلامي كاظمة صابرة ليس في الجزائر وحدها ، بل في أغلب بقاع العالم الإسلامي وعلى رأسها مصر حيث لا ينال التيار الإسلامي حقه في حرية التعبير كغيره من الاتجاهات. أما إن ذكّرنا الدكتور السعيد بالإرهاب اليومي في مصر ، فسنقول له أن مجموعات العنف الجهادية لا تمثل أولا التيار الرئيسي داخل الحركة الإسلامية ، وثانيا فإنها تفعل ذلك دفاعا عن نفسها ولم تبدأه إلا بعد اغتيالات متكرره ضد كوادرها ، وأخيرا نقول إذا ضمن لهذه المجموعات نصف ما يتمتع به هو من الحقوق السياسية فإن هذه المجموعات ستلقي سلاحها فورا.

                            ولأجل إقناعنا بنبذ تطبيق الشريعة الإسلامية يحمل لنا تفسير الفقيه عبد العزيز الكتاني الذي يُفسر ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قائلا "أنها على ترك الحكم بجميع ما أنزل الله ويدخل في ذلك الحكم بالتوحيد والاسلام". وكأنه يريد أن يقول لا تخافوا إن نبذتم الشريعة فلن تكونوا كفارا طالما أنكم تتمسكون بالتوحيد والإسلام . ولا أدري ماذا يقصد بالإسلام هنا إن لم يكن الشريعة، وماذا يقصد بالتوحيد إن لم ينبثق عنه الالتزام بأحكام الإسلام، وهل التوحيد هو الذي يُطبق أم هو مسألة إيمانية خاصة بينما الشريعة هي التي تنزل إلى أرض الواقع وتطبق وتكون مصداقا للحكم بما أنزل الله. على كل لا ندري لماذا لا يحيلنا الدكتور إلى مراجعه حين ينقل منها ، فهو يخطئ في توصيف الكتاني ولا يذكر لنا المصدر الذي نقل عنه. ولعلم الدكتور فالشيخ عبد العزيز الكتاني ليس فقيها ولم يأخذ عنه أغلب المفسرين كما ذكر لإعطائه حصانة وما علينا سوى الالتزام، الشيخ الكتاني هذا محدث صوفي وليس فقيها مفسرا، عاش في القرن الخامس الهجري واشتهر عنه مؤلف "ذيل على كتاب الوفيات لابن زبر". ثم يواصل الدكتور السعيد محاولته لإقناعنا بنبذ الشريعة حينما يستشهد بالرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" ولا أدري لماذا كانت الرسالة والقرآن والشريعة إن كنا أعلم بشؤون دنيانا. ونحن يمكن أن نضع ما يناسبنا من تشريعات وقوانين. الدكتور السعيد يغشنا مرة أخرى عندما لا يقول أن شؤون الدنيا هنا هي الفلاحة والزراعة والهندسة والكيمياء، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذكر هذا الحديث كان يستفتي بتلقيح البلح ، وليس في القضاء بين الناس وتحديد العلاقات المختلفة بينهم، وينقل الدكتور عن ابن عاشور قوله: "إن ما ينتهي إليه العقل السوي هو من الشرع" وكالعادة لا يحيلنا إلى أي مرجع ، ومع ذلك فالعبارة تؤكد أن الشرع هو الأشمل وأنه لا يتناقض مع العقل السوي وهذا يدفعنا لقبول الشرع وليس نبذه . أما قصة قواعد المرور ونظام السفر بالطائرات وكم العلاقات التجارية أو الخدمية المستحدثة وعدم ورود حكم صريح وبالتالي ضرورة سن قواعد وسنن وشرائع تنظم ما لم يرد فيه نص صريح فالدكتور منزعج لأن "المتأسلمين" سيرفضون إعطاء حق سن هذه القوانين "لسائر البشر أو لمجلس نيابي ينتخبونه بل يحتكرون ذلك لأنفسهم…" نؤكد للدكتور السعيد ، كما أكد ممثلو الإسلام السياسي الذين ذكرناهم حتى الآن في هذه العجالة ، أن إرادة الأمة ـ مباشرة أو عبر ممثليها ـ ستكون محل احترام التيار الإسلامي ونضاله وسعيه، وإن هذا من الدعائم التي يقوم عليها نظام الحكم الإسلامي. بل يمكننا أن نترك قواعد المرور ونظام السفر بالطائرات لخبراء من غير المسلمين وليس فقط من خارج التيار الإسلامي ، فهذه مسائل فنية يستفتي فيها أصحاب الاختصاص . وللتأكيد على سلطة الأمة ودورها نورد نصا لعبد القادر عودة الذي يورده رفعت السعيد كنموذج جديد للمتأسلم الذي يرفع "سلاح التكفير وما يتلوه من عنف وإرهاب سريع وشامل.." يقول عبد القادر عودة (سلطة المراقبة والتقويم سلطة مقررة للأمة، إذ يجب عليها مراقبة الحكام وتقويمهم بما أوجب عليها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأنها مصدر سلطان الحكام باعتبارهم نوابا عنها فهم مسؤولون أمامها، "إن أحسنت فأعينوني ، وأن أسأت فقوموني" قالها أول خليفة للنبي ورددها الراشدون من بعده تأكيدا لقاعدة من قواعد الحكم الإسلامي: مسؤولية الحكام أمام الأمة، وسيادتها عليهم في إطار سيادة الله التشريعية العليا" "الإسلام وأوضاعنا القانونية ص243".

                            أما خوف الدكتور من تطبيق الشريعة الإسلامية على الأقلية المسيحية في مصر وما رد فعلهم، فيكفي للرد عليه نفس المثل والاستشهاد الذي نقله عن ابن حزم في "كيف أن الخوارج قتلوا الصحابي عبد الله بن خباب ولكنهم في نفس اللحظة أصروا أن يدفعوا ثمن التمر الذي اشتروه من النصراني مع أنه عرضه عليهم بلا ثمن ، قائلين له إن الله أوصانا بكم خيرا". فإن كان هذا سلوك وموقف مجموعة إسلامية متطرفة اشتهر عنها تطرفها وعنفها في التاريخ الإسلامي ، فأحرى بنا أن نطمئن إلى موقف التيار الواسع في الحركة الإسلامية الذي لم يعرف عنه تطرف.

                            بقي أن نؤكد أن الدولة في الإسلام طبيعة اجتماعية وضرورة، بالإضافة إلى كونها واجبا دينيا ومصلحة شرعية، فالإسلام يحتاج كجماعة ما تحتاجه أي جماعة أخرى وهو الوازع الخارجي إضافة إلى الوازع الديني الداخلي، وهذا الوازع هو الدولة وسلطتها ، وسواء جاء هذا كضرورة دينية مرتبطة بنص صريح، أو كاجتهاد أجمعت عليه الأمة فإن الإسلام كدين لا يضمن تحققه التاريخي الكامل بدون دولة ، وقد جاءت هذه الدولة نتيجة طبيعية للجماعة التي أنشأها الإسلام وللروح الجمعية التي أطلقها.

                            حقيقة الإرهاب

                            إن التغريب القائم في مجتمعاتنا اليوم هو أسوأ أشكال العنف الذي تمارسه الدولة ، لأنه يشمل سلخ المجتمع عن أصوله وضميره ، لأجل فرض قيم الغرب ونمط حياته واستهلاكه وحداثته .. وهذا يعني إرغام الناس والتسلط عليهم . فإذا أضيف إلى ذلك قمع الدولة المباشر ومصادرة الحريات ليس فقط ضد الإسلاميين وإنما أيضا كل المجتمع : ضد الجماعة الوطنية ، وضد التماسك والنسيج الأهلي الداخلي ، بل ضد نخب علمانية تشارك الدولة في المذهب (العلمانية)، فإننا نصبح أمام قمع وعنف مركب المستويات يبدأ من الصباح الباكر ولا ينتهي في كوابيس الليل المزعجة، يبدأ من صباح العمر وطفولته إلى شيخوخته المتأخرة.ورغم ذلك فموقف التيار الرئيسي في الحركة الإسلامية ما زال رفض الاستدراج إلى العنف. هذا ما يحدث في مصر (الإخوان المسلمون) وباكستان (الجماعة الإسلامية) والأردن (جبهة العمل الإسلامي) وتونس (حركة النهضة ـ حركة الاتجاه الإسلامي سابقا) وهي الحركة التي جاء في بيانها التأسيسي عام 1981 "رفض العنف كٌاداة للتغير ، وتركيز الصراع على أسس شورية تكن هي أسلوب الحسم في مجالات الفكر والثقافة والسياسة ،ورفض مبدأ الانفراد بالسلطة الأحادية لما يتضمنه من إعدام إرادة الإنسان وتعطيل طاقات الشعب ودفع البلاد في طريق العنف ، وفي المقابل إقرار حق كل القوى الشعبية في ممارسة حرية التعبير والتجمع وسائر الحقوق الشرعية والتعاون في ذلك مع كل القوى الوطنية". وفي القانون الأساسي لحركة النهضة جاء : " دعم النظام الجمهوري وأسسه وصيانة المجتمع المدني وتحقيق مبدأ سيادة الشعب وتكريس الشورى"، وهو ما تؤكده أيضا ممارسات وبرامج حزب الرفاه (تركيا) والحزب الإسلامي (ماليزيا) والمجموعات الإسلامية في المغرب ، وأحزاب الاصلاح والحق والتوحيد والعمل وغيرها في اليمن ،وقد سبق الحديث عن حقيقة ما يجري في الجزائر ومصر.

                            وأخيرا ، ولنضع البحث على قدميه ، نلقي نظرة سريعة على ظاهرة الإرهاب كما يتداولها الإعلام اليوم فقد انساق بعضنا وراء دعاية غير بريئة تروجها وسائل الإعلام العالمية لإدانة كل ظواهر التحرر الوطني والقومي ، بل والإنساني تحت ذريعة مقاومة الإرهاب، ومحددة في ذلك المتهمين دون أن تحدد التهمة. فالحديث عن الإرهاب يشمل تنظيمات وجماعات سياسية ودولا لا يجمعها جامع سوى رفضها للغرب ولأمريكا أو رفض هؤلاء لها. إن قائمة الإرهاب لائحة أمريكية ولا علم لنا بلائحة تحدد "الإرهابيين" غيرها. وعلى هذا اللائحة دول مثل ليبيا وإيران وسوريا وكوبا والسودان ،وحركات تحرر مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وحزب الله في لبنان ، وغيرها. ومن الواضح أن ما يجمع هؤلاء "الإرهابيين" هو تعارضهم مع المصالح الغربية، الأمريكية منها والأوروبية و"الإسرائيلية". ومن الطريف أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت على رأس قائمة "الإرهابيين" ، فلما رضخت لكل ما يريده "الإسرائيليون" أصبح عرفات من دعاة السلام العالمي ومنحت المنظمة صكوك الغفران. فهل هذا هو المطلوب من القوى الإسلامية ليمحو عنها الدكتور السعيد تهمة الإرهاب؟ وهل يرضي الدكتور السعيد لنفسه أن يوظف قلمه في خدمة الجهاز الإعلامي الأمريكي؟

                            إن نظرة خاطفة إلى الأحداث الدولية تكشف أن أمريكا تمارس إرهابا عالميا بشعا بحق الشعوب ،وليقرأ الدكتور السعيد كتاب العالم اللغوي والباحث اليهودي الأمريكي ناعوم تشومسكي حول الإرهاب ، فهو كاتب يتهمه أحد بـ"الأصولية أو التأسلم". هل نذكر ليبيا وكوبا ونيكاراجوا وسائر دول أمريكا اللاتينية والسودان وإيران. وتزداد أمريكا إمعانا في إرهابها كلما اتسعت دائرة المنصاعين الخائفين من الصاق سمة الإرهاب بهم وحاولوا غسل أنفسهم من هذه التهمة الجاهزة بأي ثمن وما تمارسه "اسرائيل " بحق الشعبين اللبناني و الفلسطيني ، ليس سوى إرهاب سافر تستخدم فيه كافة الأساليب من الاغتيال السياسي والقمع الفكري والتشويه الإعلامي والقصف العشوائي بالأسلحة الممنوعة دوليا والاعتقال العشوائي والطرد والأبعاد.. الخ. أفلا يصب اتهام المدافعين عن الأمة في وجه هذا الإرهاب "الإسرائيلي" في خدمة هذا الإرهاب؟

                            ويعترف كل المفكرون في العالم بأن محاولات تغيير النمط المعيشي أو الثقافي لشعب من الشعوب أو أمة من الأمم بالقوة ـ مادية كانت أو معنوية ـ هو نوع من الإرهاب وحروب الإبادة ، بل تنص منظمة اليونسكو على ذلك في لوائحها. ويعزو الباحثون بعض أسباب تقلص عدد الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حروب الإبادة الثقافية التي مارستها عليهم الحكومات الأمريكية، بعد أن وضعت البنادق الموجهة إلى صدورهم جانبا ، فهل علينا أن ننتظر مصيرا كمصير الهنود الحمر؟

                            إن الحالة الإسلامية تكاد تقف وحيدة في ساحة المواجهة والدفاع عن حضارة الأمة ووحدتها وحريتها ، بدءا من فلسطين التي يقاتل فيها الإسلاميون مشروع محو الهوية العربية لفلسطين وتحويلها إلى كانتون "إسرائيلي" وجسر لعبور الأطماع الصهيونية إلى العالم العربي والإسلامي، مرورا بالسودان التي تحارب ضد تقسيم السودان وإنشاء جيب معاد للعرب والمسلمين في جنوب السودان لا يهدد السودان وحدها بل يهدد مصر في منابع النيل ، الذي لا أدري كيف سيكون عليه الوضع في مصر لو تم تقنين وصول المياه إليه أو التحكم بروافده! وحزب الله الذي يقاتل وحده من أجل تحرير الجنوب المحتل من قبل الصهاينة، والحركة الإسلامية في مصر التي تساهم بفعالية في مقاومة الغزو الصهيوني لمصر اقتصاديا وثقافيا وتكنولوجيا ، ذلك الغزو الذي مازال مستمرا ضد الشعب المصري بوسائل متنوعة من دودة القطن إلى التخريب الأخلاقي والثقافي، وصفحات الجرائد المصرية مليئة بأخبار هذا الغزو، ومخاطره ومنها جريدة الأهالي التي يعتبر الدكتور السعيد أحد أهم كتابها ، والأمين العام لحزب التجمع الذي يصدرها.

                            إن الدفاع عن الأمة واتخاذ الموقف الصحيح تجاه قضاياها المصيرية ومواجهة الأخطار المحدقة بها ، يحتم على المثقفين أن يرصدوا مواطن هذا التهديد وعوامل النهوض ، وألا يعملوا على تجزئة صف الأمة وتحويل المعركة عن اتجاهها واختلاق أعداء ثانويين ، أو محاربة هؤلاء الأعداء الثانويين ، في حضور كيد دولي موحد ضد الأمة وهويتها الحضارية التاريخية.

                            وأخيرا فالحوار أجدى ، يا رفعت السعيد ، فالقطيعة والإلغاء وتكميم الأفواه هو الذي يؤسس للعنف.

                            المصدر : كتبت هذه الدراسة بتاريخ 1/5/1994 . وكان المفترض أن تلقى في الندوة التي أعدها (ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي) عن (الإرهاب) كتعقيب على بحث للدكتور ـ رفعت السعيد الأمين العام لحزب التجمع المصري .. إلا أن الندوة ألغيت ولم تعقد حتى اليوم (1996)
                            ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                            تعليق


                            • المبعد لا ينتخب

                              التاريخ: 1413-6-22 هـ الموافق: 1992-12-17م الساعة: 00:00:00



                              استغرب للتصريحات التي يطلقها بعض المفاوضين، خاصة الفلسطينيين منهم، حول التقدم الذي أحرزوه في واشنطن الثانية . غذ لو لا قليل من لاتعنت الصهيوني لسارت الأمور على ما يرام، ولملأوا سلال الوعود لشعبنا فرحاً. ولكن التصلب الذي يظهره مندوبو (شامير) سينكسر بالضغط الأمريكي! هذا الإيهام الذي يسمح به بعض المفاوضين لأنفسهم يخرج من دائرة السذاجة ليدخل في تهمة التواطؤ.

                              فهم عندما اضطر لتأجيل سفرهم تحت ضغط قرار الإبعاد الأخير. كان الاتفاق الشعبي غير المعلن أن يؤجل السفر حتى يتراجع العدو عن قرار الإبعاد ولكن الوفد اكتفي بقرار الأمم المتحدة. ورأى في الموقف الأمريكي عندما لم يستخدم الفيتو ضد الإدانة دلالة إيجابية. وواضح لنا أن الموقف الأمريكي وقرار الأمم المتحدة كان ضحكاً على الذقون ، فأمريكا التي قصمت ظهر العراق بحجة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ورفضت بشدة الهاون في تطبيق كل شاردة وواردة وكل هامش مهما صغر هي نفس الولايات المتحدة وهو نفس الرئيس الذي يتفلت لقصف ليبيا و (تأديب) العرب الذي يسكنونها (صدفة) منذ آلاف السنين. بالقسوة التي تشبع شذوذه الإجرامي . نفس الرئيس ونفس الدولة لن يسمحا بتفعيل ولو كلمة واحدة بالمقابل من قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالكيان الصهيوني. فلا المفاوضات يمكنها أن تسير حسب تلك القرارات. ولا يجوز أن تتخذ منظمة دولية ـ ترضخ أساساً لإملاءات الهيمنة الاستكبارية وقوى الصهيونية ـ قراراً ضد الصهاينة فيتاح له التنفيذ. وكل هذا واضح ، وتكراره والحديث حوله صار مملاً متعباً ولكن السير في المفاوضات هو أيضاً صار أمراً مملاً ومتعباً.

                              وتمارين (اللاجدوى) حسب تعبير رئيس وفد عربي لم تعد مجرد تمارين. وإنما أسلوب عقوبة جماعية ضد العقل العربي والوطن العربي والانتفاضة العربية.

                              فها هي (إسرائيل ) تستغل (عرس) المفاوضات فتقيم العلاقات الدبلوماسية. وتلغي حتى قرارات الأمم المتحدة التي تزعجها ولو على الورق ـ لأن الورق يلزم في توثيق التاريخ ـ وتشتري أكثر الأسلحة تطوراً بما فيها النووية. وتسلب الأرض وتبني المستوطنات وتستقدم المهاجرين. وأشدهم تشبثاً بمواقفه وكراهية للعرب وحباً بالحرب (شامير) يصعد بقامته القزمة على عتبات القداسة عند بني إسرائيل ليتوجوه أحد أنبيائهم. كما كان حال سلفه (بيغن) والتغلغلات الصهيونية في جسد السياسة الدولية تتعمق وأدواتهم الخبيثة في الصراعات بين القوميات على امتداد الأرض تنكشف فلا يضيرهم ذلك. بل تزداد اصابعهم وتشتد مؤامراتهم.

                              وبوش (الحكم النزيه) الذي يفرد أعطافه فيضم المفاوضين ، ويدفع حساب القسم العربي منهم من أرصدتهم في البنوك. والقسم اليهودي من (تبرعات) ولاياته المتحدة للبقرة المقدسة. بوش الراعي الذي يتقافز المفاوضون العرب حوله كأطفال في حالة شجار ، يكلف (تاتوايلر) مريبة الأطفال بإرضائهم وتطييب خواطرهم وينصرف إلى مشاغله. ليهيئ نفسه للحملة الانتخابية القادمة، ولمسح آثار الشؤم الذي أصابه عندما وقع عن كرسيه في اليابان، فمسألة (الأرواح الشريرة) التي أوقعته أرضاً أخطر وأعظم من مسائل القدس وفلسطين ، وطموحات العرب في أن يتحدثوا دقائق تساوي دقائق اليهود في توقيت الساعة ولا تساويها في توقيت الزمن. وماذا سيحدث لو طردت (إسرائيل ) اثني عشر فلسطينيا أو مئة وعشرين أو ألفاً ومئتين أو.. أو.. نصف العرب من الأرض كلها إلى الجنة. لا شيء يؤثر على بوش إذا كان هؤلاء المبعدون والمطرودون لا يدخلون في تعداد أصوات الناخبين. ولكن لشامير حسابه بالتأكيد في أصوات الناخبين الأمريكيين. فإلى من ستستمع الولايات المتحدة؟ ومن سيفرض على الأمم المتحدة اتخاذ القرارات وتنفيذها؟. نحن لا ننتظر الإجابة. ولا ننتظر من المفاوضين أن يسمعونا أو أن يتفكروا في الأمر. أن العربات سارت على سكك واشنطن ولا مجال للرجوع ، ولكن الغد القريب سينسف السكة والعربة.

                              (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) صدق الله العظيم.

                              المصدر: المجاهد العدد 126 ـ 17 كانون الثاني 1992م
                              ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                              تعليق


                              • رابين ملك إسرائيل الكبرى

                                التاريخ: 1413-4-11 هـ الموافق: 1992-10-08م الساعة: 00:00:00



                                رابين .. ملك (إسرائيل الكبرى) شامير صاحب عقل متكلس ويعيش في دوغمائية الجغرافيا، ورابين يعطي الاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة أولوية على الجغرافيا.

                                هل ستصبح (إسرائيل) عضواً دائماً في مجلس الأمن؟

                                الانقسامات العربية تقدم (لإسرائيل) عناصر لبناء إمبراطورية في المنطقة بدون مواجهة عسكرية.

                                يليق بالمتفاوضين في واشنطن اليوم أن نقدم لهم نصيحة بالمجان: أن يطلبوا من (إسرائيل) حصانة دبلوماسية للتاريخ حتى لا يتم اعتقاله في جلسة يعقدها الكنيست تحت زعامة ملك بني إسرائيل إسحق رابين ، بعد زمن قد لا يطول . هل نبشر بالكارثة بالتأكيد لا ، لأنها تحت أنوفنا! لقد توجه المجتمعون في أروقة الخارجية الأميركية رابين ملكاً لـ(إسرائيل الكبرى). هذا الملك الإسرائيلي غير المتوج يحمل في داخله مرجلاً من الطمع، رغم بروده المعهود. يقول عنه كيسنجر ـ المشهور بتباهيه ـ إن رابين عام 75 عندما كان رئيساً للوزراء قدم قائمة من اثني عشر مطلبا إلى أنور السادات بواسطة كيسنجر ،ولما قبل السادات عشرة منها فقط انزعج رابين.

                                ماذا يريد اسحق رابين ؟

                                لقد استطاع رابين أن يوهم الرسميات العربية أنه يتحدث بلغة جديدة أقرب إلى دغدغة مشاعرهم. وأبلغهم رسالة مفادها أن عليهم أن يغيروا قواعد اللعبة ، فبلغهم الخطاب (وأحسنوا) رد الجواب. وانتشرت إشاعة تقول إن حزب العمل تخلى عن بناء المستوطنات ، وتبنى سياسة تعايش مع جيران (إسرائيل) العرب بسلام ، ولا يطمح سوى بنيل شهادة حسن سلوك، وأكد رابين أن (إسرائيل الكبرى) وهم لا جدوى منه ، ولا رغبة ليهودي عاقل بالسعي لتحقيقها. وزاد على ذلك فتمنى أن يرى قطاع غزة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط لتصبح (إسرائيل) أصغر ولا تضطر للتخلي عنها لإدارة الحكم الذاتي.

                                إن لدى حزب العمل مشروعاً سياسياً تعهده منذ إقامة الدولة الصهيونية يتجاوز اللحظة الراهنة إلى المستقبل . وهو المشروع الذي يصفه منظروا الحزب باستراتيجية الصهيونية. حيث أنه يتجاوز انغلاق الأيديولوجيا التقليدية وقادر على تطوير أدواته ولغته السياسية بما يتلاءم مع الحفاظ على المنجزات (الإسرائيلية) والبناء عليها للقفز إلى أمام. إنه جندب السياسة الصهيونية يتوقف ملياً ثم يقفز، ولا يسير بخطوات منتظمة ، ويتجنب المراوحة مكانه . وهو ما يفسر تصريحات رابين بعدم رغبته بالاحتفاظ (بكل) الأراضي العربية، ولا جدوى من احتلال أراض جديدة. لأن المتغيرات الإقليمية في منطقتنا وفرت (لإسرائيل) إمكانات أفضل لتحقيق أحلامها التقليدية بوسائل غير تقليدية.

                                إنه يختلف عن العجوز العتيق المتكلس (إسحق شامير) الذي كان يعيش في دوغمائية الجغرافيا، وعلى عكسه يرى رابين أن التوسع الجغرافي فقد أهميته السابقة ، ولم يعد مفهوم أرض (إسرائيل) الكبرى مفهوماً جغرافياً ، وصار مفهوماً اقتصاديا وتكنولوجياً وثقافياً وهو بذلك يختزل الصراع في أوضح صوره. في الصراع الحضاري ، أي يرفعه إلى مستوى أعلى وأشد خطراً على المنطقة العربية والأمة الإسلامية.

                                فما أفرزته حرب الخليج من واقع عربي مشوش وجلي التضارب يسهل على (اليهود) العمل من داخل الاقطار العربية في المستقبل المنظور لتمزيقها، ودفعها إلى معارك بينية، وما يحدث في العراق الآن من عملية التقسيم الخشنة والشبيهة بعملية تعذيب إقليمي، والحرب التي تخوضها الجزائر ، وحصار ليبيا، ومشاكل اليمن المثارة سعودياً ، والاضطراب السياسي في الأردن ، كل هذا يشكل أرضية مناسبة لتنفيذ إثارة الفتن والفساد، ومحاكمات تونس، كل هذا يشكل أرضية مناسبة لتنفيذ المخطط الصهيوني. وسواء تحدثنا عن هذه المظاهر بأسلوب باطني يتبين المؤامرة أو عزوناه إلى عوامل ذاتية وموضوعية تتعلق بطبيعة الأنظمة الإقليمية الراهنة فأن النتيجة واحدة: مقدمات فسيفسائية لو أتيح لها عنصر التركيب لتحققت (إسرائيل الكبرى) بدون مواجهات عسكرية شاملة: الأمر الذي لا تفكر به (إسرائيل) على الإطلاق.

                                كما أن رابين دشن عهده بإشارة هي الأولى من نوعها حول خيار (إسرائيل ) النووي . فرغم امتلاك (إسرائيل) للسلاح النووي، إلا أنها مازالت خارج شرعية (النادي النووي الدولي) وهو ما جنبها عناء الخضوع لهيئة المراقبة،ووضعها في استثناء خاص تمكنت بواسطته من تطور قدراتها وإجراء تجاربها دون إزعاج يذكر. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وإمكان انتقال التكنولوجيا النووية إلى دولة ترى (إسرائيل) فيها خطراً على أمنها، فإن من الأفضل (لإسرائيل) أن تدخل اللعبة من بابها منهية بذلك عهداً من سياسة الدخول عبر النفق. وشرعية امتلاك التكنولوجيا النووية تحقق (لإسرائيل) القدرة على بيعها والتحكم بمستوياتها إقليمياً عن طريق المساهمة في صناعتها وبنائها، وهو الأمر الذي لا يمكنها جنيها من هذه التجارة.

                                وتركيز (إسرائيل ) على بناء اقتصاد مستقل عن المساعدات الأميركية ، هو أساس نجاحها في التحول من مجرد قاعدة عسكرية تابعة للغرب ، إلى دولة كبرى إذ عندما طرحت مسألة ضمانات القروض التي أثارت جعجعة صاخبة وانحلت (على شر) ، أعلن وزير مالية العدو ابراهام شوحط أنه سيبدأ بنقل بعض أنشطة القطاع العام إلى القطاع الخاص ، وشكلت لهذا الغرض لجنة مشتركة مع أميركا لتحرير الاقتصاد (الإسرائيلي) . ومغزى هذه الخطوة يتضح في قدرة القطاع الخاص على التعامل التجاري مع بلدان لها مثل ظروف الدولة العربية. وبهذا الصدد قد يكون من المفيد (لإسرائيل) أن يلعب بعض الفلسطينيين ـ بعد منحهم الحكم الذاتي ـ دور الوسيط الاقتصادي بين (إسرائيل) والدول العربية ، مستفيدين من معرفتهم بالعدو ومعرفتهم بالأشقاء العرب ، ولربما طلب إليهم أن ينشطوا بتسويق (الثقافة الإسرائيلية) إلى جانب السلع التجارية. ومن المفيد التذكير أن رجلاً اسمه (حنا سنيورة) كان يقوم بدفع البضائع (الإسرائيلية ) بأسماء شركات فلسطينية وهمية ويعيد تسويقها إلى الدول العربية.ومن المفيد الإشارة إلى أن (إسرائيل) تقوم وبشكل نشط بتعريف برامج الكومبيوتر وتسويقها إلى العرب عن طريق أميركا وأوروبا. وعندما يحل السلام لن يحتاج إلى هذا الطريق الطويل الملتوي للوصول إلى ثروة العرب. وستتحقق رغبة الحسن الثاني. ومنذ أن (حظي) العرب بزيارة مدريد إلى أن يعودوا أدراجهم من واشنطن لن يكف المفاوض (الإسرائيلي) عن الدعوة إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة، وستستفيد (إسرائيل) من الأموال المتدفقة إلى (دولة الحكم الذاتي) في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والانعاش الاقتصادي سيوفر (لإسرائيل) وضع سياسة قوية يدعمها جيش قوي . حينها لن يكون مستهجناً قبول (إسرائيل ) عضواً دائماً في مجلس الأمن وهو الطب الذي تقدمت به قبل أيام.

                                إن (إسرائيل الكبرى) ليست من أوهام الماضي، بل هي حقيقة يكشف تفاصيلها (بهدوء ) الواقع المرير الذي نعيشه، والتوقعات العربية على أوراق المفاوضات (السلموية ) هي الحروف نفسها التي تتجمع لتكون ذلك الاسم الخرافي : (إسرائيل الكبرى).

                                والسياسة التي يتبعها الرسميون العرب هي سياسة الغريق . وسلامهم مع رابين سيغرقهم أكثر، لذا عليهم أن يتنفسوا تحت الماء، لأن الطوفان الخارج من أوراق (المفاوضات السلموية) أكثر من أن تحتمله رئة السياسة العربية المصابة بالربو، وعلى الشعوب العربية والأمة الإسلامية أن تخرج من متاهة الجري وراء التفاصيل الصغيرة . عليها قراءة المرحلة بعناوينها العريضة.

                                فالعدو يريد لنا أن ننسى العنوان الرئيسي ،وأن نغرق في التفاصيل والهوامش غير المجدية، فنضيع في متاهة بلا نهايات، ونظن أن هذه التفاصيل الصغيرة هي كل شيء ، وأن الانتصارات الوهمية التي يسجلها (المتفاوضون) على طاولة المفاوضات بحرف هنا وكلمة هناك هي انتصارات حقيقية وإنجازات باهرة ، لأن الذي يخضع لشروط اللعبة وعناوينها الكبرى دون أن يدركها يظل محكوماً بالهزيمة. والسبيل الوحيد للخروج من هذه المتاهة هو التمسك بالثوابت. فالأمة لم تهزم بعد، ومازالت مستعدة للتضحية، قادرة على العطاء ، مدركة لقداسة السلاح الذي تمتلكه : الإسلام ، إن الإسلام هو العنوان الذي يجب أن نتجه إليه، وبه تصطف قوى الأمة المبعثرة ، وتتأهب لخوض المعركة المقبلة. فالمعركة مقبلة لا محالة. سواء سلمنا للعدو ورضينا بالهوان وتقاعسنا عن إعداد العدة أو رفضنا الانسياق للإملاءات الغربية ـ الصهيونية وقاومناها ، لأن طبيعة عدونا متأصلة بالعدوان منافية للتواصل الحضاري. وهذا الكيان الطفيلي لا يتمكن من الاستمرار إلا بالعبث والإفساد والإمعان في تمزيق المنطقة العربية ومن ثم العالم الإسلامي قومياً وعرقياً وطائفياً ومذهبياً.

                                هل يفيد التذكير مرة أخرى أن إسحق رابين هو ملك (إسرائيل الكبرى) ، وأن ما يطبخه أعداء الأمة بمشاركة بعض الخارجين عليها وبعض المتغافلين عن واجباتهم إزاءها لن يقود إلا إلى اكتمال الوحش المرعب : (إسرائيل الكبرى).

                                وهل مازال هناك قضاء لصرخة مدوية : جاهدوا أيها المسلمون بكل ما تملكون من طاقات ضد المشاريع الاستسلامية التي تخدم مخطط (إسرائيل الكبرى). فإن امتنا مازالت تختزن قدرات هائلة ـ لو أحسن توظيفها ـ للنهوض والانتصار.

                                الهزيمة ليست قدرنا ، قدرنا هو النصر بإذن الله.

                                المصدر: الأمة العدد 8 ـ تشرين أول 1992 ـ ربيع الثاني 1413هـ
                                ابو مؤمن رجل بامة وامة برجل

                                تعليق

                                يعمل...
                                X