السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البــدايـــة || في هذا الموضوع نتطرق للـِ حديث حول موقف حركة الجهاد الإسلامي من الشيعة والتي يتحدث به الأمين العام للــِ حركة الدكتور رمضان شلح خاصة فـِ ظل الغمز واللمز الذي تتعرض له الحركة منذ بداياتها.
وبين طيات الحديث يوضح الرؤية الكاملة تجاه هذه المسألة الحساسة ويعرض النظرة الخاصة بـِ الحركة تجاه عدد من القضايا ذات الصلة.
الموضوع من عمل الاخ المشرف محمد عز الدين وقمت بتنزيله بالنيابة عنه بسبب مشاكل النت والكهرباء لذلك وجب التنويه
البــدايـــة || في هذا الموضوع نتطرق للـِ حديث حول موقف حركة الجهاد الإسلامي من الشيعة والتي يتحدث به الأمين العام للــِ حركة الدكتور رمضان شلح خاصة فـِ ظل الغمز واللمز الذي تتعرض له الحركة منذ بداياتها.
وبين طيات الحديث يوضح الرؤية الكاملة تجاه هذه المسألة الحساسة ويعرض النظرة الخاصة بـِ الحركة تجاه عدد من القضايا ذات الصلة.
لـِ وضع النقاط عـ الحروف >> موقف حركة الجهاد من الشيعة << بـِ قلم الأمين العام الدكتور رمضان عبد الله شلح ..!
أولاً : الجميع يعرف أن حركة الجهاد الإسلامي هي حركة مقاومة إسلامية سنية عقيدتها عقيدة أهل السنة والجماعة التي هي في الخريطة العقدية المذهبية للـِ أمة عقيدة المسلمين فـِ فلسطين التي تخلو من أية مذاهب إسلامية أخرى ، هذه هي الهوية المذهبية لـِ حركة الجهاد التي تضم آلاف المجاهدين المعروفين بـِ أنسابهم وأصولهم الإسلامية و الاجتماعية والأسرية وتشهد لهم ساحات الجهاد والفداء فـِ مقارعة العدو الصهيوني .
ثانياً : إن حركة الجهاد التي يشهد القاصي والداني بـِ جرأتها فـِ الحق ووضوحها وإصرارها على التمسك بـِ مبادئها ، وتصدح بما تعتقد إنه الحق فـِ كل المواطن مهما كثر المخالفون لها ، ومهما كانت التبعات ، لو كان لديها أي ميل أو إعتناق لـِ أي مبدأ أو فكر أو انتماء غير انتمائها لـِ عقيدة أهل السنة والجماعة ، وقبل ذلك انتماؤها للـِ إسلام العظيم ، فـ إنها بـِ فضل الله سبحانه تملك من الشجاعة والثقة بـِ النفس ما يجعلها تفصح بها دون أي تردد أو خشية من أحد .
ثالثاً : نحن فـِ حركة الجهاد لا نكفر أحداً من أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، سلاح التكفير بـِ رأينا هو أخطر سلاح يفتك الأمة من داخلها اليوم ، وعقيدتنا فيه ، منذ نشأة الحركة هي عقيدة أهل السنة التي تحتاط وتحترز فيه أشد الإحتياط والإحتراز ، لما يترتب عليه من سفك لـِ دماء المسلمين وإستباحة أموالهم وأعراضهم وسائر حرماتهم . الإمام أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ يقول : " الخطأ فـِ ترك ألف كافر أهون من الخطأ فـِ سفك محجمة من دم المسلمين " . و للــ شيخ محمد عبده ـ رحمه الله ـ قول جميل فـِ توضيح موقف المسلمين من مسألة التكفير جاء فيه " اشتهر بين المسلمين وعُرف من قواعد دينهم إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ، ويحتمل الإيمان من وجه واحد ، حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر " .
رابعاً : بـِ النسبة للـِ شيعة فـ موقفنا منهم هو موقف جمهور الأمة الذي يعتبرهم مسلمين من أهل القبلة ، بيننا وبينهم خلاف ، لكنه لا يخرج من الملة ، وقد أكدت كل الكتب ومصادر أهل السنة فـِ فرق الإسلامية على أن الشيعة ، عدا الغلاة ، من فرق المسلمين ولا يوجد كتاب يخرجهم من فرق الإسلام . وقد نصت وثيقة مكة التي صدرت بـِ رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي فـِ تشرين أول أكتوبر 2006 بـِ شأن ما يجري من فتنة فـِ العراق أن " المسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وبـِ هذه الشهادة يعصم دمه وماله ، ويدخل فـِ ذلك الشيعة والسنة جميعاً " وحول إختلاف السنة والشيعة ترى الوثيقة إنه " ليس إختلافاً فـِ أصول الإيمان وأركان الإسلام ، ولا يجوز لـِ أحد من المسلمين أن يكفر الآخر ، ولا يجوز شرعاً إدانة مذهب بـِ سبب جرائم بعض أتباعه " .
خامساً : نحن فـِ حركة الجهاد حركة مقاومة واجبها الأول والمباشر قتال العدو الصهيوني فـِ فلسطين ، لذا فـ نحن نلتقي مع كل من يقاتل " إسرائيل " أو يعاديها ، سواء كان من السنة أو الشيعة ، أو حتى لو كان من غير العرب والمسلمين وإن أي إقحام لـِ قضايا السجال المذهبي أو العقائدي وإيجاد أعداء مفترضين فـِ عقولنا وفـِ ساحتنا الفلسطينية التي تخلو من الشيعة ، إنما يهدف إلى إحداث الفتنة التي ينفخ فيها أعداء بـِ هدف تفكيك الأمة وتفجيرها من داخلها . إن قضايا الخلافات المذهبية بيننا وبين إخواننا الشيعة ليست وليدة اللحظة ، بل موغلة قدماً فـِ التاريخ ، وإن نبشها وإثارتها فـِ فلسطين من أي طرف كان هو إثارة لـِ فتنة لا تخدم سوى عدونا ، ويؤدي بـِ النتيجة إلى صرف أنظارنا عن عدونا الحقيقي ، وحرف البوصلة جهادنا عن وجهتها الصحيحة ، وهي دفع العدوان الصهيوني عن شعبنا وأرضنا ، إن الخوض فـِ مسائل الخلافات المذهبية ليس من إختصاصنا بل هو من اختصاص العلماء وأهل العلم والفقه الذين من حقهم ومن واجبهم تبيانها للـِ ناس ، ولكن ليس من حقنا أو واجبنا نحن المجاهدين أن ننشغل بها عن جهادنا ، أو نجعلها مانعاً أو عائقاً يحول دون التعاون بيننا وبين المسلمين الشيعة ، أو التلاحم والوقوف صفاً واحداً فـِ مواجهة " إسرائيل " والتصدي لـِ أطماعها ومخططاتها ضد الأمة .
سادساً : نعم ، نحن أيدنا الثورة الإسلامية الإيرانية ، مثلنا مثل بقية الشعوب العربية الإسلامية ، ولكن الذي عارضها وحاربها خشية أن تصبح نموذجاً يُعمّم هم بعض الحكام ، ولم يكن تأييدنا للـِ ثورة أو علاقتنا بها فـِ يوم من الأيام على خلفية مذهبية ، بـِ دليل أن الثورة أسقطت شاه إيران الشيعي المذهب وتعاطف معه وأيده وأواه حكام عرب ينتمون لـِ أهل السنة ..! كان درس الثورة بـِ النسبة لنا هو درس نهوض الشعوب لـِ تغيير المنكر واسترداد حقوقها المضيعة بـِ أيديها ، بغض النظر عن الانتماءات العقائدية والمذهبية لـِ هذه الشعوب ، وهذا ينطبق على علاقتنا بـِ حزب الله الذي نرى فـِ إنتصاره على الكيان الصهيوني عام 2000 وعام 2006 إنتصاراً للـِ عرب والمسلمين ، وهو إنتصار كان له وقع كبير لدى جماهير الأمة المقهورة والمنكسرة ، التي شعرت أن حزب اله رد إليها قسطاً من كرامتها ورفع رأسها ، وأثبت أنه لا يوجد عدو لا يًقهر إذا وُجد الجهاد ووُجدت الإرادة والإيمان والتضحية .
هذه هي المرتكزات الأساسية التي تلخص رؤيتنا لـِ هذه المسألة الحساسة وتحكم علاقتنا بـِ إيران وحزب الله . وهي من صميم مبادئنا وعقيدتنا ، هذا معلوم لـِ أبناء حركة الجهاد الإسلامي ، ومعلوم لـِ كل من يعرف حركة الجهاد عن قرب من أبناء شعبنا وأمتنا . إذن من أين يأتي الحديث عن الميل إلى الشيعة ؟! للـِ أسف ، يبدو أن هناك من أخذ قراراً ، ولـِ حاجة فـِ نفس يعقوب ، بـِ أن تظل حركة الجهاد هي الفريسة المفضلة لـِ هذه الفرية ، بـِ الإستناد إلى علاقتنا بـِ إيران وحزب الله التي لا تخرج عن الضوابط السابقة ولا تزيد عن علاقة غيرنا فـِ الساحة الفلسطينية بهم . وهو ينجح لـِ أسف فـِ استقطاب بعض الطيبين ممن لديهم الغيرة على الدين والعقيدة ، ولم يخبروا جيداً ألاعيب السياسة .. لـِ هؤلاء ولـِ كل الذين يخشـون من هبوب رياح مذهبية إلى فلسطين أو حركة الجهاد أقول : إطمئنوا .. إن الشعب الفلسطيني ، شعب يملك الوعي والإيمان والبصيرة التي تكفي لـِ يحجب بها نفسه عن نار الفتنة ، وهو يبحث عمن يعينه على تحرير وطنه ، وتخليصه من الظلم ، لا من يغير مذهبه ، وهو لا يشك فـِ سلامة عقيدته ، ويدرك أن الإنتصار أو الهزيمة لا تكفي لـِ تصويب العقيدة وتخطئة أخرى ، وإلا ماذا بـِ شأن عقيدة المتحالفين مع أمريكا فـِ العراق أو المتخاذلين عن مقاومتها وهم بـِ المناسبة فيهم من السنة والشيعة .؟!
إن الحرب الدعائية المغرضة التي يشنها البعض ، عن قصد وسبق إصرار ، ضد حركة الجهاد لـِ تشويه صورتها ، لا أبالغ إن قلت إنها أشد وقعاً على نفوس مجاهدينا من وقع الحرب الصهيونية التي تلاحقهم بـِ الإغتيال والإعتقال وكل أشكال العدوان ؟! إنها تندرج للـِ أسف فـِ إطار محاولة التصفية المعنوية لـِ حركة الجهاد وقيادتها ورموزها حين تعجز " إسرائيل " عن التصفية الجسدية لهم ، أي أنها إغتيال معنوي يواكب الإغتيالات التي يقوم بها العدو ضد المجاهدين .
إن من يشارك فـِ هذه الحرب الحرام ضد المجاهدين إنما يصدون عن سبيل الله من حيث يدرون أو لا يدرون ، وهذا ليس مبالغة أو تهويلاً ، بل هو عين الحقيقة لـِ أن حركة الجهاد بكل تواضع هي حركة إسلامية نذرت نفسها لله ، ولا سبيل لها ولا طريق سوى قتال أعداء الله الغاصبين لـِ مسرى نبينا وقبلتنا الأولى فلسطين ، والذين يصدون الناس عن حركة الجهاد بما يشيعون عنها دسائس وإفتراءات وأكاذيب ، إنما يصدون عن دين الله وعن الجهاد فـِ سبيله ، إننا نحتسب ذلك عند الله عز وجل ، فـ هو حسبنا ونعم الوكيل ، ونذكر كل من يظنون إنهم يحسنون صنعاً ، ويدافعون عن الإسلام بـِ تشهيرهم بـِ حركة الجهاد وتنفير الناس منها ، أن يتقوا الله فـِ أنفسهم وفـِ إخوانهم المجاهدين ، وأن يتبينوا و يتثبتوا قبل أن يصيبوا المجاهدين بـِ جهالة ، وأن يمتثلوا لـِ قول تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم " ، وأن يلتزموا الدليل ، ويترفعوا عن التشبه بـِ أخلاق من قال الله فيهم " سماعون للكذب " والعياذ بـِ الله . ونسأل الله لنا ولهم الهداية والمغفرة .
المصدر : مجلة صوت الجهاد الإسلامي * العدد الثاني عشر * " مجلة شهرية تصدر عن حركة الجهاد الإسلامي فـِ فلسطين ..
الموضوع من عمل الاخ المشرف محمد عز الدين وقمت بتنزيله بالنيابة عنه بسبب مشاكل النت والكهرباء لذلك وجب التنويه
تعليق