بسم الله الرحمن الرحيم
سنمضي إلى الله في كل حين ... و لا نخشى ظلما و لا ظالمين
لقانا هنالك في الخالدين ... جنان و نهر و الحور عين
يا ابن الجهاد طريقنا طويل ... فما عاد يجدي البكاء و العويل
سيبقى دوما سيفنا سليل ... لنضرب رقاب العدو الذليل
لقانا هنالك في الخالدين ... جنان و نهر و الحور عين
يا ابن الجهاد طريقنا طويل ... فما عاد يجدي البكاء و العويل
سيبقى دوما سيفنا سليل ... لنضرب رقاب العدو الذليل
ارفع جناحك يا علم .. أدّ التحية و القسم .. لشهيدنا الحر الأبي .. للمجاهد البطل الأشم .. أي طهارة تلك .. و أي قداسة تلك التي تتميز بها ذكراكم أيها الشهداء فأنتم وقودنا للمسير نحو الأقصى .. و أنتم الشاهدون على زيف المرحلة .. كيف لا و الأرض ما زالت تتلون بلون دمكم الأحمر القاني ..
عندما نتحدث عن أولئك الرجال الذين رسموا لنا الطريق وكتبوا لنا التاريخ بدمائهم أولئك هم رجال الله في أرضه الذين دفعوا ضريبة الحق بأغلى ثمن فكانت دمائهم هي الضريبة حيث بيت ليت الضربة المزدوجة فبها نالوا العزة والكرامة والشرف والرفعة ..
كان صباح يوم الأحد الثاني والعشرين من يناير عام 1995 .. و كان الجميع يستعد للذهاب إلى عمله .. و هناك في بيت ليد يستعد الجنود للخروج في حافلاتهم للإمعان في قتل شعبنا .. و فجأة ..... انفجار كبير يهز المكان .. الأشلاء تطايرت .. و الدماء سالت .. و الحافلات احترقت .. لا أحد يدري ما الذي حدث .. و بعد لحظات وصلت سيارات الإسعاف لتنقل القتلى و الجرحى .. و هناك .. في الجانب الآخر ... كان الأسد الثاني ينتظر و بفارغ الصبر .. ينتظر قدوم الفريسة .. حتى تجمع الصهاينة .. فانقض الأسد الثاني عليهم بصوت الله أكبر يهز الأرض من تحتهم و يدوي الانفجار الآخر .. فعلا الصراخ .. و تناثرات الأشلاء .. و الموتى بالعشرات .. و الجرحى بالمئات .. و اكتظت المستشفيات .. و العدو يعيش حالة التخبط .. لا يدري ما هي المصيبة التي حلت به في هذا الصباح النكد ..
تناقلت وسائل الإعلام الخبر بسرعة و رد فعله على الجانبين الفلسطيني و الصهيوني .. أما على الجانب الفلسطيني .. فرحة تعم الشارع .. و أصوات التكبير علت .. و زغردت النساء فرحا .. و وزعت الحلوى .. و الجميع ينتظر بترقب .. ترى ؟؟ من هذا الأسد الذي أرضعته أمه حب فلسطين ؟؟ من هذا الذي يمتلك كل هذه الجرأة ليفجر نفسه في وسط الجنود ؟؟ .. طوبى لتلك الأم التي أنجبته .. فحق لنا أن نقبل يديها على إنجابها ذلك الأسد ..
أما هناك .. و على الجانب الآخر .. إسعافات تنقل .. و أكياس سوداء يوضع بها القتلى .. و حالة من الذعر تسود المكان .. و الجميع يسأل في حيرة من أمره : ما الذي حدث ؟؟ و كيف ؟؟ .. و يعلن العدو الصهيوني أن عدد القتلى في العملية ( الإرهابية ) قد وصل إلى مقتل 23 صهيونيا و إصابة حوالي 100 آخرين .. و يخرج رئيس وزرائهم آنذاك الملعون إسحاق رابين معلنا حالة اليأس و العجز لديه و يقول : " ماذا تريدون مني أن أفعل ؟؟ كيف أرد شابا عن الموت و هو يحمل على صدره عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات ؟؟ أتريدونني أن أعاقبهم بالموت و هم يبحثون عنه ؟؟ " .. و ليقوم الموساد الصهيوني بوضع اسم الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام للجهاد الإسلامي على رأس قائمة المطلوبين لديه ردا على هذه العملية البطولية .. ليتم اغتياله بعدها بشهور ..
رحل هؤلاء الرجال أنور سكر وصلاح شاكر إلى ربهم وما زالت ذكراهم خالدة نتذكرهم دائما فهم الذين بثوا فينا حب الجهاد والاستشهاد ، لكن .. يخرج علينا في هذه الأيام وبكثرة أناس مرجفون ومثبطون ومنبطحون يشككون في هذا الطريق الذي سلكه هؤلاء الرجال يشككون في جهادهم وشرعيتهم والنهج الذي ساروا عليه ، فنقول لهم ونرد على ادعائهم أن قافلة الشهادة مستمرة أما الكلاب فدعوها تنبح كما تشاء ..
فعندما يمضي الحق إلى الغاية التي أرساها هؤلاء الرجال بثبات ويقين ، ومن دون أن يلتفتوا إلى هذه التفاهات وهذا الكلام الباطل تطل علينا هذه الفئة من المنافقين والمرجفين لتنبح وتشكك في الطريق التي اخترتموها وتدعوا الناس إلى الابتعاد عنه وما أكثرهم في هذا الزمان فإنا نقول لهم أن قافلة الشهادة مستمرة ولا تراجع .
رحل هؤلاء الغرباء وهم الذين تقدموا حينما تراجع الناس ، وهم الذين تأخروا عن مواضع الشهرة والسمعة والرياء ، هم الذين نذروا نفوسهم عندما شحت على الآخرين ، وهم الذين وقفوا في وجه الطواغيت عندما هادن البعض و والاهم من دون الله ، هم الذين تكلم عنهم أهل الباطل فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ، هم الذين لا يغرهم كثرة الهالكين ، وهم الذين لا يثنيهم ذلك عن نصرة هذا الدين ، لا يضرهم قلة الأنصار ووحشة الطريق ، هم القابضون على الجمر في زمن الغربة ، هم أبناء سرايا القدس أصحاب النهج الممتد إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام تمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم يبحثون عن الموت .. شعارهم نلقى الأحبة محمد وصحبه ..
حرصوا على الشهادة و أي شهادة أعظم من القتل في سبيل الله فلله درهم وعلى الله أجرهم و الملتقى الجنة
حرصوا على الشهادة و أي شهادة أعظم من القتل في سبيل الله فلله درهم وعلى الله أجرهم و الملتقى الجنة
فسلام عليكم أيها الشهداء .. سلام عليكم في الخالدين و إلى أن نلتقي هناك في عليين بإذن رب العالمين .. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
إخوانكم : صدق الدم , عزالدين الفارس
تعليق