ماهو موقف حركة الجهاد الإسلامي من منظمة التحرير الفلسطينية؟
ولدت م.ت.ف على يد النظام العربي الرسمي ممثلاً بقرار القمة العربية رقم 1/1964 وبمسعى ناصري إلا أنها جاءت أيضاً تحت ضغط فلسطيني بحثاً عن التمثيل وإبراز الهوية الوطنية.
عُقد المجلس الوطني الفلسطيني الأول في القدس (28/5/1964) حيث تم الإعلان عن تأسيس المنظمة وإقرار ميثاقها القومي الفلسطيني. وفي عام 1966 تمت إزالة السيد أحمد الشقيري عن قيادة المنظمة وتولت الفصائل الفلسطينية المقاتلة (بزعامة فتح) ـ والتي برز دورها بعد نكبة 1967 ـ قيادة المنظمة. وتم تحديد المرحلة الحالية من نضال الشعب الفلسطيني بأنها مرحلة كفاح وطني. كما تم التأكيد على ما سمي بالشرعية الثورية وتمثيل المنظمة لقوة الثورة الفلسطينية .. كما تم التأكيد بشكل قاطع على رفض كل مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية.
أعطت تلك الأيام للفلسطينيين شعوراً قوياً بالذات والهوية الوطنية ولكن شيئاً فشيئاً بدأ المشروع الوطني الفلسطيني (المنظمة) يغادر منطلقاته الأساسية، حتى وصل في أقل من ربع قرن إلى الإقرار بشرعية العدو الصهيوني على 80% من أرض فلسطين واستعد لقبول نوع من الحكم الذاتي على الخمس الباقي من الأرض، إضافةً إلى هذا التراجع السياسي الكبير فقد سادت فوضى الأيديولوجيا صفوف المنظمة قبل أن تخسر الأيديولوجيا تماماً في السنوات الأخيرة . أما الفساد الإداري والفشل التنظيمي فهو الأمر الذي لا ينكره فصيل واحد من منظمة التحرير.
في ظل هذه الأزمة الخانقة كان لابد من البحث عن مخرج أو بديل!
***
لا يوجد في أدبيات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ما يشير إلى أنها طرحت نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية. ولا يوجد في أدبياتها معارضة واضحة لإمكانية اعتبار المنظمة إطاراً جامعا لقوى شعبنا السياسية.
ولكن الحركة كانت تعتبر أنه من حقها وواجبها طرح أيديولوجيا باعثة مقاتلة مقابل فوضى الأيديولوجيا وتغريبها ثم انسحابها. ورأت حركة الجهاد أن هذه الأيديولوجيا الحية الباعثة هي الإسلام عقيدة الأمة ومحور تاريخها وتراثها، الإسلام الذي استثنته فصائل المنظمة بعمومها ، ومنها من حاربه بلا هوادة في مرحلة ما إن لم يكن في كل وقت.
كما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن فلسطين ـ كل فلسطين ـ قاسم مشترك يجمع كافة القوى السياسية المناضلة لأجل تحريرها وأكدت على إمكانية التعاون بين هذه القوى بغض النظر عن مسألة الأيديولوجيا ورغم أهمية هذه المسألة. إن أهمية وخطورة وقداسة القضية الفلسطينية في حد ذاتها وإن وحدة الجامعة الحضاري لكافة القوى السياسية الفلسطينية بغض النظر عن تفصيلات أو اجتهادات أيديولوجية .. إن كل هذا يسمح بل يستدعي ويؤكد على ضرورة لقاء كافة القوى الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني ولأجل تحرير كامل فلسطين بالجهاد المسلح.
ومن هنا لم ينصب خلاف الجهاد الإسلامي مع المنظمة على كونها إطاراً جامعاً لقوى الشعب الفلسطيني السياسية أم لا ، ولكنه انصب على المحتوى والمضمون. فقوة ومصداقية وشرعية م.ت.ف كإطار سياسي أو تنظيمي جامع لا يتأتى من عدد سفاراتها أو من تواجدها في المحافل الدبلوماسية بل يمكن أن يأتي فقط من تصعيد الكفاح المسلح واستنفار الأمة وتجسيد وحدتها وتعبئة طاقاتها وقواها المجاهدة كشرط لازم لكسر وتجاوز توازن القوى الظالم والمستند على التجزئة والهيمنة الاستعمارية وصولاً إلى إعادة بناء توازن قوى في صالح قضيتنا العادلة والذي هو أيضاً شرط لازم لأي إنجاز على المستوى الدولي.
إن حركة الجهاد الإسلامي ترى أن الخطر الأكبر على شعبنا وقضيته يكمن في تمزيق برنامج وتوجهات نضالنا وجهادنا قبل أن يكون في هيكلية م.ت.ف وفي ضعف بنيانها.
إن وحدة الخط النضالي وصلابته أسبق من وحدة الإطار. فما فائدة أن نطلب من جميع القوى السياسية الفلسطينية الالتزام في إطار منظمة التحرير إذا كان برنامج منظمة التحرير يعلن ويكرس التفريط بحق شعبنا في وطنه وبحقه في الجهاد والكفاح المسلح لأجل تحريره.
ومن هنا ترفض حركة الجهاد الإسلامي المساومة على عدد من المقاعد في المجلس الوطني الفلسطيني أو على ضمانات تنظيمية أو إدارية لأن المسألة الأهم والأولى تكمن في صلابة الخط الجهادي وبرنامج النضال.
إن رفض الاعتراف بشرعية العدو الصهيوني على أي شبر من فلسطين واعتبار الكفاح والجهاد المسلح طريقاً لتحرير فلسطين وعدم التنازل عن الميثاق الوطني الذي أكد على حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه، وإعادة الاعتبار للإسلام كإطار لصراعنا الحضاري ضد الهجمة الصهيونية.هي الشروط التي تراها حركة الجهاد الإسلامي ضرورية للتعاون مع كافة القوى الفلسطينية ضمن إطار جامع كمنظمة التحرير.
ولكننا نود أن نؤكد أن خلافنا الأيديولوجي والسياسي مع أي طرف أو جزء من أجزاء شعبنا الفلسطيني لا يمكن حسمه إلا بالحوار الفكري والسياسي ، بعيداً عن العنف ، فالعنف فقط ضد العدو الصهيوني.
ولدت م.ت.ف على يد النظام العربي الرسمي ممثلاً بقرار القمة العربية رقم 1/1964 وبمسعى ناصري إلا أنها جاءت أيضاً تحت ضغط فلسطيني بحثاً عن التمثيل وإبراز الهوية الوطنية.
عُقد المجلس الوطني الفلسطيني الأول في القدس (28/5/1964) حيث تم الإعلان عن تأسيس المنظمة وإقرار ميثاقها القومي الفلسطيني. وفي عام 1966 تمت إزالة السيد أحمد الشقيري عن قيادة المنظمة وتولت الفصائل الفلسطينية المقاتلة (بزعامة فتح) ـ والتي برز دورها بعد نكبة 1967 ـ قيادة المنظمة. وتم تحديد المرحلة الحالية من نضال الشعب الفلسطيني بأنها مرحلة كفاح وطني. كما تم التأكيد على ما سمي بالشرعية الثورية وتمثيل المنظمة لقوة الثورة الفلسطينية .. كما تم التأكيد بشكل قاطع على رفض كل مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية.
أعطت تلك الأيام للفلسطينيين شعوراً قوياً بالذات والهوية الوطنية ولكن شيئاً فشيئاً بدأ المشروع الوطني الفلسطيني (المنظمة) يغادر منطلقاته الأساسية، حتى وصل في أقل من ربع قرن إلى الإقرار بشرعية العدو الصهيوني على 80% من أرض فلسطين واستعد لقبول نوع من الحكم الذاتي على الخمس الباقي من الأرض، إضافةً إلى هذا التراجع السياسي الكبير فقد سادت فوضى الأيديولوجيا صفوف المنظمة قبل أن تخسر الأيديولوجيا تماماً في السنوات الأخيرة . أما الفساد الإداري والفشل التنظيمي فهو الأمر الذي لا ينكره فصيل واحد من منظمة التحرير.
في ظل هذه الأزمة الخانقة كان لابد من البحث عن مخرج أو بديل!
***
لا يوجد في أدبيات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ما يشير إلى أنها طرحت نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية. ولا يوجد في أدبياتها معارضة واضحة لإمكانية اعتبار المنظمة إطاراً جامعا لقوى شعبنا السياسية.
ولكن الحركة كانت تعتبر أنه من حقها وواجبها طرح أيديولوجيا باعثة مقاتلة مقابل فوضى الأيديولوجيا وتغريبها ثم انسحابها. ورأت حركة الجهاد أن هذه الأيديولوجيا الحية الباعثة هي الإسلام عقيدة الأمة ومحور تاريخها وتراثها، الإسلام الذي استثنته فصائل المنظمة بعمومها ، ومنها من حاربه بلا هوادة في مرحلة ما إن لم يكن في كل وقت.
كما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن فلسطين ـ كل فلسطين ـ قاسم مشترك يجمع كافة القوى السياسية المناضلة لأجل تحريرها وأكدت على إمكانية التعاون بين هذه القوى بغض النظر عن مسألة الأيديولوجيا ورغم أهمية هذه المسألة. إن أهمية وخطورة وقداسة القضية الفلسطينية في حد ذاتها وإن وحدة الجامعة الحضاري لكافة القوى السياسية الفلسطينية بغض النظر عن تفصيلات أو اجتهادات أيديولوجية .. إن كل هذا يسمح بل يستدعي ويؤكد على ضرورة لقاء كافة القوى الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني ولأجل تحرير كامل فلسطين بالجهاد المسلح.
ومن هنا لم ينصب خلاف الجهاد الإسلامي مع المنظمة على كونها إطاراً جامعاً لقوى الشعب الفلسطيني السياسية أم لا ، ولكنه انصب على المحتوى والمضمون. فقوة ومصداقية وشرعية م.ت.ف كإطار سياسي أو تنظيمي جامع لا يتأتى من عدد سفاراتها أو من تواجدها في المحافل الدبلوماسية بل يمكن أن يأتي فقط من تصعيد الكفاح المسلح واستنفار الأمة وتجسيد وحدتها وتعبئة طاقاتها وقواها المجاهدة كشرط لازم لكسر وتجاوز توازن القوى الظالم والمستند على التجزئة والهيمنة الاستعمارية وصولاً إلى إعادة بناء توازن قوى في صالح قضيتنا العادلة والذي هو أيضاً شرط لازم لأي إنجاز على المستوى الدولي.
إن حركة الجهاد الإسلامي ترى أن الخطر الأكبر على شعبنا وقضيته يكمن في تمزيق برنامج وتوجهات نضالنا وجهادنا قبل أن يكون في هيكلية م.ت.ف وفي ضعف بنيانها.
إن وحدة الخط النضالي وصلابته أسبق من وحدة الإطار. فما فائدة أن نطلب من جميع القوى السياسية الفلسطينية الالتزام في إطار منظمة التحرير إذا كان برنامج منظمة التحرير يعلن ويكرس التفريط بحق شعبنا في وطنه وبحقه في الجهاد والكفاح المسلح لأجل تحريره.
ومن هنا ترفض حركة الجهاد الإسلامي المساومة على عدد من المقاعد في المجلس الوطني الفلسطيني أو على ضمانات تنظيمية أو إدارية لأن المسألة الأهم والأولى تكمن في صلابة الخط الجهادي وبرنامج النضال.
إن رفض الاعتراف بشرعية العدو الصهيوني على أي شبر من فلسطين واعتبار الكفاح والجهاد المسلح طريقاً لتحرير فلسطين وعدم التنازل عن الميثاق الوطني الذي أكد على حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه، وإعادة الاعتبار للإسلام كإطار لصراعنا الحضاري ضد الهجمة الصهيونية.هي الشروط التي تراها حركة الجهاد الإسلامي ضرورية للتعاون مع كافة القوى الفلسطينية ضمن إطار جامع كمنظمة التحرير.
ولكننا نود أن نؤكد أن خلافنا الأيديولوجي والسياسي مع أي طرف أو جزء من أجزاء شعبنا الفلسطيني لا يمكن حسمه إلا بالحوار الفكري والسياسي ، بعيداً عن العنف ، فالعنف فقط ضد العدو الصهيوني.
تعليق