بسم الله الرحمن الرحيم
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
أردت الرجوع إلى الوراء قليلاً لكي أتحدث عن أناس كانوا معنا ورحلوا ، فقلبت الذكريات والصفحات لكي أقتبس من ذلك النور الساطع الذي أضاء سماء الوطن ، إنه نور الشهادة ، ذلك النور الذي جدد فينا العزائم وغرس فينا حب التضحية والفداء ، إنهم الشهداء الأكرم منا جميعا ، إنهم العظماء الذين كتبوا بالدم ملامح شخصيتهم ، ليعيشوا من بعدهم الأجيال ، على منابر من نور ، فما أجمل الكلام عن هؤلاء ، وما أروع الحديث عن سيرتهم المليئة بالعطاء ، نتحدث اليوم عن ثلة من الأبطال المجاهدون الذين ساروا وتربوا في قافلة الشهادة وأناروا هذه القافلة بعظيم أفعالهم .....
نتحدث اليوم عن رجال الميدان و أسود النزال في ساحات العز والجهاد ، أنهم رجال سرايا القدس في المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس ، هؤلاء الأسود المتمترسون في مواقعهم ، يتربصون للعدو في كل وقت وحين ، رباط في الليل ورصد في النهار، رجال عشقت الشهادة وعشقت حب الجهاد في سبيل الله .....
فعندما نسمع الخبر أن هناك تقدم لبعض الآليات في المنطقة الشرقية فإن العيون تتجه إلي هؤلاء الرجال فبصماتهم واضحة في تلك المنطقة فهم رأس الحربة هناك ، فعمليتاهم تدلل عليهم ، وحركاتهم تبدوا واضحة هناك ، ينتشرون علي الحدود الشرقية و يصولون الجولات ويخوضون المعارك فلا يعرفون النوم ولا يعرفون الخوف فهم موجودون في كل وقت ينتهزون الفرص لقنص الجنود وتفجير الآليات ، فإن دماء الشهداء تدلل عليهم والعدو يقر لهم بالشجاعة و الإقدام .....
تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة لاستشهاد خمسة أقمار من أقمار الشهادة ، هؤلاء الخمسة كانوا أسرة واحدة في مسيرة الجهاد والدعوة والشهادة فأبوا إلا أن يعيشوا بجانب بعضهم وأن يرحلوا وهم بالقرب من بعضهم فنالوا ما تمنوا .
نحن اليوم أمام ذكرى من عرفوا الطريق جيدا وعرفوا أن هذا الطريق صعب ، وأن التكاليف باهظة ، فجهزوا أنفسهم جيدا لهذه الطريق وبذلوا أغلى ما عندهم من أجل استمرارية مسيرة الدم والشهادة ......
نقف اليوم أمام خمسة من أحباب القلوب ، أمام أبا طارق القائد وأبا ميسرة العابد الزاهد ومحمد أبا طير المجاهد وأبا يحيى المرابط ومعاذ الحافظ .....
فإن الحديث عن الشهداء حديث يكتب بالدماء والأشلاء فبدابة نتكلم عن حامل اللواء والقائد المقدام والأسد الجسور إنه .....
الشهيد المجاهد / زياد العبد أبو طير " أبو طارق "
إليك يا صاحب الكلمات الصادقة والنفس الأبية ، يا رجل الجهاد وأسد الميدان ، يا صاحب الخلق الرفيع والشخصية القوية واللسان الصادق بالحق ، هذا الرجل الذي كان شامخ القامة كان تواق للقاء ربه كان عابدا زاهدا شديدا علي الكفار رحيما بالمسلمين يعرفه الصديق والعدو ......
أي الكلمات تعبر وتصف هذا الرجل الطاهر كان رجلا بأمة ، أنشأ جيل الإيمان والوعي والثورة ، جيل العقيدة أنهم رجال سرايا القدس في المنطقة الشرقية فكل الميادين تشهد له فبصماته موجودة في كل ميدان ......
أطلق الصواريخ فقتل المغتصبين في سديروت وعسقلان والمجدل واشكول ، خرج الاستشهاديين ، وفجر العبوات ، فقتل الجنود في الفراحين ، كان قناصاً ماهرا ينتهز الفرص لقتل الجنود ، فجعلهم يبكون بدل الدموع دما ، أطلق قذائف الهاون فكان الصراخ والعويل في كيسوفيم ، قام بإعداد السلاح للمجاهدين للتصدي للإجتياحات وغدرات العدو ، لم يعرف الراحة إلا في قتال اليهود ، كان رجل الوحدة والإصلاح فزرع فكان الحصاد ......
فها هي سرايا القدس في المنطقة الشرقية يشهد لها الجميع بالتربص لهذا العدو، فقتلوا من بعدك الجنود ، وقصفوا المستوطنات بالصواريخ ، كنت تقول أن عملية الزيتون ليست عنا ببعيد وعملية رفح ليست عنا ببعيد والآن قلنا من بعدك إن عملية استدراج الأغبياء ليست عنا ببعيد ، فأقسموا من بعدك الرجال أن لا يعطوا الدنية في دينهم وأن يثأروا لدمك الطاهر فصدقوا الوعد فكانت عملية إستدراج الأغبياء الذي نفذها تلاميذك : الشهيد المجاهد سليمان عرفات والشهيد المجاهد جهاد الدغمة والشهيد المجاهد بسام الدغمة فقتلوا ضابطا وجندي وأصابوا العديد من الجنود ومن قبل ذلك قتل رجالك جندي صهيوني في منطقة الزنة عندما أطلقوا عليه قذيفة Rbg فألقوه صريعا ، أما عن إطلاق الصواريخ فقتلوا من بعدك مستوطن صهيوني في منطقة أشكول وهناك العديد والعديد من العمليات التي خاضها رجالك يا أبا طارق ......
فنم قرير العين أيها الرجل الأشم وهنيأً بما ظفرت به فلك المجد ولجندك التحية
الشهيد المجاهد / ياسر العبد أبو طير " أبو ميسرة "
صعب الحديث عن أمثال ذلك الرجل ، رجل عظيم بأفعاله وأقواله ، قامته الشماء تفوق الجبال هيبة ، كان رجلاً صلباً شديدا ، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، عندما كنت أنظر إلى ذلك الرجل وكأني أري فيه قبسات من صحابة رسول الله ، وازن بين الجهاد والدعوة ، فكان رجل الدعوة ورجل الجهاد ـ تشهد له منطقته بفضله الكبير في نشر العلم والدين القويم ، كانت عيونه سهام حادة ترهب أعداء الله والمنافقين ، ورغم ذلك كان ذا قلب طيب ، متواضعا في تعاملاته ، بسيطا بين أحبابه ، زرع في أبنائه حب الجهاد وفلسطين وغرس فيهم آيات التوبة والأنفال فكانوا حفظة لكتاب الله .
الشهيد المجاهد / محمد جلال أبو طير
نبكي أحيانا عندما نريد أن نصف إنسان ، لأن هذا الإنسان عندما رحل ترك ورائه أثارا طيبة ، فهذا حال محمد ، إذا تحدثت عن طيبته فهو طيب الأخلاق ، محبوبا بين أهله وأصحابه ، قليل الكلام كثير الفعال ، التزامه أهله بأن يتقدم صفوف المجاهدين ويتصدى للغاصبين على ثغور الإسلام العظيم ، تراه في حلقات الذكر والقرآن ومسجد أبو بكر الصديق شاهدا على هذا الرجل وعلى بصماته التي تركها بين أحبابه ، فأي شرف هذا الذي نلته يا محمد ، رحمك الله يا أسد الميدان
الشهيد المجاهد / محمد عبد العزيز القرا "أبو يحيى "
أيها الحبيب ماذا عسانا أن تكتب عنك وأنت تقدم كل ما لديك ، حياته كلها كانت في سبيل الله ، نذر نفسه لله وللمجاهدين ، عندما تنظر إلى ذلك الشاب صاحب الأخلاق الرفيعة والابتسامة الصادقة تتيقن جيدا بأنك أمام الراحلون إلى الله ، عشق الجهاد والاستشهاد من صغره فأنضم إلى ذلك الخيار مع رفيق دربه أبو طارق فالتحق بالوحدة الصاروخية ليدك حصون المحتل ويزلزل كيانهم البغيض ، فنال ما كان يتمنى بأن يرحل مع رفاق دربه ، طبت وطابت الخاتمة يا محمد
الشهيد ابن الشهيد / معاذ ياسر أبو طير
طفل صغير أخذ بوصية والده لتعلم القرآن الكريم فحفظ القرآن الكريم رغم صغر سنه ، فأنت أمام شبل من أشبال الإسلام الذين تربوا في مواطن العلم ، وحب الجهاد والاستشهاد ، فكان والده رحمه الله يأخذ بوصية عبدا لله عزام أنه " لابدّ من تربيَة النماذج الصلبة التي تستعصي على الأعداء، ولا تقبل البيع والشراء. ولابد من تربية الأفراد الذين لا يَقبلون الذوبان في حوامض المجتمع الجاهلي " ّ.
كانوا على موعد مع الشهادة .....
في الحرب الأخيرة على غزة كان الأبطال يجهزون أنفسهم للدفاع عن الأطفال التي تقتل ، والنساء التي ترمل ، فاجتمعوا الفرسان وكأنهم على موعد مع اللقاء ، لقاء الأحبة في الجنان ، فبعد ظهر يوم الاثنين الموافق 29/12/2008م أطلقت طائرات الحقد الصهيوني صواريخها على رفاق الدرب فارتقوا إلى العلا جميعا في القصف الذي أستهدفهم في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس ...
زياد ، ياسر ، محمد ، محمد ، معاذ ... وداعاً في لقاء قريب إن شاء الله
صـــدق الــــــدم
4-صفر-1432
4-صفر-1432
تعليق