قراءة أولية في خطاب عباس
أ. خالد سيف الدين
عباس: يدعو المجتمع الدولي لما هو أكثر من الإدانة.
كنت آمل من عباس أن يطبق هذه الدعوة على نفسه قبل أن يدعو لها الآخرين (المجتمع الدولي)، أليست الإدانات والشجب والاستنكار هو أسلوب ومنهج عباس السياسي الذي طالما عبّر عنه في الكثير من مواقفه حول المقاومة والصواريخ والعمليات الاستشهادية!! بل تبجح كثيرا في وصفه للصواريخ بالعبثية، والعمليات الاستشهادية بالانتحارية.
عباس: يأمل ويرجو إقامة "هدنة نزيهة" تحقق للشعب الفلسطيني مصالحه.
الآن أصبحت التهدئة في المطمح الكبير والأخير لعباس، حتى يحقق للشعب الفلسطيني مصالحه، والأمن والأمان والاستقرار!!
لقد جربنا الهدنة مع العدو الصهيوني لمرات عديدة، على عهد عرفات وعهد عباس، وأخيرا في عهد حماس.
ما الذي جنته هذه الهدن الهزيلة؟. إن هذه الهدن لم تحقق الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، ولم تجن للشعب الفلسطيني إلا مزيدا من الخسائر والدمار والوهن والصغار.
عباس: فلسطين توّحد ولا تجزيء.. الدعوة إلى الوحدة إلى الوطنية.. يدعو الدول العربية للابتعاد عن التجاذبات السياسية وسياسة المحاور.
أليس حريا بعباس قبل أن يوجه نصائحه للدول العربية ألا تخضع لسياسة التجاذبات، وسياسة المحاور. أن يدعو نفسه أولا ألا يكون طرفا في سياسة المحاور: (المحور الإسرائيلي ـ الأمريكي، إلى جانب الدول العربية المنبطحة والمسماه بالمعتدلة).
إن عباس ارتضى لنفسه أن يكون في جانب الصف الصهيوني ـ الأمريكي، وأن يأخذ بالمواقف الصهيونية والأمريكية فيما يتعلق بالمقاومة وفصائلها، حيث أنه لطالما تهجم على المقاومة، ناهيك عن عمليات الملاحقة والاعتقال والقتل لرجالات المقاومة في الضفة الغربية، وإتيان ممارسات لم يأتها العدو الصهيوني بحق المقاومة.
عباس ينظّر بأن "فلسطين توحد ولا تجزيء"، أليس حريا بعباس أن يجعل من فلسطين والأزمة الحالية التي يمر فيها القطاع، دعوة للحوار والوحدة بعيدا عن التنظير وشاشات الإعلام.
إن حديث عباس عن الوحدة الوطنية لا يبشر بخير، فلا زال يتبع نفس الأسلوب الحزبي الضيق والمشين.
عباس يدعو إلى حوار غير مشروط، وهو أول من وضع الشروط والعراقيل التي تعيق وتعرقل جهود الحوار (المحلية والإقليمية والدولية).
إن دعوة عباس إلى حوار وطني غير مشروط، هو إدعاء كاذب مردود عليه، لطالما وضع العراقيل والعقبات أمام جهود الحوار، مما جعل جميع الجهود تبوء بالفشل.
عباس: يدافع عن مصر
شيء طبيعي من عباس أن يدافع عن مصر، إذ أن عباس ومبارك كلاهما شربا من نفس كأس الانبطاح والذل والهوان للصهيونية وأمريكا.
إن مصر وبشكل لا يدع مجالا للشك لها باع طويل في الهجمات الحربية على غزة، إذ أن تسريبات صحفية بينت أن عمرو سليمان تحدث وبشكل مباشر إلى جلعاد عاموس للقضاء على حماس، إلى جانب "الأحمق" أبو الغيط ـ أسوء وزير خارجية في تاريخ الدبلوماسية المصرية ـ الذي أعطى مباركة واضحة وصريحة بصمته أمام تصريحات ليفني التي كانت تهدد بالحرب على غزة من على أرض مصر.
الشماتة
إن من يمعن النظر في خطاب عباس يلمس فيه الشماتة لما حصل لحماس، وكأنه يبارك هذا العمل. وقد سبقه بهذه الشماتة عدو الله والإسلام والمسلمين والإسلاميين المتصهين (ياسر عبد ربه).
عباس: يدعو إلى إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية.
بكلماته هذه كان يهمز عباس إلى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس. وهي دعوة كاذبة، لطالما تحدث عباس على هاتين الحركتين الدخول إلى المنظمة والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني. ولا يدعو عباس إلى إعادة صياغة المنظمة، إنما يدعو إلى إعادة ترتيب على ما هي عليه من الوهن والضعف والذل والهوان.
عباس: ألا تكون السلطة بابا لتمزق الشعب.
هذا الكلام يا عباس كان حريا بك أن توجهه لذاتك قبل أن توجهه لغيرك، وإن كان الكلام يوجه جزء منه إلى حماس. إذ أن كلا من فتح وحماس جعل السلطة همه، والجماهير لا مكان ولا قيمة ولا اعتبار لها. إنما همهم الأول المصالح الحزبية الضيقة. وخسر وخاب كلا الحزبين.
المؤتمر السادس لحركة فتح.إن عباس مر مرور الكرام على موضوع المؤتمر السادس، وتحدث بكلمات عائمة، متذرعا بالظروف الأمنية في غزة، إذ أنه لا يوجد بارقة أمل في عقد المؤتمر السادس لحركة فتح.
تعليق