الشهيد فتحي الشقاقي وكلمة رثاء ....سامي الأخرس
نحتاجك كما نحتاج القمر في ليلة ظلماء ، نحتاجك كما نحتاج أشعة الشمس الدافئة في نهار ممطر بارد ، نحتاجك لنعيد إنتاج مخزوننا العقلي ، وشحذ نبضاتنا الوطنية ، التي تاهت بين ثقافة الاغتراب عن الهوية وثقافة المجهول ، نحتاجك ونحن نبحث عن ذواتنا الفكرية ، وننبش بين التاريخ عن عقول توارت هناك بين مداد القلم ومداد العقل ، لم تبتسم ولم تضحك ولم ترتفع هامتك ، يوما وأنت ترى وطنٌ سالت لأجله دمائك ، وشعباً ذهبت لأجله شهيداً ، تغزوه ثقافة الانقسام والتفسخ. أتسامحنا أيها المفكر ، وتغفر لنا ظلمة جاهليتنا هذه ؟ لقد كنت تعانق المجد كلما رأيت جيشاً من المناضلين والثوار يعانقون الشمس خلف الأسوار ، والقيد يزين معاصمهم دفاعا عن فلسطين ، أما اليوم وبعد أن تركتنا نعانق القهر
ونحن نري زنازين الوطن تمتلئ بحملة البنادق ، ورافعي راية المقاومة ، في زنازين غزة ورام الله . أتبارك لنا احتفالنا بذكري استشهادك ، التي أبيت إلا أن تغادر الحياة من أجل حق شعباً هجرته المآسي ، نعم أيها المفكر القائد : دعوني لحضور احتفالك الثقافي دعوة خاصة ، فلم ألبي .... تمرداً على الاحتفال لأنك لا تهواه ولا تحبه ولا تريدنا أن نحتفل وكؤوس المر تعانق جاهلية ثقافتنا ، فماذا لو سألتك وأنا هنا فوق السطح وأنت تحته. أين لنا أن نحتفل ؟ ومتي نحتفل ؟ الآن أستمع لأنين صوتك ، وحشرجات غضبك تنطلق من أصداء جنتك ، أعيدوا للعقول قيمتها ورونقها ونضالها ، أعيدوا صياغة الثقافة والفكر والتاريخ ، أعيدوا لي ولكل الشهداء ابتسامه تاهت ، وعيون أضحت لا ترى إلا الموت وجيوش الإعاقات ، والدمعة الموشحة لخدود أمهاتنا الثكلى من نيران بعضنا ، ورصاص انقسامنا ، احتفلوا عندما لا نكتب حكومة غزة ورام الله ، ورئيس شرعي ووزير غير شرعي ، اخرجوا من جلباب العار ، واغسلوا الوجوه الكاظمة السوداء الشاحبة المكللة بالعار ، أعيدوني لفلسطين مع رفاقي ، إنني الجسد المسجي على فردوس أخضر يلفه علم أبيض ، ودم أحمر ، وانقسام اسود ، أنا الشهيد الذي غضب ، والمفكر الذي لم يعد يسيل مداد قلمه حزنا ورثاءاً عليكم ..... نعم أيها القائد والمفكر الشهيد فتحي الشقاقي لم أكتب إنشاء كما يعشق الكثير من الأقلام الجوفاء في مهرجانات فارغة إلا من طبول الزعيق والنعيق ... كتبت لك كما كتبت أنت لفلسطين بالحب والعشق بالدم والفداء والتضحية ، كما تمنيت أن يكتب غيرك ، وكما تمني كل من سار على دربك .... نقشتم لنا لوحة بيضاء متوهجة بأهازيج وطنية لتشكل ملحمة في الفن الاستشهادي والثقافي والفكري والثوري ، ولكننا قفزنا عن حقيقتنا ، وارتدينا أقنعة الزيف لنعيد تشكيل فلسطين ولوحتها مرة أخرى بألوان زيتية قاتمة ، وثقافة ظلامية قاتلة ، فَهب الابن يقذف أباة بصاروخ ، والأخ يطلق على أخيه رصاص الإعاقة ، والسجان والمسجون كلاً يتحدث لغة عربية بلهجة فلسطينية ... ويقولون لنا احتفلوا ..... نحتفل بذكري الأطهر ين في حضرة الغير أطهرين ... ونتبادل الأحضان والقلوب تحمل من الغل ما ينسف وطن ... كنت فدائياً وأنت تغادر مقرك إلى طرابلس لتعيد من غضب منهم القذافي فاستشهدت كما استشهد القادة ، ولكن من سيعيد من هربوا اليوم إلى القاهرة من طيش الرصاص القاتل من بنادق مقاتلة ، ومن يعيد من رفعوا الآيادي استرحاما باليهود ، ومن سيعيد الغائبين في زنازين منسية بسجون مظلمة مطلية بالدم الواحد . أرثيك بحفلة ثقافية ، ومهرجان خطابي لنعيد رائحة الأمل المعطر بالوطن إلى أجساد تتأفف من عفونتها أنوف تتخذ من الوطنية رداء ، ومن فلسطين غطاءٌ ... سلاماً إليك وسلاماً لروحك .... سلاماً إليك وسلاما لقلمك ولفكرك ..... وسلاما لكل من اتبع هداك
نحتاجك كما نحتاج القمر في ليلة ظلماء ، نحتاجك كما نحتاج أشعة الشمس الدافئة في نهار ممطر بارد ، نحتاجك لنعيد إنتاج مخزوننا العقلي ، وشحذ نبضاتنا الوطنية ، التي تاهت بين ثقافة الاغتراب عن الهوية وثقافة المجهول ، نحتاجك ونحن نبحث عن ذواتنا الفكرية ، وننبش بين التاريخ عن عقول توارت هناك بين مداد القلم ومداد العقل ، لم تبتسم ولم تضحك ولم ترتفع هامتك ، يوما وأنت ترى وطنٌ سالت لأجله دمائك ، وشعباً ذهبت لأجله شهيداً ، تغزوه ثقافة الانقسام والتفسخ. أتسامحنا أيها المفكر ، وتغفر لنا ظلمة جاهليتنا هذه ؟ لقد كنت تعانق المجد كلما رأيت جيشاً من المناضلين والثوار يعانقون الشمس خلف الأسوار ، والقيد يزين معاصمهم دفاعا عن فلسطين ، أما اليوم وبعد أن تركتنا نعانق القهر
ونحن نري زنازين الوطن تمتلئ بحملة البنادق ، ورافعي راية المقاومة ، في زنازين غزة ورام الله . أتبارك لنا احتفالنا بذكري استشهادك ، التي أبيت إلا أن تغادر الحياة من أجل حق شعباً هجرته المآسي ، نعم أيها المفكر القائد : دعوني لحضور احتفالك الثقافي دعوة خاصة ، فلم ألبي .... تمرداً على الاحتفال لأنك لا تهواه ولا تحبه ولا تريدنا أن نحتفل وكؤوس المر تعانق جاهلية ثقافتنا ، فماذا لو سألتك وأنا هنا فوق السطح وأنت تحته. أين لنا أن نحتفل ؟ ومتي نحتفل ؟ الآن أستمع لأنين صوتك ، وحشرجات غضبك تنطلق من أصداء جنتك ، أعيدوا للعقول قيمتها ورونقها ونضالها ، أعيدوا صياغة الثقافة والفكر والتاريخ ، أعيدوا لي ولكل الشهداء ابتسامه تاهت ، وعيون أضحت لا ترى إلا الموت وجيوش الإعاقات ، والدمعة الموشحة لخدود أمهاتنا الثكلى من نيران بعضنا ، ورصاص انقسامنا ، احتفلوا عندما لا نكتب حكومة غزة ورام الله ، ورئيس شرعي ووزير غير شرعي ، اخرجوا من جلباب العار ، واغسلوا الوجوه الكاظمة السوداء الشاحبة المكللة بالعار ، أعيدوني لفلسطين مع رفاقي ، إنني الجسد المسجي على فردوس أخضر يلفه علم أبيض ، ودم أحمر ، وانقسام اسود ، أنا الشهيد الذي غضب ، والمفكر الذي لم يعد يسيل مداد قلمه حزنا ورثاءاً عليكم ..... نعم أيها القائد والمفكر الشهيد فتحي الشقاقي لم أكتب إنشاء كما يعشق الكثير من الأقلام الجوفاء في مهرجانات فارغة إلا من طبول الزعيق والنعيق ... كتبت لك كما كتبت أنت لفلسطين بالحب والعشق بالدم والفداء والتضحية ، كما تمنيت أن يكتب غيرك ، وكما تمني كل من سار على دربك .... نقشتم لنا لوحة بيضاء متوهجة بأهازيج وطنية لتشكل ملحمة في الفن الاستشهادي والثقافي والفكري والثوري ، ولكننا قفزنا عن حقيقتنا ، وارتدينا أقنعة الزيف لنعيد تشكيل فلسطين ولوحتها مرة أخرى بألوان زيتية قاتمة ، وثقافة ظلامية قاتلة ، فَهب الابن يقذف أباة بصاروخ ، والأخ يطلق على أخيه رصاص الإعاقة ، والسجان والمسجون كلاً يتحدث لغة عربية بلهجة فلسطينية ... ويقولون لنا احتفلوا ..... نحتفل بذكري الأطهر ين في حضرة الغير أطهرين ... ونتبادل الأحضان والقلوب تحمل من الغل ما ينسف وطن ... كنت فدائياً وأنت تغادر مقرك إلى طرابلس لتعيد من غضب منهم القذافي فاستشهدت كما استشهد القادة ، ولكن من سيعيد من هربوا اليوم إلى القاهرة من طيش الرصاص القاتل من بنادق مقاتلة ، ومن يعيد من رفعوا الآيادي استرحاما باليهود ، ومن سيعيد الغائبين في زنازين منسية بسجون مظلمة مطلية بالدم الواحد . أرثيك بحفلة ثقافية ، ومهرجان خطابي لنعيد رائحة الأمل المعطر بالوطن إلى أجساد تتأفف من عفونتها أنوف تتخذ من الوطنية رداء ، ومن فلسطين غطاءٌ ... سلاماً إليك وسلاماً لروحك .... سلاماً إليك وسلاما لقلمك ولفكرك ..... وسلاما لكل من اتبع هداك
تعليق