شتان مابين الثورة الايرانية والثورات العربية .!
كتبه: زلزال السرايا - خاص/ شبكة حوار بوابة الأقصىمما لا شك فيه بأن "الهلوسة" لدى البعض أصبحت تجعلهم يعتقدوا بل ويأكدوا في أحيان كثيرة بأن الحديث عن إيران هو أنك من أتباع المذهب الشيعي , بل وزاد على ذلك بأنهم أصبحوا يعتقدوا بأن الحديث عن سيدنا علي والحسين من الأمور التي لا يجب أن يتحدث بها أي سُني, لأنه بذلك يدخل عالم التشيع من أوسع أبوابه, ورغم رحابة ووسع ذلك الباب الذي يتحدثوا عنه, فإنهم على النقيض يعانوا من ضيق وترهل في عقولهم التي أصبحت عبارة عن نفايات وقمامة يحملوها في تلك المضغة من الجسم التي فسدت ونتيجة لذلك فسد بها كامل جسدهم .!
لقد سمعت كثيراً بأن التاريخ لا ينسى شيء بل أنه يُسجل كل شيء , ففي خِضم "الثورات" والربيع العربي الذي نراها تنتقل من دولة لأخرى , هذه الثورات التي أصبحت واضحة وضوح الشمس بأنها لا تعدو كونها سياسة أمريكية بحتة في تغيير قواعد اللعبة المتبعة وتغيير الوجوه التي شاخت والأشخاص الذين تم حرق ورقتهم, فإرتأت أمريكا بتغيير ذلك كله في معايير الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندليزا رايس سابقاً بما يواكبه من ما يناسب من الفوضى الخلاقة التي تريدها أمريكا في الوطن العربي.
عموماً حدثت تلك "الثورات" .. على أولئك الحكام "العملاء" والمتواطئين مع أمريكا واسرائيل في احتلال فلسطين وغيرها من الدول الاسلامية .. وعلى النقيض كان هناك معارضة شديدة في زمن تلك الأنظمة تتغنى بفلسطين وتقوم بالتشهير بالحكام والأنظمة العميلة التي لا تتحرك نحو القدس وفلسطين , كل ذلك على حد وصف تلك المعارضة في تلك الحقبة, وخاصة تلك المعارضة الإسلامية المتمثلة في الإخوان المسلمين في كل تلك الدول.
عودة للماضي قليلاً..
إيران .. كما يعلم الجميع بأن الشاه كان هو ملك إيران وكانت له علاقات وطيدة جداً مع امريكا واسرائيل , فعندما حدثت الثورة الإسلامية الشعبية على حكم الشاه وتم اسقاط الطاغية الشاه عام 1979ميلادي .. فأول شيء فعلته الثورة الإيرانية في حينها هو أن قام الثوار "الحقيقيون" بطرد الدبلوماسيين الاسرائيليين من طهران ومباشرة بدون مناقشات ومداولات تم استدعاء منظمة التحرير لكي ترفع العلم الفلسطيني بدلاً من العلم الاسرائيلي وتم إعطاء منظمة التحرير التي كانت ممثلاً للشعب الفلسطيني في ذلك الوقت بإعطائها المكان الذي كان مخصص للسفارة الاسرائيلية, لم يقل في حينها ثوار إيران بأنهم سينتظروا إلى حين ترتيب الوضع الداخلي, أو انتظار اجراء انتخابات , أو أن العلاقات مع اسرائيل هي علاقة أمن قومي ولابد من الحفاظ عليها, لم يترددوا للحظة في إتخاذ هذا القرار الحاسم والحازم والتاريخي .
تلك هي ثورة إيران .. في الثورات العربية فحدث بلا حرج , فمن كان يتغنى بالشعب الفلسطيني ويرفع من شأن نفسه وحزبه على حساب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية قد باع فلسطين وأهل فلسطين عندما شعر بحنان ورقة ورومانسية الكرسي الذي سيجلس عليه .!
في تونس .. راشد الغنوشي الذي طالما قرأنا له وعن أدبياته وحديثه عن فلسطين ,, فعندنا فاز حزب النهضة بالانتخابات التونسية تم سؤاله عن القضية الفلسطينية وعن العلاقات مع اسرائيل أجاب قائلاً: بأن لديه مليون عاطل عن العمل في تونس..!! في إجابة ليس لها علاقة بالسؤال من قريب أو بعيد ..!
في المغرب .. عبداله بن كيران .. لم يتوانى عن تقبيل يد وكتف وأنف الملك المغربي عند نجاح حزب بن كيران بالانتخابات .!! ولحتى هذه اللحظة لم يُصرح بأي تصريح عن علاقات المغرب مع اسرائيل التي تعتبر من العلاقات الاستراتيجية والقوية جداً ..!
في مصر .. أم الدنيا .. فحدث ولا حرج عن السفارة الاسرائيلية في القاهرة وعن حصار غزة وعن الاتفاقيات بين اسرائيل ومصر التي من أجلها تم قتل الرئيس المصري محمد أنور السادات .. تلك الجماعات التي عملت على عملية التعبئة النفسية والمعنوية لقواعدهم بعمالة السادات عل ى مافعله من اتفاقيات مع اسرائيل, هي نفسها تلك الجماعات التي في أول تصريحاتها بعد اكتساحها لمجلس الشعب المصري بأنها تلتزم وتحترم الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل وأنها لا مانع لديها من أي لقاء يجمعها مع الجانب الاسرائيلي ..!!
أود أن أسأل كم هي عدد الكلمات والبيانات والوقفات والمظاهرات التي كانت تقوم بها وتنوي القيام بها جماعة الإخوان المسلمين بمصر إبان حكم مبارك للمطالبة بإغلاق السفارة الاسرائيلية بالقاهرة وقطع العلاقات مع اسرائيل ورفع الحصار عن غزة ؟؟ كم هي تلك الفعاليات؟؟!
الأن يظهر الله عزوجل كل شيء فالإخوان بمصر لا مبرر لهم فهم القوة الأكبر والأعظم بمصر, لماذا لا يفعلوا شيء بما كان يفعلوه قبل نحو سنة من الآن ؟؟!! أم أن اسرائيل أمس تختلف عن اسرائيل اليوم ؟؟!!
ليبيا .. جاءنا مصطفى عبدالجليل وأولئك الملتحون في ذقونهم واعتقدنا أن الأمر خيراً, وما هي إلا أيام وسويعات حتى أعلنت اسرائيل عن افتتاح مكتب لها في طرابلس وتم عرض اسم وصورة السفير الذي ستقوم إسرائيل بتعيينه في طرابلس, ناهيك عن الدمار التي فعلته قوات التحالف والناتو الذي حدث تحت أعين ومطالبة من وِلد عبدالجليل وأمثاله ..!
سوريا .. على نفس الطريق فإلاخوان بمساندة خدام والحريري يطالبوا بتدخل الناتو وتدخل عربي وتحدث خدام بأنه يطالب بفتح علاقات مع اسرائيل ورفع للعلم الاسرائيلي في وسط دمشق .
الثورات إن لم تكن ثورات لتغيير كامل وشامل في برامج الخيانة والفساد المستأصل في النفوس, فهذه لاتعتبر ثورة بل هي عبء وتخريب وارهاب .
ففي مقارنة بين الثورات العربية والثورة الايرانية نرى أن الميزان يرجح لصالح الثورة الإيرانية التي لم تأبه بأي شي وقامت بطرد السفير الاسرائيلي واغلاق سفارتهم وإعطائها للفلسطينيين , وبين الثورات العربية التي كرست وجود اسرائيل في بلدانها , بل وتقوم بحماية أماكن التواجد الاسرائيلي وتطالب بوجوده وتسعى لكي يكون متواجداً في بلدانها .. إتفواااااا .. مع إحترامي للألف والتاء والفاء والواو والألف ..!!
كتبه/ زلزال السرايا
تعليق