التاريخ : 1412-10-27 هـ
الموافق : 1992-04-30 م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
يا جماهير شعبنا العظيم
أيها الاسرى البواسل في كافة سجون ومعتقلات العدو
ايها المطاردون في الكهوف والجبال ومن بيت الى بيت
يا أمهات الحجارة ويا فتيان الانتفاضة ويامن تضعون ايديكم على الزناد ياكل الشعب الذي اختاره الله رأس رمح في مواجهة علو وافساد بني اسرائيل.
كل عام وأنتم بخير
كل عام وانتم مرابطون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، تدافعون عن جدار الامة الاخير.
كل عام وأنتم ظاهرون على الحق لا يضركم من خالفكم وهم في هذا الزمن الامريكي كثير كثير.
رغم المجزرة والدم المسفوح كل عام وانتم بخير وامتكم بكم بخير
اليوم نحتفل بعيد فطرنا بعد شهر من الصيام والقيام والتطهر من ادران الدنيا وأوساخها
اليوم نحتفل بعيد فطرنا وقبضتنا مشرعة، لا نبكي مع الشاعر القائل عيد بأية حال عدت يا عيدُ بما مضى أم لأمر فيك تجديد
بل سنحتفل بالعيد وكل عيد فرحاً وغضباً وروحاً وثابة، مهما كانت حالة الانحطاط والانهيار والتفتت والجاهلية والسقوط في الهاوية التي تسكن الوضع العربي.
مهما استسلم المستسلمون لمشيئة الامبريالية الامريكية واعترفوا بمصالحها على حساب مصالح امتنا وشعوبنا.
مهما تقدمت امريكا بسلامها المدنس الذي يأخذ بالاعتبار المصالح والاهداف والمواقف الصهيونية ويجعل من شعبنا الفلسطيني كبش فداء سهل الانقياد.
مهما حاول نظامهم الدولي الجديد لتركع الامة التي لا ينبغى لها ان تركع، ليذهب التاريخ والمجد التليد في زوايا النسيان، لتتبدد الثروة التي وهبنا الله، لتتقطع اوصال الجغرافيا العربية والاسلامية عبر دولة التجزئة» القطرية أو لتخمد الايديولوجيا الحية الباعثة المتمثلة في الاسلام.
مهما حاول نظامهم الدولي أن يمد العدو الصهيوني بالمال والسلاح والبنين والهجرات ليزداد ميزان القوى اختلالاً فوق اختلال.
مهما حاولوا ان يستغلوا دمنا كما حاولوا في مجزرة الامس في رفح.
مهما حاولوا وحاولوا سنحتفل بعيدنا بلا بكاء إلاّ من الفرح، فالروح الوثابة تسكننا ومزاجنا، مزاج أمتنا العنيد لا ولن يعترف بالهزيمة، صحيح أننا خسرنا معركة أو حتى سلسلة من المعارك ولكن الحرب مستمرة وهذا الغرب أضعف مما نتصور ونحن اقوى مما نتصور.
وهاهي وحيدة، معذبة، محاصرة، يتيمة، ثاكل تمضي الانتفاضة تضيء العتمة وتضع العدو في مأزق حضاري وأخلاقي وتاريخي وسياسي وأمني كبير، فكيف لو هبت الأمة كل الأمة، كيف لو استقام أولو الامر، ورفعوا سيوفهم عن رقابنا ورقاب شعوبهم، كيف لو أنهم لم يُترفوا ونحن نجوع.
نعم ها هي الانتفاضة تضيء عتمة الأمة، تشهد على العصر، تكشف بغي وجور نظامهم الدولي، تكشف هشاشة دولة التجزئة وتؤكد أن كيانهم العبري الزنيم قابل للجرح والكسر وانه من منظور التاريخ والاستراتيجيا كما من منظور القرآن يبقى محكوماً بالهزيمة محاصر بقوانينها وشروطها كما نحن محكومون بالنصر بوعد من الله وبمشيئته وعلى هدى من سننه.
نعم هذه هي الانتفاضة» الثورة التي نرفض ويرفض شعبنا أن تكون غطاءً للتراجعات والانهيارات والاستجداء السياسي في مدريد وواشنطن. إنها مشروع استراتيجي للقيام والنهوض ينطلق من القدس مركز الزمن الاسلامي المعاصر ومركز الجغرافيا الاسلامية اليوم ليغسل ارواحنا ويهبنا القوة ويدلنا على الطريق بعيداً عن اوهام السلام السراب وبعيداً عن تمارين اللاجدوى في اروقة الخارجية الامريكية.
يا شعبنا العظيم
ايها الطلاب والعمال والتجار والفلاحون
ايها الثوار المطاردون، يا أمهات الشهداء.. يا ارواحهم الطاهرة
ايها الاسرى البواسل.. يا نور العين ويا نجمة على الجبين
في يوم عيدكم اصرخوا في وجه سجانيكم هذه الارض لنا..
هذا البحر لنا.. هذا النهر لنا، ولنا المسجدُ، لنا البرتقال والزيتون لن تخمدوا صوتنا، مهما كان غازكم المسموم وفولاذكم.. فدمنا بالمرصاد. هذا العدو قام من اول يوم على البطش والارهاب ولا يفهم سوى لغة النار خيارنا الوحيد فما قيمة الدنيا إن كنا سنحياها بذله، ان تهديداتهم تلمس من قلوبنا هوى الاستشهاد، فشدوا ضرباتكم في عيد فطركم ولا تبكوا سوى من فرح.
تحية العيد والجهاد الى ابطال أم النور والمشيرفة التي حاولوا ان يخبئوها في زوايا النسيان فسطعت على ابواب معسكر جلعاد كالرعد والبرق، كضوء الشمس يكنس اسماءهم واوهامهم ووقتهم.
تحية الى روح الشهيد رائد الريفي الذي حمل سيفه الى قلب ميدان العدو وصاح بهم هل من مبارز وحصدهم كسيف علي، لم تحمهم من سيفه اسلحتهم الذرية ولا صواريخهم العابرة ولا كل الحصون.
تحية الى شهداء مجزرة رفح الاخيرة، تبقين ايتها الوردة والدرة ثغراً لايمرون منه وحصناً لايخترقونه
كل عام وانتم جميعاً بخير
والوطن رغم القيد والجراح بالف خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر : من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي بتاريخ 30/4/1992
تعليق